لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-15, 11:09 AM   المشاركة رقم: 181
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289766
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: غربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غربة خريف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غربة خريف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي - الفصل السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   مشكورة حبيبتي غروبة علي البارت
و الحمد لله علي سلامتك يا قلبي

الله يسلمك هموووس ويسلم عمرك

هلا وغلا <3

ان شاء الله الاجزاء بأوقات الفراغ يعني بقدرش احدد موعد واخلفه لانه دوامي بالجامعة خربط كل المواعيد

 
 

 

عرض البوم صور غربة خريف  
قديم 24-10-15, 11:19 AM   المشاركة رقم: 182
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289766
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: غربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غربة خريف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غربة خريف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي - الفصل السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تسلم اﻷيااادي ريري

مبدددددعة

والله ما عندي تعليق يوفيك روعتك ..

حكاية ام صلاح قطععت قلبي والله ..

مشهد وصولهم لفلسطين وسجود براءة مؤثر وبدمع العين ..

لحظة دخول المقاومين كانت راااائعة وبتشرف والله


الجواسيس الخونة الله ياخذهم .. بيسلن غلطاانة مفروض تبلغ عنه هي
خايفةةانه رهف تكيد لها او تسبب لها مشكلة.


مشكورة حبيبتي فصلين ابداع

مشكورة يا قمر

لك ودي


○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

حيا الله ببلوميتي والله <3

تسلميلي عنجد ما بعرف شو اردلك .. هي شهادة بعتز فيها

مشكورة ع ردك اللي بفتح النفس :)

منوورة

 
 

 

عرض البوم صور غربة خريف  
قديم 24-10-15, 11:26 AM   المشاركة رقم: 183
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289766
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: غربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداعغربة خريف عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غربة خريف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غربة خريف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي - الفصل السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

روايتي انتفاضة في ظل هذه الانتفاضة تابعوني >>>

الفصل الثامن

12
عكّا \ فلسطين
الأطفال الصغار يركضون نحو الطريق المؤدي للبلد لمشاهدة القادمين ، عدا ولد راح يركض بين الأزقة وهو يصرخ : يا أم علــي .. يا خالــتي أم علــي ، وصل وهو مقطوع النفس عند باب بيتهم أمام أم علي التي تربت على كتفه : شو مالك يا ولد ؟ فوت فوت اشربك ميّة
وهو يدخل ويده على صدره : يا أم علـي .. وصلوا قرايبكم من الأردن
أم علي : كول والله .. تعال .. ناولته كأس ماء ثم أدخلت يدها بخُرج معلّق بجانب الفرن وأعطته حلوى .. هي ملّبس عشان هالبشارة
ركض الولد للخارج وهو يعُدُّ الحلوى التي معه بفرح .. وأم علي ألقت نظرة سريعة على البيت لتتأكد من جاهزيته ثم توجهت للمطبخ وهي تنادي : آيـــــة .. فلسطـــــــــــين تعالِن بسرعة وصلوا عمامكِن
خرجن سريعاً وقد أرتدت آية حجابها وثوباً فلسطينياً ، أمّا فلسطين فقد ارتدت بنطالاً وسترة طويلة تصل إلى منتصف الفخذ ورفعت شعرها كالعادة [ كعكة ] .. ذهبت آية للمطبخ مع أمها تضعان اللمسات الأخيرة على الغداء - الذي أعدته أم علي مع نساء البلد - والضيافة .. وفلسطين وقفت عند الباب لتخبرهم حال وصول الضيوف ..
في السيارة ، براءة تتأمل البيوت القديمة المتراصّة بإعجاب والفتيات كذلك ويضحكن من منظر الأطفال المتحلّقين حول السيارات ، أمّا أم صلاح فهي لا زالت مدهوشة رغم مظهر البيوت القديمة إلا انها جديدة بالنسبة لها لا تشبه عكّا التي غادرتها للمنفى ، تبحث عن مكان .. زاوية .. بقعة تعرفها .. " وين بيتنا ؟ وين البير اللي بظهر الدار ؟ الطاحونة .. طاحونة البلد وينها ؟ " .. " آآآآآآخ يا يما ما ظل اشي ، اويــــل قلبي يا يابا هدموا دارك اللي عمّرتها بشقاك .. اللي صبيتها أنت ورجال البلد وأنتوا تغنّوا ع التحرير " ، لو انها ظلّت بخيالات البيت والأهل دون أن تراها لكان ذلك أخف وطئاً على قلبٍ استهلك دقّاته ، لكن هذه فلسطين ، هذه الدار ، لو هدّموا داري فلسطين كلها داري .. وصلوا إلى بيت أبو علي بعد اختلاف حول من سيستضيفهم ولكن أبو علي أصرّ أن يكون أول بيت يضم عائلته هو بيته ..
فُتح الباب على مصراعيه ، صاح أبو علي في حين كانوا يترجلون من السيارات : يـــا أم علــــي وصلوا ضيوفنــا
خرجت أم علي وهي تزغرد وترحب بهم ، وخلفها آيـة وفلسطين ، كان لقاءً حارّاً فهذه أول مرة للبعض يرى فيها الآخر ، كانت فلسطين مستغربة شكلهم ولهجتهم ولباسهم و .. لهفة جدتها في السلام كأنهم قد رأوا بعضهم قبل ذلك وهي الآن تشتاقها ، جلس الجميع رجالاً ونساءً وشباب وأطفال في [ الحوش ] الكبير، والدموع المحرك لهذه الجلسة ، بعد أن هدأو وارتاحوا من رحلتهم الشّاقة ، قدمو لهم الشاي وراحوا يتحدثون عن البلد وإعجابهم بها وبأثريتها ، وجّهت الجدة أم صلاح حديثها لآية وفلسطين : ما شاء الله عليكم قديش أعماركم ؟
آيـة : أنا 19 وفلسطين 15 ( ابتسمت فلسطين ابتسامة موجزة حين ذُكر اسمها )
الجدة : يا ما شاء الله يا ما شاء الله ، وأنتي يا آية رح تكملي دراستك عند زوجك ؟
انحرجت كثيراً وخصوصاً بوجود الشباب : لا
الجدة : أحسنلك اقعدي ببيت زوجك وربّي ولادك
هزّت رأسها آية والحمرة تغطيها ، وحرارة الجو في ارتفاع مستمر من أحاديث جدتها
الجدة : وأنتي فلسطين شو بتدرسي هسا ؟
فلسطين وهي نصف نائمة : صف تاسع
أبو مصعب : وشو ناوية تدرسي لما تكبري ؟
فلسطين بتفكير : بعرفش
أبو مصعب : هههه كيف يا عمي بتعرفيش ما عندك حلم
فلسطين وهي تحاول إنهاء الحوار بجدية : معنديش
استغرب الجميع جوابها فمنهم من ضحك ومنهم من بدأ يشعر بأنها لا تريد التحدث فحسب ، أكملوا جلستهم ثم وُضع الغداء ، وبعد الغداء ذهب الرجال إلى بيت أبو محمد ليرتاحوا هناك ، والنساء بقين في بيت أبو علي ليناموا في إحدى الغرف الكبيرة التي أعدتها أم علي ..
13
سجن عكّا \ فلسطين
بين أربعة جدران وضوء يتسلل من نافذة صغيرة أعلى الغرفة ، يقبع ذاك الأسير ومعه من الأسرى خمسة يتشاركون غرفة واحدة ، ضيّقة ، مظلمة ، حارّة بحرارة آيار ، منهم من اختار النوم وآخر يقرأ القرآن ، وأحدهم شارف على إتمام ديوان شعري له أسماه " سجين حبك يا وطن " ، بينما كان مالك وخالد ينصتان للمتحدث أمامهما .. منير، شابٌ في مقتبل العمر ، أُسرَ مؤخراً على خلفية نشاطاته التحريضية على الثورة والانتفاضة ، راح يقُصُّ عليهما حكايته " وهاظ أنا يا خوان جيتك شارد منهم واهرب يا منير اهرب يا منير وهما وراي ، وأحاول أضيعهم ويرجعوا يلاقوني هالكلاب كيف بدريش ، المهم والصلاةُ على النبي .." .. " عليه الصلاة والسلام " .. " .. بلشت ادخل الزقق والدخلات الضيقة وأنا راكض ما حسيت إلا بحدا يشدّني ودخلني داره لما استوعبت الموضوع وانها حجة كبيرة ، دخلتني على الحوش جوا وقعدتني هيك بمكان شو بدي اقلكم زي غرفة صغيرة متر بمتر ورا خم الدجاج ، وبالليل جابتلي أكل وشاي والله ما قصرتش الحجة الله يذكرها بالخير ، ورجعت بعدها ع الدار والاقي هالجنود اقتحموا البيت عليّ وأخذوني ، مع اني متأكد انهم ما بيعرفونيش شخصياً لأني كنت ملثم بس شكله في واحد ابن ستين آه بلّغ عني وبعدين من الخليل نقلوني هانا ع عكّا "
مالك : الخون كثار حسبي الله
خالد : يا زلمة بينخاف منهم أكثر من العدو
منير : آآه المال غسل عقولهم .. إلا ما قلتولي أنتو ليش انسجنتو ؟
مالك : أنا كنت مرابط بالمسجد الأقصى
منير : يسلم البطن اللي حملك يا زلمة
مالك : الله يسلمك يخوي
منير : وأنتا يا خالد ؟
خالد : أنا انمسكت بطوشة مع مستوطن كلب كان يلاحق بنت فلسطينية
مالك : جد انه كلب
منير : ما اوطاهم
كثيرٌ هم أمثال مالك وخالد ومنير .. أحرارٌ كتبوا على أنفسهم الجهاد الجهاد ، حتى النصر أو الإستشهاد ، يزاولون نشاطاتهم الثوريّة حتى من خلف القضبان ، لا شيء يثنيهم عن واجبهم الوطني ، لا مال يغنيهم اذا ما افتقروا لمشاعر الإنتماء سوى الفداء ، الفداء فحسب ثروتهم وما كنزوه ، وصيّتهم لمن بعدهم ، ميراثهم الذي يؤول لأبنائهم وأبناء أبنائهم من بعدهم ..
ليسو هم فحسب ، فنسائهم أسيرات ، فدائيات ، يعرفن شدّ زناد السلاح كما تعرف باقي نساء العالم نثر مساحيق التجميل على وجوههن ، لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلوبهن ، جبّارات ، مناضلات ، حزمن أمرهن ؛ إما الفوز بالوطن أو الفوز بالجنة ، يقفون مع الرجال جنباً إلى جنب ، كتفاً بكتف ، متصدين للمحتل ، في عالم خذلهم وغض الطرف عنهم ..
في زنازين عدمت فيها معالم الحياة ، الإنسانية .. تعذيب تقشعر منه الأبدان ، يسيرون في الممرات مقيدين لتتلقاهم أقدام الجنود تضربهم بوحشية مجنونة ، وإذا ما قاومهم أحد أو شتمهم يجد نفسه بين أربعة منهم على الأقل يدوسونه بأقدامهم وهو يتفرش الأرض لا يدري من أين تأتيه الضربات ، وقد يصل الأمر لآلام ترافقه وقتاً طويلاً أو قد يصل إلى .. الموت ، كتمٌ للحرية ، للصوت ، للحق .. يتحكمون بأوقات طعامهم ، يعطونهم أو يمنعون .. والله شاهدٌ على معاناتهم .. حسبهم ونعم الوكيل .. لا يرون الشمس ، هم ألفوا الحرية كالطيور لكـن الأسر لم ولن يكون نهاية تلك الجوارح !!
14
عكّا \ فلسطين
مُدّت خيوط الزينة في البلد ، والأضواء تعتليها منتظرة حلول الظلام لتنير ليلة ينتظرها بشغف قلبـان ، جمعهما النصيب و .. الحب ، أخذت الكراسي مواقعها على الأطراف ، تستلقي أسفلها أسلاك السماعات التي تتوزع على مسافات مختلفة ، علب العصير التي جاد بها أصحاب الدكاكين بدأت توزع على الكراسي ، الأطفال يركضون هنا وهناك ويعبثون بالأشياء لينهرهم الشباب المنسّقين ، أصدقاء أبو العبد وشباب البلد وأقاربه ، وأقارب العروس ، كانت هذه الأجواء عادة وتقليد تعارف عليه أبناء البلد منذ عقود من الزمن ، لكنها كانت جديدة وملفتة لأبناء عمومة العروس ، القادمين من مجتمع غني فاره لا يعرف سوا الصالات والحفلات الرسمية التي لا يدعى عليها سوى المقربين جداً والتي يحيطها جوٌ من التحفظ المقيت ، المجتمع الأردني يشبه إلى حد ما المجتمع الفلسطيني في عاداته وأعرافه لكننا نتحدث هنا عن المجتمع الغني في أي بلد كان ، غنيٌ جداً لدرجة الخيلاء ، والذي يضع نفسه في خانة خاصة والتزامات معينة لا يشاركها مع أبناء جلدته ممن هم أقل منه مالاً ، أعجبتهم هذه الأجواء الحميمية ، كل أهل البلد معاً دون دعوة يساعدون في التحضير كأن أحد العروسين ابنهم ، في بيت أبو علي ، أجواء خاصة بالنساء ، بدأ الغناء عند الحاضرات ، بينما لا تزال العروس وشقيقتها وبنات عمها في الصالون يتزيَّنّ ، العريس عند الحلّاق يعدل قصة شعره ويحلق له ذقنه ، وحوله رفاقه يغنون له ويزفونه في جوٌ من السعادة الحقيقية التي لا تعرف الرياء .. " يا عريس يا بو الحطة .. يا عريس يا بو الحطة .. من وين جايب هالبطة .. من وين جايب هالبطة .. " ، علي حيناً عند والده في الساحة ليتأكد من جاهزية كل شيء وحيناً آخر عند أمه يغطي حاجيات النساء من كراسي ونقل سماعات وحلويات وغيرها .. الكل يعمل والإرهاق سرعان ما يتبدد حال سماع الزغاريد أو صوت مجموعة من الشباب يلتفون حول بعضهم يغنّون ويدبكون ، السعادة يصبح مذاقها ألذّ اذا ما تشاركتها مع غيرك !!
في الصالون ، تضع لها مساحيق التجميل بعد أن رفعت لها شعرها بتسريحة راقية ، والبنات حولها منهم من انتهت وأخرى ما زالت في البداية والجميع يتحدثون في ذات الوقت مما زاد من توترها ، قلبها يؤدي الآن موسيقاه من الخفقان السريع المضطرب ، مع انها كانت طوال فترة الخطوبة وهي تتحدث معه وذابت الحواجز والخجل بينهما إلا انها تشعر وكأنها ستراه وتحدثه اليوم لأول مرة ، محرجة كأي فتاة مقبلة على حياة جديدة ، مع شخص اختارته هي باستخارتها وبقلبها ، أربكت من تضع لها المكياج لأنها ترمش بعيونها كثيراً من ارتباكها ، اقتربت منها فلسطين وهي تزيدها من الإحراج أكيالاً وتضرب كفها على جبينها بخفة " ايــش هالحلاوة !! راح فيها ملح " .. " هههه اسكتي ولا بئوم بئتلك هلأ " .. من خلفهم جاءت براءة وقد أتمت زينتها " هههه نفسي أفهم يا آية أختك هاي من وين جايبة لهجتها هي أنتي بتحكي متلنا " .. آية وهي تحرك يدها لتجلب الهواء لوجهها " ما بعرف عنها ، الأخت مصرّة تحكي متل الشباب " .. فلسطين وهي تحرك رأسها بين براءة وآية وهن يعلّقن على طريقتها في الكلام والمشية وكل شيء صرخت " هااااااااي لحظة أنتي وهي شوو أنا لسا قدامكو وتعلقو عليّ .. بعدين أنا حرة مش دلوعة مثلكن " .. حدّقن بها وهن يضعن أيديهن على أذانهن وكذلك العاملة ، لا يمكن أن تتخلى عن أسلوبها الصبياني حتى وهي ترتدي فستاناً وتضع المساحيق !!
أخيراً ، قاربت الشمس على الغروب ، وانتهت الفتيات من التزيّن ، وعدن إلى منزل العروس ، أمّا العروس فكانت إسماً على مسمى آية هي وآيةٌٌ في الجمال ، بفستان أبيض ومكياج هاديء ، تعتليها الطرحة ، تلمع من خلفها عيونها العسلية ببريق لا يليق إلا بعروسٌ عربية ، فلسطين من خلفها تتصنّع اللامبالاة والسعادة لأنها سترتاح من وجود أختها معها في البيت ، رفعت شعرها بشكل مؤقت لترتدي عليه حجاباً .. أصبحت مؤخراً ترتدي الحجاب ، لكنها لا تعلم إن كان هذا بشكل دائم أم مؤقت ، وفستانها الكحلي يتشبث بكتفيها نزولاً إلى أعلى من ركبتيها بقليل ، تنتظران وصول علي ليعود بهن إلى المنزل ، لم تستطع آية الانتظار وقوفاً فجلست وهي تتصبب عرقاً من جبينها والعاملة تحاول التخفيف عنها بأن الوضع لن يكون مربكاً أو مخيفاً البتة وإنما هي فرحة العمر التي يجب أن تستغلها ، وصل علي وأقلّهم وهو يراجع في عقله قائمة الأعمال التي أُوكلت إليه " ارهااااق " ، ركن سيارته بالقرب من المنزل ، نزلت العروس وهي تحمل فستانها وتساعدها به فلسطين واستقبلتهم لدى الباب أمهم ، أدخلوا آية ولحقتها فلسطين التي نظرت خلفها بشكل خاطف لتلمحه وهو يصرخ منادياً على أحد الشباب وبيده السلاح يعدّه ليطلق به .. " أسود !! " ألم يجد لوناً آخر ليرتديه ! ألم يخبره أحد بأنه فتنة بذلك اللون ! هزّت رأسها مبعدة أفكار المراهقين عن رأسها في نفس اللحظة التي أدار هو وجهه عليها وحدّق بها " هي نفسها !! " أنزل رأسه بسرعة وهو يزفر ويضمّ شفتيه محاولاً إيقاف الإبتسامة التي باغتته حين رآها ، وحين يراها كل مرة " يا عفو الله ، شو هالبنت !! "
من جهتها دخلت وأعادت الستارة التي عُلِّقت على الباب ليظل مفتوحاً ، وبعلقها ألف فكرة لا تفهم منها شيئاً ، في الخارج صبري حمل رامي على كتفه والشباب يزفّونه " يا عريس يا بو العقال .. يا عريس يا بو العقال .. من وين جايب هالغزال .. من وين جايب هالغزال .. يا عريس يا بو الحطة .. من وين جايب هالبطة .. " ، جلست في صدر الجلسة وحولها النساء يغنين لها ويسحبنها الفتيات قليلاً لتشاركهن الرقص ، داروا به شوارع البلد والحارات المجاورة " ، ترقص أم علي وفوق رأسها صينية من القش الملون تحمل بها أكياس الحلوى ، إلى أن دخلت أم رامي " غطو يا بنات العريس رح يدخل " ، تعالت أصوات الزغاريد بدخوله يتقدمه والد العروس وشقيقها وأعمامها ، سلموا عليها وخرجوا ، اقترب منها علي مبتسماً لكنها سرعان ما احمرّ وجهها منذراً بسيل عارم من الدموع قبّلها على رأسها من خلف الطرحة وهو يدعو لها ويوصيها بأن تكون عاقلة ، ثم ابتعد عنها وهو يسير للخلف وعيونه عليها يطمئنها بها ، ما إن ابتعد قليلاً حتى رأت من خلفه رامي " أبو العبد " برد جسمها ثم دبّت فيه الحرارة فجأة ليقشعر بدنها وترتعش وأمها تزيح الطرحة عن رأسها وكتفها ، البسها ذهبها ثم جلس بجانبها والخجل يفصل بينهما ، مضت هذه الليلة بأروع ما يكون ، بيتٌ جديد افتتح اليوم ، أفراحٌ تحكي صمود هذا الشعب ، سنفرح ونرقص ، سنتزوج وننجب وننجح ، وسنفرح أيضاً لكل هذا ، سنعمل وندرس ، وسنقاوم وجودكم واستعماركم بكل ما أوتينا من قوة وحيلة ، هذا نحن فانتظروا وعد ربّ السماء !!
15
فلسطين وبراءة
عكّا \ فلسطين
المزارع على امتداد الطريق الخارجي ، الشجر يملأ الشوارع وأغلب البيوت ، اللون الأخضر يبعث الحياة في النفوس ، أغاظها وجود الحواجز على طول الطريق لكن وجودها في فلسطين شعورٌ فوق كل شعور ، طلبت في هذا الصباح من فلسطين أن تسير بها في شوارع البلد والمزارع ، تريد أن ترى الكثير قبل أن يعودوا إلى الأردن ، لفّت يديها حول نفسها عندما هبّت رياح باردة خفيفة " فلسطين خلينا ندخل الأرض جوا "
فلسطين وهي تتثاءب وتشير بيدها للأمام : تفضلي من هانا ( هنا )
دخلتا الأرض " أرض أبو علي " ، ما إن وطأت قدمها الأرض حتى راحت تركض في الأرجاء وهي تطلق يديها ونظرها للسماء ؛ كطفل يرى المطر لأول مرة ، كعروس تجرب فستان عرسها ، تراقبها فلسطين من بعيد وهي تحدث نفسها " الغربة صعبة ، معقول اجربها بيوم " هزّت رأسها بسرعة القلق من هذا التفكير حتى وقعت عينها على حبة زيتون تتدلى من الشجرة وقفت على أطراف أصابعها والتقطتها ثم رمت بها براءة التي لا زالت تدور ، كانت في عالم آخر وهي تحلق في هواء فلسطين حتى سقطت من خيالها وجوّها عندما رمتها فلسطين بحبة زيتون على عينها " آآآي مجنونة " ركضت ناحيتها وهي تتوعدها ، هربت فلسطين عندما رأت براءة متوجهة نحوها بشكل مرعب ..
بعد وقت طويل سقطتا على العشب وهن يضحكن على أنفسهن .. " فلسطين "
فلسطين وعيونها للأعلى : هممم
براءة : نيالك
فلسطين أدارت نفسها نحو براءة : ااه رح ترجعولها ان شاء الله
أغمضت عيناها : اااه يا رب .. فلسطين لو عرضو عليكي تسافري بتوافئي !
فلسطين عادت لتستلقي على ظهرها : لا .. أو يمكن آه بعرفش بس مش ع طول أكيد
عمّ الصمت كثيراً ، إلا من صوت الرياح وحفيف الشجر ، جلست فلسطين وضمت قدميها نحوها وهي تنظر للأفق الممتد أمامها من أرضهم المرتفعة ، سحبت نفساً هادئاً لتغني بحجم المعاناة التي تراها بعيون المغتربين .. " سكابا يا دموع العين سكابا .. تعي لوحدك ولا تجيبي حدابا .. وإن جيتي وجبتي حدا معاكِ .. لاهدّ الدار واجعلها خرابا .. " ، " كلمة حلوة وكلمتين .. حلوة يا بلدي .. غنوة حلوة وغنوتين .. حلوة يا بلدي .. أملي دايما كان يا بلدي .. اني ارجعلك يا بلدي وأفضل دايما جنبك على طووول "
شعرت برأس براءة يستقر على كتفها وتشدّها بيديها ، وضعت رأسها على رأس براءة ، وعيونها تتعلق بالسماء وغصتها تزداد كلما سقطت دموع الفتاة على كتفها ، تصاعد الغصّات ، ازدردت لعابها وهي تحاول أن تكون أصلب .. الغربة ؛ كنزع الروح من الجسد ، في نظرها .. كفقد الأم .. وقفت وهي تساند براءة التي دفنت رأسها في حضن فلسطين وتأبى رفعه ، سارت بها نحو نهاية الأرض ، نحو الطريق ، أمسكت بفخارة المياه لتساعدها في غسل وجهها .. ثم عادتا إلى المنزل قرابة السادسة مساءاً ، لتبدأ براءة محطة جديدة من حياتها في فلسطين ، ومع فلسطين !!

 
 

 

عرض البوم صور غربة خريف  
قديم 24-10-15, 11:49 AM   المشاركة رقم: 184
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غربة خريف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي - الفصل السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

غروبة حبيبة قلبي
مشكووورة علي البارت ..
اي و الله الدوامات صعبه ربي يعيننا عليها ..

لي عودة بتعليق

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح  
قديم 25-10-15, 07:49 AM   المشاركة رقم: 185
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غربة خريف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي - الفصل السابع

 
دعوه لزيارة موضوعي

أجواء خيالية

عن جد ريري الله يحفظك ويحميك

عندك موهبة فذة ربي يبارك لك

بصراحة انا كنت بشاهد مو عم بقرأ ..

عن جد لحظات مؤثرة ، حسستينا بمعاناة اﻷسرى ربي يفرج عنهم

وبلحظات الفرح واجواء السعادة اللي طالعة من وسط اﻷلم

وأشواق وحنين قلوب مؤمنة بأن الرجوع لابد يصير ولو طال اﻷمل.


رائعة ربي يسعدك

منتظرة القادم بشوووق

لك خالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفلسطينية, انتفاضة, بقلمي, روايتي
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية