المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
بدر شاكر السياب ،، برؤيتي ،، متجدد
قصائد السيّاب برؤيتي ،، موضوع متجدد ،، 3؛2؛1 🎬
أنشودة المطر
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
وقع المطر له بعد آخر في نفس ذلك السيّاب ،، النخيل والقمر ،، النهر والخريف ،،
كل ما يراه السيّاب ،، يراه بعينَيْ محبوبته ،،
أسطورة الطبيعة ،، تنبض بسطور شعره ،،
أحاسيسه تستعير من كل ذي روح ،، وحتى الجمادات ،، فلا اعتراف عنده بِ " خانني التعبير " ،،
ليحيا بحرفه كلُ ما كان ،، واستكان ،، فالسماء تغفو ،، والريح تهذي ،، والأضواء تنصت ،،
والعراق كقافية ، كوزن ، كحرف أبجدي ، لا بد وأن يأتي على ذكرها ،، فهي كلية الحب ومعهد القصيد ،،
وهو ،، السيّاب ؛ قوام الأدب ..
|