المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
جمهورية "قهر" العظمى !
في دولتي العبيطة:
شخص ينتمي إلى الطبقة المتوسطة،شارف الخمسين عامًا لكنه لايزال يعمل 10 ساعات يوميًا ليوفر لعائلته بضع لقيمات، مصاب بحساسية الصدر،لكنه رغم ذلك يعمل كأمين مخازن لشركة عطور؛ الأمر الذي يضطرة إلى استنشاق ثلاثة انواع من البخاخات كل بضع ساعات فقط ليتمكن من التنفس ! لكنه يعيش راضيا مكتفيًا أن يرى أفراد عائلته بأمان ..
الثانية بعد منتصف الليل .. أفراد العائلة يتسامرون حول التلفاز بينما الصغيرة نائمة، فجأةً يتحطم باب الشقة فوق رؤوسهم، ليظهر أفراد " القوات الخاصة" مقتحمين حرمة المنزل بلا أية مروءة، ليقلبوا المنزل رأسًا على عقب فوق رؤوس ساكنيه،ليتنهي بحثهم عن شئ غير معروف الهوية بالفشل؛ لكنهم لم يكونوا ليتركوا الأسرة تحصي خسائرها من تحطيم كل الأجهزة المنزلية و الأثاث؛ إذ أنهم ليسوا رحماء لهذه الدرجة! ..أحدهم يصيح عبر جهاز اللاسلكي أنه لم يجد شيئًا، مضيفًا أنه لن يغادر "و ايده فاضية! " فيسحب رب الأسرة الخمسيني المذهول خلفه ليذهبوا إلى حيث لا يعلم إلا الله.
هل تنتهي المآساة هنا؟ بالطبع لا .. ما هذه السذاجة !
الثانية عشر بعد منتصف ليل اليوم التالي، إخوته كادوا يجنّون بعد أن طرقوا أبواب كل أقسام الشرطة باحثين عن أخيهم دون جدوى، فيستعينوا بأحد المحامين؛ الذي يجري بضع اتصالات هاتفية يخبرهم بعدها بإسم قسم الشرطة المحتجز فيه أخيهم، ليتمكنوا بعد ساعة زمن، و عدة الاف من الجنيهات من الدخول لأخيهم ببعض المأكولات للإطمئنان عليه.
السادسة من صباح اليوم التالي.. يجلس افراد العائلة متنظرين الظهيرة بلهفة يشوبها الخوف، حيث سيذهب إخوته مع المحامي في محاولة لإخراجه بكفالة.
أراكم تتسأئلون كفالة عن ماذا بالظبط ؟!!
أوه، عذرًا، ألم أخبركم؟ يالغبائي ! .. الرجل محتجز في القسم أربعة ايام للـ"تحرّي" دون تهمة أو قضية !
المحامي ذاهب لإخراجه بكفالة من قضية غير موجودة من الأساس !
هو فقط محتجز هناك لأن " مزاج البية المأمور كده " !!
الآن أستطيع الجزم أنكم فهمتوا العنوان ..
الآن كل أحلامي تتلخص في أن يمد الله عمري ليريني آياته في أولئك الأوغاد *ليشفي صدور قوم مؤمنين* .
|