المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الجحيم .. بقلم .. ~Fananah~..كاملة
الجحيم !
كالعادة وككل مساء تحتضن وسادتها متندمة باكية على حب مفقود، قصة لم تكتمل كسابقتها !
.
.
لما لا تتعلم ، لما تحاول المرة تلو الأخرى ألهذه الدرجة أصبحت سهلة المنال تبحث عن أي شخص يملأ تلك الفجوة التي تكبر يوما بعد يوم .
أنهت تفكيرها بوعد جديد ، بأمنية جديدة وغطت بالنوم دون أحلام مجرد ظلام دامس .
رن هاتفها المحمول حوالي الساعة الرابعة فجرا تقلبت عدة مرات قبل أن تنظر لشاشة هاتفها حانقة نهضت وأمسكت به تكاد أن تخنقه أو تقذف به بعيدا عنها حتى يتسنى لها النوم إلى أن استوعبت تركيبة الأرقام التي تتصل بهاتفها لتنطق برعب: لقد عاد !
.
.
حاولت أن تطفي جهازها ولكن كان لقلبها رأي آخر ، بقيت تنظر لشاشه الهاتف وهي تضئ وتنطفئ وعدد مرات المكالمات الفائتة بازدياد " لن أرضخ له " هذا ما كرره عقلها حتى لا تعيد غلطتها السابقة جحيمها الذي لم تستطع الهروب منه للآن .
.
.
وقبل أن تدرك ما تفعله ضغطت الزر الأخضر للإجابة على اتصاله المحبب لها: ماذا تريد ألم تقل بأنك وجدت حبا آخر ؟!
تحدث في نغمة تذيب قلبها عشقا: ولكني أحبكِ انتِ وما الأخريات سوى مظاهر ، تعلمين كيف هو الحال حبيبتي .
نفس الحجج ، بنفس الطريقة دائما ما تعود وتقع في فخه لا تستطيع الابتعاد كما لو كان إدمانا من نوع لا يعالج ما يسمي
" بإدمان العشق "!
.
.
أدمنته هو بطريقة تؤلمها كلما رحل تبحث عن من يسد الثغرة الناقصة إلى أن يعود ويملؤها بحضوره إلى أي درجة قد يصل بها الحال ، تخشي على نفسها من الوقوع في معصية أكبر ولكن مشاعرها وقلبها الأحمق لا يعيان المخاطر القادمة من البعيد !
.
.
لتجيب بقلب منكسر ، متلهف لعودته: ولما الآن هل تعبت من البحث أم أنك لم تجد ما ترغب به ؟
أطلق تنهيده طويلة وصلت لمسامعها مما جعلها تتحسر على حالة قائلا: لن أجد امرأة مثلك أبدا حتى لو سافرت لمشارق الأرض ومغاربها .
أسعدها كلماته كما لو أنها محت شهور غيابه وسنين الحرمان التي عانتها في كل مرة لتحدثه بنعومة وحب فائضيين: أخبريني ، ما الذي حدث !
.
.
ليهرب النوم من جفونها وتقضي بقية ساعات النهار في الحديث عن شخص واحد عن حكايا مغامراته وخليلاته في أحاديث غيابه وسفره الدائم ، رجل أعمال لطالما جعلت عمله حجة لها لتغفر له ما يفعله من خلفها ولكن إلى متى ؛ ستصبح كوعاء فارغ قريبا وبذلك لن تستطيع العطاء ولن ترضي بالأخذ !
وعاد ليختفي من عالمها من جديد ولكن هذه المرة تختلف عن جميع المرات الفائتة ، مما تركها في معمعة من القلق والخيبات المستمرة ؛ لتفقد الأمل في عودته بعد أن وضعت ملايين الأسباب ليتم وضع خطة زواج مدبر نصب عينيها لتوافق حتى تنهي جحيمها الذي ابتدأته .
.
.
وفي ليلة زفافها المرتقب ، تلك الليلة البيضاء المزدهرة بالزغاريط ورشاش من بتلات الورود يأتي ليرن هاتفها بينما هي قابعة تنتظر تقديمها لزوجها المستقبلي لتعقد حاجيبها مستنكرة ممن سيقوم بمهاتفتها بوقت حرج كهذا لتنهض بصعوبة تجاهه واضعه باقة ورد الجوري الزاهية جانبا ، جال في تفكيرها البسيط بأنها إحدى رفيقاتها التي لم تستطع الحضور لذا التقطت هاتفها بخفة لتقرأ أسم المتصل ولكنها وجدت تركيبة أرقام تحفظها كما تحفظ خطوط راحة كفها .!
.
.
وكما لو أن أبواب الجحيم قد فتحت للتو وما كانت تعيشه قبلا كان مجرد بداية للغرق
للسقوط لتلك الهاوية التي لا تملك قاعاً ..!
دلفت والدتها وهي تطلق الزغاريط مع بقية أخواتها ، ولكي تنهي عذابها قامت بضغط زر إلاجابة وترك الجهاز خلفها واتجهت ناحيتهم والدمع يرقرق في مقلتيها ؛ لتؤنبها والدتها بحنية مشجعة إياها فقد حان الوقت لتقديمها .
.
.
ابتسمت وهي تمسح دموعها قبل أن تسقط وتهدم حوائط قوتها قائلة: سأشتاق كثيرا لكِ أماه .
سأشتاق جدا ، لذا دعيني هذه المرة أبكي وستكون المرة الأخيرة .
وكأنما وجهت كلماتها لذلك الحاضر الغائب والذي يقبع خلف سماعة الهاتف من الجهة المقابلة
لتقترب شقيقتها الصغرى من هاتفها لتجد مكالمة جارية لتتحدث قائلة: أختي هل كنتِ تتحدثين مع شخص ما ؟
.
.
نفت بيدها وأمسكت فستانها المنفوش واتجهت نحو الباب برفقة والدتها: لا مجرد صديقة قديمة يمكنك إغلاق الهاتف نهائيا .
وبعدم اهتمام للصوت المقابل قامت الشقيقة الصغرى بإغلاق المكالمة واتجهت مع البقية لتقديم العروس ليظل الهاتف ملقي جانبا
يرن .. يرن .. يرن
بلا مجيب ليصبح جحيمها ، جحيمه هو ..!
جحيم قد لا ينتهي .!
|