كاتب الموضوع :
نَبْضُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: عيناكِ أقسى موطنُ فيهِ الفؤادُ قد إغتربَ | بقلمي !
السلام عليكم أحبتي :)
أشكرُ كل متآبعة قد مرتْ من هنا بعبق ردهآ الرائع ^^
و يسعدني حتما أني قدرت أوصل لكم بعضْ من المشآعر المتعاكسة بين شخصيات روايتي !
و لمحت لكمْ أولىَ جدائل الشخصيات الأساسيه و طريقة تفكيرها !
بالنسبة لمواعيد البارتز : للحين ما قررت بس إن شاء الله بعد العيد حـ نثبت على يوم محدد أو يومين بالأسبوع ما أدري :$
على العموم قراءة ممتعة لكم أحبتيِ ♥
و عيدكمْ مبارك :) و كل عام و أنت بخير و سعادة ♥
"2"
(1)
مدنق رأسه على جواله بتركيز يطقطق عليه ، بالرغم أنه يتصفح به بدون سبب لكنه محب للتركيز بأي عمل كانْ ..
سمع صوت أخوه الجالس أمامه يناديه بصراخ : ذِيَــــــابْ ! يَـــــا ذيــــــاب الأطـرَم !
تمتمَ بإنزعاج و هو يزيح الهاتف من عيونه : وجَـع يا المجنون ! وش فيك تصارخ ؟
إبتسم بهدوء : آعرفك يا مركز إذا إندمجت مع شيء ما تهتم لأحد .. آمم الزبده خلينا نروح للموضوع على طولْ يعني أبغَـى أسألك و كِـذآ ؟
قفل هاتفه و وضعهُ بجنبه و نظراته تتحول لأخوه بإهتمام : إيه أسـأل !!
إتسعَـت إبتسامته الصفراء تدريجياً حتى ظهرت صفة أسنانه العلوية : بِـ وش تحَـس إتجاه سَـارة ؟
بطل عيونه بصدَمة على سؤال أخوه ، ليردف بعصبية مكبوته و كأنه يحذره من السؤال مرة ثانية : نعَـم ؟؟!!
ناظره بملل متأفف من غباء أخوه : وش نعَـم ؟!! ما فهمتْ ؟ .. طيب ما فيه مشكلة برجع أطرح عليك السؤال بس بصيغة أخرى ، وش هي مشاعرك إتجاه زوجتك سارة !! و بأي صنف تدرجها ؟! حب و لا كره .. !!؟
أخذ هاتفه بيده و هو يشير له بتهديد : عزآم تبلع لسانك و تنطم و لا آهفك بالجوال ، وش هذه الأسئلة !؟ شدخلك بيني و بين زوجتي أحبها أكرهها !! ، أبيها ما أبيها ؟! ، صدقني لو ما كنت أخوي فأقسم لك بالله لأعدل لك وجهك بكف تستاهله ! .. و بعدين خليني إسمعك تناديها " سارة " حاف لأقطعك ! ( رجع تسند على الكنبة براحة و هو يتمتم ) قَـال مشآعر قَـــالْ ! شكلهُ إنهبل الولد!
عزآم و فمه مفتوح بدهشة من إنفعال أخوه : بسم الله أكلتني بقشوري !! ، سؤال بهذا البساطة يخليك تنفجَر ؟! .. و الله ينخآف منكم يا آل ثامر دمكم محروق على الآخر ! ، يعني سألتك بنية صافيه بس أنت الله أعلم وين شطح تفكيرك ترآ ما رآح أخذ سارونـتك
ضربه على كتفه بقوة : يحق لي إنفجر ، هذه حرمتي و نور عيوني و اللي يفكر بها أو يفكر يأخذها مني أنفيه من الحياة .. ناديها " بنت عمي " و بس و لا صرت تدلع إسمها بعدْ ، ( ناظره بتمعن ليكمل بعد صمت ) إلا تعال سؤالك مو لله وش ورآك ؟
تنهد عزام و هو يسند رأسه على وراء بتعب : تحبها يعني ؟
ناظره بقوة : ياخي صرعتنـآ بسؤالك هذآ .. إيــه أحبها و أمُـوت بها و ما أبي غيرها !! إرتحــت الحين !
إبتسم عزام و عيونه على السقف : يَــا حليلك يا أخوي خذيـت اللي تحبها مو مثلي ! محيرينـي لبنت ما أعرفها و لا أبيها !
ضحك ذياب على تفكير أخوه : شفْ يا الحبيب هي وحدة من الإثنين .. أولا يا تقنع حالك و ذآتك أنك تبيها و حـ تحبها مع الوقت لأنها بتكون زوجتك المستقبلية و أم عيالك .. و تمشي حالك على هذآ الأساس إلين يفرجها ربك .. أو تعتمد على الإقتراح الثاني و هو تطق رأسك بالحيط لأنك يا أخوي حــ تأخذها غصب عنك !
عزام بسخرية : آدري آدري !! ما هو بشيء جديد عليَ .. بس أنا ما أبي هذه التعقيدات ! أبي أختار زوجتي بنفسي و برضاي أنا ! .. مو هم اللي يحيرون بكيفهم ، أنتَ لبنت عمك ذيكْ و أنتَ لبنت عمك ذيكْ ! حشَى بالله و كأننا سلعة نمشي على رأيهم مجبورين مو مخيرين ..
تنهد ذياب و هو يربت على كتفه : هونهَـا و تهون ! ماله داعِ تفكيرك بيجيب لك وجع الرأس .. توكل على الله يمكن فيها خير ، و خلي ببالك أنه كلنا مقومين على هذا المبدأ و ما نقدر لا نعارض و لا نوقف بوجه قرارتهم
هز رأسه بإستسلام : معك حق ! ( رجع ثبت نظراته على أخوه ) إلا تعال كيف حبيت بنت عمك ؟
قام ذياب من مكانه و هو يأخذ جواله : و بـــدينا بنفس المَـوآل ! نعيـدْ و نزيدْ بالكلام و عـزآموه مو مأخذ شيء ببالهُ .. خَـلي يوم ملكتك تعرف ليش تغيرت مشاعري و أنت بعدْ حتلاحظ هذا الشيء بنفسك ، يعني خليها مفاجأة لك و بلآش أسئلة و تفلسف !
ناظره عزام بإبتسامة : إيه ننتظر و نشوفْ !
بالجهَة الثانية .. و بالمطبخ تحديداً
تجلس على الكرسي بإعتدال و تناظر أمها : يمه صدقيني ما بيننا شيء !
توقفت الأم من تقطيع السلطة و هي تلتفت لإبنتها و بحدة مكبوته : تلعبيـن علي ! شايفتني هبلة و لا جاهل ما أعرف أفرق بين الكلام الصحيح و الخاطىء ؟
دنقَت رأسها نحو الأسفل بتعب : حشآك يمه ! ، وحشُـتوني و طلبت منه يوديني لعندكم و هُـو وافق ! وين المشكل بالأمر و لا ما تبون أجي لعندكم و أريح معكم ؟
تنهد أمها و هي تتوجه ناحيتها و تجلس قبالها : لا مُـو كِذآ يا عيون أمك ! البيت بيتك و مفتوح لك بأي وقت تبيه بس هذه مو حآله .. طالعي نفسك ، وجهك بالمرآيه .. هذه مُـو بنتي وعد اللي طلعت من بيت أبوها معرسه ! حالتك ما تسر و لا تفرح ، إذا فيه شيء فخبريني يا حبيبتي ما بين الأم و بنتها أسرار
مسحت على جبينها بكف يدها و إبتسامة وهن تشق وجهها : وش اللي تغيير فيني دآم أم ذياب مو رآضية و لا متطمنة ! صدقيني يمه مشعل مُـو مقصر معي و لا بيننا شيء .. طلبته يخليني عندكم و هو رضى هذه كل السالفة .. و إذا على شكلي و وجهي فما به شيء يمكن نقص الشهية و النوم مخليني أتعنى !
أم ذياب بشك : بس ليه ما يتصل عليك و لا يسأل ؟ حتى اليوم اللي جابك لعندنا ما رضى يدخل يسلم ! ما فيه رجال يترك حرمته أكثر من أسبوعين و لا هو دآري عنها ! وعد أعرفك أكثر من نفسك وراك شيء كـآيد كاتمتهُ لك الخيار أنكَ تخبريني و لا حأضطر أفاوض زوجك بدل عنكْ
عضت وعد شفتها السفلية من إصرار أمها الكبير و شكها اللي كلهُ يزيد يوم عن يومْ ، ما لها طريقه إلا التهرب : يمه يعني تبين تخلقين سبب تطلعيني لبيت زوجي مُـو ؟ ما عجبتك قعدتي معكم و مع إخواني ؟ ( قامت من مكانها ) بس مَـا عليه الحـين بدق على مشعل يوديني نرجع لبيتنا و ما عاد تشوفين خشتي بالبيت !!
إبتسمت أم ذياب بخبث : إيه خليك كِـذآ حرمة سنعة تهتم ببيتها و زوجها ، دقي على زوجك و لا أقولك دقي عليه الحين أبي أنا بعد أسأل عنهُ و أستخبر منهُ !
هزت رأسها بتوتر .. دآهية يا يمه !! طول عمرك ما حدْ يقدر عليك و لا على كيدك .. و الحين شسوي ؟ كيف أتصل عليه و أنا عايفه أسمع صوته حتَى .. مستحيل أكلمه !!
نادتها أمها مرة أخرى : هييييييه بنت وينك فيه سرحآنه !! معك جوال و لا تبيـن أدق من تلفون البيـت ؟
تكلمت وعد بثقة مزيفة مفضوحة على الآخر : يمه ما له داعِ كلمته من شوي ! و إذا تبين تكلميه و تخبريه أنك بتطردين بنتك من بيت أبوها فهذآ قرارك .. ترخصيني أمامه و كأنه ما لي عائلة تهتم لبنتها !!
أم ذياب بنظرات متمعنة : و ليش أرخصـك يا غبيه ! زوجك و يبيـك و أكيد مشتـاق لك شدخل الرخص بالوسط ؟
تنهدت وعد بإستسلام و هي تحس بتعب و كره خارج عن نطاق المعقول لما تذكر أمها سالفته أمامها : تعبَــآنه يمه إذا تبين تكلمـيه فهذآ الشيء راجع لك
و طلعت بسرعة من المطبخ و هي تحس بضيقه و ضغط مو طبيعي على نفسها و كأنه الروح بتطلع منها .. تاركه وراها أمها تفكر بقلق على حالة بنتها اللي ما تبشر بالخير أبداً !
توجهت رآكبه الدرج عشان تمشي لغرفتها بس لمحت طيف عزام السرحان ، يطالع السقف و الحيرة تلمع من عيونه .. تنهدت و هي تتوجه ناحيته : عــزآآموه !
ناظر أخته بإبتسامة واسعة : هلا بالشيخة ! هلا بالزين كله !
جلست بجنبه و إبتسامة رقيقة تظهر على وجهها : هـذا الغزل خليه للحرمة المستقبلية مو لي !
تكدر عزام و هو يشتت نظره بعيد عن أخته و يحاول يغتصب الإبتسامة من بعد كلام أخته : إيه يصـير خيـر
لفت تناظر تفاصيل وجهه بتمعن ، عيونه الناعسة اللي تطالع بالأفق و تتجنب النظر ناحيتها .. شفتاه المقوسة حتى لو إغتصب الإبتسامة : عَــزآم وش فيـك يا أخوي ؟ يوم طريـت الزوآج تكدَر خـآطرك !
عزام بهدوء : مَــا فيه شيء ! لا تشغلين بالك
وعد بضحكة : لتكُـون ما تـبي هنوودة و حاط عينـك على بنت أخرى
عزام بسخرية مبطنة : و أنــا أقدر أطالع بنات غير بنات العائلة !؟ محييرين لي بنت ما أعرف عنها شيء غير إسمها !
وعد و هي تضمه من كتفهُ : لا تقلق حالك .. البنت ما عليها كلام و لا تبي تشوفها و تكلمها و بعدين تسحب ! كلنا مشيينا على هذه العادة ما نعرف عن شريكنا إلا إسمه ( بغصة أكملت ) و الحمد الله عايشين مثل السمنة على العسل !
عزام بسخرية يكمل : و الله تبين تقنعيني أنك كنت موآفقة على مشعل و تبغين تأخذيه !! هذه اللعبة ما تلعبيها علي و لا نسيتِ النواح و الصياح اللي ما ينقطع أربع و عشرين ساعه
زمت شفتيها بضيق من طاري مشعل .. و الضيقة ترجع لها من جديد ! همست بداخلها .. يا ريتني ما وافقت و لا خذيته بس الحين ما ينفع الصوت إذا فات الفوت و وقعت معه : لالا مَـا وصلت فيني الموآصيل لذيك الدرجة ما له داعِ تزيد بهارات من عندك ! ( بمزح أكملت عشان تقلب السالفة ) إلا تعال ما تبي أوصف لك هنوود يمكن توقع بشباكها و تأخذها و أنت راضي و تدق الصدر أنه عندك حرمة يتمناها ألف شخص !
عزام بإبتسامة و هو يجاريها : إيه إيه بس بالشويش لا تجلطيني الحين و أتخرفن عليها !
وعد بضحكة مكتومه و هي تأشر له : آآخخ بس لو تشوف ذاك الزين ! شعرها الطويل البني الناعم اللي يوصل لخصرها و لا عيونها الحورية الليلية اللي تلمع لمع و لا خشمــ....
قطعت وصفها و هي تشوف أخوها مفهي لبعيد من كلامها المخرف من أوله لآخره .. ضحكت بقوة و هي تضربه على كتفه : عــزآآمـووه وين وصلت ! لا تصدق ترآ كل اللي قلته كذب
بطل عيونه بصدمة : كــذب ! الله لا يوفقك يا وعيييد ليش تعيشين أخوك بوهم و أنا اللي قلت مزوجيني حوريه من الجنة و الزين يقوطر منها !
وعد و ضحكة صخب إنطلقت منها على كلام أخيها : هههههههههههه العوض بالجنة يا أخوي !!
عزام بدقة : يــآآآهُـو دآم فيهَـا " العوضْ بالجــنة " يعنـي حـتزوجوني فتحـي اللي يبيع ببقالة حارتنا !
إنفجـرت وعد و الدموع تتجمع بعيونها .. ما سبق لها أن ضحكت مثل هذا الضحك منذ زواجها مشعل : ههههههههههههه عيِـــبْ عزآآموه ! هذه بنت عمك ! ههههههههه صدق مجنون و الفضآوة هبلت فيكْ تماماً !!
عزآم بإبتسامة و هو يشوف أخته لأول مرة تضحك بعد كئابة أصبحت ترافقها بالآونة الأخيرة : آدري يَــا عيون أخـوك !! آمــزح معك بس عشان نشوف ضحكتك الحلوه .. أما على بنت العم فما عليها كلام !
وعد بإبتسامة : عيُــونك الحلوه
دخل على كلامهم و ضحكاتهم اللي تملأ البيت إلا بوجودهم : منُـو ذآ اللي عيُــونه حلوه !
قَـامت وعد بإبتسامة و هل تقبل رأس أبوها : آآكيــد نور عيوني يبه !
عزآم و هو يقوم بعد يسلم على رأس أبوه : آآفا بس اللي لقَى أصحابه نسى أحبابهُ
ريح بو ذياب على الكنبة برآحة و هو يناظر عزام : تعلم تذكرْ المثل صحيح و بعدها تفلسف ! اللي لقى أحبابه نسى أصحابهُ
عزام بفشلة : يووه يبه بالشويش على جبهتي ترآك فجرتها على مئة !
ليضحك الحضور على خفة عزام و كلامه !
=====
تقطعْ الفاكهة بين يديها بسرحان و فكرها بعيد عن هذا المكآن ، تفكر بالمصيبة اللي وقعت على رأسها برمشة عين .. بين ليله و نهار تنخطب من أولاد عمها فيصل و وليد ! و بعدْ أبوها مجبرها تختار و توافق بالرغم أنها رافضه الزواج و خرابيطه كلها .. تبي تكمل دراستها و تدخل الجامعة و تتخرج بعدْ ! ، ليه ما يقدرون تعبها و كرفها للسنين الطويله عشان تتفوق بأعلى الدرجات و الرتب .. كافحت الجميع ! أقنعت أبوها بصعوبة تامة ، ترجت أخوها عشان تكمل المرحلة الثانوية رغم تعصب الجميع من كلامها و إصرارها ! بس الحين كل شيء ضاع بزواج الزفتْ
رمَـت السكين و وضعت الفاكهة من يدها بعصبية و هي تشَّد شعرها بقوة من القهر ، تحس أنها حـتنفجر بأي لحظة من الضغط ، سمعت صوت من أخوها من وراها : بشويش على شعـرك حـ يتقطع !
ألتفت نحوه و هي تهمس : يَـا ريت أتقطع معهُ و أرتَـاح
جلس جنبها و هو يبتسم لها بحنان و يضم كف يدها : وش فيها دلوعة و وحيدة أخـوها ؟! ليش زعلانة و مكدرة على حالك ؟
رفعت نظرها و لمعة حزن تغزو حلكة عيناها الليلية : يعني ما تدري ؟ و لا تمثل علي ؟! ، خلينا نكتم بالقلب إلين ننفجر و تخلصون من مشآعل !! آصلا ما حـ تفرق معكم دآم كلكم تبون تنشبون لي مع هذا الزوج !
هَـز رأسه بفهم : آآآهـاا يعني هذا هُـو الموضوع اللي مكدر خاطرك !! و بعدين بسم الله عليك ليه تنفجرين و تكتمين ترآ الهموم تقتل ! ، هونيهآ و أنا أخوكْ ليه تفكرين بذآك و ذيكْ و تصدعين حالك على الفآضي ؟
مشآعل برفعة حاجب : فَـــآضي !!! من جدكْ تتكلم ؟؟ يعنـي الحين زواجي و مستقبلي شيء فآضي !! .. أنتَ لو يفرض عليك شيء ما تبيه و لا بالغصب حـ توافق ؟ حـ تكون مرتاح البال و لا كأنه شيء حصلْ ؟! ... هذآ زواج مُـو لعبة كيف ما تبيني أنهبل و كلهم ناشبين لي مع وليد الزفتْ
مشعل و نظره متركز عليها : الله الله و زفتْ بعدْ !! لا ذي وراها سالفة .. ولد عمك و يبيك زوجة له و أنت مصيرك الحين و لا بعدين تتزوجين و تستقرين ببيت زوج ليه كل هذه الهرجة الزآيدة .. و وليد رجال و النعم به و أظن أنه ما يتضيع و لا يتعوض !
مشاعل بسخرية و هي تكتف إيديها : يتعوضْ ! الله أكبر ، يعني بكلامك هذآ حـ تقنعني أنه اللي بأخذه مو أكبر شخص معقد و مجنون بالعائلة كلها ! يا أخوي الشمس ما تتغطى بالغربال
مشعل بتأييد : صح أنه شوي موسوس بس ما له داع هذه الحيرة و الرهبة كلها ، لا تحتاين يا بنـت أدري بك تتدلعين علينآ مو أكثرْ
مشآعل و عيونها تدمع : إيه إيه أتدلع !! بس يوم أجيك مضروبة و مطنقرة من عقلي أتمشى مثل المجنانين من وراء ولد عمك لا تجي تفزع لي و تأخذ بحق أختك و ما أدري من هذه الخرآبيط
ضحك بخفة على تفكير أخته و هو يجاريها بالكلام : لا و الله يخسى و يبطي يمد إيده على أخت مشعل و إذا فيه خير يسويها ، أسحبه من أذونه و أتوطى ببطنه و أضربه إلين الدكاترة كلهم يعجزون فيه !!
مشاعل تضحك بسخرية : إيه إيه تمسخر علي .. بسْ حتَـى يكون بعلمكم كلكم أنا هذا الزوآج عايفته و مو راضية بيه أبداً ، حتَى تعب سنيني و الكرف كله بالدراسة حمل حقائبه و ودعني برمشة عين ، ليـــه تبون تقتــلوني !! أنا أحترق بمكـاني مئة مره كل ما أتذكر الطاري و أنتم مَــا أحَّـر عندي أبرَدْ عندكم و لا كأنني بنتكم و منكمْ .. على الأقل راعُـوا كوني إنسانة مو حيوانة لي قرار و شخصية و حرية !!
دخلت أمها على كلامها : إيه و بديناَ من جديدْ ، لا تحاولين تستعطفين أخوك بالكلام هذا كله دلع و هبل ! مُـو أكثر و لا أقل و إذا على القرار فحنَـا والديك ما نبي لك إلا الخيرْ ، شيلي ذيك الأفكار الصبيانية من عقلك و لا تخلين أحد يلعب عليك بالكلام .. لا دراسة حـتنفعك و لا شهادة حـ تعوضك !
أجابت بإنفعال و قوة و هي تهز رأسها بإعتراض كبير على كلام أمها : يمه الرسول صلى الله عليه و سلم وصانا بطلب العلم على أكمل وجه ، و أنا يومْ طلبت بحق من حقوقي الكلْ قآم يهاجمني و يعارض عشآن دراستي و كأني تكلمت و قلت شيء حرام و غلطْ ، ليه كلكم متعصبين من هذه النآحية !! ليه ما تقدرون ذرة واحدة من حجم التعب و السهر اللي قضيته كله عشآن آجتاز المراحل و آرفع رأسكم !؟ ، ليه تحطمون طموحاتي اللي كنتْ أبغَى أحقق لو حتى جزء صغير منها !!
هزت رأسها بتفهم : أدري بكْ يا بنتي طموحك كبير و كثييير كبير !! ، بس قبيلتنا ما تشجع و لا تدعم هذآ الشيء بالعكس تقابله بالصد و الرفض .. على الأقل أنتِ كملتي مرحلتك الثانويه فيه بنآت آمثال بنت عمك سارة و قمرْ ما سمحواُ لهم يدشون حتى الثانويه .. مشآعل يا بنتي لا توجعي حالك أكثر من كِذآ و آرضخي للواقع اللي أنت تتواجدين بوسطهُ
قامت من مكانها و هي تحس بالدموع اللي حتنفجر من عيونها بأي لحظة ، الغصة تمنعها حتى من الكلام .. هزت رأسها و بصوت باكي صرختْ : هـذآ كله بسبب الوحش اللي حـ تزوجوني به !! مانعهم من أبسط حقوقهم و أنتم مأخذين به المثل الأعلى !! .. يخسى هو و تفكيره المتحجر هذآ .. صدقيني يمه إذا هو عنيد فأنا أعند منهُ و مَـا حـ يردني عنه إلا الطلاق بس بعدين لا تقومون ضميركم الميتْ و تحسون بالذنب لأنه وقتها ما لكم عندي عذر و لا حجة .. دآم رميتوني بإيديكم للهاوية فلا تتأسفون لحجم الخسائر و النتائج القادمه !!
و ركضت خارجة من المطبخ و دموعها تفيض من عيونها بقهر .. تحس بغليان و بركان ثائر بداخلها ! ما قدرت حتى تفرغ قلبها بالكلام و تشفي الضيم اللي بقلبها .. ما قدرت حتى تدافع عن أبسط حقوقها و ترده !!
ركبت عتبات الدرج بقهر و هي تضرب رجليها بالقوة على الأرضية .. سمعت صوت أبوها يناديها : بنتـي مشاعل منُـو قاهرك ؟
مشَـآعل ببرود : كلكم قاهريني .. ذبحتوني بقراركم ! الله يسامحكم
و إبتعدت ناحية غرفتها و هي تردف الباب وراها بقوة تخرج مكامن الغضب و الإشتعال حتى و لو بالقوة .. إتجهت ناحية سريرها و هي تضرب الأبجورة و تدفعها على الأرض بقسوة : بَـوريكم الوجه الثَـآني دآم تبوني أرضخ للوسط الخايس اللي عايشه به و نشُـوف !
بالمطبخ مرة ثانية !
تكلم مشعل و هو يأخذ كأس و يملأه بالماء : يمه معاها حق لا تجبروها دآم قلبها عآيف الزواج .. خذوُا و لو مره وجهة قرارها يمكن هي تشوف هذآ الشيء يناسبها و يناسب الجميع
رفعت يدها بقلة صبر : الله ! خلصت من العنيده جاء اللي أعند منهآ ، تبي الفزعه لأختك أقنعها بالموضوع و لا إنكتم .. حـ تجننوني بتفكيركم ، يا رب صبركْ
إرتشف من كأسه القليل و هو يهز رأسه بضحك : كلكم تبون الفزعة اليوم ؟ لا يمه أنا أناظر الموضوع من نقطة معينة و وجهة نظر معينه ، الغصب و الإجبار عمره مَـا كان الصواب و الحل !
أم مشعل بحزم : لا نقطة معينة و لا وجهة معينه ! القرار أخذناه و إنتهينا ، إلا تعَـال أنت وينها حرمتك عنك ؟؟
قوس شفته بإنزعاج نحو الأسفل و هو يبعد الكأس عنه : ببيتهم !!
ناظرته بنظرات : و بيتهم تظل بيه أسبوعين !! لا تكون تبي تستقر عندهم و نست أنه عندها زوج و بيت ؟
مشعل بهمس : إإيه يكـــون أحسَــن ( رجع يتكلم بطبيعة صوته ) لا مُـو كِذآ البنت تبي ترتاح و تريح عند عائلتها شوي .. مشتاقة لهم !!
هزت رأسها بشك : و كل هذآ شوق لهم ؟!!
مشعل ببرود : و أنا شيعرفني عنها .. ما حـ أغصبها و لا أضغط عليها عشان تجي خليها وسط عائلتها !!
جلست بجنبه : لا أنتَ وراء كلامك ذآ شيء !! هاااا خبرني شـ مسويِ يا مسود الوجه مع البنية عشان تخليها تهج لبيت أبوها .. مخبص معها بالكلام و لا حرك..
قاطعها و هو يتأفف من طاريها .. إنكتمت أنفاسه من كلام أمه عنها ، يَـا ناس ما عاد يبيها !! .. النفس عافتها و عافت طاريها .. و الله هذيك الساعة المباركة يوم خبرتني عشان تنطم ببيت عائلتها .. مَـا عاد إستحملها و لا أقوى أعيش معها تحت سقف واحد ، وجودها بنفس المكان اللي هو متواجد فيه يضيق عليه حياته و نفسه : البنت خبرتني بعظمة لسانها أنها تبي عائلتها يعني لزوم يكون بيننا مشاكل و تخبيصات طالعه و نازله و حركات نذآله و غيرها !! .. أدري بها يوم تتصل و تخبرني آجيها على العين و الرأس .. و إذآ غيره فما فيه !!
ضربته على كتفه بقوة : عنبو تفكيرك هذآ !! تستنى البنت تتصل بك و تخبرك عشان تجي تأخذها ! ليه وعد متعودة تسوي هذه الحركات و تدق لك إلا إذا كان فيه شيء بالغ الأهمية .. و أنت متمركز لي هنا و كأنه ما وراك بيت و حرمة ، قدكْ قد الحيط اللي جنبك و مو قادر تسوي أمورك بعقلانية و تبي توقف مع أختك .. الله يخلف عليكم من عيال !! كلٌ يبي يجنني من فعايله و عمايلهُ
مشعل بهدوء و على أبرد ما يكون عنده و لا كأنه الأمر يهمه و يتعلق به هُو ، حط كأس الماء و رجع يطالع أمه : دآم ولدك طول و عرض فخليه يحل أموره بنفسهُ و بطريقته هُوَ .. ما طلبت مساعدة و لا إشتكيت لك من شيء يعني أموري كويسه و ما عليها كلام !! .. و وعد مثلها مثل أختي و مثلْ أي أحد من عائلتي ما أرضى عليه الغصب و لا الضغط ( قام من مكانه و هو يحس بضيق كبير بصدره و حمل ثقيل عليه ) طَـالع مع الربع و يمكن أتأخر مع السلامة !
أم مشعل و هي تهز رأسها بعدم تصديق : بحفظ الله
=====
بمكان آخر و بيت أول مرة نزوره !
جلسة ليلة تجمع أخبث الناس بكلامها ، حديث يطغى عليه الكذب و النميمه و التعييب على الآخرين .. و ضحكات تعلى بسخرية هازئة على ضحايا خبثهم و أفكارهم الشيطانية
حطت رجل على رجل و هي تضحك بإنتصار : شفتْ كيف !! رماها ببيت أبوها و لا سأل عنهآ .. خليهآ تخيس عندهم !
مددت يديها براحة و هي تهمس بخبث : البركة بأم عمار ما قصرت أبــداً ! صدقيني بكرة توصلها ورقة طلاقها و ما عاد فيه لا بيت و لا زوج
ضحكت بسخرية : خليها تتسنع عشان مرة أخرى تعرف كيف ما تأخذ حق الآخرين و تتحدَى ، كنت أبيه بس الشاطرة خطفته و لا أحد درَى عنها
كملت أمها و هي تبتسم : و الحيـن مَــا عاد فيه لا وعد و لا غيرهَـا ، ياسمين و بس !
أشرت ياسمين لأمها بالسكوت و هي تشوف ظل واحد نازل من الدرج بهدوء ، ضحكت بحقد بعد ما إتضح لها الشخص : هلا و الله تُـو ما نورتي يا الحبيبه ! طول اليوم منخشه بجناحك لا صوت و لا حس عليك ؟!
قمر بهدوء بعد ما إعتادت حركات و كلام أخت زوجها و أمها : منور بوجودك أنتِ و خالتي ! إنشغلت شوي مع الولد .. جنني بهباله و ما بغى ينام إلا بعد ما تعنيت معهُ
أم بدر بسخريه : هييه وين ذيك الحرمة السنعة اللي ما تشتكي حتى لو مثقلين على عاتقها هموم ما تحملها الجبال .. و أنتِ ولد قد النملة مُـو قادره عليه ! الله يخلف
قمر بنفس الهداوة و برودة الدم اللي إعتادت عليها من طريقة كلامهم الجارحة : لا تحاتين يا أم بدر السنعات ما خلصوا للحين !!
أم بدر و هي تطالعها بنص عين : إيه إيه بس أنا ما أشوف السنع بكنتي ( إبنة ولدي ) الوحيدة لا تلوميني يوم أطلب منه يجيب ثانية عليك !! و لا أنتِ مُـو كفو بمسؤولياتك .. ريح خفيفه تهزك و تشيلك على بعضك !
قمر و هي تحس بالنيران تتجمع من كلامها اللي كله قسوة و تجريح ، ما تهتم لا لمشاعرها و لا لغيرتها الأنثوية على رجلها .. مو مكفي أنها تعايرها على الطالعة و النازلة : مَـا أظن يا خالة ! الجبل ما يهزه ريح
ياسمين بسخرية : أأم التشبيــــه ! الحين أنتِ تشبهين نفسك بالجبل و مَـا أدري إيش .. طسي لهنيك ، أنفخ عليك مره وحدة تطيرين لبيتكم !
قمر و عيونها ما بدأت تحتد بغضب و قلة صبر منهم ، دائما تحاول تخلي الإحترام بينهم لأنه لو فات سقط الإحترام و القدرْ بينهم ما حــ يظل شيء من بعده : إحتــرميني دآم أني محترمَــتك و أكلمك بالكلمة الحسنة !
أم بدر و هي تزود العيار عشان تغيضها و تهبل فيها : إذا مُـو عاجبك حالتنا و كلامنا فالباب مفتوح على مصرعيه ، ما له داع تتحججين بشيء و تحارشين ولدي علي بالكلام الزائد يا قليلة الخاتمة .. و لا تسوين لي فيها المطيعة ، المتربية .. لأنه يبقى وجه الخروف معروف !
قمر بحدة ممزوجة بعصبية كبيره : متربية غصب عنكم !
ياسمين بغيض : إيه إيه زودي من هذا الكلام و إلعبي بعقل أخوي بكلمتين ، حيّة مثلك تشتغل من تحت لتحت !
قمر رمقتها بنظرات ناريه و هي تتوجه للدرج و تركبه بعصبية : إذا خاطبكَ السفهاء قل سلاماً
ياسمين قامت من مكانها عشان تلحقها بس أمها مسكتها و هي تأشر لها : آآآآشش آخوك وصَـل ( لتكمل بخبث و هي تنادي قمر بصوت متغير تماما و نبرة مختلفة عن سابقتها ) قمَـر يَـــا بنتي تعَــالي إجلسي معنـآ !
يَــاسمين و هي تأيد أمها و تبتسم بخبث : إيـه تعالي صَـار لنا مدة ما جلسنا مع بعض و سولفنـآ !
دخل بدر على كلامهم بعد ما أردف الباب من وراه و الإبتسامة مرتسمة على وجهه : السلام عليكمْ
ردوا السلام و إبتسامة مصطنعة تغزو ملامحهم : و عليكم السلامْ
قبل رأس أمه و هو يجلس أمامها و يتنهد بتعب : هااا وينها قمر عنكمْ ؟
إنعفست ملامحهم من طاريها ، طول ما جلس سأل عنها و لا عبرهم بكلمة .. و هذا الشيء يخليهم يحقدُوا عليها أكثر و أكثر .. تكلمت أمه و هي تحاول تخفي قهرها و إنزعاجها : بجنــاحها !! ما نزلت و لا عبرتنــا بس ما عليه مسـآمحة !
بدر و هو يقوم : مَـا عليه يمه يمكن تعبـآنه و لا منشغلة مع عبد الله تعرفيه لزوم يجننها بحركاته ، طالع أريح شوي تعبان حدي
ياسمين بإبتسامة تخفي غيضها : سلامتك يا أخوي من التعب جعلهُ بعدوينك إن شاء الله !
إبتسم لها بدر و هو يركب الدرج و يتجه لجناحه ..
طول ما إختفى ظل أخوها بطلت عيونها على الآخر و هي تهمس : شفتِ يمه حتى سؤال ما سأل عنا !!
أم بدر بحقد و هي تهمس : من وراء ذيك الحية خرفنته على الآخر و نسته أهله بعد !
ياسمين بخبث : وش رآيك أسوي فيها مثل ما سويت بذيك المعصقلة و أم عمار مَـا رآح تقصَـر !
أم بدر ناظرتها بحدة و تحذير تام : بنــــت ! بقطْعَـك إذا سمعت منك هذآ الكلام مره ثانيه ، تبين تجنني أخوك و تودري عقلهُ .. الشغله مُـو إستهبال و مسخرة ! و الأمر عسير و إذا المرة الأولى تيسرت و ما إنكشفنا هذا ما يمنع أنهُ يمكن ننفضح بالتالية !
تأففت بضجر و ملل : خلآآص مو مسويه لها شيء ! لا تسدحيني الحين !
أم بدر بتفكير : هذه خليها علي ، دَواهَــــا عند أمك .. كلمتــين و هي ببيت أبوها لا تحــاتين ..... ( بعد صمت و هي تغير الموضوع كله ) إلا وينُــه أخـوك زيآد
نظرها نحو البعيد بسرحان ، أردفت : كالعاده هَــآيت مع ربعه ، الله أعلم وش حَـالته الحين !
أم بدر : لا تشيلين هم .. يكبر و يرجع لعقلهُ
=====
نهاية الجزء الأول من البارت الثاني :)
آسفة حبايبي هذآ اللي قدرت أكتبه الحين ، مضغوطه بجد خاصة و أنه بكرة العيد و كِذآ :$
المهم لنا عودة بعد العيد بالجزء الثاني من البارت الثاني ^^
و أرجع أقول لكم عيدك مبارك و كل عام و أنت بألف خير :msn2: :msn2:
|