كاتب الموضوع :
نَبْضُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: عيناكِ أقسى موطنُ فيهِ الفؤادُ قد إغتربَ | بقلمي !
السلام علــــــيكُـمْ !
أرحَـب بجميع المتآبعيـن الجدد منوريـن يا حبآيــبي ^^ و أشكر كل المتابعين اللي مَـا قصروا بالردود و التوقعات الأكثـر من رائعه :)
أصلكـم " فتنة " يَـــا حبــآيبي لا تحــرمونا من توآجــدكم و بالطبع ندعُـو متابعي الكـواليس يشَـآركونَـا السآحة
أخـــليكم معَ البَــــارت الرابــع ، قراءة ممــتعة لكُــمْ
"4"
بَـــعد مُـــرور يوميـن على أبطَــالنـآ :$
=====
تناظر سقف غرفتها بسرحان ، يومين و هي متعكفة بغرفتها و ما تطلع منها إلا وقت العشاء حتى الغذاء ما صارت تجتمَـع معهم بمائدة وحدة .. تغيرت حالتها من يوم ما فُـرضت الموافقة عليها عشان تأخذ ولد عمها بدون إرادتها ..
مَـا عاد فيه شيء له لـون و لا طعم ، تعيش بدون هدف لذلك .. كل شيء فقد رونقهُ و جمالهُ ، تلونت حياتها بسواد مظلم ما يتخللها خبر يوسع خاطرها الضيق و لا خبر يرسم البسمة بين شفتيها .. صمت و وِحـــدة هذآ اللي تبيــه ما عادت تحتَـآج من هذه الحياة شيء ! ، طمعَـت بها بس مَـا جاء من بعدهُا إلا الهمْ و الغَـمْ يغلف حياتها ..
لفت نظرهـا جوالها اللي يرن بدون توقفْ بجانبـهاَ ، أخذته بيدها و هي تطالع الرقم الغريب .. مَـا تذكر أنها تعرف هذآ الرقم .. رمَــت الهاتف من يدها بدون إهتمام و هي ترجع تتغطَـى : نَـــاس فاضية
سمعَــت دق خفيف على الباب ـ تنهدَت بصبر و هي تجيـب : إدخُـــل
طل عليها برأسهُ و هُـوَ يناديها : نَـــايمه ؟
بعدَت اللحاف من عليهاَ و هي تناديه : لا مُــو نآيمـه ! تعَـال شعول الغرفة غرفـتك يا الحبــيب .. نورهـا بالوقــت اللي تبيـه
دخل بإبتسامة و هُـو يجلس أمامها : النُـور نورك يا قمَـرْ ! ، إلا تعَـالي وينـك عنَـآ طُـول اليُـوم منخشه بغرفتــك مَـا صرنَـآ نشُــوفك
ضحكَــت بسخريه على حالتـهآ : أتــغَـلى عليكُـــم مُــو أكثرْ :")
قرص خدهَــا بقوة و هُـو يضحك : مِــن يُــومـك غـآليـه و لك مكَــانتك يا دلُــوعتنـآ ، أبُـــوي يســألْ عليـك و يمـه طُـول اليُــوم تَــزَّن على رأسـيِ وينهَـآ أختك و ميـنْ مزعلهـآ و ليـه ما تنزل تريح مع أمها ؟ .. شفتِ قد إيش يحبُــوك و مشعَـل مهمَـش من وسط العائله
مسحَـت على خدها بخفة : يا متوحَـش آآح خديِ طاَر من قرصتَـك المسمُـومه ، " كملَـت بدلع و هي تمط شفتيها " يا غيُــور يَــا حُــقود مَـا أحبَـك :(
قرب و هُــو يمط خدودهَــا يمين و شمال و يعضهـا على الخفيف : فـديت دلُـوعتي و أخـتي و صغنُــونتي و كل شيء بحـياة أخُــوها
بعدت يدهُ و هي تضحك : وش فيك شعُــوول إنهبَــلت و لا فـراق وعـد مسوي بكْ كِـذآ ؟
صمَـت و هو يبتعد عنها و يجلس أمامها : إيـه يمكَــن ! إلا تعَـالي أوديك لعندهَـا بنَــات عمك كلهم رح يتجمعُــون عندهـا !
غمـزَت له و هي تقتَـرب : تَــوديني لعنـدها و لاَ تبي تملــِـي عينـك بشوفة حبيبة القَــلب ؟! هَــاا إعــترف يا قيسنـآ !
تأفف من كلامها : يمَــه هيَ اللي طَـلبت أوديـك لعنـدها و منـهُ أرجع لبيتـي مع حرمـتي ! بلآش حركات قلة أدب
ضمتـه و هي تبتسم : رح تَــوحشني يَــا أخُـوي و الله تعَـودت عليك بالبيـت وين ألَـف ألاقيك مقَـآبل خشتـي ، لا تقطعنَـا أنتَ و الحَـلوه وعُـود حتى هي وحشتـني المخيسه لا تتصَـل و لا تسأل علينَـآ .. نستنَـا يوم أخـذت الحبيب !
إبتسم بصمت و هُــو يتذكر كلام أمـهُ الصارم عليـه و اللِـي أجبرهُ يسير و يأخذ مرتهُ مُــجبر مُـو مخيَــر .. غصبتهُ على الرُوحَـه حتَـى و هُـوَ مُـو مستحمَـل يشوف رقعَـة وجهها و لا يسمع صوتهآ .. مَـا عاد آصلا يبيهَـا بِـ حياتهُ ! ، النفس عَـفت العيش معهـا ..
---
قبل ساعة
---
بالصالة جالس مع أمه
أم مشاعل بضيق : يا بني يعني عاجبتك هذه الحالة ، حرمتك ببيت و أنتَ ببيت ..وش بيقولون الناس عليكم ! رمآها ببيت أبوها و ما عآد سأل عنها
كتف يديه ببرود : كلام الناس آخر همي ، ما عاد إلا إتبع شورهم و كلامهم .. البنت تبي أمها و عائلتها شسوي لها !! أغصبها على الروحه معي .. يعني ما يكفي أنكم غصبتونا على بعض
أم مشاعل بصدمة : مشعل هذا الكلام عمرهُ لا طلع من لسانك ..! مُو أنتَ اللي كُنت متيتم بهواها أيام الملكة و ما خليتْ أي شيء عشان تقنع عمك يقدم الزواج و كل يوم توصينا بوعد و ما وعد ، وش صار عليك يا بني ؟
ناظرها بهدوء : يمه أنتِ قلتيها "كُنت" يعني خلآص الأمر صار و ولَّى ..
أم مشاعل بغضب : لالا ما صار و لا ولَّى ، شُف يا مشعل اليوم تروح تأخذ حرمتك و تنقلع من وجهي
مشعل بصدمة : يمه ! ، مُو كذآ
أم مشاعل : إسكتت .. لا البنت و لا أنتَ خبرتونا وش صاير عليكم و وش غيركم على بعضْ ، و آكيد ورائكم شيء كآيد تخبوه .. شف أنا ما رح أتدخل و لا خالتك رح تتدخل حَلْ مشكلتك مع حرمتك لحالكم
مشعل بتبرير : بس ما بيينا شيء لا تكبرُوا السالفة
أم مشاعل و هي تقوم : أنا قُلت اللي عنديِ و أقسم لك بالله يا مشعل إذا جاء المساء و شفتكْ تلف بالبيت لأوريك شغلك عنديِ
---
سمع صوت مشاعل : يهوو وين سرحت يا قيسْ، شُف لعيونك طبعاً رح آروح لأنهُ نفسي ضاقت و عافت كل شيء !
مشعل بحنان : لا تكدري حالك ، هونيها و تهُون .
مشاعل و هي تقوم : نقُول " إن شاء الله "
ناظر ساعته : و اللي يرحمكْ لا تتأخري ، فيني نوم عجيب غريب!
غمزت لهُ و هي تأخذ ملابسها من الدُولاب : لا تتحجج بالنوم ، أدري بك تبي الفكه عشان وعوود .. مُو متأخرة لا تحاتي ، خمس دقائق و آكون جاهزة
قام مشعل متوجه لخارج الغرفة متجاهل كلامها عن وعد : أوكِ ، إنتظرك بالسيارة
أول ما تقفل الباب تنهدت بحزن، ما تبي تروح و لا تبي تقابل أحد .. نفسيتها بالحضيض ! ، ما كانت متوقعه أنهُ هذا الزواج كلهُ رح يسوي فيها كذآ .. غيرها لإنسانة أخرى ، لا حياة بها !
أخذت ملابسها بثقل و تكاسل متوجهَ ناحية الحمام ، لمحت هاتفها اللي يرن مرة ثانية بنفس الرقم الغريب .. تأففت غصب عنها : لحووول ، شكلهُ راعي طويله بعدين آشوف منُوا النشبه هذا !
و إتجهت ناحية الحمام غير مهتمة و لا مأخذه ببالها شيء همُومها تكفيها و تفكيرها منحصر بزاويه واحدة ما له داع تزيد على حالها وجع التفكير ..
---
بالسيارة
---
يقلب هاتفهُ بتردد و حيرة ، يتصل أو ما يتصل .. بس لازم يكون عندها علم ما يصير أسحبها من بيت أبوها و هي مو دآريه بشيء من حولها و لا بعدين تفشلني برفضها ، آآف شسوي الحين حتى صوتها ما أبغى أسمعهُ يكفيني أنهُ بعدين رح أشوفها و أتدبس معها بالغصب ..
قرر يكتب لها مسج و هذا أسهل شيء يقدر عليه ، إكتفى بكلام بسيط .. بارد
(( وعد جهزي حالك عشان نرجع للبيت ))
تنهد و هو يرمي الهاتف بدون إهتمام ، يكفي أنهُ يكون لها علم و تجهز حالها قبلْ .. صحيح كلماته تدل على آمر مُو طلب بس خليها تطق رأسها بالطوفة مو جاي أتودد لها و لا أترجاها عشان ترجع لبيتها ، يظهر أنهُ نست زوجها و بيتها بس أبركها من ساعة عشان أفتك من غثاها ..
ما يدري ليه الكره أعماه عليها ، ما عاد يسمع إسمها إلا يفز و يهرب من الجلسة عشان ما يسمع أي كلام عنها ، حتى الكلام ما عاد كلمها و لا إتصل عليها ! .. يحس بالضيقة أول ما يتذكر أنهُ هذه هي الزوجة اللي كَان متيم بهواها و يحبها على قولة أمهُ ، الحين درَى أنهُ ذوقه خايس و ما يعرف لا يحب و لا يختار .. خلى وراه كل بنات السعودية عشان يطالع هذه ! ، آصلا من يوم تزوجنا ما عشنا يوم يشفع سواد الأيام اللي قضيتها معاها .. إستغفر ربهُ و هو يبعدها من بالهُ
ناظر أختهُ اللي طلعت من البيت و فتحت باب السيارة و ركبت جنبهُ : إن شاء الله ما آكُون طولت عليك !
إبتسم بسخرية : يعني مره مره سريعـة !! ، هذه هيَ الخمس دقائق ؟
ضحكت بتسليك و هي ما ودها تضحك : آحم معذورين إحنا البنات مُو مثلكم ، لأنه مستحيييل أطلع بالبيجامه و شعري كشه .. يعني لزوم شوية وقت !
ضحك و هو يحرك سيارته : كثري من هذا الكلام هيَ كلها قماشتين على ربطة شعر و أنتُو مخلصيين ! بس يا حبكم لتضييع الوقت بكشختكم !
مشاعل بدقة : آحم يمكن هذه إحدَى من البنات اللي تعرفها ، أختك مُو كذآ يا الحبيب
رد عليها بهدوء و هُو فاهم قصدها بالكلام : يمكنْ
عمَ الصمت و الهدوء بين الطرفين ، كلٌ رجع يفكر بمشاكله و همومهُ و يحاول يقنع حاله بحاله .. تكلم مشعل بإستغراب : شفت عمي محمد و عمي خالد بالمجلس مع أبوي !
مشاعل و قلبها ما بدأ يطرق طبوول ، تكلمت بتساؤل و ترقب : لييش ؟ ، صح أنا شفت سيارتين عند الموقف بس ما إهتميت
هز أكتافه بمعنى " ما أدري" : و الله ما أدري ، سلمَت عليهم و على طولْ طلعت شكلهُ الجلسة شوي خااصة و ما حبيت لا أتدخل و لا أحشر حالي بالوسط "ليكمل بضحكة" يكفي نظرات أبوك اللي تأشر لي من بعييد عشان إنقلع
إبتسمت بدون نفس و هي تحس بتوتر غريب ، طيب ليه يجتمعُون "بو فيصل " و " بو وليد " آكيد ورائهم مشكلة .. و لا يمكن عشان الملكة يتفاهموون ! ، يا ربي لا تخلي هذا الزواج يكتمل .. يا ربي ما أبي لا فيصل و لا وليد ابي أعيش مرتاحة ببيت أبوي .. إن شاء الله ما يطلعون من المجلس إلا و كل شيء مكنسل
ناظرها مشعل بإستغراب : ليش سااكته ؟
أجابت بصوت عميق و كأنه يطلع من حفرة : آآفكرْ مُو أكثر
مشعل فهم من نظراتها أنها تفكر بسالفة الزواج و تحاول تربط بين حضور عميها بو وليد و بو فيصل عشان توصل لشيء عااقل : مشااااعل لا تسرحين خليك معايا ! و أنا شقلت لك كثرة التفكير ما رح تنفعك و لا رح تريحك بالعكس !
مشاعل بهدوء و عقلها كلهُ بالبيت : برآيك على وش يتكلمون ؟ يمكن عني ؟ و لا على الملكة ؟
مشعل بإصرار : ماااا أدري ، يمكن أبوي عزمهم عشان يلتقون مع بعض و يسولفون .. ما له داع تكون الملكة سبب و لا الكلام عنك سبب ثاني !
مشاعل بهدوء و قلبها ناغزها أنه آآكيد وراء جمعتهم فيه شيء : يمكنْ
ناظرها بأسف ، عيونها اللي باتت تسرح بأي شيء و التفكير اللي يظهر من عيونها المركزة و حواسها المثبتة بشيء معين .. تغيرت كثير مُو هذه مشاعل اللي يعرفها و اللي يعرف رجتها بكل مكان ، كانت ما تجلس بمكان إلا و هي قالبتهُ هبال و ضحك .. كانت الإبتسامة و الضحكة ما تنمسح من وجهها أبداً ، بس الحين الزعل و الكدر مرافقها و يلمع من عيونها .. صارت حتى تتجنب القعدة معهم و طول اليوم منعزلة بغرفتها لا تنزل تسولف و لا تنزل تسلم عليهم إلا وقت العشاء : مشااااعل
همهمت بهدوء و هي تناظر من شباك السيارة نحو الخارج : ههممم !
فكر بسرعة و هو يحاول يخترع و لا يتذكر موضوع يخليها تسولف غصب عنها : بالنسبة لحالتك ، ما رجعت لك الدوخه
نقلت نظرها ناحيتهُ لثانيتين و رجعت تطالع لبعيد : لا ما رجعتْ
مشعل بتأكيد : متأكده !؟
مشاعل بهدوء : إييييه متأكده
مشعل بتساؤل : طيب ما تحسين بوجع ؟ ، ما يصيبك دُوار و لا صداع برأسك .. ما تتعبين لما تقومين بإجهاد ؟ ما تحسين بضيق تنفس ؟
تنهدت مشاعل : ما فيييه مشعل ! ما له داع تسأل هيَ مرة و ما رح تتكرر
مشعل بعناد : إيه رح أسأل و رح أرجع أسأل ، إلا صحتك يا مشاعل لا تتلاعبين بها لأنهُ بالأخير ما أحد يخسر غيرك ..المُهم إذا رجعتي حسيتي بأي وجع أو ضيق خبريني !
مشاعل بدون إهتمام : أوكِ
مشعل بحدة : مشاااعل .. الصحة ما ينمزح فيها و جسدك أمانة عندك يا بنت الواجب تصونيه مُو العكس .. و لا عاد تتمسخرين و الله إذا دريت أنه صار لك شيء و ما خبرتيني ..
قاطعتهُ مشاعل و هي تهز رأسها بالإيجاب : خلآآآآآص مشعل فهمت ، إذا رجعت حسيت بأي شيء رح تكون أول من يدري !
مشعل بإبتسامة : آآكيد و المره الجاية ما فيه هروب من المشفى ! لأنه الحالة اللي صابتك يا رُوح أخوك مو دوخه بس حبيت أمشيها لك عشان زعلك
مشاعل و هي تهز رأسها مجدداً ،.. إذ دام فيه المشفى بالسالفة آمُوت و ما أخبرك يا طبيب العائلة و الله لأنهبل من وراء نصائحك خليني كذآ آحسن ، لا مستشفى لا وجع رأس .. و بعدين حتى هو عرف سبب زعلي يعني أهمك ؟ .. آخخ بس أدري لو تحط شيء ببالك تسويه و تجرني للمستشفى مثل الخروف : آوكِ
هز رأسهُ بصمت و هو يدري أنها تسلك له بالكلام و لا هيَ ما تواطن مكان إسمهُ " مستشفى " بس رح تروح له غصب عنها .. ما تدري أنهُ النفس عزيزة و الواجب تحرسها لأنه الروح تبقى أمانة سترجع لخالقها بيوم ما
رفعت مشاعل هاتفها اللي رجع يرن من جديد و نفس الرقم دائما يتصل عليها ، تأففت بصوت مسمُوع : ياا ربييييي صببرك و رحمتتك !
لف عليها بهدوء : وش فييك ؟
مشاعل بعصبية : شُف الجوااال ما طفى من إتصالات هذا الرقم ، من الصبح و هُو يتصل صرعني يا خيِ
مشعل بهدوء : تعرفييه للرقم ؟ يمكن وحدة من صاحباتك و لا بناات عمك !
مشاعل و هي تطالع الرقم بصبر و تختف بغضب : ما هُو برقم إحدى بنات عمي و رقمي ما بعطييه على كل من هب و دَبْ
نقل نظره بين الطريق و بين هاتف أختهُ : بسم الله عليك وش فيك يا بنت .. ؟ لا تعصبيين ! ما تلاقين إلا أبسط شيء عشان تنفجرين فيه
مشاعل و هي تقفل الهاتف كلياً و تهتف بغضب : الله مستعان من كثر ما شال القلب ما عاد فيه مكان يوسع للأسخف الأشياء .. أحمد ربي أنهُ ما جاني ضغط من وراء زواجكم المدبس
زفر مشعل : و رجعناااا لسالفة الزواج ، أنتِ ما تتوبين يا بنت بين الكلمة و الثانية قاطة الزواج بالوسط .. صدقيني إذا إستمريتي على هذا الطريق مُو تنفجرين و بس بيجيك الضغط و السُكر و القلب و كل شيء
مشاعل بحمق و عيونها متتسعة : تفااول على أختك يالأفندي " أكملت بهمس " آصلا ما يهم أنا منهبلة منهبلة ما فيه مهرب دآم رح آآآخذ آكبر معقد ، متحجر !
مشعل و هُو يدعي أنه ما سمع من كلامها شيء : أعطيني جوالك أشوف منُو ذآ اللي خرجك من طورك يا هاانم
مشاعل و هي تأشر للهاتف : خلآآص طفيتهُ للزفت ، إذا رجع يتصل وقتها يصيير خير و شر بعدْ .. خليني أفرغ شوي من الشحنات و الغبنة اللي بقلبي و أغسل شراعهُ
هز رأسه : مجنووونه !
رجع الصمت يسُود الأجواء بينهم ، تكلمت مشاعل بملل : شعول شغل لنا شيء نسمعهُ و لا مذياعك ما ينفع ؟
مد يدهُ و هو يشغلهُ على أول محطة ، جاءت على سورة البقرة بصوت ماهر المعيقلي .. تنهدت مشاعل و هي تريح رأسها على رتبة السيارة و تردد بعمق و إنصات : يالله ما فيه شيء يريح قد سماع القرآن ، و ما فيه أحسن من تلاوة المعيقلي تخليك تخشع و تتأثر غصب مُو ؟
فتحت عيونها و هي مستغربة صمت مشعل ، تكلمت و هي ترجع تناديه : مشعععععععل ؟
ما إلتفت عليها و هُو يرد بشيء من العصبية و الحدة : خييير !
عقدت مشاعل حاجبيها بإستغراب ، وش صاير عليه هذا من شوي كان مرووق ؟! .. فجأة إنقلب : سلامتك ، ناديتك بس ما سمعتْ !
شدد قبضة يدهُ على الدركسون و قلبهُ ينعصر بقوة و ضيق و كأنه فيه شيء يكتم على قلبهُ ، فتح أول أزرار ثوبهُ و إحساس الإختناق يداهمهُ .. : مشآعل إطفييه !
مشاعل بإستغراب و هي تناظر أخوها بدهشة ، كيف تغيرت حالتهُ بين لحظات .. تعرق جبينهُ و قبضته القوية اللي تظهر عروق يديهِ .. إصفرار وجهُ و تقلص ملامحهُ للألم و الضيق ، رددت بإستغراب : إطفييه ! وش أطفي ؟
مشعل بصراخ و هو يأشر لها ناحية المذياع : هذآآآ ! ، إطفييه ما تفهمين
مشاعل و هي تناظره بتردد و دهشة : مشعل وش صاير عليك !؟ ، كيف أوقف القرآن !! .. ليه تضايقت ؟
ناظرها بغضب و هو يحاول كبت صراخهُ .. مَد يده و هو يطفيه بعنف و بعدها تكلم : إنكتمي بمكـانك .
فتحت مشاعل عيونها على وسعهم بصدمة ، يالله بسم الله هذا مُو أخويه .. ليش نقز علي يوم شغلت القرآن ، يا ربي عيونهُ مرره تخوف و كأنه رح ينفجر .. تنفسه الفضيع و قفص صدره اللي ينزل بقوة .. تكلمت بخوف و هي ترجع تفتح جوالها : رح آكـلم وعد ، أخبرها أنهُ إحنا بالطريق !
مشعل بغصبية : و خبريها للزفت تجهز حالها ما له داع تقلبها بكاء عند أُمها و تتحجج عشان ما ترجع
طاح الجوال من بين يديها و هي مسنكره حالة أخوها مئة مرة .. لتردد بهمس : زفتْ ؟
رجعت سكتت ما تبي تسوي حريقة بينها و بين أخوها اللي شكله رح ينفجر بأي ثانية و يعصب على أسخف الأشياء .. و بررت عصبيته و زعله لأنه مشتاق لوعد و يبيها ترجع معهُ و الأخت رافضة و تتغلى عليه .. رفعت هاتفها و هي تضغط على رقم وعد متجاهلة المسج اللي وصلها من نفس الرقم الغريب !
________________
حطَت صحن الحلآ و هي تتنهد براحة و تطالع إذا كان فيه شيء ناقص عشان جمعتها هي و بنات عمها كلهم رح يلتقُون مع بعض .. "آآه زمان عليهم .. و الله وحشوني الخبلات ما صرنا نتلاقى من بعد أيام العزوبية .. آصلا من خذيت ذاك النكدي و أنا مو مرتاحة .. تعبت منهُ و من نظراته ! " .. تنهدت بصبر و هي تبعد تفكيرها عن مشعل ما تدري ليش هي كارهتهُ بس نظراته الطاعنة ما تقدر تنساها .. سواد و ضبابية وجه تخليها تحس بنفور غير طبيعي منهُ !
شتمت حالها و هي ترجع تفكر فيه من جديد .. نفضت جلابيتها و هي ترجع ترص الصحون و تضيع وقتها ، فاجأها رنة الهاتف المباغته .. أخذت الهاتف من فوق الكنبة و هي متأكدة أنهُ وحدة من البنات تراسلهاَ .. فتحت المسج و هي تحس بإنقباض أنفاسها و زلزلة روحها ، ليييش !! .. ليش رجع ؟ .. ليش يبعث لي هذا المسج تُوه إفتكر أنه وراه زوجة و بيت و لا مأخذ الدنيا على مزاجهُ .. الغثيث ، أكرهه !!
تجمعت الدموع بمقلتيها لا إراديا و هي تقرأ زفته لها بمسج يأمرها تتجهز عشان يرجعون للبيت .. ما تبيه و لا تبي ترجع معهُ ، عافت الدنيا بسببهُ .. كرهت إسمه و تواجده بحياتها ، لييش إرتبطت بيه و تزوجتهُ !
.. ليش وافقت عليه بأتم رضاها ! .. تسللت أول الدموع من عيونها و هي تنساب على خدها و ترسم مسار نحو أسفل فكها .. مقهورة من حالها و من قلبها اللي عصاها ، تحس أنها تكرهه غصب عنها .. ما عادت تستحملهُ !!
سُرعان ما إنتشر صدى صوت أُمها بالصالة المغلقة و هي تحمل بين يديها جيك العصير : وعد يا بنتي نسيتيِ تأخــ..
إنقطعت كلماتها و هي ترى وجه بنتها المُحمر ، عيونها اللي ما عرفت معنَى البكاء أو الألم تَبكي بحرقة .. عباراتها التي لا تنسكبُ إلا أوقات الشدَّة و الحزن أصبحت تنزل بدون توقف .. الألم اللي بعيونها أكبر من الألم اللي ينزفهُ قلبها ، هذا ما إن دَل على أنهُ فيه شيء أو خبر وصل لها و خلآها تبكي !
حطت الجيك بدون إهتمام لتتسارع خطواتها ناحية بنتها ، ضمتها لصدرها الحنون و هي تربت عليها بهدوء : بسم الله عليك يا بنتي وش صاير فيك ؟ .. ليه كل هذا البُكاء شنُو هذا الخبر اللي خلى دمُوع بنتي تنزلْ ؟
ضمت أُمها بقوة متشبتة بها مثل الطفل الوديع : ما أبيــه يُمه مـــــــاا أبيييه !
و أطلقت شهقاتها العالية التي إقتحمت سكُون المكان قبل أن تقتحم أوردة و قلب أُمها الذي يبكي على ضناها و وحيدتها من البنَاتِ .. طبطبت على ظهرها بحنان و هي تمشي و تجلسها بجنبها على الكنبة ، ما عاد فيه مجال للكتم اليُوم تعرف وش صاير على بنتها ، من يومْ ما تزوجت و حالتها حاله .. ما عادت نفسها هي وعد ، مسكت كف بنتها بهدوء : لا تبكيين يا يُمه ، منُو هذا اللي ماَ تبيه يا عيون أُمك مشعل مُـو ؟
إكتفت بهز رأسها إيجاباً و تنفجر أدفاعٌ أخرى من الدمُوع و الشهقات المُنقطعة ، هزَت أمها رأسها آسفاً على بنتها اللي كاتمة بقلبها .. آكيد ورائهم شيء كآآيد و كبير و إلا دموع بنتي ما تنزل على الفآضي : طيب يا يُمه ، الولد مسوي لك شيء ؟ مزعلكْ ؟ ضربَك .. سوَى لك شيء يخليك تبغضيه و تكرهيه ؟ ، أساء لك بشيء ، أوجعَك بالكلام .. رفع يده علييك ؟ تكلمي يا بنتي ما عاد لهُ الصمت مجال .. صدقيني إذا غلط عليك بشيء أناَ اللي رح آقلبها عليه و أمسكهُ من أذونهُ !
هَزت رأسها بصدق و صوتها المبحوح يخرج هادر ، ضعيف : يمه و الله ما أساء لي بيوم و لا رفع يدهُ عليَ بَـــس ...
هُنا صمتت لم تجد ما تقُول و ما تخرج من لسانها .. ما عندها لا تبرير و لا دليل أنه غلط معاها بشيء .. صحيح أنهم ما يتفاهمون و الكلام جدُ قليل بينهم بس ما تعرض لها بيوم و لا أجبرها بشيء ، دائما ما تحدث بينهم مشادات بالكلام و لكن تنتهي بإفتراقهم و إبتعادهم عن بعضْ بس الحين كيف تقنع أُمها ؟! .. كيف تخبر أُمها أنهُ ما عاد بينهم حياة و لا رجوع : يُمه ما أطييقهُ ما أدانيييه بشيء ، أكرههُ .. ما عدت لا إستحمل أشوفه و لا ألتقي معهُ بمكان واحد .. إقترابه مني يجيب لي الضيق و الغثيان !
حطت أمها كف يدها على فُمها بصدمة : يا بُنت كُل هذا يطلع منكْ ، و أنا حاطه اللوم على زوجَك بس البلاء منك يا بُنتي .. الولد ما غصبك و لا رفع يدهُ عليك و مُحترمك و أنتِ تعاملييه بهذا الجفاء و البُرود .. مهما كان هذا زوجك مُو أحد ثاني و بعدين وش هذا الكلام اللي تقُوليه ليش يجيك الضيق و الغثيان بإقترابهُ !! و إن شاء الله تكُوني أظهرتي لهُ ضيقتك و قرفَك منهُ
إكتفت بصمت و عيونها تتشتت نحو البعيد ، كيف تبيني أخليه يقترب مني و أنا ما أدانييه .. ما أرفع وجهي لهُ إلا و أشوفه بوجهه المسود يناظرني بنظرات مريبه .. قربه و كأنه كتمة على قلبي .. و كأنه غشاء على روحي يمنعني من رؤيته بوضوح .. ما أدري ليش تتزايد الضيقة بقلبي بزيادة قربه مني
ناظرت أم ذياب بنتها بحسرة و هي تضرب الكف بالثاني : صراحة أهنيك يا الذييبه ! تسوين كِذآ بزوجك آثاريه مَّل منكْ و رمَاك ببيت أبوك و ما عاد سأل عنك ، معهُ الحق طبعاً حتى لو ما سأل عنك بعد سنة .. تقابلين زوجك بالجفاء و البرُرود بدل ما تظهري حُبك لهُ و تهتمي لهُ ، الحين إبركي بغرفتك يا الفاهمة
تكلمت بصوت عميق و هي تشبك يديها ببعضهم البعض : يُمه هُو الحين جآي مع مشاعل عشان يأخذني
ناظرتها بحسرة : الحين تقومين تأخذين عفشك و يالله على بيت زوجك تحلي مشاكلك .. تطييبين خاطره و تراضيه فهمتي !! .. و إياك تعارضيني يا وعد ، الولد ما آذاك بالعكس الأذى كلهُ كان منكْ ! تصرفاتك هذه ! .. البزر ما يسويها بس الله يخلف على عقلكْ
و قامت بسرعة خارجة من الصالة عِندها إنفجرت وعد أقوى شيء بدّل ما تكحلها و تربح أُمها بصفها و تخليها سند لها عمَّت كل شيء و خَلت أُمها أول معارضة عليها .. ما عاد فيه آمل تتخلص منهُ يعني ؟
لييش كِذآ دائما يجبروها بأي شيء يخص قرارها و حياتها ، حتى أُمها مو عارفة تبرر أو تدافع عن نفسها أمامها .. إندفعت دمُوعها و رقم مشاعل يُنير الشاشة من جديد و لكن لن تجيب ، ما يكفي أنهُ الهم معاها !؟ ، توالت شهقاتها و هي تغطي وجهها بكف يدها تنتحب بألم ..
__________________
جالسة على كرسي الطاولة الواسعة و شوكة الأكل تلاعب صحن الباستا اللي أمامها بصمتْ ، آكيد الحين كلهم مجتمعين و مُو مأخذين ببالهم أنهُ هند مو معهم .. آصلا خليهم يولون هم و الخبال تبعهم اللي ما ينبلع .. آآفف شقاعده آقول أنا ؟ ، و الله وحشوني البنات كلهم ما أدري لييش حظِ الأعوج كذا ؟! .. الأخ فصيل مسنتر بغرفته من يومين لا طلع و لا عطانا وجه و هند منطقه بين جدران غرفتها و لا بالمطبخ ، يالله هذه حياة و لا ببلآآش ..!
رمَت الشوكة من يدها و هي تزفر للمرة الألف ، كتفت يديها على صدرها و هي تلف على وراء عشان تقابل أمها .. تلكمت بدلع : مــآآمي ؟
تكلمت أم فيصل و هي ترص الصحون : نععم يا أُم بطن و كرشْ !
قوست شفتيها الكرظية نحو الأسفل : الله من إسم يجيب النفس و العافية بهذا الطفش و الملل ! .. يُمه طفشآآآآآنه
حطت آخر صحن و هي تلف عليها : خبرتك تروحين لعند البنات بس أنتِ معارضة و مُو رآضية ، كلهُ ملزقه بالمطبخ من غير ما تأكلين .. إرحمي هذا الكرشْ !
تنهَدت مرة أخرى و هي تمد بالحروف : مَـــــــا أبــي أروح عندهم آولاً و ثانيـاً مين يودينـي لعندْ وعُـود .. فصيل و حاجز نفسهُ بالغرفة !
أم فيصل بإبتسامة ساخرة : البركة في السُـواق يا الفهيـمَـة ، و إحنا ليش جايبينهُ عشان يكيف عندنا و لا عشان ما تستخدمين غبائك بالتفكير !
زفرت بقهر و هي تحط رأسها على الطاولة : ما أبغى أروح عندهم ، و ما أبغى أشوف و لا أتلاقى مع مشاعل الزفته آثاريها مختارة وليدووه المعفن و مهمشة أخويه من القائمة .. خائفة أقوم أتوطى ببطنها من الزعل اللي بقلبي
قربت منها و هي تأخذ صحن الباستا من أمام بنتها و تناظرها بنص عين : ليش يا عيوني ! أظن مُو أنتِ اللي خطبتيها و رفضتك و لا تبغين تأخذين الدور ، البنت مهما يكون تظل بنت عمك .. و الزواج نصييب إذاَ ما كُتب لفيصل يأخذها فما رح توقف الدنيا عشان الرفض ، بيخطب و رح ينسى مشاعل و طوايفهاَ مُو لزوم يعلق حياتهُ برفضها لهُ
هند بنبرة معاتبة : بس يُمه ، فيصل يحبها ! ما شفتي عيونه كيف تلمع يوم تجيبين طاريها على لسانك و إبتسامتهُ اللي تتسع و هُو يسمعك بإنصات حتى لو كانت كلماتك عفوية .. ما شفتيه يوم يترجى أبوي عشان يكلم عمي و كل صبح مسنتر لهُ يعيد و يزيد بالسالفة و ما جننهُ إلا عشان يخطبها لهُ .. و كيف عيونه تجحظ لما يفكر أنهُ مشاعل رح ترفضه و ما رح توافق عليه ، نسيتي منظرهُ ذيك الليلة لما طلع من الجلسة و رجع من بعد الإتصال اللي وصلهُ .. لمحتي دموعهُ اللي كان حابسها بعيونه لما رجع و صوته اللي كان يهتز و يرتعش و هو يخبرنا أنهُ وليد هو اللي خطب مشاعل و ملكتهُ الجمعة الجآيه ! .. ما شفتي الإنكسار بعيونهُ ، ما حسيتي بألمهُ و هو يجاهد نفسه عشان ما ينهار و ما يرتكب شيء يندم عليه بعدينْ
تنهدت بحسرة : آآخ .. طبعاً ما نسيت يا بنتي بس ما في باليد حيله ، ما رح أطق البنت على يدها و أجبرها توافق على ولدي ، و زيادة على ذلك وليد هُو الأسبق بمشاعل لأنه هو الأول اللي خطب البنت مُو أخوك ..!
هند بإنفعال و هي تضرب بسببابتها على الطاولة : ولوْ يُمه ! ما تعرف ترفضْ ، ما تعرف تعطي رأيها و قرارها .. كان بالإمكان أنها ترفض وليد و تفكر بخطبة فيصل بس هي مُو دآريه عنهُ و لا عن مشاعرهُ .. آصلا مشاعل تبغضْ وليد بقدرْ ما تبغض الشياطينْ ، ما تجيــبين لها طاريه إلا و هيَ ناقزة عليك و مستلمتك بهذلة و كلام .. حَدث العاقل بما لا يُعقل ، مستحيل تجتمع النار و البنزين لأنه من بعدها رح تتولد حرييقة يُمه !!!
ناظرت بنتها بسرحان : و طلع لك لسان يا الهانم !! ، البنت خلآص قررت اللي تبيه ما له داع تحشرين بالكلام .. يمكن وجهة نظرها عنهُ تغيرت و حَست أنها بترتاح مع وليد أنتِ شدخلك بالوسطْ ’ و أظن وليد ما هُو بالوحش عشان تبغضه لذيك الدرجة و تحتقرهُ .. مثل ما خبرتك الزواج قسمة و نصيب مُو خبط لزق !
تنهدت و هي تجمع شعرها على وراء و تقُوم : يمه هذه يسموها الديمقراطية البيتيه ، يعني لزوم يكون فيه مشاورة بين الأطراف عشان نوَصِل لأعقل الكلام و أسلَم القرارات !!
ضربتها على كتفها بخفة و هي تحط الصحن بالثلاجة : ما كنتُ أدري أنه عندي بنت سياسية و تعرف بالأمور السياسة المخربطة مثل وجهها .. للأسف شكلهُ عقلك إنسخف من زمان و ما صرتي تفرقين بين الشمال و الجنوبْ
تكلمت هند بهيام و هي تحط يدها على قلبها و تلف خارجه : يُمه بنتك ما إنسخف غير عقلها ، قلبها بعدْ إنسرق و إنخسف من قيسـ..
بلمَّـت بمكانها و هي تبلع الكلام و تنزل يدها بسرعة من على قلبها و تعتدل بوقفتها و تحمحم بتوتر و خجل ، كان فيصل واقف عند عتبة الباب مُرتكي على كتفهُ الأيمن و مكتف يديه على صدرهُ يناظرها بسخرية : برافوُ و الله ! ، نِعم التربية يا ليلَى .. شكلهُ لسانك طال عن أيام زمان ! و يبيله قَصْ عشان ما يجي قيسك إلا و يلاقيك بكماء !
تنهد هند و هي تفرك يديها ببعضهم البعض و تناظر أمها : آحمم آآ .. كم صار لك موقف عند باب المطبخ !؟
فيصل بنظرة حادة : ليش خايفة إسمع أسرارك و خرآيبك ، " ليكمل بكذب " تُوي نازل من الغرفة !
تنهد هند براحة ما كانت تبيه يسمع كلامها عنه و عن مشاعل و توجعهُ أكثر .. يكفي اللي شايلهُ بقلبهُ ، منظرهُ يعور القلب ، عيونه اللي تحيطها الهالات السوداء ، بيجامته اللي صار يتنقل بها بالبيت ، شعره المبهذل و المسرح عشوائيا و كأنهُ جسد فقد الروح بإعلان رفضها عليه .. آآخ يا أخوي قلبي مقطع عليك
ناظر أمهُ و أخته اللي يبادلوه نظرة الشفقة و كأنهُ فاقد شيء ، ما يكفيه أنهُ كلام وليد ما زال يرن بأذنه للحين .. ما يقدر يوصف حجم الألم اللي طغى على قلبه و هو يُزَف أنهُ خطيبته رح يتملك عليها ذاك الحقير الجمعة الجآي .. لييش يسوي كذا ؟! ، مشاعل اللي كنت أبيها آخذها مني !! وش بقى لي من بعدها .. ؟! .. هي كانت الكُل بالكُل ما كُنت أبي غيرها و لا أبي أي بنت من بعدها ، حرقت قلبي يا ولييد .. ذبحتني بكلامك و أنتَ مستمتع بس أقسم لك بالله أنهُ لأقلب لك ضحكتك ذيك جحيــم ! .. أوريك النجوم بعز النهار مُو أنتَ اللي تذلني و تأخذ مشاعل من بين يدي ، هي كَــانت لي و رح تبقى لي و ما تأخذ أحد غيري !
بس ما ذبحهُ إلا رفض مشاعل لهُ ، يعني هي بعد فضلَت وليد عني ! .. كان بإمكانها ترفض تسوي أي شيء مُو كذا تنهي آخر آمل بنيته على موافقتها و تعلقها فيني .. آآخ يا فيصل ورائك طرييق طويل و مشوار بعييد !
دف هند على الخفيف و هو يتوجه ناحية الثلاجة و يأخذ له علبة بيبسي ، سمع صوت أمه الحنين : فيصل يُمه ما تبي أحط لك تتغذى مُو زين تشرب البيبسي على معدة خاويه !
إلتفت ناحية أمه و هو يحاول يرسم إبتسامة باردة : ما أبي يُمه ، ما لي نفس بالأكل !
رجع يلتفت على هند و هُو يناظرها و هي مدنقة رأسها تفكر : هند !
هند رفعت نظرها بفهاوة : هااه
إرتشف من البيبسي تبعهُ و هو يردف : ما تبين أودييك لعند البنات ؟!
هند بصدمة : آآ .. كييف عرفت ؟
فيصل و هو يستمر على نفس وتيرة الكذب : عزام متصل و مخبرني أنهُ بنات عمومك رح يجتمعون و مُو زين تسحبين عليهم ... " حط العلبة على الطاولة و هو يكمل بتنهيدة " بعدينْ يفهمون السالفة غلطْ و يربطون عدم روحتكْ برفض مشاعل !
هند و هي تناظر أمها اللي تأشر لها تروح بدون ما تجادل لأنه كلام فيصل صحيح ، هزت رأسها و هي تطلع : أوكِ ، رآيحة ألبس عبايتي !
تنهَد فيصل طُول ما طلعت هند و إختفت على الأنظار ، ما يدري شيسوي بحالهُ و من أي ناحية يبدأ .. وليد ماسكهُ من اليد اللي توجعهُ ما يقدر يوقف بوجهه و لا يسوي شيء يعيق زواجه أو ملكتهُ بِـ مشاعل .. يدري أنه بأي تصرف خاطىء منهُ رح يشتري موتهُ و ما رح تتهاون القبيلة على التهاتف بأخذ دمهُ و أبُوه أولهم ، للأسف هُو محصور و مكبل من كل ناحية .. ما يقدر يلف لا يمين و لا شمال
سمع صوت أمهُ الحاني اللي تقترب منهُ بهدوء و تضم كتفهُ : يا بني لا تشيل بقلبك ! أدري أنك موجوع و زعلآن بس رفضك من طرف بنت عمك مُو نهاية العالم ..!
فيصل بصوت عميق و تفكيره بعييد ، بعييد جدا عن ما حولهُ : يصيير خير يمه لا تحاتين ، اللي باعنا بالرخيص نبيعه بالتراب .. خبريها لهند أنه ما تتأخر طالع أتجهز
ناظرت إبنها بقلق و ريبه .. تدري من نظرات و كلام إبنها أنه ما رح يعدي هذا الموقف على خير و شكله شايل على وليد الكثيير من القهر و الضيم .. بس ما باليد حييلة ! الله يصلحك و يليَّن قلبك و تنساها
===
نهاية البارت !
الحمد الله هذه المرة قدرت أُوفي بوعدي لكم و أنزل لكم بارت قبل ما أسافر :)
يالله عاد الحين أبي ردودكم و توقعاتكم و لا تسحبون عشان ما يقل الحماس ، و إن شاء الله إذا كتب لنا الله عُمر رح آرجع لك بعد 10 أيام و بعدها رح أعطيكم موعد نزول البارت :$
ردودكم السابقة بجمعها مع ردود هذا البارت و أرد عليها بعد الرجوع إن شاء الله :)
رح توحشوني حبايب قلبي ، و الله مو هاين علي أترككم بس راجعة لكم ^^
و رح أعوضكم على الغياب ببارتين ♥
دمتم بحفظ الرحمَن :)
|