أول ما خرجت جميلة من المشفى أوقفت سيارة الأجرى و أول مكان ذهبت اليه هو محامي أبيها أو الذي كانت تعتقد أنه


أبوها و عندما وصلت الى مكتبه دقت الباب لكن لا مجيب فزادت من الدقات لكن لا مجيب و هنا قابلها احد المارة قائلا لها"لا


تتعبي نفسك يا انسة فالسيد عمران مختفي منذ فترة"و هنا تشكره جميلة مغادرة المبنى ثم تهم بالاتصال بوردة لكن


هاتفها مغلق أو خارج نطاق التغطية و عندها اغلقت هاتفها و خبأته في حقيبتها ثم وضعت يدها فوق بطنها مبتسمة و هي


تحثه قائلة"تعبت يا قلب أمك حسنا سنذهب الى أقرب مقهى لنرتاح و نشرب عصير الفاكهة الطازج"و بعدها تتجه الى احدى


المقاهي القريبة و طلبت عصير البرتقال حتى تهدأ أعصابها و تفكر بعمق.


في هذه الأثناء كان صهيب يبحث عن جميلة فبحث عنها في كل مكان يمكن أن تذهب اليه فذهب الى قصر التاجي ظانا منه


انها رجعت الى القصر لكن ظنه كان خاطيء و حاول الاتصال برندة لكن هاتفها كان مغلق فلم يجد لها أي أثر يحدد طريقها و


هنا تأكد فعلا أنه خسرها و أن جميلة ابتعدت عن كل من أذاها حتى و ان كان زوجها او أبويها و هنا طرقت على باله فكرة


فاستقل سيارته بسرعة و انطلق بها بسرعة جنونية فما فائدة حياته و هو بعيد عن حبيبة فؤاده،و عندما وصل الى المشفى


أوقف سيارته في الموقف الخاص بالسيارات و ترجل منها و خطى خطوات ثابتة باتجاه المبنى و عندما وجد موظف


الاستعلامات سأله بأدب"عفوا هل الدكتور رامز هنا؟"فيجيبه الموظف باقتضاب"نعم هو في مكتبه القابع في الطابق الثاني


اخر غرفة في الممر يسارا"فيشكره صهيب ثم يصعد الدرج بلهفة و عندما يصل الى الغرفة المطلوبة يطرق الباب فيسمح له


رامز بالدخول و عندما يدخل اليه يتجه الى المقعد الذي يقبع أمام مكتبه فيبادره صهيب بالتحية قائلا له"صباح الخير سيد رامز


أنا صهيب الراسي زوج أبنتك"و عندما لا يجد صهيب التشجيع يردف قائلا"عفوا،تلك السيدة التي كانت عندكم منذ أسبوع و


اليوم تم..."فيقاطعه رامز مزمجرا فيه"أين كنت طيلة المدة؟و مالذي فعلته بها أيها المجرم لقد غادرت المشفى و هي


منكسرة القلب،يالك من زوج؟"ثم يضيف و الحسرة تملأ صدره"أنا لم أكن أعلم بوجودها من قبل لكنت ركضت اليها و منعتها


من الزواج منك لكن الان فات الأوان على كل شيء"فيرد عليه صهيب"سيد رامز ارجوك فكر لو كنت مكاني ووضع أحدهم


قميص نوم هدية لزوجتك أمام منزلك،ألن تثور؟"فيسكت صهيب قليلاو هو يتمنى أن يجد رامز اجابة لسؤاله حتى يرتاح لكن


طال الصمت بينهما فقطعه صهيب مضيفا"لكن ربما كل واحد و مقدار حبه للاخر،فأنت مثلا خانتك زوجتك و لم تفعل لها


شيء"و هنا يحاول رامز أن ينقض على صهيب و هذا الأخير فطن لحركته فابتعد عنه و خرج مسرعا و هو مدرك أن الوضع تأزم


أكثر بينه و بين أبو زوجته فالان تأكد أن الطلاق سيتم لا محال.


واصلت جميلة السير حتى وصلت الى جامعتها و هناك توجهت من فورها لمكتب المعيد فطرقت الباب بهدوء و عندما سمح


لها بالدخول توجهت الى حيث هو و جلست في الكرسي المقابل له فبادر المعيد بالكلام و هو مبتسم"اه سيدة جميلة ألف


مبروك،لقد اشتاقت لك الجامعة كل هذه المدة و أنت بعيدة عنا لأنك أصبحت عروس؟"فترد عليه جميلة بابتسامتها


العذبة"اسفة يا سيدي لكنها مشاغل الحياة،و اليوم جئت من أجل اكمال دراستي"فيرد عليها باسما"لك ذلك يا ابنتي ابتداء


من الغذ تعالي لتداومي"فتشكره جميلة مضيفة"لكن توجد بعض المشاكل العالقة،أتمنى أن تساعدني على حلها"فيرد


عليها المعيد"هاتي ما عندكي فكلي أذان صاغية"و هنا بدأت تحكي له جميلة كل ما وقع لها من أحداث ابتداء من مشكلتها


مع زوجها التي ستنتهي بالطلاق الى غاية اكتشافها أنها ليست البنت الشرعية لعز،و من ثم تطلب منه أن يعطيها غرفة في


الاقامة الجامعية حتى تبحث عن عمل و تعيد تنظيم أوراقها،فيوافق المعيد على طلبها و هنا تنفرج أسارير جميلة من


السعادة فهاهي الان تخطو أول خطواتها لتحقيق ذاتها بعيد عن كل من ظلمها من قريب أو من بعيد،و عند خروجها من مبنى


الجامعة و تحديدا في الحديقة التابعة للجامعة تقابل فادي الزبادي و هو أبغض شخص رأته في حياتها فهو السبب في كل


معاناتها فتحاول الهرب من أمامه غير أنه يمسك يدها و هو يترجاها قائلا"ارجوك يا جميلة لن اخذ الكثير من وقتك ارجوكي


لابد أن أحكي لكي ما حصل بالضبط حتى أوضح لكي وجهة نظري على الأقل"غير أن جميلة تبعد يده قائلة"لا يوجد بيننا


كلام،هاقد تركت صهيب و قد نجح مخططك،ماذا تريد مني الان؟"ثم تهم بالمغادرة غير أنه يطبق على يدها من جديد و يجرها


معه قائلا لها"اسف لكن لا توجد طريقة لايقافك الا هذه"ثم أوصلها الى احد مقاعد حديقة الجامعة وأجلسها قائلا لها" أولا أنا


لست السبب في فراقك من صهيب و كل هذا كان من تخطيط وردة هي التي أرادت الايقاع بكما فهي تغار منك و هي تريد


أخذ مكانك في قلب صهيب أقصد أنها تريد الزواج من صهيب"فتنصدم جميلة قائلة"مس....مس....مستحيل أنا لا أصدق لا


يمكن لا....لا...لايمكن أن تفعل وردة كل هذا بي أنك تكذب،لا....لا أنا لا أصدق"ثم تجهش في بكاء مرير و هنا يتقدم نحوها


فادي و يبدأ بتهديتها قائلا"ارجوك يا جميلة اهدئي فأنا و بالرغم من حبي لكي لا أستطيع أن أؤذيك بهذه الطريقة الشنيعة،لا


تبكي ارجوك فأنت تحطمين قلبي"ثم يضع يديه على وجنتيها و يبدأ بمسح دموعها أمام أنظار صهيب المصدومة و الغاضبة و


هنا يقترب نحوهما و الغضب يتطاير من عينيه و عندما يصل يلكم فادي في وجهه قائلا له"اذا لمستها مرة أخرى أقسم أني


سأقطع يدك" و هنا تقف جميلة في وجه صهيب و هي تدافع على فادي صارخة في وجهه"ماذا تريد مني الان؟قل اه ماذا


تريد مني؟أنا أكرهك أكرهك أخرج من حياتي طلقني طلقني فأنا لا أود رؤية وجهك مرة أخرى فكلكم كاذبين دوما تسخرون


مني و تخدعونني بطيبتكم و حبكم لي لكن كل هذا كان سراب سراب يا صهيب هل تسمع؟"فيقترب صهيب منها بحذر قائلا


لها"اهدئي يا جميلة أنت حامل هذه العصبية تضر الجنين ارجوكي اهدئي لكل مشكلة حل"و عندما يحاول صهيب أن يلمسها


تبتعد عنه و ترفع اصبعها محذرة اياه"أكيد أنت خائف على ابنك أما أنا فلا أهمك ان كنت بخير أو لا؟هل تعرف أنا لم أحزن


عندما علمت أن عز التاجي ليس أبي بقدر حزني لأن أحببتك،نعم أنا ندمانة على الثانية التي تعرفت فيه عليك،أنا لم أعد


أطيقك ابتعد و لا تلمسني فأنا لست لعبة في يدك فأنت حتى لم تثق فيا وعند أول خطأ دفعت أنا الثمن ألم تخف أن تكون


السبب في حرماني من الأطفال أو أقول أن تقتلني فكما تعلم الغضب يقتل يا سيدي الدكتور و هذا دليل قوي أنك لم تحبني


قط في حياتك بل كنت تريدني مثل أي رجل و امرأة لألبي حاجياتك الخاصة،فلم تهتم يوم بمشاعري و ماذا أحب و ماذا أكره؟


بل حبستني باسم الحب في بيتك حتى تمنعني من اكمال دراستي حيث استغليت الشهر الأول من زواجنا كشهر عسل


لكن كل هذا كان من أجل ابعادي من حياتي الخاصة و حتى يتسن لك تدمير شخصيتي حتى تكون أنت الامر و الناهي كنت


تريد ممارسة التسلط و الطغيان عليا كما مارسه عز على رندة و عليا"ثم تصمت قليلا و الدموع ابت التوقف ثم تضيف"نعم،أنا


لم أعش يوم كطفلة سعيدة في كنف أهل يحبونها،فحتى مال عز لم يغير هذه الحقيقة انني تعيسة و سأبقى تعيسة طول


حياتي"و بعدها تمسح دموعها بعنف و تتابع هجومها على صهيب و تضيف بلهجة قاسية"أما عن ابنك فهو لا يريدك لا


تستغرب لأنه لو يأتي الى هذه الدنيا سيندم أشد الندم لأنك أبوه،و لهذا أنا أصر على الطلاق و سأربي ابني وحدي كما أشاء


فلا مكان لك بيننا و الان انصرف من هنا و انا أنتظر ورقة طلاقي في القريب العاجل و اذا لم تبادر أنت فأنا سأخلعك..."و قبل


أن تكمل جميلة كلامها يفاجأها صهيب بصفعة أسقطتها أرضا من شدتها قائلا لها و هو يصر على أسنانه"لن أتخلى عنك


بهذه السهولة و لن أسمح أن يعيش ابني بعيد عني و لو لليلة كما لن أسمح لأي كائن أن يربي ابني غيري"ثم ينظر باتجاه


فادي المصدوم و الذي اقترب من جميلة رغم نظرات التحذير الصادرة من صهيب غير انه لم يبالي به فاقترب من جميلة و


ساعدها على الوقوف و سند ظهرها على صدره لكن جميلة استطاعت أن تفك نفسها منه ووجهت نظراتها باتجاه صهيب و


قالت له "أنت حقير،ماذا تريد مني؟أنا أكرهك،لماذا تفرض وجودك عليا؟"ثم تغادر من الجامعة بأكملها تاركت تمثال من الجليد


وراءها صهيب الذي استغرب من قوتها وردها عليه و نعته بالحقير فمن أين لكي كل هذه القوة يا جميلة؟و هل ستكون هذه


بداية المشحنات مع صهيب أم للقدر رأي اخر؟.