كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل التاسع عشر
بعدما هدأت جميلة خرجت رندة من غرفة ابنتها و هي تتأسف على ماال اليه حالها و نادمة أشد الندم لتركها مع هؤولاء
الوحوش البشرية فتوجهت بعد ذلك الى مكتب الطبيب المشرف على حالة جميلة فدقت الباب و عندما سمح لها بالدخول
فتحت الباب ببطأ و دخلت اليه ببطأ أيضا و عندما رفع رامز رأسه من الأوراق حياها باسما"صباح الخير سيدة رندة الان فقط
تستطعين ان ترتاحي بعدما عادت اليك ابنتك سالمة أليس كذلك؟"فترد عليه رندة بائسة"جئتك لأعرف ما حدث مع ابنتي
عندما استيقظت أصبحت تصرخ و تنكمش على نفسها،أنا خائفة عليها حقا"فيترك الطبيب مقعده و يجثو على ركبتيه أمامها
و يمسك يديها مهدا إياها"لا تخافي عليها انها الصدمة ستزول مع الوقت،لكن أريد الان أن أعرف ما سبب الحادث هل هو
زوجها من صنع هذا بها؟"فتجيبه بغل"نعم هو ووالدها كاذا أن يقتلاها بسبب كذبة"فيتساءل رامز قائلا"كذبة،ماذا
تقصدين؟"و هنا تبدأ رندة بسرد وقائع ما حصل لابنتها و رامز يمسح دموعها باسما لها فهي لم تشعر برائحة كهذه منذ
سنوات فتركته يصنع بها ما يشاء و هي لم تعلم ان هذا الشخص كان امقت شخص لها في يوم من الأيام لكن كل هذا كان
في الماضي و قد تتغير الان المعطيات.
عندما تركت رندة حقيبة يدها بحوزة أبيها و جدها حسين فرصة لا تتعود ففتش على هاتفها و عندما وجده بدأ بالبحث عن
رقم صهيب و عندما وجده هم بالاتصال به فرن الهاتف رنتين قبل ان يجيب صهيب فبادره حسين بالتحية قائلا له"السلام
عليكم صهيب،كيف حالك يا ابني؟"فيجيبه صهيب مندهش"و عليكم السلام،لكن من اين تعرف اسمي أولا و لما تتكلم من
هاتف السيدة رندة التاجي ثانيا؟"فيجيبه حسين باسما"رويدك يا ابني اردت ان اطمئنك على جميلة و ازف لك خبر
سعيد"فيقاطعه صهيب قائلا"الحمد لله على سلامتها لكن من أنت؟"فيجيبه حسين بجدية"انا اب رندة أي جد جميلة و اردت
الاتصال بك لاخبرك انه عن قريب ستصبح اب،فمبارك لك يا صهيب"لكن صهيب من شدة الصدمة لم ينطق بحرف و لزم
السكوت فلم تعجب حسين ردة فعل صهيب فسأله قائلا"صهيب هل أنت معي،هل لاتزال تشك في جميلة رغم ظهور
براءتها؟"و هنا يقطع الخط من طرف صهيب لانه حقا لم يجد ما يجيب به حسين فهل يفرح أم يحزن لانه سيصبح أب لكن
ليس ككل الإباء فهو يريد الانتقام من قاتل أبيه الذي لم يجده بعد و هو الان يخاف من أن قتلة أبيه يؤذوا جميلة او جنينها،اه
ان حمل جميلة أخلط كل حسباته فلم يجد حل الا أن يجهض الجنين فهو الحل المناسب حسب رأيه لكن هو يعرف جميلة
لن توافق على ذلك أبدا لأنها ستعتبر أن هذا جريمة في حق جنينها.
يعاود عز الاتصال بعمران لكن لم يرد عليه و هنا يأخذ سيارته و ينطلق بها للوصول الى بيت عمران و التفاهم معه تاركا وراءه
وردة تعاني وحدها غباءها و تحديها لشخص كجنرال عز الذي لا يتهاون في ابعاد كل من يقطع طريقه او طريق ابنته الوحيدة
و هنا تذكرت ماقال لها فادي عن عز فبدأت بسكب المزيد من العبرات.
عند وصول عز عمارة عمران أوقف سيارته و اتجه الى طابق عمران فبدأ بدق الجرس أولا و عندما لم يجبه اخرج المفتاح
الذي أخذه من وردة و فتح به الباب ثم بدأ بالصراخ باسم عمران لكن لا مجيب و عندما وصل الى غرفة عمران اعجبه منظر
عمران و هو مستلقي على الأرض دون حراك فتوجه اليه و ركله من بطنه ثم ضربه حتى استفاق مذعورا و ملامح التعب
بادية على وجهه فقال له عز و الغضب يشتعل من عينيه"أهذه مكافئتي لما فعلته من أجلك و من أجل ابنتك
الساقطة،كدت أن أقتل ابنتي الوحيدة من أجل كذبة لفقتها ابنتك على ابنتي رمز الطهارة،سوف اريكم و الله لأعذبكم حتى
تتمنون الموت و لن تدركيه يا سفهاء"ثم بصق عز في وجه عمران و أخذه من يده و بدأ يجره و عمران لا يستطيع الحراك
فأطرافه شلت فعلا و عندما وصلا الى سيارة عز ادخله بالقوة و انطلق بها عز بنفس السرعة التي ات بها و هو يفكر كيف
يبعد هذان الكلبان من طريقه،و بعدما وصل الى الكوخ امر رجاله بحمله و إدخاله و تكبيله مثل ابنته و عندما سمعت وردة
حركة في الخارج انكمشت اكثر و بدأت تغطي جسدها بيدها و عندما فتح الباب دمعت عيون وردة و ملامحها كلها اسى
مما الت اليه اوضاعهما فكم نصحها عمران بالابتعاد عن عز و عائلته فالعلاقة بينهما غير متكافئة لكن طمع و جشع وردة
اعماها و اوصلها الى هذه الحالة فلم تأخذ بنصيحة والدها و هاهي اليوم تندم على الثانية التي تعرفت بها على جميلة و
أذتها بهذا الشكل العنيف لكن في الأخير انقلب السحر على ساحره و انتقم منها عز شر انتقام فلم تتصور وردة في يوم من
الأيام ان تصل دناءة عز بأن يأمر رجاله باغتصابها علنا ثم تصويرها و الاشهار بها الى أبيها الذي يأكله الندم أكثر من ابنته فهو
السبب الذي جعله يغادر قريته الهادئة و يقحم نفسه في المدينة الكبيرة التي لا يستطيع العيش فيها لا هو و لا ابنته و هنا
نظر باتجاهها و تأسف على سنين تربية ابنته التي صارت هباء منثورا فالان وردة أصبحت مجرد فتاة ساقطة و كل ما حصل
معها كان نتيجة افعالها الشنيعة.
بعدما أوصل عز عمران الى الكوخ مع ابنته تذكر موضوع جميلة فانطلق بسيارته مسرعا بعدما استطاع رجاله تحديد
المشفى التي فيه جميلة لكن بالرغم من انه كاد أن يقتل ابنته لكن لم يأنبه ضميره بل انه توعد رندة بالعقاب القاسي اذا
منعته من رؤية ابنته،و عندما وصل عز الى المشفى أوقف سيارته في موقف السيارات و ترجل منها ثم خطى اول خطواته
باتجاه الباب و عندما وصل الى الاستعلامات سأل الموظف بلهجة متعالية"أين غرفة السيدة جميلة الراسي؟"فيسأله
الموظف برحابة صدر"هل هي قريبة لك؟،لكن أنا أتأسف لا يمكن أن تراها فالسيدة..."لم يتركه عز يكمل كلامه حيث فاجأه
بلكمة في وجهه ثم مسكه من تلابين قميصه و صاح في وجهه قائلا"انا عز التاجي يا هذا لن يستطيع أن يوقفني أي أحد
فعندما اريد أن أرى ابنتي فلا أنت و لا حتى سيدتك ستمنعاني من رؤية ابنتي،هل فهمت؟"ثم يزيحه جانبا و يهم بالبحث
على غرفة جميلة من حاسوب المشفى لكن الموظف يوقفه قائلا له بصعوبة"هي الان في الغرفة رقم 15 الطابق
الثاني"فيبتسم له عز قائلا له"هكذا اريدك مطيع"ثم يسير باتجاه الاسانسير و يضغط على رقم الطابق الثاني فيفتح فيدلف
له ثم يغلقه و عندما يصل الى الطابق المطلوب ينفتح الباب من جديد فيخرج منه و هو مصدوم من المنظر الذي أمامه حيث
كانت رندة تحضن أبيها و كأن شيء لم يكن فكأن ابوها نسي كل ما فعلته ابنته في الماضي فخطى خطوتين باتجاههما و
هو متأكد أن لو منعته رندة من رؤية جميلة فلن يتهاون في قتلها و في المشفى أيضا فهو لم ينسى في يوم من الأيام انها
السبب الأساسي لتدمر حياته.
|