كانت حالة رندة من السيء للأسوأ فلقد مرت 12 ساعة و لم تسمع اي خبر على ابنتها فهل هي حية ترزق ام انها ماتت
فأخذت تكسب العبارات الواحدة تلوى الاخرى امام انظار حسين المفجوع على حفيدته فلقد ذهب الى المسجد ليصلي و
يدعو الله حتى تنجو حفيدته من هذه المصاب الجلل فاسرع الخطى فمنظر رندة لا يبشر بالخير و عند وصوله ارتمت رندة في
حضنه تبكي بمرارة و قائلة لابيها"بابا لقد ماتت جميلة،طفلتي الصغيرة ماتت و انا السبب لقد دمرتها يا ابي لو لم اوافق
على زواجها من صهيب كنت استطعت أن احميها من هؤلاء الوحوش"و هنا يبدأ حسين بتهديتها و الدموع تسيل على
وجنتيه المجعدتين فقدان حفيدته و هي في مقتبل العمر"رحمها الله يا ابنتي،لا يسعنا الا الدعاء من أجلها"و هنا يفتح باب
غرفة العمليات و يخرج الدكتور رامز و هاله منظر رندة مع أبيها فتكحكح قليلا فهرعت له رندة بسرعة ممسكة بذراعه
قائلة"طمني يا دكتور،هل ابنتي اجتاحت مرحلة الخطر أم..."فيقاطعها رامز بكل هدوء"اهدئي
سيدتي ان ابنتك ما شاء الله
كالقطط بسبعة أرواح،لقد كان اغماء فقط نتيجة الصدمة و الحمد لله لم يكن عندها نزيف داخلي لأدى الى فقدانها الجنين و
من ثم القدرة على الانجاب مستقبلا،اما الان فهي ترقض في العناية المركزية نتيجة التخدير فقط الا أن تستفيق فننقلها
الى غرفة عادية"ثم غادر من عندها و هو الان فقط ادرك لماذا اهتم بحياة تلك الفتاة انها ابنة رندة حبيبته و زوجته التي
تركته من اجل دريهمات و منذ ذلك الوقت كره سيرة الحب و الزواج فهو الان لم يفهم ماذا فعل لها حتى خانته و رمته بهذه
الطريقة الشنيعة.
ألجمت الصدمة رندة من الكلام فهي الان لا تعرف هل تفرح من اجل ابنتها ام تحزن و هنا تخاطب ابيها
قائلة"مستحيل،مستحيل،كيف كيف كيف تحمل في هذا الوقت القياسي؟"فيذهب اليها حسين و يحضنها و الفرحة تسع
كل تقاسيم وجهه قائلا لها"قولي الحمد لله لان الله حماها و الف مبروك يا حبيبتي ستكونني جدة في القريب العاجل"ثم
ضحك بسعادة اما رندة فكانت في عالم اخر و السؤال الذي يدور في رأسها"كيف أستطيع ابعادها عن صهيب،فاذا علم انها
حامل لن يتركها و انا اعلم جيدا كيف ان جميع الرجال يحبون الاطفال،اه يالحظي التعيس".
توقف صهيب امام باب مقر الشرطة و هو مندهش من العصبية التي تغلف عز و كيف انه هاجم على وردة كأسد جامح هنا
فقط توصل صهيب أن عز يكن معزة و حب لابنته الوحيدة جميلة و لكن مازال صهيب يشغل باله حول العلاقة التي تجمع رندة
بالشيخ الطاعن في السن الذي دخل معها بوم الحادث و هنا فقط مسك صهيب رأسه فهو يحس بصداع قاتل و لما انتبه له
العم ياسر اقترب منه وهو يسأله بقلق"يا حضرة الضابط هل انت بخير؟"فيجيب صهيب بابتسامة"انه صداع بسيط سرعان ما
يزول لكن يا عم ياسر كم مرة اخبرتك الا تناديني بسيدي الضابط فكل الناس يعرفونني على اني طبيب واخاف في يوم ما
ينكشفوا حقيقتي بسبب زلات لسانك"فيعتذر العم ياسر ويذهب الى حيث كان وهنا يدخل صهيب الى غرفته في مقر
الشرطة و يأخذ حبة باندول و يشربها مع كوب من الماء و هو يفكر كيف له أن يذهب لرؤية جميلة فهو مشتاق لها و تأنيب
الضمير يقتله لما فعله بها و هنا أخذ محفظته و بدأ بتأمل صورتها و بدأ بتقبيلها هامسا لها"اشتقت لكي يا نور حياتي و
اسف على كل ما فعلته بكي يا قلبي لكن الان أنا خائف من ردة فعلك و أمك،حقا أنا خائف من الفراق فلن أستطع العيش
بدونك يا حبيبة فؤادي" و لم يحس الا و دموعه بدأت بتساقط على وجنتيه و هو يتذكر كيف كانت جميلة تحتضر بين يديه.
وصل عز الى مكانه السري و هو كوخ صغير جدا وسط الغابة الكثيفة و قد شهد هذا الكوخ كل اجراماته بدون أن يترك دليل
على جرائمه كما ان الشرطة لا تجرأ على دخول هذه المنطقة لأنه يقال عليها انها منطقة مسكونة حيث أن كل من تطأ
قدماه هذه المنطقة لا يرجع و اذا رجع يكون فاقد للحياة لكن كل هذا من عمل يدي عز فهو الذي يقتل و ينهب و يسرق و
الان حان دور المسكينة وردة،خرج عز من سيارته و هو يجر وردة معه جر الكلاب و هي تصرخ طالبة النجدة و العفو لكن
هيهات كلما سمع صوتها كلما زاد من سرعة جرها من شعرها فتكاد جلدة شعرها تقتلع و عندما وصل الى الكوخ اسرع
الى اقرب كرسي و كبلها فيه و هو مبتسم ابتسامة شريرة قائلا لها"كيف حالك الان يا ابنة عمران؟"فترد وردة باكية"ارجوك
يا عم اخرجني من هنا و اعدك اني لن أريك وجهي بعد الان لا انت و لا جميلة،سأبتعد من طريقكما نهائيا،فما رأيك؟"يبدأ عز
يتفكير و هنا تفرح وردة فقد نجحت في أن تكتسب تعاطفه لكن هيهات فقد صفق عز بيديه و هنا دخل رجاله بأجسادهم
الضخمة و العفنة و هنا يهم عز بالمغادرة لكن قبل ذلك يمسك وجه وردة بين يديه هامسا لها"أتمنى لكي قضاء وقت
ممتع"ثم قبلها من جبينها و غادرا صافقا و راءه الباب تاركا وردة معهم و التي لا تعلم ماذا سيحل بها و هي تراقب تصرفات
رجال عز بتوجس كيف أنهم يقتربون منها رويدا رويدا و هم يفترسون جسدها بنظرات وقحة و هنا فقط فهمت وردة ماذا
ترمي بهم نظراتهم فبدأت بالصراخ و العويل لكن بلا فائدة، أما عز فكان في الخارج يبتسم بمكر قائلا بينه و بين نفسه"الان
سنرى ماذا تفعل يا عمران؟و ترى كيف سوف تكون ابنتك مجرد فتاة رخيصة و لتعلم أنها هي من لعبت بنار فأحرقتها و ذلك
لان من يقترب مني او من جميلة سأضرم فيه النار بلا رحمة او شفقة"،و مع زيادة صرخات وردة تزداد ابتسامة عز الا أن
تصبح كهكهات عالية يسمع صداها في المنطقة بأكاملها و هو يتصور كيف ستكون ردة فعل عمران.
بعد طول عناء بغمى على وردة و هنا يدخل عليها عز و يحيي رجاله على عرضهم المدهش ثم يأمرهم بالمغادرة و هنا
يذهب الى الجدران المقابل لوردة و يمسك الكاميرا و يغلقها قائلا لها"تستاهلين أكثر من هذا"ثم اخذ سيارته و ساق
بسرعة جنونية للوصول الى مكتبه و تنفيذ مخططه،و عندما وصل الى مقر الشرطة أوقف سيارته ثم اسرع الخطى الى
مكتبه فبدأ بتشغيل الفيديو و هو باسم فرح بانجازه.
عندما فتح عمران ايميله وجد رسالة جديدة في بريدها ففتحها بسرعة فاذا به فيديو استغرب اول الامر فأشغله بسرعة و
هنا صدم مما رأى و الجمته الدهشة من النطق فلم يعد يستطيع الكلام و لم يعد يحس بأطرافه فقد أصابه الشلل و كيف لا
و هو يرى ابنته الوحيدة تتلوى كالثعبان و هي بين القذارة تتخبط فلم يعد يحتمل مشاهدة المزيد فما كاد ان يوقف الفيديو
حتى اغمي عليه من شدة التأثر بما ألم بوردة حياته فلم يجد أي مساعدة و هو في غرفته لا يعلم أي كان ما حصل له
حتى يسعفوه قبل فوات الأوان.
فتحت جميلة عيناها ببطأ و هي تحس بالخدر في كل أنحاء جسدها فحدقت في السقف أولا و هي لا تعلم ما الم بها و
بعدما صحت جيدا بدأت باكتشاف المكان،الغرفة بيضاء مليئة برائحة المعقمات و تلبس لباس ازرق خاص بالمرضى فهي أكيد
في المشفى و هنا تحاول أن تقوم من السرير لكن دون جدوى فالام تحاصرها من كل جانب فتتلمس بطنها لا شعوريا و
تحس بحركة تكاد تكون معدومة و هنا فقط تتذكر ما حدث لها فتبدأ بالصراخ و لكن سرعان ما تدخل اليها رندة و تبدأ
بتهديتها و تطمئنها قائلة"جميلة حبيبتي يكف انت الان معي بين ايادي امينة لن يؤذوكي بعد الان لأننا سنذهب من هنا و
نعيش معا فلا تقلقي"فتهدأ ملامح جميلة بعدما حقنتها الممرضة بحقنة مهدأة.