حلوووو اليوم في بارت
أجل بخلي ميشو كل يوم تكتب تعليق
صهيب .. ممكن أحبه مع اني ما أكرهه الحين .. بس جميله خلاص حبيتها و من قلب بعد
في انتظار البا ت

الفصل الرابع




بعدما ادخل الممرضان و صابرين جميلة في سيارة الاسعاف انطلقت بهما الى المشفى الخاص التي تعالج


فيه جميلة عندما تأتيها هكذا نوبات،اما صابرين فكانت تمسح على شعرها و تمسك يدها و هي تدعو الله عز


و جل أن يعافيها فلا تريدها أن تعاني مثلما عانت قبل 10 سنوات من الان،و بعد لحظات توقفت سيارة


الاسعاف أمام مشفى كبير مجهز بأحدث الالات الطبية ذات المواصفات العالمية فركضوا بها اتجاه المشفى و


أدخلوها في غرفة بيضاء مجهزة بجهاز قياس الضغظ و القلب و المحلول المغذي و غيرها من الوسائل الطبية


التي تحتاجها كل المستشفيات،فعملوا على انقاذها لكن دون جدوى فكانت تعاني من فقر حاد في الدم و


السكر و ارتفاع الضغظ الدموي،حاولوا و حاولوا حتى نجحوا أخيرا فتركوها ترتاح لأنها بعد قليل ستستيقظ و يا


ليتها لا تستيقظ فالمعاناة ستلازمها لمماتها،و هنا دخلت عليها صابرين فوجدتها نائمة في غرفة بيضاء لا صراخ


و لا ازعاج فيها حيث أن في يمينها السائل المغذي و في فمها قناع الأكسجين نائمة في هناء و سلام كأنها


اميرة من أميرات دزني،فجلست بجوارها ماسكة القران الكريم و بدأت بقراءة بعض ايات الذكر الكريم لتريح


نفسية جميلة و تنشر الطمأنينة في قلبها،و بعدها احست بحركة ما و بدأت جميلة بفتح عيونها حيث رمشت


3 رمشات قبل أن تفتح عيونها على وسعها و هنا أغلقت صابرين المصحف بعدما قالت"صدق الله العظيم"و


قالت لجميلة مبتسمة"الحمد لله لقد استيقظت كيف حالك الان يا انستي هل أنت بخير؟"و هنا تشير جميلة


الى قناع الاكسجين حتى تنزعه صابرين لها،فتنزعه صابرين بسرعة و هنا تقول لها جميلة بسرعة"هل لي


برشفة ماء لو سمحت صابرين؟"،فتحضر صابرين القارورة مقربة اياها لفم جميلة فتشرب منها جميلة حتى


الارتواء ثم تغمض عيناها من جديد و تغط في سبات عميق.


في هذه الأثناء يدفع الباب بكل قوة من طرف عز قائلا بتوتر"ماذا بها ابنتي لما هي في المشفى هل حصل


لها مكروه؟"ثم يسرع الخطى نحوها و يبدأ في تقبيل يديها و رأسها و وجنتيها و يمسح على شعرها بأسى،و


هنا تتدخل صابرين و تهدئه قائلة"لا يا سيدي انه انهيار عصبي فقط و غذا صباحا ان شاء الله تعود معنا الى


البيت"فيقاطعها عز متساءلا"من هو المسؤول على حالتها؟"فترد عليه صابرين بعجل"الطبيب فواز مثل


العادة"،فيخرج عز بعد ذلك مثلما دخل و يتجه نحو مكتب فواز و يدخل عليه دون أن يدق على الباب كعادته،و


هنا يبتسم له فواز قائلا"كنت أنتظر مجيئك بفارغ الصبر،تفضل سيد عز بالجلوس"فيجلس عز مقابلا له و هنا


يسأله فواز من جديد"ماذا تشرب؟"فيرد عليه عز بسرعة"أنا ماجئت هنا لاشرب معك أنا جئت للاطمئنان على


ابنتي كما تعلم فهي مستضيفة عندكم"فيرد عليه بابتسامته المعهودة"اعلم انك قلق عليها كيف لا و انها


ابنتك الوحيدة،لا عليك لا يوجد شيء خطير مجرد اجهاد و عصبية،لكن ما سببها؟"فيرد عليه عز بضيق"امور


عائلية،المهم اريدها جاهزة قبل الغذ لان الغذ موعد زواجها"فيتفاجأ فواز قائلا"بهذه السرعة،ابنتك لا تزال


صغيرة، و لكن لا تنسى انها لم تكمل علاجها بعد و قد يؤثر هذا على حياتها الزوجية بعد ذلك،الا تخشى


عليها؟"فيقاطعه عز قائلا"لا دخل لك بابنتي،ثانيا ستكمل علاجها في بيت زوجها ليس هذا بموضوع


كبير،المهم اكتب لها بعض المهدئات حتى لاتحرجني امام عريسها"ثم أطلق ضحكته الساخرة و خرج من


الباب مصفقه وراءه،و الطبيب فواز على حاله فقد عرف عز منذ ان رزقا بجميلة التي كانت دوما في


المستشفيات فلكونها ولدت في الشهر السابع كان يحتم عليهم زيارة الاطباء باستمرار،فتنهدا اسفا على


حالة جميلة و ارجع السبب الى زواجها فهو احس انها رافضة لهذه الزيجة و هذا ما ادى الى فقدانها الوعي


كماحدث لها عند فقدانها لجدها،حيث أنه يتذكر جيدا كيف كانت حالتها ان ذاك كانت و كأنها تعرضت


للاعتداء،فالدماء حول كامل جسدها و ملابسها ممزقة و كانت فاقدة للوعي لكن يد الله فوق الجميع استطاع


مع طاقمه أن يعيد الحياة لهذه الطفلة الصغيرة فحتى اهلها لم يكونوا معها ان ذاك فرندة حبسها عز حتى لا


تتفوه بحقيقة ما اصاب ابنتهما و هو اشغل نفسه بالعمل فكان يتصل فقط للاطمئنان عليها و لم تكن معها الا


صابرين التي بدأت العمل لتو،والى هنا استفاق من ذكرياته على صوت الممرضة التي تطلب وجوده في غرفة


الطواريء في الحال،فاسرع باتجاه الباب و اصبح يسرع الخطى باتجاه غرفة الطواريء.


امتلأت وسادة الحاجة عائشة بالدموع و هي تتذكر ماضيها مع عز محدثة نفسها "لماذا عدت الان يا عز؟لماذا


بعدما تناسيت عواطفي نحوك؟لماذا بعدما استسلمت للواقع و القدر انه لا يمكن أن نجتمع من جديد،اه يا


ربي لماذا قلبي اللعين يدق بجنون؟،طيلة هذه السنوات لم امسى عشقي و ادماني عليك يا نور قلبي قبل


عيني"و هنا تعود الحاجة عائشة الى ماضيها و هي تبتسم تلك الابتسامة الحزينة فلقد عادت بها الذاكرة


منذ أن عرفت ذلك الشاب الذي استقر مع عائلته بجوارهم في نفس الحي حيث كانا دوما متجاوران فلم


تنسى ابدا لقاءها الاول معه حيث انه كان عاصفا جدا.


ففي ذلك اليوم كانت تبحث عن عمل لتساعد أهلها حيث كان أهلها متوسطي الحال و هي حاملة شهادة


جامعية تخصص ادارة أعمال فبحثت طيلة النهار لكن بلا جدوى فعادت الى بيتها تجر أديال الخيبة و هنا


اصتدمت بعز عندما كانت تود الدخول الى الأسانسير و هو خارج منه و هنا ارتفعت يد عائشة لا شعوريا و


صفعته صفعة قوية مزمجرة في وجهه"الا ترى أمامك أيها الغبي؟"فيرد عليها عز باستفزاز"لا أيتها


المحترمة،انت من اصتدم بي لسرعتك الفائقة و كأن الجن وراءك"ثم ولاها ظهره و رحل،و هذا مازاد من حنقها


عليه،و هكذا مرت الأيام و كل واحد منهما يتجاهل الاخر الى أن جاء ذلك اليوم الذي زار فيه عز و اهله بيتهم


طالبين يدها،وهنا احتارت في أمرها ثم وافقت بعد طول عناء من عز الذي كان يحسب الايام و الليالي لتكون


عائشة من نصيبه،و تحقق له ذلك فكانت فترة الخطبة طويلة حتى يتعرفا على بعضهما جيدا و في تلك الفترة


فقط علمت عائشة انها تكن له مشاعر الحب و الهيام،فكان رجل بمعنى الكلمة حيث كان عطوفا عليها،محب


لها،و مسامح على زلاتها،حتى جاء موعد عرس حيث كان عرس و لا في الاحلام حيث حقق لها أمنيتها أن


يكون العرس في البحر على متن سفينة كبيرة حولها حوريات و افراد من أسرتهما و مختلف أصناف الطعام و


الحلويات،فكانت ليلة من الف ليلة و ليلة.


و هنا ابتسمت الحاجة عائشة و هي تتذكر يوم من أيام شهر عسلها المثيرة،حيث في هذه المرة أخذها عز


الى مدينة الملاهي المكان المفضل لديها،حيث أن عز كان يحملها و يدور بها امام ملأ الناس الذين اجتمعوا


نحوهما و اصبحوا يصفقون و يصفرون على هذا الثنائي العاشق و هذا ما أخجل عائشة فأصبحت تهمس في


أذن عز قائلة"عز،حبيبي انزلني،انظر كيف أن كل الأنظار متوجهة الينا"و تشير برأسها الى مكان تجمهر


الناس،فيرد عليها عز باسما و هو لا يزال يدور بها"لا عليك حبيبتي انظري لهم كيف أنهم متحمسين"ثم


يطلق ضحكة قصيرة،فيزداد احمرار عائشة قائلة"لا عز هذا عيب و ثم..."فيقطع عز كلامها بقبلة رقيقة على


شفتيها قائلا لها"هل تعلمين أن مذاق شفتيك لا يداهيها أي مذاق"فيزداد خجل عائشة أكثر فتنزل رأسها و


تغمره في صدر عز الذي لم يستطع كتمان ضحكته هذه المرة،و هنا تستفيق الحاجة عائشة من سيل


الذكريات التي تدفقت دفعة واحدة ماسحة بذلك اخر دمعة محدثة نفسها"استغفر الله من غضب الله"ثم تتجه


الى سجادتها طالبة المغفرة و السكينة من رب العالمين.


لكن صهيب المسكين غابت عليه الطمأنينة و السكينة لما علم بما حدث لصغيرته الحبيبة،حيث أنه تذكر كل


كلمة و همسة في اخر لقاء عاصف بينهما،كما أصبح يفكر كيف ستكون ردة فعل جميلة على زواجه و زواجها.


في صباح الغذ الكل متأهب للحفل الصغير المقام في قصر التاجي بعدما غادر عز باكرا متوجها الى البلدية ثم


المسجد ليعقد قران ابنته حيث كان معه ذرعه اليمين عمران كشاهد على الزواج من طرف العروسة و


شخص اخر من طرف العريس.


منذ أن وعت جميلة على أن زواجها سيتم اليوم و هي في بكاء مستمر ازعج خبيرة التجميل التي خاطبتها


بحنق"لا تبكي يا انسة جميلة فأنت بهذا تفسدين الميك اب،كم مرة أعدته لك و انت بتصرفك الارعن تفسدين


كل شيء،الان بقي لك ساعة فقط قبل موعد زفتك"فترد عليها جميلة ببرود"هل سمحتي لي بوقت قليل


أختلي فيه بنفسي ؟"فتجيبها الخبيرة بتهكم"لكن أنا لم أنهي عملي بعض"،فتصرخ فيها جميلة


قائلة"اخرجي حالا لا اود رؤية وجهك مرت أخرى،سأتكفل بتزيين نفسي وحدي".فتخرج خبيرة التجميل و هي


تشتم و تسب في جميلة تاركت البيت بما فيه.


فتدخل رندة الى ابنتها لتهدئها قائلة بابتسامة"ايتها العروس الصغيرة لا تبكي و لا تنفعلي هناك


مفاجأةبانتظارك بعد ساعة،هل تزينتي جيدا؟"و ما ان انتهت رندة من جملتها حتى اجهشت جميلة بالبكاء


من جديد قائلة"لا اود الزواج يا امي انا صغيرة لن أستطيع تحمل المسؤولية"فتجيبها رندة و هي تمسد على


شعرها"لماذا كل هذا التشاؤم يا قلب أمك؟"،فترد عليها جميلة قائلة"انا لا اعرف زوجي و قلبي معلق مع


رجل اخر و هذا لا يجوز"فتجيبها رندة قائلة"و ما ادراكي بزوج المستقبل قد يكون شخص جيد و يحبكي و


تحبينه،امسحي دموعكي يا عزيزتي فأنت بذلك تفسدين فرحتي بزفافك اليوم و هو ثاني أهم يوم في حياتي


بعد ولادتك يا عمري،ارجوكي يا ابنتي فانت بهذا التصرف تشعريني بتأنيب الضمير لأني لم أقف في وجه


والدك و ارفض هذا الزواج"فترد عليها جميلة بابتسامة زائفة"منذ متى و انت تقفين في وجه والدي؟انا لم


أعهدك طيلة سنين عمري تفعلين ما تريدين بدون أمر من أبي،فكيف لكي أن تتدخلي في هذا الموضوع


الان"فتصمت رندة قليلا ثم تغير الموضوع قائلة"هيا اترتدي فستان زفافك فأهل زوجك سيحضرون


قريبا"سأطلب من صابرين أن تحضر لتساعدك"ثم تهم بالمغادرة لكن تستوقفها جميلة قائلة"اسفة امي أنا


اعلم ان أبي لا يأخذ برأيك،فهو ينفذ ما برأسه"ثم توجهت رندة بعد ذلك الى غرفة الاستقبال لتشرف على


التجهيزات لاستقبال الضيوف و اي ضيوف مجرد اسرة العريس فقط،فهي حقيقة لا تدري لماذا لم يعزم عز اين


من معارفهم؟.


جلست جميلة تنتظر مصيرها المجهول و هي تمني أن يكون العريس صهيب ولكن ذلك مستحيل لانها رأت


صهيب بالامس و لم يذكر لها أي شيء,


اما صهيب فهو الان بين أحضان أمه تقرأ عليه بعض الايات لتبعد عنه الحسد و تمشط شعره بيديها و ترتب له


بدلته و تقبله من حين الى اخر قائلة له"الله يحفظك يا ابني و يبعد عنك اولاد الحرام و يرزقك بالذرية


الصالحة،امييين يا رب العالمين"و في هذه الأثناء تدخل سلوى مسرعة قائلة"لقد تأخرن على


العروس،فالنسرع"