كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الثالث
بعدما هدئت جميلة فليلا من موجة البكاء التي داهمتها،احضرت لها صابرين الماء حتى تغسل به وجهها و
ترتوي القليل منه،فامسكت الكأس و شربته دفعتا واحدة ثم صبت الماء على وجهها مما ادى الى ابتلال ياقة
قميصها،فقالت لها صابرين بابتسامتها المعهودة"هيا جميلة اذهبي الى غرفتكي و غيري قميصك حتى لا
تمرضي فالجو بارد"فتجيبها جميلة بأسى"اتركيني هكذا لعلي أموت و أرتاح و اريح كل من حولي"ثم تهم
ذاهبت الى حيث يقف العم حمزة مشغلا محرك السيارة لينطلق بها فتركب متمتمة بتحية الصباح ثم
تسكت،فيتبادل العم حمزة النظرات مع صابرين بكل اسى و يركب السيارة و ينطلق بها بسرعة،فتصل جميلة
في وقت قياسي لأن عقلها كان مشوشا و خارج مجال التغطية كما أن ملابسها المتمثلة في تنورة قصيرة
سوداء تصل الى ما فوق الركبة بقليل و قميص من نفس اللون ايضا،و هذا ما زاد من كابتها حتى انها لم
تلاحظ زوج العينين التي تأكلانها اكل و هي تتراخى في مشيتها الى أن تصتدم بحائط بشري و هنا تجهش
في البكاء في حضن احب شخص الى قلبها "صهيب"الذي ما ان راها حتى هرع اليها و قلبه يكاد يتوقف على
ما الم بحبيبة فؤاده،وهنا بدأ يمسح دموعها و يطبطب على ظهرها حتى تهدأها مستفسرا"ماذا بكي جميلة
لما كل هذه الدموع،احكي لي؟"لم تنطق جميلة ببنت شفة فأصبح يهزها برفق و هي لا تزال في حضنه
قائلا"اوقفت قلبي جميلة مابك لما كل هذا الحزن ارجوكي اخبريني؟"فترد عليه باكية"احضني صهيب و
ابعدني من هذا المكان حالا لم اعد اطيق هذه الجامعة بما فيها"فاستجاب لها و زاد من حضنه لها و اخرجها
من الجامعة امام انظار وردة التي تستشيط غيرة محدثة نفسها"كل ما تريده هذه المدللة يحضر بين يديها في
الحال،لكن اعدك لن يدوم هذا طويلا يا جميلة التاجي"و هنا تضحك بصوت عال و تتجه نحو اصدقاءها و هي
تخطط في طريقة ما لتبعد جميلة عن صهيب.
وصل صهيب و جميلة الى مطعم صغير لكن جميل و نظيف فهو يطل على البحر و كيف أن أمواج البحر الغاضبة
تخبط الصخور من حين الى أخرى فنحن الان على أبواب الشتاء،و هنا احست جميلة برعشة تسري في
جسدها سرعان ما ازال صهيب سترته واضعا اياها على كتف جميلة التي لم تبدي اية ردة فعل اتجاه ذلك و
كانت أنظارها الحزينة موجهة الى البحر فلم تهتم بصهيب حتى و كأنها في العالم وحيدة،فما كان من صهيب
الى أن جلس في الكرسي المقابل لها و هو يتأمها بصمت.
فحين الاوضاع في مكتب عز لا تبشر بخير حيث زمجر على عمران قائلا"ماذا قلت ذهب مع ابنتي،الى
أين؟،ياله من معتوه،هل اسمي هذا اختطاف؟"فيرد عليه عمران و قد بلع ريقه من الخوف"على رسلك يا سيد
عز لما كل هذا التشاؤم انه مجرد موعد للعشاق"فيرد عليه عز و قد زاد غضبه من كلمته الاخيرة"اصمت
عمران لا اود سماع هذه التفاهات،سأنتقم منهما اعدك بذلك؟"،فيتفاجأ عمران قائلا"هل جننت سيدي،كيف
تنتقم من ابنتك و صهرك وأنت الذي أصريت على هذا الزواج من قبل؟"فيرد عليه عز و هو يشعل سيجارته
العاشرة"اصمت عمران،فعندما يتكلم السادة يصمتوا العبيد"ثم يطلق ضحكة شريرة و هو ينفث سيجارته
التي يعشقها بجنون و هو يكتم غصة في قلبه مما حدث له من ماض اليم محدثا نفسه"كيف أنسى أن حاتم
كان سبب في تعاستي و حرمني من حبي،فحتى منظر دماءه و مذاقها لا تشفع له و لابد من صهيب و
جميلة أن يتجرعا من نفس الكأس"ثم ابتسم ابتسامة انتصار و هو لا يزال ينفث سيجارته.
احضر العامل الاطباق التي طلبها صهيب حتى يتناولها مع جميلة،لكن جميلة لم تنتبه اصلا للأكل الذي أمامها
و بقيت تنظر الى البحر قائلة لصهيب"صهيب أود الهرب معك"فيتفاجأ صهيب من كلامها و تسقط الملعقة
مصدرة صوت مزعجا فيرد عليها بانزعاج"ماذا...؟"فتقاطعه قائلة"لا اود الزواج من غيرك،أنا احبك من أول يوم
وطئت فيه قدمايا الجامعة،احببت ابتسامتك و مزاحك مع اصدقاءك،احببت جديتك في التعامل مع الاخرين،لكن
أبي دوما هكذا يحرمني من أعز الاشخاص على قلبي،أنا....."فيقاطعها صهيب بتوتر"أنت تعبانة اذهبي الى
المنزل حتى ترتاحي قليلا و كفاكي من هذا الهراء"،تساقطت دمعات جميلة الواحدة تلوى الاخرى و ابتعدت
عن طاولتهم صارخة في وجهه"كلكم مثل بعض لا تهمكم سعادتي،فانتم تركضون دوما وراء مصالحكم فقط"و
ركضت باتجاه الباب مغادرة، تاركتا قلبا جريح ينزف دما لا دموع و امام صدمت كل زوار المطعم من المشهد
الذي حدث قبل قليل بين جميلة و صهيب فأصبحوا يتهامسون فيما بينهم،و هذا ما جعل صهيب يغادر فورا
لأنه سئم الجلوس هنا و انفاسه ضاقت.
استقلت جميلة سيارة الاجرى لتصل الى الفيلا و اتصلت بالعم حمزة و طلبت منه ان لا يأتي لاصطحابها من
الجامعة و بهذا تكون اخترقت احدى قوانين عز،و عندما وصلت جميلة الى الفيلا و دخلت فرأت اباها ينتظرها
فلم تبالي به صاعدة الى غرفتها فأمسكها من مرفقها بعنف مديرا اياها ناحيته"هل أنا شفاف حتى لا
تلاحظي وجودي يا جميلة،ماهذا الحزن في وجهك يا حبيبة أباك؟"فتجيبه و هي تحاول نزع يده من
مرفقها"اتركني اود الذهاب الى غرفتي فأنا جد تعبانة"فيرد عليها بعدما نزع يده من مرفقها الذي تورم نتيجة
ضغطه عليه "لا يهم ذلك كنت أود اخبارك أن عرسك في الغذ،فلتستعدي الى ذلك جيدا،كما اني أحضرت لك
أمهر خبيرات التجميل و صممت لك أمك فستان زفافك يليق بحضرتك أيتها العروس الصغيرة"،فترد عليه بكل
عصبية"انا لن اتزوج ابي حتى لو كان ذلك على جثتي"فدوت صوت صفعة قوية على خد جميلة ادارت وجهها
الى الناحية الاخرى،ثم زمجر فيها قائلا"أنا اامرك لا أود معرفة رأيك"و تركها مغادرا الى مكتبه حيث أنه صفق
الباب قبل خروجه و هي في صدمة و دموعها تزداد مع ارتجاف جسدها كله قائلة من بين اسنانها"اكرهك
ابي،اكرهك صهيب،اكرهكم جميعا"و هوت في الارض مغمى عليها،فأسرعت نحوها صابرين و هي تضرب
وجنتيها برفق قائلة"اصحي جميلة،اصحي مابك ما عسايا أفعل،لا أحد في البيت سوايا،عليا أن أتصل
بالاسعاف أولا"
ثم هرعت الى الهاتف متصلة بالاسعاف،التي سرعان ما سمعت صوتها فاتجهت نحو جميلة تساعد الممرضان
على حملها نحو سيارة الاسعاف.
توجه صهيب الى بيته حزينا و متشتت الذهن،فلم يستقل السيارة و بقي يجوب الشوارع حتى وصل الى
بيته،فاقبلت الحاجة عائشة اليه و قبلته من وجنتيه،فقبلها بدوره على رأسها ثم تركها مغادرا الى غرفته لكن
امه استوقفته قائلة"مابك صهيب كأن مشاكل العالم كلها فوق رأسك"فيرد عليها ببرود"سأتزوج في الغذ يا
أمي"فتنصدم الحاجة عائشة مما قاله ابنها صارخة في وجهه"ما هذا الهراء،صهيب قل أنك تمزح،مستحيل
تتزوج دون موافقتي،كيف تم ذلك اجبني عن أسئلتي الان؟"فانكس رأسه قائلا لها"أمي لا أستطيع كل هذا
فوق طاقني،انا لم اعد أحتمل "وولاها ظهره خارجا من البيت،فأمسكته من معصمه متأسفة و راجية"ابني
حبيبي لا تترك المنزل،حقا انا اسفة كان عليا قول مبروك،ومن سعيدة الحظ هذه؟وكيف استطاعت سرقة
قلبك بهذه السرعة حتى انك لم تستطع الصبر عليها و ستتزوجها في الغذ،فحتى انك لم تخبر والدتك بهذا
الامر بتاتا،من هي هل أعرفها؟"
فيرد عليها صهيب بكل اسى"لا أظن ذلك انها جميلة بنت عز التاجي"تلعثمت الحاجة عائشة و كادت أن
تسقط من شدة الصدمة فأصبحت تردد"مست....مست....مستحيل مممم ماذا قلت ابنة التاجي؟"فاستغرب
صهيب ردة فعل امه فقال لها و هو قلق عليها"نعم أمي لكن لما كل هذا التوتر؟"فتجيبه مبتعدة عنه"لا لا
لاشيء،انا ذاهبة الى غرفتي ارتاح قليلا"و غادرت مسرعة و هي تمسح دموعها الغزيرة قائلة"لماذا يا
عز،لماذا بعد أن....."و بقي صهيب في مكانه كالجماد لا يعلم لماذا انقلبت حالة أمه هكذا بعد سماعها لاسم
زوجته المستقبلية؟
|