كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل العاشر
سقوط أمطار غزيرة و غير متوقعة جعلت رندة تنكمش في زقاق ضيق تعرفه جيدا لا يسمع فيها الا اصوات القطط و الكلاب
المتشردة كحالها فهي الان باتت مثلهم فحالها يرثى له حيث أن معطفها الفخم الابيض أصبح أسود و حقيبتها الجلدية
ابتلعت لترات من مياه الامطار حيث كانت تحمي بها رأسها من الامطار الباردة العنيفة و هنا امتزجت دموعها مع المطر و
هي تندب حظها الذي اوقعها على رجل كاسر لا يهمه أي شيء فحتى حبها له لم يشفع لها فعاملها معاملة قاسية و
دائما كان يذكرها بماضيها العفن حيث أنها كانت تعيش في أحد الزقاقات القريبة من هنا في بيت قصديري متهالك يكاد
السقف يسقط عليهم كانت تعيش مع أبوها و أخوها فأمها ماتت عند ولادتها أخوها حاتم،فكانا يعيشون في غرفة واحدة
هي كل الغرف فكانوا يطهون فيها و يأكلون فيها و ينامون فيها بدون غطاء لأن كل الأغطية التي يمتلكونها فسدت جراء ماء
المطر الذي كان يدخل ما بين الجدران المتهالك الذي يكاد يسقط عليهم فكانوا يفرشون ملابسهم و يغطوا بها اما الطعام
فكانوا يأكلون من الحشيش أو يبحثون في المزابل على أي شيء يسد جوعهم كانت معاناة حقيقية وبقيت حالهم هكذا
حتى كبرت رندة و اصبحت فاتنة الكل يريدها فكانت تتميز بطول فاغر و جسم متناسق جميل فكانت نحيفة ذات وجه مدور
به عينان كبيراتان خضرواتنان و شعر طويل اشقر و فم صغير و مثير و انف طويل و مقوس كانت كأنها نجمة من نجمات
السينما الأوروبية و ماكان ينقصها الا الملابس الغالية لتكون لوحة يتفنن بيكاسو برسمها،و هنا جاء الدكتور رامز و اعجب بها
و تزوحها فنقلها للعيش معه و ابوها بعدما انضم حاتم الى الجيش و للمصادفة كان بيتها يقابل قصر التاجي و احبت عز رغم
أنها تعلم أنه لن ينظر لها قط فكان كل اهتمامه لعائشة التي كانت تعيش معه اجمل سمفونية العشق الابدي لكن دوام
الحال من المحال فكما اعجبت رندة لعز رغم ان زوجها رامز لم يقصر معها في اي شيء اغرم حاتم بعائشة،ماكان من رندة
الى تصارح اخوها بحبها لعز و هو كذلك صارحها بحبه لعائشة و هنا خططا سويا للاقاع بهما،و هنا تستيقظ رندة من ذكرياتها
على التماع البرق في السماء و دوي الرعد القوي الذي يصم الأذان،لكن سرعان ما سمعت صوت خطوات تقترب نحوها
ببطىء فاقترب منها و دنا نحوها فكانت لرجل مسن و بيده عصا يتكأ عليها قائلا باندهاش"رندة ما تفعلينه في هذا الوقت الا
يجب أن تكوني الان بين أحضان زوجك ليدفأك من قسوة الجو"و هنا ترمي رندة بثقلها على هذا الشيخ الهرم الذي كان
ابوها حسين قائلة و هي تجهش بالبكاء"اشتقت لك ابي اعلم أنك سامحتني فأنا ليس لي سواك،احبك يا ابي سامحني
لأنني سأترك عز سأتطلق من ذلك الوحش"و هنا يفتح حسين فمه من الدهشة قائلا"لماذا ما الذي حصل بينكما،اخر
الأخبار التي وصلتني انكما زوجتما ابنتكما الوحيدة؟"فيزيد بكاء رندة و ترتفع شهقاتها فيمسح ابوها على شعرها مهديا اياها
مغيرا الموضوع"اعلم أن الجو بارد سنذهب الى البيت و بعدها احكي لي،موافقة؟"فتوؤم رندة بالايجاب و تغادر الى أحن صدرا
لها و بالرغم من كل زلاتها سامحها و أخذ بيدها في أحلك الأوقات التي تريده أن يبقى الى جانبها الى الابد رغم نصحه لها
دائما و ابدا انها ليست ند لعز لكنها ركبت رأسها و جربت حظها لكن في الاخير لم تحصد الا الندامة و الخذلان.
بعد عمل شاق رجع عز الى الفيلا ووجدها خالية على عروشها فلا خدم و لا حشم لانه يوم عطلة لهم لكنه ابتسم بينه و
بين نفسه فلقد حان وقت التسلية مع رندة،فاسرع الخطى نحو غرفة رندة و فتح بابها فلم يجدها و هنا اتجها الى خزانتها و
فتحها فوجدها كما هي فبتسم ابتسامة سخرية قائلا"أعلم أنك لن تفعليها فأنت تخافين العودة الى طبقة الحثالة"و ما
انتهى من كلامه حتى وجد ورقة مابين ثيابها فختطفها بكل خفية و بدأ بأكل الكلمات أكلا و ملامحه متضايقة"بسم الله
الرحمن الرحيم بعد التحية و السلام أعلم أنك مستغرب من اتخاذي لهذا القرار لكن سأوضح لك كل شيء،اولا أشكرك على
كل سنين الجفاء التي كنت فيها مجرد خادمة تحت قدميك لم أعش أبدا تلك الملكة التي حلمت بها في بيت زوجي لكن
أنا المخطئة لأن خسرت الرهان قبل البدء أصلا،و انا اعترف بذلك لقد استغليت ضعفك في الماضي و حرمتك من حب حياتك
و الان رغم مرور هذه السنين لاتزال تعشقها و تذوب فيها و متعطش اليها أكثر من السابق خاصة بعد ارتدائها الحجاب،أنا
حقيقة لا أعلم اذا مازالت تذكرك او لا لكن الشيء المتأكدة منه انك تعشقها و تريدها بأي ثمن و خاصة بعدما صار ابنها
صهرك و الان صار بين يديك،حقا أنا متأسفة على كل مافعلته بك في الماضي بالاشتراك مع أخي حاتم لكن انت انتقمت
منه شر انتقام فكفى رجاء من سكب الدماء خاصة انك تعلم أن قلب ابنتك متيم بصهيب كما أن عائشة تعشق ابنها اختار
احد اخر لتضرم النار في جسده مرة اخرى،فانا ذاهبة دون رجعة،اعلم أنك لا تريد رؤية وجهي مرة أخرى لكن لي رجاء أخير و
هو أن تهتم بجميلة للاسف هي جاءت الى هذه الدنيا بخطيئة ارتكبتها و احتملت مسؤوليتها طيلة السنين الماضية و هي
الان امانة في عنقك و عنق صهيب فارجوك حافظ علي هذه الجوهرة و طلقني بدون مشاكل فانا لم اعد أتحمل العيش
معك فلم تعد لي الطاقة لتضربني و تهينني و اتناسى بعدها من اجل جميلة فقط لكن جميلة تزوجت الان و بدأت حياة
جديدة و لكل منا فرصة لتغيير حياتنا نحن الثلاثة،اسفة يمكن اطلت الحديث معك كثيرا سامحني،و لكن ستستغرب انه و
رغم الامي احبك و سأظل احبك حتى اخر نفس في عمري،سارقة أحلامك رندة"،و بعدما أكمل عز القراءة بدأ بتقطيعها
الى النصف فالربع ثم الثمن حتى أصبحت أشلاء و ملامح وجهه زادت حدة و غضب فأصبح يزمجر قائلا"لم تستطيعي اخماد
ناري بهذه الكلمات التافهة،سانتقم منك و من الجميع الواحد تلوى الاخر أعدك يا سارقة أحلامي أيتها القدرة" و أصبح يصرخ
باسم رندة و يحمل أغراضها و ملابسها و يرميها من نافذة غرفتها و هو في أكثر الحالات الغضب و الجنون.
كانت جميلة منهمكة في اعداد عشاءهم المتأخر فأصبحت تحضر الصحون و السكاكين و المعالق و الشوكات و المناديل و
تفرغ الاكل من الأكياس التي أحضرتها مع صهيب و هنا دخل عليها صهيب على رأس أقدامه حتى لا تحس بوجوده و اتجها
نحوها و امسكها من خصرها و هنا اجفلت جميلة و كاد الكأس يسقط من يدها لولا سرعة و خفة صهيب الذي أمسكه بيده
الاخرى و قربها منه بيده الاخرى مقبلا اياها من اذنها و هامسا لها"أنا صهيب لا تخافي يا حلوتي،لكن ماهذا الملابس لا اريد
أن ترتاديها مرة أخرى مفهوم،فهذا النوع من الثياب خاص جدا بكي و بي فقط"فتحاول جميلة أن تبتعد عنه غير انه يزيد من
قوة احتضانها له مقبلا اياها على رقبتها و شعرها و اذنيها تارة و يشم رائحتها تارة اخرى فما كان من جميلة الى
الاستسلام له مديرة رأسها اليه و هنا تصتدم بعيناه التي تتوهجان بشدة بلون البحر الهاديء فتحاول مجاكرته قائلة"اه
حبيبي على ما اعتقد اننا نعيش مع والدتك فقط فهل تغار عليا من امك ايضا؟"و هنا يمسك صهيب بوجهها مقرب اياه نحوه
مقبلا جانبي شفاهها مجيبا اياها"نعم و اغار من الهواء الذي يدخل الى رئتيك كذلك،و الان كفاكي لعبا بأعصابي و هيا بنا
الى غرفتنا فبراءتك هذه تزيد من شوقي و لهفة قلبي لك"ثم يطبع قبلة طويلة على شفاهها،و هنا تدخل الام
متنحنحة،فتبتعد جميلة من صهيب بسرعة و تنصدم بحوض غسيل الصحون الذي كان وراءها فيسرع نحوها صهيب
مذعورا"هل اصابك مكروه؟"فتبتعد عنه هامسة"انت السبب في كل هذا،دائما يكتشفوننا سلوى في بيت والدي و امك
هنا"فيرد عليها بهمس"انت التي لم تخبريني بأن أمسح شفاهي عندما كنا في بيت والدك،لكن لا يهم نحن في الأخير
زوجين جديدين و لولا ظروفنا لكن الان نقضي احلى ايامنا في شهر عسلنا"و عندما يرى ملامح جميلة التي اكتساها الخجل
يطلق ضحكة قصيرة سرعان ما تقطعها امه قائلة"كفاكما همس و الان هل ستحضران الطعام أم أخلد للنوم أحسن"فيرد
عليها صهيب باسما و نظراته تفترس جسد جميلة افتراسا"سامحينا يا أمي لكن نحن لسنا جائعان"و قبل أن تفهم جميلة
ما قصده بجملته هذه يحملها و هي تخفي وجهها بيديها و تركله برجليها امام أنظار الحاجة عائشة الباسمة على جنون
ولدها و خجل جميلة الذي يسيطر عليها كلما اقترب نحوها صهيب او همس لها،ثم تفلت منها تنهيدة طويلة و هي تتذكر
كيف كان عز مثل صهيب ايام زواجها فتحدث نفسها قائلة"انه يشبهه في كل شيء"ثم تشمر على ساعديها و تنظف
المطبخ الذي لم يتسخ بعد لكنها تلملم الاطباق التي اخرجتها جميلة و تعيدها الى مكانها و انتهت مع اذان الفجر فدخلت
الى الحمام توضئت و اتجهت الى غرفتها لتصلي.
|
19-07-15, 10:58 PM
جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
العرض العادي
