كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الثاني
بعد يوم حافل في الجامعة استقلت جميلة السيارة التي تأحذها الى الفيلا و هي في سعادة غامرة مما حصل اليوم من
احداث كانت تطوق البها منذ و صولها الى الجامعة عندما لمحت لاول مرة صهيب و هو يضحك و يمازح رفقاءه كان فتى مليء
بالحيوية و النشاط و هي التي كانت لا تهتم بالمشاعر و الاحاسيس و كانت تعتبرها هراء فقط لكن منذ ان راته دق قلبها و
اعتلى صدرها شعور لاول مرة تحس به و كانت تود منه فقط التفاتة فكانت تبحث عنه بعيونها دائما و لا ترتاح الا برؤيتها له
ادمنت رؤيته و احبت ضحكته حتى و لو كانت غير موجهة لها،و هنا ابحرت في ذكراياتها منذ طفولتها الى مراهقتها كم كانت
فتاة مدللة و كيف لا و هي البنت الوحيدة لوالديها كانت كل طلباتها تنفذ و كانت ملابسها من الماركات العالمية فقط،فأمها
كانت مصممة الازياء رندة التاجي التي يحسب لها الف حساب اما والدها فهو الجنرال عز التاجي التي سمعته الظاهرية
كالمسك لكن ما خفيا كان اعظم،كانا كثيرا الترحال و هذا لطبيعة عملهما الذي يحتم عليها زيارة مختلف بقاع المعمورة تاركين
وراءهم طفلة تحلم باحضان والديها لا تحب المال و لا الملابس التي يحضراها لها فعاشت طفولة يتيمة ففي بعض الايام كان
جدها يرعاها لانه كان يحبها فكانت تحس معه بطعم الاسرة التي فقدته لان اهلها دوما يعطو الاولوية لعملهما على
حسابها،فكان الجد هو الاب و الام بالنسبة لها،و في أيام اخرى تبقى حبيسة الفيلا مع الخادمات التي كانت تكرهم و ماكان
يسعدها في الفيلا الا وجود وردة معها تلك الفتاة التي احبتها من اول يوم وطأت فيه اقدامها في الفيلا كيف لا و ابوها
المساعد الايمن لعز و هو عمران فكان عز يعامل وردة كما يعامل جميلة فيشتري لهما نفس الملابس و من الماركات العالمية
كذلك لكن كانت وردة تحس ببعض الغيرة اتجاه جميلة رغم ان هذه الاخيرة كانت تحبها و تعتبرها صديقتها الصدوقة بل اكثر
من ذلك كانت اختها التي لم تنجب امها،و في غمرة تذكرها للماضي سرحت بخيالها بعيد و هي مسندة راسها الى نافذة
السيارة و هي تتذكر كيف كان لقاءها مع صهيب و كيف لمسها برفق و بلا شعور منها ارتفعت يدها تلامس ذقنها الذي
لمسه صهيب قبلها فابتسمت اكتر و هي تتذكر كلماته و ابتسامته التي كانت موجهة لها هذه المرة،ولم تستيقظ من
سرحانها الا على صوت سائقها الذي اوقف السيارة هو يبتسم لها قائلا"انسة جميلة،انستي لقد وصنا للفيلا"و هنا تفزع
جميلة لكن سرعان ما تطمأن لان هذا الصوت ما كان الا صوت سائقها ابو حمزة فاجابته مبتسمة"شكرا لك عم ابو حمزة"و
غادرت باتجاه الفيلا بل قصر التاجي الذي يتكون من 3 طوابق حيث في الطابق الارضي يحتوي على مطبخ و غرفة كبيرة
للاستقبال بالاضافة الى غرف الخدم و حمام واحد مشترك اما في الطابقين 2و 3 يحتوي على غرف للنوم كل واحدة تحتوي
على حمام خاص بها بالاضافة الى مكتب عز و مكتب رندة لتصميم الازياء،دون أن ننسى المسبح الكبير خلف الفيلا تجاوره
أرجوحة جميلة التي كانت تتسلى بها مع وردة،فحين هناك حقل صغير يحتوي على مختلف أنواع الزهور و الورود بالاضافة
الى أشجار الفاكهةو الخضر،فمن سابع المستحيلات ان يؤكل عز من أكل المطاعم فهو يخاف أن يسممه أحد و هو في
غفلة.
دخلت جميلة الى الفيلا و بالتحديد الى غرفة الاستقبال أين كانت أمها تحيك الصوف و بجوارها صينية الشاي مع
كعك،فسلمت جميلة على رندة بكل حنية قائلة لها"اشتقت لك يا أحلى أم في الدنيا"فتقبلها رندة من رأسها قائلة لها"اه
ماهذا الكلام انه كثير عليا،اراهن أن وراءه موضوع كبير،اليس كذلك يا جميلة؟"و هنا تتناول جميلة القطعة التي تحيكها امها
من يدها و تضعها جانبا ثم تصب لها كأس شاي و تقضم القليل من الكعك و تجلس مقابلة لها هي تجيبها بابتسامة
واسعة"أعلم أنك تفهمينني من غمزة،سأحكي لكي لكن بدون أن تقاطعيني"فتِوأم رندة برأسها بالايجاب و تحث جميلة على
أن تبدأ لان الفضول بدأ يدب في داخلها،و هنا تبدأ جميلة بسرد وقائع اليوم على مسامع رندة و عز الذي جاء منذ لحظات و
راح يسترق السمع وراء الباب و ابنته تخبر امها و عيناها تبرق من السعادة قائلة"التقيت اليوم بشاب و لا كل الشباب شعره
اشقر و عيناه زرقاوتان صافيتان كصفاء البحر في عز الحر،له فم صغير و انف حاد كل معالم الرجولة و الجمال تجتمع فيه لا
سواه"و هنا يدخل الاب مصفقا على ابنته فتتفاجأ كل من رندة و جميلة دخوله المباغة لكلاهما بلا حس و لا دستور ثم بدأ
يعاتب جميلة قائلا"لقد كبرت يا جميلة و اصبحت تهتمين بمواضيع الشباب،الحب،العشق و الهيام،ارى انك اكلت الشاب
بعينيك،اهذا ناتج تربيتي لكي؟"و هنا تتلعثم جميلة و تبلع غصة فاجأتها و تتجمع الدموع في مقلتيها و ترد على ابيها
متأسفة"اسفة ابي لن اكررها مجددا"و هنا ينفجر كل من عز و رندة بالضحك من سداجة ابنتهما قائلان في نفس
ذالوقت"عمرك20 سنة لكن تبقى في نظرنا جميلة ذات السنتين"فتتحول ملامح جميلة الى الضيق مخاطبة اياهما"يالكما من
والدين انكما تسخران مني"ثم تركض باتجاه السلالم و تتوجه الى غرفتها متنفسها الوحيد فتغلق عليها الباب و ترتمي على
سريرها باكية و شاكية محدثة لعبتها"سمعت ماقالاه والداي عني انا مازلت صغيرة في نظرهما فكيف ينظر لي صهيب يا
ترى؟"ثم تتوجه الى مكان تسرحتها و تنظر الى نفسها في المراة و تمسع دموعها بعنف قائلة"ان جسدي رشيق و متناسق
و شعري طويل اسود كسواد الليل اما عينايا فهما جكاية بحد ذاتها فلونهما لون العسل الصافي و بريقهما مدهش خاصة
عندما اتشاقى في البيت،و الهو بالالعاب و انا في هذا السن،لكن كل هذا لا يعني انني اصبحت صبية و صبية فاتنة كذلك"و
هنا تبتسم لكلامها المشجع و تتجه الى سريرها و تندس تحت غطاءها الوردي استعدادا لنوم هاديء،عكسها بذلك صهيب
الذي يتخبط في سريره و كأنه نائم على الجمر و ذلك بعد اتصاله الاخير بعز التاجي حيث ان اتصاله لم يزده الى عذاب على
عذاب،فتأفأف محدثا نفسه"الى متى سأصبر عليك يا التاجي لقد ضحيت بكل مالدي و الان تريد ان تحطم القلب الوحيد الذي
اجببته بصدق،هل انت حجر اي قلب تحمله بين ضلوعك؟لا و الضحية هذه المرة ابنتك الوحيدة كيف لك أن تجرح تلك الملاك
كيف لك أن تخيرني بين الزواج منها او قتلها بلا شفقة و لا رحمة،ان العدو لا يفعل ذلك بعدوه فكيف بفلذة كبدك؟حقا انك لغز
صعب عليا فكه قبل فوات الاوان،ولكن ماذا سيحصل الان معي و جميلة انه حقا حب مستحيل"وبعد ذلك ينقلب على جانبه
الايمن و يتمتم بالشهادتين و دعاء النوم ثم يغط في نوم مضطرب كاضطراب نفسه.
استيقظت جميلة مبكرا على غير عادة و اخذت حماما سريعا ثم خرجت باتجاه المطبخ لتعد شيء تأكله قبل ان تتوجه الى
الجامعة فمشت على أطراف اصابعها حتى لا توقظ الجميع لأنها لا تريد لأحد أن يعكر مزاجها خاصة مزاح والديها الذي اصبح
يكدرها هذه الايام،فهاهي في المطبخ تقطع الطماطم و الخيار الى شرائح رقيقة و تغلي الماء لتعد الشاي فلقد اعدت صفرة
بسيطة يترأسها شرائح الجبن و بعدها فوجئت بقبلة تطبع على راسها من خلف فاستدارت بسرعة و في يدها
سكين،فمازحهاا والدها قائلا"هل تودي قتلي يا جميلة"فتجفل من كلامه معتذرة"اسفة بابا،تخيلتك لص"فامسك والدها بيدها
يحثها على السير معه بعد أن نزع السكين من يدها و توجها الى الصفرة و بدأ يتذوق الطعام الذي اعدته ابنته بيد و يطعم
ابنته باليد الاخرى و هذا ما فاجأ جميلة فلم تعتد هذه الحركة من والدها،فجدها فقط من كان يطعمها و يدللها هكذا ام هو
فكان عمله اهم من كل شيء،و عندما احس عز بسرحان ابنته باغتها بسؤال"بماذا تفكرين الان جميلة،اما زال عقلك مع
ذلك الفتى؟ّ"فتجيبه باضطراب"لا،لكن استغربت كيف لك الوقت لتجلس معي و تطعمني هكذا انها حركة جدي حسين فقط"و
هنا يزمجر بها غاضبا"الف مرة قلت لك لا تذكر اسمه امامي،الا تفهمي"فتتفاجأ جميلة بردة فعل ابيها العنيفة و تعتذر"اسفة
بابا لقد نسيت تحذيرك لي"و هنا يهم عز بالمغادرة قائلا لها"لا يهمني اعتذارك،انا جئتك اليوم كي اتكلم معك في موضوع
هام،كنت اود اخبارك عليها البارحة لكن انت كعادتك اختفيتي في غرفتك كفأرة،لقد جاءني البارحة خاطب و انا وافقة،
عليه"فتصرخ جميلة للمرة الاولى في وجه ابيها"ماذا؟من غير أن تستشيرني ان كنت موافقة ام لا؟"و هنا يضرب عز الطاولة
بغضب و يزمجر في جميلة"و من أنت حتى استشيرك،الشاب لا يعيبه شيء بل سوف ترقصين من الفرح لانني جلبت لك
السعادة الى اقدامك".
فخرجت جميلة من المطبخ مسرعة دون كلمة و توجهت الى مكانها السري الذي تحبه منذ طفولتها ارجوحتها فبدلت تهزها
بعنف و شلال من الدموع يغطي وجنتيها،فانفجرت في بكاء مرير يقطع القلوب و هي تنتظر السائق حتى يوصلها للجامعة
فابوها يحرم عليها قيادة السيارة وحدها،و من بعيد رأتها صابرين و هي منكمشة على نفسها فتوجهت اليها عساها أن
تمتص بعد غضبها فالسيد عز غضب و كل القصر سيعاقب خاصة هي فهي الخادمة الخاصة بجميلة و لن يسكت عليها هذه
المرة لان جميلة الهادئة ثارت عليه فالكل يترقب ما سوف تؤول اليه الامور،وصلت الي جميلة و احتضنتها و هذا ما زاد في بكاء
جميلة فبدأت صابرين تهديها قائلة"مالي اراكي حزينة هكذا جميلة الم تعدي جدك قبل أن تفترقي عنه أنك لن تحزني
ابدا،فهو في الاخير ابوك و تهمه مصلحتك و يستحيل أن يؤذيك"فترد عليها جميلة و هي على نفس الحالة"لا استطيع صابرين
لقد...لقد سمعت ماذا قال لي انه يريد تزو....تزويجي لشاب لا اعرفه بل أكاد اجزم أن يكون مثله قاسي و بلا قلب و لا حتى
مشاعر،ان حبي لصهيب بات مستحيل حقا كما أخبرتني وردة،يا ليتني سمعت كلامها،ولم اجعل قلبي اللعين يدق"و بدأت
بضرب قلبها لعلها ترتاح،و صابرين تجاهد على ايقافها لا تود ان تأتيها نوبة هستيرية شهدتها في اول لقاء لها عندما حرمت
جميلة من حضن الشخص الوحيد الذي أحبها جدها حسين و كيف كان عز يضربه و يطرده من قصره و هي كانت صغيرة تحاول
الدفاع عن جدها و ابيها يضربهما معا و لكن في الاخير طلب من رجاله أن يخرج جدها من القصر و هو في حالة يرثى لها دماء
و ثياب مقطعة و جميلة لكونها كانت طفلة اولا و قلبها رقيق ثانيا لم تتحمل هذا المنظر البشع فاغمي عليها و لم تستفق الا
بعد مرور اسبوع و لم تعد تلك الفتاة المرحة فلقد اصبحت كتومة حتى انها فقدت القدرة على الكلام و كاد عز أن يوذي
بحياتها لولا عناية الله بها حيث انها في ذلك اليوم فقدت الكثير من الدماء و لولا صابرين التي تبرعت لها بدمها لكانت الان تحت
التراب،وهاهي الان صابرين تواجه نفس الموقف قبل 10 سنين و لا تود أن توذي جميلة بحياتها مرة أخرى فبدأت تضربها بخفة
على خديها حتى تصتفيق و تحضنها الى صدرها و رويدا رويدا رجعت جميلة الى رشدها و بدأت تنكمش أكثر في حضن
صابرين و بدأت تشكي لصابرين"لماذا كل من أحبهم يتركونني في منتصف الطريق و يرحلو،اولهم كان جدي حسين الذي رغم
مرور الزمن لم افهم ماذا فعل لابي حتى عاقبه بهذه الطريقة الفجة و الان انا اخسر صهيب يالا حظي العاتر"ثم تتنهد
مكملة"انت الان بتي تعرفي سلطة ابي عليا لاني فتاة فلا أعمل كذا واعمل كذا لا اضحك بصوت مرتفع و لا اخرج من البيت
متبرجة و غيرها من الاشياء التي تسبل حريتي و الان زواجي الذي صار اكبر مصائبي رحمتك يا ربي"
احضرت الحاجة عائشة الافطار لفلذة كبدها و هو افطار شهي متكون من حلوى الفرولة التي يعشقها صهيب بالاضافة الى
الشاي و شرائح الجبن و خليط من خضروات الموسم،ثم توجهت الى غرفة ابنها و بدأت بدق الباب لكن لا مجيب فعرفة أن
ابنها لم يستيقظ بعد،ففتحت الباب و توجهت الى النافذة وفتحتها،و مع دخول اشعة الشمس تضايق منها صهيب و اخفى
رأسه تحت اللحاف،فتوجهت نحوه و بدأت بنزع اللحاف عنه و مسدت رأسه قائلة بابتسامة هادئة"استيقظ يا ابني،لقد تأخرت
على الجامعة،هيا نذهب لنفطر معا فلقد اعددت لك افطارا شهيا"فتململ صهيب في سريره و فتح عينيه و قابل وجه امه
الباسمة فأمسك رأسها مقبلا اياها كما يفعل كل صباح فمسحت امه على وجهه و خاطبته قلقة"مابك يا صهيب الم تنم
البارحة ان وجهك تعبان جدا،هل تشتكي من شيء؟ّ"فأمسك صهيب يديها و بدأ في تقبيلهما على التناوب"انه مجرد اجهاد
بسيط لا تقلقي،سيزول بعدما اخذ حمام سريع"ثم خرج من عندها و اتجه الى الحمام حتى يأخد دوش سريع و عقله بدأ
بالتفكير من جديد"كيف سأخبري أمي أني سأتزوج غذا؟،انه امر صعب حقا"اما امه فكانت تحس أن هناك موضوع يشغل بال
ابنها و لكن لا تعرفه،لكنها مصرة أن تجتمع به الليلة حتى يحدثها على ما قلب حاله هكذا.
|