كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل السادس
اجتمعت العائلتان من جديد سلوى و عائشة و صهيب و جميلة و رندة في غياب تام لعز الذي كان يعد الدقائق حتى ينقذ ما
برأسه فلقد شعر انهم لازالوا يطيلون السهرة فارتاح قليلا على كرسيه و هو ينفث سجارته من فترة الى اخرى حتى انه
خلص العلبة كلها و قد فتح العلبة الثانية و هو يشاهد صوره مع عائشة منذ ان عرفها حتى يوم فراقه منه و كم كان ذلك اليوم
سيء بالنسبة له فقد خسر خسارة كبيرة و كلها بسبب التافهة رندة و اخوها حاتم.
بعد السهرة المتواضعة جدا في قصر التاجي التي لا تظهر حقيقة سكان هذا القصر الفاحش الثراء استقلت جميلة سيارة
زوجها تاركت وراءها امها في بحر من الاحزان و الالام لم تكن تنتظر لحظة فراقها من ابنتها فلقد فرطت في كرامتها من اجل
ابنتها و لم يخطر في بالها انها ستتركها تواجه الوحدة و التعاسة رغم انها دوما تلبس قناع السعادة و الغرور و التكبر في
جميع المناسبات التي حضرتها حتى تبين للناس عمق علاقتها مع عز لكن كل هذا كان ظاهريا فلم يهتم بها عز و لا لحظة
فكانت مثلها مثل الجدان و هي تتذكر جيدا كيف كانت ردة فعله لما ارادت ان تنجب اخ او اخت لجميلة فلقد كان نصيبها الضرب
المبرح فحتى سفرها لم يكن من اجل عملها فقط بل في الغالب من اجل علاج الكدمات التي كان يوجهها لها عز بمناسبة و
بغير مناسبة تاهما اياها انها سبب تعاسته و شقاءها في هذه الحياة و سبب تخلي عائشة عنه،و بالوصول الى موضوع
عائشة لم تكن تعرف انها والدة صهيب صهرها فلقد كانت مصدومة لما رأتها بجوار ابنها و هنا فقد عرفت لماذا اصر عزعلى
هذا الزواج حتى تبقى غاليته دوما بجواره بعدما مات حاتم اخوها بسبب عائشة و عز فهي لم تنسى ابدا معاناتها في تلك
الايام.
بعد السلام و الدموع التي انسكبت من جميلة و رندة ساعة فراقهما فكيف لا و رندة تنظر الى فلذة كبدها كيف كان عرسها
مقاصرا فقط على عائلة صهيب و امها و هي فقط فحتى والدها رماها و كأنه انتظر هذه اللحظة من زمان،فكان زفافها اقرب
منه الى عزاء و كأن ابنتها ارتكبت خطيئة و كل هذا بسبب تسلط والدها الذي اصبح لا يحتمل و فرط بابنته الوحيدة بطريقة
دنيئة،فحتى فستان زفافها كان بسيط رغم انها هي من صممته فكان عبارة عن فستان ابيض بدون حمالات يصل الى اسفل
الركبة و مزين بورود بيضاء لكن برغم بساطته الا انه زادها فتنة و جمالا بمجرد ان ارتادته جميلة بفضل لمسات امها السحرية
اما الميك اب فكان بسيطا جدا و رقيقا يعادل رقة جميلة فتخلله اللونان الوردي الفاتح و الابيض كما ان تسريحة شعرها كانت
عبارة عن شعر مرفوع تتخلله بعض الخصلات المجعدة باتقان معطيا بذلك لجميلة هالة ملائكية.
كانت رندة ترى كيف ان سيارة ابنتها اختفت عن انظارها فانسكبت العديد من دموعها و ازدادت شهقاتها،وهنا نظر اليها عز
باحتقار قائلا"الي متى سوف تبقين هكذا؟"فترد عليه بكل وحشية"الا تخجل مما فعلت انها ابنتك و ليست ابنة الشارع،كيف
يكون حفل زفافها بدون معازيم و كأنها ارتكبت خطيئة لماذا لماذا انت متحجر لماذا؟،ماذا فعلت لك انا و جميلة حتى تحاسبني
و تحاسبها عن الماضي؟كيف تحقد على ابنتك؟من اي صنف من البشر انت؟"،فأمسكها عز من صدغها و جرها للداخل و هو
يصرخ بها"لقد تجاوزتي حدودك معي يا سيدة رندة و انت تعرفين اني لا اغفر لاحد مهما كانت زلاته و هفواته،اما جميلة
فزوجتها لانسب رجل أنا اعرفه جيدا لن يستطيع ان يؤذيها او يلمس لها شعرة واحدة لانه يعرف مصيره جيدا و هو
الموت"فتصرخ فيه رندة"هل اشتريته؟بكم؟يالك من وغد و ذنيءو....."لم تستطع رندة اكمال كلماتها و اذا بصفعات تنهال عليها
الواحد تلوى الاخرى بلا رحمة و لا شفقة و كأن عز يخمد البراكين و النيران التي اشعلتها رؤيته للحاجة عائشة و هكذا دائما
رندة المسكينة الضحية التي يفرغ فيها زوجها غضبه في اي وقت من الاوقات.
كانت جميلة صامتة و شاردة و هي في سيارة و قد لاحظ كل من الحاجة عائشة،صهيب،سلوى و عامر ذلك لكن التزموا
الصمت حتى لا يزيدوا الطين بلة لكن سلوى كان لها رأي اخر فبدأت كلامها معلقة"كم انت جميلة يا جميلة،من اسماك هذا
الاسم هل هو ابوك ام امك؟لانه بصراحة اسم على مسمى"فانتظرت سلوى الرد من جميلة لكن لا مجيب و بعدها اعادت
سلوى سؤالها قائلة لها"جميلة،،،جميلة هل انت معي؟"و هنا تفزع جميلة قائلة"ماذا حصل؟قصدي ماذا قلتي؟"فتفتح سلوى
فمها استعدادا للكلام لكن نظرة صهيب تجفلها،و بعدها يمسك صهيب يد جميلة قائلا لها بابتسامة ساحرة"لا عليكي
حبيبتي ان سلوى فضولية و هي تحب الاستفسار و الاستفهام على كل شيء،انت الان مرهقة تعالي استريحي على
كتفي"فتجيبه بسرعة"شكرا لك لكن ليس هناك داعي انا مستريحة هكذا و لست مرهقة،و لكن هل لي بطلب؟"،فيرد
عليها صهيب بكل ود"انتي لا تطلبين انت تأمرين و رقبتي سدادة"ثم يشير باصبعه على رقبته،فتبتسم له جميلة قائلة"انا اود
الذهاب الى البحر"فيجيبها صهيب قائلا"لك ذلك"،وهنا تتدخل الحاجة عائشة قائلة"لكن قبل ذهابكما عليكما ايصالي اولا ثم
ايصال سلوى و زوجها و بعدها يحق لكما الذهاب الى حيث شئتما"فترد جميلة و صهيب في ان واحد"كما تريدين يا امي"و
هنا تنفجر سلوى و عامر ضاحكان و قائلان"انهما طائرا الحب"فتخجل جميلة من هذا الكلام فيستغل صهيب الفرصة ليقربها
من حضنه و يطبع قبلة دافئة على خدها قائلا لها بهمس"هذا لا شيء مقارنة بما سيأتي قريبا"ثم يبتسم لها ابتسامة شقية
و هنا تذوب جميلة من الخجل،و هنا تقرص الحاجة عائشة ابنها هامسة له"يكفيك هذا لماذا تخجل الفتاة في كل مناسبة
لكن حتى لا انسى عليك مسح شفاهك لانها مطلية بأحمر شفاه الخاص بجميلة"و بعدها تبتسم له و هنا ينصهر صهيب من
الحرارة التي اجتاحته صدفة كيف لا و امره فضح للجميع و هنا تذكر ابتسامة سلوى لما ذهبا اليهما في غرفة الضيوف في
قصر التاجي لكن السؤال الذي حيره لماذا لم تنوهه جميلة على ذلك كما انه اندهش من تصرف عز اتجاه ابنته الوحيدة في
ليلة عمرها و هذا ما شغل بال كل من حوله الا الحاجة عائشة التي التفتت الى نافذة السيارة محدثة نفسها"كم تغيرت يا
عز و كم اصبحت قاس حتى على اعز الناس اليك"
|