كاتب الموضوع :
حسن الخلق
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة الحب الملعون بقلم زهرة سوداء .. الجزء الاول .. عشقت .. الفصل الخامس
6خاتمة
وقفت وحيدة كما انا دائماً متشحة بالسواد ألقي النظرة الاخيرة على جثمان والديّ اللذين غابا معا وكأنه قدرهما ان يعيشا معا يغتربا معا ويرحلا ايضا معا
لم يعد في عيني دموع لاذرفها هل يمكن ان تجف الدموع !
ام انني فقدت الإحساس ولم يعد شيء يؤثر بي
كان الجمع حولي قليلا خمسة او ستة أشخاص شيخ للقراءة والدعاء ورجلان لإنزال الجثمان مؤسف أنهما لم يحظيا بابناء غيري على الأقل كانوا قد دفنوهما بشكل لائق او ربما زوج لي قلت لنفسي ساخرة زوج ....
صديقتي الوحيدة خولة ووصفتي وهذا كل شيء
اليوم أنهى ازر و مازا بينو اخر فصول حياتهما
وبذلك تنتهي الحكاية
تقدم مني رجل بزي عسكري مهيب
"جلالة الملك ونيافة ولي عهده يقدمون لك احر التعازي عظم الله اجركم "
ابتسمت لم امنع نفسي من ذلك ولي العهد الموقر يقدم لي احر التعازي تحولت ابتسامتي لضحكة صاخبة دون القدرة على ايقافها لم استطع ذلك كان ذلك فوق طاقتي ضحكت حتى انهمرت الدموع حارة على خذي الباردين تقدمت مني خولة ممسكة بيدي كأنها شعرت بما يحدث لي أردت ان اصرخ بأعلى صوتي احل اني أكيدة من ذلك اني أكيدة من صدق تعازيهم لكن يدها الدافئة احاطت ذراعي ونظرت الى الرجل
"أرجوك ابلغه شكرها واحضر طبيبا على وجه السرعة انها ليست في حالك طبيعية كما ترى"
اختفت ملامح العبوس التي غمرت وجه الرجل من ضحكاتي وكأنه قدر اني امر بحالة هستيرية بعد ما ممرت به احنى راْسه بتحية
"حالا"قال قبل ان يغيب
بينما خولة تسحبني من يدي الى جناح عائلتي
"هل جننتي عاتبتني بقوة ولكن نظرة واحدة الى وجهي جعلتها تتراجع وهي تضمني حبيبتي ابكي اخرجي حزنك "وكأنني كنت انتظر كلماتها لافك الحصار عن دموعي الحبيسة والتي انهمرت دون توقف
************************************************************ **
تحركت في فراشي اشعر بالخدر مجبرة جفني الثقيلين على الافتراق لافتح عيني كان ضوء النهار قويا وألم راسي يفوق الاحتمال ما الذي حدث فكرت وانا أراجع عقلي لما انا متعبة وحزينة هكذا لما عيني متورمتين حاولت ان اتذكر الأحداث السابقة لقد كان كابوسا مزعجا ولكن ان كان كابوس لما إذن انا هنا في فراشي لما لم تقظني امي لأذهب لعملي انتفضت من فراشي اريد النهوض لكن دوارا جعل الغرفة حولي تدور بلا نهاية أوقفني ثم أتى صوته ليكمل علي
"ستؤذين نفسك "قال بنبرة الهادئة
مما جعلني انظر اليه
"لقد نمت ليومين عانيت من انهيار عصبي هل تعلمي كم خفت عليك "لا يمكنني ان لا اشعر بصدق كلماته برقته وبنظرته القلقة
لكن لااا
"انني أفضل الان"أجبت احاول اجتراع الغصة التي استحكمت في حلقي
كانت نظراته تتابعني
"كانت صدمة ليس لك فقط قال مقتربا مني يحاول ان يضمني
اه كم كنت احتاج تلك الضمة وكم كنت بحاجة لكتف استند عليها افرغ حزني وآلامي ولكني لم اجدها عندما احتجتها لم اجد سوى الوحدة والفراغ
رفعت يدي أوقف حركته قبل ان تكتمل
"أرجوك دعني وحدي "قلت بكل حزم امتلكه
نظر لي باستنكار لم يعتد مني الرفض حتى انا لم اتخيل نفسي افعل ذلك
"سأرحل "قلت قبل ان تخونني شجاعتي
"ماذا ؟؟"
"لم يعد لي احد هنا "
قلت الاحظ ملامح وجهه التي طغى عليها الوجوم والغضب
"كيف لم يعد لك احد وانا "كان غاضبا بل اكثر قطر الحنق من حروفه المنطوقة وبينما اشتعل داخله اكثر فأنا اعرفه
"انت ؟؟سالت باستفزاز وغضب ايضا كيف يجرؤ ان يقول انا
"انا زوجك "هدر بي لقد وصل أقصى درجات غضبه الان
"زوجي .. إذن أين كنت عندما احتجتك حقا أين كنت عندما توفيا كنت مشغولا في إرسال تعازيك الحارة مع احد الحرس هذا هي انا بالنسبة لك لا شيء انت حتى لم تحضر دفنهما قلت اغالب دموع الالم داخلي انا لا اريد زوجا يتسلل لرؤيتي ليلا خوفا من ان يراه احد اريد رجلا اجده يدعمني يسند خطاي التي أصبحت وحيدة اريد زوجا بدوام كامل يبدأ نهاره معي وينهي ليله في فراشي اريد عائلة انتمي اليها اولاد أنجبهم يكبروا حولي هل انت قادر على ذلك "
وقف مبهوتا من كلماتي لقد فاجأته بل صدمته ان أردت الدقة وامتد الصمت بيننا بينما نظراتها مزوعة في وجه بَعضُنَا هو بعدم تصديق وحيرة احسنت به لا يجد جوابا او مخرجا لما قلت وانا بعزم ادرك انه لن يلين ولن أغير موقفي
"ادرك انك تشعرين بالوحدة والالم والحزن الان ارتاحي سنتحدث لاحقا لكن اعلمي شيئا واحدا انت زوجتي ولن أتركك ترحلي عني ابدا "قال بصوت امر واثق كما عادته كان حديثنا اللاحق سيغير الحقيقة ...فكرت اشعر بالم في قلبي يكاد يمزقه لقد انتهت الحكاية
************************************************************ ******
دخل بخطوات ثقيلة مكتبه الفاخر وقت عصيب فكر يبعد الأوراق التي أمامه لقد رآها حزينة وحيدة متألمة كم تمنى ان يركض اليها يحتويها بين ذراعيه يخفف عنها لكنه لا يستطيع ضرب المكتب بقبضته
تركها تواجه كل ما حدث وحدها وحيدة تماما الا من صديقتها هو يتفهم المها وحزنها لكنها تعلم ان الامر ليس بيده لولا مرض والده وعدم قدرته على تحديه في هذا الوقت لكن ترك كل شيء وذهب اليها
كانت صدمتها كبيرة جدا فقدت والديها معا وهذا ما جعلها تهتاج هكذا الليلة ستكون قد هدأت قليلا وعندما يذهب اليها سيواسيها لن يترك الحزن يشغى عينها الجميلة سيخبرها بانه لم يستطيع ان يحضر بسبب مرض والده وانهار والدته ستتفهم ذلك عشقت دائماً تتفهم
**$*******************
اتصل بركان يطلب منه ان يحضر سيارتها الى القصر لقد أعادها لجناح مرافقة الملكة لا يمكنه تركها بعيدة ووحيدة هناك دخل الجناح في عتمة الليل حذرا في خطواته لكي لا يراه احد كان المكان مظلما هادئا وباردا على غير العادة كانت دائماً تكون في استقباله لكنه يعذرها اليوم فهي لن تستطيع فعل ذلك هي من يحتاج للمواساة الان تقدم يضيء النور الصغير الذي نشر ضوءا شحيحا أمامه لكنه مكنه من رؤية فراغ الجناح جالت عيناه يبحث عن وجودها او عن دليل يرشده مكانها تقدم من غرفة النوم الحمام لا احد لم يطالعه سوى السكون
نظر الى الطاولة حيث اعتادت وضع هاتفها ومفتاح سيارتها كانا موجودان لكن ما لاحظه وجود رسالة الى جانبها
عندما تقرا هذه الكلمات سأكون بعيدة بعيدة جدا لقد اتخذت قراري لم يعد بإمكاني البقاء اكثر ولا الاستمرار لم أعد أستطيع البقاء في الخفاء وممارسة حياة مزدوجة لم أعد اريد ظل رجل في حياتي لا القاه الا لساعات مسروقة
لقد عرفت الان معنى الوحدة والم الفراق ادركت كيف هي الحياة عندما لا يكون من تحب حولك وهي حياة لا اريد ان أحياها
لا يمكنني ان اكمل هكذا فأنا بالنسبة لك لم أكن ابدا امرأة إنما حالة عشتها كما اسمي
عشقت ....
**********
وكان المصائب لانريد تركه ما ان علم ان بهروب عشقت حتى تم إعلامه بموت ركان ابن عمه أخيه صديقة وصهره لقد انفجرت سيارة عشقت بِه يبدو الامر كأنه مدبر ما الذي يجري حوله ولتكتمل حلقة المصائب وتصيب والده نوبة اخرى تقضي عليه ماذا يفعل الان يبحث عن عشقت ام يواسي اخته ونفسه ام أمه المنهارة من موت والده ام المسؤوليات الملقاة على عاتقه وحالة الفوضى التي يعاني منها القصر والدولة
********^
عندما استيقظت من انهياري بعد وفاة والدي اتصلت بخالي الذي كان بالفعل قد ارسل من يصطحبني اليه كان يشك هو الاخر بان ما يحدث لَيْس طبيعي موت والدي ثم انفجار سيارتي بركان هناك أمرا مدبر
في ذات الليلة التي تركني بها اعلمني خالي ان هناك أشخاص ينتظروني على مقربة من القصر استطعت التملص لان الجميع كان مشغولا بمرض الملك فنجحت بالهرب والقدوم الى هنا الشيشان حيث ارض والدي التي لم ترفضه وأرض امي استقبلني خالي وساعدني في أوقات حزني والمي والاهم وحدتي خصوصا بعد ان عرفت انني حامل من نهار وكنت انت اشرقت التي ملأت علي الدنيا وافرحتني بوجودك في حياتي انت اشرقت نهار الجاسر ابنة الملك نهار انت أميرة لقد اصبح عمرك ستة عشر عاما يجب ان تعرفي الحقيقة حقيقة ان جدك هو سبب موت جديك وان والدك تركني دون اهتمام او سؤال عني حتى انه تزوج بعد انقضاء شهر من وفاة والده وابن عمه وغيابي لم ينتظر حتى ان يعرف ما حل بي والآن جاء دورنا لننتقم لما فعلوه بِنَا لقد نبذونا دون ذرة ندم سارسلك الى القصر الملكي لتتعلمي البروتوكول هناك لن يعلم احد من انت الا في الوقت المناسب أريدك ان تقتربي من ولي عهده الامير شهاب ركان الجاسر اريد ان تاخذي المكان الذي اخذوه مني لن اسمح لابنته من تلك المرأة ان تحصل على حقك بالعرش انت ابنته الكبرى وأحق منها بان تصبحي ملكة افهمي ذلك جيدا اشرقت انت يجب ان تصبحي الملكة
|