كاتب الموضوع :
حسن الخلق
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة الحب الملعون بقلم زهرة سوداء .. الجزء الاول .. عشقت .. الفصلين الاول والثا
4:3
دخل متعجلا ودون ان يلتفت اتجه الى مكتبه
رأته من اعلى الدرج لقد صمتت مدة كافية منتظرة منه ان يتكلم لكنه لم يفعل حان الوقت لتدخل
تبعته مسرعة الى المكتب كانت مستعدة لتهاجمه لكن ما ان رأته جالسا بإرهاق يضع راسه بين كفيه كأنه يعاني من الم رهيب
بلهفة تقدمت منه تبعد يداه لتحل محلها يديها التي احاطت وجهه
"ازر عزيزي ما الامر "
لم تره بهذا الضعف حتى عندما تركا بلدها الى هنا هي تعرف خلفيته وتعرف ان حياته لا تخلو من الخطر لكنها تشعر هذه المرة بان الامر اصعب واقوى
نظرت بعمق في عيناه كان دائماً صلباً لا يتاثر بسهولة ما الامر إذن لما تراه بهذا الاستسلام
تذكرت عندما تزوجته ...عرفته كسليل احد اكبر العشائر الشيشانية وكان بين عائلتيهما قرابة التقته في احدى المناسبات الاجتماعية ومن هنا بدا التعارف واستمر حتى وقعا في الحب وهنا كان عليه ان يخبرها بالحقيقة انه من جد عربي كان ملكا وقد نفي مع زوجته القوقازية والتي اختارت بلدها بالطبع أنجبت منه صبيا وتزوج هذا الصبي من عشيرة والدته وهكذا استمرت العائلة حتى وصلت الى ازر بينو الحازم
ولكن مع تقادم الزمن استغنوا عن اسم عائلته الأخير ليبقى بينو فقط كان أزر اخر أفراد أبناء عائلة الحازم وآخر أبناء الوريثة الوحيدة لعائلة اقي اكبر عائلات الشيشان ولأنه لم يكن يهتم بالزعامة ترك الامر لاخ زوجته فهو الأقرب بعده وهو شيشياني اقي صافي الدم اكثر منه والتفت هو لدراسة الاثار
ولكن الامر لم يكن سهلا ابدا لقد لاحقته احدى عصابات الاثار وضغطت عليه في الآونة الاخيرة حتى استحال عليه البقاء هناك خاف على قبيلته التي كانت ستحميه ولكن لم يشأ ان يورط احد معه فترك بلده الذي عاش وكبر بين ربوعه وعاد لبلده الاخر الذي لم يعرف سوى من قصص اجداده وكانت الحياة هادئة تماما وتسير على خير ما يرام لكن في الفترة الاخيرة عادت تراه متوترا وشاردا ظنت في البداية ان عمل ابنته في القصر هو السبب لكنها قد أخفوا اسم عائلته الحقيقة تماما لذا لا يوجد خوف ابدا من ان يعرف احد هويته كما انه ليس له مطامع بالحكم وهو لن يطالب بالعرش أبدا فقد انتهى حكم عائلة الحازم منذ سنين ولا داعي للخوف منهم
"اخبرني الان ما الامر "
تنهد بيأس رغم صلابته وانغلاقه بعض الأحيان فهو لا يخفي شيء عن زوجته "انها كارثة مازا لقد وجدوني يريدون مني ان اسرق القطع الاثرية الثمينة او انهم سيكشفون حقيقتي لقد عرفوا من أكون "
"وان يكن انت هنا منذ عامان ولم تفعل اي شيء"
"هل تظني ان اي احدسيقتنع باني لا أخطط لشيء مازا انهم قادرون على تلفيق التهم ضدي لقد هددوني بك وبعشقت"
تنهدت بيأس
"لست قلقة على نفسي إنما على عشقت ...ماذا نفعل لا نجد الأمان لا هنا ولا في بلدي ..لكن هناك على الأقل عائلتي سنكون في حمايتها أقاربك لا تنسى ان اخي كبير ال اقي الان سيحمينا"
"لا يمكنني العودة لقد هددوني اذا فعلت "
"ما الحل إذن "
أجابها بيأس وألم "لا اعرف اهم ما علينا فعله هو حماية عشقت اخاف عليها انهم قادرون على اي شيء للوصول الى مبتغاهم "
نظرت الى زوجها لم يكن يوما بهذا القنوت يبدو ان تهديداتهم هذه المرة أقوى
"سنجد حلا لا تقلق الله يعلم اننا لا نريد ان نؤذي احد وأننا على حق ان ثقتي بالله كبيرة"
أحاطته بذراعيها فهي دائماً كانت مرفأ وسكينته التي يجد عندها الأمان ابتسمت لملامحه التي ارتاحت بعد كلماتها
"هيا الان لتستريح قبل الغداء ستأتي عشقت قريبا ولا نريد اقلاقها "
ذهب الى غرفة وفكرة واحدة في راْسه عليه فعلها لحماية عائلته سارع الى هاتفه ما ان اصبح في غرفته يطلب رقم الشخص الوحيد الذي يثق والقادر على مساعدته نسيبه ميربك ارتسخو اقي اخو زوجته وكبير العشيرة
#######################################
وقف امام نافذة مكتبه يفكر في عمق لم يتوقع ان تمانع بتلك الطريقة لولا انه تدارك الامر لكان خسر ....متخيلا ردة فعلا لو طلب منها زواج عرفي كانت ستصاب بهستيريا
هذه المرة الامر صعب عشقت فتاة ملتزمة ومحافظة عليه ان يجد طريقة ليقنعها بما يريد وتقريبا هو يدرك هذه الطريقة من كانت مثلها لن تسلم الا اذا احبت فالحب بالنسبة لها كل شيء ولأجله ستفعل المستحيل الم يفعل جدها كما أخبرته ...
طرقاتها الناعمة قطعت تفكيره
قال يستعد لمواجهتها رتب أفكاره بسرعة "ادخل "
ونظر لدخولها المتردد سيحاصرها ويبهرها حتى يحصل عليها
قال دون ان يظهر اي تعبير "اجلسي عشقت ...وقبل ان تفعل قرر مباغتتها لقد أصبحت الان مديرة مكتبي ومساعدتي وعملك الجديد يتطلب تواجدك الدائم في مكتبي -لم يقل معي اختار كلماته بعناية لا يريدها ان تفسر اي كلمة بطريقة خاطئة ابتسم لنفسه او صحيحة - هذا يعني انك ستنتقلي للعيش في القصر لتكوني من موظفيه الدائمين "
المفاجاة فعلت المطلوب منها فهي بدت مصدومة متوترة لا تعرف ماذا تقول "...لكن ...انا لا يمكنني .."
سال بجدية "هل ترفضين الترقية "
"يمكنني ان اتي كل يوم للعمل دون الإقامة في القصر "
"لا عملك الجديد لا وقت ولا مكان له انت ستتواجدي متى تطلب منك ذلك ليلا نهارا قد نسافر فجاة او نستقبل احد دون سابق إنذار "
"سأكون متواجدة دوما لن يشغلني شيء "
"عشقت انت الان موظفة قصر وهذا يعني إقامتك فيه - حاولت ان تقول شيء لكنه استمر مقاطعا لها بحزم - لا تقولي شيء الان فكري جيدا قبل ان تقرري لان رفضك يعني انك مفصولة وهذا يجعلك تتركين العمل في الملحقية دون توصية إنما بشهادة طرد من الديوان الملكي ...صمت قليلا ليرى تأثير كلماته عليها التي أتت كما تخيل صدمة وألم وحيرة غدا تستلمي عملك اتمنى ان تنهي تحضير نفسك - وانهى اللقاء برسمية -..تفضلي "
5:3
دخلت منزلها مثقلة بأفكارها فقد مر الطريق ضبابيا امام ذهنها المشغول بما حدث ان رفضت ترقيته المريبة لها ستطرد من عملها دون اي تعويض او شهادة لصالحها من عساه سيقبل بها اذا علم بأنها طردت من العمل في الديوان الملكي ستكون هذه وسمة عار لها وإذا وافقت ....هل ستسلم منه لقد رأت في عينيه نظرة لم تعجبها غير مريحة انها نظرة رجل لامرأة يريدها حتى وان كانت لم تمر من قبل بمثل هذه التجربة فخلال سنين عمرها الخامسة والعشرين لم تكن علاقتها باي ذكر تبعد عن كونها اخوية كمان أبناء أخوالها او مجرد زمالة كما كانت في الجامعة او علاقة التلميذ بأستاذه فتربيها المحافظة والمتبعة للتقاليد وللدين الاسلامي منعتها من ذلك فهي ملتزمة جدا حسنا فكرت وان كانت لا ترتدي الحجاب هذا لا يعني مطلقا انها تقبل بأكثر من ذلك لم تصادف علاقة معقدة كما علاقتها مع الامير نهار
كانت ترى نظرات الإعجاب بالطبع في عيون زمائلها لكن لا احد تجاوز حدوده معها مطلقا لم يجرا احد ان لمس يدها كما فعل او نظر لها بتمعن او اقترب منها انه شخص خطر ومركزه يجعله يشعر بانه سيحصل على ما يريد وهذا ما يقلقها ماذا لو أراد منها اكثر من العمل ..لا يبدو شخصا ملتزما فعليا بتعاليم دينه ما الذي سيردعه إذن أمير يملك كل شيء والجميع ينحني لإرادته وان رفضت الله وحده يعلم ما ستواجه وليس ملتزما انها كمن تلقي بنفسها الى التهلكة ربما حتى الان لم يقدم على خطوة خطرة فعليا بغض النظر عن لقاءهما الاول وما قاله خلاله
اه هتفت سينفجر رأسها من التفكير لا تعلم ماذا عليها ان تفعل أتوافق وتكون سكرتيرته الشخصية لتصبح من موظفي القصر وهذا يعني بقاءها تحت أمره اربعة وعشرون على اربعة وعشرون وتصبح الانسة بينو مديرة مكتب ولي العهد بكل امتيازات المنصب
...وصعوبته
ام ترفض وتواجه النتائج ؟؟
لقد حذرتها والدتها ان الامر لن يكون سهلا لكنها لم تتصور انها ستواجه كل هذا
6:3
كان البيت هادئا كالعادة لكن دواخل ساكنيه تموج بشتى الأفكار جلسوا على مائدة العشاء كل متوتر وحائر نظرت مازا الى زوجها بود وأمسكت يده القريبة بدعم منها كأنها تعد بان كل شيء سيكون بخير
لكن ما لفت انتباهها هو ابنتها عشقت التي بدت غائبة رغم جلوسها معهم
"ما الامر عشقت ...كيف كان يومك "
"
أجابت باقتضاب"جيد "
هناك امر ما يقلق طفلتها أتراها عرفت شيء عن والدها مدعية المرح"حسنا ستخبرني كل شيء بعد انتهاء العشاء "
غمزت بعينها لابنتها التي ابتسمت مجبرة لا يمكنها ان لا تستجيب بمرح أمها
*************
"ماذا ؟؟ !!"
هتفت مازا في وجه ابنتها عشقت عندما انتهت من رواية ما حدث معها منذ اليوم الاول للعمل في مكتب الملحقية حتى ترقيتها
"لما لم تخبريني من قبل "
"امي كانت الامور تسير بخير ...تقريبا أردفت عندما نظرت لها أمها باستياء وحتى عندما طلب مني العمل في القصر بدا عمليا جديا لكن انا امي اشعر بالخوف انه شيء لا ترينه بل تحسّيه لا أستطيع ان اعبر عما في داخلي انا فقط خائفة "
ضمتها مازا اليها عشقت بريئة لا تدرك من خبايا الحياة شيء
حياتها في القصر ستحميها هذا اول ما فكرت به مازا عندما أخبرتها لكن عندما ذكرت باقي الأحداث تغير الامر ان ارسلتها فهي ستكون كمن يرمي بها من النار الى الجحيم
ولكن هناك حل واحد لذلك .... نهار الجاسر
********
كانت ليلة عصيبة قضتها تقنع زوجها بان انتقال عشقت الى القصر هو أفضل حل على الأقل سيطمئنوا عليها وستكون في أمان فقط من العصابة اما نهار وهو الخطر الاخر عليها فعل شيء حيال هذا الامر لهذا فهي اخذت رقم مكتبه من هاتف عشقت وكلمته وطلبت ان تقابله مع انه بدا مستغربا ومتحفظا بعض الشيء الا انه وافق بعد ان رأى تصميمها وذكرها ان الامر ضروري للغاية ...لكن مع ازر كان الوضع مختلف تماما فهو أساسا لم يهضم فكرة ان تغادر ابنته البيت لكن بعد محاولات إقناع مستميتة وافق على مضض لسبب واحد هو حمايتها
وهي الان هنا الوقت متاخر في مكتب ولي العهد الذي قرر الدخول
نهاية الفصل
قراءة ممتعة
|