المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الخادمة
هل أختاروا هذه المكان عن عمد أم إنها الصدفة . المكان مزدحم كالعادة فهو أحد أشهر الكافيهات فى أشهر مركز تجارى هنا . مجموعة من الشباب و السيدات . أعتقد بل أؤكد انهم متزوجون جميعا . ليس فيهم من ليس عازبً . أعتقد أنهم عائلة واحدة . عددهم كان ملفتا ، هم أكثر مجموعة عددا ، للحظة الأولى تشاهد ضحكاتهم . يتبادلون النكات على ما أظن او مواقف طريفة حدثت لهم . يتبادلون مواقفهم اليومية . السيدات على ما أظن أقل حديثاً . سعيدة هى من تجالسها إمراءة . فتكون قد ملكت الدنيا . حين يمسكون طرف الحديث فلا يستطيع أحد قطعهم . حتى أزواجهم . تلقى اليه كلمة او اكثر قليلا لو حدثها . ليس هناك أحد قادرا على ايقافهم . الوقت وحده هو سيد هذا القرار ليس غيره .
يجلسون جميعا على كراسى جلد تعطي الراحة و مرونة للجسد . ليس هناك إلا الخادمة البائسة التى أختار لها القدر هذه المكان . أقصى الكافيه بجوار منضدتهم تجويف داخل سور الكافيه تجلس السيدة . ديكور من الحديد داخل السور عمقه لا يقل عن 20 سم يكفى خادمة بائسة ترعى احد أطفال المجموعة . هل مكانة الخادمة هى أقل من الانسان . لماذا تعامل الخادمة على أنها أقل شانا و أحقر قيمة من أى شخص أخر . أما هى لعنة الاغنياء التى تجعلهم ينقصون رحمتهم مع زيادة أرصدتهم البنكية . هل هى نسبة و تناسب كلما زاد أرصدة البنوك قل احترامك للفقراء . أفهم أنهم لا يردونها معرفة أسرارهم العملية . فكيف هذا و هى أكثرهم خبرة بمعرفة أسرارهم المنزلية و الحياتية . كيف هذا و هى أعلم بشان الزوجين اكثر من اى شخص اخر . فهم قد أعطوها أسرارهم . يقفوأمامها عراه خطاه . تعلم بكل دقة مواعيد لقائهم الجنسية . تعلم مواعيد عزرها الشرعى . تعلم مشاكلهم جميعها. تعلم ما الطعام المفضل للزوج و ليس مفضل للزوجة . تعلم أكثر مما يعلمون هم عن أنفسهم فلماذا يعاملونها هكذا . هل فقرها هو الكفيل الحقيقى الذى يجبرها على أن تتعايش مع هذه المعاملة و ترتضيها . هل تفكر ليلا لماذا حادثتها سيدتها بطريقة فظة لا تليق بفارق السن بينهما . هل تفكر كيف صرخ فى وجهها لانها تاخرت قليلا عن إحضار مشروبا له . هل تفكرا كثيرا ليلا ام يمنعها طفلهم التى تسترضيه ليلا لكى يعطيها وقتها للنوم . هل تفكر ام حقا ام الم ظهرها و ارهاقها يجبرناها على الاستسلام و الرضوخ طوعا و اشتياقا للنوم . هل الفقر فعلا هو كفيلها الذى يجبرها على الانصياع لهم .
|