نيران حائرة وكلمات ضائعة
تقولين أني مجنون !! ... حين أهيم بوصف من استعمر كياني وقلبي ؟؟ ..
ترينَ أنه لا توجد أنثى تعبر العوالم بصورتها وأسرار جمالها كما أصفها ؟؟ ..
تدعينَ أنها سراب من وحي خيالي وشطحات أوهامي ؟؟ ..
كلا ! .. لاتذهبي بعيداً !! .. فأنتِ هيَ .. وهيَ أنتِ ! ..
فكم من واقع هو أغرب من الخيال ! ..
وكم من حقيقة هي أحلى من كل الأحلام ! ..
فخجلكِ الماكر الساحر الجالب لأسرار الأنوثة .. وحياؤكِ الجليدي المغطى بجدار السكون البارد ... لايستطيع منع عقلي ونفسي للإنطلاق والهيمان في فضاء مشاعركِ وخفايا كيانكِ وأسرار طباعكِ .. إنني هكذا ... وسأظل هكذا !! ..
أعرف أنكِ تتهربين إستحياءً من زخات أمطار خيالي العاصف !! ..
أفهم سبب إحتماءك خلف وداخل أي جدار عندما يبدأ لساني وقلمي عزف صواعق اللوعة ورعود الشوق التي لن تتحملها أوتار قلبكِ البريء !! ..
أتفهّم أن عواصف عواطف مشاعري تجاهكِ تسبب لكِ طوفان تسونامي رهيب لن تستطيعين النجاة منه ... فسيجرفكِ إلى القاع ... إلى مالانهاية .. وبلاعودة !! ..
أنتِ على حق ! ..
فقد أبتليتِ حبيبتي بكيان غامض شاعري مبهم متمرد زخـّار نابع بركاني متقــد لايكف ولايهدأ من إطلاق حمم الوجدان وحميم المشاعر ! .. وهذا هو أنا .. وأنا أنا .. وسأظل أنا !! ..
شيء واحد سيوقفني عند حدّي !! ..
شيء واحد سيكبح هذه العواصف العاطفية الهوجاء !! ..
هو كلام عيناكِ الدامعة الحالمة !! ..
إنها تقول لي :
- " كفى عزيزي !! .. أرجوك كفى !! .. لا تعذبني أكثر مما عذبتني !! " ..
أراها ببريق الدموع مازالت تقول لي :
- " أنت أيضاً أبتليتَ بأنثى هي أرق من نسيم الخيال .. أخف من أحلام ريشة ضائعة حائرة .. لن يصمد كيانها الأثيري الهش أمام هذه الملحمة الحامية الزاخرة بكل معاني جنون المشاعر وأهواء العاطفة !!! " ..
أحاول حينها أن أدافع عن نفسي وأبرر !! .. إلا أن نظراتها الأخيرة الدامعة التي شبـّـهـتــُها بنظرات ذئب في ثوب حملٍ أخرستني !! .. جمدت شرايين دمي عندما هتفت قائلة بلهجة هي بئر من الغموض وصوت أتٍ من أغوار المجهول :
- " أنتَ مجنون بحبي ياحبيبي .. وأحب جنونك بجنون !!! "
وزينت هذه العبارة بشبح إبتسامة لا إسم لها ولا وصف.. فلا هي عبارة إنتصار ولاهي إشارة إنكسار !! ..
وهنا فقط علمت عن يقين ..
علمت أن ضعفها الأنثوي الخلاب الوردي .. كان ستاراً حريرياً رقيقاً وغطاءً جذاباً ساحراً لكيان آخر !! ..
هذا الكيان هو كدوامة عملاقة لثقب أسود عاطفي مخملي شاعري ...
يمتص ويسحب بكل إقتدار جنون مشاعري الهوجاء وعواصف عواطف قلبي البركانية !! ..
يأسرها بأسرها وكلها ..
ويجذبها بثبات وثقة بلا حدود إلى قلبه الغامض الأبدي ..
حيث ضاعت كلماتي هناك وضِعـتُ معها .. إلى حيث ذهبت ولم أعد !! ..
كم أنتِ قوية أيتها الأنثى !! ..
كم أخشاكِ !! ..
بقلمي / عبدالله خضر