كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ومضَـةُ حُـبِ
الســلامُ عليكُــم !
أُشكـركم على التواجُـد و التفَـاعل المميز ..
حتماً لم أنتظر هذاَ الحضُـور بالإضَـافة إلى عدد المشاهـداَت التي يتقدم بقوة ..
ممتنـة لجميع المتَـابعين و أسألُ الله أن يسعدكُـم أضعَـاف سعـادتي ..
تواجـدكم الدائـم يجدد الحماس بداخلي .. لذا كونـوا دائماً بالقُـرب ..
| الومضَــــــــــــــةُ الأُولَــــــــــــــــــــى .. ! |
إرتكَـت على سريرهَـا الشبهُ مُـتلف و قد أُهلِكَ خشبهُ و تآكَـل مُـصدراً صرير مزعج ..و أخذت بيدها المرهَـم و هي تدلكُـه على أسفل قدمهَـا التي يملأها العديد من الجروح و الخدوشِ .. بسبب ذلك الغبي الذي هَـرب بحذائهَـا الوحيدِ ..
صحيح أن سامي لحِـق بهَـا و حاول عرضَ مُـساعدته بحملهَـا ناحية منزلهَـا لكنهَـا رفضَـت بشدة عرضهُ الغبي .. بل فضَـلت العودة مشياً و الإعتماد على قدميهَـا .. أحسن من عرضه لأنها حتماً لن تسلِمَ من نظرات و كَلام الناس الغير منتهيِ و كذاَ لا تريدُ الإحتكاك بسامي .. !
تأوهَـت بألم و جروحها تلتهبُ من مفعُـول المرهمِ و تزيدُ إحمراراً مع إنتفَـاخات على مستوى الجرح .. هتفَـت و هي تشتمُ المتَـسبب بتوجعهَـا و ألمِـهَـا : تبـاً لك أيهَـا الغبيُ الأحمَـق لقد تشوهت قدمي بسببكَ .. آآح إنـهُ يألِـم للغـاية .. أُقسمُ بأنـي سأذبحنـك إن سنحَـت لي الفرصَـة بإلتقَـاء شخص نذل مثلَـك مرة ثانيـة .. آآي مسكينــــة يا قدميِ .. !
رمَـت المرهم من يدهَـا و قد ضَـاق بهَـا المكَـان و عينَـها تجولان بالمنزلِ أو الغرفَـة التي حضيَـت بهَـا .. بعَـد مشقَـة و تعَـب .. كل شيء قديم ، مُـنكسر و غير صَـالح .. و هل تملكُ المَـال من الأسَـاس لترميمهـا .. ! غالباً ما تحضَـى ببضعِ أوراق نقـدية من عملهَـا البسيِـط الذي فقدَتـهُ موخراً لتسد حاجيتهَـا اليومية من مصَـاريف الأكلِ و غيرهَـا بالإضَـافة لدفع فاتورة الكهربَـاء و المَـاء و كذَا الغَـاز و العديد من المصَـاريف الأخرى التي تُثقل عاتقهَـا ... !
و مَـا الحَـل حاليـاً فقد دنَـى موعد تسديدِ الإيجَـار و هي لا تملكُ إلا بعضَ دنَـانير بمحفظتهَـا .. ؟! .. حتَـى عملهَـا البسيط قد فقدتهُ بسببِ تأخرهَـا المتكررِ .. و لم تسنَـح لها الفرصَـة بإيجَـاد عمل آخر ينَـاسبهَـا .. فكلُ محاولاتهَـا بآت بالفشَـل .. و جُـل المطَـاعمِ القريبَـة من المنطقَـة التي تقطنُ بهَـا مكتظَـة بالعمَـال الصَـارمين الذين هُـم بغنَـى عن مسَـاعدتهَـا .. ! و لا يُـمكنهَـا التقدمَ بطلب العمَـل نحو الشركَـات فهي لا تحملُ المؤهِـل الكبير و لا شهَـادة عالية تثبتُ حضورها بهَـا و مهاراتهَـا الفائقة و الإستثنائية .. ! .. إذاً هي فَــاشلة بجميع الأمُـــور .. !
سمعت صوت دق خفيف على البابِ .. و بدأ الدق بالإرتفاع تدريجياً .. هَـتفت بغضب و هي تعرجُ ناحية البَـاب : لستُ صمَــــــاء .. تَــوقف عن الطرقِ المـزعج سينكَـــسر البَــابُ من يدكَ
فتحَــت البَـاب بهدُوء بعد أن أصلحَـت المقبضَ و ثبتتهُ ببضعَ مسامير صغيرة .. فحتماً لا تريدُ إنكسَـاره مرة ثَـانية و الوقوع بمشاكل هي بغنَـى عنها .. زفرت بضيقِ و هي تميل شفتيها كنايَـة على إنزعاجها : آهلا سامي !
إبتَـسم لها بفرحِ و هو يعدل قميصه النيلي و يرفعُ ياقتهُ : مرحباً هديل ! كيف حالُ قدمكِ اليومُ هل تحسَـنت ؟
إبتسمت هديل سطحيا و هي ترفعُ قدمهَـا نحوَ الأمـام : أجل هي كذلك .. مجردُ جروح و خدوش سطحية لا تقلق !
سامي و هو ينَـاظرهَـا بحب : الحمد الله ! لكنك لم تخبريني عن سببِ فقدان حذائك !؟
هديل بملل : ليس بالأمرِ المهمِ يا ساميِ .. ! مجردُ حادث .. " نـاظرته " ألـن تذهب لعملك اليوم أو ماذا ؟!
سامي و هو يحرك شعره بيده و يبتسم : فالحقيقة لن أذهب اليوم فأناَ منهكُ و أحتاج للـراحَـة و أنتي ؟!
هديل : لقـد طردتُ مرة أُخرىَ كالعاده بسبب التأخرِ المتكررِ ..
سامي بإستغراب و دهشة : يا فتَــــاة ما هَـذا .. ! هذه المرة العشريِـــن التي تطرديــن من عملـك و عذرك الدائــم هو التأخــر ألهــذه الدرجَـة أنتي كسولة و متهَــاونة بأداء عملَــك .. " ليكمل بعد لحظَـات من السكُـوت " و كيفَ ستبحثيــن عن عملِ و قدمك بهذهِ الحـالة .. و ألَـم تدري أن منَــاصب الشغل بتنَـاقص كبير فالكلُ يتهَـافت من أجلهِ .. كيف ستدبريــن نفسَـك ؟!
هديل و هي تزفر و تعطيه نظرات حارقة : نعــم نعــم !! مــاذا تقصدُ بكلامك .. هَــل تنعَـتني بالكسُـولة و المتهَــاونة و تـواليتَ عن نفسكَ .. نَــاظر نفسك دائمَـا تصُـول و تجُـول بين الأزقَـة و تبتسمُ إبتسامتك البلهَـاء .. ألاَ تُـدرك أنكَ السخيفُ الأكبَـر " بعصبيـة " سأدبـر نفسي فأنــاة فتَـاة راشدة و واعيَـة لا أحتَـاج لنصائحـك وفرهَـا لنفسك
و دفعَـت الباب لتردفه بوجهه فقد أثَـار هذا السامي أعصَــابها التالفَــة مسبقاً و إسنزفَ جميع صبرهَـا و هدوئهَـا لكن يد سامي إستوقفتهَـا و هي تدفعُ البابَ : إنتــظري هديل ما بك منفعــلة لهذه الدرجـة !! .. أنا لم أقصد الإساءة أو الإهانة من كلامي أردت فقط إعلامك
هديل و هي تجلس على الأرض من التعب و الإنهاك للمشاكل التي تتفاقم على رأسها دون توقف .. خرج صوتها متحشرجا : لقـــــــــــــد تعبــتُ يا ســامي .. لا أملكُ أحــداً يسأل عني .. لا أملـكُ شخصاً يهتمُ لحَــالتي .. يلبـيِ طلبَــاتي .. فتـــاة بالعشريـن لا تمتلكُ سند و شخصاً يرشدهَــا ، يســاعدهــا .. ما عســاهـاَ تفعل .. ؟! .. أخبــــرني يا ســــامي ما يمكــــنني فعــلهُ .. لا عمَـــل و لا دراسَـــة .. و سأطرد من هذهِ الشقَـة بعد إيام معدودة .. و لن يبقى لي بعدهَـا شيء إلا الشَـــارع !
إقتحمتهُ الصدمة و هو يحاول إستعاب الكلامَ الذي تتلفظُ بهِ .. ضرب بكف يدهِ البَـاب بقوة مصدراً صوت مزعجِ ذعرَت منه هديل .. : تُـــــــــطــرديــــن !! ..سحقــاً سحقــاً !! .. أيـــنَ ستــذهبيــن !؟
ضحكَــت بسخريَـة : و هَـل يهمكَ أمري ! .. " صرخَـت " سأذهبُ للجحــــــــــيم هل تريدُ مرافقتــي ؟! .. أرجُـوك فلتنصَــرف .. أريدُ أن أجلِـــس لوحديِ
لَـم يستمعِ لطلبهَـا أو طردهَـا له بَـل جلسَ بجنبهَـا و هو يزفرُ بعصبيَـة أمَـا قفصهُ الصدري فكَـان يعلى و ينزل بسرعَـة فائقةٍ : أيتهَــــــا الغبيَـــة مؤكدُ يهمنـــيِ أمرُك و بشدَة .. هل تسمعيـــن !؟ .. و إن تطلَــب الأمرُ سأرافقــــكِ لأيِ مكَــــــان تذهبيــنَ إليهِ .. حتَــى الجحيِــــم سأرضَــى بالبقَــاء بهِ ما دُمــتِ دائمـــاً معِــي .. هــديل لا تقلقــيِ صديقيــنيِ " بجديَـة إستغربَـت منهَـا هديلِ " سأبذلُ قصَـــارىَ الجهدِ لأجِــد لكِ عمَــلاً .. ! أرجُــــوك ثقــيِ بي !!
هديِــل نَــاظرته بصدمَـة و إستغــرابً : هَـــل أنــــتَ حقــاً سامي ؟! .. لَــم أعهدكَ يومـاً بهذهِ الجديَـة " ضربتهُ على كتفهِ بخفَـة و هي تضحَـك رغمـاً عنهَـا " أقسـمً أنه لا يليِـق بكَ .. هيَـا إبتسم و تنَــاسى .. سيحــدثُ مَـا هُـو مُـكَـتبٌ .." و أردفَـت تضحُـك بدون رغبَـة .. لكن لم تتلقى إستاجبة منه .. فملامحه قد كَـانت بمنتَـهى الجدية و الصرامَـة .. ألتفتت ناحيتهُ و نَــاظرت عينـاهُ البنيَــة النــاعسة مبتــسمة بثقَـة .. لتردفَ بهمسِ زلزَل كيَـان سامي " لا تقلَــق ساميِ فأنَــا حتمـاً أَثِـقُ بِـكَ .. مجردُ مسَــاعدتك و وقُـوفك بجنبِـي شيء جميِــــــل .. جمــيلٌ للغَــــــــاية !!
إتسعَــت إبتسَـامته بحبٍ .. حتمـاً لأنهَـا أولُ مرة تردف فيهَـا هديِـل بكلمات رغم بساطتهَـا لكن ذَات وقعٍ عظيــم للغَــاية .. كيف لا يعشقُ هذه الفتاة رغمـاً عنه .. برائتها ، حكمتهـا ، فطنتهـا ، جديتهـا و حتَـى لحظَـات جنونهَـا .. هي الوحيدة التي جذبتهُ و حركَـت مشاعره و أحاسيسه الداخليـة لأول مرة رآهَـا .. يميلُ لهَـا بشكل لا يتصَـور .. ! ..يعجَـز عن وصفِ مشاعره الفياضةُ ناحيتهَـا و غالباً مَـا يحَـاول البوحَ بهَـا لكنهُ يلاحظُ نفُـورهَـا من الموضُـوع و تغييرهَـا السريع فإكتفَـى بتلميحَـاته الدائمَـة .. !
ناظرهَـا بولهٍ و يدهُ تمتَـدُ لاشعورياً ناحية يدهَـا الصغيرة ليلامسهَـا بأطراف أصابعهِ و يمسكهَـا بتملكٍ ... لِـ يُـقبلهَـا برقَـة تحت أنظَـار هديل المتصنمَـة : شكــراً لثقَــتك يَــــــا هديل .. و تيقَــــني أني لَـن أخذُلَــك يومـاً
و وقفَ بسرعَـة بعد أن أفلَـت يدهَـا بحنيَـة لينسَـحب خارجـاً بهدُوءٍ بدُون أن يضيفَ من الكلامِ شيئاً .. أردف الباب مِـن ورائهِ و هو يمشيِ بحيرة .. أصبَـح يخَـافُ على هديل من نفسهِ .. فكرة تهورهِ ترعبُـه بشدة فهُـو لا يريدُ فقدَان هــديل أو إبتعَــادهَـا عن مرأيهِ .. !
قبض يدهُ و هو يهمُـــس : هذهِ هَـــــــديل أيهَــا الغبي .. فتَـــاتك الإسثنائية التي تربعَـت على عرشِ قلبك و تملكَــتهُ .. لا يجــب أن تُــخطىء معهَــا و أن تستغِــل وحدتهَـا و ضعفهَـا .. " صَــرخ بضعف " يجـــــــــبُ أن أنهيَ الأمــرَ بسرعَــة فأنَــا لا أريدُ فقدانهَـــا ..
و خرجَ من العمَـارة و هو يضَـع يديهِ بجيبِ بنطلُـونه يفكر بحلٍ مَـا يساعد هديل بهِ .. فحتمـاً لا يُـريد أن يخيبَ ظَـن ملاكهِ .. سُـــــرعَــان ما إبتسَــم و هُــو يتذكَـر مكَــان عملهِ .. حتمـاً يستطيعُ أن يتوسَــط لهَـا لتعمَــل معهُ .. فيضرب عصفوريــن بحجر واحد .. مسَــاعدة هديــل و بقائِــهـــا الدائِـم بجنبهِ و تحتَ مرأيــهِ
***
***
صنُـمت بمكَـانهَـا و عينَـاهَـا تنَـاظران الباب الذي إنصرفَ مِـنه ساميِ قبلَ قليلٍ .. تعجَـزُ عن إستيعَـاب الأمَـر و الموقف الذي حَـدث قبل لحظَـات .. كيف يجرأُ عَــلى مسكِ يدهَــا و تقبيلهَــا كذلكَ .. !!
صحيحُ أنها ذات طبـعٍ مزوحٍ و تتمتَـعُ بخفة دمِ خَـاصة مع سَـامي .. بحيثُ تصَـارحهُ و تمَــازحهُ و قد إعتَــادت عليهِ و على إزعَــاجاتهِ .. لكن سرعَــان ما يرسُـم البسمَـة على محياهَـا بكلامهِ المضحِـك
لكنَ لمَ تَـصل به يومـاً أن يتعَـدى الخطُـوط و الحدود .. قفَــزت مِـن مكَــانهَـا بقرفِ و هي تصرخُ بغَــضب : الحقــــير .. المجنُــون ..!! كيـفَ يتجرأُ عَــل مسكِ يدي .. إنه يريد التقربَ منــيِ بالغَــصبِ .. سأريِـــك أيهَــا الرومَـــانسي أظــنُ أنَ الأفــلاَم قَــد لعبَــت بعقلكَ و إقتنصــتَ شخصيَــة روميُــو .. لك ذلك !! .. لكننــي لن سَــوف أُريِــكَ كيفَ ستكُــون جولييـــت .. !! ييع لقـد قرفتُ من يديِ
إنطلَــقت بسرعـة ناحية الحمَــامرغـمَ عرجهَــا و هي تغسُــل يدهَـا الذي قبّـلهَــا سامي منذُ قليــلٍ بالمَــاءِ و الصَـابون و تدعكهَــا بشدَةَ و علامَــات القرفِ و الإشمئزَازِ تظهَــر على ملامحهَـا بوضوحٍ تَــامٍ .. لتنسحبَ من الحمَـام بعد ما أزالَـت رائحتُـه الرجوليَـة من يدهَــا و أُستبدلَــت برائحَـة الصابُــون .. !
همَــست بقهــر وقَــد لمعت دمعة بطرف عينيها : أكرهُــــــــكم يَـــا جنسَ الرجَـــــال .. كلكــم من طينَــة واحِــدَة .. !!
***
***
يجلِـسُ بهدُوء على كرسيِ مكتبهِ الفخم الذي ينطق بمعنَـى التنَـاسق و الكمَـالية .. و بيده قلمه الحبري الخَـاص يخطُ به مجرد خربشَـات عشوائية على الأوراقِ بدُون هَـدف .. أمَــا عينَـاه فمَـا سرحت إلاَ بحَـادث سرَى عنهُ ثلاثُ أيَـام لكنهُ لا زال يتذكرُه بحذافيرهِ الصغيرَة و الكبيرة منهَـا .. !
كيف لا و ينسَـى تلك العينَـان العسليَـة الشرسَـة التي تتوعَـد من بعيد .. حتمـاً لأنهَـا قطة مشاكسة ذات مخالـب حادة .. تتمتعُ بقوة الشخصية و إصرار لا مُـتناهيِ .. يا إلهي مؤكَـد أن عائلتهَـا لم تُـحسن تربيتهَـا .. فأسلوبهَـا سوقيُ و همجي للغَـاية .. و كأنني أكلمُ فتَـــاة بفِــكر و أسلُــوب ولدِ .. !!
إنفلَــتت ضحكَـة من شفاههِ و هُـو يتذكر صَـدمتها عند أخذه لإحدى حذائيهَــا و حَــجزهِ بحوزتِـه : آآه يَــا ليتنــيِ إحتفَــظتُ بهِ كذكرَى من مجنُـــونة مثلَ تِـــلك .. " بسخــرية " طبعـاً بينَ أكيَــاس القمَــامة ..!
أخَــذ هَـاتف المكتَـب بيدهِ و هو يضغَـط على الأرقَـام بملل : بَــدر هل تبقَـى من توقيعِ المنَـــاقصَـــات شيء ؟! .... حسنـاً أطلُــب من ساميِ إحضَـــارهَــا ! ..... مَـاذاَ لَــم يحضَــر مُـجدداً !! .... لالا لا داعِ لذَلك !
***
***
بعدَ مرورِ أيَـــامِ على أبطَـــــالنَـــا
***
***
رفعَـت خصلاتهَـا الأمَــاميَـة بسرعَـة و هي تثبتهَـا بالماسكة و ترش رشتين خفيفيـنِ من عَـطرهَـا الوحيد الذي تَـملكُـه و تنطَـلق و هي تَـحمل حقيبتهَـا السوداءِ بيدهَـا و تَـرتديَ حذائهَـا الذي إقتنتهُ مؤخراً من السُـوق الشعبيِ بنصفِ الثَـمنِ ..
سمعَـت طرقاً خفيف على البَـاب .. ركضَــت ناحيته لتدرك من الشخصِ الذي ينتظر ورائِــــه دون فتحِه .. حتمـاً إنه ساميِ هكذا همسَـت هديل و هي تفتَـح الباب و إبتسامة صباحيَـة ترتسَـم على شفاهها : آهـلاً !!
سامي و هو يبتَـسم بفرح : صبَــاحُ الخَــير يا جميـــلة ! هَـــل أنتِ جَـــاهزَة ؟!
هَـــديل بحمَــــاس : بالتأكيــــد !! كيــف تريدنــي أن أتَــأخَــر باليومِ الأول مِــن عمليِ !
ضحك سامي على حمَــاسها : إذاً هيَـا بنَـا " نَـــــاظرهَــا بهيامٍ " بالمنَـــاسبة أن الأسَـــود يليقُ بِــكِ ..
هديل أبعَــدت ناظريهَـا و هي تميل فمهَـا بإنزعَــاج .. تكره حينما يبدأ سامي بمغازلة جمالها .. فأكتفت بكلمة شكر و هي تردف الباب من ورائها و تغلقه : دعنَـــا ننطَـــلق !
سامي و هو يضع يديهِ بجيب سرواله .. إبتسم لها بحب : هيا ! بالمنَــاسبة مديرنَـا ليسَ مِــن النوعِ الصَــارمِ و لا المُـتشدد لكنهُ جديُّ للغَــــاية بوقت العمَــل .. " ليكمـل بسخريَــة كبيرة " و متعــــــجرف من الــدرجة الأولَـــــى !
هَـــديل و هي تنَــاظره بدون إهتمَــام : لَــيس بالأمــرِ المُـهمِ .. الشيء الأهَــــــم هو العمَـــل فأنَـا بحاجَـة إليهِ أمَــا مديرك هذَا فأتركُــــه يتعجرَف كمَـــا يريدُ ليسَ مِـــن أولويَـــــاتي ! لكِـــــن معروفَـــك يا سَـــامي لَــن أنسَــاهُ أبداً .. لا أعــرِفُ كيفَ سأجَــــازيــ..
قاطعهَـــا سامي بنوعٍ مِــن الحدَة و التَـــحذيِــر : إيَّــاك أن تُــعيديِ كلامَــك هذَا مَــرة ثَـــانيَـة هَــــــــديل .. أنـــتِ غاليَـــة علَـــي و إعتَــبريِ هذهِ الخِــــدمَــة مُــجردَ هديَـــة أو أيُ شَــيءٍ كَــــان .. صَـــدقنِــي إن طلبتِــــي عينَـــاي أُقسِــم أنـيِ سأُفَـــرطُ بهمَــــا مِــن أجلِــك !
هَــديل " يَــا إلهي لقَــد عُــدنَــا من جديد " .. ضحِــكت مُــغيرَة الموضُــوع و مِــحورهُ : أيهَــا الغبيُ أتــرُك عينَــاك لكَ فأنــتَ تحتَــاجهَــا
سَـــامي بغبَــاء : معَـــكِ حَــق !!
***
***
مسحَ عَـلى وجههِ بتَــــعب و هُــو يستنِـد على مكتَـبهِ فالعمَــلُ قَــد تراكَـم بشدَة هذهِ الأيَـام و الصفقَــات تنقضي عليهِ مِــن كل جَـانبٍ .. فهذهِ فــترَة تكثُــر بهَــا الإستثمَـــارات و عقد الصفقَــات بين الشركَــات المجَــاورة .. !
أخَــذ قلمه بخفَــة و عينَــاهُ تجولاَن حَـول الأوراقِ بتركِــيز تَــام فهذهِ إحـدَى الصفقَـات المميزة من الدرجَـة الأُولَـى كذَا أنهُ لا يريدُ الوقوعَ رهـنَ الخسائر و الإختلاسَـات من أعداءِ الشركَـة ..
وقَـع بسرعَـة و قد فحَـص جميع المجريات بهَـا ليقِـف منهكـاً و متعباً فقدَ داومَ يوميـن متواصليــن بالشركَـة .. فالعمَـل بهذهِ الأيَـام لا يُـعوض و يجبُ إستغـلال الصغيرَة و الكبيرَة مِـن أجل رفع مكَــانة الشركة و بروز إسمهَـا بالسُـوق ..!
أبعَــد نَــاظره نَــاحيَـة النَـــافذة الواسعَـــة الزجَــاجية بحيثُ يُـطِـل مكتَــبه على مركَـز المدينة و المنطقَــة .. الكلُ ينتَـشر هنَـا و هنَـاك دون تَـوقف .. !
قطع عليه دق خفيفُ على البَــاب الزجَــاجي .. أردفَ بدُون أن يلتَـــفت : تفَـــــضَـل !
دخَــلت بهدوء و هــي ترجوا مِــن أعمَـاقها أن تتيَـسر بقبُـــولهَـا فهي بحَــاجة مَــاسة إلَــى العمَـــل .. و مصيرهَــا مُـحددُ بهذهِ اللحظَــة و بيدِ هذَا الشخــصِ .. قبضَــت على يدهَـا من الخوف و هي تحَــاول تهديَـة دقات قلبهَــا و بثَ الثقَـة و الهـدُوء بأواصلهَـا : مرحبـــاً .. لقَــد تقدمـتُ مؤخـراً بطلَـــب عملِ بالشركَــة .. و قد حَـضرتُ مِــن أجلِ المُــقابلَــة !
عَــقد حاجبيـهِ بإستغــراب .. هذا الصَـوت ليس بالغريــب عنهُ .. هذاَ الأسلوب ليسَ غائِــب عن مسَــامعيهِ .. إلتَـــفت بهدوء لينَــاظر من صَــاحبة هذا الصَـــوت .. صَـــرخ بدهشَـــة : أنــــــــــــتِ مُــــجدداً .. !!!
رفعَــــــت نظرهَــا و هي تصرخ بإستنكَـــــار : لالا يَــــا إلهِـــي لمَـــــاذَا أنــــت دائمـــاً ؟!!
***
***
نهَـــاية " الومضَــة الأولَـى " !
قراءة ممتــــعة لكُـــم أحبـــتيِ :)
أرجُــو أن ينَــال عن إعجَــابكم .. أنتَـــظر ردودكــم + تقييــمكم
|