كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ومضَـةُ حُـبِ
السلام عليكم!
الومـــــضَـــــــة الخَـــــــــامسَــــة .. !
| صباح يوم جديد على أبطالنـاَ ..! |
تثَـاوبَـت بكسل و هي تبعدُ الغطَـاء الخفيف عنهَـا ..
جسمها متعرقُ من شدة الحَـرِ الصيفي و إِنعدام التكييف بالشقَـة ..
أغمضَـت عيناهَـا بإنزعاجِ و رأسهَـا ما يكَـاد ينفجرُ من الصداعِ الغريبِ ..
لم تعتَـد على هذهِ التغيرات الصباحيَـة .. لكن كلُ ما ترجوهُ أنهُ ليس بدايَـة مرضيَـة .. !
فتحَـت عيناه بتثاقل لتمدَ يدهَـا و تدلكَ رأسها الذي حتماً سيتصدع من الألم ..
لكن لا تُـدرك ما سببُ إستيقاظها بهذهِ اللحظَـة .. عقلهَـا مشوش للغاية و لا تستطيع التفكير بشيء معين .. !
تنهَـدت بإنزعاج و هي تمُـد رجليها ناحية الأرضية الباردَة لتلامس صقيعهَـا البَـارد ..
فتقفز من البرودة الثلجية .. ! ما هذهِ البرودَة اللاطبيعيَـة !
نحن بفصل صيفي حار .. ! حتماً إنه لبداية أعراض الحمى الزكاميَـة ..!
سحبت رجليها بتثاقل و هي تجرها جراً و تستند على الجدار بيدهَـا اليمين فتسير ناحية الحمام ..
عسى و أن تتحسَـن حالتها بعد حمام سريع نشيط .. يوقظها من خمولها الغير مناسب !
لكن لما هو غيرُ منَـاسب .. ؟! ناظرَت من حولها بدون وعي و الأفكار تتصادم بعقلهَـا .. !
الشمسُ .. الصباح .. الضجيج .. العَــــــــــمـــــــل !!
صَـرخَـت بسرعَـة و هي تهرولُ نـاحية الحمَـام بعد أن إسترقت نظرة من الساعَـة الجدآرية ..
ما النوم الذي إستغرقتهُ بيومها الأول من العمَـل .. لم يتبقَـى على الدوامِ سوىَ نصف ساعة ..!
كيف ستبرر و أيُ أعذارٍ ستقدم بعدَ أن نبههَـا يوسف لمئات المرات و حذرهَـا من التأخر ..!
و لكن سامي أين هُـو ؟! .. ألتفتت حول نفسها و كأنها تبحثُ عنه !
لتضرب بظاهر يدهاَ رأسها و قد تذكرت أنهُ حتماً غاضبُ عنهَـا من حركتها الغبية ..
و مؤكدُ يظن أنها لاذت بالفرارِ من أجلِ أن لا ترافقهُ بالموعد .. !
لكن ما هذاَ التصرف الطفولي الصاَدر منهُ لقد إعتمدتُ عليهِ ..
و ظننت أنهُ سيمرها و ليذهبا معاً بطريق واحد!
سحقاً لشخص يعتمد عليك يا سام .. !أليسَ هُـو من يهتمُ بي .. ؟!
أَليسَ هُـو الشخص الذي لا يتخلى عنيِ .. أليسَ هُـو سنديِ و نـعمَ الصديق .. ؟!
و حقاً لقد أثبتَ عكسَ ذلك بتصرفهِ الغبي ..و مِـن أجلِ الإنسحاب من الموعد تخلَـى عني بسهولة ..
ضَـربت قدمهـاَ بطرف البابِ و هي تسبُ حظهَـا الأعـوَج ..!
لم توفقَ يومـاً بعملهَـا .. تأخيرات و عدم إلتزآمـات و كأن جميع الأروآح تتوعدُ بها و ترآفقهَـا بكل جزء من حياتها .. !
صرخَـت بألم و قد أرتطم إصبعها بقوة مع الحافة : آآخ تباً لك أيهَـا الباب اللعيـن !
إغتسلَـت بسرعة و هي تعدُ الثوانِ بإرتباكِ .. لقد أدركت أن الوقت من ذهب لكن لم يكن يوماً لصالحها !
إتجهَـت ناحية المطبخ بركض و هي تجففُ ساعديها بالمنشفَـة و عيناهَـا تجولان بالرقعة الصغيرة !
تبحثُ عن دواء يخفف هذاَ الصداع الذي يأبى التوقف بل بِزيادَة الحركة يتفاقم الوضع أكثر من السابق ..
بحركة سريعة إلتقطت علبة الدواء بين يديها و هي تأخذ حبتين و تتجرع من بعدها جرعات من الماء .. !
سارعت و هي ترتدي ملابسها الرسمية و العملية .. الذي يتجزء من تنورة سوداء و قميص أبيض نصف كُمِ ..
أقفَـلت أزرارهُ و عيناها على مؤشر الدقائق الذي يتحرك بسرعة البرق ..!
و كأنه يلاحق الثوانيِ بسرعته و يأبَــى الإبطاء ..
إن الوقت ليس بصالحهاَ .. فمَـا تبقى ربع ساعة و سيعلن إنفصالهَـا قبل بدايتهَـا للعمَـل !
و لكن حتماً هي ما تتوعَـد بداخلها على سامي الغبي الذي تركهَـا و هي بأمسِ الحاجةِ إليه ..
دق خفيف على البَـاب إستشعرته أذنيهاَ .. لتقفز من مكانها بمشاكسة و ما بدأت تظهر مخالبهاَ الشرسة ..
فحتماً سامي سيتلقى عقاباً لا يحمدُ عليه .. لقد ظنت به ظن السوءِ !
و فكرَت أنه قد حزن منها لكن عجباً دائماَ يبقى قلب سامي مسامحاً ..
ضحكَـت على نفسها فهي من يجب عليها الإعتذار ليس هُـوَ ! إبتسمت بفرح و هي تفتح البَــاب : آهلاً ســـامـ..
عَـقدت حاجبيها بإستنكَـار فهذاَ ليس سامي .. !؟ طُـوله الفارع و شعره البني النَـاعم المصفف بطريقة جميلة !
بدلته الرسمية و وقفته المعتدلة .. نظراته و إبتسامته الخبيثة تلك الموجهة ناحيتها !
عيناه الناعسة و السوداء كسواد الليل .. تطابق عيناي يوسف تماماً .. !
هذهِ الملامح ليست غائبة عليهَـا أبداً .. و خاصة تلك الإبتسامة الصفراء !
عقدت حاجبيها تفكيراً تحتَ أنظاره التي تلتهمُ جمالهَـا الطبيعي و الصباحي .. ليهمس : صبـاحُ الخيرِ يَا جميلة !
فتحَــت عيناهَـا العسلية على وسعهَـا بدهشَـة و هي تتذكر همساتــهُ و نبرة صوته : أنـــت ؟!
آآ مَــاذاَ تفعَـل ؟ كيـف آآ .. " لتصرخ بتمرد مستعدة للهجوم بأيِ لحظة "
مَـــا الذي تفعلـهُ أمـام بابِ بيتــي ؟ هَــل كنت تراقبنــي ؟ أم تتبعَــني ! ..
هييه إستمع لي جيداً أنا لست فتاة من النوعِ الذي تفكرُ بهِ .. !
هيَــا أغرُب من وجهِـي " ناظرتهُ بحدة " هيه لا تنَـاظرني بتلك الطريقَـة .. يا إلهِــي ما هذاَ الصبَـاح الكريـه
أردفَـت الباب لتدفعهُ و تغلقه بوجه هذاَ الأحمَـق الكريهِ ..
لكن سبقتهَـا ضربة قويه على الباب هَـزت أرجاء الشقة و جعلت هديل تتراجعُ نحو الوراء : تبـاً لك ستكسر البَـاب ! " بصراخ " هَــل ستدفع ثمنهُ هــاا ؟ .. ماذاَ تريدُ لست أمتلك وقــت لمخاطبة الغربَـاء !
نَـاظرهَـا بحدة و قد إنزعجَ من صراخهَـا المُصمِ و من قوة شخصيتها ..
ما هذه الفتاة التي لا تخاف ؟! أُقسم أنهَـا ستكادُ تضربني من وحشيتها .. !
و عيناهَـا العسلية تلك تشعُ بريقاً وسطَ حلكَـة عيناه الليلية .. !
نظراتهَـا تلك أَثارت الغضبَ بهِ .. أما شجاعتها فهي كلام آخر .. !
تجبرُ الجميع على فرضِ شخصيتهاَ القويَـة .. تظهر مخالبهَـا الشرسة أمام كل من يتعرضُ لها .. !
تقدمَ خطوتينِ و عيناهُ لم تفارقاَ ذلك الملكُ المشتَـط .. ليضربَ الباب بقوة أكبر و عناد أكثَـر .. !
فليس كلام النساء هو من يتحكم به ! و ليست عصبيتهن هي من تأثر به !
فيجيب هامساً محذرا إياهَـا : سأكسرُ البَـاب وقتَ مَـا شئتُ و سأكسرُ رأسَـك العنيد هذاَ .. غبيَـة !
نَـاظرته هديل بعصبية كبيرة و قد إحتقنت الدماء بوجههَـا من كلامه .. لتردف بصرخَـة هَـزت الحيَ بأكمله : هَـل هُـو بيتك أم بيــتُ أبيكَ لتتحكَـم به ! إنه لشيء جديد تقف أمام باب شقتي و تهينني أيضاً " بصراخ أكبر " و تنعــتني بالغبيَــة .. فلتـــذهب إلى الجحيمِ !
و أغلقَــت الباب بقوة متؤكدة بأنه حتماً قد إنكسرَ من الضربات العديدة التي تلقاهَـا ..!
مصدراً صوت مزعج و صرير يصمُ الآذان .. فتهمس بإنزعاج : يا إلهــي و قد إكتملت مع هذاَ الغبي
لا تعلم لماَ أرتعدت أطرافها و هي تتذكر نظراته ، كلامه ، تصرفاته ..
حقاً إنه شخص مريب و مريب للغاية .. ! لكن ما يريدُ مني ! و كيف أدرك مكان الشقة ؟!
و كيف تتبعَـني ؟! و ما وراء نظراته و كلامه المستفز ذلك !
أغمضَــت عيناها بألم فقد داهمها الصداع من جديد و تبدد مفعول الدواء أدراج الرياح !
زفَــرت بقوة و هي ترتدي حذائها بهدوء و تحاول الإتزان و عدم التفكير فهذا سيتعبها أكثر من السابق .. !
أخذت حقيبتها بيدها و هي تقترب من الباب بهدوء و تدعو بسرها أن لا تجد ذلك المجنون أمام الباب .. !
فما تبقي من الوقت شيء و تأخرها سيلتزمُ عاجلاً أم آجلا .. فالمسافة بين الشركة و الشقة بعيدة قليلا .. !
أطلَـت من الفتحَـة الصغيرة و هي تستند على أطراف أصابعها تترقب ما وراء الباب !
يمين ، يسار .. لا أحد هناك و لا وجود لأثره .. !
فتحَـت الباب بهدوء و ترقب و هي ترصد التحركات فحتماً لن تسلم منه إن رآهـا مرة أخرى ..
أغلقَـت الباب من ورائها لتنطلق بسرعة ناحية موقف الحافلات .. تركض بين الفينة و الأخرى ..
لعل و عسَـى أن تقتصر المسافة و الوقت معاً غير منتبهة لتلك السيارة التي تتبعها بصمت .. !
***
***
تنهَـد بضيق كبير .. مزاجه اليوم مختلف عن باقي الأيام ..!
جانبه النفسي متعب للغاية .. و حالته أدنى من الصفر ..!
و قد لازمه الأرق طيلة الليل بحيث أنه لم يحضى إلا ببضع ساعات قلائل من النوم المريح ..!
التفكير بها أنهك جميع قواه النفسية و الفيزيائية .. !
إسمها يلازمه طيلة غفوته و إستيقاظه .. و كل ما أحزنه تصرفهاَ يوم أمسِ ..!
لم تعتَـد هديل على تركه و الهروب منه و كأنه لا يطاق .. !
صحيح أنها لا تريد بناء علاقة معه أو التقرب منه لكن تصرفها ذلك قد أوجعه !
أوجعه للغاية بحيث ما تريد صدمه بواقع يحاول دائما الهروب منه و تفاديه ..!
واقع أنها لا تطيقه و تمقته و تتهرب منه بأي وسلة أو طريقة كانت !
يكفي ملامحها تلك التي تتقلص بمجرد رؤيتها له أو الإلتقاء به ..
و ما زاد الطين بلة هو عدم إهتمامها حتى أنها لم تحاول تبرير الموقف على الأقل ..
لم تخبره بسبب إنصرافها المفاجىء !
تنهَـد بضيق و هو يجلس خلف مكتبه : صباح الخير !
إبتسمت تلك التي لم تبارح عيناها تحركاته .. إنزاعجه البادي من تقاسيم وجهه ..
عيناه التي تجولان بكل مكان ما عاد ناحيتها هي .. لتجيب بإبتسامة : صباح النور !
ناظرته و هو يضع يداه على وجهه بتعب لتختفي ملامحه الجذابة عن مرآهـا ..
عقدت حاجبيها بخوف و هي ترمي الأوراق من يدها غير آبهة لهاَ ..
لتنهض بسرعة من كرسيها و تتجه ناحية مكتبه المقابل لمكتبها ..
و تهمس بإهتمام و خوف واضح من صوتها الذي يرتعد و يرتجف ..
و الحركات اللاإرادية التي تصدر منها : سام ما بكَ ؟! هل أنت بخير ؟! هل تعاني من شيء !
رفع رأسه للصوت الصادر من قربه ليرى تلك الفتاة تناظره بإهتمام ..
عيناها الرمادية تشع من الخوف ..
ليمسح على وجهه بتعب : أنا بخير غزل ! مجرد إرهاق
مطَـت شفتيها غير مقتنعة من كلامه هذاَ ..
هل يمزح معها أم يجاريها ليتخلص من وجودهَـا بجانبه ..
لتردف بسخرية : هل هو إرهاق أم بسبب هديل !
رفع رأسه ناحيتها لاشعوريا بمجرد ذكر إسم حبيبته ..
" هديل " إسم له وقع كبير و غريب عليه ..
بمجرد حضورِ إسمها بساحة الكلام .. يصبح للإهتمام عنوان !
و للآذان إصغاءُ و حُـسبان أمَـا للعقل تفكير يبحرُ بأعماقِ الجنون ..!
و القلبُ يبحث عن تلك الملكة التي إكتسحتهُ و تربعَـت على عرشه بتملك .. !
ليجيب بهدوء غامض : ليس لهديل شأن بذلك .. !
قطبَـت غزل حاجبيها كناية على إعتراضها ..
فحالته المزرية تظهر عكس ذلك تمامـاً .. أنها توقنُ ذلك !
توقن ذلك و تتظاهر بعدم المعرفة .. ترتدي قناع الغباء ..!
تقنع ذاتها بأفكار وهميَـة .. و هي تدرك المعنى الصحيح و الحقيقي !
من هي تلك الهديل .. سارقة قلب سام ؟!
هل جمالها هو من أعمى قلبه قبل عقله أم صفاتها التي لم تعرفها بعد !
لا تعلم لما تشعر بالحقد من هذه الفتاه .. فقد سلبت حبيبها من بين يديها !
لقد تعبت من التمثيل .. و تعبت من إقتناص اللامبالات !
فهيهات يبتدأ سام رواية أحداث جمعته معهاَ و عيناه تشعان حباً ..
يذكره بتفاصيله المملة و المهمَـة .. دون أن ينسى من الكلمات شيء .. !
ألا يعلم بهذه المسكينة التي تستمع إليه بحرقة ..!
بحرقة قلب مجروح .. يبتسم رغم الألم !
إنسحب نحو الوراء و هي تردف ببرود عكس النيران التي تتقظ بداخلها ..!
: هَـل قضيت ليلة بيضاء تفكر فيهَـا ! جفاكَ النوم بسببها ؟!
زفَـر بقلة حيلة و هو يرى إصرار هذه الفتاة بمعرفة التفاصيل ..
تفاصيل يحاول نكرانها : غَــــزل ! لا شأن لكِ بحيــاتي !
ألقت عليه نظرة سريعة تحمل عبر عديدة ..
لا يستطيع الإنسان سردها فما تبقى العينان هي المتكلمة ..
إتجهَـت ناحية مكتبها لتردف دون توقف : لا تقلق لسـت الوحيد الذي تعاني من هذاَ الأمـر !
رفع حاجبه بإستغراب : ما الذي تقصدينه ؟!
ضحكَــت غزل بسخرية على حظها التعيس ..
و على غباء الذي تكلمه : أقصدُ أنك لست الوحيد المعني فقد بات النوم لا يداعب عيناي أيضا إلا و أنا أُفكر بهِ .. أفكر بشخص أحبه لدرجَـة لا تتوقع .. أرسم مجرد أحلام بسيطة أقنع بهَـا نفسي .. أنتظر منه مجرد إشارة و لكن للأسف لا جدوَى من ذلك !
سامي و قد دفعه الفضول لمعرفة من الشخص ..!
الشخص الذي يستوطن قلب غزل تلك .. يؤرقها الليل .. !
يحرمها راحة النوم مثلما تحرمه هديل من ذلك ..!
لم تتكلم عنه غزل مسبقاً و لم تبوحَ عن الغريب ذلك ..
ليجيب و هو يناظرها بفضول : من هذاَ ؟! لم تخبريني عنه مسبقاً !
رفعت غزل ناظرها ناحيته .. لتجيب بسلاسة و إتزان : دعكَ منه إنه مجرد غبي ..
و أردفت و هي تمقع رأسها بين الأوراق فعيناها تلك ستفضحها لا محالة .. : غبي و لن يدرك حجم الحب الذي أكنهُ له إلا بعد فقدان الآوان !
هَـز رأسه بتفهم من الألغاز التي تستعملها غزل بكلامها ..
فدائما ما يجد الإبهام من طريقة حديثها الغامضة ..
و كأنها تتعمد إقتناء كلمات عسيرة الفهم أم ماذا ؟!
أجَـابت و هي تعصر الأوراق بين يديها : ألم تحضُـر هديل ؟
سامي و قد أطرق رأسه ناحية الأرض : لا أعلم !
غَـزل و هي تتظاهر باللامبالاة .. أما بداخلها فتترقب رده
: لقد ظننت أنها ستحضر معك بحكم قرب منطقة السكن بينكما !
ناظر سام ساعة يده و هو يشعر ببعض من التأنيب ..
فحتما ستتأخر هديل بسببه .. كيف إستطاع أن يتركها ؟!
لكنها هي من إختارت الهروب منه و من مرافقته : حتماً ستحضر لا تقلقي .. !
و يكمل كلامه مغير جذر الموضوع : هل يوسف بمكتبه!
غَـزل : لا لَــم يحضر !
تنهَـد سامي و عيناه لم تبرحا ساعة يده ..
ربما أين هديل ؟! و هَـل إستيقظت ؟! هل أمكن أنها غاضبة مني ..!
لكن كل ما أرجوه هو أن لا تتأخر !
***
***
نَـآظر هاتفه بقلة صبر و الإتصالات لم تتوقف على التوافد ..
الضغوطات تنهال عليه من كل ناحية بسبب توسع نطاق الشركة ..
بحيث أصبحت الإستثمارات بتزايد غير معقول ..
أما الصفقات فلا تعد و لا تحصَـى ..
و بهذه الفترة تحديداً يجب أخذ الحيطَـة و الإنتباه من كل صغيرة و كبيرة ..
فمجرد تلاعب صغير بالحسابات قد يؤدي إلى إنهيار الشركة تماماً ..
لا ينكر أنه تعب من هذه الضغوطات .. لكن ما باليد حيلة !
فأباه بسن لا يسمح له بترأس الشركة و تولي أمورها المعقدة ..
أما أخاه فهو حديث آخر .. لا يهمه من آمر الشركة شيء ..
مجرد الإستمتاع بحياته .. أما الباقي فهو شيء لا يعنيه ..
عقد حاجبيه بإستغراب و هو يتذكر ..
لم يرى زياد صباح اليوم و حينما سأل عنه ..
أدرك أنه خرج مبكر من البيت دون أن يرآه أحد من أفراد البيت ..
و هذا شيء مثير للريبة فلم يعهده مستيقظ و مختفي من الصباح ..
ما الذي يخبئه من مصائب و مشاكل ورائه ؟!
نَـاظر هاتفه الذي يرن لكن هذه المره المتصل هو زياد !
يا للمفجآة .. أرجو أن لا يحمل بين طيات هذاَ الإتصال ..
خبر يرتج له هذاَ اليوم : آهلا !
إبتسم بخبثٍ و عيناهُ لم تبرحا تلك الملاك التي تلتهم الخطوات ..
متجهة ناحية موقف الحافلات و شعرها الذي يهب بهبوب النسيم الصباحي ..
فيلمع تحت أشعة الشمس و يلتهب كلهيب النيران التي تحيط قلبه ..
عجباً فهذه الملاك تخطف جميع نآظري الذي يمرون من جنبها ..
جسمها الذي يتمايل برشاقة وسط ساحة العرض ..
حتماً أنها مختلفة عن غيرها .. هذه فتاة من ذهب
أجابه بسكون : سأحضر لك مفاجآة ستسركَ للغايَة إلى الشركَة !
عقد يوسف حاجبيه بإستغراب : نعـم ؟! و أيُ مفاجآة هذه التي تتكلم عنها ؟!
زياد و هو يضيق من عيناه الناعسة و ترتسم إبتسامة خبث على ملامحه : ما بكَ إنها مفاجآة ! ..
ستسعدك جداً لكن تحلى بقليل من الصبرِ .. هل أنت بالشركَة ؟
يوسف بعصبية قليلة .. فدائما ما يثير زياد عصبيته بمزح الثقيل و أفكاره المجنونة ..
ليردف : حتماً لقد جننتَ ! أقسم لك إن كَـانت إحدى مزحاتك الثقيلة ذلك سأريك .. أنا
أعمل و أكرس يومي بأكمله و الأخ زياد منشغل بالسخافة .. !
زياد بضحكَـة يحاول كتمانها : ليسَــت مزحَــة يوسف ! .. لا تحَـاول إستدراجي لإخبارك فلن تفلح بذلك !
ربع ساعة لن تضرك إذا إنتظرت ؟!
يوسف و هو ينهي المحادثة قائلا : ربع ساعة وقتُ ثمين لأمثالي .. صدقني يا زياد إذ كانت إحدى حيلك فلن تسلم مني !
و أقفَـل هاتفه متوعداً .. !
ضحك بسخرية فأيُ مفاجآة سيحضرهـاَ و تسعدني أيضاً !
حتماً لقد جُـنَ تماماً مع هذاَ الصبح ..!
تنهَـد بسرحان و هو ينَـاظر الطريق الذيِ مَـرَ منهُ منذُ أسبوع ..
الطريق الذي جمعهُ مع هديل ! .. إبتسم لاشعورياً ..
و الموقف يتكرر آمامه بشفافية .. يتذكر صرآخها المزعج ..
لقد خجل من أسلوبها بدل عنهَـا .. و الجميع يناظرهم بإستغرآب ..
لا يخفي عليه أنه كان يوم مختلف عن سائرهِ .. مختلف بطريقة رائعة ..
صدفة جمعته مع تلك الفتاة التي هي نفسها هديل التي إنضمت للعمل بالشركة ..
لا يعلم لماذاَ أختلجته فكرة جنونيَـة و هُـو يغير مسار مقود السيارة ..
نآحية الطريق الذي تقتصده هديل .. نفس الطريق الذي جمعهم ..
لكن و لسوء الحظ كان الطريق مزدحم لآخره و لا سبيل للمرور من هناك ..
زفر بضيق و هو يتراجع ليسير بمساره الأول المؤدي إلى الشركة ..
و عيناه تختلسان النظر ناحيته و كأنه سيرآها بين الجموع المكتظة ..
و لكن على الأقلسيحاول فالمحاولة أفضل من لا شيء!
***
***
مسحَـت على جبينها بإرهَــاق و الصداع ما زال يلازمها ..
إلتفت ناحية الشارع الأيمَـن و قلبها ما بدأ يرجف خوفاً ..
لهذاَ الشارع رهبَـة كبيرَة بمن يمرُ بهِ ..
بحيث يتميز بسكونه المريب و منازله القديمة المهترأة ..
و إنعدام الإضاءة و الحركة بهِ ..
لم يسبق لها أن مرت منه إلا بوجود سامي معها ..
و إلا لحالة طارئة و مستعجة .. إنه الطريق المختصر إطلاقا ..
للوصول لموقف الحافلات .. لكن العبور منه يعتبر تحدي ..
و أكبر تحدي .. فمجرد ما تقع عيناها عليه ترتجف أطرافها ..
بللت ريقها و هي تحاول الإنقضاء على هذا الخوف و التحلي بالشجاعة ..
خطَـت أولى خطواتها و هي تمتم بذعر و عيناها تترصد جميع النواحي ..
ترتكز على وضعية الهجوم أو بمعنى الأصح على وضعية الهروب ..
فإن إعترض شيء ما طريقها فلن تتهاون على الصراخ و الذعر ..
تمسكت بحقيبتها و هي تتقدم و تتعمق بالشارع بهدوء و صمت ..
تتحسب على الأفلام المرعبة التي كانت تتبعها فلم يتخيل عقلها إلا ..
مشهداً و صوره بزواياه الضيقة .. !
تستَـمع لوقع أقدام خفيفة من ورائها .. و حفيف الأوراق الذي يتطاير ..
مصدراً أصوات مرعبة بوسط هذاَ السكون .. لكن هذه المرة وقع الأقدام بتزايد ..
الخطوات تتسارع و الصوت يعلى تدريجياً .. !
أطلقت العنان لرجليها و هي تخطي الخطوة بخطوتين و تشتم تصرفها الجريء ..
للمرور بهذاَ الشارع .. و أقسمت أن لا تمر مرة ثانية إلا و يرآفقها أحد ماَ ..
تريد الإلتفات ناحية الوراء و الصرآخ بوجه من يلاحقها لكنها لا تقوى ..
أطرافها ترتجف بوضوح .. و قد تبخرت تلك الشجاعة عند وقع أقدامها هنا ..
سمعَـت همس خفيف لم تميزه و لم تميز كلماته من شدة الذعر بل كل ما تريده هو اللذوذ بالفرار ..
قفَـزت بذعر و هي تصرخ بقوة سرعَـان ما لامسَـت يد خشنة مرفقها لتجذبها ناحيته ..
فتصَـــرخ بقوة رجَّــت الشَـارع بأكملـه .. : سآعــــــدوني ..!
***
***
نهايَـة الومضَـة الخَـامسة !
أتأسف على التأخير :$
قرآءة ممتعَـــة لكم ^^
|