كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ومضَـةُ حُـبِ
السلام عليكم !
كيف حالكم ؟!
الحمد الله قد أتممت الإختبارات النهائية و بإذن الله النتائج ستكون مرضية ^^
و الآن بإمكاني التفرغ للرواية أكثر من الأول :)
ندعو بالتوفيق و النجاح للجميع !
| الومضَــــــة الرابعَـــــة .. ! |
إِنزلقَ القلم من بينِ يديهِ لاشعورياً ..
ليسقط منتصباً على المكتبِ مثلِ روحهِ التي عُـلقت مع تلك الكلمَـات التي تنسابُ من شفاهِ أخيهِ دون وعيٍ ..
حتَـى أن الإبتسامَـة لم تبرح معالمه و هُـو يصف بأرَق و أجمَـل الكلمَـات عينَـاهَـا السحريَـة و جمَـالهَا الملائكيِ ..
عينَـاه تناظرانِ بالأفقِ بحالميَـة و كأنه يرسمُ ملامحها تلكَ ..
لم يعلَم لمَـاذاَ تسَـارعت دقات قلبهِ و لمَا بدأ الشكُ يعتريهِ ..
فأخاه ذلك لم يسبقِ لهُ أن ذكرَ إحدَى الفتياتِ المرافقاتِ لهُ ..
أو إهتم لهن فهن مجردُ إستمتاعٍ و من بعدهَـا لا يعيرهُـن من الإهتمامِ شيئاً .. !
لكن من هذهِ الفتاةِ التي جذبتهُ ..
الوصفُ ليسَ غائب عن عقلهِ .. فمن يتناسَى تلك الملامحِ البريئة !
.. قفزَ من مكَـانه و عينَـاه تتسعَـان بصدمَـة .. كيف لم يدرك ذلك من قبلٍ ..
أنهُ يتكلم عن محبوبتهِ المشاكسة " هَـديل " ..
جميع مواصفاتهِ تطابقُ ملامح الملاكِ تلك .. ! كيف يسمحُ لنفسهِ بالتحديق بهَـا ؟!
قبضَ على يدهِ بعصبية هوجَـاء و هو يرمقُ أخيه الغير منتبهٍ و المستَـمر على حالتهِ تلك بنظراتِ من نار ..
ليضرب بقبضته تلك على سطح مكتبهِ : كفــــى !
قفَـز زياد من مكَـانه و هو يشتمهُ بحمقٍ ..
فقد قاطَع صفوتهِ المندمجَـة و نفسهُ الغائبة و المبحرَةِ بتلك الفتاةِ الآسرَة ..
ناظره بعصبية : تباً لك لقد أرعبتني ! ما بكَ دعنيِ أُتممُ لك الــ..
ليقَـاطع بهمس فحيحٍ .. يعبر عن نفاذِ صبرهِ و تذرعهِ من الأمرِ الذي سرعَـان ما إبتدأ ..
رفع عيناه ليرمقه بنظرات من نار : أيــنَ تعَــرفت عَـلى هذهِ الفتَـــــاة ؟!
رفعَ إحدَى حاجبيهِ إستنكاراً فلم يعجبهُ سؤالُ أخيهِ ..
يتطفلُ على إحدَى ملكياتهِ التي سرعَـان ما سيمتلكهَا بين يديهِ ..
فقد سرقتَ الأنظار من حولهَـا ببراعَـة فجمالٌ مثل جمالهَـا لا يفرطُ بهِ أبداً ....
و حتماً حينمَـا يريدُ زياد الحصُول على شيء سيأخذه رغمَ الجميعِ ..
أسندَ ظهرهُ ببرودٍ ليجيبَ : للأسَـف لن أُخبركَ فهيَ " بإبتسامةِ خُـبث " إحدَى ممتلكَـاتيِ !
صرخَ بهِ و أعصابهُ ما بدأت تنفلتُ من عنادِ أخيه و تزمته بعدمِ الإجابة على سؤال بسيط .. !
هل هو حقاً بسيط ؟! بالطبع لا فبالحتمِ أن إجابتهُ أعظم .. !
ما الذي يخفيهِ هذَا الخبيث فقد أصبحتُ أخاف على أيِ شخصٍ يقابلهُ ..
إنهُ مُـجَرد شيطان يختفي بقناعِ إنسانيِ .. صحبةُ السوءِ قد غيرتهُ تماماً عن سابقهِ ..
جعلتهُ يغرقُ بالفسقِ و الفسادِ .. يجرونه مثل الأبلهِ ناحية طريق لا يحمدُ عقباهُ أبداً ..
و حتماً إذ وقعَـت هديل بينَ يداهِ .......
تسربت جميعُ أفكارهِ بهذهِ النقطَـة فلا يريدُ حتماً معرفَـة القادم ..
و حقاً هل سيسمحُ بحصولِ ذلك ؟! .. : من هي يا زيــاد ؟! .. لستُ بمزاجِ يسمحُ بالضحكِ و السخرية ! .. " بحدَة أكبر " طرحتُ عليكَ سؤالاً أجِـب عنهُ !
ناظره زياد بإزدراءٍ ..
ليردفَ بسخرية لم تزد إلاَ من شرارةِ الموقفِ و إحتدامهُ : لم أعهدكَ متطفلاً ..
لا أعرفُ تلك الفتَـاة مُسبقاً لكن قد ألتقيتهَـا منذُ قليلٍ بمدخَـل الشركَـة الرئيسيِ ..
و لفتت إنتباهي ! " بإستغرابِ " و لكِـن لماذاَ تسأل ؟!
إِنطَـلق يوسف من مكَـانه بوحشيَـة ليتجه ناحية فريستهِ ..
و قد توجمتِ معالم وجههِ ..
لم يدرك لحظتهَا من الشخصِ الذيِ يقفُ أمامهُ أو صِلةُ الدمِ و القرابَةِ التي تجمَـعُ بينهمَـا ..
بل كلُ ما أدركهُ أن هذَا الشخصَ قد ضَـايق هديل .. و هَـديل هي ... !
لكن من تكُـون هديل سؤال يعيدُ طرحهُ و لا يجيدُ إجابة مقنعَـة لهُ ..
أو أنهُ بالمعنىَ الأصحِ يترفعُ عن ذكر الإجابَـة فهو يدرك ما يخفيهِ .. و لكنه يتجنبُ ذلك الشعُـور .. !
إمتدَت يداهُ ليمسك بياقةِ قميصِ أخيهِ بعنفٍ ..
فيهمسُ محذراً ، ينذرُ أخاهُ و يتوعدُ بهِ : إِبتعِـد عن تلكَ الفتااااة ! أُحذرك يَـــا زياد إياك و الإقتراب منهَـا مجدداً ..
و إِلاَ .. " خانتهُ الكلمَـات ، تأبى الإنسياب و الخروج ..
ناظر يداهُ التي تشدُ قميصَ أخيهِ بقوَة .. تباً ما الذيِ يفعهُ هل جُـنَ أم ماذاَ ؟! "
دفعهُ زياد بقوة و عصبية من تصرفِ أخيهِ الذي لم يسبَق له أن عَـامله بهذهِ الوحشية و العدائيَـة ..
ما الذي يحصل لأخاهُ و من هذهِ الفتاةِ التي يتوعدُ بمن يحاولُ الإقترابَ منهَـا ..
لا يهمُ ذلك الأهمُ أنهَـا ستكون مِلكَ زياد : مَـــا بكَ يوسف أَيُــعقل مِــن أجلِ فتَــاة تتمردُ عَــلى أخَـــاك ..
" و أخذَ يعدل هندامهُ المتبعثر " تباً لـكَ دَع تلك الغبية تنفعُـك !
و أنطَـق بسرعة و هُـو يهب لأخذ هاتفهِ من علَى المكتَـب و يرمقَ أخَــاه بنظراتِ الأسَــى و الحقدِ ..
يتوعدهُ بقادمٍ ليس سهل .. مستقبل حافل بالتحدياتِ و الإحتداماتِ ..!
أغمَـض عينَـاه من قُـوة إنغلاقِ البَــابِ الذي دوَى صوتهُ بأنحَـاء المكتبِ الوسيعِ ..
ليتجه ناحية مكتبهِ بحيرة تنهكُ عقله .. ما الذيِ يفعلهُ ؟!
.. أولاً مع ساميِ و توبيخهِ له ! و الآن يمدُ يدهُ على أخَــاه .. !
مِــــن أجل فتاةٍ لم يعرفهَـا منذُ أيامِ قليلةٍ .. ! هل هي بدايةُ ومضَـة من الحبِ ؟
***
***
تسير بضياعٍ بين الردهَـات و الشوارعِ المختلفَـة ..
كلُ ما تريدهُ هُـو الإبتعاد عن الضجيجِ الفكريِ الذي يداهمُ أفكارهَـا و يتعب ذاتهَـا أكثر من السابقِ ..
جُل الناسِ تعيشُ السعَـادة ، الفرحَ ، الهنَـاء ، الراحَـة .. ما عداهَـا هِيَ !
لم تعرف إِلا سُـبُـل الشقاءِ ..
ففتاة بعمرِ الزهُـور مثلهَـا تُـريد أن تحضَـى بحياةِ هنيئة لا عسيرةِ تملأهَـا المصاعب و المتَـاعب من جميع النواحيِ .. !
أدركَـت أن رجليها لم تقدهَـا إِلا نَـاحية البحرِ ..
إلتفَـت عيناها بتلك الزُرقَـة العارمَـة و الصافيَـة و الأمواجِ التي تهبُ مستقبلةً مع نسيمِ الرياحِ العليِل ..
أمواجهُ التي تتراطمُ بحافةِ الصخورِ بقوةِ لتنسحبَ مِـن بعدهَـا نحو الوراءِ .. !
أطلقت معهَـا تنهيدَة تعبرُ عن حجمِ الأسىَ المتكدسِ بداخلها ..
تناجي البحر بعيناهَـا لترويَ لهُ قصَـة معانَـاة إبتدأت و لم تأبى الإنتهاء ..
تأنسهُ بوحدتهاَ و تجَـالسهُ بتفريغِ ما يتجمَـعُ بقلبٍ صغيرِ من حديدِ ..
فمَـا تصدَى أمواجهُ ناحيتها لتضمِـد جراحهَـا .. و تدعوهَـا للصبرِ فقط !
أبعدَت حذائهَـا و أخذته بينَ يديهَـا لتسمح لقدميها بملامسَـة حبيبات الرملِ الذهبيَـة النديَـّة بمياه البحرِ المالحِ ..
و يداعبَ النسيمُ روحها و يمنحها الصفَـاء و النقَـاء ..
إِرتسمَـت شبهُ إبتسامَـة على معالم وجههَـا الهادىء و هي تنَـاظرُ حذائهَـا فقد تذكرَت لقائهَـا بيوسف و حذائها المفقود ؟
.. يا ترى أينَ رمَـى به !؟
ضحكَـت بإستمتاعٍ و هي تتذكر طريقَـة عرجهَـا ناحيَـة البيتِ بحذاءٍ واحد و الجميع يناظرها بإستغراب و دهشةِ من هذهِ الفتاةِ المجنونَـة ..
لقد كانت أشبهَ بسندريلاَ و هي تسيرُ بدون إكثراتِ بين الشوارعِ .. لكن أينَ هُـو أميرها ؟!
و لكن مَـن سيعجبُ بفتاةِ لا عائلَـة لهَـا .. !
فتاةِ لقيطَـة تخلى عنهَـا والديهَـا غير مكترثان لتلكَ الروحِ البريئةِ التي خلفاهَـا من بعدهمَـا .. !
أُلقيت بدارِ اليتَـامَـى وحيدَة غيرُ مُـهتمينَ لحالة إبنتهِـم .. !
لقد فضلَـت لقب اليتيمَـة على اللقيطَـة .. !
فاللقطاء مهمشين من جميعِ النواحيِ .. ! لا أحدَ يهتمُ و لا يكترثُ لهم ؟!
ما فتأت تبلغُ سِـنَ الرشدَ حتى يثقلَ كاهلهاَ مسؤوليَـة لم تدرك وقتها المعنَـى الأحقَ لهَـا ..
لكن دافعت على بقائها بهذه الحياة و كافحَـت من أجل ذلك ..
و تحدت جميع المصاعب لتثبت وجودها بها .. !
و أقَـرت يومهَـا أن لا تبحَـث أو تحاول البحثَ على النسب الذي تنتمي لهُ ..
يكفي أن كلَ ما تدركهُ أنها إبنة عبد الله !
فلا تتشرف بمعرفة تلك العائلة التي تخلَـت عنها و كأنها لاشيء ..
حتى لو أُعتبر وجودهَـا خطأ و لم يكن بالحسبانِ ..
على الأقَـل ينسبونهَـا لإسم العائلة .. ! لا أن تبقى مجهولة النسب !!
تهاونت الدموع على وجنتيها بصمتِ ..
لعلها ترتاحُ من الغبنِ و الإنحياز الذي لاقتهُ من طرف المجتمع ! ..
لتتنهدَ رآجية الراحَـة من التعبِ و الهنَـاء من المشاكلِ ..
و تنطَـلق ناحية شقتها من جديد ، المكان الذي إحتواها من البردِ و الحرِ طيلة سنتينِ ..
غيرُ منتبهة للنظراتِ التي تتبعهَـا في الخفاءِ .. !
***
***
ينَـاظر قهوتهُ السوداء بسرحَـان و بخارهَـا الحار يتصاعدُ نحو الأُفق بهدوءِ ليمتزجَ مع الهواءِ ..
أما فكره فيجول بنفس الموضوعِ الذي لم يتعب و لن يتعب بالتفكير به ! كيف يتعب و يتهاون بالتفكير بحبيبته الوحيدة .. !
لا يعلم لماذاَ يوجه لها بعضُ من العتبِ ..
و لا يخفي أنه يتندمُ للمره الألفِ على قرارهِ بالبحثِ لهَا عن عمل يجمعهمَـا بنفس المكَـان .. !
صحيحُ أن الحماس قد أنهشهُ من قبل بحيث أن هديل ستبقَـى تحت مرآيهِ و أنظَـاره و ستكُـون فرصة لصالحهِ للتقرب منهَـا .. !
لكنه إنقلبَ عن قرارهِ هذاَ الغبي فهديل فتاة جميلة و تسترق أنظار الجميعِ من حولهاَ ..
لكنهُ لا يستحملُ كل هذه التراهَـات ..
لا يتوجب على أحد مناظرة ملاكه .. !
و لا حتى محادثها فكيف يستطيع السكوت عن ما حدَث و سيحدثُ بالأيَـام القادمه ..
يكفي ما واجه يومه الأول بوجودهَـا من مشاكل و متاعب مع المدير و الموظفين ..
فلن يتوارى عن أيِ شخص حاول الإساءة أو الإقتراب لها .. !
لكن من هُـو و ما موقعه بحياة هديل ليتحكم بها و يقيد نفسهُ بمسؤولياتهَـا و يحاسب الجميع من أجلها .. ؟!
. ليس زوجهَـا و ليس حبيبهَـا ! حتَـى أنهُ لا يوجد بينهما شيء رسمي يجمعهمَـا !
لماذاَ لا يرتبطُ و يقدمُ على الإرتباطِ بهديل .. !؟
ضحكَ بسخرية على تفكيره و كأن الأمر يعود له بشأن الإرتباط .. !
إن هديل لا تراهُ سوى أخ أو صديق بالأكثر و هو على يقين بذلك لكنه يوهمُ نفسهُ المتأملة بشيء غير ذلك ..
شيء يستحيل حدوثه .. ألاَ و هُـو الحب !
رفع عيناهُ على آثرِ الظلِ الذي يغطيِ أشعَـة الشمسِ المنبعثة من النوافذِ ..
ناظرهَـا بهدوء و هو يأخذ الكوب من على الطَـاولة : مَـا هناك غَـزل ؟
غَـزل و هي تجلس أمامهُ و تتنَـاول علبة العصير فتقلبها بينَ يديها و تبتسم بمرارة و مخيبَـة : على الأقَـل تصرف بذوق يَـا سيد سام و أدعينيِ إلَـى الجلوسِ .. ! و بعدهَـا أُخبرك بما أُريد !
سامي و هو يناظرهَـا بسخرية : لا داعِ لذلك لقد دعوتِ نفسكِ بالجلوسِ .. و أختصَـرتي الطريقَ عليَ !
غَـزل ناظرتهَ بأسى و حزن و قد إِلتمسَـت السخرية التي يتهزأ بهَـا : آسفة على الإزعَـاجِ .. أنا الغبيَـة التي تتبعُـك !
ناظرها سامي بإستغراب و هو يرفع إحد حاجبيه مستنكراً إنفعالها و الكلام الذي إختلقته من ذاتهَـا : إجلسيِ يا فتَـاة أنا أمزحُ معكِ ! " بمزحِ " هه جيد أنكِ أدركتِ حجمَ الغباءِ الذي تحملينهُ بعقلكِ ذلك !
غَـزل و هي ترمقه بنظراتِ متوجسه ..
لتردف بعد أن إرتشفت من عصيرهَـا : ليس أكبرُ من غبائك ذلك ! على الأقلِ لستُ مجنونَـة تكلم نفسها مثلك !
فتح عيناهُ على وسعهما و هو يستمع لإفترائهَـا العلني ذلك .. !
: هل تنعتينني بالمجنُـــون .. إنَ الجنون يتناسبُ مع أمثالك .. و كفاكِ كذباً لست أهبل لأكلم نفسي !
غزل و هي تناظره بعبرة : بل ستدرك ذلك يوماً ماَ أنك أهبَـل .. و مجنون أيضاً
أخذَت غزل علبة عصيرها بين يديها لتبتعد راحلةً بهدوء تحمل طياتَ الألَـم و الحسرة على حبِ حملتهُ لشخص لن يدرك قيمته تلك إلا بعد فواتِ الآوان ..
تاركةً ورائها شخص يغوصُ بأعماقِ الحيرةِ و الإستغراب لعله يحل طلاسيمَ غزل تلكَ الغريبة التي لم يجدي و لم يستطع حلها يوماً ..
فدائماً ما تُلَمِحُ و ترحل بلمحَـة البصر لتبتدأ معَـاناة حلِ تلكَ الألغَـاز العويصَـة .. !؟
***
***
خرجَ بخطوات رشيقة من مكتَـبِ أخيهِ بعد أن أردفَ الباب من ورائهِ بعنف لعله يعبرُ عن إسيائه من الموقف ..
فأخاه ذلك لم يسبق أن رفع يده ناحيتهُ أو حاول تهديده ..
إبتسامة خبيثة إرتسمت على شفاههِ و عيناه تعبثان بجميع أنحاء الشركَـة ..
يترصدُ الجميلات التي يتوزعن بكل شبرٍ ..
و يتظاهرن بقناع هن بعيدات عنه للغاية .. قناع البراءةِ .. !
لم يدرك لما أرتسمت صورة هديل من جديد أمامهُ ..
و كأنها افتاة الوحيدة التي تجسد معنَـى البراءة و النقاء و العفَـة .. !
مهلاً هل ذكرت العفة ؟! .. و هل بقي بزمننا هذاَ بنات عفيفَـات !؟
... مستحيل ذلك جميعهن خبيثات و ماكرات الفكرِ .. !
لمح من بعيد تلك التي تغمزُ بعيناها و تأشر لهُ بالخفاءِ و وجها لا يكادُ يخلى من أيِ بهرجَـة .. !
ضحكَ بسخريَـة و هو يتجاوزها راحلاً فهذهِ الفئة لم تَعُـد تسترعيِ إنتباههُ بتاتاً ...
تبيع و تُـباعُ بين ليلة و ضحاهَـا ألف مره ..
كمَـا أن ذوقه لا يميلُ لهن بل تغير بحيثُ أصبحَ يختار ..
أثمنهـن و أغلاهـن ليست الرخيصات أمثال تلك !
أَخذ يسيرُ بين أروقَـة الشركة يتفحصُ جديدهَـا حتَـى وقعَـت عيناهُ على مدخلِ الشركة ..
مكان لقائهِ بملكة الجمال و البراءة ..
رغم أنهُ لا يدرك الإسم الذي تحمله لكن ملامحها تكفيه أن يفرق بينها و بين جلِ الجنس الأنثويِ ..
و لكن لمـاَ لا يحصل على إسمها فلا شيءَ صعب عليه !
أستحسن عقله الفكرة و هُـو ينادي إحداهن المنهكة بالأوراقِ التي بين يديها : هييه أنتِ !
لم يلحظَ أن الجميع ألتفت ناحيتهُ أو بمعنَـى أصح الموظفات هن من إلتفتن ناحيتهُ ..
أجابت تلك و هي تبعدُ نظرها عن الأوراق و تجيب برسمية حازمة : نعم سيد زيـاد !
إِبتسم بالخفاءِ و هُـو يعدل ياقة قميصه بغرور فقد راقت كلمة " السيد " له ..
ليجيب بدون إهتمام ظاهري : هَـل يمكن أن أعرَف آخر موظفة إنضمت إلى الطاقم !
ناظرته بلمحة غريبة .. فلم يكن زياد يوماً يهتم لشؤون الموظيفين و الموظفات و الشكرة ككل ..
فلما يستفسر .. ! .. أجابت و عيناها تأشران للملف المتضع بين يديها : آخر موظفة هي هديل !
لمعَـت عيناه بخبثٍ و هو يلمح صورتهَـا التي تزين غلاف الملفِ و تتوسطهُ ..
مَـد يده ناحية الملف و هو يأشر ناحيته : هَــاتييه ! أعطيني الملف !
عقدت حاجبيها بصدمَـة ..
فهذاَ ليس زياد ! ما الذي أصابه و ما هذاَ التطفل الغبي الذي طغَـى عليه .. !
أخذت الملف و هي تضمهُ ناحيتهاَ : ممنوع سيد زياد ! الملفات و الصفقات تخصُ السيد يوســف فقَــــــــــط !
ناظرهَـا بغيظ كبير و كأنها تهينهُ بطريقة غير مباشرة ..
تثبتُ له الفرقَ بينه و بينَ أخيهِ و ترسمُ خطوط المقارنةِ التي ينبذهَـا ..
همَـس لها بعصبية مكبوته : أنَـا و يُــــــــوسف نفس الشيء .. لنا مكَــانة واحــدَة ! إِيَــاك أن تخـــطئي بكلامكِ و إن خَـــانكِ التعبير فالصمــتُ من ذهَــب !
نَـاظرته بإزدراء من كلامه ذلك ..
و هو ينهلي بالإهانات تلك و يسير خارجاً غير مهتمِ لإحتقان الدماء بوجهها ..
بحيث لا حق لها فالرد لإعتباره من أفرادِ الشركة ! ..
لتتزمت برداءِ اللامبالات و تسير ناحية الكمِ الهائل لأعمالها المنتظرة ..
فلن تهتم لشخص مَـا بات الجميعُ يعرف حقيقة نفسه الخبيثَـة و الدنيئة .. !
و حتماً لشخص مثله ينحني الكلام إجلالاً للصمتِ .. فكثرة الكلام معهُ لا تُـجيب إلا المخيبَـة و النكرانِ
***
***
نهَــــاية الومضَـــــة الرآبعَــة :)
قراءة ممتعَـــة لكم ^^
بالنسبة لمـــوآعيد نزول الفصَــل
يوم " الثــلاثاء و الخميــس "
أشكركم على المتَـــــابعة
|