كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ومضَـةُ حُـبِ
السلام عليكم .. !
صباح | مساء .. الخير و الفرح !
و هذه الومضَـة الثالثَـة جاهزة ..
أتمنى أن تعجبكم و تشفع لي تقصيري .. :$
قراءة ممتعَـة لكم أحبتي ^^
| الومضَــــــــة الثَـــالــثَـــــة ..! |
يوسف و هو ينَـاظرها : جيد فتَـاة مطيعَـة .. ! " أخذ القلم بخفة و هو يضربه بخفة على سطح المكتب " أريد أن أطرح عليك سؤال من باب الفضول لا غير " رفع نظره ناحيتها " من يكُــون سَــامي بالنسبَـةِ لكِ ؟!
لم تعرفِ ما راودهَـا من سخفٍ و إستغراب من سؤاله هذا .. ما الفضول الذي جعله يطرح سؤال مريب مثل هذا ؟! .. أبعدَت إحدَى خصلات شعرهَـا التي تمردَت ناحية عينَـاها تحجب عنهَـا الرؤيَـة .. لتجيب بعفوية صادقة .. تُلتمسُ من نبرةِ صوتهَـا و تعابيرِ وجههَـا البريءِ : أنـهُ صَــديقٌ .. لكنه حتمـاً من أفضلِ و أقربِ الأصدقاء !
ضحكَـت بسخرية على كلماتها تلك فهل تملكِ من الأصدقاء و الصديقات شيء ؟!
لم تسترق من ملامحه الباردة شيئا ! .. فأكتفى بهز رأسه موافق : جيد أن يكون لكِ صديق مثل سامي .. لكن أيعتبركِ مجرد صديقة ؟ و يبادلك نفس المشاعر .؟
هديل و قد إستنكرت كلامته الأخيرة .. فما المقتصد منها ؟! هي لم تكن يومـاً بارعة بحلِ طلاسيمِ و ألغازِ الكلمَـات التي يستعملها العديد لمحَـادثهَـا .. !
تذكرت تصرفات سامي و نظراته الأخيرة ناحيتها .. أحقاً يعتبرها مجرد صديقة ؟! .. لكن تعابيره و حركاته لا تدل على البتَـات أنه ينظر ناحيتها نظرة الصديقة لا غير .. !
حتى أنه بات مؤخراً يلمح لها بطرق عديدة و مختلفة و واضحَـة وضوح الشمسِ .. فمَـا تجد المفَـر إلا بالتحججِ و تغيير الموضوعِ ناحية منحى جديد بعيد عن الحب و ما شابه ذلك .. !
لم تلحظ أنها قد غرقَـت بأفكارهَـا غير مستوعبة لنظرات يوسف المتمعنة ناحيتها .. ينتظر جواب صريح مثل سابقهِ يملأه الصدق ..لكن ما دُل على الصمتِ إلا الموافقَـة و الرضَـى .. إذاً ما هي بغافلة عن تحركات سامي و المشاعر التي يكنها لها .. فأجاب بتوجس و لسانه يطلق تلك الكلمات بالقوة .. لا يعلم لما أحس بالثقل و العجز الكبير بإطلاق تلك الأحرفِ و تركها تنسابُ لمسامعيهَـا .. : هَــل هو حبيبــكِ ؟! " ليسرع بإنسحابه متأسفا " حسنـاً لست مجبروة على الردِ .. آسف على التطفل الكبير و إزعاجك
هديل و هي تهز رأسها بتفهم : ليس حبيبي ! على العمومِ أشكرك سيد يوسف " لتقف برسمية " ملتقَــانا يومُ غداً
يوسف و عينَـاه لم تبرحَـا تلك الملاك الذي تقف برسمية غير لائقة آبداً .. إبتسم بحزم و بجدية لا متناهية : مؤكـد ذلك .. أرجو عدم التأخَـر .. إلى اللقَـاءِ
إنسحَـبت هديل بإبتسامة هادئة و بداخلها ترقص من الفرحِ .. لم تدرك يوماً أنها ستعمل مع يوسف المتعجرف و مع سامي أيضاً .. !
بالمناسية أين سامي ؟! .. رفعت نظرها نحو الأفق تبحثُ عنه لتبشرهُ بقبول وجودهَـا بهذه الشركة الفخمة التي تنبض بمعنى الجمال و الترفع .. إلتفتت يساراً لتصتدم بظله الطويل الذي يقف ورائهَـا .. قفصه الصدري الذي يعلى و ينزل بشكل متفاوت .. عيناه الملتهبتين و شعره الأشقر المتبعثر بعشوائيَـة .. لم تخفي رعبها من مظهره ذلك و كأنه كان بحلبة مصارعة يتقاتل .. حتى هندامه غير مرتب .. بلعت ريقها و هي تتراجع نحو الوراء : سامي لقد كنت أبحثُ عنك !
أطلق تنهيدة يخرج فيها جميع العصبية التي تملكته .. فبتواجدها يرحل كل شيء أدراج الرياحِ .. إبتسامة آرتسمت على وجهه و هو يلمح الفرح بعيناها العسلية التي ترسل بريق الحياة : ماذاَ هنَـاك أيتهَـا الجميلَـة !
قفَـزت من مكَـانهَـا مثل طفلةِ العشر سنينِ و خصالتها تتراقص .. لتهمس محاولة كبت حماسها و فرحها الذي سينفجر حتماً .. و رغبة الصراخ قد خالجتها لكن المكان لا يسمح بذلك : لقَـد وافَــق يا سَـام .. وافـقَ على طلب العمَـل !
ضَـحك مجاملة لا غيرَ .. و هو يهتف مباركـاً : مبارك عليكِ .. لكن لا مجَـال للتأخُـر مع هذَا المدير !
هديل إبتسمت له و هي تضربه على كتفهِ بخفة : أشكرك بالفعل يا سَام لمساعدتِـي .. حقاً جميلك هذَا لن أستطيعَ ردهُ .. أما بالنسبة للتأخَـر فقد أخذت الحيطة لذلكَ
سامي إبتسمَ لها : لا شكرَ على واجب عزيزتي .. إنتظريني لنذهَـب مع بعض سوف أعطيهِ الأوراق اللازمَـة .. " ليتجه ناحية المكتب و النيران ما بدأت تشتعل بداخلهِ " هَــديل أنتي اليوم مدعُـوة للغذَاء لنحتَـــفل بهذهِ المنَـاسبة الجميلـة ..!
هديل بسرعة و معَـارضَـة : لالاَ داعٍ لذلكَ سامي .. لا أريد تأخيرك عن عملك .. يكفي تعبــ
سامي ناظرها بعتب : أرجوك هديل توقفي عن كلمات الشُـكر تلك .. لن أقبل أي إعتراض .. !
ليتجه ناحية مكتب يوسف دون أن يستمع لترجياتها و منادتها لهُ .. !
وقفَ أمام باب المكتَـب الزجَـاجية و هو يحاول كتم الغَـضب الذي خالجه .. وأمسكَ الأوراق و هو يطرقُ البابَ متمللاً .. فلم يسبقِ له أن طرق البَـاب و أنتظر رد المدير ليُسمحَ له بالدخول .. حتى أن يوسف لم يكن شديداً معه بهذا الأمر و لكنه كان دائم التنبيه و التحذير له و لم يختَـر إلا اليوم بالذات لينفجرَ به .. ضحَـك بسخرية و هو يستمع لرده فيدخل بهدوء ظاهري .. : لقد أحضرت الأوراق الخاصة " فيضعها على مكتبهِ " إنهَـا مرتبة حسب الصفقات المهمَـة
ألقى عليه نظرة باردة مجردة من أيِ تعبير : أحسَــنت ! .. إنه تقدم ملحُـوظ أولا طرقك للبَـاب و ثانيا نظامك و كذَا أسلوبك .. ! يمكنكَ الإنصراف ..
ناظره سامي بقلة صبر .. حتماً أنه يريد إختلاق المشاكل اليوم .. و يتقصد بكلامته الإهانة و كأنه لا يخاطب سوى طفل صغير أو خادم له : سيد يوسُـف .. ! أتسمَـحُ لي بالخروجِ فقد أتمَــمتُ جميعَ العمَـل و راجعت جميع الصفقَـات الحالية و كذَا القادمَـة و رتبتهَـا حسبَ حجمِ الربائح و الأهميَـة .. و لم يتبقى من العمَـل شيء !
يوسف و هو يأخذ الأوراق و المناقصات و يتصفحهَـا : ممنُـوع !
سامي و قد تهجَـم وجهه من رفضِ يوسف .. لقد إعتاد أن يسمح له بالخروجِ حتَـى و إن تبقى بعضُ من العمل على عاتقهِ .. فهو لا يضغط على العمالِ أبداً .. فما بالهُ اليوم ؟! : نعــم ؟!
يوسف رفع ناظره ناحية سام بحدة : نعـم !! ألا تسمَـعُ أم مَـاذا ؟! .. لقد أخبرتكَ أن الخروج ممنُـوع ! .. يمكنكَ الإنصراف .. !
سامي و قد هُـدر صبره و بدأت الأمور تنفلتُ من يدهُ .. إنه متقصد الرفض ! .. لكنه وعَـد هديل بمرافقتهَـا .. و تناولهمَـا الغذاءَ خارجـاً من أجل الإحتفَـالِ بحصولها على العمَـل : سيد يوسـف لقد إعتدتُ الخروج .. و قد أنهيتُ عملي .. فلماذا البقاء دون جدوَى .. ! .. و قد واعـدتُ صديقتي للخروجِ معهَـا !
رفع نظره من على الأوراق للمرة الثانية و هو يضعهَـا بعيداً .. ليناظر سامي بحدة أكبر و بنبرة أقرب للصراخ : أنَـا من آمُـر هنَـا هل سمعـت ؟ .. تخرج حينمَـا أقول لك أخرج .. تنصَـرف حينما آمرك بالإنصراف .. تبقى حينمَـا يتوجب عليك البقَـاء .. كيف أنهيـت عملكَ و الجميع غارقٌ و منهمك بهِ .. هذه فترة جدُ مهمَـة للشركة و يجب إقتناص كلِ كبيرة و صغيرة " ليضيق من عينيه السوداء و يناظرهُ بشك " أما صديقتك تلك فأخرج معها بيوم ثانٍ هي لن تَـفُـرَ منك !
سامي و قد إنفجرت جميع براكينه المشتعلة .. ليقبض على يده بقوة : لكنهَــا هديل !
يوسف و قد ضاقت به الذريعة و أُختلس جميع صبره .. لا يعلم لماذا أزعجه بذكر إسم هديل .. لينتفض من الغضب و هو ينهض من كرسيه متوعداً .. فحتماً لن يمر كلامه هذاَ مرور الكِرامِ .. لقد أخطأ ..! و أقترف أكبر خطأ بذكره لإسمِ هديل .. لا أحد له الأحقيَـة بذكر هذه الأحرف الأربعَـة عداهُ .. لا يعلمُ لماَ شعر بالغيرَة و هو يخبره بمواعدته لهديل .. ! لكن من تكون هذه هديل ؟! .. ليست حبيبته و لا صديقته إنها مجردُ عاملة مثل باقي عاملات الشركة .. ! لا ليست كذلك إنها مختلف عنهم لكــــن ...! لماذا يفكر بهَـا فلتذهب إلى الجحيمِ ما دامت تريدُ الخروج معهُ .. لكنه سيمنع ذلك عنـاداً فيهَما و سيتلذذُ برؤيَـة الخيبة على محياهمَـا
إتجه ناحية سامي بهدوء و هو يناظره ببرود ظاهري : و مــن تكون هذه هَـــديل ؟! .. مثلهَـا مثل الأخريَــات و لن تضيعَ عملك من أجلها ليس صحيح ؟!
أنذهل سامي من حقارته التي تقط من لسانه .. مكره البذيء .. لقد خيره بين عملهِ و هديل ! .. هو لن يستطيع ترك العمل من أجل موعد .. لكنها هديل الحبيبة و قد وعدهَـا بذلك .. ليرفع سبابته مهدداً : هديل ليست كباقي الفتياتِ إنهَـا مميزة " بحـدة " مميـــزة للغَــــاية !
و ألتفت خارجـاً تحت أنظار يوسف المذهولة .. لم يخَـيل له أن سامي يدركها لهذه الدرجَـة ، يتخلى عن كل شيء و اللاشيء من أجلها ، يخيرها أكثر من نفسه .. و لا يتهاون برد أحد طلباتهَـا ! .. من أين لك يا سامي هذَا الحب ؟! .. لقد أعميت بسبب الحب تتبعُ قلبك دون إلتجاءِ لعقلك .. ألهذه الدرجة سلبتك هديل قلبك و أستحوذت على تصرفاتك ؟! .. أم أنها مجردُ ومضَــة حب و ستزول ؟!!
***
***
سَـارعت من خطاهَـا الصغيرة ناحية بابِ الشركَـة و قد تلألأت عيناها من الدموعِ .. دموع صعُبَ عليها ذرفهَـا و تركها تنسابُ بحُريَـة .. قلبها يعتَـصرُ حسرة و ألمـاً على الشخصِ الذي كان يصرخُ و يدافعُ من أجلهَـا بالداخل .. يجعل من الشيء الكبير لا شيء بمجرد حضور إسمها بالمكانِ .. يهيجُ و يدافع عنها حتى على حساب خسارته لعمله !!
من أين يتحصلُ لها شخص مثل سامي بهذاَ الوقتِ الذي كثُـر بهِ النصبُ و الخداع .. التلاعبُ و النفاق .. ! من قبل قليل قد أقدمَ بسبب تهوره الدائم على ترك عمله من أجل أن يرافقها بموعدٍ بسيط .. !
لقد كانت تستمع لأصواتهم التي ضجَـت الشركة بأكملها .. و السببُ هيا نفسهَـا .. لكن لم يسمح لهَـا ضميرهَـا بالبقاءِ أكثر من ذلك .. فلن تكون سبب لخسارة سام لعمله ! .. لن تجازيه بتدميره .. هو يحتاج للعمل مثل ما هي تحتاجه .. فلم يكن يوماً ردُ الجميلِ بهذهِ الطريقة .. فإلتجأت للإنسحاب بصمت من الشركة ..!
صحيح أنه سيغضب من تصرفها الغبي و المحتقر لكنه سيتفهم سبب إنصرافها فيما بعد .. فحتماً هي تدرك حجم الإصرار الذي يملكه سام و لن يتهاون بترك كل شيء من ورائه من أجل لحظة إستهتار .. !
" أيُ إستهتَـار يا غبية و هو غارق في مجاديف حبكِ و سِـماكِ " هكذَا هتفت بذاتها و هي تدرك حجم الحُبِ الذي يكنه سام لها .. لكن لما تنكرُ ذلك .. لما لا تعطيهِ فرصة يظهر فيها حبهُ ! .. حتماً لن يفرط بها و سيحسن إستغلالهَـا .. !
صحيح أنه ليس الشخص المطلوب و لكن لربما ستنجذب ناحيته أو تميل له مع الوقتِ .. !
توقفَـت عن التفكير و هي تصتدم بجسد صلب و عريض لتتسرب أفكارهَـا نحو الخارج .. فتميل ناحية الوراءِ مفتقدة لتوازنها لكن سبقتها يدان و هي تلامس خصرهَـا مثبتة إياهَـا بقوة فتنجذب ناحية ذلك الجسم من جديد ..
و أنفاس حارة تداعب نحرهَـا لتستمع لهمس رجولي : مِــــن أيـنَ لكِ هَـــذَا الجمَـــــال !
دفعَــته بقوة و قد خرج صوتهَـا المتحشرجِ بصعوبَــة و تلك الدموع تشتت لهَـا الرؤيـة : إبتعِــــد عنـي !
جذبته تلك الملامح الملائكية ليهمس بخبث : مستَــــــحيل يا جميلَــة ..
صرخَــت بهسترية و هي تدفعه بقوة : ألا تفهَــــــم !! إبتعـــــد عني أيهَــا الحقير .. !
تراجع عنها بسرعة و هو يرى نظرات العمَـــال له و الحَــارس الذي قد إنتبَــه لهُ .. ليسير و هو يضحَــك بخبث : مَــا دُمــتِ تجوليــنَ هنَــا فسيكُـــون لنَــا ملتقَــى آخر .. مع السلامَــة يا جميلة إنتبهي لنفســكِ
لم تعره هديل نظرة أو أيُ إهتمَـــام و هي تخرج مسرعــة .. تجاري خطَـاها و الدموع التي ما بدأت تنسابُ براحة .. لتنسكب العبارات دون توقف .. مثل مشاكلهَـا التي تأبى التوقـف عن إثقال كاهلها ..
أخرجت المنديل من حقيبتها و هي تسيـرُ مبتعدة تائهَـة الخطى ... تريدُ الراحَـة و لكن أيـنَ تجدها ؟!
***
***
إتجه ناحية مكتبه الذي يقبع بآخرِ الردهَـة و أنفاسه تأبى التوقف و الإنتظام .. !
إلتفت بعيناهِ ناحية المكتب .. يبحث عن ملائكه التي تركها تنتظره هنا .. لكن لا آثر لهَـا بالمكانِ .. ضرب كف يده على المكتب بقوة ممَـا جعل الموظفون و الموظفات ينتبهن لهُ .. لتجيب تلك الفتاة التي تجلس خلف مكتبها بحنق : مَــا بكَ سَـــام ؟ حالتَــك هذهِ لا تَــسُـر !
أجاب سامي بدون أن يناظرهَـا : ما دُمـت أعمـلُ عند شخص مثل ذلك لن تتغير حالتي ! ألَـم تلتقي بهَـديل ؟
ناظرته بعمق لتجيب بهدوء و عيناها تجولان بملامح وجهه : لقد غَــادرت منذُ حين !
هتَـف بقهر و هو يركل المكتَـب بقوة يفرغ العصبية التي تملكته من جديد : تبــاً !
أغمضَــت عيناها بإنزعاج من الصوت الذي دوَى : سام هدأ من روعِـك .. نحن بشركة و السيد يُـوسف لا يحبُ الإزعاج
جلس على الكرسي بقهر مكبوت و هو يمسح على وجهه بتعب : فليذهب إلى الجحيمِ .. أنَـا متجهُ إلى الكَـافتريا !
همسَــت و هي تناظره ظله الذي يختفي تدريجيا وراء تلك الجدران .. و ينسحب دون إهتمام كالعادة : يَــا ليتَـك تهتَــمُ لِــي !
***
***
دخلَ المكتَـب بدون طرق الباب و هُـو يدندن براحة متعمداً الإزعاج و المضَايقة .. يتلاعب بخصلات شعره غير مهتم إلى ذلك الشخص الذي يرمقه بنظرات من نار : زيــــــــــــــــــــاد !
ناظره بلامبالاة و هو يتجه ناحيته : آهلا يوسف " ليجلس على طرف المكتب ممدداً رجليهِ " كيفَ حَــال الشركة هذهِ الأيَـــام ؟
يوسف بحدة و هو يضربه على كتفه : إنزل من عَـلى المكتَـب ... ! المكتب ليس مكَـاناً للجلُــوسِ ! " ليناظره بسخرية " و هل تهتم لحالِ الشركَــة ! إنك تغيب عنها لفتــرات طويلة تمتدُ لأسَــــابيع .. و أنا لا أستطيع إدارتها بنفسي ! . فهذه شركة ليست مطعم !
زياد و هو ينهض من على المكتب و يرتمي على الكرسي الجانبي بقوة .. ليردف بملل : أنـــا واثــق أنكَ تستطيــعُ إدارتهَـا على أحسَــن وجهٍ .. ثم ما بَــالك بالعمَــل هذَا ! فليذهب إلى الجحيــــــم ! إستمتع بحيَـــاتك هذهِ و دعكَ من الشقَـــاء !
يوسف و هو يميل شفتيه بإشمئزازٍ .. فهو يدرك ما يفكر به أخيه و عن أيِ متعَــة يقصد ! : و هَــل المتعَـــة تكمُــن بالشرب و السهَرات لآخر الليَــــالي ! مُــــتعتك بين النسَــــاء أيهَـا الفَــاسق ؟!
تأفف زياد و هو يمدد رجليه على الطاولة غير مهتمٍ لتلك الخرفات التي دائماً ما يهذيِ بهَـا أخيهِ .. و تلك النصَــائح التي ملَ من تكرارهَـا على مسامعيهِ .. فيتظَــاهر بعدم الإستماع و هو منشغل بهَــاتفه الذي تتهَــاتف عليه الرسائل و الإتصَــالات : هَــل أتممــت محَــاضرتك الغبيَـــة تلك !
يوسف و هو يضرب يده على المكتب بقهر واضحٍ .. و حاجبيه ينعقدان كناية عن عصبيته من الموضوع الحساس الذي يمسُ كرامة العائلة بأجمعه : زياد أنا أحدثك لمصلحتـــك ! لا تتبِــع ذلك الطريق فمَــا بعدهُ إلا هَــاوية .. لن ينقذك أحد منهَـا .. إستمِــع لكلام أخيـك الأكبــر أني أدرى بالشيء الذي ينَـــاسبك و يصلح لك !
رمى بهاتفه على الطَـاولة بإنزعاج كبير .. و عيناه الناعسة ما بدأت تضيق من صراخ أخيه الغير متوقف .. ألاَ يعلم بأنه قد تعودَ على هذهِ الحَـالة التي بها و لا يستطيِـع الإستغنَـاء عنهَـا .. فقد أصبحت ملاذه الذي يلتجأ لها كل ليلة .. لا يهمه حجم المبالغ التي يسرف بها و لا وازعه الديني المرتبط به .. كل ما يدركه بحياته تلك الإستمتاع فقط .. : يُـــوسف أنا بالرابعِ و العِــشرين لستُ صغيـراً لتغثنـي بملاحظاتك و كلامك .. من الأحسَـنِ أن توفره لك ! " إلتفت ناجية و أخيه و هو يبتسم بخبث " لكـن أخي لم تخبرنـي أنك تملك الجميلات بالشركة ؟!
يوسف بحدة : زيــاد ! إنه مكان عمَــل توقف عن الترهَـــات الغبية !
زياد و هو يضحَـك بحالمية : و لكـــن تبقَـــى صاحبَــة الأعيـنِ العسليَـــة هي ملكتهُــم !
***
***
نهَـــاية الومضَــة الثالثَــة !
أتأسف حقاً على التقصير و التأخر عنكم !
و لكن كما تعلمون نحن بفترة الإمتحانات النهائية ..
و الضغوط الدراسية و النفسية تحتدم و تزداد ..
حتى أنه لم يعد بالمجال كتابة كلمتين مرتبتين ...
لذلك للأسف سوف أقوم بتأجيل موعد نزول الومضة إلى يوم السبت ..
إلى الملتقَــى ^^
|