كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
همسات الالم
البارت رقم (2) :
الغاليه همسات جني ... هذا وصف تفصيلي للشخصيات التي ظهرت حتي الان ... لا زلنا في البدايه و هناك شخصيات لم تظهر بعد .... ملاحظاتك " علي هالخشم " .....
بسم الله ... توكلت علي الله ...
سلطان بن سالم السبيعي ... 38 سنه .... رتبة كبيره في جهاز امني رفيع المستوي .... اسمر .... عيناه شعلة متقده .... هدوئه مرعب و غضبه اعصار كاسح ... يعيش مع والدته ام سلطان في الرياض ... و قريبا سنعرف اكثر عن حياته الشخصيه.. و العمليه....
عبد الله الاحمد .... 53 سنه ... شايب وقور .... يبتسم في اصعب المواقف .... اكثر من 27 سنه في جهاز امني رفيع المستوي .... يعيش في الشرقيه ( الدمام ) .... زوجته متوفيه من 12 سنه .... لديه 3 ابناء : انور ... 24 سنه .... يعمل مع والده ... ورث كاخوته البياض الناصع من والدتهم ... نور ...21 سنه ... نهائي ادارة اعمال ... بيضاء ... نجلاء العينين ... ورثت من جدتها لامها الشعر الطويل الذي يصل لاسفل ركبتيها ... لا تقصه او تقصره محبة في جدتها .... احمد ... 15 سنه ... اول ثانوي ...
حسين الداؤود .... ستظهر قصته و بقية اسرته في البارتات القادمه ....
عبد المحسن الاحمد .... شقيق عبدالله الاحمد .... 50 سنه ... يعيش في الرياض .... صاحب و رئيس مجلس ادارة شركة الاحمد للتجارة .... زوجته ام وسام ... ابنائه وسام وو تين .... تؤام ... 20 سنه ... لا يتشابهان الا في العينين اللتين ورثاهما عن ابيهما .... وسام نسخة شابة من ابيه ... يدرس ادارة اعمال ... و يعمل مع ابيه في الشركه .... وتين .... حسناء دقيقة الجسم .. تدرس لغة انجليزيه ... مخطوبه لعبدالله الفيصل ... سنتعرف عليه قريبا .... الريم .... 14 سنه .... ثاني متوسط ....
اهل الدوحه ....
الجد بو مشعل (عبد الرحمن الهديفي ) ... 78 سنه ... رئيس فخري لشركة الهديفي للمقاولات ... احدي اقوي الشركات القطريه ... زوجته ... ام مشعل ... البنات ... لطيفه ... 50 سنه ... متزوجه من ابن عمها و لها 4 اولاد و بنتين ... كلهم متزوجين .... موضي ... 44 سنه ... متزوجه و لها صبي و بنتان في مراحل تعليميه مختلفه .... مزنه ... زوجة عبدالله الاحمد ... متوفيه من 12 سنه ... مشعل 54 سنه ... زوجته ام راكان .... له 3 بنات ... مزون ... 30 سنه ... متزوجه و لها صبي و بنت ... وضحي ... 28 سنه ... متزوجه و تعيش مع زوجها في البحرين ... غاليه 26 سنه ... متزوجه و لها بنت واحده ... راكان ... 24 سنه ... ماجستير ادارة اعمال من جامعة بوسطن ... يعمل مع ابيه و جده في الشركه منذ ان كان عمره 15 سنه ... الان مدير تنفيذي .... نسخة جده ... كما كل رجال عائلته يمتاز بالطول الفارع .... احد ابطال الفروسية الذين حصلوا علي عدة جوائز .... فهد ... 48 سنه .... رتبة كبيرة في الجيش القطري .... متزوج من ام عبد الرحمن .... ابناؤه ... عبد الرحمن ... 26 سنه ... نقيب في الجيش ... متزوج و له ابنه عمرها سنتين .... عبد الله ... 20 سنه ... اخر سنه في الجامعه ... محمد .... 15 سنه ... اول ثانوي ..
و لا تزال هناك شخصيات لم تظهر بعد ... ساعرف عنها عند ظهورها ..
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
لبي العيون اللي تقرا الرساله *** رسالة تحمل غلا انسان مغليك
و لبيه ياللي الغلا له لحاله *** ياللي غلاه ما فيه هقوة و تشكيك
يفداه عمري و كل كلي حلاله *** و ترخص له عيوني هذي و هاذيك
جنيف .... سويسرا
:" ايش ؟؟؟ ... و ليش ما عندي خبر .... 5 ايام يا انور ... و اذا ما اتصلت الحين ما كان احد قالي ... يتنهد ثم يقول :" زين زين ... انت الحين عنده ؟ ... خلاص بارتب اموري و اجيكم ... فمان الله " اغلق الاتصال ليلقي بهاتفه جواره علي طاولة الطعام و يزفر مغمغما :" لا حول و لا قوة الا بالله "
تركي الاحمد ... 48 سنه ... دبلوماسي ... حاليا في جنيف .... زوجته ام رائد ... ابنائه رائد ... 28 سنه ... لديه مكتب تجاري في لندن التي كان والده يعمل بها قبل انتقاله لجنيف .... رغد ... 20 سنه .... تدرس في احدي جامعات لندن ... عبقرية كمبيوتر ....
التفتت عليه ام رائد :" خير؟؟" ليعقد حاجبيه و هو يرشف من كوب القهوة بدون ان يستسيغ لها طعما و يغمغم :" عبدالله تعبان ... بالمستشفي من 5 ايام و توني ادري " ... لتقول له بتعابير وجه بارده :" سلامته ما يشوف شر " ... ليرمقها بنظرة العارف بخبايا نفسها ... 30 سنة و لم تنسي يا سديم ؟؟ لم تنسي ان عبدالله كان معارضا لزواجهما ....
الدمام .... قبل 30 سنه
عبدالله يقف بلبسه الرسمي ... تقلد رتبة جديدة منذ يومين ... ربما يكون اصغر من تقلدها من بين اقرانه ... لديه الكثير هذه الايام ... عرضوا عليه منصب جديد في ادارة امنية رفيعة المستوي ... سيتدرب لعامين ثم يبدا عمله بصفة رسمية ... لا يحتاج لجنون اخيه الصغير الذي انهي دراسته الثانوية قبل اسابيع بمعدل مرتفع اهله لبعثة في الولايات المتحدة الامريكية .... و ها هو الان يريد ان يتزوج ... ربما اذا كان قد طلب الزواج فقط لما ثارت هذه العاصفة ... و لكن ان ياتي و يطلب منهم ان يزوجوه فتاة بعينها ... فتاة قتل ابيها في مداهمة لاحد اوكار المخدرات ... ماذا يعني هذا ؟؟؟ ... ترجم عبد الله افكاره لكلمات و هو يتحدث من بين اسنانه ليسيطر علي الغضب الذي يغلي في صدره :" و انت من وين تعرفها ؟؟" .. ليرد عليه تركي بحرج :" اعرف اخوها .. اا .. كان معي في المدرسه " .. ليسال عبد المحسن :" طيب خلنا نسال عنهم يا تركي .. الزواج حقك .. و حقنا نعرف من نناسب " ليرد عليهم تركي بتوتر :" وش سؤاله ... انا ابي البنت و اعرف اخوها .. و طلبتها منه و عطاني ... بس ابيكم تجون معي .. و مابي منكم شي ثاني " ... ليقف عبدالله بغضب مشتعل :" و حنا وش خانتا ... طالما انك مخلص كل شي وشو له مكلمنا ... كان بلغتنا بعد الملكه احسن " ليقف تركي بتوتر و يقول :" محشوم عبدالله ..الس.." ليقاطعه عبد الله و هو لا يزال يشتعل من الغضب :" و انت خليت فيها محشوم ؟؟ ... بزر توه الشنب خط وجهك تسوي كذا ... ما كن وراك اهل " ليقف عبد المحسن محاولا امتصاص التوتر ما بينهما :" تعوذوا بالله من الشيطان ... تركي روح الحين " ... ليهدر صوت عبدالله من خلفه :" روح و قولهم هونت .. مابي اتزوج " ليصرخ تركي باختناق :" وش هونت ؟؟ خطبه هاذي يا عبدالله" ليقترب منه عبدالله و يمسكه من ياقة ثوبه :" و لانها خطبه تقولهم هونت ... و اذا تبي زوجتك اليوم التي تسواها و تسوي طوايفها " ... ليتدخل عبد المحسن مرة اخري هاتفا :" عبد الله فك اخوك" .. ليبتعد عنه تركي بعينين محمرتين ووجه محتقن غضبا ... :" مابي منكم شي خلااص " و يخرج من المنزل مغلقا الباب خلفه بقوة تاركا عبد الله يقبض علي يده بقوة ... و عبد المحسن يتمتم بالاستغفار ...
جنيف .... الان
نهض تركي من طاولة الافطار بدون ان يمس طعامه او ينهي كوب قهوته .. ليضغط علي ازرار هاتفه :" صباح النور ... احمد ابي انزل السعودية ... رتب لي مواعيدي ... اليوم او بكره ... موضوع عائلي ... انتظرك" ... لم ينهي الاتصال حتي و هو يلقي هاتفه علي الطاولة الزجاجية و يسحب المقعد ليجلس في الشرفه ... امامه منظر رائع و لكن عينيه كانت في الماضي ...
قبل 30 سنه
" ياخوك عبدالله ما يقصد بس انت تدري... اهو اخوك الكبير و احترامه من احترام ابوك الم.." ليقاطعه تركي بثورة :" و انا وش سويت ..؟؟ من يوم ما مات ابوي رحمة الله عليه و من قبلها حتي و انا احترمه .. ما اقوله غير تامر و ابشر ... لكن انه يقهرني كذا ؟؟ ...لا يا عبدالمحسن لا ..." ... ليزفر عبد المحسن بضيق .. فاذا كان هذا الثائر عنيد و لا يرغب بالتنازل ... فذاك الغاضب اسوأ منه ... :" ترركي .. خلاص عاد .. روح سافر و لين جيت يصير خير ياخوك" ... ليهز تركي راسه بحزم و هو ينطق كل كلمة ببطء مقصود :" باتملك و اخذها معي " .. ليعقد عبد المحسن حاجبيه و هو يقول بصدمه :" وشو ؟؟" ... ليشيح تركي بوجهه و يجلس في ركن المجلس الواسع ... ليتجه اليه عبدالمحسن و يجلس بجواره و يتمتم بهدوء :" طيب اقنعني ... اكيد في سبب ... السالفه ما هي زواج و بس ... و لا هي عناد " ليلتفت اليه تركي بصدمه .... كيف استطاع ان يتغلغل في اعماقي بهذا الشكل ... كيف استطاع ان يقرا ما خلف ستار العناد ... حتي اخينا الاكبر لم يشك ان هناك شيئا اكثر من عناد شاب طائش ... تنحنح و هو يشيح وجهه بعيدا ليقول :" وش سالفته بعد ؟ ... البنت اخوها صديقي من 9 سنين ... اعرفه زين ... و ما لي دخل و لا لهم ذنب في ابوهم" .. ليرتفع صوت عبدالله من مدخل المجلس :" يعني ان ابوهم كان تاجر مخدرات و مات في مداهمة ما تهمك؟" .. وقف تركي باحترام .. فمهما كان فذاك اخوه الاكبر ... ليتحدث عبد المحسن بحزم :" عبدالله خل نتفاهم " ... ليجلس عبد الله و يقول بهدوء :" زين ... نتفاهم " ... ليقول تركي بصوت مختنق :" ما به تفاهم .. اليوم ملكتي .. تبون تحضرون حياكم الله ... و بيت عادل تدلونه ... ما تبون ما اقدر اجبركم " ... ثوان قليله مرت بصمت قاتل ... لينهض بعدها عبد الله و يخرج من المجلس ....
جنيف ... الان
خرج من دوامة الذكريات بلمسة دافئة من يد زوجته علي خده .. لتنحني واضعة كوب قهوة يتصاعد منه البخار امامه لتعود للداخل لثوان ثم تخرج و قد ارتدت معطفا لنصف الساق و حجاب فالشرفة مفتوحة و مكشوفة ... سحبت الكرسي لتلصقه بكرسي تركي لتهمس بحنان :"باروح معك " ... ليطوق كتفها بذراعه و هو يملا رئتيه بالهواء ... لتسند راسها علي كتفه و تغرق في ذكرياتها
قبل 30 سنه ... منزل عادل الجابر
تزفر بتوتر ... حتي يوم ملكتها ليس كبقية الفتيات ... محرومة من اجتماع اهلها حولها ... امها متوفيه و ابيها قتل منذ سنوات في مداهمة لوكره الذي كان يستغله لترويج المخدرات ... و بعدها ابتعد عنهم الكل ... لا احد يزورهم او يتفقد امورهم ... مما جعل اخيها يبيع منزلهم في جده و ياتي بها الي الدمام ... كان صغيرا جدا ... و لكن قسوة زوجة عمها عليها و صمت عمها كانا كافيين لجعله يفكر في الذهاب الي مكان اخر ... و كانت قاصمة الظهر عندما ضربتها زوجة عمها حتي اغمي عليها ... لتلقي بها في الملحق الذي تسكنه مع اخيها ... اخيها الذي فجع عندما عاد ليجدها هكذا ... حملها للمستشفي حيث بقيت 4 ايام و تخرج بيد مكسورة و روح مغرقة في الوجع ... ليثور اخيها علي عمها و زوجته و يعلن انه سيذهب للدمام للعيش عند احد اخوال امه ... ليكون وداع عمهما لهما :" انقلع لا بارك الله فيك و لا فيها ... و انسي ان لك عم يا ولد تاجر المخدرات " ... ووصلا الي الدمام و عاشا عند خال امهما حتي توفي منذ عامين ... و هاهي الان ... تنتظر ملكتها علي صديق اخيها ... صغيرة هي ... 16 سنة فقط ... في الصف الثاني الثانوي ... قال لها اخيها انه سياخذها معه .. لديه بعثه ... و سيسمح لها باكمال دراستها ... الا انها لا تزال وجله ... تنهدت بتعب و هي تتجه للحمام لتتوضا و تصلي العصر .... انهت صلاتها و امسكت المصحف لتتلو ايات من القران الكريم لعل نفسها تطمئن و تهدا دقات قلبها ... ليطرق شقيقها الباب :" سديم"
لتضع المصحف من يدها و هي تتجه لفتح الباب :" هلا عادل " لتفتح الباب و هي تحاول تثبيت ابتسامة علي شفتيها المرتجفتين و تنظر الي اخيها ... شاحب هو هذه الايام ... ربما العمل و الدراسة ... فمنذ ان جاءا الي الدمام و هو يعمل و يدرس ... فقد رفض ان يتكفل خال امهما بمصروفهما .... ليحتضنها اخيها بعنف ثم يفلتها ليحتضن وجهها بين كفيه و هو يقول لها :" مبروك يا قلبي " ... ليغرق وجهها في حمرة الخجل و هي تخفض بصرها حياء .... ليردف :" تري زوجك يبي يشوفك ... 10 دقايق و تعالي تحت بيكون الشيخ و الشهود راحوا و بادخل تركي " ... ليحتضنها مرة اخري و يخرج .... مشتته .... ضائعه .... عجزت قدماها عن حملها لتتهاوي نحو الارض .... لا تدري كم جلست و لا كيف نهضت لكنها الان تقف امام مراتها ... ترتدي فستان ناعم زهري اللون ... شعرها مفتوح و عيناها مدعجتين بالكحل ... تحمل اصبع الحمرة باصابع مرتجفه لتضع لمسات علي شفتيها ... تاخذ نفس عميق مرة اخري و تتجه نحو باب الغرفة ... نظرة لقدميها جعلتها تضحك بتوتر ... في احدي قدميها حذاء يتناسب مع الفستان ... و في الاخري ... حذاء منزلي يتوجه وجه ارنب .... بخطوات متعجله ارتدت حذائها و تسمي بالرحمن مرة اخري ثم تتجه نحو باب الغرفه ... هبطت الدرج ببطء حتي وصلت للصاله .... فارغه .... ارتياح و بعده توتر ... اين هما ؟ هل تعجلت ؟؟؟ لا لا لا اظن ..ليجذبها صوت خارج الباب الموارب ... بخفة اتجهت و وقفت خلف الباب لتسمع صوت اخيها :" هذاك ابوي ما هو انا " ... و صوت اخر :" ابوك تاجر مخدرات " ... ليهتف اخوها :" ادري .. و مات .. و حسابه عند رب العالمين .. لا انا و لا انت " .. ليهتف صوت ثالث :" عبد الله خلاص .. تكفي " ليثور عبد الله و يزمجر :" مثل ما تزوجت تطلق ... ما تناسبك يا تركي " .. ليصرخ تركي :" ماني مطلق ... صارت مرتي شلون اطلقها " ... ليصرخ عبد الله :" اللي حلل الزواج حلل الطلاق ... و مابي اكرر كلامي ... بس انا السبب ... انا اللي دللتك " ... ليصرخ تركي بصوت مختنق :" عبدالله تكفي .. تكفي .. تكفي " .. ليقول له اخيها بصوت اكثر اختناقا :" انا غلطت يوم اخترتك لاختي ... كان لازم اعرف ان ماضي ابوي بيظل ورانا يا اخوك ... لا تخسر اهلك ... طلق اختي و الوجه من الوجه ابيض .. و انا ..." ... كان صوته يختنق اكثر و اكثر حتي انقطع نهائيا .. تزايدت ضربات قلبها بشدة و هي تسمع صوت تركي يصرخ :" عادل ... عااادل .... قم ياخوك ... قم .... عبدالله سوي شي " ... ليهتف عبدالله :" باقرب سيارتي ... ناخذه المستشفي ..." ... ليصرخ تركي :" بسرعه ..." ... لتخرج بهلع من خلف الباب و تفجع برؤية اخيها في حضن تركي ... ليرفع تركي عينيه اليها ليهتف :" روحي داخل ... بناخذه المستشفي و ما فيه الا العافيه " ... لا تسمع شيئا و عيناها مسمرة علي اخيها ... سندها .... ليس لها سواه ... لينهض تركي تاركا اخيها علي الارض و يمسك بيدها و يدفعها الي داخل المنزل و يغلق الباب خلفه .. في نفس اللحظة قرب عبدالله السياره و نزل ليحمل جسد عادل ليرقده علي المرتبة الخلفية .....
لا تعرف كم مر من الزمن ... ساعه او 10 ساعات ... لا تزال في مكانها ... تسمع طرقات علي الباب لكنها لا تستطيع الاجابة ... ليفتح الباب و يدخل منه تركي ... لا ليس تركي ... انه شخص اخر اكبر ب 10 سنوات علي الاقل ... تعابير وجهه مغرقة في الوجع .... تعلم جيدا ما هو جواب سؤالها و لكن لسانها يسال علي كل حال :" ع.. عا.. عاادل؟؟ " ... لتسقط دمعة ساخنة من عين تركي اليسري ... الف سكين تطعن قلبها في هذه اللحظة ...... لتتمتم بصوت مبحوح :" م.. اا.. ت ؟؟"
جنيف .... الان
تستفيق من ذكرياتها علي اصابع تركي و هي تمسح دموعها .. لتدفن وجهها في كتفه و تقول بنشيج :" ما كنت ادري انه مريض ... ما قالي ... كل ما سالته ليش شاحب قالي م... " ... قاطعها تركي و هو يحتضنها بحنو :" ادعي له بالرحمه يا قلبي "
الرياض
يخرجان من المسجد القريب من المستشفي .. سلطان يتحدث في جواله .. و عبد المحسن يتجه نحو المستشفي و هو غارق في افكاره ليفيق منها علي جذبة قوية من يد سلطان لتبعده عن طريق سيارة مسرعه ... ليلتفت نحو سلطان و يهز له راسه شاكرا ليكمل سلطان حديثه في الجوال و هما يدخلان من بوابة المستشفي الزجاجية ... اتجها نحو مكانهما الذي لازماه للساعات الماضية ... ليقف امامهما ممرض في زي العمليات الازرق ... :" انتم اهل المريضه اللي جات الفجر ؟؟" .. ليغلق سلطان جواله و يلتفت ... اما عبد المحسن فيحس بان الحياة قد سحبت من قدميه و شفتيه معا ... ليردف الممرض :" محتاجين دم .. الفصيله O سلبي " ... ليتمتم عبد المحسن :" انا A " ... و يتمتم سلطان :" و انا بعد ... لحظه " ... ليرفع جواله الي اذنه و يقول بحزم :" محمد شوفلي احد فصيلته O سلبي و خليه يجي المستشفي ... بسرعه " ... ليردف الممرض :" يا ريت تستعجلون ... الحاله خطره " ... ليساله سلطان بتوتر :" طمنا " .. ليقول و هو يسرع الخطي :" ادعوا لها " ... ليتمتم عبد المحسن :" يا رب ... يا رب " ... و يهتز جواله بنفس اللحظه ليرفعه لاذنه بدون ان يري الرقم :" هلا .... وصلت ؟؟ .. بالمستشفي ... مستشفي ال(...) .. اي ... ما في خبر للحين بالعمليات ... بانتظارك " ... ليلتفت و يرد علي سؤال سلطان الصامت :" راكان وصل " ... و عادا لصمتهما الموجع .... ليهمس سلطان :" ويش صار ؟؟ " .... ليجيبه عبد المحسن بنفس الهمس :" العلم عند انور و عبدالله ... و انور ما يتكلم ... نسخة ابوه " ... ليقاطعه جوال سلطان الذي يجيب عليه :" و عليكم السلام ... " ليعقد حاجبيه و يقف و يبتعد قليلا عن عبدالمحسن و هو يزمجر :" اشلون صار كذا ؟؟ ... و انتم وين كنتم ؟؟ ... حسابكم معي لما اجي ... " و ينهي الاتصال و هو ما يزال يفكر ... ثم يعود مرة اخري الي مقعده ليوقف ممرض مار في الممر و يشده من عضده :" روح شوف ايش صار في عملية البنت " ثم يزفر بضيق و يجلس... ليلتفت عليه عبد المحسن هامسا :" اذا عندك شغل روح و انا بابلغك اذا صار شي " ليهز سلطان راسه رافضا بحزم .... بقيا علي حالهما لدقائق طويله ... لا يقطع الصمت الا مكالمات ترد لجوال سلطان ليجيب عليها باقتضاب ثم يعودان لصمتهما مرة اخري ... رفع سلطان راسه ليري شاب طويل القامة يتجه نحوهما يسحب خلفه حقيبة صغيره.... ليلتفت عبد المحسن ايضا لتسترخي عضلات وجهه المشدودة قليلا و هو يقف ليسلم بحرارة عليه :" هلا راكان ... هلا يا ولدي " ... لينحني راكان قليلا و هو يقبل راس عبد المحسن ... فهذا الرجل في مقام ابيه و ان لم تكن بينهم قرابة ... :" هلا و الله اني صادق ... ايش اخبارك عمي " ... ليجيبه عبد المحسن :" بخير يا يبه ... بخير ... الحمد لله علي كل حال " ... ليلتفت راكان لسلطان و يسلم عليه ليقوم عبد المحسن بتعريف الطرفين :" سلطان هذا راكان بن مشعل ... ابن خال نو... ابن خال انور ... راكان هذا سلطان بن سالم يشتغل مع عبدالله .." .. ليضيف بغصه :" اهو اللي جابها المستشفي " ... ليسال راكان :" اشلونها الحين ؟؟ " ليجيبه سلطان :" بالعمليات ... و محنا متاكدين اذا هي بنت عمتك او لا " ... ليعقد راكان حاجبيه و يلتفت لعبد المحسن بتوتر :" اشلون منتو متاكدين ؟؟ .. وش صاير عليها ؟؟ " ... القي السؤال و عقله يقفز لالف استنتاج و استنتاج ... غير متاكدين ... محروقه ؟؟؟ ... مشوهه ؟؟ .... ضاعت معالم وجهها ؟؟ .... ماذا حدث ؟؟؟ ... ماذا حدث ؟؟؟ ... ليرحمه عبد المحسن و هو يقول :" ما شفتها ... جيت لقيتهم نقلوها العمليات " ... ليسترخي راكان قليلا و عبد المحسن يواصل حديثه :" يا يبه روح ارتاح ... باتصل علي وسام ولدي يجي ياخذك البيت ... ريح و تعال " ... ليهز راكان راسه بحزم و هو يقول :" لا يا عمي ... ابجلس هنا " ... ليقاطعهما الممرض الذي ارسله سلطان قبل قليل ليقول لسلطان :" لسه ما خلصت العمليه ... بس يبون دم " ... ليقول سلطان :" فصيلتنا غير متوافقه ... ننتظر المتبرع يوصل " ... ليسال راكان :" وش الفصيله ؟؟ " ... ليجيب سلطان :" O سلبي " .. ليقف راكان و يخاطب الممرض :" فصيلتي هاذي ... وين اروح ؟؟؟ " ... ليتجها معا الي داخل المستشفي
الدمام ..... مستشفي ال (.....)
يحس بجفاف في حلقه ... كانه لم يشرب منذ اعوام و اعوام ... جفنيه ثقيلين كانهما ملتصقان معا ... يحس بخدر في كل جسده ... يجاهد لفتح جفنيه ليعيد اغلاقهما و ضوء يعميه لثوان ... ليعاود فتحهما و هو ينظر الي السقف الابيض ... هذه الرائحة .... لا بد انه في المستشفي ... لكن لماذا ؟؟ ماذا حدث ؟؟؟ يحاول تحريك يديه ليؤلمه شئ مثبت فيها ... ابرة مغذي في اليمني و مشبك في اليسري ... ينحني عليه وجه مغطي بكمامه ليقول :" حمدالله عالسلامه ... دلوقتي حانده الدكتور " ... ليبتعد الوجه و هو يحاول ان يتمتم بكلمات خنقها قناع الاكسجين المثبت علي وجهه ... ليغمض عينيه بتعب ليفتحها فجاة و كل ماحدث قبل استيقاظه الان يتصادم في مخه ... ابنته حبيبته ... في ايدي ارهابيين ... كادوا ان يقتلوا شقيقها اثناء اختطافها ... تذكر و هو في مكتبه يراجع بعض التقارير المهمة ... رنة هاتفه الخاص ... عقد حاجبيه و هو يري الرقم علي الكاشف ... رقم غريب ... و هذا الهاتف لا يعرف رقمه الا اسرته و قلة من رجاله لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة ... ليرد بدون ان يتحدث ليسمع :" سلامة عمرك يا الغالي .. روح بيتكم و بعدين نكلمك ... ترا اللي عندنا غااااالي " ... ليقفل الخط ... قفز من كرسيه و اتجه الي باب مكتبه و هو يضغط رقم حراسة منزله ... لا رد .... خرج عبدالمجيد من مكتبه و هو يندفع نحو المصعد ليهتف هو :" يمكن مهاجمين بيتي " .... لم يصل المصعد بالسرعة الكافية ليندفع نحو السلالم ليهبط الادوار الاربعة و هو يتصل علي هاتف المنزل و جوالات ابنه و ابنته ... هذان الاثنان هنا اما ثالثهما فعند اخواله في الدوحه .... لا رد ... ليصل عند المواقف و ينطلق بسيارته و تنطلق بعده سيارة اخري ... قوات ارسلها عبدالمجيد بدون شك ... لا يزال يتصل و هو يقود بسرعة تجاوزت ال 100 .... و السيارة الاخري تسابقه للوصول الي المنزل ... وصل بعدهم بدقيقة واحده ليجدهم قد طوقوا المكان ... عند المدخل جثة فردي الحراسة ... مفصولة رءوسهم عن اجسادهم ... يحس بانفاسه تضيق ... و قبضة باردة تعتصر قلبه ليصل الي المنزل ... سبقه فردين من القوات .. ليدخل و يفجع برؤية ابنه ملقي علي الارض ... و اثار قتال عنيفة تغطي المكان .... التحف متناثرة و محطمة ... احد كراسي طاولة الطعام مكسور ... اما انور ... راسه ينزف مكونا بركة دماء تحته ... شفته مشقوقة و تنزف ... عينه اليمني عليها كدمة تكاد تغلقها .... و يده اليسار مكسورة ... عظمها قد اخترق الجلد ... هل هو حي ؟؟؟ .... ليقترب بخطوات متثاقله ... يصل الي اذنيه حديث احد افراد القوة يطلب الاسعاف ... ليهوي علي ركبتيه جوار جسد ابنه ... و ينحني عليه ليضع اصبعه تحت انفه ... ليتنفس بارتياح و هو يحس بالهواء .... ليرمش انور عينيه و هو ينظر لوالده ليتمتم بقهر :" يبه ... خذوا نور ... خذوها " ... ليغيب عن الوعي ... الما او نزفا ... اما عبد الله فاحس بخدر يشمل كل الجهة اليسري من جسده ... عينيه تغلقان تدريجيا ... و يحس بخطوات محمومة تقترب منه قبل ان يفقد احساسه بكل شئ ... ضغط علي نفسه ليعتدل قليلا و يبعد قناع الاكسجين عن وجهه و هو يحاول الاعتدال ليقاطعه صوت هادئ :" شوي شوي يا بو انور ... خل نتطمن عليك اول و بعدين اجلس " ... ليلتفت للطبيب الشاب الذي دخل الغرفة يتبعه الممرض ... ليقول بصوت مبحوح :" ابي ماي و تليفون ... من موجود هنا ؟؟؟" ... يعلم ان عبد المجيد سيكون هنا او سيترك احدا ... ليدفعه الطبيب برفق ليستلقي مرة اخري و هو يتحدث بنفس الهدوء المهني :" بس فحص سريع و بعدها اناديهم لك و ابشر باللي تبي " ... ليزفر بتوتر و هو ينتظر بصبر نافذ ... ليتحدث الطبيب و هو يكتب بعض الكلمات علي ملفه :" لا الحمد لله رب العالمين ... بس بنسوي تصوير محوري و عقبه بننقلك للغرفه " ... ليتمتم عبدالله بسرعه :" بعدين .. بعدين ... الحين ارسل لي عبد المجيد او اللي موجود " .. يحاول الجلوس ليساعده الممرض و يعقد الطبيب حاجبيه ليقول :" يابوانور تري ما يصير .. توك قايم من غيبوبه بعد 5 ايام ... " ... ليتجاهله عبدالله تماما و هو يجلس علي طرف السرير و يطلب من الممرض ازالة كل الاسلاك و الانابيب المتصلة بجسده و يطلب منه ثيابا ... ليزفر الطبيب غاضبا و يخرج من العناية المكثفة و هو يتحلطم علي هذا المريض العنيد الذي يتعامل مع صحته كانها اخر اهتماماته ... ليلتفت نحو انور و عبدالمجيد الجالسين ... ليتنهد و يتجه نحوهما ... ليقف عبدالمجيد و يرفع انور وجهه نحوه ... ليرسم ابتسامة روتينية علي وجهه و يقول :" حمدالله علي سلامته ...صحي لك.." .. ليندفع كليهما نحو باب العناية الزجاجي و يدخلان بدون ان ينتظرا اكمال الطبيب لحديثه ... ليهز راسه و يتجه لاكمال مروره علي بقية مرضاه و هو يدعو ان يكونوا اكثر مرونة من هذا العنيد الذي تركه خلفه ....
الرياض ... حديقة المستشفي
يتحدث بجواله ..... صوت طلق ناري ..... و يسقط .... و الدماء تسيل مشكلة بركة تتزايد و تتزايد .......
نهاية البارت الثاني
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|