لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-15, 05:28 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2015
العضوية: 293869
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ظل اليَاسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ظل اليَاسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ظل اليَاسمين المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: بكِ بدايتي واليكِ نهايتي | بقلمي

 

( 2 )

سـ تتعلمين كيف تتخلين كل مرة عن شيء منك ..
كيف تتركين كل مرة أحداً .. أو مبدأ .. أو حلماً .. !
نحن نأتي الحياة كـ من ينقل أثاثه و أشياءه ..
محملين بـ المباديء .. مثقلين بـ الأحلام ..
محوطين بـ الأهل و الأصدقاء ..
ثم كلما تقدم بنا السفر ..
فقدنا شيئاً .. و تركنا خلفنا أحداً ..
لـ يبقى لنا في النهاية ما نعتقده الأهم .. !
و الذي أصبح كذلك .. لـ أنه تسلق سلم الأهميات ..
بعدما فقدنا ما كان منه أهم .. !!”

أحلام مستغانمي

|*|*|*|*| |*|*|

فَي يَوم جَديد
تَسللت اشَعه الشَمس لـِغُرفَتها لتنشَر ضوئها حَركت عينيها بأنزعاج من اشعه الشَمس
" خـلص وقت النــوم خـلص وقت النَوم "
فتحت عينيها بهدوء واستَيقظت، نَظرت تَبحث عن هاتفها امسَكت بهِ واطفأت المُجيب الالي قالت بانزعاج: ما خلص وقت النوم بكيفك انته اووف .. نهضت من سَريرها وتوجهت للحَمام " اكرمَكم الله " اخذت حَماماً سريعاً وخَرجت ارتدت جينز ازرق وتيشيرت نصف كم وردي مَشطت شعرها البُني ونَزلت للاسفل جَلست على الاريكة: صبااح الخير
رَنا وهي تُقلب في التِلفاز: صح النوم بابا يا صباح هسه راح تصير الساعه بـ 4 العصر
فَزت من مَكانُها: شنـــو هسه عصر! شمخليني نايمه لحد هسه
رنا وهي تنظر اليها: هوب هوب حقج تدرين حرارتج جانت " كانت " مرتفعه من رجعنه دكولي زَين هسه كعدتي
وَضعت يَدها على جَبينُها قالت بأستغراب: غريبه ولا حسيت بشي من امس لمن رجعنا نمت وما حسييت حتى بالحراره
رنا بهدوء: هسه روحي اكلي شي من امس ما اكلتي .. تره الطياره ع الساعه 8 تطير
جَلست بـِ جانُبها: ارييد اروح لبيت عمتي ناديه حبااااااابه
وَضعت يَدها على جَبينها تتحَسس حرارتُها: اول شي اكلي واشربي حبوبج وروحي
قــَبلت خَدُها بقووه وتوجهت للمطبخ وهي تَركُض ... دَخلت اكَلت سَاندويشه وشَربت معها عَصير .. تَوجهت للثلاجه اخرَجت ادويتها وشَربتها تَوجهت لغرفتها أرتدت حِجابها وخَرجت
ازهــار بصوت عالِ: رنـــا اني رايحه
خَرجت لتـستقبلها رائحه الورود العَطره تُداعب انفُها ، ارتَسمت ابتسامه صَغيره على ثُغرها توجهت للسَيارة قالت بنشاط: مساء الخيير عموو
بادلها الابتَسامه: مساء الورد هسه شَلون صرتـي ؟
قالت بـابتسامه اكبر: ما شاء الله كُلها تدري بيه مريضه بس اني لا .. الحمدلله احسن عمو ممكن توصلني لبيت عمتي
رَكب السَيارة وحَرك مُتوجه لبيت عَمتُها ،سَعاده تَغمُر قَلبُها الصَغير وبنفس الوَقتِ حُزن سَعاده لآنها سَترى أخيها بعد طول أنتظار وحُزن لآنها سَتودع من هُنا مَن الصَعب ان تِودع عائلتك بسبب الظروف ، من الصعب ان تَرحل من مَكان لا ترتاح الا فيه بسبب الظروف، حَقدت اكثر واكثر عَليهُم, بـِ سببهُم سَتترُك المَكان وترحل ولرُبما لم تَعود, تَنفسَت بـِ عُمق
وَصلت لـِ البَيت نَزلت وتوجهت للباب طَرقتهُ, وانتَظرت حَتى فُتحَ لها .. دَخلت البيت ليَستقبلُها لـِسان طَويل
قالت وهي تضع يدها على خُصرها: هم انتي اجيتي مره ثانيه شتردين
ابتَسمت بهدوء وهي تقول مُحاوله لـِ استِفزازُها لا اكثر: كييفي دخل بمزاجي اجي عندج اعتراض الحايط موجود بعديين بيت عمتي شوكت ما اريد اجي اجي , وين أمج؟
اشَرت بحركه طفوليه على المَطبخ: بره كاعده ويه ساره بالحديقه
حَركت يَدُها داخل شَعرها وتوجهَت للحديقه الخلفيه .. ابتَسمت وهي تَرى جَمال الجِلوس في هذا المَكان والامعان بالمَنظر الجميل قالــت: خيانة خيانة على هالجوو الحلوو بدوني خيانة
منار بابتسامه: تعاالي ما فاتج شي
جـَلست بـِ هدوء على احد الكَراسي قالت: بآقي ساعات واروح
ساره وهي تأكُل التُفاحه: عاد احسن من الكعده " القعدة " هنا ويه نـاس عقلها مُتحجر
قاطعتها مَنار بأعتراض: ساره عيب تحجين هيج يظلون اكبر منج بالعمر ملازم تقللين قيمتهم
شَعرت بـِقهر من كَلامُها قالت: لا والله يعني الي دايصير حلال عليهم بس لو نحجي يصير حرام
ازهار بأبتسامه جانبيه: تروح حسناتج الهم وتجي سيئاتهم الج فخليج ساكته احسن من الحجي " الكلام " بعدين اول وتالي لا اني احاسبهم ولا انتي خليهم ويه ربهم
تَمتمت بعدم اهتمام: يا هالقلب الي عليج نشوف نهايته وين راح يوصلج
نَظرت لها بأستغراب ، ما دَخل هذا في هذا نظرت لها بملل: شدخل قلبي بعاداتي؟
مَيلت فَمُها لعَدم فِهمُها الامَر بتِلكَ الطَريقة التَي ارادَتها نَظرت للازَهار في الحَديقه وقالت: ابد معليه بشي
رَفعت رأسُها للسَماء العَالية ، السُحب من حَولها وجَوها الذي بَات جَميل هذهِ الايَام, تَتمَنى تِلكَ الابتِسامه التي كَانت تَنبع من القَلب حَين كانت صَغيره بَعيده عَن عَالم التَصنُع .. لكَن لا يُمكن للاوراق بَعد ان تَتمزق ان تَعود كَـسابقِ عَهدُها حَتى وإِن حَاولت العَوده لا يُمكن ابداً ..
وقـَفت من مَكانها وهي تَمُد يَدها: عآد هاي أخر ساعات خلينا نرجع أيام قبل ونشوف أخر فلم سوه؟
ابتَسمت لها بهدوء وَوقفت مَعها، تَكره ان تَكون عاطفية كـ الان لكَن لا تعَرف ماذا سَيحدث عَقلُها يُخبرها شَيء وقَلبُها شَيء أخر وهي التائهة بينَهُما، لا تُريد التَفكير الان تُريد ان تَعيش اللحَظات الحُلوة لتَحتفظ بها .. قالت بتساؤل: يا أم الافلام شراح تخلينا نشوف من فلم
قالت وهي تُخرج الفِلم: Ashiqui 2
ضَحكت بخفه: تردين تخليني ابجي قبل لا اروح بس مو مشكله ما أكول " اقول " لا
|*|*|*|*| |*|*|

السَاعة السابعة والنَصف ليلاً
أغلَقت حَقيبتُها بعد ان انتهت من كُل شَيء يَخُصها وتأكدت من وجود الاشياء الضَرورية ، وَقعت عينيها على صوره على الطَاوله ، تَقدمت مَن الطَاوله وامسكت الصوره بيديها جَلست على السَرير وبيدُها الصَورة ،نظرت اليها بـِ حُزن هَي صوره ولكن لها قُدره عجيبه على جعلِها حزينة ، تِلك ليست صوره تِلك ذِكريات تتمنى عودتها ، تِلك ايام ذهبت ولن تعود حتى ، تِلك اللحظات التي عَرفت فيها معنى كلمه اخ اما الان فهي تفقد مَعنى هذه الكلمة ،تتساءل دائما ما بالِ اخيها الذي تَغير معها من الذي كان يُحبها الى شَخص لا يُبادلُها سِوى الرفض
دائما ما تتساءل ان اخطأت وهي لم تنتبه ، ان كانت قد مَستهُ بكلمه دون ان تقصَد لكن عقلُها لا يُعطيها سِوى الجواب الوحيد وهو انها لم تفعل شيء، أخرجَت دَفتر ذِكرياتُها وفتحت صَفحه جديده أمسَكت القَلم وبدأت بالكِتابهِ ما يَجول في خاطرِها
" أتَساءل ما هَي هذهِ الافكَار المَجنونه وما تِلك الاشياء الضائعه من بين يَداي ، ما هَو الطريق الصَحيح للخَروج من دَوامه الاَلم؟، كَيف سَتكون الايام القَادمة بعد الفُراق؟، كَيف سَتكون الحَياة الجَديده؟، وما هَي العَقبات االقادمة في المراحل الآتية، حُزينه انا اجَل بِشدهٍ حَزينه وسبب حُزني هَو انت بلا مُنازع، سَبب تَفكيري اللامُنتهي انت، سَبب ألمي وصَمتي انت، كُل طَرق الحُزن والتفكير تؤدي اليكَ وحدك، انت مُسبب هذهِ الفَوضى الكَبيرة، ببرودِكَ بصمتِكَ بأفكارِكَ السَلبية عَليكَ ان تُنهي تِلك الافكَار والاوجَاع الآتية مِنكَ الان وبهذهِ اللحظات فَأن استَمرت سأنتهي انا لا انت وسأكون الخَاسِرة الكُبرى "
أغلَقت الدَفتر ووضعهُ في الحَقيبة، خَرجت من غُرفتها مُتوجهة لغُرفتهِ هو طَرقت البَاب بطرقات خَفيفةٍ، ودَخلت جَسدها يَرتجف ليسَ بِخَوف وإنما هَي تِلك الرَعشه الموجعه لا اكثر، مًوجعه لبرود مَشاعره لقسوةِ كَلماته لجبروتِ تِلك السَموم التي يُلقيها بلا سَبب يُذكر
قال بهدوء: بالسَلامة
شَدت عَلى قبضةِ يَدُها، هَكذا فَقط هذه الكَلمة لا اكثر فَقط هذهِ، أين وَعد الايَام السَابقة؟، هَل ذهب في مَهب الرَيح؟، أم ان الوَقت كَافٍ لِيغير أخ كَان يَعشق أختهُ هكذا بدَون سَبب؟، تَباً لتِلك الحَادثة التي جعلت منهُ هكذا، ما كان ذَنبُها بكُل هذا حَتى تَكون هي الضَحية بسبب شَناعة الاشيَاء السَابقة ليسَ ذنبُها، لَملمت حُروفها حَتى تَستطيع الكَلام: بــس هذا الي طلع وياك بالسلامة زين الي صار صار اني شعليه حتى تطيح براسي ..* شَعرت بغَصة تَخنُقها أردفت .. شنو ذنبي حتى اخسر اخويه من وراها اذا هيه ميهمها الي يصير من وراها مو ذنبي ، عــــــــــــــــلي كــافي لخاطر الله وين اخويه الي اعرفه وين راح ويييييييييين؟
أغلَق الكَتاب الذي بين يَديه، وَتوجه لها حَتى اصبَح مُقابل لها، أحمَرت عينيه وانعَصر قلبه اكثر مَسكها من كَتفيها وضَغط عليها، قَلبه للان يَؤلمه لا يَحتاج تَذكير من احَد حتى تأتي وتُذكره بماضٍ يُحاول نِسيانه، عينيه الحَمراوتانِ لَيستا سِوى ألم يَخرج ويَتكون داخل عينيه لَيس بعَصبيه قال بصَوت عـَالٍ ليَصل الكَلام لمسامِعها جَيداً: مـــــــــات علييي مااااات وشبع مووت.. مـــات من سنين نسى كل وعود كالها " قالها " وكل أمل انطاااه صار رمــــــاد رمـــــــــاد بس رمااااد ما يَحس بشيي بعد ..* اشَر على قَلبه وهو يَضربه بعُنف .. هناا حجر مو قلب حــجر من زمان صار حجر ميحس بشي ولا راح يحس بششي عااف الدنيا والي بيها ما يوثق بأحد بعد لو ما ادري شيصير انسسي واحد اسمه علي راح من زمان ..* سَقط على رُكبتيه من الالم .. مستحيل يرجع جرحه لحد هسه ماطــــاب ماطــــــاب
جـَلست أمامهُ بقلب خائف وهي تَرى انهياره الحَاد، منذُ قُرابة الاربع سَنوات حتى رأته بهذهِ الحَالة، شَعرت بالدَموع تتَجمع بين عينيها، شَعرت بملوحةِ تِلك الدَموع، هذه النَار للان لم تَهدأ وهَي زادت عليها، فَتحت ذاك الجُرح من جَديد دَون قَصدُها، تذكرت الايام السَابقة وكَم كانت صَعبه خاصه في السَنتين الاخيرتين، شَعرت بالوَجع اكثر من وَجعه، لولا إنها تحت التُراب لتمنت ان تذهب وتقتُلها لكَنها بالفعل مَيته، رَفعت رأسه بَيديها لتَرى الدَموع والضَعف يَعود لهُما كسَابق عَهدُهما هَمست بصَوت مَهزوز: ما مات علي لحد هسه موجود اكبر دليل هالدموع الي تريد تنزل لو قلبك حجر مثل متكول " تقول " جان ما تجمعت هالدموع علاوي ترا مو كَوه" غصب " تريد تغير من نفسك مستحيل مو كل اصابعك سويه ليش تخلي تفكيرك متشائم هيج راحت هيه تجي الاحسن منها ما تَستاهل الي تسويه بنفسك علمودها
تَذبذبت أخر بَقاياه العَالقة بين حَناياه، كُل تِلك المَحاولات لا تَزال للان فَاشلة، لا بَرود ولا حَتى مَشاعر مُتحجره تَستطيع ان تَجعله ثَابتٌ امام تِلك الذَكريات ، حَينها فَقط يَفقد السَيطره على ما تبقى منهِ
تَهُب الرَياح لِتقتلع كُل الاشياء الهَشة التي اصبَحت مُهشمه وغير قادره على ان تستحمل المَزيد تِلك الاشياء القابله للقَلع السَريع بِمجرد مَرور حَدث بَسيط لكَنهُ يُأثر بهِ ويَصبح كَدُميه يُمكن التَلاعُب بها ، او كَتلك الاغصَان والاوراق المَيته المَرمية على الارضِ في فصل الخَريف تِلك الوَرقات المُهشمة والمُكسرة من هِشتُها
هَكذا حَاله الان كَتلك الاوراق الهَشة التي تأتي بها الرَياح وتَذهب بها ، لا سُلطه له على نَفسة حتى ، هو ايضاً يُريد ان يَرتاح ، هَو ايضاً يُريد ان يَعود كالسَابق ، هَل له بقسطٍ من الَراحة؟ هَل له ببعض السَكينة؟ ، هَل له شيءٍ من الابتِسامة؟ ..
نَهض مَن مَكانه وَرسَم ابتِسامه خَفيفة على ثُغره: ماشي خلينا من الماضي راح وخلصنا منه دكومي " قومي " كملي شغلاتج ما بقى شي على الطياره
نَظرت إليه لِيحل على ثُغرها ابتِسامه وَاسعهٍ ، خَرجت من الغُرفة دَون كَلِمه .. وَصل لغرفتها اغلقَت الباب واستَندت عليه مَسحت دمعه تَسللت من بَين عَينيها، لا تُريد ان تَرحل وجَرح مَفتوح للان .. تَوجهت للحَمام " أكرمكم الله " فَتحت صِنبور المَاء وغَسلت وجهها لعده مَرات بالماء البارد ، لعل تِلك البروده تُريحها قليلاً بَعد ذاك الحَديث المَرير
سَمعت صَوت والديها في الاسفَل ، جَففت وَجهها بالمَنشفةٍ ونَزلت للاسفَل .. شَيئاً شَيئاً شَعرت بهدوء المَكان من حَولها وكَان الصَوت أختفى؟!! .. تَباطأت خَطواتها وهي تتجه لغُرفة الجَلوس ..
وَصلت ووجَدت الحُزن يُخيم على وجهي والديها الذي لا يُبشر بالخَير ابداً وايضاً وجود أبنةُ عَمِها دون والديها؟! هذا هو اكبر استغراب لها، وكالعاده تَوجهت للافكار السَيئة بالمُقدمة ومَن ثُم الافكَار الجَيدة ..
قَطع عَليها صَوتِ والدُها الهَادي: روان اخذي ابرار فوك " فوق " هسه خلي ترتاح بغرفة الضيوف
هَزت رأسها بالايجاب وهي تأخُذها معها ، لاحَظت عليها السَكون والشَرود بين اشياء تائهة بعينيها .. أوصلها للغُرفة وذهب لحيثُ والديها تستفسر عن الامر .. فَتِلك الوَجوهِ لا تُبشر بالخير ولا حالتُها هذهِ ايضاً وكأنها تُنبأ بأن مُصيبه حَلت .. جَلست على الاريكة بجانب أخيها وَسط استغراب كُل منهما
علي بتساؤل: بابا شنو السالفة ليش ملامحكم متبشر بالخير ان شاء الله ما صار شي؟ عمي ومرته صاير الهُم شي؟ أشو ما اجو وياكم؟ مو علساس حيجون زيارة؟
رَفع رأسه رأسه من بين يديه ، بهَتت ملامِحه حَين أتى بطاري أخيه .. هذا هو الامر الاصعب على الاطلاق ان تَخسر أخر شَخص من افراد عائلتك ، وكأن الابواب تَقفل ولا تَفتح ابداً مره أخرى ..
كشجره يأتي احد ويَقلعُها من مكانُها حينها سَتموت فهي حينها تُفارق تُربتها التي نبتت فيها .. يشعُر الان كأن الالوان امتَصت ولم تَعود كَيف لا وهو خَسر سنده بهذهِ الحَياة خَسرها وفارقها للابد الان اصبَحت تحت التُراب ولا يَستطيع ان يتحدث معه كالسابق او ان يراه ، التذبذبات الصَغيره تتجمع بداخل نفسهِ لتكون ما يُعرف بذاك المحلول الذي يُسمى الالم او الوجع
تَكون وتَكون وتَكون الالم بداخله لحَظات وكأنها دهــر ، دقائق وكأنها سنواتٍ ، ومازال الالم يَتكون داخل صَدره ويتكون على أقل من مهلهِ وكأن الوقت كُله لتكوينه .. تَكون حَتى كون وجــع لم يَستطيع ان يُخرجه الا بـ تنهيده قوية ثم قال بصوتٍ مبحوح وهامس: عمكم ومرته ماتوا وصار زمان تخيلوا يموت أخويه واني اخر من يعلم بهالخبر وعبالك صديقي من بعيد حتى محد يكول اليه " يقول " ..* شَعر بالدَموع تتجمع داخل عينيه .. ماااااااااااااااااات ورااااح بعد مراح اكدر اشوووفه ماات
شَهقت بصَدمة وهي تَضع يَدها على فَمُها لآ ارادياً التفتت على الاعلى حيثُ غرفه الضَيوف ، نَزلت دَموعها بهدوء .. رُبط لسانُها من الكَلام لا تَستطيع التَعبير حتى عن ما بداخلها الان .. مُشكله بعد مُشكله حدث بعد حدث .. ماذا بعد؟ ماذا يَنتظرها اكثر؟ لم كُل الاشياء الجَميله والتي تُحبها تختفي بلمحِ البَصرِ لم؟ .. قَلبُها اكتَفى من هذهِ الاوجاع قَلبها اكتفى من هذا الحَد يَكفي ويزيد عن طاقتها ان تتحمل اكثر من هذا
نور وهي تُكمل عنهُ: وابرار حتعيش ويانه احسن من متظل عند اهل امها
نظر لها بأستغراب: وليش ما تبقى عندهم حياكلوها مثلاً لو يموتونها
أجابت بحده: علـي هالكلام ما اريد اسمعه مره ثانيه عندك مشكله لو معندك مراح تطلع من هالبيت مفهوم
قال بعد اهتمام: طيب طييب سكتت أســف
عـَم الصَمت للحظات محدودة حَتى قَطع تِلك اللحظات صوت والدتها بتساؤل
نور: روان خلصتي اغراضج كلها
نَظرت لوالدتها بعدم تَصديق ، تُريد مِنها ان تَذهب وتترَكُهم بهذا الوَضع لا تَستطيع قَلبها لا يُطاوعها ان تذهب هكذا دونِ أهتمام للامر قالت بهدوء: ماما ماراح اروح لمكان بهالوضع
رَفع رأسه وقال بأستنكار من كَلامُها: وليش شبيه وضعنا احنا نقنع علي تجين انتي ما تقبليين ترحين ما اريــد اعيد وازيد بالموضوع روحي جهزي نفسج وبس ما اريد اسمع غير هالكلام
قَالت بتردد: بس بابا
قاطعها: انتهى النقاش
عَلي وهو يَهمس: كومي " قومي " بدلي خلي اوديج للمطار يلا


|*|*|*|*| |*|*|


أمريكا _ نيويورك ..

كَـ العاده تَنظُر من النَافذه الزُجاجيه ولا شَيء يَتغير حَتى، للان الوَضع كـ حاله لم يَتغير ولو للقليل القَليـل ، سَنتَان والحَال نَفس ما هو، انزَلت رأسها بأحباط لا تَتحمل اكثر تَشعُر وكأن الوَجع يَكبُر ويَكبُر كُل يَوم جَلست على الكُرسي بتعب
جـَلس بـِ جانُبها وهو يَهمس: نفس حالها
هَمست ببحه: ما تغير شي من سنين هسه يتغير يعني؟ شنو راح يفرق
وَضع يَديه على كتفها وقال بأمل: لينـا شنو ليش متشائمة هيج .. خليج صبوره ان شاء الله كلشي حيرجع مثل قبل واحسن همين بس ربج كريم انتظري ماكو اوسع من رحمة رب العالمين ..خليج متفائلة
ابتَسمت له بكُل مره هو من يُعيد لها الامل .. وان كان اكبر مِنها ولكن هو توآم روحها ليس اخيها فقط ، شعرت بالامل يتسلل لها والراحة تُسيطر عليها قالت له: اكول سامر هسه اكيد الطياره حتوصل مو لازم تروح للمطار حتى تجيب روان لو نسيتها
بَادلها الابتَسامة وهو يقول بهدوء: اعتبرها طرده
ارتَشفت قليلاً من كَوبِ القهوة الذي بين يديها: هيج شي يلاا بلا مطرود
هَمس بهدوء: انتبهي على نفسج واذا صار شي انطيني خبر
خَرج من المُستَشفى ودَخل سَيارته البَورش حَرك مُتوجه للمطار .. لا يعلم لمَ هُنالك ابتِسامة مُرتسمه على شفتيه لتزيين ملامحه ، هكذا ابتِسامة دون سبب لا يَفهم امر تِلك الابتَسامة ولكنهُ مُرتاح بها ، رَن هاتفة أوقف السَيارة على الجَانب لِيردِ على المُتصل ضَغط على زِر الاجابة
مايكل بنرفزة: تباً لك هل كان من الضروري ان تأخذ عُطلة اليوم وتترُكني لوحدي بين حمقى القَسم
ضَحك على الانزعاج الواضَح في صوتهِ ، قال: صباح الانوار عزيزي انني بخير وانت كيف حالك .. ههههههه ما بك لمَ كل هذا وان اخذتُ اجازه ليوم واحد لن يضر بشيء اترُكني اخرُج مع عائلتي قليلاً
مايكل بعصبيه: تبا لمزاحك هل تراه مُناسب الان؟ .. اذهب وافعل ما تشاء ولكن كُن حذر جداً فانت اعلم بحالك لا داعي ان اُذكرك صحيح
ابتَسم بهدوء وهو يَنظر للطريق والسَيارات التي تذهب وتأتي ، يعرف ومُتيقن انهُ مُراقب بهذهِ الدقيقة .. ان كان احد اخر بمكانهٌ من الممكن ان يشعر بشيء من الخَوف ، لكن هو لمعه واحده داخل عينيه ورغبه واحده تجتاح قلبه لا اكثر هي ان يَراه يَموت امام عينيه هذا اقصى مطالبهُ .. مُتأكد بأنهُ سَيحققه لا محاله ولكن يُريد كُل شَيء بهدوء لا شيء غير الهدوء .. قال: انني اعلم بكل شيء لكن من حقي بأن استمتع قليلاً وليذهب هو للجحيم الذي لا يُخرجه حتى .. مايك الى اللقاء يجب ان اذهب الان اراك لاحقاً
اغلَق الهاتف منهُ واكمل طَريقة للمَطار .. تذكر لحظاتهُ القديمة تذكر كيف كانت الايام احلى من ما يكون .. تذكر كيف كان سعيد دون هموم دون وجع ، كيف كانت عائلتهُ مجتمعه معاً لا مُتفرقة .. حيثُ الجَميع والابتَسامة على وجوههم دون ، شَد على قبضةٌ وهو يَقود ..
شَعر بالدَم يتجمع بمنطقة وَاحده ، شَعر وكأن الدَم يَصعد لرأسه من العصبيه وكأنه يتدفق لرأسه .. وكأنه سَيفقد السيطره على نفسه الان ، تذكر ايامهم تذكرها وهذا كان ما يخشاه
وَصل للمطار أوقَف السَيارة ، ضرب الدركِسيون بعصبيه يُخالطه الوجع وجع قلبه وجع عينيه التي كانت شاهده على كُل شيء
تَجمعت الدَموع بعينييه حال ما مرت تلك الذكرى امام عينيه ، تجمعت حتى اغشت عنهُ الرؤية وبات لا يستطيع التَمييز من حوله ..
ذاك المُسمى بالالم الداخلي الذي ينهش العِظام ويجعل الجَسد غير قادر على الحَراك وايضاً العينين غير قادرتين على التمييز ، هو فقط يجعل من الانسان جسد بلا روح .. يَتحرك بلا هدف يُذكر ولا يَستطيع ان يَتحكم بما في داخله
هو بُركان بقدر الامكان يُحاول السَيطره على نفسه حتى لا يَثور بالشَخص الخطأ ، على مِقدار طيبُ قلبهِ لكن هُنالك عاصفه يُخبأها لشَخص يُريد ان يَثور بها عليه فقط يُريد ان يكون تِلك الرياح التي تقتلع كُل جميل بحياته حتى يُصبح هاوٍ دون قوه ومن ثُم يَنتشل ما تبقى منهُ
نَزل من السَيارة وتوجه للداخل .. رآى اسم " جبار" يُنير شاشه هاتفة اجاب: نعم
ضَحك بخفه: نعامه تاكلك الناس تصبح بس انته مثل وجه البوم ..* قَلد صَوته الحَاد .. نعم
سامر بمزاج مُعكر: خلصني مزاجي هاليوم ما يسمح الك تنكت على راسي وينك وصلت للمطار لو بعدك؟
استَغرب من تغير مزاجه بدقائق ، هُنالك أمر يَشغل باله .. تمنى ولو عرف ما هو ولكن لن يسألهُ كَي لا يَزيد وجعه عليه الان لَمحهُ من بعيد تَوجه له وقال: اني هنــا وصلت هسه .. سامر صاير شي؟
ابتَسم بخفوت: لاء ما صار شي مجرد ذكريات عابره خلينا نروح الطيارة شويه وتوصل

قبل وصول الطائرة بدقائق تقريباً

|*|*|*|*| |*|*|

فَتحت عينيها من شَده النَور السَاطع امام عَينيها
فَتحتها على وِسعها ما هذا الذي تَراه؟
هَل يعقل ان يَحدث اصلاً؟
كيف حدث؟
من أين اتى؟
هل يُعقل انها الان تَرى والدها امام عينيها ام ماذا؟ .. كيف يحدثُ هذا لكن والدها ميتٌ لا يُمكنها رؤيتها حتى وان ارادت ذلك؟ .. للان في حيره من امرُها سمعت صوتهُ الحنوون
..: احسن شي ممكن تسوينه تنسين كل شي وتعيشين من جديد بعيد عن الحقد وبعيد عن التهكم والسيطرة بلا معنى
قالت بتساؤل وصدمتُها للان تعتلي ملامِحها: زين هم لازم ارجع هناك مره ثانيه لو شنو راح اسوي بعد
مَسك كتفيها وهو يَقول: انتي ما لازم هسه لا ترجعين للبيت ولا لازم تجيين الي ولامج حتى لازم تظلين يم اخوج .. دوم فكري قبل لا تاخذين قرار ممكن يكون متسرع ماشي
نَظرت لهُ بعينيها الدَامعتين .. هذا يعني انها يجب ان تكون كما تُريد لكن لمَ قال ان تذهب لهُما؟ ..
شَعرت بالدفء يتسلل لها حين مَسك كتفيها وكأنه الدفء بعد البرد .. النور بعد الظلام .. الامل بعد اليأس ، تغلغلها الكثير من الامل وتلاشى خوفها الذي كان يُسيطر عليها حين غادرت اراضي البلاد ، هذا اجمل شيء ممكن ان يحصل لها في هذه الفَتره حتى انها من المُمكن ان ترى والدها قالت: بابا وين ماما؟ وشنو قصدك بملازم اجي الكم شراح يصير يعني؟ بابا فهمني
تَرك يَديها وقال وهو يبتعد من امامُها: حتعرفين كل شي بوقته خليج صبوره .. ومع انتهاء كلامهُ اختفى هو ايضا بين هذا النَور
التفتت بكُل مَكان تبحثُ عن والدها الذي مَر من امام عينيها كالطيف دون ان تَشعر بهِ رَكضت بالمَكان وهي تُنادي بأسمه ، تُناديه تُريد نصائحه التي تُريحها كلامهُ الذي تَراه بكُل كتاب تقرأ منهُ .. هَمساته التي تبعثُ في داخلها الدفء والامان ذهب من امامُها ولم تَستطع اللحاق بهِ ابداً
..: ازهار
فَتحت عينيها لتَرى المَكان من حَولها .. قالت بنفسُها " حلم حرامات حلم " .. شَعرت بدوار يُلازم رأسها كَكُل مره همست: روان عندج حبوب وجع راس
فَتحت حَقيبتُها البُنيهً اللون وهي تُخرج لها الحَبوب: شبيج ويه النوم شكد نمتي من ركبنا لحد هسه يلا لترجعين تنامين حتهبط الطياره هسه ماشي
ابتَسمت بهدوء: تمام ما حرجع انام .. والله ما اعرف شنو صاير شكد انام ما احس بروحي ابد
روان لَمست جَبينُها وهي تقول: غريبه ماكو حراره حتى هيج راسج يوجعج او تنامين هالكد يلا مو مشكله الله واخيرا راح اشووف سامر الحمار مشتاقه اله كومات حتى ميخابر
ابتَسمت وهي تتذكر ايامهُم حين كانوا صِغار وشَقاوتُهم .. اتسعت ابتسامتُها: اوييلي على ايام الطفوله هههه جنت اخلي جبار يمشي ويحجي ويه روحه خطيه
ابتَسمت لها وهي تَفكُ الحِزام عنها: اوه مشاغبه يعني عاقله بس بالمدرسه
امسَكت هاتُفها لتُعيد تشغيله: ايون ايون بس برا البيت عاقله جوا البيت غيير والي احبهم غيير
ضَحكت بخفه: اويلي على كلمه غير هوايه الها معاني شنو اخذ اني الي يعجبني ها
فَهمت قَصدها ظهر احمرار على وجنتيها وحَرارة تسري بجسدها: احد كايل " قايل " الج صايره بايخه زياده عن اللزوم
روان وهي تَلعب بأصابِعها: علاوي ههههه
قالت لتغير المَوضوع: اوف شوكت توصل
فَمهت انها تَقصد الحَقائب .. ضحكت بخفه عليها كيف تُغير الموضوع وتتهرب منهُ: اممم ما اعرف هسه توصل
مَسكت هاتُفها وأرسلت لآخيها رساله وهي تنتظر الحقائب .. شَعرت بأن الرؤية باتت مُشوشه عليها ، هُنالك شَيء يَوجعها ولا تعلم ما السَبب هو فقط يؤلمها بشده ولا يجعلها تستطيع التَركيز ابداُ باي شيء تقوم بهِ
بجهة أخرى من المَطار
رفع رأسه وهو يقول: جبار اكعد من غير شي راسي يوجعني وانته تفتر كدامي " قدامي " بس خليني ارتاح شوييه
جَلس بجانبهِ بِملامحٍ غير راضية عن الامر .. مُشوق جَداً وكأنه سَيرى حبيبته وليست بأخته .. منذُ فتره لم يَراها ابتَسم لا شعورياً وهو يتذكر ايام الطَفولة وكم كانت جميله ، تلاشت ابتسامتهُ قليلاً فكانت تِلك الذكريات برفقة والداه لكن الان لا يَوجد لديه سِوى الذكريات الصور فقط هي من يَستطيع ان يَرى والداه فيها ، حَتى اخيه الامر عَينهُ ، ايَام الغُربة صَعبه عليه دَون أنيس لوحدتهِ والان وَجد هذا الانيس الذي يَملآ فَراغهُ ويُريد منهُ ان يهدأ
قال بعدم رضا ولا صبر: انته تسكت واخيراً راح اشوف اختي وتريدني اكعد بأحلامك اوف ليش الساعه ماتمشي ابداً ليش اريد سبب
ابتَسم بسُخريه ، سَؤاله يُذكره بأشياء تَجعل رأسه يَدور ويدور دَون توقف حَتى تَوجعهُ من كِثر الدَوران .. يسأله سؤال يَجرحه بالصميم يُمزقه أشلاء وأشلاء ، يُذكره بوالداه حَين كان دائما مُستعجل وكان يسأل نفسِ السؤال الان فَقط عرف جواب السؤال الان فقط يُجزم انهُ لن يَتسعر كالسابق ابداً ، الان فهم أهمية الوقت وكيف يلعب دور مُهم بحياةُ الانسان سواء بالايام الحلوه او الذكريات او اشياء اُخرى
الان يُمكنه التفكير بدل المره الواحده عشرً قبل الاجابة .. وقبل ان يتسرع ويُفسد اشياء واشيا .. هذا القَلب وهذا العقل قد رَضخ للامر الواقع وقَبل بُكل شيء الا الاستسلام لن ولم يَستسلم حتى يُنهي كُل شَيء
سامر: لان اللحظات الحلوه لازم فتره قبل لا توصل للشخص واللحظات الي ما نريد نشوفها يمشي الوقت بسرعه مثل الطياره حتى تجي لازم تنتظر كل شي واله وقته ..* رَفع عينيه وقال بتركيز .. سواء الحــب او الامل او حتى الانتقـــــــــام ..* تَحولت نبرتهُ لحسره .. اخ من هالانتقام بس لو اكمله اشوف حياتي واشوف الدنيا والي تردون اشوفه بس خلوني اخلص الي اريده وقتها الكم الحق تعاتبوني
نظر اليه بتفكير .. تُرى ماذا يُمكن ان يحدث لو ان هُنالك فتاة بحياة سامر؟ يُحبها وتُحبه؟ هَل كان سَيترك انتقامه لأجلها؟ أم كان سَيجعلُها تنتظره حتى يُكمل انتقامه؟ هل كان سَيحميها كما يَحمي من يُحب الان؟ ام كان سَيُخفيها عن عدوه حتى لا تتضرر؟ .. هَو مُيقن ان قلب سَامر ان أحب من المُستحيل ان يَخون أو يَجرح حتى ، لكن من تِلك التي سَتروض هذا الحَصان وتجعلهُ تحت سَيطرتها .. مَن تِلك التي سَتجعل منهُ العَاشق المُتيم .. لكن ان كان هذا العاشق وان كان هذا الحَصان مَجروح ماذا سَيحدثُ حينها؟، كَيف سَتكون الحَياة بالنسبه لهُ؟
هَو الان يَعيش حَياة بلا الوان كَيف ستصبح لو اصبحت بِها الوان؟ ، هل كانت هذهِ الالوان ستُغير من نَظرته وتجَعلهُ يتخلى عن الانتقام ام لا؟ قال بأستفسار: سامر لو حبيت هسه بالفتره قبل لتخلص الي تريده لو نفرض فرضاً فرضاً ممكن تتخلى عن فكره الانتقام من بالك لو راح تكملها وتعيش ويه الي تحبها؟
رَفع رأسه له ثُم انزله مَره أخرى .. يَبحثُ عن الاجابه بنفسهِ الان ، أخذ كَميه من الهواء ليتنفس بعد اختناق يسري بداخلهُ ثُم قال بهدوء وحكمه يؤمن انهُ من المُمكن ان يُنصف بين الامرين: شوف لو نفرض الي تكوله " تقوله " صار اول شي ما استعجل أتأكد اذا احبها اذا اي واحبها اتزوجها لان ما اريد شي يصير ويوسوس الي الشيطان عاد الحلال احلى من الحرام ومستحيل اتخلى عن فكره الانتقام ابد هايه اول شغله وثاني شغله ما حخليها تدري بالسالفه من اصلها ومثل ما لينا ما تعرف وبأمان هي هم لازم تكون بنفس الامان .. سامر تدري لو حبيت وعرف اني احب وهي نقطة ضعفي مستحيل يسكت حيستغلها ويهددني بيها اني ما اريد احب ولا اشوف حياتي حتى ما تصير عنده نقطة ضعف علي يهددني بيها حياتي هسه مو مال حب خطره مو مال اشوف حياتي .. صدك " صدق " وين ماهر؟
ابتَسم له: ماهر هالمسكين هسه يمكن راح يتخبل بالمستشفى ويه هالاستاذ الي مخبله هههههه الله يساعده شكد " شقد " يحجي ولا يسكت
..: ســـــــــــــــــــــــــــــامر
وَضع يَديه على أذنيهِ ، التفت لها بأنزعاج: خرب شهالصوت اذني اريدها والله نصيي صووت شكد عالي من غير شي راسي
روان بصوت هـامس: هيج احسن
تَقدم مَنها وحَضنها بقوه .. كالعاده لم تتغير عن ما كان يعرفها بهِ سَنتان ولم تتغير بها ولو قليلاً .. ما أجمل ان تَرى الشَخص كطبيعتهُ حَين تركتهُ دون ان يَتغير بمرور الوَقت او يَصبح ما انت تَخشى ان يُصبح عَليه
مَن ناحيه أخرى شَخصان أخران التقيا بعد طول غياب .. وكان ذاك الغياب مؤلم عليُهم جميعاً على تِلك القلوب الهشة ، عَجباً لتِلك المَواقف تُبكينا أسعدُها وترسم الابتَسامه على وجَوهنا احزَنُها
همسَت: جببار راسي يوجعني خلينا نطلع منا
ابتَسم لها: طيبب خلينا نطلع وراانا حجييي هوآآآي
بادلتهُ الابتسامة بأبتسامه خفيفه على مَزاج لها لشيء الان كُل شَيء امامُها يَدور من شَده وَجع رأسها عليها


|*|*|*|*| |*|*|


بجهة اُخرى من مدينه نيويورك المُزدحمة
في أحدى المُستشفيات التي تَعد من المُستشفيات الكَبيرة وأفضلُها حَيثُ يَوجد افضل الاطباء المُتخصصين ..
نَظر لهُ بملل رأسه سينفجر من كِثر كلامهُ: د. ميشيل ألم تنتهي من المُحاضرة هَل يمكنني الان ان أجري الفَحص للمريضة ان سَمحت ارجووك
نَظر لهُ بنَصفِ عين: أأنت المسؤول عن حاله هذهِ المريضة
اجاب ماهر وهو يهز رأسهُ بالايجاب: اجل فالدكتور نيك من جعلني عليها هل من خطب ما في عملي
د. ميشيل وهو يَعطيه المَلف بلا أهتمام: لا ليسَ هُنالك خطب كُن حذر ولا اُريد ان اسمع تذمُر احدً منك مفهوم وانتبه للمريضه ولا تتكلم كثيراً حتى لا تشعُر بالدوار بسببك ولا تتأخر عن عملك ولا تفعل شيء مُخالف مفهوم
ماهر بصبر: حاضر أستاذي أوامر ثانيه
خَرج من دَون ان يَقول شيء
ماهر بتذمر: اوف هالدكتور العله واكف " واقف " ببلعومي لو ما هو الي يدربني جان موته شلون يتحملونه الله يعين عائلته عليه شلون تصبر عليه
الفتاة: ما يصير تحجي عليه حتى لو يضوجك
التفت لها وهو يَحك رأسه بأحراج: افتهمتي شحجيت
ابتَسمت تِلك الفَتاة التي لا يَتجاوز عُمرها الحادية عشر: ايون فهمت عليك وعلى استاذك الي شكد يحجي شنو ياكل كل يوم راديو حتى هيج يحجي
سَحب الكُرسي وجلس عليه قال وكأنه يَتحدث لجبار وليس لطفله: مو داكول الله يعين عائلته عليه اووف عاد يكلي لا تحجي هوايه وهو الي يحجي بس شنسوي على حظي شكد حلو شمره " وضعه " كدامي الله يَصبرني ..* أستَوعب الى مَن يَقول الكَلام ..
ابتَسمت له: عادي عادي ما راح اكول لاحد شتحجي مراح يعرفه احد
نَظر اليها بتعجب: انتي متأكده عمرج 11 سنه خاف مخربطين بالعمر
هزت رأسها بالنفي: يس عمري 11 بس يكولون عقلي أكبر من هالعمر
ماهر: شنو اسمج
قالت: سما .. وانته اسمك ماهر
رَمش بعينيه لعده مرات: وانتي شمعرفج بأسمي
سما بابتسامة طفوليه: الدكتور قبل شويه من جان " كان " يقلي هالمحاضرة كال " قال " اسمك
كتف يديه هذه الطَفله حيرتهُ: يعني انتي فهمتي الحجي الي كلناه " قلناه "
هزت رأسها بالايجاب وهي تقول باللغه الانكليزية: اجل سيدي لقد فهمتُ كل شيء ف الافلام الاجنبيه تُعلم الكثير وغيرها من الانترنت والبرامج الخاصه بتعليم اللُغات
ابتَسم لها: طيب يا صغنونتي ما خايفه من العمليه وانتي عمليتج عمليه "قلب"
هزت رأسها بالنفي: ابداً عاد اسويها هسه اسهل من اسويها وعمري اكبر بيني وبينك شفتها بالنت والاطباء يسونها
ماهر: اول مره اشوف بنت ما تخاف من العمليات شنو حلمج من تكملين دراستج؟
سما بحالميه: مههندسسه كبيييره ومعرووفه الله اعشق الهندسسه
ابتَسم لها: ان شاء الله تكبريين وتحققين كل احلامج وهسه لازم تحضرين نفسج للعمليه
قبل ان يُنهي كلامه طَرق الباب الدَكتور ثُم دَخل
د.نيك بابتسامه: صباح الخير عزيزتي
ابتَسمت له: صباح الخير دكتور هل حان موعد العمليه
هز رأسه بالايجاب: اجل عزيزتي هل تُريدين شيء قبل ان نبدأ
سما: لا لكن هل والدي بالخارج ام لا
د. نيك: ان والدك ذهب للصيدليه ليُحضر الدواء اللازم حين تنتهي العملية اتودين ان تنتظريه
هَزت رأسه بالنفي: لا لا الان اٌريد ان ادخل لغرفه العمليات
ابتسم لها والتفت لماهر: ماهر هل يُمكنك ان تَحضُرها لغرفه العمليات الثانيه
ماهر: بالطبع
خَرج الدكتور التفت لها وقال باستفهام: ليش ما تردين تنتظرين ابوج
ابتَسمت له: حتى ما اشووف ضيق لو زعل بعيونه اريد بس اشوف بيهن الفرح مو لسبب ثاني فاسويها واكمل واشوف الفرح بعيونه ولا اشوف حزن هيج اني ازعل اكثر
ابتَسم على تَفكير تِلك الطفله حَقاً عَقلُها اكبر من عُمرها

|*|*|*|*| |*|*|

في أراضي الوَطن
السَاعه الثانية ظُهراً

وَقفت بعدم استيعاب .. بعد ماذا؟ ولمَ اصلاُ؟ ، لا والف لا.. لا تُريد ان ترتبط بهِ بعد كُل هذا يكفيها ما حَصلت عليهِ في الفتره الاخيرة ، نظرت لزوجه عمُها وقالت بهدوء: أسفه عمتي بس مو موافقه ما اريد يصير نفس الي صار قبل خلينا هيج حلوين
اقتَربت منها وجَلست بجانُبها .. قالت بحنان: فكري بالموضوع حتى لا تاخذين قرار متسرع الماضي فات واحنا اهل هسه فكري زيين مراح تخسرين
اغمَضت عينيها " مراح تخسرين " .. ماذا تبقى لتخسره أصلاً؟ هل بعد خساره والداها خساره اكبر؟ ام بعد قَلبها المَكسور خسارة ثانية؟ .. فكرت ولا تٌريد ان تعيد تفكيرها القَديم واحلامُها الورديه ، لا تُريد ان تُحلق بالسماء ثُم تَسقط على الارض بشده تؤذيها ابداً لا تُريد هذا الان
قالت بأصرار: لا عمتي متأكده من قراري خسرت هوايه ما اريد اخسر اكثر ولا اريد احلم لان مليت من الحلم خليني بالواقع احسن .. بعدين اني وانتي وعمي همين يعرف علي من نفسه راح يرفض مثل أول ليش تخلوون اشياء ببالكم ما حتصير خلينا نصير واقعيين اني مثل قبل ولا ابنكم ممكن يتغير بيوم وليله ..* التفتت لها .. اسفه بس ما اريد اسويها مره ثانيه فاهمتني صح
شعرت بغصه تجتاحُها وهي تتذكر والدتها قالت: من بعد ماما الله يرحمها محد راح يفهمني اكثر منج مو ؟
فَتحت يَديها لتستقبلُها بحَضنها .. مَعها حَق ولا تَلومُها ابداً ، قلب هذه الفتاة مُحطم كٌلياً فَقدت الوان لحياتُها كيف سَتُكمل لوحتها؟ .. جَعلتها تُفرغ ما في داخلها من دَموع حَتى شَعرت بحرارة تِلك الدَموع ، عجباً لم هكذا والداها فارقا الحياة من قُرابه الشهرين ونِصف وهم لَم يعلموا حتى الان .. ما هَي تِلك القلوب القاسيه؟ لمَ للان هي موجوده؟
شَعرت بأنتظام انفاسُها .. رفعت رأسها لتجدها نائمة وضعتها بخفه على الوِسادة ووضعت الغطاء عليها ثُم اطفأت الانوار وخَرجت للاسفل
في غُرفة الجَلوس
علي بنفي قاطع: مستحيل يعني مستحيل اسوييها بابا ما ارييد ما ارييد
جَلس على الاريكة: واني كلت " قلت " كلمتي
كان سَيرد ولكن قاطعه صوت والدته
نور بسُخرية: خليه أدم لا تجبره على شي اصلا ابرار رفضت قبل لا هو يرفضها احسن شي تسويه زين كول " قول " سبب واحد يخليها تقبل تتزوج منه ممكن تنسى كل شيء الا ذاك اليوم مستحيل تنساه
فَتح عَينيه بصدمة ، لَم يَتخيل ولو قَليلاً بانها من المُمكن ان تَرفضة .. شَعر بالدَم يَتجمع في عينيه ، هو يُرفض ومَن من ؟ مَن تِلك؟ .. لا عَقلهُ لا يُصدق انها رفضته للان لا يُصدق هذا .. من المُستحيل ان يَسمح بهذهِ الاهانة هَو ايضاً رَجل ولديه كَرامه
آدم بصدمة وهو يَنظر لها: شنـــــــــــو هي رفضته ؟؟!!!!

.
،
.
.
النهاية
ان شَاء الله ألقاكم يوم السَبت من الاسبوع الجاي
ودي للكُل

 
 

 

عرض البوم صور ظل اليَاسمين  
قديم 01-05-15, 08:26 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2015
العضوية: 293869
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ظل اليَاسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ظل اليَاسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ظل اليَاسمين المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: بكِ بدايتي واليكِ نهايتي | بقلمي

 

--------------------------------------------------------------------------------

السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()
اخباركم يَ رب بخير
هسه حـ انزل البارت
وبعدها حأتوقف لفتره لان الامتحانات جاية
وان شاء الله اكملها ورا الامتحانات
واعوضكم ببارت طوويل يعادل طول الفترة الي راح تنتظرونها
لا تَبخلون علي من ردودكم
+ قراءة ممتعه للجميع

ودي

 
 

 

عرض البوم صور ظل اليَاسمين  
قديم 01-05-15, 08:28 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2015
العضوية: 293869
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ظل اليَاسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ظل اليَاسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ظل اليَاسمين المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: بكِ بدايتي واليكِ نهايتي | بقلمي

 

(3 )

هل يُزهر الفرح بعد طول انتظار ؟
هل يَنفتح قلبي بعد لهيب النيران ؟
هل يُمكن أن ابني قَلعه .. واحقق حُلم
ان انثَر ورداً وانشرُ عطراً
علميني ان أعطي وأعطي دَون ان يَنتهي عطائي
كوني لي مصدراً للقوة
كوني لي مصدراً للامل
كوني لي مصدراً للحياة
علميني ان ارسم لوحةً واُزينها بعيناي
قولي لي كيف للايام ان تلويني بدونكِ
علميني كيف لي ان احيا على ذكراكِ
وقولي لي بعد كُل هذا !
هل يُزهر الفَرح بعد طول انتظار ؟

يَاسمين

♫ ♫


للان لَم يَستوعب بعد انهُ تم رَفضه ، للان لا يُصدق هذا ابداً .. يَشعر وكأن شَيء مَس من كَرامتهُ ، وكأن احد احسسهُ بالنَقص لكي يُرفض هكذا ..هو من يَرفض لا احد غيرهُ يَمكن له ان يَقول لا ، هو الذي يقول كلمه " لا " لا يَسمح لآحد ان يَرفضه هكذا ويَجعل منهُ مَوضع للسُخرية
نَظرت له وهي تقول: أذتك؟ .. مَست كَرامتك؟ حسستك بالنقص شي؟ كَسرت قلبك؟ خلتك مصدوم؟ محتار؟ ماتستوعب الي يصير لحد هسه؟
نَظر لوالدتهُ بقهر .. بَدل ان تواسيه الان هَي تَزيد عليهِ: انتيي امي لو امها حتى تدافعين عليها واني ابنج
ابتسمت ابتسامة جانبيه وهي تقول: هسه لازم اني وياك مثلاً واواسيك .. حقها لو ترفض عاد شويه حس بالي هي كانت تحسه من رفضتها علمود حبيبتك وهسه شنو حصلت من حبيبتك؟ .. عاد على الاقل محد يعرف رفضتك مو مثل ما سويت وياها ماكو احد ما عرف ..* اقتربت منهُ وهي تكمل كلامُها .. تدري شنو يحجون الناس تدري ما يرحمون البنت لو ابن عمها رفضها اكيد اللوم كله يخلوه عليها والولد يطلع منها بدون ضرر وحتى لو هي ما بيها عيب يخلون بيها ألف عيبب وقتها منو بعد ممكن يقبل يتزوج بيها تريد تعرف شنو اقل شي جانت " كانت " باليوم تسمعه لو لا اقل شي لو تروح لآي مكان بسييط " رفضها أبن عمها اكيد العيب منها مستحيل تتزوج بعد " اني مو ويه أحد اني ويه الحق والحق هالمره الها مو الك اتقبل كلمه لا هالمره من غيرك
وَقف من مَكانه أخذ مفاتيح سَيارتهُ وخرج من البَيت بكُبره
آدم: زودتيها عليه
ابتَسمت له: خليه يحس شويه
في الاعلى وتحديداً غُرفة الضيوف\
شَدت على يدها بقوه وهي تقرأ ما كانت تكتُب من سَنتين فَتحت الصَفحه الاخرى
" الله من صدك " صدق " شعور حلو شوكت يجي اليوم هذا انتظره من زمان بس لو يجي راح ارتاح واخلص من هالتوتر الي عايشته "
قَلبت الصَفحه " اليوم سبت وباجر " بكرا " اليوم الي انتظره من زمان انتظره دوم اسمعهم يكولون " يقولون " أبرار لعلي وعلي لابرار حتى ما شايفته هواي .. بس الي اعرفه الاحلام الورديه الي حلمت عليها وبنيتها وياه هو عودوني على هالاسم حتى صرت أربطه بأبسط اشيائي طاييره من الفرح"
رَمت الدَفتر من امامُها ، كم كَانت غبيه هي واحلامُها الورديه التي جعلها بأعالي الافَق ثُم سَقطت على الارض سَقطه مؤلمة أوجعتها حَينها .. كانت اشبه بـِ وخزه لتُعلمها بمدى سَجاذتُها حين رسَمت احلام خياليه
هُنا هُنالك امران اساسيان واهمُهما ان الفَتاة ليس عليها ان تبني احلام دون ان تتأكد فحينها ستتأذى كثيراً والامر الاخر ليس كُل حبيب من المُمكن ان يَصبح الزَوج فَقط المَحظوظين يَحصلون على ما يَتمنون لا غير
وهي كانت اكبر خاسرة بكُل حال اما الان فلا يوجد لها شيء لتخسره .. تُريد العيش بسلام فقط دَون ان تتذكر كلام الناس وأقاويلهم التي ليس لها صَحه لكنها لا تستطيع مَحو تِلك الايام من بالها بسهولة ابداً
هو من جَرحها جُرح عميق ليس من السهولة نسيانهُ هو من جعل منها أضحوكه للناس يَتلاعبون بها على ألسنتهم للان قَلبها يَوجعها لمُجرد تذكر تلك اللحظات كانت قاسيه عليها بحق قاسيه
وَضعت رأسها على الوَساده للنَوم ، لكي تَرتاح من كُل هذا .. بين تِلك الاحلام التي تَدور في مُخيلتُها ، بعيداً عن الواقع بين ثَنايآ الاحلام البريئة .. تِلك الاحلام التي دُفنت قبل خَروجها حتى

♫ ♫


خَرج من البَيت وهو لا يعلم اين يَتوجه حتى .. يُريد ان يَستنشق الهواء فحسب ، يُريد ان يَرتاح لا اكثر .. هو يَخرُج من شَيء ليدخل بشيء أخر ليس عدلاُ ان يَكون كُل هذا له فقط ، ليس من الانصاف ان يَكون هو من يُعاني فقط .. ليس من حَق احدٍ ان يُحاسبه على ما مضى وذهب
أهل كان قاسٍ لتلك الدَرجة؟ ، ام كان فضاً لتلك الدرجة؟ ، هل جرح قَلب دون ان يَشُعر حتى؟ .. لم يَكُن يَقصد ان يَجرح احدٍ ابداً لكن من غير قصد .. أوقف السَيارة على جهة من المَكان ، أمسك بهاتفه وارسل رساله وأكمل طريقة
تشويش يُسيطر عليه من كُل الجهات ، لا يعلم كيف وَصل لهذا التشويش حتى ، يَشعر وكأن الكَون قَد تخلى عنهُ .. رَكن سَيارتهُ ودخل للكَوفي جَلس على إحدى الطَاولات وضع رأسه بين يديه انتظر لدقيقه .. دقائق .. لحظات .. مَرت رُبع ساعه وهو يَنتظر وينتظر
سَحب الكُرسي وجَلس .. كَتف يديه وقال: شنو صاير هالمره ؟
رَفع رأسه من بين يديه: بساام تعباان حيل تعبان .. مليت من كل شي يصير واني عاجز حتى انسى عاجز اعيش حياتي من جديد وعاجز ابتسم مثل أول .. تتذكر بنت عمي الي رفضتها بالدياه علموت حبيبتي ، اهلها ماتوا وهسه رادوا يربطوني بيها بس الاخت رفضت
كَتف يديه وهو يستمع اليهِ .. ماذا يٌريد اكثر قاطعهٌ: لا تشتغل شغل الناس البايخه شلون رفضتني اني ارفض ما انرفض والا اتزوجها وما ادري شنو بعد اجتك على طبق من ذهب متريدها ولا تريدك هاي هيه اوك .. وتعال شبيها حياتك مو مثل الناس انته الي معقدها مو احد غيرك بيدك تكدر تغييرها لو تريد للاحسن ماضي انساه راح بعدك شباب والعمر كدامك " قدامك "
رَفع رأسه له بتعَجب .. هل هذا يُخفف علي أم ماذا؟ .. لمَ لمَ اشعر وكأن الجَميع قد تخلى عني وكأنني أنا المُذنب لا احد سواي ، ماذا عساي ان افعل وقد تركوني وسط دوامتي التي لا اعرف منها طريق للخروج او مفر
وكأنه تائه في غابه كبيره وهُنالك انواع من الاشياء امامه الكثير من الاشجار الكثير الكثير والطريق مجهول له من اين؟ وأي شَجره هي التي سَتقوده للمكان الذي يُريده: كملت انتوا ويايه لو وياها ؟
بسام بهدوء يَغلب على ملامحهُ: مو وياهـا بس قبل لا هيه ترفض اكيد جنت " كنت " تقنع عمي حتى ماتتزوج منها زين هسه ماكو داعي تزعل او تعصب اجت مثل متريد ها اذا صحيح لعد هاي هيه ..* وقف وسَحب مفاتيح سيارتهُ وهاتفهُ ثُم اردف .. خليك هسه ويه روح اكعد " اقعد " حتى تعرف الصح من الغلط سلام
تَركه وذهب لسيارتهُ ليتوجه للبيت .. طِوال الطَريق وهو في صَمت ، هُنالك نغزه في قلبه تُنبأ بأن هُنالك عاصفه قادمة من حَيثُ لا يعلم ولا يَعلم ما ستأخذُ معها يَقود بسُرعه لعلهُ يصل للبيت بسُرعه كَهذهِ السُرعة
وَصل للبيت رآى سَيارة أحد أعمامه هُنا هو حقاً مُيقن بأن الامر لن يُعدي على الخَير البتهَ خَرج من السيارة ودق الجَرس .. هُنالك خَمول بات يَنتابهُ ولا يُريد حتى ان يُخرج مفتاحه حتى .. فَتحت لهُ الباب ، أشار لها بمعنى " من "
هَمست: بيبيتك " جدتك "
وضع يَده على جبينهُ دَخل للبيت ثُم غُرفة الجَلوس ذات اللون الابيض والاثاث البُني الفاتح .. بسام وهو يُقبل رأسها: ليش ما كلتي " قلتي " الي اني اجيج على شنو تتعبين نفسج
قالت وهي تُحول بصرها بأرجاء المَكان: ما يحتاج جنت قريبه منا واجيت ..* اكملت وبصرها لا زال ينتقل بين ارجاء المكان بحثاً .. وين ازهار ما اشوفها هنا معقوله نايمه لحد هسه
نظَر لساعتهِ التي تُشير للتاسعه صباحاً .. ابتسم ابتسامه جانبيه وقال: ازهار مو هنا اصلاً ..* حَرك يَده بالهواء .. راحت لامريكا يــم جبار ويم جدو امير
ضَربت بقدميها الارض وبدأت تتقوس تجاعيد وجهها وتقاسيمهُ قالت وهي تتنفس الغضب: ششلوون؟؟ شلون تروح من دون محد يدري هاااااا شلووون وبعييدن منو ضامن سلامتها هناك يم جدك من زين الكعدة وياه يعني منو سمح الك تسفرها
وَقف معها وهو يَقول بهدوء: يا بيبي هيه وين راحت مراحت لمكان غريب هناك اخوها سندها الي يحميها وجدها ابو امها قابل راح يسوي شي يضر بيها او يمسها ما اعرف ليش هالكره والحقد الي بقلوبكم .. من زمان صار صلح ولحد هسه انتو متقبلون بشي ومتحبون احد يناقشكم ابداً ليش
شَدت على يَدُها قاطعتهُ وعينيها تَقدح
باتت لا تُبصر وهي تتذكر زوجها ..
تذكرت ابنُها الذي لم تُودعهُ ابداً
تذكرت ان تِلك ابعدت عنها ولدُها
قالت بعصبيه: اسسكت لدافع لابو امك الي اخذت ابني مني اسسكت عن هالكافرة اسسكت اخذت ابني مني وراح من وراهم بعدته عنيي اسكت
مسك رأسه من كلام جدتهُ .. ككُل مره ككُل يوم وككل لحظة يجتمعون فيها نفس الكَلام ونفس كُل شَيء ، والذي يَقهرهُ ويَحرق بدمهِ ان كُل ذاك الكَلام ليسَ لهُ صحه كُلهُ كذب فقط كذب: بيبي الله يخليج كاااافي لخاطر الله كافي انتي الي شبيج يعني لو امي جانت عايشه برا العراق يعني صارت بلا ديين شنو هالحجي من شوكت تقيمين الناس من لبسهم او شكلهم مو مهم اللبس او الشكل مهم الاخلاق مهم التصرفات من الداخل ههذا الي يهم بيبي هذا الي يهم لخاطر الله شيعبون براسج شنو من كلام يخلونه براسج ليش نظراتكم سطحيه ليش الولد حلال عليه كُل شي بس البنت حرام بأي منطق وبأي حق اذا الله سُبحانه وتعالى مساوينا بالحقوق بأختلاف الاديان والاجناس ليش انتو تسوون هيج شَرخ صعب يتصلح ، بس كليلي " قوليلي " مو جانت مثلج محجبه تشووف محاضرات دينيه تلتزم بشرع النبي والي حلله الله وحرمه مو علمتنا أصول الديييين مثل ما تعرفينه وغيرج يعرفه مو الحلال احلى من الحرام .. دكوليلي ليش هالتفرقه ليش الي تدرس برا وابوها وياها او اخوها ترجع مو خوش بنيه بأي حق ترا ما يصير الي تسوونه مايصصصير وحرام خليهم يعبون براسج اكثر خليهم
قالت بعصبيه مُفرطه وكأنها تُريد سبب لتتشاجر معهُ: اخر عمري جايي تعلمني الصح من الغلط ها اني كلت كلمتي وخلص الموضوع اختك راح تتزوج من ابن عمك راح تتزوج منه ومالها دراسه برا خلصت الكُليات هنا حتى تروح هناك الله العلييم بأي شباب وأي شله راح تكوون عااد هنا كدام عيني كداممها
جلس على الاريكه بتعب .. مُتعب من جدتهِ لا تقتنع ابداً لا يُمكن لشيء ان يُسكتها او يُرضيها الا ان تُمشي الجميع على اصابِعهِا: زييييييين شتردين حتى تخليها براحتها شنوو اسوي حتى ارضييج شنوو فهميني كوليلي شنو؟
جلست وهي تَبتَسم بخبثً هذا يعني انها يُمكنها ان تطلب منهُ أي شَيء كان اطلَقت قُنبله عليهِ: اريدك تتزوج
رَفع رأسه بصدمه قال بعدم استيعاب: ليش اتزوج مو متزوج اني
قالت ببرود: تتزوج تجيب اطفاال مو من 4 سنين وكُلشي ماكو
نظر لجدتهِ بعدم تصديق .. انتَقلت نظراتهُ لها ليرها صدمه مُماثله له ، وهُنالك الان قَيداً يَقف بين حُلم اختهُ وبين حياتهُ هو كيف سَيُخرج هذا القيد دون ان يَمس او يَجرح .. كَيف له ان يَختار بين حياة اختهُ او بين مماتهُ هو؟..تنهد لا يُريد ان يَرد الان سَيلتزم الصَمت
..: مـاشي خليه يتزوج بس خلي ازهار بحالها ...


♫ ♫


امريكا _ نيويورك
السَاعه الواحده ظُهراً

قالت بملل: جببببببببار يلاا اخرتنا حتى البنات يخلصون اسرع منك يلاا
خَرج من غُرفتهُ وهو يُعدل شَعرهُ الاسود اللامع قال بغرور: دخليني اعدل شكلي قابل تردين اروح اشوف جدو بكفشه غير اطلع حلو
رَمت عليه عُلبه المناديل: اسكت صدك " صدق " الي يكول الابيض دووم فاهي هسه اعترف بهالجمله الله يعين المسكينه الي تتزوج مثلك
ارجع شَعرهُ على الوراء واخذ مفاتيح السَياره: هنيالهه بس هنيالهه عليه يمه فديتني شكد احبني
سَحبت هاتفها نَظرت له بملل: عابت على هالغرور راح اكرهك اذا هيج يا حظي الحلو عاد
ضَحك بهدوء وهو يَتوجه للسَيارة .. رَكب وهو يُفكر بصديقه الذي لا يعلم لمَ تغير هكذا لمَ تَعكر مزاجهُ بلمح البصر ، حَرك السَيارة لبيت جَده
اما هي كانت خلافهُ تماماً كانت تُفكر بتفسير لحُلمها هذا الذي طَرق عليها أبوابه .. لم اتى لمَ؟ وما هو تفسيره تائهة ولا تعرف اين هي الان .. كُل الذي تعرفه انها تُريد ان ترتاح
ترتاح من التفكير ترتاح من الم رأسها الذي لا يُفارها من فتره ترتاح من خوف يتسلل لقلبها بشأن القادم كيف سَيكون؟
هل ذاك " البغيض " من الممكن ان يأتي لهنا ويُزعجها من جديد هل يُمكن ذلك .. لا تُريد ان تُفكر بالامر حتى ، التفتت على النافذه رَفعت بصرها للسماء الزرقاء .. ببعد تِلك السماء تحتاج لوالديها
تحتاج لحُضن امُها وتحتاج لكلمات والدَها الدافئه في اوقات رَجفه قلبُها .. تحتاج لتِلك الحَكم التي يَقولها وتَلك اللحظات التي تجمع كُل منهم وتِلك الصَور التي اصبحت بين الادراج الان .. استَيقظت على صَوت اخيها
جبار: يلاا وصلنا
رَمشت بعينيها ثُم قالت: شبسرعه وصلنا اتذكر الطريق جان اطول شويه
ضحك بخفه ثُم ابتسم لتظهر غَمازة على خَدهِ الايسر: يا عيني صار اليه نص ساعه بس اسسوق واخرتها تكوليلي شبسرعه وصلنا عندي طياره وما ادري اني صدك لو كالوا البنات ما يحسون بمعاناه الشباب
نَزل من السَيارة وتاركها تَلحق بهِ بين ارجاء الحَديقه ورائحه الورود التي تفتح النَفس وتبث الانتعاش فيها طَرق الجَرس
قالت وهي تَزم شفتيها بعدم رضا: شقصدك اصلا انتوا شتسوون بس كاعدين ومستريحين هـاا
فُتح الباب ليقطع عليها كلآمُها
جبار وهو يدخل ..رَفع كتفيه مُتجاهل حديثُها: اهلا صوفيا اين هو جدي
صوفيا: انهُ في غُرفة الجَلوس بأنتظارُكما
ذهب وبداخلهُ يَضحك يَعلم انها الان تَشتغل من الغَضب .. تَكره هذهِ الحَركه بشده سَمع صوتها
ضَحك: شمسوي بيها هالمره حتى صوتها وصل اليه ها
..: جدييييي .. رَكضت لحُضنه ، بهذا الحُضن تتذكر والدتها وايامُها معها .. هذا الحُضن الباقي لها من رائحه والدتها
ابتسم وهو يَحضٌنها: دلوعتي شنو سوه هالمره وياج
قالت بغييض: مخليني احجي ويه روحي عبالك ويه الحايط وهو عايفني وراييح
ابتسم لها: عوفج منه لا هوه بي خير ولا سامر حتى محد يسأل منهم
رفعت رأسها بأستغراب: ومنو هذا سامر بعد
جبار بأبتسامه: وانتي شعليج منو سامر .. سامر الله يسلمج حبيب جدي حتى يمكن ماخذ مكانج منه
قالت بعصبيه وهي تنظر له: ماا مكاني مححححححد ياخذه
رَمى نفسهُ على الاريكه وهو يَضحك: ههههههههههههههه اويلي بسرعه يا إللهي هههههههههه
رَمت عليه الوَساده الكَبيره بقهر .. كالعاده هو وهي لا يَستطيعان ان لا يتشاجرا ابداً ابداً
ابتسم وهو يقول: كافي من بدايتها تخليها تزعل اذا هيج ما اخلييك تاخذها وياك بعد كوم كوم عدل روحك وخابر سامر خليه يجي هسسه وما اريد اسمع نقاااش
اعتدل بجلستهُ: هههههه رجال الاعمال ما عدهم جدال بس لازم ننفذ اوامرهم حاضر .. * اخذ هاتفهُ واتصل عليه كان سَيَرد لكن جدهُ اسرع منه
قال: حتى ما يكول لا خلي اني احجي وياه ..* وضَع مُكبر الصوت
سامر بنعاس: شتريد انته شتريد قبل ساعات اني وياك ولا تخليني انام خرب لخاطر الله خربت عليه نومتي
الجد بحاجب مَرفوع وهو يَستمع لحديثهٌ: حلو حلو قبل ساعات وياه واني حتى تلفون متخابر هاا هسه تغيير ملابسك وكبل تجي هنا ما ارييييد نقاشش مفهووم عندك نص ساعه مو اكثر واشوفك يمي مفهووم ..* اغلَق الهَاتف دون ان يَستمع لرده حَتى
جبار وهو يَحك رأسه: اكول جدي المحادثه بين شخصين بس انته سويتها بين شخص واحد
التفتت لهُم: لحظة لحظة واني وين اروح هسه اذا هذا الي نسسيت اسمه بالطريق ها؟
قال جَدُها وهو يُشير للاعلى: هنـاك مكتبه وغرفه للموسيقى والطابق نفس قبل ما تغير بيه شي وغير المطبخ التحضيري الموجود ماراح تحتاجين شي خصوصاً ويه الافلام وصوفيا وياج بعد شتردين
ابتَسمت بهدوء: سلامتـك .. وقَفت مُتوجهة للاعلى حيثُ مكانِها المُعتاد فَتحت باب الغُرفة اتَسعت ابتسامتُها شيئاً شيئاً وهي تَراها على حَالُها دون ايً تغيير حتى نفسُ تِلك الالوان ونفسُ ذاك التَرتيب دون تَغيير ابداً
صوفيا وهي تَقترب مِنها: بمَ تُفكرين
التفتت لها بأبتسامه: لا شيء فَقط انظُر للمكان لم يَتغير ابداً لكم هذا جميل
صوفيا وهي تَجلس: والغُرفة والبيتُ بأكملهِ مُشتاق لكِ عزيزتي
ابتَسمت لها بِود ، توجهت للسرير الابيض وجَلست عليهِ وبدأت بالحَديث مع صوفيا هي لا تعتبرها مُجرد فتاة تعمل في قصر جدها بل تعتبِرها صَديقتُها

♫ ♫

منذُ ان وصَل للبيت مع روان تكلم معها وبعد فتره اخذها لأختهُ لتبقى معها .. ثُم عاد للبيتِ لينام فهو مُرهق من العَمل ومن كُل شَيء يَجري لهُ
ابتَسم وهو يَسمع توبيخ جَدهُ لهُ على انهُ ليسَ بجدهِ الحقيقيُ لكن يَعتبره كذالك لذا دائما يَقول لهُ جدي .. اخَذ المَنشَفةِ وتوجه للحَمام " أكرمكم اللهُ " مَع نَزول قطرات المياه على جَسده يتذكر ذاك اليوم المشؤوم لهُ
يتذكر كَيف تَدمرت حياتهُ وكيف كَره اشياء عديده كان يَعشقُها اما الان فهو يَكرهُها بشده ولا يَستطيع تَحمُلها ابداً

..: سامر لتلعب جوه المطر حتى متتمرض بعدين يلا تعال ادخل .. يلا حبيبي كافي تعال
رَكض للداخل ببراءة وجَسده يَنتفض من البَروده وكانه يَستعد للمرض والسَرير كَكُلِ مريض
جَففت شَعرهُ وقالت بعتاب: مرتاح هسه مو كتلك لا تلعب بالمطر هيج تتمرض يا حبيبي
دخل يُغير ملابسهُ وهو يقول ببراءة: ماما ماكو احلى من المطر خليني العب بيه
انحَنت لكي تُغلق ازرار قميصهُ: اي حلو وكلش حلو هم بس يمرض ما لازم نظل لوقت طويل جواه صح بابا شنو يكول " يقول" دائما
..: المطر ما يَصير نلعب جواه لان يمرضنا اكثر شي
التَفت اليه ببراءة .. رَكض لحُضنه
أغلَق المَياة وانغَلقت تِلك الذكريات ايضاً مع هذه المياه .. ذهبت ذهبت ولن تعود حتى وان اراد عودتها ابداً ذهبت في مَهب الريح ذهبت للفناء
وَقف امام المرآه يُحارب دموعه التي سَتخونه بأي لحظة .. يُحاول ويُحاول ان لا يَبكي يُحاول بجد بشَتى الطُرق يُحاول النَسيان .. يُحاول ان لا تَخونه دموعه وتَنهمر دون تَوقف لكن هذه المَرة كَانت اقوى منهِ بكثير اقوى واقوى
سَقت على رُكبتيه ومع سَقوطه أعلن استسلامهُ للدمع حتى شَعر بحراره تِلك الدموع تهمر على خديه .. تِلك القَطرات على إنها صَغيره لكن تأثيرها قوي جداً ويؤلم بشده كبيره هي اكثر شي يَحرق اعصابهُ وما يَتبقى من قَواه تَنشُلها تِلك الدَموع حَين تَنهمر دون تَوقف
أوجعتهُ هذه المره اوجعته على غير العادة .. على غير العادة لانها خَرجت من قَلبه ليس ككُل مره خَرجت من رَحم الذَكريات .. خرجت من رحَم ذكريات الطفولة من اجمل ذكريات حياته واكثرها حُباً على قَلبه فَكيف لا تَكون موجعه لهذهِ الدَرجه .. مَلوحتها ليست كملوحه غَيرُها
مـُشتاق لوالدته مُشتاق لها بشده حقاً مُشتاق لها يُريد ان يَراها دون تِلك الاجهزة التي تَحاوطُها دونها .. يُريد ان يَرتمي بحُضنها ويُقبل يَدُها ويُكلمها وتَرد عليهِ لا كالان يُكلمها لكن لا تَرد عليه ابداً ولو حَتى بكلمه .. أشاره حتى وان كانت اشاره تكفيه جداً حتى تَبعث السَعاده لروحه الكَئيبة هذه الروح لا تَعرف سِوى الحُزن خَيم عليها ولا مَفر منهُ
هو مُيقن ان الذكريات لا تعود وان الزمن ايضاً لا يعود كذالك روحه القديمه ان ذهبت لن تعود كطفولته التي قَتلوها قبل ان تُزهر اكثر فأكثر لم يَعش حَياة طبيعيه لا قبل ولا الان هو يُريد ان يأخذُ ما يُريد سَينتقم منهُ ويُنهي حَياته للابد ) لن تكون هُنالك حَياة له لكن يُريد كُل شَيء بوقتهِ المُناسب كُل شَيء سَيكون على مَايُرام حين يَنتقم منهُ
أخذ مفاتيح سَيارتهِ وهاتفهِ وخَرج من الشَقه رَكب السَيارة وتوجه لبيت جَده .. يَعلم انهُ تأخر لكن يَجب ان يَذهب اثر الدَموع ثُم يذهب الان يُمكنه ان يَذهب .. لا مزاج لهُ ولا حَياة بعد مَرت رُبع سَاعه بالتَمام واصبح امام البَيت طَرق الجَرس .. وانتَظر ثوانِ حتى فَتحت لهُ الخدامه توجه للداخل وهو يَرسم على شفتيه ابتَسامة تحمل الكثير في جَوفها .. دَخل وقبل رأس جده
نَظر لهُ بتفحص: صارت ساعه الا 10 دقايق هسه يالله اجيت بالله جان كملت ساعه حتى توصل
ابتسم ابتسامه باهتة: رحت اششوف امي وبعدين اجيت
دَفن وجههُ بالوِساده وهو يَضحك: ههههههه اني كايل رجال الاعمال دقيقين بالمواعيد حتى الدقيقه يحسبونها حساب
جَلس على الاريكة: ايي يا جدي اكيد اكو سبب حتى جايبني من نص نومتي لو مشتاق اليه
رَمى عليه الوَساده: هو منو لازم يشتاق لمنو ها؟ ما عليكم خلونا نروح نتغدى هسه بعدين نكمل حجي


أزالت السَماعات من اذنيها: ما صوفيا لم استمع لكِ؟
صوفيا: انني اقول متى ستنتهين من هؤلاء الهَنود اللذين لا اعرف من أين انتوا
ضَحكت بهدوء: لا يا حبيبة قلبي حين يُصبح الماء باللون البَنفسجي حينها سأعتزل الهَنود
صوفيا بأستغراب: ولكن هذا مُستحيل
هَزت رأسها بالايجاب: اجل هذا قصدي من المُستحيل ان اترُك الهَنود ..* وقَفت .. سأذهب واحضَر لي كتاب حتى اقرأ بهِ لن اتأخر
تَوجهت للمَكتبه فَتحت البَاب الكَبير ودَخلت .. مَشت لتختار لها كَتاب تقرأهُ وتتسلى بهِ جَذبها احد الكَتب سَحبتهُ ومن دَون قَصد وقَعت مَجموعه من الكُتب معه
انحنت لكي تُعيد الكتب لمكانِها وهي تُعيدها سَقطت اوراق من احدها ، انتابها الفَضول لقراءة ما تحتويه هذه الاوراق او لنُسميها الرسائل تَوجهت للطاوله وجلست على احد الكَراسي
فَتحت الرَسائل واحده تِلو الاُخرى وقرأت ما فيها .. ومَع كُل أغلاق رَساله ما تَشعر بصدمه اكبر من الاُخرى ، انشَلت يَديها ولا تَعلم ماذا تَفعل بعد ان قرأت تِلك الرسائل
كَيف كيف حدث هذا؟ .. لم تتوقع ابداً ان ترى شيء مثل هذا ابداً ، هكذا رسائل يبدو انها قديمه منذُ سنين مَضت ولكن لم هي بمكتب جَدي؟ ما السَر وراءها يَجب ان اسأله وقَفت لتُعيد الرسائل وتُعيد الكَتاب لمكانهِ
..: شنو تسووين هنا ؟؟

♫ ♫

وَقف امام نَافذتُها الزُجاجية ، يَرى ابتِسامتُها مع والدُها .. ابتَسم لآبتسامتهُا البريئة والتي تحمل الكثير من التفاؤل والمَرح .. كَيف دَخلت قلبهُ بهذه السُرعه وهو الذي احكم السَيطره عليهِ .. حَرك قدميهِ ليتوجه لعملهُ ولكن استَوقفه صَوت
..: لحظة
التَفت لهُ بأبتسامة هادئة: نعم تحتاج مُساعده
بادلهُ الابتَسامة وقال بهدوء: شُكراً
ماهر وهو يَضع يديه بجيب سُترتهِ البَيضاء: ماكو داعي للشكر كافي تشوفها بخير وصحه هذا اهم شي .. بالاذن
تَوجه للاسفَل طَلب كَوب قهوة وجَلس على احد الكَراسي .. شَعر بأحد يَجلس بجوارهُ التفت لهُ وقال بملل: خير
جَلس وقال بابتسامه: سلامتك الخير بوجهك حاب اسلم عليك ممكن
اشار لهُ بأن يَذهب: لا مو ممكن تكدر تتفضل تكمل شغلك بدون ازعاج
قال وهو يَقف: غريبه الحارس مالتك ما موجود اليوم
ماهر من بين اسنانهُ: جواد الزم حدودك جبار مو حارسي بعدين شي ما يخصك ممكن تتفضل وتكمل شغلك بدون ازعاج
جواد ببرود: الله يرحم ايام ماهر القديم
ابتَسم ابتسامه جانبيه وهو يقول: كلتها الله يرحم مات يعني راح وما يرجع بعد ممكن تخليني بحالي
وَضع يَديه على الطَاوله وهو يَحاول استفزازه يَعلم كَيف تَكون تِلك الطَريقة التي تَجعل منهُ بقمة العَصبيه وكيف لا يَستطيع ان يَتحكم بأعصابه ولا يَعلم ماذا يفعل ولمَ يفعل ذاك هَي مُجرد كَلمات بسيطة ستجعل منهُ بُركان يَثور بوجهِ كُل من حاول ان يُكلمه بعد ان يَرمي كَلامهُ عليه: غريبه شلون مات بهالسهولة ذاك الي من مكان لمكان ومن شي لشي وانته اعلم بالباقي الي هو اعظم من كل هذا مو

رفعَ رأسهُ له .. كَتف قبضهَ يديه .. شَعر بالدَم يَتجمد بعروقه تَذكر أفعاله .. أعماله السابقة كَيف كان .. ماذا كان .. أيُ شَخصية كان .. ولمَ كان هذا لا يَعرفه غيرهُ هو ومن تسبب بذاك الانسان
يَندم ويَندم على كُل ما حَدث .. يُلقي باللوم عليهُم هُم من تَسببوا بكُل هذا وبكل ما جَرى في الماضي .. لا يَستطيع النَسيان حَتى لا يَستطيع التَفكير بالامر
يَحتقر نفسه اكثر واكثر بكُل مره يَتذكر ما جرى وماذا كان يفعل .. يَشعر بأنهُ رَخيص وضعيف هاوٍ لا يَنفع لشيء بعد كلمات هذا الاستفزازي الذي يَقف امامهُ يُريد ان يَنصحهُ احد بأمسِ الحاجه لهذا الان يَحتاج ان يَبكي ويشكي لآحد الان وبهِ اللحظة .. يُريد ان يَرى شخص يأخذهُ لعالمٍ ثانِ بعيد عن كُل هذه الاشياء وكُل تِلك التَفاهات وحماقات المَاضي
يُريد ان يَرحل ويَرحل لمكان لا يَعود منهُ لمكان يَرتاح فيه لمكان خالٍ من الناس فقط هو وشخص يَستطيع ان يُخرجه من حالتهِ ..لكن ان اين هذا الشخص الذي يستطيع ان يُخرجه من هذه الحاله اين يُمكنه ان يَجده اين ؟
هَو غير مَوجود اصلا .. قَلبةُ يؤلمه بشده وصَدرهُ يعلو ويهبط بقوة تؤلم ما تبقى فيهِ وما تَذبذب منهِ لا يَعود بتاتاً الان لا يُمكن ان يَتكلم انعقد لسانهُ عن الكَلام ولا يَجد حَروف حتى
خَرج من المَكان دَون ان يَرى او يَسمع لشيء حتى لكن السؤال الى اين سَيذهب؟

.
.
.

نهاية البارت

 
 

 

عرض البوم صور ظل اليَاسمين  
قديم 03-05-15, 06:24 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ظل اليَاسمين المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: بكِ بدايتي واليكِ نهايتي | بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


في البداية بحب احييك على التزامك بالتنزيل ...

ومع اني ما قرأتها كلها بس كتير حبيت اسلوبك واللهجة بتجننن كتير حلوة

هاي اول مرة اقرأ رواية عراقية . وكتير عجبتني وحبيتها .


بتمنى تكمليها على خير وتوصلي للنهاية بسلام

تقبلي مروري وخالص ودي
MaYa

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 07-05-15, 08:31 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2015
العضوية: 293869
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ظل اليَاسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ظل اليَاسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ظل اليَاسمين المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: بكِ بدايتي واليكِ نهايتي | بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تُلهيكم الرواية عن الطاعات
قراءة ممتعه

( 4 )

وَمَابَال تِلكَ العَينَينِ تَشُع
وَمَابَال تِلكَ الكَلِمَاتِ تَلمَع
أجَعلتِ مَني تِلكَ الشُعله المُتوهجة ؟
ومن ثُم تَركتينَني وحيدة
أجَعلتَي كُل مَا بِداخَلي يَعرف لـِ المَشَاعرِ ؟
ثُمَ تَركتينني وَحَيدة
أين أجُد بَديلكِ؟ أو أجدُكِ؟

بقلمي

.....
ــــــ
.....

..: شنو تسووين هنا ؟؟
التَفتت له بتوَتر ، ذَبذبات من التَوتر والخَوف بأن يُكشف امرُها باتت تُسيطر عليها شيئاً شيئاً قالت بهدوء عَكسِ توتُرها: وكع الكتاب وارجع لمكانه شسوي يعني؟! .. بعدين انته شتسوي هنا امو على اساس صديقك جوه شصعدك
قال وهو يَتوجه للخَارج: يمه من لسانكم يالبنات جدي خلاني اصعد اشوف خاف صار بيج شي
قَالت قبل أن يَخرج: وياك من توصل سد البـاب اريد اروح للحديقه ممكن
ابتسم ابتَسامه خفيفه: ماشي بس اول عدلي الكتاب اكو اوراق طالعه من عنده اوك
التَفتت للكَتاب الذي بين يَداها .. لا تعلم ماذا تَصفهُ بأي كَلمات احتارت بشأنه ، يَجب ان تتحدث مع جدُها ليُعلمها بالامر فَمن المؤكد هُنالك قصة طويله بين طَيات تِلك الرسائل لرُبما ان عَرفتها عَلمت بأحد اسباب تِلك العَداوة بين العائلتين
وضَعتهُ بمكانه وخَرجت مُتوجه للاسفل .. دَخلت للمطَبخ ومن ثُم خَرجت للحَديقة بِمُجرد خَروجها من المَكان بَثَ في نَفسُها هذا الهواء النَقي الراحة ولو كانت جزئية .. مع الحشائش الخضراء بكُل مَكان والاشجار المُرتبة والورد المٌختلفه الانواع وذات الرائحة العَطره بأجمل العطور تَبعثُ في نَفسها الراحة .. مَكان وكأنه من عُمق الطبيعة من جَمالهُ
وَصلت لمَكان بعَيد قَليلاً دائما ما كانت تأتي لهُ .. تَذكرت شَجرتُها ، رَكضت بأتجاه تِلك الشَجره التي لا يعلم عنها سِوى " ساره " تِلك التي تُناديها بأبنه عمتُها وبأبنة خالُها وصديقتها الحميمه .. وَصلت لشَجرتُها بَحثت بيدُها الناعمة عن ذاك المَكان الذي تُخبأه عن الجَميع ، وَجدتهُ حيثُ حفرت على هذهِ الشَجرة اشياء كثيره ولكن هذا اهمهُ كَان عباره عن قَلب وبداخلهُ حَرفان من اسمُها وحَرفان الاول حرف السَين والثاني حَرف الراء .. ابتَسمت حين عادت ذاكرتُها للعام الذي مضى


وَقفت تَنظُر اليها بأستغراب رأتها تَنقٌش على الشَجره: ازهار شنو تسوين هسه ليش تكتبين على الشجره ما كافيها
انتَهت من الشَجره وجَلست تحت ظلالُها .. التفتت لها بأبتسامه: ما ادري اجه على بالي اكتب عليها شي وارجع بعد فتره اشووفه
ساره: سين وراء اسميين لو اسم واحد بنفس الاحرف
التَفتت للمَكان ، هي ايضاً لا تعلم لمَ كتبت هكذا لكَن هُنالك شَيء دفعها لان تَكتبه قالت بدون شَعور: لشخض واحد السين اول حَرف والراء اخر حرف بس لا تسأليني منو حتى اني ما اعرف
وَضعت اصبُعها على فَمُها بتفكير: لج ازهار يا ام الـ18 سنه بس لا تحبين واني ما ادري
اطلقت ضَحكه من القَلب على تَفكيرُها ، ارتَمت على العُشب الاخضر: ليش يا اختي بالرضاعه ليش هالتفكير السطحي اني احب .. بعدين لو احب جان كَتلج اول وحده كال احب كال ما عندج سالفه .. بس ما ادري كتبت هالحرفين بدون سبب ممكن استفاد منهم بالمستقبل

عادت لواقِعها ، جَلست تحت الشَجره قالت: لحد هسه يا ساره ما عرفت صاحب هالاحرف منو ووينه
رأت بجانَب الشَجره كَراسه للرَسم ابتَسمت من المؤكد جَدها من وضعه هُنا اخذتهُ بين يَديها ومَسكت القَلم لا تعلم ماذا سَترسُم لكن هُنالك شَيء او كما يَقولون لآهل الرَسم " تَرجمة مشاعر " لم تُكمل رَسمتها بسَبب رَنين هَاتِفها ابتَسمت وهي تَرى الاسم
ازهار: ههههههه غريبه شعجب ساره ما نايمه هيج وقت
قالت بملل: مادري مانمت فاتصلت عليج
ابتَسمت بهدوء .. تَعرف ان هُنالك شَيء تُريد قَوله: كولي كولي شنو عندج بلا لف ولا دوران حافظة كل تصرفاتج تره
ظَهر التَوتر بصوتها: هوه يعني الصراحه السالفه طويله وامس ما ادري ليش ما حجيت الج
اعتَدلت بجَلستُها واتكأت على الشَجره ، قالت برواق: مو مشكله اسمع هسه
بَلعت رَيقها من المُمكن ان يَتحول كُل هذا بعد قليل: اول شي ما اريد تقاطعيني وتخليني اكمل السالفه بعدين احجي .. هو بصراحه الموضوع من بدايته لنهايته اني أحــب .. احب واحد قبل سنه ونص من جنا " كنا " بالخامس اعدادي ولحد هسه اني احجي وياه
قَبضت كَف يدها لضبط اعصابُها تُحب ما هذه السَخافه؟ .. شعرت بالقَهر من تَصرفها الاعوج قاطعتها: ووين شفتيه يمه ومنو هوه اصلا
ساره وهي تُكمل: مره شفته من طلعنا من المدرسه جان صوفي متاخر شويه اخذ اخته ومره من المرات اخذت رقمه وصار الي صار
وَقفت من مَكانها بعدم استيعاب سَتُجن من الامر .. هذا اخر ما كانت تتوقعه اصلا ، ما هذا صَدمتان بيوم واحد كَيف لها ان تتحمل كُل هذا عَقلها بات لا يَستوعب من الصَدمات قالت بصوت حاد: ساااره شنو كل هذا من كل عقلج لو مسويه بيه مقلب اذا مقلت ما اتحمله هالمره تعذريني واذا صدك " صدق " عاد ما استوعبه ابد ساره العاقله الهادئة تسوي هيج ومن وره اهلها بربج حلفي
بَلعت ريقَها: والله ما اكذب عليج هالمره ..* اكملت بتردد .. وراح اطلع وياه
لهنا يَكفي قد فَقدت اعصَابُها وباتت تَنتفض من ذَرات العَصبيه بداخلها ، قاطعتها بعصبيه: شتحجيييييييين انتي شتحجييييين لخاطر ربج اصلا لتجيبين اسم الله خساره بيج تربيه خالي وعمتي ولا ثقة مصطفى بيج مستوعبه شتكولين مستوعبه ترا احنا مو بالهند حتى ترحين وياه وترجعين عادي بدون ما يصير شي ما جاي نصور فلم مفهووم بعد ما فكرتي بيهم ما فكرتي بأهلج شراح يسوون لو يدرون شراح يسوون وين نصايح جدو والكتب الي تقريها والي والي لو كلها طارت هذا مو حب هذا غباااء تحبين واحد ويحبج يجي من الباب مو من الشباك وياخذج وياه ترا عمر جمو صغير حتى اعلمج الصح من الغلط تأخرتي سنه عن الدراسه هسه مو راح تدخلين بـ 19 سنه شنو الي تحجينه فهمييييييني عاد من ترحين وياه ترجعين لا
قالت بسُرعه: راح نتزوج وارجع
اغمَضت عَينيها تفكيرُها عَقيم لآبعد دَرجة .. لَيست حَزينه سِوى على خالُها كَيف سَيتحمل صَدمة كهذه من ابنتهُ الوَحيدة كَيف؟ او أخيها الذي لا يَترُك شَيء بنفسها كيف؟ او والدتُها تِلك التي تُرشدها وتَنصَحُها طِوال الوقت لكَن يَبدو ان تِلك النَصائح لم تَغزُر بها حَتى .. خَيبت أملُها كثيراً كثيراً: يااااااا حبيبي ويييييييين المخرج كوليي احنا عايشين بالهند لو تأثرتي بالافلام الهنديييه حتى تردين تعووفين اهلج هلا عيوني انتي شلون حلو .. هسه تردين اقتنع بهالسالفه يعني راح ترجعين الله عاد شلون حلو لو خالو عرف او مصطفى لج بابا فكري بحالهم شنو ممكن يَصير بيهم من وراج هسه شنو من قلب عندج تعوفين اهلج علمود ولد
قَالت بنرفزة من أسلوبها الهَجومي: اوف لا تصييرين ام العقل والاحساس عاد حياتي واني حره بيها عاد هُمه اهلي مو اهلج ، لتنسين اهلج ماتوا فلا تتأثرين هواي وهسه خلي اروح احضر روحي اللوم عليه كال الي مراح تقبل بس شسوي عاد اختي ولازم تدري
وَقع الهَاتف من بَين يَديها بصدمه تردد كَلامُها ببالُها ، ان كَانت لا تُريد لها الاذى اصبحت مُتأثره؟ .. عَجباً كانت لحتى الامس كالعَسل اما الان اصبحت العَكس ما كان هذا .. يَبدو ان كُل شَيء انكَسر ولن يَعود الان ، هَي من خَسرت نَفسها وخَسرتها ايضاً
بدَاخلُها اشياء انكَسرت اكثر من هذا واكثَر من هذهِ الصَداقة حَتى ، ضَغطت على كَف يَدُها بقوه .. قَوة تؤلمها ، تِلك الذكريات .. وتِلك الايام .. وكُل هذا واكثر ذهب الان ، اين ذاك الدَواء الذي يجعل الشَخص يَنسى وينام دون اي مَتاعب تُذكر .. ،
تَتمنى لو انها كَتلك الطَيور التي تُحلق في اعالي الاُفق دَون تَوقف حَتى تذهب وتذَهب ليسَ هُنالك شَيء يَنتظرها ولَيس هُنالك شَيء يَشغل تَفكيرها .. بَعيداً عن هذه الدَوامة وبعيداً عن الكَلام الجَارح او الاقاويل المُنتشرة " أنانيه " هذه افضَل حل لكُل تِلك الاوجاع وذاك الحَديث اللامنتهي ، عَدا عن اوجاع تستكين في الرَوح لا يَوجد ما هَو اوجع جَرحها .. وَقع في الصَميم الذي يَوجع قلبها بشده
اخذت هَاتِفها ورَكضت للدَاخل تُريد ان تَذهب من هَنا لآي مَكان ولكن تُريد ان تَذهب .. دَخلت مَكتب جَدُها لأبد بأن الذي تَبحثُ عنهُ مَوجود هنا .. فَتحت الادراج واحداً واحداً حَتى وجدتهُ
وَجدت رُخصتها التي تَخص القَياده ، كَانت تَعلم بأنها ستحتاج اليها يَوماً ما وقد جاء هذا الوَقت الذي تَحتاجُها بهِ أخذتها واخَذت مَفتاح السَيارة ايضاً نَزلت من البَاب الخَلفي كَي لا يَراها احد .. دَخلت للكَراج " ورَكبت السَيارة وَضعت رأسها على المَقود حَقاً كَسرتها وبقوة وكأنه يَنقًصها حُزن لكي تأتي وتُكمله عليها يَكفيها حُزن قلبها والان هي من كانت دائما تَفتخر بها تترُكها هكذا
هُنالك شَعور بَداخُلها استَيقظ ، شَعور صَعب لا تَستطيع تَحملهُ ابداً .. شَدت على يَدها وهي تتذكر كُل الضَحكات وكُل المَواقف التي لا تَنمحي من ذاكَرتُها للان عالقه بدون تَوقف لا تأبى بأن تذهب وتتركها ، مُلتصقه بها ولا مَجال لكي تتحرر من منها ، كالقيود لا التي ان تَشبثت بشيء من المُستحيل ان تَخرج بسهولةً .. كَتلك القَيود تَشعُر بأنها تَستحوذ عَليها ولا تَستطيع ان تتحَرك او تتَنفس، بات الهَواء يَخنُقها من كُل جَهة ولا تَستطيع ان تتنَفس بهذا المَكان .. يَجب ان تَذهب لأي مَكان وتبتعد عن الجَميع بهذهِ الاوقَات تُريد ان تَتنفس الهواء لوحدُها دَون ان يَكون هُنالك شَخص معها، تَعدت مَراحلُ العَصبيه،عليها ان تَنفرد لمُفردها
هَل هكذا يُصبح الالم؟، هل هكذا تَبدأ النَهايات الاليمة؟، هل كهذهِ من المُمكن ان تَنتهي العلاقات؟، هل من المُمكن ان تَنكسر الصَداقات بهذهِ البَساطة؟، مَن المُمكن ان تَتغير الاشياء من اجَل تَفاهات هَكذا؟!، اذاً لمَ هُنالك صَداقات؟، ولمَ هُنالك الحُب والودٍ المُتبادل؟، أيكون كُل هذا مُجرد خِداع وزَيف لا اكثر؟ .. وأكثر بَكثير من هذهِ الاسئلة تُراودها في الوقتِ الحَالي من كَثرهِ التفكير
شَغلت السَيارة وانطَلقت من المَكان بسُرعه بِحكمِ انها تَعلم بالاماكن هُنا جيداً ومُعتاده على الخَروج تستطيع ان تُدبر نَفسها الان تُريد فقط ان تذهب لمكان هادئ بعيد عن كُل هذا الضجيج الذي يَملأ المَكان خَصوصاً ضَجيَج قَلبُها

في الاعلى
سَمع صَوت انطَلاق سَيارة بسُرعه .. فَز من مَكانه على دَخول صوفيا
صوفيا: سيدي لقد اختفت ليست بالاعلى ولا بالحديقه وليست بالمَكتبه او عُرفة الرسم ولا حتى بغُرفة المَوسيقى
اشَار لها بان تَذهب قال: سمعتو صوت سيارة لو بس اني
هَزو رأسهم
اكمل وهو يَنظُر لجبار: هدي نفسك تره تعرف كل شَارع وكل شَبر بس شوف شنو مخليها تعصب هسه فلا تخابر ولا تحاول تروح وراها ..* اكمل بأبتسامه جانبيه .. وهم واحد من الحَراس راح وراها هي بأمان بس تريد تبقى وحدها شويه عاد ازهار وتعرفها من تعصب
رَفع نَظره وقال بأستغراب: ليش عندها رُخصه
هَز رأسه بالايجاب: ايي
قال وهو يَقف: وهسه اني صار لازم اروح ، اريد اشوف ماهر ماكو اليوم .. سَلم على الجَد وخَرج من البَيت ، ارتدى نَظارتهِ الشَمسيه ذات اللون الاسود وخرج من المَكان .. تَوجه للمَكان الذي يَنتظرهُ فيه ماهر
اكتفى من احزان اليوم وها هو يُريد ان يَرى أحزان غيره ويُخفف عنها .. هذا هو اكثر امر يُريحهُ في الوقت الحالي


/
/
/


نَظرت للسَاعه في هَاتفها ألتَفتت لها: صارت الساعه بـ 4 العصر بسرعه يمشي الوقت محسيت بيه حتى
ابتَسمت لها وهي تَشرب من كَوب القهوة: عادي تعودي ما تحسين بأي شي هنا عالم السرعه والازدحام بس
نَظرت للهواء المُنعش من الذي يَلفح وجهها ونَسيمه الجَميل، التَفتت لها، هذهِ اللمعه لا تَعلم متى ستنتهي منها لَمعة الحُزن بعينيها السَوداء دَوماً لمعه الحُزن في كُل وقت وكُل دَقيقه تُحاول ان تُخفيها بضحكة خفيفه او ابتَسامة هَمست: لينا كل شي راح يصير احسن ليش هالحزن
رَفعت رأسها وهَي تَنظر امامُها وهي تَرى الاطفَال يَلعبون من حَولها، مِنهُم من يَلعب مع أشقاءهُ ومنهُم من يَلعب مع والدتهُ .. هَي ايضاً تُريد وَالدتها تُريد ان تُمازُحها ، تُريد ان تَنام بين ذِراعيها، ذَاقت ذرعاً لسنتين وهي في غَيبوبة ولا تَعلم متى سَتستيقظ حَتى.. تَشتاق لها كَثيراً ، أشارت بعينيها على طَفله تُحادثُ والدتها هَمست بصوت مبحوح: لحد ما امي تكعد " تقعد " واحجي وياها مثل أي بنت وامها وقتها مراح تشوفين هالحزن
نَظرت لحيثُ تُشير هي ، رأت الطَفله ووالدتهُا .. التَزمت الصَمت لا تُريد ان تَرد تَخاف ان تَخونها دَموعها حَين تُحادثُها ، فالعَبره تَخنُقها ايضاً
رَفعت كَوب القهَوة ببرود وهي تَرتشف منهُ بهدوء، هَدوء وبرود دائماً ما يُسيطر عليها بمثلِ هكذا أوقات، حَين تَعلم ان لا جَدوى من الكَلام ولا شَيء يَنفع سِوى الهدوء تَلتزمهُ، أما مَشاعُرها صَدقاً هي لا تَعلم عنها شَيء يُذكر لا تَعلم سِوى ان هُنالك ما يؤلم قَلبها بأستمرار
يؤلمه ويؤلمه لمرات ومَرات لا تُعد ولا تُحصى من سَنتين وهي في هذا العَذاب، عذاب الالم ووجع فَقدانُها لوالدتها .. هَي حَتى لم تُنهي العَشرين من عُمرها، ومع نَضجها ما زالت هُنالك رَوح طفوليه في دَاخِلُها لا تَخرج منها
يُسيطر عليها الخَمول وعدم الاهتمام لا تَهتم لشيء حَتى أخيها لا تَعلم عنهُ شَيء سِوى أسماء اصدقائه عُنوان سَكنهُ وعملهُ لا اكثر ، لا تَنكرُ ان حَين تَراه او تَخرج معهُ تَشعر بحَنانهِ ان كانت للان بأمانِ فهذا لآنهُ مَوجود ، لكن هَي طماعه بمن تُحب تُريد المَزيد والمَزيد من حَنانه ، تُريد ان يَقضي معها وَقت أكبر من هذا لكي يَسد ولو القَليل من فَراغ والدتهُا الذي لا يملآُ شَيء حَتى قالت بهدوء
: عادي تعودت ما يحتاج حساسيه بالموضوع كلها ايام واشهر وسنين وامي بعد ما كعدت " قعدت " من الغيبوبة مو مشكله اصلاً تعودت على هالوضع
والان هَي من شَعر بأن العَبره تَخنُقها بشده وأن عَينها بَاتت تَرى بغير وَضوح .. تِلك القَطرات ستأخذُ ما تُريد منها وتَزل كالعاده بدون تَوقف ، لا تُريد ان تَنزل الان، لم تَراها تتجمع بعينيها منذُ ايام وايام حتى بأصعب اللحظات لم تَراها لمَ الان سَتنزل وهي لا تَشعر بشيء بات الهَواء يَخنُقها ولا تَستطيع ان تتنفسه .. كم صعب هذا الاختناق البطيء الذي يَسلب اجمل اللحظات من بَين ايدينا ويأخذً الهواء ببطء جداً حَتى يَصور لنا الحَياة بلا الوان سِوى الرَماديه أي خاليه من أيُ مشاعر تُذكر لمَ هي تَتجمع لم أكملت بأختناق
: ماكو مشكله يجي يوم وارتاح يكفي سامر لحد هسه موجود واحس بأمان حتى لو هو بعيد عني على شقتي بصف شقته والسبب لحد هسه ما اعرفه مرات يحسسني اني ما اعرفه ما ادري ليش بس الي متأكده منه حُبه مستحيل اشوف مثله ابد لو ما ادري شيصير اكو سبب اتمنى اعرفه ورا بروده وتغيره
نَظرت لها والاستَغراب يَأخذُ مجراه، تَغير لكَن هي لم تلحظ هذا التَغير حتى .. لرُبما لأنها رأتهُ بعد وقت طَويل لكَن هي تَعلم جيداً من حَديثُ والدتها بأنهُ ان تَغير هُنالك سَبب قويٍ جداً لكن ما هو؟َ عجباً هذا أول يوم وهُنالك الغاز كَثيره تُحيط بها من كُل جَانب سِواء من سامر او من لينا أما لينا فهي لها لُعز أكبر من سَامر .. تَتعجب لقوتُها للان تتحلى بالقوة التي تجعلُها تُكمل حَياتُها للان ، أن كَانت هي فكانت الرياح لتأخذُها من مَكان لمكَان دَون تَوقف حَتى .. قالت بتعجب: بس ما لاحظت أختلاف بسامر شمعنا انتي
أبتَسمت ابتَسامة جانبيه وقالت: اكيد مراح تشوفينه من يوم واحد ينراد الج وقت حتى تحسين بألاختلاف الي احجي عنه ..* وَقفت وهي تَقول .. امشي خلينا نروح للبيت بعد ساعات ويصير ليل
روان بساؤل: زين سامر مراح يجي وياخذنا
لينا بنفي: سامر هسه ما يكدر " يقدر " يجي راح يشوف صديقه ماهر اكيد راح يطول وياه عادي البيت قريب من هنانه مراح نطول
وَقفت مَعها وخَرجت ..

/
/
/



السَاعه الخامسة والنَصف مساءً

أتكأ على مَقعد سَيارتهُ وهو يَعود بذاكرتهُ لآيامه القَديمة ..
بأحد أيام ديسمبر البارده بِل القارصة البَروده في نيويورك ، وفي الليل الدَامسِ الظلام لا يَرى سِوى الاضاءة الخَفيفه في الشَوارع والثَلج الذي يُغطي الشَوارع حيثُ لا احد يَخرج في هذا الوقت من البَيت لشده البروده يَتجمع الجَميع داخل البَيوت ولا يَخرجون
وفي ناحية أخرى هُنالك من يَخرج ويَتسلى ويَلهى دَون حَسيب ولا رَقيب عَليهُم ونَسوا ان هُنالك من يَراهُم وهو الذي سَتكون نهايتهُم وفائهُم على يَديه يَلهون ويَتسلون من مَكان لآخر ومن شَقه لآخرى ومن بـار الى أخر
ضَرب رأسه بالمَقعد وهو يَتذكر هذهِ الاشياء في حَياته قَبل دَخول سَامر لحياتهُ .. كان يُغضب رَبه بَالشُرب الذي نهاه الله كان يَعصيه بكل مَره يَشرب ويتَسلى في حَين نَسي انهُ مُراقب من قَبل ربهِ الذي لا يَخفى عليهِ شَيء، لولا وَجود سَامر لكَان الان اعظم من هذا بالكثير ولا يَستبعد انهُ كان لآظل الطريق دون عوده
فَتح عَينيهِ وهو يَسمع توبيخ سَامر لهُ تاره .. ويسألهِ عن ماذا يَشغل بالهُ تاره أخرى ، نَزل من السَيارة ووَقف أمام أمواج البَحر التي تتراطم في بَعضها وتتداخل أغمَض عينيه وقال بهدوء: سَامر راسي راح ينفجر اسئلة ببالي ما جاي اشوفلها حَل ببالي ، اتذكر شلون اول مره تعارفنا ياريت جانت " كانت " الظروف احسن وقتها ممكن ارتاح شوية .. لحد هسه احس روحي بمصيبه ما اكدر " اقدر " اطلع منها ..* صَـــــرخ بَصوت مُدوي .. شنوووووو اســــــــــوي شنــــــو
أقتَرب منهُ وهو يَمسكهُ ، نَظر لعينيهِ الحَمراء وصَوتهُ المُدوي لا يُبشران بالخَير ابداً قال بأستفسار: مــاهر شنو تحجي خرابيط ما منها فايده حط عينك بعيني وكول " قول " شنو صار
نَظر لهُ بأنكسار ، ماذا عساه ان يَقول حتى الذين مثلهُ يَجب ان لا يَكونوا موجودين من الاصل .. اللذين يَظلون الطَريق هكذا ويَسلكون الطَريق الخاطئ كحالهُ لا يَجب ان يَتواجدوا على قيد الحَياة لكن ماذا عَساه ان يَفعل هذا لم يأتٍ من فَراغ ابداً قال بصوت مبحوح: ماااا اريد هالحياة ما اريدها لازم امووت ما يكفي الي سويته قبل لييش ما متت لهسه لييش
رَفع يَدهُ وقاطعه بكَف أخرسهُ لوهله .. بدأ بالغَضب من تَفكير هذا " المعتوه " الذي يَقف أمامهُ ذَرات العصبيه تُسيطر عليهُ من كُل ناحية: شتخربط ها شتخربط تكول لازم تموت زين نسسيت منو خلقك ها نسيت ربك مسمي روحه الغفور الرحيم انته تبببببببت تعرف شنو يعني تبببببببت يعني عرفت وين الراحه الي صدك " صدق " ممكن تريح روحك عرفت القرآن هو الي نجاااك من الي جنت بيه انسسى لخاطر الله انسى الي صار خلصنا وراح الماضي من سنه وانته على هالحال ما ملييت
صَدح في اُذنه أصوات صُراخ وشِجار ، تِلك الاصوات هي التي كانت ستؤدي الى هَلاكه ، تِلك هي الاصوات الي جعلت منهُ جسدً بلا روح .. هي الاشياء التي تُزلزل كَيانهُ وتَعصف بهِ في مَهب الريح هي من تجعل منهُ كُتلة ألآلآم كُتله من الوجع المَمزوج بجروح عميقة ، عميق هو الجرح الذي في داخلهُ منذُ الطَفوله وهذا الجَرح يَكبر معهُ بكل مَرة قَال بحَرقة قَلب تَحرقهٌ بكل مَرة وكأنها جَمرة تَوضع على قَلبهِ
جمره موجعه حارقة أليمه لدرجه التَخدير من الوَجع .. تَوجع توجع هذهِ الجمره لدرجة البُكاءِ وها هو القَلب بحَق يَبكي من وَجع هذهِ الجَمره يَبكي ويَنزف الدَم يَنزف ، نَزيفهُ حَاد ولا يَستطيع السَيطره على هذا النَزيف منذُ سنين قال بوجع وكُل ما فيهِ يَبكي: كل الي بييييييه من وراهم كل الي بيه من وراهم يا ساامر حتى ما اكدر ادعي عليهم ما اكدر شوف شصاار بيه من وراهم وييين رحت ومنين اجييت حتى ما يدرون حتى اخويه ما ادري بيه عدل مييت متزوج لا حتى عييد ميلاده ما اعرفه بس اسمه اعرفه .. شكد دورت عليه شكد ما لكييييته " لقيته " عاد هوه مرتاح لو هم مهموم مثليي هذا السؤال ببالي بس هالسؤال أخ بس
ألجمتهُ أخر كَلماتهُ .. أيُعقل أن لديهُ أخ ولم يُخبرنا حَتى" صُدم للامر .. سامر بتساؤل: زين ما دورت عليه أو سألت عنه أحد من أصدقائه او اقاربه
نَظر لعينيهَ بألم وهو يقول: ماكو ماكو ولا نص خبر ماكو جربت المُر وياهم ما اريده يجربه هو هم ما اريد نهايته تصير اسوء مني ما اريد اخ بس لو اعرف وينه والله والله اروح بأول طياره حتى لو هو بالعراق ارجع علموده
طَبطب على كَتفيهِ ، يُحاول ان يُواسيه أو يُغير الموضوع: يلا ان شاء الله تلكاه " تلقاه " شلون الطفله الي كلت الي عليها نجحت عمليتها
ابتسم على الخَفيف وهو يَتذكر كلامُها وحَركاتُها: لا الحمدلله نَجحت عمليتها ..* تَحولت نَبرتهُ بجديه .. ما ادري ليش احس بشي يجذبني الها احسها قريبه مني حتى ابوها بس شنو هالاحساس ما ادري

.....
ــــــ
.....

في أراضي الوَطن*
السَاعه الثامنة مساءً *

يَقف امام النَافذه الزُجاجيه ، وهو يَضع يده عليها .. أغمض عينيه لبرهه وهو يُفكر فيما وقع عليه في هذهِ الفتره كَيف؟ ولما؟ لا يعلم كُل ما يعلمهُ بأن هُنالك شَيء اسوء من هذا سَيحصل لهُ لا محاله
..: بساام الاكل
شَد على قَبضة يَده بقوة .. مُنزعج من تَصرفها ما كَان يُريد ان تُجيب بالمَوافقه، ولا يُريد ان يُكلمها حَتى صَد للجَهة الأخرى: ما اشتهي
اقتَربت منهُ وقالت بهمس: بسامي هسه حتى لو ظليت تفكر تاليتها راح تقبل هسه او بعدين ماكو فرق
التَفت لها وقال بأنفعال: مو هنا المشكله مو هنا المشكلة بالجواب حتى ما انتظرتيني افكر
رنا بابتسامه: مو جاي اكول حتى لو فكرت تاليها تقبل
بَسام وهو يَعقد حاجبهُ بَعدم رِضا قَرب مِنها: ما اتحمل
أغمضت عينيها ثُم قالت بأبتسامه: راح تتحمل علمودي ..* مَسكت يَده .. يلا عاد كافي دلع وامشي للاكل
أبتَسم رُغماً عنهُ لا يَستطيع ان يُخاصمها ولو قَليلاً .. ولا يَستطيع ان يُطيل الزَعل عليها هَي فَقط تكون راحتهُ التي لا تَنتهي لا يَستطيع ان يَتخيل حياتهُ بدونها ، لكانت بلا أي شك سوداء خَاليه من أيُ الوان هي من تُغير مِزاجهُ بلحظات بل ثوانٍ حتى وان كان في ذورتهِ من الغضب قَلبهُ يؤلمهُ غداً سَيرتبط بأخرى كَيف ستكون حَياته مع تِلك المجهولة التي لا يعلم حتى اسمُها ، نارٍ في صدرهُ لا يُريدها لكنه مُرغم عليها لآجل سعاده اختهُ سَيتحمل لكن حبيبتهُ كيف ستتحمل هذا؟ كيف سَيسهل عليها أن تَراه مع غَيرها؟ كَيف ستتقبل فَكره ان هُنالك أنثى غَيرُها سَتُشاركها من مَلك قلبها؟ كيف يَمكن ان تتقبل مَراره الامر كيف؟
أنتهى من طَعامهُ .. أو يُمكن القول بأنه لم يَتناول على غَير العَاده لا يَستيطع ان ياكُل كَكُل مره يَشعر بأن الطَعام يَقف ولا يَنزل ، وعلى خِلافِ هذا يَشعر بأن الوقت يَمضي بسُرعه بالغهٍ وان الليل سَيمضي بغضون ساعات قليله ويَحل الصَباح بأشعه الشَمس التي تَحرق نَفسِها وحَينُها لا يَعلم ماذا يَنتظره لكن ما يَعلمهُ بأن حَياتهُ سَتنقلب ان كانت هذهِ الفتاةُ من طرف جَدتهِ من المؤكد بأن نواياها خبيثه وكَلامُها سَيكون لا شَك ولا مَحالا كَالسم على " رنا " .. نَظر لها وهي تأكُل بهدوء قِناع الهدوء لا يَمرُ مرور الكِرام عليهِ هو يَعلم ما يُخفيهِ هذا القِناع من حُزن لكن تَباً لقلب لا يُمكنهُ سِوى الكَتمان ، ولا يُمكنه الا ان يَقف عاجز هاوٍ لا يَستطيع فِعل شَي
رَفعت رأسها له .. لَم تتَحمل نَظراتهُ اكثر من هَكذا، هذهِ النَظرات دائماً ما تَفضح أمرُها بسولهٍ بالغه دَون أي تَعب .. وهي الان من يَحترق من الدَاخل وتُبين العَكس قَامت من الطَاولةِ بهدوء وتوجهت للغُرفة ، أرتَمت على السَرير ودَموعها تَسبق وِصولها حَتى ، يكفيها لا تتحمل فَعلت هذا لانها ليسَت بأنانيه حتى تَجعل رَوح بريئة تُدس تحت ما يُسمى " عادات المُجتمع وتقاليده " لا تُريدها ان تَكون إحدى هذهِ العادات الي دَمرت أحلام الكَثير والكَثير من الفتياتِ الطَموحاتِ
لم تَشعُر بشيء ألا وهي بين ذِراعيه ، انطَلقت مِنها شَهقة خفيفة يَليها تِلً من الدَموع داخل عينيها ، لا تتحمل اكثر من هذا فَوق طاقتُها وبين حُضنهُ الحَنون لا تَستطيع ان تَوقفَ دموعُها من النَزول
مَع كُل دَمعه قَلبهَ يَتقطع من مَكانهِ ، لكن ما باليَد حيِله الامر حُسم ولا مَجال للنَقاش حَتى .. لا يَسعهُ فعل شَيء الان سِوى ان يُخفف عنها لا اكثر ، وعلى أيً حال ليسَ هُناك شيء كان بَرضاه .. كُل هذا ناتج من تهور
كَره هذهِ العادات والتقاليد التي تُقيدهُ وتخنقهُ حَد الالم وهو لا رآي لهُ وكأن الموضوع لشَخص غريب ليس قريب منهُ .. لا يُمكنهُ ان يُصبح أناني ويَقف بوجه طموح أختهُ ودَلوعتهُ من اجل زواجه .. تَنهد من القَلب نَظر لها ووَجدها نائمة بَين يديهِ وَضعها على الوَسادة ونَام هو الاخر .. بعد تعب هذا اليومُ وشقاهٌ الذي تَحملهُ لليَوم

/
/
/



السَاعه العَاشرة والنَصفُ ليلاً

قَال لها بَعتاب: هسه عاجبج من الصبح لهسه ابنج مختفي الله العليم وين راح
نَظرت لهُ بقلق لَم تدري بمَ تَرد عليهِ فَكلامهُ صحيح: مادري راح يصير هيج وموبايله قافله وين راح آدم وين راح علي
: هنا اجييت ..* تَقدم مَن والدتهُ وأرتمى بَحَضنُها وقال بأسف .. امي اسف ما قصدت كُل الي كلته " قلته " ما أقصد .. خَتم أخر كَلماتهُ بقُبله على رأسها
قال آدم بتساؤل: وين جنت كل هالوقت
جَلس على الاريكة: بالمسجد انتظرت صلاة العصر وظليت هنالك لحد ما صليت وياهم ورحت شويه امشي واجيت
ابتَسمت له ، الان عَرفت سِر التَغيير المُفاجئ هذا .. تتمنى ان تَدوم هذهِ الراحه ولكن هُنالك من يَتعذب ايضاً كَيف تستطيع ان تُرضي الطَرفين ، دَعت في قَلبُها بأن تَسيير الامور كَما تُريد هي ، وتجتمع تِلكَ القَلوب المَكسوره
خًرج مُتوجه لغُرفته .. دَخلها ، غَير مَلابسهُ وارتَمى على السَرير .. حَضن وِسادتهُ مُحاوله للنَوم ، لكَن النَوم يُجافي عينيه بعد أن ابصر حقيقه انهُ دَمر قلب بريء ذنبهِ كان فقط ان حَب بصَدق ولكنهُ خسر بقدر حُبه واكثر
يُفكر الان كَيف يُمكن لهُ ان يَستطيع ان يُصلح كل ما كَسر في المَاضي ان كانت رافضه أيُ شيء منهُ بشده ، حقاً في الصلاة راحه والقرآن نجاة حقيقيه وحين حادث أمام المَسجد تعلم اشياء كانت مخفيه عن عينيه اصلاُ .. مَسح على وجههِ بضياع لا يَعلم ماذا يَفعل ضائع بشده كبيره بين كُل هذا ضائع
ظل يَتقلب ويَتقلب طويلا طويلاً حتى غلب عليه النَوم
..
" زين اني منو يجبر بخاطري المَكسور منو ؟" .. كان هذا ما يَتردد داخل قلبُها المَكسور ، وَضعت رأسها على الوَساده مُحاوله للنوم لكن هيهات ان تَنام بعد كُل هذا هيهات .. ان يَرتاح شيء من قلبُها المَكسور
حَقاً يؤلمها ، لمَ عليها ان تتحمل الالم وحدها دون ان يَتحملهُ هو ايضاً لمَ هي من كان عليها ان تستمع لكلام الناس واللوم الذي يَقع عليها وهو مُرتاح مع حبيبتهُ .. لمَ كانت هي من تُعاني الوجع لمَ هي كان عليها ان تَصمُت ولا تَقول شَيء لمَ كان يَجب ان تتحمل كُل شيء لوحدها لمَ هو المُرتاح وهي المُتعذبه
لمَ هذا المُجتمع يَوقع اللوم كلهُ على الفتاة والشَاب يَخرُج منها من دَون أيُ مُشكله اصلاُ لمَ .. عالم بائس لا يَعلم الصواب من الخطأ ولا يَعلم اين النَور وأين الظَلام ولا يَعلم سِوى النَميمه وتَلفيق الكَلام غيرُ الصَحيح
وَضعت الوِساده فَوق رأسها حتى نامت بِسلام

/
/
/


كان سَينام ويَخلد لقسَط من الرَاحه لكن أستوقفه صَوت هاتفهِ يُعلن وصول رساله فتحها وعينيه مَصدومة
" اوه مُصطفى لو تدري اختك هسه وين بس لو تدري .. تفضل أحلى صور من أحلى ليله ويه زوجـــتي "
ضَغط على الهَاتف بقوة حَتى كاد يَنكسر خَرج من المَكان وتوجه لسَيارته غير مُلبي لنداء والدته او أياً مِنهم كُل همة ان يَصل للعُنوان

<
>
<
>


نهاية البارت

 
 

 

عرض البوم صور ظل اليَاسمين  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بدايتي, بقلمي, واليكِ, نهايتي
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199281.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ط¨ظƒظگ ط¨ط¯ط§ظٹطھظٹ ظˆط§ظ„ظٹظƒظگ ظ†ظ‡ط§ظٹطھظٹ | ط¨ظ‚ظ„ظ…ظٹ | Bloggy This thread Refback 26-04-15 07:03 PM


الساعة الآن 07:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية