الآن و بينما كان ذاهباً إلى مقصورة الثياب, وجد نفسه يفكر بتلك المرأة. كانت أمور الأمن تشغله دائماً, خاصة بعد ميللى, و قد يتحول هذا العمل إلى مسألة أمنية.
عشرون ربيعاً, أنها شابة.....و شابة صغيرة؟ إلى أى مدى تكون خبرتها؟ هل هى محترفة؟ هل يمكنها الأهتمام بنفسها فى المأزق؟
كان يتمنى ألا تكون واحدة من أولئك النجوم اللواتى قد يقضين الخمسة أيام محاولات جذبه إليهن. كان يكره هذا النوع من النساء.
دفع باب المقصورة و دخل حيث أحس بهواء المكيف ينعشه.
جلست أديل المساعدة فى غرفة الملابس على كرسى صغير قرب البار, تحتسى فنجان قهوة. كانت نظاراتها على حافة أنفها و هى تقرأ جريدة مصورة. و لم ترفع رأسها عند دخول جيل.
و قال من جانب فمه: "مرحبا, يا أديل. هيا.....أستبدلى ثيابى و جددى ملابسى. أفعلى بى ما يحلو لك. ثمة قفزات على القيام بها و بعض السقطات على أن أتحملها."
تمتمت أديل و هى لا تزال تقرأ المقاطع فى الجريدة. "لحظة,"
"ما المهم لهذه الدرجة؟"
"ممممممم." ابتعدت أديل عن البار دون أن ترفع أنظارها عن الجريدة. "يبدو أن شاندلر سوف يتزوجها حقاً, قبل نهاية الشهر. هذا م يقولونه."
بادرها جيل بضحكة ساخرة. كانت أديل تعشق الشائعات. "لا تضحك. أنا أعلم أن هؤلاء الصحافيين يختلقون معظم أخبارهم, لكن معظمها الآخر صحيح دائماً. يقولون أن ثوب الزفاف قد صُمم. سوف يقيمون بذلك فعلاً...إنهم يعدون العدة."
قست الخطوط حول عينى جيل بسبب جدية أديل. "نعم؟ متى؟ أين؟"
فقالت و هى تطوى الجريدة: "على الأرجح خلال عيد الشكر. و بعض الأغنياء يقولون فى فيغاس. يا للعار."
تلاشت ابتسامة جيل. لقد بدأت وسائل الأعلام و آلية العمل الأمنى بتضليل الناس. حتى امرأة ضليعة بأمور العمل الأستعراضى مثل أديك قد خُدعت برواية فيغاس.
فسأل جيل و هو يشد حزامه: "ولم هو"
"إنه لمن العار أن يتزوج شاندلر من تلك المرأة إنه إنسان محافظ. آهـ, أود لو أقتلها. و قد تفعل مثى كل امرأة محترمة فى امريكا."
كان جيل رجلاً لا يخشى شيئاً, إلا أن كلمات أديل سببت له بعض الريبة. إذا كانت أديل الطيبة و السليمة العقل تتكلم على هذا النحو, فبماذا كان يفكر أولئك المهووسون؟
و تمتم: "لا تقولى أشياء كهذه."
تجاهلته و التقطت جراب مسدسه و قدمته إليه. "لا تكن جاداً لهذه الدرجة, إنك جاد دائماً."
إلا أن تجهمه بقى فى مكانه. كان عليه القيام بالأعمال الخطرة....و التأ من أن أحداً لن يصاب بأذى.
منتديات ليلاس
فى هذا الوقت كان الثلج يتساقط بكثافة فى نيويورك. وقفت فيكى ترتجف قرب مطعم الدجاج المشوى قرب راديو سيتى
ميوزيك هول, منتظرة ظهور روتش. كانت ترتدى جينزاً و سترة قديمة منتعلة حذاءاً رياضياً. كان يسمح لبرودة الثلج بالدخول إلى قدميها.
مع ذلك فقد كان تبرجها كاملاً يجعلها تبدو أكبر سناً بعدة أعوام. و على الرغم من السماء الرمادية اللون, فقد كانت تضع نظارات شمسية تخفى بذلك قلقاً واضحاً فى عينيها.
كان روتش دقيقاً فى موعده و ظهر عند الثانية عشرة تماماً, راكباً سيارة ليموزين رمادية اللون. و سرعان ما ترجل السائق بسرعة فاتحاً لها الباب.
توقفت فيكى قليلاً. كان روتش جالساً فى المقعد الخلفى و كأنه ملك على عرشه. كان مرتدياً معطفاً طويلاً من جلد الذئب و لا تكاد قدماه ذات الحذاء الغالى الثمن تلامسان الأرض و كان يبدو أكثر حكمة فى ضوء النهار, هز رأسه لها مشيراً بالصعود, فصعدت و جلست فى المقعد المواجه له.
لم تكن فيكى قد ركبت قبلاً ليموزين. و بدت سيارة و كأنها أوسع من شقتها... كان ذلك مخجلاً. قام روتش بحركة دائرية من إصبعه مشيراً للسائق بالدوران عدة مرات حول المبنى.
كانت ما تزال غير متأكدة من أنها فهمت العقد, و أحست بأنها غير مرتاحة. حتى أنها لم تكن واثقة من قدرتها على تمثيل دور كاريسا بعيداً عن جو المسرح العائلى.
لكن ما كان عليها إلا تذكر إيفلين المتعبة, المناضلة على كرسيها المتحرك, لتشعر بأنه ليس عندها خيار آخر.
كانت إيفلين كبيرة السن, مريضة, متعبة و منهكة بالأهتمام بالجميع ما عدا نفسها. كان على فيكى القيام بشئ ما, و كان روتش يقدم لها الوسيلة للقيام بذلك.
أعطته العقد الذى كانت قد وقعته من دون التفوه بأية كلمة.
ابتسم روتش للمرة الأولى, و كانت ابتسامته ضيقة و خالية من الفرح. "أصبح كل شئ رسمياً الآن." وضع العقد فى حقيبته و أغلقها بسرعة.
مد يده و صافحها بحرارة زائفة: "تهانى الحارة." قال ذلك بابتسامته المعهودة.
"سوف تذهبين إلى فيغياس لزفاف أبيض."
لم تقل فيكى شيئاً. كانت أعصابها متوترة لكنها ردت له الأبتسامة.
و قال روتش: "إذاً....سوف أكون على أتصال بك." سوف أقلك الثلاثاء المقبل.... الساعة الثامنة مساء و ستمضين الليلة فى جناح كاريسا فى البلازا. أدخلك ثم أهربها."
هزت فيكى رأسها لكن عينيها اتسعتا. "جناح؟ البلازا؟ البلازا الأصلى؟ فى الجادة الخامسة؟"
"كل ما تفعل كاريسا, تفعلينه بأسلوب خاص. نأخذك يوم الأربعاء صباحاً إلى المطار, متأكدين أن رجال الصحافة قد لمحوك, طبعاً....و أنهم على علم بوجهتك.....فيغاس, طبعاً فى طائرة كاريسا الخاصة. سوف ترتدين الفرو الأبيض. إنه أكثر خداعاً."
هزت فيكى رأسها, لكن كلماته لم تكد تدخل ذهنها. ضغط الشعور المعهود بالمفاجأة على معدتها و انتابها شعور من اللا واقعية. فرو؟ طائرة خاصة؟ جناح فى البلازا؟ كان ذلك يحدث فعلاً, فكرت فيكى. سوف تقوم بتمثيل دور كاريسا حقاً. كان ذلك قد بدأ. كانت مصعوقة لدرجة أنها لم تستطيع حتى الأبتسام.
فى المقابل كان روتش يبتسم كالعادة و كأنه على علم بأشياء لا تعلمها هى. لكن فيكى لم تكد تلاحظ ذلك. و كان قلبها يخفق بقوة.
سوف تقضى خمسة أيام مُدعية أنها امرأة.... سيئة السمعة.
ثم تمضى بقية حياتها امرأة عادية و غير معروفة..... ستكون, على الأقل, كبقية الناس. و سوف تتوقف إيفلين عن القلق بشأنها.
"هذه لائحة بالأشياء التى عليك القيام بها قبل يوم الأثنين." قال روتش مناولاً إياها ورقة مطوية. "اقؤأيها الآن إن أردت, فى حال وجدت شيئاً غير مفهوم."
تجمد دم فيكى و قالت كاذبة: "نظارتاى ليستا معى. سوف أقرأها لاحقاً." و أخذت الورقة, طوتها من جديد و دستها فى جيب سترتها.
كذبت فيكى لأنها كانت تخفى بعض الأسرار عن معظم الناس. أهم أسرارها كان معاناتها من عدم قدرتها على القراءة بسهولة, مع أن نسبة ذكائها كانت عالية, هذا بالإضافة إلى بديهة حاضرة و ذاكرة قوية, إلا أنها كانت تقرأ بصعوبة كبيرة. لهذا كانت إيفلين دائمة القلق عليها. لو علم روتش بالأمر لما قبل بإعطائها تلك المهمة.
لكن مع أثنتى عشر ألف دولار, كان بأمكان فيكى إنهاء صفوف القراءة الخاصة و التمرين على عمل حقيقة, عمل محترم.
سوف أصبح مثل باقى الناس مثل الجميع. كان ذلك جواب صلواتها.
كانت تلك آمال قلبها و سوف تلتقطها.
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة :)