المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1034-التظاهر - بتانى كامبل - روايات دار نحاس
سمعت صوتاً مألوفاً و بعض أصوات الكسر و الخلع فى سكون الليل. "جيل!" فكرت فى ذعر, كان يردد اسمها بدا و كأنه حطم الباب الذى يوصل غرفتها بغرفته.
جيل –لا تقفل فكرت, و هى تتقوقع أكثر فى الظلال. أظن أنه يحمل مسدساً....
"فيكى." جاء صوت جيل حاداً و يائساً. "فيكى؟"
سمعت صوت كسر فى سكون الليل, ثم سمعت صوت طلقة نارية ثم صوت أخرى. ارتجفت ساقاها و أحست أنها أضعف من أن تقف. كانت تعلم أن جيل لا يحمل مسدساً.
المجنون كان مسلحاً, أما جيل فلا. لماذا طلبت مساعدته؟
ظهر الرجل مرة أخرى على الباب. نظر حول الشرفةباحثاً عنها.
لقد أذى جيل, فكرت فيكى, جثت على ركبتيها شاعرة بأنها مريضة, ماذا لو كان جيل ممدداً, ينزف و بحاجة لمساعدة؟ ماذا لو أنه مات؟ مات – كلا- لم تستطيع التفكير بهذا, لن تفكر هكذا.
ثم توجه الرجل نحو مغارة البللح حيث كانت فيكى جاثية و حابسة أنفاسها.
بدت كل خفقة من خفقات قلبها تصرخ بألم, جيل! جيل! جيل! لكن جيل لم يظهر.
اقترب الرجل أكثر و كات باستطاعتها رؤية ابتسامته الغريبة من خلال الأضواء المشعة على الشلال.
غصت بريقها. تقدم الرجل نحو مخبأها. هل رآها هناك قبل أن يحاول جيل مساعدتها؟
عادت تتراجع أكثر فى الظلال. أين هم رجال الأمن؟ ألم يسمع أحد صراخها: ألم يسمعوا جيل, أو الطلقات؟ فكرت فيكى بعدة طرق للخروج من المخبأ و التوجه نحو الشقة حيث بأمكانها الاتصال بأحد ما و طلب المساعدة.
مدت يدها و أخذت بعض الحصى و ركتها نحو الجهة الأخرى من المغارة.
توقف الرجل و ابتسم و توجه نحو الصوت. انتظرت فيكى حتى اصبح فى الظلام و خرجت بسرعة.
ركضت نحو الأبواب المفتوحة للغرفة, و عندما سمعت وقع أقدام خلفها اسرعت أكثر.
"قف!" أتى صوت قوى من خلفها.
"قف!" قال صوت آخر.
موزس! والدو! اعتراها شعور من الراحة.
لكن سعادتها اختفت لأنها احست بيدين تمسكانها من الخلف. ضمها الرجل نحوه بقوة و وجه المسدس نحو رأسها.
بادرته فيكى بضربة من كوعها على معدته و ركلته.
انحنى من الألم لكنه لم يفلتها. "لا تحاولى و إلا قتلتك. ليس عندى شئ لأخسره. إن لم أحصل عليك, فلن يحصل عليك أحد."
كان الرجل قد ابعدها حوالى عشرة اقدام عن الشقة. كانت تعلم أن روتش و موزس يرابضان فى نهاية الشرفة, موجهين مسدسيهما نحو الرجل. لكنه كان يستخدمها كدرع بشرى.
و صرخ الرجل: "إنها معى, من المفروض أن تكون معى. أنا من تغنى له. لىّ وحدى, و نحن الآن معاً. لن نفترق من جديد. لا تحاول شيئاً, و إلا قتلتها و قتلت نفسى معها."
"أين الرجل؟" تعرفت إلى صوت موزس الهادى.
"اخبرنا أين هو؟"
"شاندلر؟" ارتفع صوت الرجل. لقد أطلقت عليه النار, هى لست من حقه. إنها لى, اللعنة عليكم."
لقد قتل جيل. لقد قتله. لا . لا. تضاربت الأفكار فى رأس فيكى و كادت تقع على الأرض. أمسكها الرجل بقوة أكثر محاولاً إعادتها إلى الواقع.
أبقى واعية, قالت فيكى لنفسها, سوف يخطئ أنه خائف, أيضاً. سوف يخطى و أذهب أنا إلى جيل.
و قال موزس: "دع كاريسا تذهب. لن يمكنك الخروج من هذا الفندق. رجال المن قادمون إليك من كل الجهات. استسلم ؤبما لن تُرفع دعوى ضدك, قد تذهب معاك برضاها. ليس عليك تعريض نفسك للخطر, أو تعريضها هى."
"إنها لىّ." قال صارخاً. أبعد المسدس عنها و أطلق ثلاث طلقات نحو الشرفة.
سُمع صوت قوى, فجأة أتٍ من سقف الشرفة و رمى رجل بنفسه من فوق.
وقع المجنون على الأرض لكنه حاول النهوض و تصويب مسدسه إلا أنه تأخر. فالرجل الذى سقط عن السطح كان قد وقع عليه و أمسكه من رسغه و جره نحو الحجارة.
وقعت فيكى أيضاً من جراء الصدمة لكنها أحست بأنها أصبحت حرة. كان الرجل ذو العينين الشاحبتين ممداً على ظهره يقاوم بوحشية لكن الرجل الآخر بدا أكثر قوة منه.
وجدت فيكى نفسها تحدق عبر جسد الرجل الممدد إلى عينى جيل اللامعتين. لم تفكر يوماً بامكانية وجود رجل بهذا الجمال, لكن هكذا بدا جيل- جميل حقاً.
مد جيل يده لمساعدتها على الوقوف. ظنت أنه سوف يعانقها لكنه لم يفعل.
"جـ....جيل." قالت. "لقد سمعت طلقات نارية. لقد قال..... ظننت.... أنه قتلك."
تمتم جيل و أنفاسه تتسارع: "لقد أطلق النار, و عندما سمعت اول طلقة عبر الباب. إنبطحت أرضاً.ركل الباب و دخل ثم أطلق النار مرة ثانية و مثلت أنا دور الميت."
"مثلت دور ميت؟ ثم صعدت إلى السطح لتقفز عليه؟" أرادت أن تضمه, و أن يضمها, أن تشعر بقربه, أن تؤكد لنفسها بأنه حقاً هنا, حقاً بخير. لكنه أمسك بكتفيها و هو لا يزال بعيداً عنها.
و سألته: "كيف تدبرت أمر خداعه؟ ثم القيام بتلك القفزة؟"
"أنا رجل مخاطر. أمثل دور الميت و اقفز عن السطوح طوال الوقت. هذا ما أقوم به, هل أنت بخير؟"
فقالت كاذبة: "نعم," إنها الآن بأمان. كانت تحس بألم فى يديها و ركبتيها.
"عندنا رجل هنا, اطلبوا سيارة الاسعاف." صرخ صوت فى الظلام. تعرفت فيكى إلى صوت والدو. أحست بالخوف من جديد. كان موزس مع والدو –هل أصيب هو الآخر؟ و صرخ جيل: "مورف! هل انت هنا؟"
أجاب صوت من مكان ما خلفهما: "نعم," فاستدارت فيكى بإرتباك.
قال جيل امراً: "تعال وخذ الفتاة. و أطلب سيارة اسعاف."
"نعم."
ترك جيل فيكى. "خذها." و سأل والدو: "هل حالته سيئة؟"
"إنه مصاب بكتفه, لا أستطيع تحديد مدى الخطورة."
رمق جيل فيكى بنظرة باردة. "ادخلى و أهتمى بنفسك. فى المرة الثانية التى تقولين فيها إنك لا تثقين بالرجال, تذكرى أنه كان رجلاً....." و اشار نحو موزس "...و رجل جيد, تلقى الرصاصة بدلاً منك........"
عرفت فيكى عندها أن موزس قد أصيب و هو يحاول الدفاع عنه.
"هيا." قال الرجل المدعو مورف, و هو يمسك بذراعها يحثها على الدخول إلى الشقة. لكنها لم تتحرك, بل وقفت تحملق خلف جيل, متسائلة عن سبب قولها لكل تلك الأشياء الرهيبة التى قالتها له.
منتديات ليلاس
"سوف نطوى ملف هذه المهمة." قال روتش بعد ساعة من وقوع الحادث. كان يتمشى فى الغرفة الفسيحة. "لقد حققنا هدفين, أبعدنا الصحافة عن العرس الأصلى, و ابعدنا أكثر المعجبين جنوناً. لن ينزعج أحداً بعد الآن."
جلست فيكى على الأريكة. و كانت الغرفة مليئة برجال الأمن. كان ليفرينغهاوس يشرب القهوة و يداه ترتجفان.
نظرت فيكى إلى روتش. "ذاك الرجل, كنت تعلم انه خطر؟"
"كان عندنا بعض الشك."
"ماذا تعنى, أنه لن يزعج أحداً بعد الآن؟"
اصرت فيكى بحزم. "نحن.... نحن لم نقتله, أليس كذلك؟"
حاولت تفادى النظر إلى جيل الذى كان واقفاً امام البار. كان قد أصيب ببعض الرضوض و الجروح لكنه لم يظهر إحساسه بالألم. بل كان وجهه متجهماً.
ضحك روتش بسخرية. "لم تقتليه. إنه فى حالة مستقرة. لقد سببت له ألماً فى الرأس يتذكره جيداً. هذا كل ما فى الأمر."
عدلت فيكى جلستها فى الأريكة. أرادت أن تسترق نظرة إلى جيل لكنها لم تفعل. كان قليل الكلام متجهماً منذ وقوع الحادث. و بدل ذلك, تفرست بالرباط على إصبعها التى جرحتها عندما انكسر القنديل فى يدها.
كان موزس فى حالة جيدة, كما قال روتش, وسوف يبقى فى المستشفى ليلة واحدة فقط. و شعرت فيكى بالارتياح لسلامته.
رن الهاتف الذهبى و رفع و روتش السماعة. "أجل؟ أجل؟ أجل؟ كان يردد. "أجل؟ حسناً, ثم -يمكننا الأعتماد عليك, سوفت تكون هناك تسوية- فى المحكمة أو خارجها. فكر بالموضوع."
اقفل الخط و على وجهه ابتسامة رضى. "كان ذلك أمن الفندق إنهم يعترفون بأن غانزر......."
كان غانزر اسم الرجل الذى هاجم فيكى.
و كان روتش يقول: "غانزر, دخل الليلة الماضية و اختبأ فى الطابق الأرضى, ولقد نوم أحد الرجال الإضافيين المعنيين بالاهتمام بالطواويس و ارتدى ثيابه و استعمل بطاقته المزورة للدخول إلى الشرفة. لقد وجدوا الرجل موثوق الأيدىفى القبو." و ابتسم. "سوف تحصل كاريسا على مليون اضافى بسبب هذا الرجل."
واصلت فيكى التفرس فى رباط يدها. لا يهم كيف يبدأ روتش الحديث لكنه ينتهى دائماً بالحديث عن المال. لقد سئمت منه.
"لقد تم اختراق جهاز الأمن مرة و لا نريد أن يتكرر ذلك, سوف ننتقل من هنا. نسرب أخبار بأن كاريسا و شاندلر ذهبا لقضاء شهر العسل فى ساموا, نفترق حالياً و يأخذ كل منا أجره كاملاً."
نظرت إلى جيل بخوف, ولكن, ما أن التقى نظره بنظرها حتى ادار وجهه.
أوهـ, لا تدر وجهك عنى, أردت أن تصرخ لكنها لم تفعل شيئاً و نظرت هى, أيضاً بعيداً. علينا أن نتحدث معاً. لا تعقد الأمور أكثر مما هى عليه.
نظر روتش إلى ساعته. "طائرة كاريساتستعد الآن. كل جماعة نيويورك سوف تغادر خلال ساعة من الوقت. سوف نصل إلى مانهاتن فى الفجر. موظفو كاليفورينا...." نظر إلى جيل ة ليفرينغهاوس نظرة باردة. ".....توجد طائرة خاصة جاهزة متى اردتما الرحيل. احزما حقابئكما." بدا ليفرينغهاوس سعيد بينما زاد تجهم جيل.
و قال روتش مضيفاً, "ليس علىّ تذكيركما, أتمنى, إنما لن تقولا أية كلمة عن هذا الموضوع. أى خرق للعقد سوف يُلاحق قضائياً."
فقال جيل: "أنت على حق, روتش. لا أحد بحاجة للتذكير."
رمقه روتش بنظرة ساخرة. "لِمَ لا تكف عن السخرية يا ديسباين؟ لماذا لا تحزم حقائبك؟"
فقال جيل: "صحيح, لِمَ لا؟" و نظر بسخرية إلى فيكى.
"الوداع يا صغيرتى, تمتعى بكونك امرأة عادية فى نيو جيرسى."
اهتز ذقن فيكى و هى تعتدل فى جلستها و غمر نفسها الألم و الإنكسار طبعاً لن ينتهى الأمر هكذا, لن نسافر فى اتجاهين مختلفين من دون أية كلمة بعد كل الذى حصل بيننا.
تعانقت نظراتهما لفترة مؤلمة. ثم مرة أخرى ادار نظره عنها بطريقة غير مبالية و ترك الغرفة مغلقاً الباب وراءه.
"تعالى." قال روتش لـ فيكى. أنت و والدو و أنا و مورفى سوف نغادر فى الحال إنهما سيتولون أمر متاعنا. هيا نذهب لن نتحمل أية مخاطر أخرى."
لا, فكرت فيكى و هى تشعر بخيبة أمل أكبر, لا يمكن للأمر أن ينتهى بهذه السرعة, لا يمكنه ذلك.
لكن الرجل المدعو مورفى, كان يساعدها كثيراً. أمسك بذراعها, قائلاً بنعومة: "هيا... لقد أنتهى الأمر, لقد أنتهى أخيراً."
مـــــنـــــتــــــديـــات لــــيـــــلاســــــــــــ
|