وقفت فيكى و كأنها صُعقت. أحست و كأنها شثلت و تجمدت يداها فوق مقبض الباب.
"لقد علمت ذلك الليلة الماضية. عندما نظرت إلى الإشارة الخطأ. و عندما طلبت منك أن تنظرى إلى البير بارى كوست , أشرت باصبعى إلى الهورسشو. حتى أن البيربارى كوست ليس فى ذلك الشارع. لم تعلمى ذلك. لأنك لا تستطيعين القراءة."
تشنجت كتفاها. رفضت أن تستدير نحوه. "أستطيع القراءة... بعض الشئ." قالت و قد صرت أسنانها: "استطيع ذلك. إننى أنهى السنوات الدراسية. و لقد انتهيت منها تقريباً."
كان قد اقترب قليلاً. احست بذلك وكان صوته قد أصبح قريباً قريباً جداً.
"ما هو الأمر؟ عدم القدرة على التعلم؟ أو أن دروسك كانت تُقاطع باستمرار؟ ماذا؟"
استدارت لمواجهته. "حسناً. عندى ضعف فى القراءة. لم يعلم أحد بذلك منذ زمن فقد كنت دائمة التنقل من مدرسة إلى أخرى.... لم ينتبه أحد إلى ذلك. الكل ظنوا أننى بلهاء. كرهت المدرسة و تركتها."
"فيكى, أننى أفهم." مد يده ليلمس خدها لكنها ابعدته. و قالت غاضبة: "أنت لا تفهم, شخص مثلك لا يمكنه الفهم. أنت مع مكتبتك و جامعتك و أمك المعلمة و أخيك الأستاذ و أبيك الوزير."
"عنيت...."
"تركت المدرسة لأننى لم أفعل فيها سوى الرسوب. ربما لم تجرب الفشل. ثم أخيراً, و قبل أن تمرض عمتى بقليل, عرفت أين يكمن الخطأ شعرت و كأن النور قد شع فجأة يبدد الظلام الذى يحدق بىّ لقد عرفت المشكلة و حاولت الوصول إلى حل. استقدمت استاذاً خاصاً. أخذت دروس عديدة و سوف أحصل على شهادة.... تعادل الشهادة المدرسية الثانوية. لكنك لا تعلم كيف عملت للحصول عليها. ليس شخصاً مثلك."
"ما أقوله هو أنه ليس على أحلامك أن تكون صغيرة, ليس عليك أن تنتهى فى نيو جيرسى. إنه ليس خيارك الوحيد."
قالت و هى ترتجف من الغضب: "إنه أفضل خيار حصلت عليه. و قد تعبت من استهزائك بهذا الموضوع. لقد قلت لك مراراً إننى سوف أعيش حياة عادية."
امسكها من ذراعها يسمرها بالباب. "و قد قلت لك. إنك لست امرأة عادية. أنت جميلة و ذكية. لكن طباعك نارية. تريدين أن تشعرى.... لكنك لا تسمحين لنفسك بذلك, . جربى حظك بالشعور. عودى معى إلى كاليفورنيا."
فى البدء ناضلت فيكى, أما الآن فقد هدأت و هى تنظر إليه غير مصدقة, "ماذا قلت؟"
فازداد انحناؤه نحوها: "انت و أنا.... أننا مختلفانلكن شيئاً حقيقياً حصل بيننا, شئ قوى. تعالى إلى كاليفورنيا. جربى. سوف نرى إلى أين سيقودنا ذلك."
تجهم وجهها: "ما الذى تطلبه؟"
أمسك بها بقوة كان وجهه قريباً جداً منها لدرجة أنه أخافها. "اطلب منك أن تأتى و تعيشى معى. قد تنجحين فى الألمر’ يا فيكى. هذا جنونى, لكننا قد ننجح."
فتحت فمها باستغراب. "ألم تسمع شيئاً مما قلت؟ علىّ إنهاء دراستى."
"انهيها فى كاليفورنيا, يمكنك إيجاد مدرس خاص هنك. سوف أهتم بالموضوع شخصياً."
فقالت بدهشى: "سوف تهتم بالموضوع؟ عندى عمل ينتظرنى, أنا........"
"سوف أحصل لك على عمل أفضل."
منتديات ليلاس
"سوف أكون مستقلة. تكلمت فيكى بصعوبة و كأنها كانت تسحب الكلمات من فمها. "سوف أهتم بنفسى. إذا كنت تظن بأننى ذاهبة إلى هوليود.... للعي مع رجل ما......."
"لقد أعطاك احدهم فرصة للعيش فى نيو جيرسى. و أنا أعطيك فرصة أخرى فى كاليفورنيا, ما الفرق؟ لا تكونى عنيدة و منغلقة الفكر."
ضربت برأسها على صدره لدرجة أنه أحس بالألم. أعتقدت أنها أصابته على ضلعه المكسور لكنها لم تهتم.
"فكرى ليس منغلقاً... لكننى اتخذت قرارى. هناك فرق و أنت تشبه كل الرجال الآخرين... إذا لم يعطيك احد ما تريد. تستعمل القوة."
تراجع جيل قليلاً. "أنا لا أجبر أحداً على شئ. أريدك أن تستمعى إلىّ. عندك انعدام فى الثقة بالرجال......"
فقالت و هى تتأمله و تنظر إلى يديه, "لأماذا على أن أثق بك؟"
"لأنه حتى الآن يجب أن تكونى قد علمت أنه باستطاعتك الأعتماد على." ثم تركها تذهب.
كان موقفاً متحدياً: "لا أريد الأعتماد عليك, لا أريد الأتكال عليك. لا أريد الوثوق بك. عندى مشاريعى الخاصة. لن اذهب إلى كاليفورنيا للعيش على حسابك. ابحث عن واحدة من نوعك. انا لا أريدك."
فقال بلهجة خطرة: "فيكى, لقد احببت امرأة أخرى مرة, أنه من المبكر جداً أن أقرر ما أشعر به نحوك.... سوف أكون صريحاً."
بحثت خلفها, التقطت المقبض و فتحت الباب و هى تقول من بين اسنانها: "لا أريدك. لست بحاجة إليك, و فوق كل ذلك لا أثق بك.... أو بأى رجل آخر. إن أردت امرأة, أذهب و ابحث لنفسك عن أخرى بلهاء تحب اقتناص الفرص."
رمقها بنظرة باردة و تحرك نحوها. لكنها خطت إلى الداخل و توقفت, متحددية إياه. "دعنى وحدى الآن. إذا لمستنى مجدداً, سوف أطلب موزس و أقول له أننى بحاجة للحماية ...منك."
حملقا ببعضهما البعض. أطبق جيل عينيه الداكنتين و هزت فيكى رأسها باشمئزاز رافعة ذقنها ثم تراجعت خطوة. "ليلة زفاف سعيد." قالت ذلك و أغلقت الباب بعنف فى وجهه و أحكمت إغلاق القفل.
و سرعان ما استسلمت فيكى إلى النوم. لقد اتعبتها أحداث النهار و ارهقتها أحاسيسها. لم تكن تشعر بالذنب.
كانت تعلم بأنه لم يكن عليها الاستلقاء قرب جيل على السريرو أنه لم يكن قول ما قالته.
ثم سيطر الاستياء على الشعور بالذنب. و بعد ذلك عاد الشعور بالذنب يشق طريقه مفعماً بالقوة. كان نومها مليئاً بالأحلام.
ربما لهذا السبب بدت اليد التى لامست وجهها و كأنها جزء من حلم آخر, و فى البدء ظنت انها يد جيل, لكنها بعد ذلكك أدركت أن ذلك مستحيل, يد جيل كانت قوية و قاسية.
كانت تلك اليد التى تربت على وجهها ناعمة, رطبة ترتجف قليلاً.
كانت فيكى مرتبكة و حاولت ابعاد وجهها عن تلك اللمسات لكن اليد لاحقتها باصرار مزعج.
فتحت جفنيها قليلاً, كانت الغرفة مضاءة بنور خافت, و استغرقت برهة من الوقت لتعى ما يحدث.
لكن اليد ربتت فوق وجنتيها من جديد. شهقت فيكى
عندما لاحظت رجلاً غريباً يجلس على حافة سريرها و ينحنى فوقها.
فتحت فمها لتصرخ و استبد بها الخوف كثيراً عندما لم يخرج أى صوت من حنجرتها.
"أنت أكثر شباباً و جمالاً مما اعتقدت." قال الرجل و هو يغلق فمها بيده الثانية بقوة.
اتسعت عينا فيكى خوفاً. لم تستطيع اكتشاف تعابير وجه الرجل بسبب الضوء الخافت, لكنها استطاعت ملاحظت تميز شئ واحد فقط..... هو عينيه الشاحبتين.
"هه." قال و هو يقترب منها أكثر. "لا تصرخى, يا كاريسا, لقد رغبت فيك منذ زمن بعيد, و قد أتيت أخيراً لأجلك."
نهاية الفصل
قراءة ممتعة