و تمتم جيل: "كان ينظر إليك بسبب تلك الطرحة اللعينة. علاوة على ذلك, فقد كنت متوترة, أنا معتاد على الوقوف أمام الكاميرات, أما أنت فلا, دعينى اساعدك فى فك هذا الزر."
و قال آمراً بصوت ناعم: "تعالى إلى هنا. إننى ارتاح. يتطلب الزواج اشياء كثيرة من الرجل."
استقرت يداه على ذراعيها و خفضها نحوه حتى يتمكن من فك الأزرار, كانت تعلم بأن عليها المعارضة لكنها لم تفعل. حملق بالوسادة المطرزة و أحست باصابعه تعمل على ظهرها.
"هل كنت حقاً تريد ضرب...روتش؟" سألته, أحست بأن لمسته بددت التعب الذى كانت تشعر به, وحل مكانه توتر موجع.
قال آمراً: "أثبتى, من يصنع هذه الأشياء. أقزام ذات اصابع صغيرة؟ لا. لم أكن أريد ضربه. لن تكون معركة عادلةلكنى كنت أود حمله من قدميه و رأسه إلى أسفل لفترة, حتى يشعر بما شعرت به الفتاة الصغيرة...اثبتى, أكاد انتهى."
أخذت فيكى نفساً عميقا عندما أحست بالهواء البارد يلفحها.
قال بنعومة و هو يفك آخر الأزرارالمخفية: "لقد انتهيت."
"هذا القماش خشن و بارد." قال و هو يلمس ربطة الثوب أولاً ثم جلدها. "لكن بشرتك ناعمة."
لمس كتفيها فقالت: "لا تفعل, أرجوك."
قال و هو يرفع شعرها عن عنقها و يقبله: "لقد عنيت ما قالته, لقد كنت أجمل شئ رأيته فى حياتى لكن الثوب كالدرع يجعلك غير قابلة للمس. إنما تحته, أنت قابلة للمس. جداً."
دست فيكى أصابعها فى غطاء السرير و كإنما تبحث عن كيفية السيطرة على نفسها. "كفى."
قال و يداه تلامسان كتفيها العاريتين. "لا أستطيع."
"أننى أعنى ما أقول." قالت فيكى و هى تغمض عينيها و تضغط على الغطاء أكثر. "قد يصل روتش فى أية لحظة."
"و انا أعنى ما أقول, أيضاً." قال متمتماً ز هز يبعد شعرها عن عنقها و يقبله: "لا أستطيع التوقف. لماذا تمددت إلى جانبى إذا كنت لا تريدين ذلك؟"
"لم أستلق إلى جانبك, أنت من جذبنى إلى أسفل. دعنى أذهب علىّ تغيير هذا الثوب."
حاولت إبعاده عنها لكنها لم تستطيع رفع رأسه و قال نتحدياً: "فقط قولى لىّ أن أتوقف."
عادت ذكريات الخوف إلى مخيلتها, و أحست أنها عاجزة عن الإبتعاد عنهكما هى عاجزة عن الاقتراب منه, أحست ببعض الدموع تترقرق فى عينيها, دافئة إلى درجة السخونة. لم يقل شيئاً لبعض الوقت. و عندما تكلم فى النهاية, كان صوته أجش. "فيكى.... لقد نسيت. هل حقاً يصعب عليك الاعتراف بأنك ترغبين فى شخص ما؟"
لم تقل شيئاً بل أدارت وجهها تخفيه فى كم الثوي.
"لا." تابع بنفس اللهجة لا تفعلى. سوف تفسدين ثوب كاريسا. أنا لا أستحقه."
بلي, أنت تستحقه. صرخ عقلها, لكنها عضت على شفتها و بقيت صامتة. أدار وجهها نحو وجهه و مسح دموعها. قبلها و هو يرفعها حتى تستقيم فى جلستها, لكن قبلته كانت قصيرة و تقريباً أخوية.
"هيا اذهبى و أخلعى هذا الثوب اللعين و ارتدى شيئاً مناسب. إننا متعبان و لا يمكننا التفكير بوضوح."
وقفت فيكى من دون أن تنظر إليه. "لم تكن غلطتك, يا صغيرتى, كان يوماً طويلاً, اذهبى و بدلى ملابسك."
اتمسك يدها لفترة و نظر إليها بعينيه الداكنتين ثم تركها تذهب.
عندما خرجت فيكى من الحمام, كان السرير فارغ ولكن باب غرفة الجلوس كان مفتوحاً قليلاً. ارتدت سروال كاريسا الجيمز, جزمة سوداء و بلوزة قطنية زرقاء عليها حرف K مطرز بالخيوط الذهبية. ربطت شعرها إلى الوراء بقوة. و بما أن جيل يحب وجهها عارياً فقد وضعت ماكياجاً أكثر من المعتاد.
دخلت إلى غرفة الجلوس. كان روتش جالساً على الأريكة و مازال مرتدياً ثياب الزفاف.
وقف جيل قرب البار يصب لنفسه كأساً. نظر إلى فيكى و بدت على وجهه نظرة استياء من مظهرها الاصطناعى, ثم أعاد نظره إلى كأسه.
قال روتش مخاطباً فيكى: "كان ناجحاً باهراً. كان عندنا مصورنا الخاص فى البلزادو و آخر فى مرواحية الأمن. ثم رمى كدسة من الصور على الطاولة. "تبدو ممتازة."
مدت فيكى يدها و أخذت الصور و نظرت إليها بسرعة.
ابتسم روتش و قال: "سوف يظن الجميع أنهما كاريسا و شاندلر."
وضعت فيكى الصور على الطاولة. ثم هزت كتفيها تُظهر عدم اهتمامها بالموضوع. "هل تزوجا. كاريسا و شاندلر؟ هل استطاعا القيام بذلك من دون أن يلاحظ أحد؟"
"هذه معلومات خاصة."
فقال جيل: "لن تكون سرية لفترة طويلة."
"بكل بساطة." و بدت عليه السخرية وتابع: "كثير من الناس يعلمون بهذه الخدعة. لن يبقوا جميعهم صامتين. سوف يخبر احدهم الصحافة. هذا شئ لا يمكنك تفاديه."
منتديات ليلاس
حملق روتش بغضب. "هؤلاء الناس قد وقعوا عقوداً. سوف أقاضيهم إن تكلم أحدهم."
"لكنك لن تعلم من الذى سرب المعلومات. قد يقولون إنها معلومات من مجهول. و من يعلم ....قد تُسرب أنت بنفسك المعلومات."
شحب وجه روتش من الغضب: "ماذا؟"
ما عليك القيام به الآن هو إخبار فيكى بأنها سوف يكون عليها تحمل الصحافيين خلال الأسبوع المقبل, لديها الحق فى أنها تعرف و تستعد."
كل ما عليها القيام به هو أنت تبقى فمها مغلقاً. و إذا لم تفعل........"
"لا توجه التهديدات. فقط اعترف. سوف يتوجب علينا فى الأسبوع المقبل مواجهة الصحافة بأنفسنا....... أليس كذلك؟"
بقى روتش صامتنا للحظة ثم اجاب: "صحيح. كان يجب أن أخبركما بذلك فى نهاية الأمر."
هز جيل رأسه و قال: "كنت ستخبرنا أن نستعد لواجهة الصحافة. و لم تكن لتخبرنا أنك انت من سينقل الخبر إلى الصحافة."
اكفهر وجه روتش و استغربت فيكى كيف استطاع جيل كشف الحقيقة.
"كم صرفت كاريسا على هذا الموضوع, نصف مليون دولار؟ أكثر؟"
فقال روتش: "اكثر من ذلك بكثير." كان عليها تأمين حراسة مرتين... هنا و هناك. لقد انفقت ليز مليوناً و نصف المليون خلال حفلة زفافها. هل تظن بان كاريسا تنوى الظهور بمظهر أقل منها؟"
قفز قلب فيكى عند سماعها للرقم.
"و ما يهمكما؟ انكما تعيشان كملوك. هل ستسنح لكما فرصة ثانية للعيش هكذا فى مكان آخر؟"
عادت ابتسامة جيل الساخرة و قال: "ابداً, شكرا لك, أنا أحب حياتى أكثرز إنها صحية أكثر و اكثر اماناً. هذا يذكرنى.....كان هناك عدد كبير من الناس يتراكضون هنا و هناك اليوم. هل كلهم مراقبون من قبل الحراس؟"
فالتوت شفتا روتش: "كانت الحراسة ممتازة, كان على بعض الحراس أن يأتوا من أجل الطواويس و الإوز, هذا كل ما فى الأمر."
"ذكرنى أن لا أحضر طواويس فى المرة الثانية التى تتزوج فيها كاريسا. لو رأيت طاووساً آخر فسوف أقليه."
وقف يعدل من رابطة عنقه. "ابقيا بعيدين عن الأنظار. يمكنكما أن تخرجا إلى الشرفة فقط عندما أطلب منكما ذلك. لقد كان حظنا جيدا. لن أحاول إفساد الموضوع الآن."
فسأل جيل جاداً: "ماذا عن الحراسة؟"
"لقد قللت عددهم.الزواج الهدف الأكبر. أريد منك ذلك المسدس. أحب أن أقاضى الناس لكننى لا أحب أن اقاضى."
وقف جيل و قال: "سوف أحتفظ به, فقط من باب الحيطة."
فقال روتش من بين اسنانه: "الحالات الطارئة. قد ولت و انتهت. إذا كنت تريد لعب دور راعى البقر فالعبه فى السينما."
تململت فيكى فى مقعدها. لم يظهر الرجل ذو العينين الشاحبتين وكان ذلك إنذاراً خاطئاً. و قالت لـ جيل: "لأقد تعبت من كل هذا و كل ما يتعلق به,أعده إليه."
تحول نظر جيل نحوها, و تفحصها بامعان.
فرددت: "ارجوك, أرجوك تخلص منه."
دخل جيل إلى غرفتهو أحضر المسدس الأوتوماتيكى و أعاده لـ روتش و قال: "هذا مخالف لأحكامى."
"انا الشخص الوحي الذى يصدر الأحكام هنا, تذكر ذلك."
استدار روتش و غادر الغرفة. أقفل جيل الباب باحكام و استدار نحو فيكى.
"لماذا تربطين شعرك هكذا إلى الوراء؟ و لِمٍ كل هذا التبرج؟ هل لأنك تعلمين بأننى لا أحب ذلك؟"
وقفت و توجهت نحو باب الشرفة, مديرة ظهرها له.
رفعت أحدى الستائر و حملقت فى الخارج و حملف بها طاووس فى المقابل.
و سألها: "هذا كل ما فى الأمر, أليس كذلك؟ أنت تخشين أن يراك احد دون قناع. تخشين أن تكونى مرغوبة.... أو أن تسمحى لنفسك بالرغبة فى شئ بالمقابل."
تركت فيكى الستارة و لم تقل شيئاً.
"انت امرأة مرغوبة, يا فيكى." قال لها. "أقول هذا كإطراء. إطراء جاد."
استدارت بوجه قاسى الملامح قائلة: "لا تزعج نفسك بالشعور بشئ نحوى.... خاصة ذلك الشعور . فأنت لا تكاد تعرفنى."
عقد ذراعيه و بادرها بابتسامة. "طبعاً, ليس عليك أن تعرفى شخصاً فقط للنوم معه."
"ليست مهتمة بهذا أو بأى شئ آخر. خاصة معك."
استقام فى وقفته. "خاصة معى؟ لماذا؟ لأننى جزء من هوليوود؟"
"نوعاً ما." كالعادة, بدأ قلبها بالخفقان ما أن بدأ يحملق بها.
فقال: "لن أتركها ابداً. إنها ما أحب, أنها ما أفعل."
"حسناً. كون هوليوود. أحبها, أفعل هناك ما تريد." رفعت كتفيها بطريقة و كأنها لا تبالى.
فقال: "هل تظنين أن ماضيك هو الذى يمنعك من أن تريدى رجلاً... أن تكونى معه و تحبيه. هذا ليس صحيحاً. أستطيع فهم ذلك. إنما قد يأخذ بعض الوقت......"
احمرت وجنتا فيكى. "ليس عندى الوقت الكافى. أنا امرأة مشغولة, أظن أن الحديث قد أخذ منحنى جديداً. أظن أنه علينا التوقف عن التحدث معاً. سوف أراك عندما يقول روتش أنه علىّ ذلك. و إلا, فأتركنى و شأنى."
فقال جيل: "أو ربما. أنت خائفة من أن تكونى غير محبوبة, أنا أظن أنك مرغوبة... و محبوبة."
وضعت يدها على مقبض الباب محاولة الهرب منه
"فيكى!"
أتى صوته قوياً لدرجة أنها تسمرت فى مكانها و تراجعت نحوه.
قال بصوت أجش: "أنا أعرف الحقيقة. قلت أن عندى لك سؤال ثالث. لكنى لن أسأله بل سأقول لك. أنت لا تستطيعين القراءة. هذا هو سبب انزوائك. هذا سبب آخر لاختبائك وراء قناع, أليس كذلك؟"
مـــــنـــــتــــــديـــات لــــيـــــلاســــــــــــ