نظرت إليه بشك, غير واثقة بما تفكر. "لكنك قلت إن روتش...."
"اللعبة مع روتش ليست أن تسأليه ما تريدين بل أن تقولى له ما تريدين. قد يتصل بنا فى أية دقيقة. سوف أهتم به. أذهبى و غيرى ملابسك. أرتدى شيئاً أقل لفتاً للنظر. لا تتبرجى و إلا لن أصطحبك."
"أننى أتبرج دائماً. لا أخرج أبداً...."
رن جرس الهاتف. "هيا." قال جيل و هو يشير برأسه نحو باب غرفتها.
هزت كتفيها و كأنها لا تبالى, توجهت نحو غرفتها غير مقتنعة بما طلبه.
و بسرعة غسلت وجهها و مشطت شعرها معيدة إياه إلى طبيعته, ترددت قليلاً أمام المرآة. لم تستطيع تحمل فكرة خروجها من دون تبرج, وجهها عار أمام الجميع... و أمام جيل أخيراً وضعت القليل من احرم الشفاه الشفاف, و قليلاً من الماسكارا.
توجهت نحو الخزانة و ارتدت سروالاً من الجينز و قميصاً فضفاضاً. لم ترتدى أى واحدة من سترات كاريسا الباهظة الثمن. مفضلة أن تشعر بالبربد.عندما نظرت إلى نفسها فى المرآة بدت صغيرة و أقل خبرة و ليست مثل كاريسا على الإطلاق. و ربطت شعرها كذنب حصان فبدت أصغر سناً.
عادت إلى غرفة الجلوس متوقعة أن يكون روتش قد رفض طلبها. لكنها فوجئت بـ جيل قرب باب الشقة ينتظظر خروجها بفارغ الصبر.
كان يرتدى الجينز نفسه الباهت اللون, القميص القديم نفسه, و سترة بنية بدت و كمأنه يمتلكها منذ سنوات. و قد وضع أيضاً نظارتين أعطتاه شكلاً جاداً غير متوقع أقرب إلى تلميذ مدرسة.
نظرت إليه بدهشة. فجأة, لم يشبه كيفن شاندلر بشئ سوى قصة شعره و بنية جسده. كان للنظارتين تأثير غريب. كانتا تظهران قوة و قساوة وجهه.
حملقت بذهول و قالت: "لم أكن أعلم أنك تضع نظارات."
"للقراءة فقط. لكنى فكرت أننى إذا وضعتهما لن أشبه شاندلر بشئ. سوف يخدع العالم, هذا كل ما فى الأمر, بما أن هذه هى فيغاس, الأمر سيان بالنسبة لىّ."
إنه يضعهما للقراءة فكرت فيكى, و قلبها ينكمش, طبعاً, رجل مثله قد يقرأ كثيراً. بماذا قد يفكر إذا علم أنها تعانى من مشكلة فى قراءة ورقة صغيرة مثل تلك التى أعطاها لإإياها روتش؟ هل سيشعر بالإزدراء؟ أم أسوأ... بالشفقة؟
لم تعان من مشاكل معه.
"لقد عانى هو من المشاكل معى. أنا أفههم عليه و أعرف طريقة التعامل معه."
"نظر إليها بتجهم و قال: "هل هذا كل ما سترتدينه؟ سوف تتجمدين من البرد."
"لا أستطيع ارتداء أى من ثيابها السميكة. تبدو كلها و كأنها تساوي ثروة. أريد أن أبدو....طبيعية."
حملق فيها لفترة. ثم قال و هو يخلع سترته: "خذى هذه."
بدأت فيكى بالأعتراض.
منتديات ليلاس
فقال مصراً: "خذيها. لدى واحدة أخرى. ألم يسمحوا لك بإحضار أى من ثيابك؟"
هزت فيكى رأسها و تركته ليساعدها بإرتداء السترة. كان الإندساس بها غريباً. كان قماشها المهترئ لا يزال دافئاً من حرارة جسده, و كانت رائحة وملمس الجديد القديم مريحة, و مألوفة تقريباً. كان و كأنه قد أستعمل تلك السترة لفترة طويلة لدرجة أنها تشربت ملمس جسده.
ذهب إلى غرفته و عاد, مرتدياً سترة بيضاء و زرقاء مصنوعة من الصوف و الجلد معاً. كان يعتمر, كذلك قبعة بيسبول. ابتسمت فيكى بعض الششئ. مع السترة, القبعة و النظارتين, بدا و كأنه مدرب علم الرياضيات.... أى شئ إلا نجم سينمائى استرالى.
و سألت: "هل كنت رجل آداب؟" كانت المدارس و الجامعات تبدو بلاداً غريبة بالنسبة لها, بنظمها و تقاليدها.
"لمدة سنتين. هيا. سوف يتبعنا موزس. إنه يحب الحركة مثلنا."
رافقها إلى الممر و ضغط على زر المصعد. نظر بكسل إلى إنعكاس صورتيهما فى الأبواب ذات المرايا . تبدين و كأنه يجب عليك الطواف فى حرم الجامعة, بدلاً من العيش فى جناح ثرى."
رفعت كتفيها منزعجة, و قالت: "ماذا درست فى الجامعة؟ صناعة الأفلام؟"
انفتحت أبواب المصعد. فهز رأسه و قادها إلى الداخل. "الهندسة. لكنها لم تكن هدفى. تركت الدراسة فى سنتى الثانية. كنت أريد القفز من البنايات المحترقة و الوقوع عن الأحصنة. أخى تابع دراسته و هو الآن أستاذ فى هيوستن."
وضعت فيكى يديها فى جيبيى سترته. لم تكن تستطيع تصور أى أنسان يترك الجامعة بملء إرادته, و قد أزعجتها السهولة التى أختار بها الخطر.
فقالت بإهتمام: "ما كنت لأترك الجامعة."
هو أيضاً كانت يداه فى جيبه. حملق إلى الأمام دون النظر إليها. "أنت تتبعين نجمتك الخاصة."
هزت رأسها بالإيجاب و كأنها تطمئن نفسها. و نجمتى توصل إلى غورسبورغ, نيو جيرسى."
عبس و قال: "إذا أردت الذهاب إلى الجامعة, فإذهبى يجب أن يصبح لديك المال الكافى بعد هذا. يبدو هذا أفضل من بيع مستحضرات التجميل فى غوسبورغ."
هزت رأسها محاولة أن تبدو غير آبهة. "كما قلت, على المرء أن يتبع نجمته."
توقف المصعد و فتح الباب و عندما عبرا إلى الخارج كان موزس ينتظرهما بالخفاء.
قال بإزدراء: "حسناً, حسناً انظرا إلى هؤلاء الناس الحقيقيين. أنت آنسة جميلة يا آنستى. أنت أجمل منها."
وضعت فيكى يديها فى جيبها محرجة. "لطيف منك أن تأتى معنا."
هز رأسه: "على الأنسان أن يتريض من وقت لآخر, هل أنت جاهزة لليوم الكبير غداً؟"
أظن أننى جاهزة أكثر من أى يوم آخر."
ابتسم موزس. "يقول روتش إنك تتقدمين. قال إنك كنت معقولة على الشرفة الليلة. ليس كما توقع....إنما معقولة."
لم تستطيع فيكى التفكير فى شئ تقوله.
فتمتم جيل: "التمرين يؤدى إلى الكمال."
فقال موزس: "هكذا يقولون. تابعا طريقكما و سوف أتبعكما عن بعد."
فقال جيل: "حسناً. كلنا بحاجة إلى عطلة قصيرة."
و جذب فيكى من ذراعها نحو مدخل الفندق.
و سألته: "ماذا سنشاهد؟ هل تعرف المدينة؟"
أومأ برأسه. "ما الذى تريدين مشاهدته؟ بركان ثائر؟ فرسان على ظهو رجياد؟ نمور بيضاء؟ حوريات بحر؟ سيارت مصنوعة من الأحجار الكريمة؟ مهرجون؟ سيرك؟ قصور؟ بركة من سمك القرش؟ آكلو النار؟ هيكل عظمى يغينى؟ أم تفضلين احتساء الشراب فى الغراند كانيون؟"
فكرت فيكى بسرعة, هل كان يسخر منها أم أن هذه العجائب موجودة حقاً. "أريد رؤية منتديات ليلاس ما هو حقيقى, لا تخبرنى أشياء غير معقولة."
و لا شئ غير معقول هنا. لا شئ."
نهاية الفصل
قراءة ممتعة