كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح |
بارد انزل تصبيرة بيرو ..
التصبيرة اهدااء ل همس الريح
ترنيمة عذاب
الفصل الحادي عشر
***
كانت هنا ولم تعد؟!
أيا حلماً زارني لاتغادر مخيلتي
لاتتركني لعالم الكوابيس وحدي
واتركنا نتلوى في نشوى من الفرح اللذيذ
فالخمر لا لذة لها إلا في سكرها
والعشق لذته في اكتشافه وعذابه
كما الألم.. يتركك بعده في غيبوبة لذيذة لاترجو النهوض منها قط.
***
فتح عينيه لتواجهه ابتسامة الشمس الساطعة..
شعاع مشرق استغل فرجة الستائر التي لم يتذكر أنه أغلقها بالامس وهجم بإصرار غبي على جفنيه المغلقين ليوقظه بسماجة, فتح عينيه بصعوبة.. الشمس تدخل بوفرة في هذه الغرفة..
فكر بضيق.. أين هو؟؟
ولم كل هذا الألم الذي يعصف بكل جزء من جسده..
نهض بصعوبة .. اتكئ على يمينه لتفاجأه أوجاع ضلوعه فتأوه وعاد ليستلقي وشعاع الشمس المزعج يكاد يحرق عينيه..
"تباً"
شتم ونهض مستعيناً بساقيه.. وقف بصعوبة.. جذب ذراعه اليه وحرك رأسه يستطلع اين هو؟!!
رأى اللحاف المخيط يدوياً يحيط به.. ثوب الزفاف الحريري يفترش الأرض جواره.. رأى قميص بيجامته الاسود على الأرض..
"ترنيــم؟!"
فكر بتساؤل.. وأدار عينيه فيماحوله.. لقد كانت الغرفة خالية..تحرك قليلاً .. اتجه نحو الحمام الملحق بالغرفة ربما كانت هناك فكر بتشوش..
الحمام كان خالياً, بارداً وجافاً..!!
أدار بعينيه فيما حوله .. الضباب حول عقله ينقشع فيما ساقاه تقودانه للبحث عنها في باقي أرجاء المنزل, لم تكن هناك.. ليس في البهو ولافي المطبخ, لقد فتش الغرف الاخرى ولم يجد أي أثر لها ..
الوعي يعاوده ببطئ, والخوف يهاجم معاقله ويسيطر عليه بالكاد يسيطر على اعصابه.. أين هي؟
فتش بجنون ليكتشف أن منزله كان خالياً منها ..
لم تكن هنا؟؟ ترنيم لم تعد معه..
أخذوها عنه؟؟ سلبوه اياها دون ان يعطوه الفرصة؟؟
لقد وعدها بأن يغير حياتها.. أن يعطيها السعادة بعد ايام الحزن الماضية.. لقد ندبا أيام الحزن؟
لقد بكت حزنها وهمومها بين ذراعيه ليلة أمس..على وعد أن الغد أجمل بكثير..
ولكن اين هي؟
لقت أتى الغد بأسرع مما يريد وهي.. هي لم تستقبله معه؟
هل أخذوها؟ فكر بجنون.. أم أنها لم تكن معه من الأساس؟؟
فكر بهستيريا.. هل تزوجها حقاً؟؟ أم أن ماحدث ليلة امس مجرد خيال رجل مريض تشوش عقله بفعل الضربات المتلاحقة التي انهالت على رأسه؟؟!!
تلفت حوله بحثاً عن شيء يدل على تواجدها.. لاشيء وكأنها تبخرت من حياته فجأة كما اقتحمتها دون مقدمات..
تحرك في ارجاء المنزل بذهول يبحث عن حتى مجرد أثر..
طيف من رائحة.. أو حتى رسالة ما؟!
تذكر رؤيتها وهي تُجر من قبل والدها في روما خارج حياته..
ثم بمعجزة كانت تتكور بين ذراعيه .. ناعمة, جميلة ودافئة.. ترتجف حزناً وألماً يكفكف دموعها ثم تتوسد صدره وذراعيه وتغفو..
هل كان حلماً؟!
فكر بجنون.. هل ماحدث مجرد حلم أم أنه كابوس؟؟!
"أووس"
تجمد مكانه لحظة.. اغمض عينيه بقوة متجاهلاً المه وهو يأخذ نفساً عميقاً الواحد تلو الأخر..
"أوس هل أنت بخير؟"
انتفض وهو يسمع تساؤلها القلق والتفت اليها بعينين متسعتين بإفراط..
تأملها بصدمة وكأنها قد هبطت من السماء.. هناك شيء ما خطأ,,
اقترب منها ببطء عينيه في عينيها لاتحيدان.. الخطأ كان في ضربات قلبه المدوية, في انفاسه المتسارعة في خفقات الألم التي لم تعتقه.. في احساسه انه يحتاجها ..
في تلك المشاعر العاتية من الصدمة والألم والتي لم ترحمه حين فكر فقط أنه قد خسرها!!
أو أنها كانت مجرد حلم مجنون.. استيقظ منه.
تعلقت عينيها بنظرته التي اجتاحتها بلحظة وهو يقرب ليشرف عليها.. كان يفوقها طولاً بشكل كبير حتى وهو حافي القدمين وهي بحذائها الرياضي الخفيف..
اقترب وانحنى بعنقه الطويل اليها لتفلت ماتحمله بيديها مغيبة بنظرته, عيناه الرماديتان اختفتا خلف ظلمة أرسلت رجفة أطاحت بنبضات قلبها لتهمس مرتجفة:
-أوس أنت تخيفني..
-لاأريد أن أخيفكِ.
همس بصوت مخطوف.. ثم اقترب أكثر.. تعلقت عيناه بشفتيها الجافتين المزمومتين بتوتر ورأت أمره الحازم في نظرته لتفتح فمها بطواعية وهي تتنهد عالمة بيقين ماكان سيفعل..
وهو لم يخيب ظنها.. أبداً.
لثانية ارتفع بعينيه لعينيها.. يبحث عن رفض.. معارضة او حتى احتجاج.. ليس ليلين او ينسحب وإنما ليبرر استخدام القوة التي كانت تجيش من كل مساماته.. تلك الرغبة المتوحشة الفطرية التي تستخرجها عينيها البريئتين من كل جزء منه.. شيء يبرر القسوة.. الوحشية التي كان يصرخ بها رجل الكهف تحت جلده الأنيق المتباهي بعصريته.. شيء يبرر فقدانه سيطرته معها كما لم يفعل مع اي امرأة سواها..
ولكنه لم يجد..
كانت تقف هناك كطفلة لم تدخل براءتها عالم النساء وغوايتهن..
بينما عينيها ترسلان اليه قصائد غواية تتفنن بهن الغانيات..
ماتفعله بقلبه.. بجسده شيء لم تفعله امرأة..
ليس وهي واقفة بكامل ملابسها أمامه.. حتى حجابها..
كان يكفي أن تنظر لعينيه..
وهنا يقول لتعقله الســلام مودعاً..!!
حركة من رمشها فقط واستسلم لنداء جسده الملح لأن يضمها اليه بزمجرة رجولية فظة كانت ذراعه السليمة تحيط بخصرها وتجذبها اليه بوحشية متجاهلاً شهقتها وحقيقة أنها ارتفعت عن الارض عدة سنتيمترات وأن قدميها معلقتان في الهواء..قبل ان تطبق شفتاه بنعومة ارادها ساحقة لشفتيها ولكنه لم يجرؤ.. ليس وهي بتلك البراءة..
ليس وهي تذوب متشبثة بكتفيه.. تذوق قبلتها الأولى ..
اتسعت عينيها في البدء.. رف عارم تصاعد بداخلها يزجيه خوفها وذهولها مما آلت اليه الامور.. كل شيء تصارع بداخل عقلها كل مخاوفها كل رفضها للانهزام.. والحزن, الحزن العارم الذي كشر عن أنيابه لوقت طويل ومزق لحمها حتى العظم.. ولكن لكل شيء نهاية..
صدمتها تراجعت
وخوفها انحسر وكأنما شبح ملثم أمسك به وخنقه بعيداً عنها..
ووجدت نفسها تذوب..
تستلم لمشاعر لم تفطن لوجودها من قبل.. أو أنها نسيت في غمار بؤسها ماتعنيه التعلق والتشوق لحدث بهكذا حجم.. في الماضي حلمت.. بماستعانيه من مشاعر في لحظتها..
احراج .. وحب.. خوف وارتباك..!!
ولكنها لاتشعر بأيهم؟؟
كل ماتشعر به هواحساس غااامر.. ملئها من العمق ليطفح مغرقاً اياها في لجة لم تعرف لها قرار..
اغمضت عينيها بيسر, واستسلمت لقوته وهو يجردها من خوفها وارتباكها ويرفعها خارج اللجة التي اغرقتها ليرمي بها في محيط من أحاسيس جديدة لم تعرفها من قبل..
شغوفة..
لمسته لها كانت شغوفة.. رقيقة.. كيف تصد الرقة من رجل مثله.. خشن وساخر.
كانت انفاسها مكتومة وهو.. هو كغطاس ليس بحاجة للتنفس.. ولكنها بحاجة للهواء.. بحاجة للابتعاد والا خسرت عقلها..
وقبل ان تنفذ ماقررته بالابتعاد كان هو يحررها..
لنفس مخطوف ابتعد بشفتيه عن فمها المتورد.. يفتح عينيه ليطالعها بذهول..
فبرغم كل مااثارته قبلته في نفسها..
كان احساسه هو مضاعف الاف المرات..
لم تكن قبلته الاولى, لم تكن امرأته الاولى حتى..
ولكنها كانت.. في كل شيء اخر هي الاولى..
في هذا الاحساس المتفجر, في ذلك الشوق وحتى وهي رابضة بين ذراعيه كانت الاولى..
في جنونه الذي مسه ككائن من العالم الأخر..
كرؤيته لذاته متعرية بين يديها.. مشاعره مفضوحة تنضخ من عينيه من مسامه..
كانت فعلاً الأولى,,
"ترنيم؟!"
همس بذهول وهي تستند على صدره بضعف.. أنهكها هذا الرجل..
بلمسة منه تضيع.. خفقاتها وكأنها ركضت لأميال.. لم تكن تشكل ثقلاً الا على قلبه السائب..
لهثت واستقبلها بمثله.. أحاطها بذراعه قريبة من قلبه فيما ينحني رأسه ليستند على قمة رأسها..
" أين كنتِ؟"
تسائل بصعوبة.. وعيناه تستوعبان المزيد من الاخطاء..
ترنيم كانت بكامل ثيابها..
كانت ترتدت عباءة سوداء.. وحجاب ملون؟!!
"أين ذهبتِ؟"
همس بحنق وهو يتذكر جنونه حين استيقظ ولم يجدها جواره..
"متى استيقظتِ؟؟"
-أنا لم انم ابداً..
همست.. وكيف تفعل وهو الى جوارها؟؟!
كما لم يكن أي رجل من قبل؟؟
احمرت وجنتيها وحاولت اخفاءها عنه ولكنه كان خبيثاً جداً كي لايلاحظ..
التقطت عينه السليمة حمرتها وامتدت كفه لترفع وجهها اليه بعجرفة..
سقط حجابها لتنسدل خصلات شعرها الناعمة حتى ظهرها.. جافة وعطرة..
ابتسم ببطئ.. أصابعه تتخلل الخصلات الكثيفة متسائلاً:
-والى أين ذهبتِ في الصباح دون أن توقظيني؟
تراجعت بحرج ثم انحنت والتقطت ماوقع منها.. تأمل ماتحمله بفضول.. كيسين ورقيين , تقدمت لتضعهما على طاولة قريبة وهمست:
-كنت جائعة.. ولم اجد ماآكله.. وقد تذكرت ان هناك مقهى صغير بالقرب من هنا يبيع فطائر حلوة شهية للغاية.. لقد كنت اتي الى هنا مع رفيقاتي منذ زمن.. انها لذيذة.. وساخنة.. ثم تذكرت الكدمات على وجهك.. والم ذراعك..مررت بصيدلية المستشفى الجمهوري, أحضرت لك هذا المرهم..انه مفيد سيزيل التورم ويخفف الالم, واحضرت هذا الرباط.. انت لاتثبتها وهذا...
-توقفي..
صاح بعصبية لتتوقف ناظرة اليه بذهول..
كانت تهذر دون توقف.. كلمات ..كلمات ..
اقترب منها وامسك بمعمها وضغط عليه لتتأوه بألم بينما يسألها بحنق:
-كيف ذهبت؟؟ السيارة بالخارج لم تتحرك؟
-بالحافلة..
اجابت بصراحة لتتسع عيناه بذعر ويصرخ:
-هل جننتِ؟؟ أي عروس تخرج صباح عرسها لتدور في الانحاء على الحافلة؟؟
عقدت حاجبيها بشدة وبدأت بتوتر:
-لست عروس بالمعنى الحرفي..
رفع حاجبه ببطئ بينما عيناه تنظران لها بإثارة جعلتها تتراجع بخوف وهو يقبض على معصمها بقوة أشد ليقربها منه هامساً بخفة:
-ربما أصلح هذا الخطأ في التو.
-توقف هل جننت.
صرخت مرعوبة ليضحك بخشونة ويقربها منه هامساً:
-أنت عروسي ترنيم.. لاتأخذك الافكار أن هذا الزواج سيكون أفلاطونياً وأن فارسك الهمام ليست لديه رغبات كأي رجل على وجه البسيطة.
توسعت عينيها بذعر ليواصل هو بصوت ساحر مغوي:
-البارحة كنتِ في حالة من الحزن وعدم التوازن, وأنا تركتك بمزاجي.. ولكن منذ اليوم.. منذ اللحظة أنت ستتعلمين معنى أن تكوني عروساً جديدة..
زمت شفتيها بحنق وهتفت غاضبة:
-ومالذي يعنيه هذا بالضبط؟؟
لم يمهلها حت الانتهاء من جملتها ليهوي على فمها بشفتيه.. قبلته هذه المرة تخلت عن نعومتها, وارتدت رداء الوحشية التي يليق بها.. واستولت على انفاسها قبل حتى ان تستوعب..
وفي لحظة قررت القتال والابتعاد كان يتركها هو بصيحة نشوى صغيرة ترافقها ضحكة عميقة ووجهه يتمرغ في عنقها هامساً بشوق:
-ستذهبين الان.. وتغيرين ملابسك, ستكونين عروساً ناعمة مثيرة في ثوب جميل وزينة أنيقة.
تمالكت انفاسها وهمست بصعوبة:
-أنا لست دمية ياكابتن.
ضحك متلاعباً:
-أنت دميتي أنا ياقصيرتي.. والأن اذهبي.. اذهبي وغيري ملابسك والا اقسم أن أتي واغيرها بنفسي.
تراجعت شاهقة ليشير لها نحو غرفة النوم بعجرفة:
-عشر دقائق ترنيم, عشر دقائق لتغيري اللون الاسود الذي اكرهه منذ اللحظة, ريثما أعد الشاي لنتناوله مع فطائرك وإلا أتيتك بنفسي.
تراجعت وهي ترى التصميم يشع من عينيه ثم استدارت تركض الى الغرفة ليوقفها بنداءه لاسمها فالتفتت اليه ليقول رافعاً حاجبه بتشدق:
-أريده قصيراً بألوان مشرقة.. ولابأس ان كان عاري الكتفين..ولاتنسي الكعب العالي.
اتسعت عينيها ليضيف بمكر:
-ثم إياكِ أن ترفعي شعركِ.. أريده هكذا..
وقبل أن ترد كان يشير لساعة الحائط:
-لديكِ تسع دقائق ياقصيرتي.. اذهبي..
رفست الارض بقدمها بحنق وأسرعت راكضة وهي تقسم بأغلظ الأيمان انها لن تنفذ ماقاله ابداً بينما يتابعها بعيني صقر.. تعرف تماماً أنها ستنفذ.. وبالحرف الواحد.
***
|
السلام عليكم لو سمحتي حبوبة عندي تسائل هوا هذا بس التصبيرة ولا فيه زيادة :)
|