كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. الفصل العاشر
كان يوما عاديا ..لا شئ مميز فيه ..
انهت همس تعديل بعض الفقرات في بحث مطلوب منها في الكلية ..قبل ان تفتح صفحة منتداها المفضلة و تبدا في قراءة احدي الروايات التي تتابعها ..رن هاتفها الي جوارها لتلتقطه و ابتسامة ترتسم علي وجهها .فابنة خالتها هذه اكثر من مجرد ابنة خالة ..فرغم فارق الخمس سنوات بينهما الا انهما كانتا صديقتين مقربتين ...و كان اهلهما يلقبونهما في الصغر بالدلة و الفنجان ...همست في الهاتف "هلا و الله اني صادقه" ..
عقدت حاجبيها و هي تعتدل في جلستها اثر سماعها شهقات ابنة خالتها و التي سنسميها في هذه القصه "وضحي" ..
هتفت بقلق "وضحي ماذا بك؟؟ط ..
شهقت وضحي عدة مرات قبل ان تقول بصوت مبحوح من البكاء "همس احتاجك معي" ...
انهت همس المكالمة بسرعة و هي تركض لغرفة والدتها لتستاذن منها للذهاب الي منزل خالتها ..لم تستغرب والدتها الامر فالفتاتين معتادتين علي البقاء في منزل احداهما ..
عشرون دقيقة بالضبط مرت قبل ان تلقي همس تحية متعجلة علي خالتها و تركض لغرفة وضحي ..اغلقت الباب خلفها و وضحي ترفع وجهها من الوسادة ..لتشهق همس بارتياع من منظر وضحي..
وجه محمر منتفخ ..و عينان متورمتان و شفتين شاحبتين ..
احتضنتها همس بقوة قبل ان تهمس بوجل "ماذا بك ؟؟ " ..
مرت دقائق طويلة قبل ان تهمس وضحي "فهد سياتي لخطبتي اليوم" ..
اومات همس براسها بحيرة .فهي تعرف ان ابنة خالتها تحب هذا الفهد الذي كان معيدا في كليتها ..و انتظرا حتي تخرجت لياتي و يخطبها ..
واصلت وضحي "و اليوم اخبرني ابي ان سعود سيحير علي" ..
***للي ما يعرفون التحيير ..يحير عليها يعني لما فهد يخطبها يقوم سعود ينط وسط العرب و يقول"بنت عمي و ماني مرخصها" و اللي يصير عقب كذا ان ابو البنت بيجيب المملك و يملكون في نفس الليله او عقب يوم واحد بالكثير "الفحوصات الطبيه بيسوونها في مستشفي خاص لاجل السرعه" ****
تجمدت همس في مكانها و هي تبحث عن كلمات تطمئن بها تؤام روحها ..فالموضوع خطير ..و خطير للغاية ..انها عادات و تقاليد لا قبل لاحد بالوقوف في وجهها ...لتشعر بالجمود ينسحب منها و احساس جديد يحل محله ..غضب ..غضب صاف نقي ..
فهي تعرف مقدار حب وضحي لفهد ..و تعرف ايضا ان ابن عمهما لا يحب وضحي ..او فلنقل لا يحب احدا علي الاطلاق ..و سبب تدخله في هذا الامر ان فهد من قبيلة اخري ...
زفرت بضيق قبل ان تخرج هاتفها و تجري مكالمة جماعية ..فاذا كان هناك حل لهذه الكارثة فلا بد من التاكد اولا انه لا يوجد اخر يفكر بنفس طريقة سعود ...
نصف ساعة مضت و بدات الاتصالات المطمئنة من فتيات العائلة ..و كل منهن تتاكد من ان اشقائها لا يفكرون في "التحيير" ..
هدات وضحي قليلا و قامت بغسل وجهها بماء بارد قبل ان تنضم لهمس و جواهر شقيقة سعود التي اتصلت عليها همس ..
نقلت جواهر نظرها بينهما قبل ان تقول "انظرا ..ساتصل بسعود الان ..و اذا قال انه يحبك فلن اتدخل ابدا " ..
كادت وضحي تعترض لتوقفها همس بهزة من راسها ..فجواب سعود تترتب عليه عدة اشياء ...
تركتهم جواهر لدقائق لتتصل بشقيقها لتعود بوجه محتقن لتقول بغضب "قال انه لا يؤمن بالحب و تلك الخزعبلات ..و لكنها ابنة عمه و لن يتركها للغريب" ..
واصلت بقهر "اقسم انه يبدو كمن اتي من القرن السادس عشر" ..
لتجيبها همس بغضب اشد "بل قولي انه ات من العصر الحجري مباشرة الي هنا" ..
بدات الفتيات في التشاور لعدة دقائق ..لتتفقن ان الحل الوحيد لنجاح الخطبة اليوم هي في ابتعاد سعود عنها تماما ..
فكرت جواهر للحظات قبل ان تنظر بانتصار لهمس و تقول "انت من ستبعده" ..
نظرت لها همس بذهول قبل ان تقول بجديه "سافعل اي شئ من اجل وضحي" ..
اعترضت وضحي بصوت لا يزال مبحوحا من البكاء و هي تقول "جواااهر ..انت تعرفين اخاك ..لا اريده ان يؤذي همس" ..
رقصت جواهر حواجبها بشيطنة قبل ان تقول بمرح "لن يؤذيها ..ثم ان همس مثالية للخطة ..فهي الوحيدة التي لا اشقاء ذكور لها ..و مع انشغال اعمامها و اخوالها في الاستعداد لزيارة اهل خطيبك ..سيكون منطقيا ان تتصل بسعود " ...
كانت خطة بسيطة ..و جري تنفيذها بسلاسة ..اتصلت همس علي والدتها لتبلغها انها ستبقي لدي ابنة خالتها .و ستبقي السائق و الخادمة معها لانها ستذهب لاحضار بعض الضروريات التي ستحتاجها وضحي ..بينما قامت جواهر بدفع مبلغ من المال للسائق و الخادمة لتنفيذ دورهما في الخطة ...قبل ان تعود الي منزلها لمراقبة شقيقها و ابلاغ همس عند خروجه من المنزل متجها الي منزل وضحي ..
وصلت جواهر الي المنزل لتجد والدتها في الصالة ..قبلت راسها قبل ان تسالها "اين سعود امي؟؟" ..
ابلغتها والدتها انه عاد منذ دقائق و صعد الي غرفته ..ذهبت اليه جواهر و توقفت عند الباب قبل ان تطرقه ..فتح لها الباب بوجه متجهم فيبدو انه كان علي وشك النوم ..ابتسمت ببراءة قبل ان تقول بعذوبه"سعود حبيبي ..اريد هاتفك للحظات فقط فصفحتي علي الانستغرام لا تفتح معي" ..
غاب للحظات قبل ان يعود به ..اعطاها الهاتف و هو يقول بخشونه "دعيه عند امي عند انتهائك و اخبريها ان تشحنه " ..
رفعت جواهر الهاتف بابتسامة و هي تلقي نظرة علي شحنه الذي لا يتجاوز 19 بالمائة ..انزلت لهاتف لوالدتها متجاهلة الجزئية المتعلقة بشحنه ..فهي كانت تريد ابدال بطاريتها ببطاريته ..و الان لن تحتاج ..
ساعة واحدة و نزل سعود ليتناول فنجانا من القهوة من يد والدته قبل ان يستاذنها للذهاب لبيت عمه و ياخذ هاتفه واضعا اياه في جيبه و يخرج من المنزل ..ما ان اغلق الباب خلفه حتي اتصلت بهمس ....
ما ان تلقت همس الاتصال من جواهر حتي قامت بالاتصال بسعود الذي اجابها بعد رنتين هاتفا "ماذا هناك؟؟" ..
ابتلعت همس الرد اللاذع الذي كان علي طرف لسانها و هي تقول بخفوت "سعود انا في سيلين و السيارة معطلة و ستغيب الشمس بعد قليل و" ..
قاطعها مزمجرا "ما الذي اخذك لسيلين ؟؟..من معك؟؟" ..
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تجيبه "وحدي" ..:
تكاد تقسم انها سمعت صوت فرامل السيارة و الاطارات تحتك علي الاسفلت قبل ان تسمعه يقول بغضب مكتوم "تبا ..سيقفل هاتفي الان ..اغلقي عليك السيارة و لا تتحركي من مكانك ..ساصلك باسرع ما يمكن " ..
ما ان انقطع صوته حتي خرجت همس من السيارة و قامت مع السائق و الخادمة بافراغ الهواء من 3 اطارات قبل ان يقوم السائق بفصل اسلاك البطارية عن المحرك ..انتهوا من المهمة لتعود همس و الخادمة الي السيارة و تقوم همس بارسال علامة لوضحي و جواهر ..
بعد حوالي الساعة كانت الدنيا قد اظلمت تماما ..عندما راوا نور السيارة المقترب منهم بسرعة كارثية ..لم تكد السيارة تتوقف حتي قفز منها سعود مقتربا منهم ..طرق النافذة بقوة خشيت معها همس ان ينكسر الزجاج ..انزلت النافذة ليسالها مباشرة "هل انتم بخير؟؟" ..
اجابته "بخير" ..ليلتفت للسائق و يساله عن المشكلة ..قبل ان يزفر بضيق و هو يري الثلاث اطارات المفرغة من الهواء ..قبل ان يتجه و معه السائق نحو مقدمة السيارة ..تحدث لدقائق مع السائق قبل ان يقوموا بفك الاطارات و تحميلها في سيارته ..تركوا السائق مع السيارة المتعطلة و ركبوا في سيارة سعود الذي كان صامتا طوال المسافة الفاصلة ..لتقول له همس بلطف "اوصلني منزل عمي عبدالله " ..
ضيق عينيه للحظة و لكنه لم يرد ..اوقفهم داخل المنزل لتنزل همس و الخادمة شبه راكضتين الي المنزل لتستقبلهما خالة همس بابتسامة و تقول لهمس "مبارك خطبة صديقتك و العقبي لك" ..
ركضت همس نحو غرفة صديقتها التي استقبلتها هذه المرة ايضا بوجه محتقن ..و لكن من الخجل ..فقد تمت الخطبة و تم تحديد موعد الملكة ايضا بعد اجراء الفحوصات الطبية ..
احتضنتا بعضهما بفرح قبل ان تتصل همس بوالدتها و تطلب منها اذنا لقضاء الليلة عند وضحي بمناسبة خطبتها ....
بعد ساعة جلست الفتاتين امام شاشة التلفاز و هما تتاولان الشيبس و الشوكولاته و تشاهدان فيلما امريكيا ..عندما ارسلت جواهر رسالة واتس مقتضبه لهمس "اين انت؟؟" ..
ارسلت همس الرد "مع وضحي " ..انتظرت لدقائق سيل الرسائل المعتادة منها بدون فائدة ..لتعاود الاندماج مع الفيلم ...
لتناديها خالتها بعد دقائق ..ما ان خرجت لها حتي اخبرتها ان ترتدي عبائتها و تنزل للمقلط الداخلي ..فسعود و جواهر بانتظارها ..فيبدو ان همس نسيت شيئا في السيارة المتعطلة و احضروه لها ..
ارتدت همس عبائتها بسرعه و هي تهز كتفيها لوضحي التي سالتها ماذا نسيت ..فهي صدقا لا تتذكر ..
فتحت همس باب المقلط الداخلي لتري جواهر جالسة في احد اركانه ..و قبل ان تسالها اي شئ فوجئت بسعود يلوي ذراعها خلف ظهرها بقسوة ..تاوهت بخفوت قبل ان تقول "هل جننت ؟؟ اترك يدي" ..
ليزيد من ضغطه علي يدها و هو يقول بشراسه "يدك ؟؟..ساحطم راسك ..انا ؟؟ ..انا تخدعني طفله" ..
شعرت همس ان عظامها تتهشم من ضغط يده و هي تقول " اتركني و الا فاقسم ان اصرخ و عندها برر نفسك لعمي و خالتي" ..
لوي يدها اكثر و هو يقول "اصرخي و برري لهم خدعتك الصغيرة اليوم " ..
تدخلت جواهر تلك اللحظة لتقول برجاء "سعود ..ارجوووك اتركها " ..
لمست كتفه بيديها ليدفعها بقوة لتسقط علي احدي الطاولات و تصرخ متالمة .ليدفع همس نحو احدي التحف الثقيلة و يتدفع نحو جواهر ليطمئن عليها لتنهض و هي تغمغم انها بخير قبل ان تتسع عينيها رعبا لرؤية همس ساقطة و التحفة الثقيلة فوق يدها اليمني ...
حاولت جواهر رفع التحفة لتفشل ..ليقوم سعود برفعها ببساطة قبل ان يغادر المقلط تاركا الفتاتين لوحدهما ..
ما ان تمالكت همس نفسها حتي همست لجواهر "اقسم اننا انقذنا وضحي من اخيك المتوحش ..كان سيقتلها" ..
ضحكت جواهر بخفوت قبل ان تقول لهمس "هل انت بخير؟؟" ..
حركت همس يدها لتتاوه بالم و هي تقول "يدي تؤلمني" ..
رفعت جواهر حاجبيها بتعاطف و هي تقول لها "هيا سناخذك للمستشفي" ..
لتضحك همس و هي تقول "مع اخيك المتوحش ؟؟لا شكرا ..ساخذ قرصا مسكنا و اذا لم تتحسن حتي الصباح ساذهب للمستشفي مع اني متاكدة انها مكسورة ...اسال الله ان تنكسر.."
لتقاطعها جواهر و هي تغلق فم همس بيدها "ارجوك لا تدعي علي اخي" ...
تمت بحمد الله
و اطمنكم علي يدي ..الاسبوع الجاي ان شاء الله باشيل الجبس
|