كاتب الموضوع :
نسائم عشق
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1112 - اﻹستسلام -شارلوت لامب - عبير دار النحاس
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ
ﻛﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﺪﻟﻬﻤﺎً ﺃﻏﺒﺮ ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺬﺕ
ﺟﻴﻨﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ، ﺗﻨﻈﺮ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻠﻔﺢ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ، ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺳﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ، ﻛﺎﻥ ﺷﻬﺮﺍً ﺟﺎﺛﻤﺎً
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻟﺬﺋﺐ ﺑﻴﻘﻈﺘﻪ ﻭ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻫﻴﺰﻝ ﻓﺎﻥ ﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﻫﻲ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﺮﻗﺔ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﻓﻲ ، ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺪﻳﻼً ﻋﻨﻬﺎ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻗﺴﻢ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﻳﺔ ﻛﺎﺳﺒﻴﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﺰﻝ
ﺗﻘﻮﻝ " ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺇﺑﺮﻳﻖ ﻣﺎﺀ ﻣﺜﻠﺞ ﻭ ﻛﻮﺏ
ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ، ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻗﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ، ﻭﺩﻓﺘﺮ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ
ﻫﻨﺎ ... "
ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺟﻴﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻫﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﺣﻴﻞ ﻫﻴﺰﻝ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﺪ
ﺍﺷﺘﻐﻠﺘﺎ ﻣﻌﺎً ﻣﻨﺬُ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﺳﺘﻔﺘﺪﻗﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎً ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﺌﻴﺒﺎً ﻣﻘﺒﻀﺎً ، ﻓﻼ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻻ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﻭﻻ ﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ، ﻭﻻ ﺷﻤﺲ ، ..
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻴﺪ ، ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺷﺘﺎﺀ ﻣﺮّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺷﺘﺎﺀ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻨﺬُ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ، ﻓﺘﺠﻤﺪﺕ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ
ﻭﺍﺩﻟﻬﻤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻳﺴﺮﻋﻮﻥ ﻣﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻨﺴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ، ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺑﺎﺭﺑﻲ ﻭﺍﺭﻑ
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻓﺌﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺜﺎﺭﺓ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﺰﻝ ﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺣﻴﺚ
ﺇﻧﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺅﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ "
ﺟﻴﻨﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﻃﺒﻌﻚِ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻣﺎﻟﺬﻱ
ﺣﺪﺙ ﻟﻚ ؟ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺟﻴﻨﺎ " ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ . "
ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺍﺑﺘﺎﺳﻤﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺟﺎﻓﺔ " ﺣﺴﻨﺎً ﺍﻟﺴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ
ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ، ﺇﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﺣﺎﺫﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ
ﺃﺧﻄﻮﻫﺎ ، ﻓﺎﻻﺭﺻﻔﺔ ﺷﺮﺍﻙ ﻟﻠﻤﻮﺕ ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﻓﺖ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ".
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻧﺴﻴﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ
ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﻸﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ " ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻚِ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚِ ﺃﻥ ﺗﻜﻔﻲ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺎﻻً ، ﻓﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻚِ ﺷﻲﺀ ﻓﻠﻦ ﺃﺻﻔﺢ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ! "
" ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺍﻧﺎ
ﺣﺬﺭﺓ ﺟﺪﺍً ، ﻻﺗﻘﻠﻘﻲ "
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﺰﻝ ﺗﻄﻤﺌﻨﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻗﺪ ﺑﺮﺯ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻣﺎ ﺍﺛﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺷﻴﻖ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﺗﺜﺎﻗﻞ ، ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﻳﺪﻫﺎ ،
ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻣﺎﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﺘﺮﺓ
ﺍﻟﺤﻤﻞ ..
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ، ﻟﻘﺪ
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻫﻴﺰﻝ ﺗﻤﺎﻣﺎً ، ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﻘﻠﻬﺎ
ﺃﻳﻀﺎً ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﻴﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻘﻠﻬﺎ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﺣﻴﺚ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻴﻴﺖ ﻓﺎﻥ ﻟﻴﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺷﺮﻉ
ﻓﻲ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺗﺨﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻲﺀ ﻋﻦ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻛﺎﺳﺒﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺻﺪﻣﺔ
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺧﻴﺮ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻴﺖ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺎﺳﺒﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﻨﺪﺳﺔ ﻳﺼﻤﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﻳﺠﺪﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺷﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻳﺜﻖ
ﻓﻲ ﺑﻴﻴﺖ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ
ﺍﻥ ﺑﻴﻴﺖ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻔﺸﻲ ﺳﺮﺍً ﺃﺅﺗﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺄﺧﺬ ﻧﺼﻴﺤﺘﻪ ﺑﺠﺪ ، ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺬ
ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻌﺎً ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻛﺜﺮ
ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ، ﻭﺍﺣﺴﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺍﺧﺒﺮﻩ ﺑﻴﻴﺖ ﺑﺮﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﻮﻟﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﻔﺮ ، ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻻﻣﺮ
ﺳﻮﺀً ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻌﻪ ﻭ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ، ﻟﻘﺪ ﺭﺣﻞ ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺑﺼﻤﺖ
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻻ ﻣﻨﺬُ ﺍﺳﺒﻮﻉ ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻏﻴﺎﺏ ﻃﺎﻝ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺃﺣﺪ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻥ
ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ، ﺫﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺻﺤﻔﻪ ﻣﺒﺘﺪﺋﺎً
ﺑﻤﻴﻼﻧﻮ ، ﺛﻢ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ
ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ
ﻏﺎﺏ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﺳﺎﺑﻴﻊ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ
ﺍﻣﻀﺎﻫﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻟﻨﺪﻥ ﻣﻨﺬ ﺷﺮﺍﺋﻪ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺍﺧﺬﺕ ﺳﻨﺘﻨﺎﻝ ﻣﻘﺪﺍﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ، ﺭﻏﻢ
ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻪ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ، ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻟﻨﺪﻥ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ
ﺍﻻﺣﺪ ، ﻓﻴﻤﻀﻲ ﻋﺪﺓ ﺍﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻱ ﺑﻠﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ،
ﺍﻭ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻟﻜﺴﻤﺒﻮﺭﻍ ، ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ، ﺛﻢ
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ .
ﺗﻌﺎﻝ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺟﻴﻨﺎ
ﺗﺠﻔﻞ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻫﻴﺰﻝ ﻟﺼﻮﻓﻲ " ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺒﻲ
ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ؟ "
ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﻨﺎ ﻋﺎﺑﺴﺔ " ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻓﻬﻮ
ﻻﺑﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻨﺮﻱ ﻫﺎﺭﻳﻨﻐﺘﻮﻥ .. ﻓﻬﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺼﻞ
ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ "
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱﺀ ﺍﻟﺤﺬﺭ " ﻧﻌﻢ ،
ﺃﺭﺳﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺎﺭﻳﻨﻐﺘﻮﻥ ﺇﻝ ﺍﻋﻠﻰ ، ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ! "
ﻓﺨﻔﻀﺖ ﻫﻴﺰﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻬﻤﺲ " ﺍﻧﻬﺎ
ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺟﻴﻨﺎ " ﻻﺗﻜﻮﻧﻲ ﺣﻤﻘﺎﺀ ، ﻭﻻﺗﺴﺘﺠﻠﺒﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻟﻨﻔﺴﻚ ، ﺇﻥ ﺻﻮﻓﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﺎﺓ ﻗﺪﻳﺮﺓ ﺟﺪﺍً ،
ﻭﻃﻴﺒﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﺑﻘﻰ ﺍﻓﺘﻘﺪﻙِ ، ﻭﺍﻧﺖِ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺟﻴﺪﺍً
ﺇﻧﻚِ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲّ "
ﻓﺄﺑﺘﺴﻤﺖ ﻫﻴﺰﻝ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ "
ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻟﺮﻓﻌﻚِ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻲ " ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪﻫﺎ "
ﺃﻇﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺒﺮ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺇﺑﺘﺪﺃﻭﺍ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﻥ "
ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺮﻉ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﺏ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ " ﺳﺄﺧﺒﺮﻩ
ﺑﻨﻔﺴﻲ "
ﻭ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺑﺎﻟﻘﻤﻴﺺ ﺩﻭﻥ ﺳﺘﺮﺓ ، ﺭﺟﻼً
ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺫﺍ ﺷﻌﺮ ﺍﺳﻮﺩ ﻭﻭﺟﻪ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ..
ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﺌﺎً ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ، ﺭﺍﻓﻌﺎً ﺳﺎﻗﻴﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﻻﻫﺜﺔ " ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﻫﻨﺮﻱ "
ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻫﺪﺍﺑﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺗﻴﻦ ﻛﺮﻳﺎﺡ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺘﻴﻦ ﻛﺴﻤﺎﺀ ﻳﻨﺎﻳﺮ "
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻩ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ، ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺍﻣﻀﻴﺎ
ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺧﺼﺎﻡ ! ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ
ﺍﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ . ﻫﻞ ﻣﺎﻳﺰﺍﻝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﻷﻧﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ؟
ﻗﺎﻝ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ " ﻗﺪﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﺮﺍﺑﺎً ! ﺇﺫﻥ ﻭﺍﺟﻌﻠﻴﻪ ﺳﻌﻴﺪﺍً
ﺍﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﺣﻀﻮﺭﻱ "
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺁﻣﺮﺍً ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻨﺪﻩ !
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻣﺘﻸﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺇﺳﺘﻴﺎﺀ " ﺇﻥ ﻫﻴﺰﻝ ﺳﺘﻘﻮﻡ
ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻇﻨﻨﺘﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ .... "
" ﺣﺴﻨﺎً ، ﻫﺎ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻵﻥ ! ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺸﻐﻮﻝ ، ﻋﻮﺩﻱ
ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻛﻮﻧﻲ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﻧﺖِ ﺗﺼﻠﺤﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ ! "
ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺑﻬﺬﺍ
ﻳﻄﺮﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﻛﻼﻡ ﻓﺴﺤﺒﺖ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻏﺎﺿﺒﺔ ! ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﺤﺖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ !
ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺤﺮﻑ ، ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺻﺎﻓﻘﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﺎﻭﺏ ﺻﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ، ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺩﻟﻬﺎ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻤﻊ ! ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ
ﺍﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺑﺎﺭﺑﻲ ﻭﺍﺭﻑ ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﻔﺴﻮﻧﻪ ! ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻨﺎﻝ !
ﻭﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺻﻔﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺫﺍﻙ ، ﺳﺘﻨﺘﺸﺮ
ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ !!
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺑﻤﺤﺮﺭﺓ
ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ، ﻛﻮﻟﻴﺖ ﺗﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ! ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﻮﻟﻴﺖ ﻭﺇﺫ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ "
ﻣﺸﺎﻛﻞ ؟ "
" ﺇﻧﻪ ﺩﻭﻣﺎً ﻛﺬﻟﻚ " ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﻟﺒﺎﻗﺔ ﻓﺎﺭﺗﺴﻤﺖ
ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﻛﻮﻟﻴﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ "
ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ؟ ﻧﻌﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﻻﻳﻄﺎﻕ ، ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺩﻭﻣﺎً ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ
ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺑﻴﻴﺖ ﻭ ﻫﻴﺰﻝ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﺧﻔﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻐﻴﺮ
ﻣﺰﺍﺟﻪ ... ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻗﺸﻴﻪ "
ﺗﻮﻫﺞ ﻭﺟﻪ ﺟﻴﻨﺎ ﻏﻀﺒﺎً ، ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻛﻮﻟﻴﺖ ﻋﻦ ﻣﺰﺍﺝ
ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻧﺼﻴﺤﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺷﻲﺀ !
ﻟﻢ ﺗﺰﻋﺞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ "
ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻻ ﺗﺄﺧﺮﺕ ! "
|