كاتب الموضوع :
عصفورالجنة
المنتدى :
الطفولة
رد: كيف نبني جيلا إيجابيا
الحلقة الخامسة عشرة (العاطفة)
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولاأن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا)، هذه السلسلة التي نسعى من خلالها إلى بيان بعض المفاهيم والقيم التي تساعد في بناء جيل إيجابي يساعد في بناء هذه الأمة وينهض بها من جديد.
نقف اليوم مع مفهوم هام ينبغي لكل المربين أن يحرصوا عليه، ألا وهو الاهتمام بالعواطف لدى الجيل وتنميتها تنمية صحيحة.
بدون العواطف والمشاعر يصبح الشخص جافا لا يحس بالآخرين ولا يستطيع بناء علاقات قوية، وإن كانت لديه علاقات، فتكون علاقات جافة بمعنى أنه يتعامل كآلة مع الآخرين، لا يحس بهم ولا يستطيع تبادل المشاعر معهم.
ينبغي الاهتمام بالمشاعر والعواطف بشكل صحيح وتنميتها تنمية صحيحة، بحيث لا يكون فيها إفراط يتجاوز الحدود ولا تفريط بحيث يكون بلا مشاعر.
ودعونا نقف عند بعض الأمور الهامة في قضية المشاعر والعواطف.
1- الحب من أهم الأمور التي ينبغي الاهتمام بها عند كل شخص، فالحب فطرة فطر الله الشخص عليها اتجاه أمور معينة، فالطفل يحب أبويه، والوالدان يحبان طفلهما، والزوج والزوجة يتبادلان المحبة، والأصدقاء كذلك يتبادلون المحبة، ولكن كل هذا ينبغي أن يكون حبا في الاتجاه الصحيح.
2- وهنا يكون دور المربين في توجيه هذا الحب، فأول الأمور التي يجب أن تغرس أن محبة الله تعالى فوق كل حب، وبعدها محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والناحية العملية في هذا هو تعويد الطفل على تقديم العبادات مثلا على الأمور التي يحبها، فإذا حان مثلا وقت الصلاة وكان هناك برنامجا على التلفاز يشاهده الطفل، يتم تحبيب الطفل وتوجيهه بأن يقوم بالصلاة لأن فيها كذا وكذا من الأمور.
3- يأتي بعد حب الله تعالى ورسوله حب الوالدين والأهل والأصحاب، ويجب توجيه المتربي إلى الاعتدال في الحب وإلى معرفة الأولويات فحب الوالدان مقدم مثلا على حب الأصحاب.
4- المشاعر تجاه المسلمين هامة جدا، وينبغي أن يقوم المربي بإشعار المتربي بأن له إخوانا وأخوات في مختلف الكرة الأرضية، ويجب عليه أن يحبهم لأنهم مسلمون مثله ولا يفرق بين أحد منهم مهما كانت جنسياتهم أو ألوانهم.
5- الإحساس بالفقراء والمساكين والضعفاء من الأيتام والنساء من الأمور الهامة أيضا، فالإسلام حث على مساعدة هؤلاء الضعفاء وجعل لها أجرا عظيما، قال صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر“. رواه البخاري ومسلم، فكيف نريد أن يساعد الشخص يتيما أو مسكينا وهو لا يشعر بهم.
6- أيضا الشعور بمعاني الإنسانية مع غير المسلمين أيضا، فحينما نسمع عن كارثة طبيعية كزلزال أو إعصار ضرب مدينة من المدن أو دولة من الدول، فعلينا أن نشعر بهؤلاء الناس ونشعر بمعاناتهم بل ونقدم لهم يد المساعدة حتى نظهر الإسلام بصورة حسنة.
7- من الأمور الهامة كذلك، المشاعر الإيمانية كالخوف والخشية من الله تعالى، ويتم تربية الشخص على ذلك حينما يكبر قليلا وليس من صغره، وإذا تمّ تربية الطفل من الصغر على القرآن الكريم وحب كلام الله عز وجل، فإن هذه المسألة تأتي تدريجيا وتنغرس في الشخص.
8- وأيضا زيارة القبور من الأمور التي ترفع في الشخص المشاعر الإيمانية، فزيارة القبور تذكر بالآخرة ومصير الإنسان بعد ذلك إمّا إلى جنة وإما إلى نار، وهنا ينبغي التنبيه إلى أن هذا الأمر يتم التذكير به بعد البلوغ وبعد أن يدرك الشخص بأنه محاسب على كل صغيرة وكبيرة.
9- وأختم بمسألة حب الجنس الآخر وربما تظهر هذه المسألة بداية من مرحلة المراهقة فما بعد، وينبغي هنا توجيه المتربي على الناحية الشرعية في هذا الموضوع وأنه ينبغي له الالتزام بما جاء به الإسلام في هذه المسألة، ويمكن للمربي أن يرجع إلى كتب التربية التي تكلمت عن هذه المسألة وكيف ضبطت مسألة الحب عند المراهق ووجهها التوجيه السليم.
العواطف والمشاعر كثيرة، والتي ذكرناها هو جزء بسيط منها، ولا شك بأنها هامة وتحتاج إلى جهد كبير من المربين لكي يوجهوها التوجيه الصحيح.
|