لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

السلام عليكم هي عشقي الأول والأخير هي ابنتي التي أفتديها بكل شيء ملخصها كبير ولكنه يليق بعظمتها التي تغمر كل خلية في روابط الفصول

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-15, 06:08 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

 


السلام عليكم



هي عشقي الأول والأخير
هي ابنتي التي أفتديها بكل شيء
ملخصها كبير ولكنه يليق بعظمتها التي تغمر كل خلية في

روابط الفصول

الفصل الاول للخامس متواصلين
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
الفصل السادس
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
البارت الاول من الفصل السابع
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثاني من الفصل السابع
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الاول من الفصل الثامن
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثاني من الفصل الثامن
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الاول من الفصل التاسع
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

تكملة الفصل التاسع
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

الفصل العاشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر


البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

تكملة الفصل الحادي عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الأول من الفصل الثاني عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثاني من الفصل الثاني عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثالث من الفصل الثاني عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الرابع من الفصل الثاني عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الاول من الفصل الثالث عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثاني من الفصل الثالث عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

الفصل الرابع عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

الفصل الخامس عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت اﻷول من الفصل السادس عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

البارت الثاني من الفصل السادس عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر
حمامة الأرباش الفصل السابع عشر



سلمان
مبتلى بحبها وكأني أود الفكاك من نارها
يروقني الابتلاء لو كان في سبيلها!!!!!
هي عذبة كحلم طفولة.... كلحنٍ لم يُعْزَف لي... كياسمينة في شذاها تتفتح بكل إشراقة الربيع... هي ظبية البان ترعى في خمائل الكون الفسيح... أتهجى اسمكِ بحروفٍ من نسيم... ذنبكِ شدة حبي لكِ... شدة خديعتكِ وغدركِ بي... وحيدٌ على حافة الأرض بقلبي ذكرى عطرة.... وبيدي برهانٍ أليم!!!!!


بذكرى حبٍ عطرة سأتحدث عنها من جديد


وأذكر في الهوى جرحك
وترتفع أسوار الظلمة لتخنقني


مواقيت الحب ولَّت
وبقيت الآلام تنهشني

وأذكر في الهوى سرا
سلمكِ مقاليد أمري


ويحكِ يا من تكسين هُدُبك بقساوةٍ وظلمِ

عيونكِ قباب من نور كما الثريا التي تضيء العتمة
وتنتشلني من وهدة البؤسِ
معكِ أتسم بمزاج كما المجنون
أراكِ قديسة وتليها لحظة أُبْصِرَك مثالا للفسوق
مصفودة بقيد الهوان ومكللة بأزهار الجِنَان
وحبكِ كما النسيم الذي يلطف الأحزان
وكالجرح الذي يزداد غورا مع مرور الأيام
صرت أحجية على يديك ولن أعود يوما متزن الأركان

في شيمتكِ الغدر وبقلبي حب يتسع الأكوان
محال المغفرة
ومحال اندمال الأحزان
ومحال أن يتعاقب ليل ونهار ولا يطرد حبي نحوكِ ليشمل المجرات والأعوام


سلمان
مبتلى بحبها وكأني أود الفكاك من نارها
يروقني الابتلاء لو كان في سبيلها!!!!!
هي عذبة كحلم طفولة.... كلحنٍ لم يُعْزَف لي... كياسمينة في شذاها تتفتح بكل إشراقة الربيع... هي ظبية البان ترعى في خمائل الكون الفسيح... أتهجى اسمكِ بحروفٍ من نسيم... ذنبكِ شدة حبي لكِ... شدة خديعتكِ وغدركِ بي... وحيدٌ على حافة الأرض بقلبي ذكرى عطرة.... وبيدي برهانٍ أليم!!!!!


بذكرى حبٍ عطرة سأتحدث عنها من جديد


وأذكر في الهوى جرحك
وترتفع أسوار الظلمة لتخنقني


مواقيت الحب ولَّت
وبقيت الآلام تنهشني

وأذكر في الهوى سرا
سلمكِ مقاليد أمري


ويحكِ يا من تكسين هُدُبك بقساوةٍ وظلمِ

عيونكِ قباب من نور كما الثريا التي تضيء العتمة
وتنتشلني من وهدة البؤسِ
معكِ أتسم بمزاج كما المجنون
أراكِ قديسة وتليها لحظة أُبْصِرَك مثالا للفسوق
مصفودة بقيد الهوان ومكللة بأزهار الجِنَان
وحبكِ كما النسيم الذي يلطف الأحزان
وكالجرح الذي يزداد غورا مع مرور الأيام
صرت أحجية على يديك ولن أعود يوما متزن الأركان

في شيمتكِ الغدر وبقلبي حب يتسع الأكوان
محال المغفرة
ومحال اندمال الأحزان
ومحال أن يتعاقب ليل ونهار ولا يطرد حبي نحوكِ ليشمل المجرات والأعوام




لماذا أعشق تفاصيل تلك القصة
صدقا لا ادري
لماذا تشكل هاجسا لا يفتأ يراودني
صدقا لا أدري
أنتظر حكمكم إلا أني لن أتوقف عليه ستكتمل تلك القصة لتصير زهرة فواحة حتى بعد رحيلي عن الدنيا


حبيبتي زبرجدة:

كيف أنزع من قلبي الغل وهو مستوطن فيه؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف سينقضي عمري وأنا أحمل وزرا ليس لي؟!!!!!!
لمَ انسلخت عن نفسي ومتى ضاعت مني بوصلة الطريق؟؟!!!!
لمَ كل شيءٍ بملامح الحزن العتيق؟!!!!
صراعٌ على هويتي ومن أكون سوى ابنة شيخٍ قعيد؟!!!!
من أكون سوى سماءٍ حطت عليها العفرات فلونتها بمذاق الرماد الخبيث
مجتمع الفضيلة لمَ لم تَكُن مقسطاً مع الضعيف؟؟!!!!!!!
زينة الدنيا المال وأنا على أطنانه أسير
حبي لكَ أفلاكٌ يغمرها النور أبتي
ومع ذلك أنا على عهدك ووعدك لن أسير!!!!!!!!!!!

((زبرجدة))
أنا الزبارج التي تشع مني ألوان بكل الفصول
خُلِقْت لأكون مليكة القصور
متعجرفة... مستبدة....... لئيمة....... خبيثة
لا أبالي
فالحاقدون يتكاثرون
وعند أعتاب عرشي يتملقون ويتزلفون ومن ثم يتقهقرون ويرتعدون
كلهم رعاعٌ كريهون
ليس لي سوى توت!!!!!!!
هي من تدعمني بعد تلاشي أمي في بوتقة الموت!!!!!
وقيثارة لي عدوة وإن كانت أختي فأنا أكرهها حد الرغبة في أن يصيبها الموت........

أنجيلا:
الحب هو لغة التي توحد بين الشعوب
كفانا فرقة ودما
كفانا موت
تميد بي الأرض وتنهار من تحت أقدامي حين أصرخ بالحق ولكن معاذ الله أن يموت
الحب نبتة تقينا من كل سوء
الحب ينجينا حينما نظن أن لا مفر من الموت!!
قد يكون طريقي كله شوك وموت ولكنه اختيار لا أستبدله بكل النجمات والأقمار والشموس
هو اختيارٌ بطعم الموت!!!!!!!!!!!!

سلمان:
مضطرٌ لكرهك
محرومٌ من حبك
امتصصتِ رحيقي
وأنْشَفْتِ عودي
وحاشا لله أن أضرك
أبيتِ أن أكون سفينتكِ التي تنتشلكِ من بحر الضياع
كُنَّكِ قلبي ولكنكِ لا تدركين
أو بالأحرى لا تتذكرين!!!!!!!!

لا أظلمكِ نقيرا فأنتِ مدانة حتى رمقكِ الأخير
جريمتك قد يزول الزمن ولكنكِ لن تجدي لها تكفير
أحبكِ تلك جريمة من صنع ابتسامتك التي تضيء مشارق الأرض ومغاربها أجمعين
أحبكِ تلك جريمة خرجت من شلالات قلبكِ الذي كنت أظنه رحيم!!
قطعة من ديباج لا تفارقني
تحمل عطرك.. نفسك...... تحمل ذكرى لطالما ستظل مخيمة عليّ حتى الموت

المحبة خالصة لكِ
والكراهية أجدتها لأجلكِ
وهما ضفيرتان بحق الله لكم هما متشابكتين!!!!!!
من يفك عقدتهما سوى من نسجتهما بكل تفاني..... وبرود



هي عودة للماضي والحاضر.... هي عودة روحي للحياة.... هي حمامة الأرباش.... حمامة السلام التي تعلو في الأجواء وتتشبث بغصن الزيتون علها تدب فيه حياة ليذود عن بلد أغرقها الرعاع في الفساد....



هي ليست عن وطن وإن كان كنهها وطن
هي حدوتة صعيدية اسكندرانية قاهرية اجنبية
هي حدوتة عنا بكل نواقصنا
بكل احلامنا
تحوي إشراقات رومانسية ويخالطها بارقة أمل
هي عن الغد فالماضى ولى وانسكب
ولكن لنتطلع للغد لامناص من أن ننهي بضعة مسائل عالقة مع الأمس


فصل كل خميس او جمعه تبعا لظروفي
وهنزل خمس فصول لها الآن

قد يكتنفها الغموض ولكن لنقدح زناد فكرنا ولنلم قطع الرواية المبعثرة لتصير كيان ينطق بالحنين والدموع!!!!!!

عن الحب إن كان له مكان في الصدور
عن الأمل إن كان سيطل علينا من نافذة النور
عن الغدر إن كان البشر يعتبرونه حقا وأمرٌ مفروغ
عن التسامح إن كان عصي علينا وهين على رب الوجود

تبارك اسم الحق... اسم الله المعبود

لنرى عما ستسفر عنه الأمور
رواية بالفصحى البيضاء... تدور حول الحنين والألم والحب والغموض....
تحياتي الوافرة للجميع
وشكرا لكم

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس

قديم 15-01-15, 06:10 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!

 


في مطابخ أحد السجون المركزية بالإسكندرية
كانت منهمكة جدا ومتفانية تماما لتعد حساء عدس مميز... كان القدر المستوي على الموقد ضخم جدا والملعقة التي تقلب بها محتويات الحساء توازيه شموخا، قد أدركتها القائلة وهي كعادتها لا تستشعر حرارة الجو، فقط مدت يدها لتمسح العرق المتفصد من جبينها، لم تكن منكبة على عملها كانت ببساطة مستمتعة ومنخرطة فيه، اقتربت منها صديقتها ريحانة وقالت وهي تغمض عيونها وكأنها ولهانة
" هل رأيتِ الظابط الجديد؟...."
ومن ثم استرسلت في الحديث وهي تضفر أصابعها " هو فلقة قمر... هو......"
ردت زبرجدة بعبوس وهي تنهرها في القول " متى ستكفي عن إطراء الرجال؟... هذا لا يجوز كما أنه حرام شرعا، ومعشر الظباط خصوصا يتعاملوا معنا من منطلق حشرات مقرفة أو تسلية مؤقتة"
ازدردت ريحانة ريقها وأطرقت برأسها وهي تصدق على قولها " معكِ حق... أعرف هذا جيدا.... ولكن"
رفعت ريحانة رأسها، وقالت بتململ ومناشدة، وهي تشوح بيديها " هو فقط بارقة أمل... لمَ لا تدعيها تلوح في أفق رؤياي؟!!!"
أعربت زبرجدة بتصلد ويقين " هو فقط لمع سراب... وكفاكِ ركضا وراء المحال.... مع كل ظابط جديد ينتعش في صدرك أمل جديد.... قريبا ستفارقي السجن يا ريحانة... افعلي حينها بحياتك ما تشائين... ولكنكِ توصية " السلطانة"، من واجبي حمايتكِ من نفسكِ حتى تغادر إحدانا عتبة هذا السجن...."
وأخفضت زبرجدة جبينها فتحدتها ريحانة بقولها وعيونها تبرق بألف شعلة تصميم " لمَ لا تكملي؟... عتبة هذا السجن المقيت الذي امتص عمرنا وأذاب شبابنا وأحالنا جيفة بعدما كنا شابتين يافعتين"....
امتلأ صوت ريحانة بالمرارة وهي تردف " ضاع عمرنا يا زبرجدة كلتانا نتشارك نفس العمر الذي فوق جبينه المشيب"...
دنت منها زبرجدة وبسطت أناملها فوق أكتاف صديقتها وشملتها بابتسامة تفهم وأعربت بنبرة فحواها الدفء العميق " حسنا.... كلتانا هرمتان... لا ينظر الرجال لنساء في مثل عمرنا.... لقد تجاوزنا الخمسة والثلاثين منذ بضعة شهور... ما رأيكِ في هذه الفكرة الخلاقة؟؟... سنعمل صالحا ونتوفى فندخل الجنة ونتزوج هناك من الشيوخ الصالحين، كما أنهما حينها سيكونان فتيَّان... ونحن كذلك، اعتبري حياتنا في الدنيا تحصيلا حاصل، أيام تمر بدون جديد، روحكِ تعفنت يا ريحانة لأنكِ قصرتِ عمركِ على الحياة خارج أسوار السجن، اقبلي الأمر الواقع، وانتبهي لحقيقة سنكِ، لا تهيني نفسك بالغرق في أحلام يقظة مع كل شاب تقابليه، ما بها العنوسة صديقتي؟؟... ألم تَرِي أم كتكوت وكيف كاد لها زوجها وشريكته في الحرام ليوقعوها في السجن ويستولوا على وَفْرِها، الخائن أبلغ عنها الشرطة وأفضى لهم بموقع تبادل النقود بالكوكايين، وها هي أم كتكوت تتذوق نتاج ثقتها بجنس الرجال، ولديكِ فتحية العجمية أليست عظة لنا؟؟، زوجها ألقاها في الشارع بعدما طعنت في السن ليتزوج بذات الشباب الغض، لم يراعي العشرة، ولم يقم وزنا للوفاء والعهد، وهاهي في فورة جنونٍ وحقد أزهقت روح زوجته، فما كان من قانوننا الأعوج إلا أن لف حبل المشنقة حول رقبتها، وأما عن زوجها فقد وردت لنا أخبار تفيد باقترانه من الثالثة التي تفوق سابقاتها رونقا وجمالا، لا ثقة فيهم، هم مختلفون عنا، معظمهم ينظر للمرأة بطريقة دونية"...
أومأت ريحانة برأسها وقالت وهي تزدرد ريقها " أعرف يا زبرجدة، شكرا لإنقاذي من أضغاث أحلام استبدت بي"...
أضاءت البسمة وجه زبرجدة وهي تتلفظ قائلة وتربت على كتف رفيقة دربها بحنو بالغ المدى " على الرحب والسعة"...
_________________________________________
في حديقة السجن الرثة
وجَّه له زميله الذي يشارف ترك هذا المكان... وتلك الوظيفة للأبد نصيحة غالية
" فقط ابتعد عن زبرجدة، إن من يعبث معها تحيل حياته جحيما صرفا، ويا ليتني عبثت، أنا فقط لم أَرُق لها، فخططت لفصلي عن عملي، افترت علي كذبا وكادت لي، ولفقت لي تهمة التحرش بها هي وبضعة سجينات أخريات، شهادات الزور توالت علي، وها هي نجحت في مسعاها وها أنا مطرود من عملي"....
زفر سيف بحرقة على حال زميل دراسته، ومدَّ نحوه يدا لتشتد حول معصمه وآزره قائلا
" سيعوض الله عليكِ بعملٍ أفضل، أنت كفؤ يا سامح، وجهاز الشرطة بأكمله قد خسرك، أنت مكسب لأي مكان يا صديقي، والحمد لله أن العميد رءوف هو من مسك ملفك، فشخص غيره كان ليحيلك للتحقيق فورا، ولكنه تفاوض واكتفى بفصلك"
ثم سأله متحيرا " فقط لا أفهم لمَ تربصت بكَ تلك الشمطاء؟!!!"
رفرف سامح بأهدابه تلبكا لبرهة وجيزة ثم سرعان ما تمالك نفسه وأعرب بصوت ينفث حقدا وهو يتنفس الصعداء لعدم انتباه سيف لاضطرابه
" لقد ألقت بنفسها علي وقالت هيت لك فحينما عففتها ورددت بقوة "معاذ الله" شعرت بالإهانة لرفضي لها فعزمت الانتقام مني، ولكن ربك بالمرصاد يأتي لي بحقي حينما يشاء"....
أعرب سيف بعزيمة وملامحه تنغلق على التعابير وبصره يشخص نحو الفضاء الفسيح " لو كانت تلك هي الحقيقة سآتي لك بحقكِ منها"
واستطرد قائلا بأسى " بلدنا صارت رخوة، كل يوم مظاهرة، وهيبة الشرطة خفتت جدا، صار للرعاع صوت".... لفظها باشمئزاز بَيِّن
صحح له سامح " زبرجدة ليست من الرعاع، لقد نشأت في كنف أسرة فاحشة الثراء، لولا امتطائها عتبة السجن لكانت شقيقتها قيثارة الآن ذات شأن كبير في المجال السياسي، إنها ربيبة أسرة نفوذ ومال، فقط عودها الأعوج طغى عليها وجعلها تزل في الفواحش ومن بعدها القتل مع سبق الإصرار والترصد"....
سأله سيف وهو يسلط عليه نظرات " من قتلت؟؟"
رد سامح بصوت هو مزيج من الازدراء والتقزز " شقيق أختها.... كان رفيقها في الحرام!!!!"
________________________________
في بيت المطربة المشهورة أزاهير بأحد ضواحي الإسكندرية
قال لها بصوت متأصل فيه الحزن العتيق " تبدين سعيدة ومنشرحة الأسارير في غيابات بعدي!!!!"
تخصرت أزاهير وزمت شفتها وأجابته بامتعاض وتبرم وهي تثني عمودها الفقري للأمام " تلك ابنتي وقد عادت من جب الموت بمعجزة من صنع ربي، وأنت.... أنانيتك تلك تقرفني"...
رفعت حاجبها الأبنوسي واستطردت بعدم اكتراث بمشاعره " هي فقط من تهمني"...
وتابعت بقساوة صارت بمرور الزمن متجذرة فيها " لأنك لست والدها فإنك لست سعيدا بأوبتها من الغيبوبة التي طالت عليها، أنت تكره ابنتي "ملك" ولا تطيقها لأنها تذكرك بوالدها، ذلك الذي هربت معه قديما وتزوجته... وتركتك، أنت تعدها ابنة غريمك ولا تعتبرها قطعة مني، غريمك مات.... " أحمد" مات وكراهيتك لا تلبث متغلغلة في دواخيلك"....
انغرز في قلب "مسعد" خنجر مسموم من اتهامات زوجته المجحفة في حقه، وأطرق برأسه وأعرب " لو كان رأيك بي منحطا هكذا فلا داعي لاستمرارنا في تلك الحياة العقيمة، بإمكاني أن أطلق سراحك لو أحببتِ يا أزاهير"...
دوما هادئ حتى وهي ترميه بالاتهامات التي تعلم يقينا أنها جائرة.... تعرف مدى طيبة قلب مسعد.... هذا لو كانت لطيبته مدى فعلا... إن مياه البحر قد تنفذ ولكن طيبته ستظل براحا واسعا يشملها ويفيض من حولها...
دنت منه وتواصلت معه بصريا وهي تتلفظ قائلة بنقمة منصبة عليه "هذا هو الذي آخذه منك.... يسهل عليك التخلي عني رغم ادعائك منذ الصبا بأنك مغرم بي... من يعشق حقا لا يتصيد الأخطاء لحبيبه، لا ينتظر له زلة لسان، وأنت تترقب هفوات لساني بتربص مخيف"...
واستمرت قائلة باندفاع وهجوم، وهي تضربه على صدره ليتقهقر أمامها في الخطوات " رأيي ليس منحطا ولكن من الطبيعي أن ألازم ابنتي، إنها لا تلبث طريحة الفراش في المشفى، لقد كان حادث سيارة مخيف، صديقتها الأجنبية التي كانت معها لاقت حتفها فورا، ووجه ابنتي تشوه... وجسدها تعرض لإتلاف وضرر شديدين... حتى فروة رأسها صارت خريطة لشظايا الحروق المتباينة الخطورة، تلك التي تركت ندوب غائرة فيه، قد لا تفلح عمليات التجميل في إصلاح كل هذا العطب، وقد يعجر العلاج الطبيعي عن إعادة الحركة لأقدامها"....
وتضرعته مردفة وفد دأبت مكانها والدمع يترقرق من أحداقها " كن لي عونا، ابنتي صارت مسخ، الفتاة التي لطالما حسدها الجميع على عيونها الكهرمانية وبشرتها الناعمة الموردة وجسدها الممشوق المتناسق........ صارت مجرد حطام.... ومسخ... بضعة همهمات مدغمة غير مفهومة.... بضعة دموع لا تتوقف عن الانسياب من مآقيها التي تحيطها الأربطة...... هي عاجزة تماما وهي بحاجتي.... لأول مرة تحتاجني، ولأول مرة ألبي طلبها، دعني معها، أنا لا أنسلخ عنك، أنا فقط أستعيد ذاتي التي ضاعت في متاهات من صنعي أنا!!!!!، حياتي قائمة الآن على إشراقة عيونها... وعلى إشراقة عيونها هي فقط، لا أستشعر نفورا من جسدها المكتظ بالحروق والندوب، أستشعر فقط سرورا حينما أضمده لها، وألمس امتنانها لي في أحداقها، ولكن سحقا لها.... ماذا تظنني؟؟... أنا أمها، كيف تتجرئ وتنظر لي وكأني أشفق عليها وأُحْسِن لها وأسديها معروفا"....
ضمها له وقال بصوت ملؤه الحنو والرقة " اهدئي أنتِ تعرفي تذبذب العلاقة بينكِ وبين ابنتكِ، لقد كانت دوما علاقة مهتزة وعلى المحك، لا يتأخر أوان الإصلاح يا وردتي، فقط اعقدي العزم، لقد خُلِقْتِ يا أزاهير لتحصلي على كل ما تبتغين، وأنت تشتهين الآن تصالحا مع ابنتك، وستظفري به كوني على يقين"....
____________________
في بهو أحد القصور الفسيحة بالقاهرة
" إن غاب القط العب يا فأر، أين كنتِ يا زوجة ابني المصون؟؟"
تمالكت "سوما" نفسها بشق النفس وأجابت بصوت لم تستطع أن تمحي منه نبرة الحنق " أصبحنا وأصبح المُلْك لله، يا شيخة اتقي الله، لقد سأمتكِ أنتِ وابنك والمحروسة ابنتكِ المدللة، لو علي لكنت تطلقت من ابنكِ وارتحت من عائلتكم التي لم تصيبني إلا بالغم، ولكني صابرة عليكم جميعا لأجل ولدي منصور وابنتي ياقوتة"...
علقت مزدانة " يأخذونكم بالصوت قبل أن تغلبوهم"...
وأردفت بنبرة تحمل التهديد والوعيد وهي توجه نحوها إصبع نافر من قبضة مضمومة " اسمعي يا من التقطكِ ابني من على قارعة الطريق... يا فتاة بدون حسب ولا نسب، كل الجلبة التي أحدثتيها لتغطي على أمر مبيتك ليلة كاملة بالخارج لم تمرق عليّ، أبناؤك كانوا غطيطين في السبات أمس، وابني مسافر بالخارج لأمر متعلق بعمله، وابنتي في غمار رحلة سفاري مع صديقاتها، ولكن أنا كنت موجودة وشاهدة على مبيتك بالخارج ليلة كاملة، لقد استوحش فجورك يا سوما، واقترب أوان تطهير عائلتي منكِ، إما أن ترتدعي عن مسلكك الأعوج وإلا سأخسف بكِ الأرض، سأطردكِ من البيت وأحرمكِ من منصور وياقوتة لأبد الدهر"....
تصاعد الدم في رأس سوما واحتقنت أعصابها فهدرت قائلة وهي متشبثة بتلابيب حماتها وقد فقدت رباطة جأشها
" سأقتلكم حينها كلكم يا خانوم، لن تحرموني من منصور وياقوتة مرة أخرى، تكفيني مرة واحدة، سأقاتل تلك المرة.... لن أتخلى عن عائلتي مرة أخرى.... لن أفرط في ياقوتة مجددا... أبدا".... وكأن الظلام ينتشر من حولها.... وكأنها تفقد روحها.... إنها تتهاوى على أعتاب حماتها رغم أنها من يبطش بها!!!!
وتناهى لسمع مصطفى جزء من الحوار الذي دار بين أمه وزوجته، كان باب القصر مشرعا، وكان قد دلف منه بدون أن ينتبها له.....
تصلب جسده من حجارة الكلام الذي قذفت به والدته زوجته، إنه شخصية مسيطرة ومهيمنة على زمام الأمور، الجميع يخشى بطشه....... عداها هي!!!!، ربما لأنه قد طالها بالفعل الكثير من قساوته في زمنٍ فات حتى ماتت مشاعرها وتبلدت أحاسيسها.... لكن أن تكون خائنة هذا يفوق قدرته على الاحتمال ولكن أمه تبدو واثقة وما تفسير غيابها ومبيتها في الخارج عدا ذلك؟!!!....
قد توارى عن أنظارهما واختفى خلف عمود حجري في البهو ليستمع لهما، ولكن ابنته ياقوته كانت قد تيقظت، وكانت تسير في ردهة الطابق العلوي من القصر وهي تتثاءب، حينما لمحته، فهتفت بكل عزمها
" أبتي.... أبتي"
وهرولت نحوه باشتياق شديد وسط جحوظ عيون سوما وامتقاع لون وجهها....
____________________
في مراحيض سجن النساء
كانت زبرجدة مفترشة مقعد متهالك ولكنها جالسة عليه بغطرسة وخيلاء، وتُصْدر التعليمات للبنات ليجيدوا في تنظيف الحمامات، دلف سيف للمكان، وأبصر زبرجدة وهي مستوية جالسة تُلقي الأوامر وتطاع في الحال.... الكل يهرول ملبيا ما تقول...
ضيقت حيز عيونها وثبتت بصرها عليه وهبطت برأسها قليلا وقالت " هل تُشْرِف بنفسك على تنفيذ تعليماتك بشأن انتقالي من قسم المطابخ لقسم تنظيف المراحيض؟؟... وهل أنت هكذا سعيد؟؟... إذلال الناس وقهرهم هو ما تريد... تهبط بمقدارك لمستوى سجينة... وتدبر لها وتكيد... قد أبخست قيمة ما ترتديه، عارٌ عليكَ والله"....
بها شيء غريب... قوة لا يدري من أين تأتي بها... هيلمان تفرضه على الجميع... حتى عليه هو... نعم كان قرار متهور وأخرق.... ولكنها تطلق شياطينه من معقلها، يود إذلالها بعنف ولا يدري لمَ تضطرم بداخله تلك الأحاسيس...
إنها تحت رعاية السلطانة... أفحش امرأة في مصر، وهي ابنة شيخ كان يشهد له الجميع بسمو المنبت ونبله... لمَ حادت عن الطريق؟!!!... ولمَ يبغضها لهذا الحد المخيف؟؟... هو لا يحب سامح لتلك الدرجة وليس متعاطفا معه لهذا الحد... هو يعرف سامح جيدا إنه شخص بداخله خبيث، ولكن هل يُكَذِّب رفيقا ويصدق سجينة بقضية مخزية يُنَدَّى لها الجبين... كما أنها لا تدافع عن نفسها، لقد اعترفت بقتلها لشكري بمنتهى الوقاحة والفجور، وأدلت بأقوال تفيد في تورطها معه أخلاقيا..... ولكن عيناها ويا الله عليهما.... تأسرانه بطوقٍ ناري في يدها هي فقط.... يقرأ فيهما أشياءً تخالف ما تقول...
و كأنها ترتدي قناعا في تعاملها مع الجميع، ولكن من كثرة تشبثها بالقناع أضاع ملامحها الأصلية بل وأذابها تماما.....
إنه يشعر بالخزي من نفسه ويحس بالتقزيم أمام ذاته، فتشريحها لأعماقه يفضحه ويعريه.... كان يدعي أمام نفسه أنه يود الحد من سيطرتها على السجينات، فبتنكيس رأسها وبنقلها لهذا القسم الذي يهرب منه الجميع يكون قد أحَطَّ من قدرها وأثبت أن الأقاويل التي تتبعثر بشأن أنها مسنودة من كبار البلد مجرد هراء، ولكنه تلقى منذ نصف ساعة أي بعد نقلها بعشرة دقائق فقط أمر بإعادتها لقسم المطابخ، إن هناك من يرعاها رغم وجودها خلف أسوار الحياة، هناك من يتابع أخبارها.... ومن يشملها بعناية تفوق حدود الخيال... ولكن من هو؟؟... بالطبع الأمر يفوق السلطانة، فالسلطانة منبوذة من السلطات، ولا تُلَبَّى لها طلبات...
سألها " أريد أن أسألكِ سؤالا واحدا، لمَ أنتِ هنا؟؟"
ردت عليه بآخر إجابة يتوقعها " لأني هكذا أريد!!!!"
_____________________

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 15-01-15, 06:12 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!

 


قصيدة عن القمر
"تبر" منذ اثنتي عشر عام
((أُنْتَ حبيبي مرمى نظري
والطيف القابع في إغماضة بصري
عبق الورود يلتف من حولي حينما تكون حيا أمام نطاق رؤياي
أنا كوكب مقري سمائك ولكنك تفرط في لأجل أسلوب حياتك
أنتَ أصلا لا تنتبه لي فدعني أشيد لنفسي قصر وهم وأبيت فيه
نبض قلبي محترق بجمر الغيرة
وروحي محلقة في سماء الجحيم
النساء من حولك كثيرات وأنا فتاة عادية القسمات منحسرة الحسن والبهاء
وفقط تعبت... وفقط اكتفيت
وياليتك يوما تتخلى عن مناويل حياتك لتكون فقط لي!!!!))
تبر الحالية
لقد اعتادت الصفاقة في الأونة الأخيرة، وصارت على الدوام متدثرة بزي الوقاحة والجفاء، هي فقط تلملم شتات نفسها بطريقتها الخاصة!!!!، من هي حقا؟؟... تبر ماتت منذ أعوام ولكنها أيضا لا تعرف سوما تلك، حماتها مزدانة امرأة تياهة الجبروت، لا تطيقها ولا تكف عن إهانتها ونعتها بفتاة الشوارع، أصل "تبر" يفرض عليها حينما تمرض حماتها أن تلازمها وتعتني بها، وهذا يحدث كثيرا جدا ومع ذلك لا تلاقي من تلك المرأة سوى النكران والجحود، دوما تشكك في نزاهتها، وتطعن في أخلاقها، لو تشهد لمصطفى بشيء فهي تشهد له بأنه ينهر أمه حينما تخوض في عرضها، وتلوكه بالقول، هي فقط كان لديها ظروف اضطرارية قهرية أجبرتها على المبيت خارجا، وهي ليست مطالبة بتفسير لتلك المرأة الفظة الغليظة، ولكن مصطفى...
ما الذي سمعه، وما الذي يصدقه، إن مصطفى معتاد دوما على تنصيب نفسه قاضيا، وأحكامه لا يبدلها حتى لو ظهر له خطؤها، فلمَ تُجْلِي له الحقيقة؟!!!.. لتدعه فريسة للتوجسات والظنون، أليس هو جلادها وناحر بقايا إنسانيتها؟!!!!... لمَ تبالي به؟!!!... ولكنها سحقا... هي تبالي!!!!
تستعجب ضبطه لنفسه وتحكمه بأعصابه، لقد استقبل ابنته ببشاشة وانحنى ليرفعها حاملا وليدور بها لفة كاملة، كما هي عادته كلما ولج من سفرة، هي جزعة ومضطربة.. ربما، ولكنها لا تقل عنه برودة وقدرة على ضبط النفس...
لم يدم جحوظ عينيها ولا انسحاب الدم من وجهها سوى لوهلة منحسرة.... صرف ابنته عنه بلطافة برغم تشبثها به ورفضها التخلي عنه، كانت تبر تراقب من زاوية عيونها ما يجري بينه وبين ياقوتة، ياقوتة فتاة ذات ظروف خاصة لقد خلقت معاقة ذهنيا، هي فتاة ذات احتياجات خاصة، حماتها مزدانة دوما تستخف وتُحَقِّر من شأن ياقوتة، ملامحها المنغولية لا تمت لقسمات أبيها بصلة، ولكنه مغرم بها، لم تتوقع من ذلك الجلمود المنعدم الضمير أن يقع أسيرا في محبة ابنة لن تجعله يوما موضع افتخار، ولكنه فعل... أحيانا تنهش الغيرة قلبها حينما تبصر مدى تعلق مصطفى بابنته، فقط لو ينظر لها مرة بنفس الطريقة التي يرمق بها ابنته... بمزيج من الحنان والعطف والمحبة التي تطرد وتتنامى في كل يوم...
ربما يكون منصور متباعد عن والده كثيرا، هو أيضا يأبى أن يكون ملتصقا بأمه، هو منعزل عنهم، ويسكن ملكوتا غير الملكوت، ربما سنه صغير ولكنه ذو طبع مجافي، يحمل قسمات أبيه.... وغلظة قلبه أيضا...
إن والدة زوجها تعلم بأنها تفتري عليها كذبا ولكنها تعشق هذا الدور، تتلذذ حينما تهددها بإقصائها من حياة أولادها... تستمتع بفزعها الذي يستبد بها حينها والذي تداريه....
كان لا يطيق صبرا ليتخلص من انكباب طفلته عليه، إن ياقوتة تكاد تكون نقطة ضعفه الوحيدة، فهي جد بريئة... وتراه كيانا عظيم!!!!
ولكن سوما متبدلة في الأونة الأخيرة على الدوام، لم تكن تأبه لأناقتها بتلك الصورة المفرطة قبلا، لم تكن تغيب لفترات طويلة في السابق، هي الآن تخرج وتدخل وتهب في من يسألها أين كانت، هي متلفة الأعصاب بشكل مريب!!!!!
لقد كانت فقط سكرتيرة من ضمن درزينة... كانت مجرد فتاة من بين حشود غفيرة، فلمَ انتبه لها بمجرد أن أبصرها، ولكي يواري ذلك الانتباه اعتاد تجاهلها وتمادى في استعبادها في الأعمال... ولكنها كانت دءوبة وكفؤة لا تكل ولا تمل، تعمل بنشاط ملحوظ، أين ذهبت تلك الوردة هل هو من دهسها بأقدامه، لقد أحالها نزقة الطباع أحيانا... فاترة وغير مبالية في أحيان أخرى، وكأنه سلخها عن روحها
إصرارها على تسمية ابنتها ياقوتة لاقى إعجابا لديه خصوصا حينما قالت أنه اسم أمها، كانت المرة الوحيدة التي أتت فيها على سيرة أمها، هي لا تتحدث عنها أبدا، أما عن اسم منصور فلقد بدى له اسم حبيبها القديم، رفضت أن تعطي تبرير لرغبتها في إطلاق اسم منصور على ولده الذي قد يكون الوحيد، منصور... اسم لا يليق بحفيد عائلة السلحدار العريقة، اسم شعبي لا يحمل رونقا ولا بريق، ولكنه جاراها ولا يدري حتى الآن لمَ.... ربما أراد أن يرى ردة فعلها حينما يخبرها بموافقته على الاسم، شيء لم يتصوره، لقد أضاء وجهها وازدهر تماما، لقد تفوهت له حتى في فورة غبطتها وابتهاجها بأنها تحبه جدا، وبأنه أروع رجل في العالم!!!!
كل هذا لا يشفع لها المبيت خارجا، والبجاحة في القول، لم تعطه تلك المرة مبررا مقبول يقسم بالله بأنه سوف يزهق روحها
أدرك حينها أن ياقوتة ليست وحدها نقطة ضعفه.... إن تلك المرأة الغريبة الأطوار التي أنجبتها تسيطر عليه بكل الطرق الممكنة

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 15-01-15, 06:14 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!

 


الثاني
رحلة نحو المجهول
*تبر*
دنا منها بخطوات فهد يتحين الفرصة لينقض على فريسته وأفصح لها بخشونة "أريدك"
وبدون أن يمهلها أحكم قبضته حول رسغها وسحبها ورائه، تكاد لا تلامس أقدامها الأرض، الوحيدة التي كانت تنطق في وسط هذا الجو المشحون كانت ياقوتة، كانت تصفق بكلتا يديها في جزل طفولي، وتعرب بصوت ملؤه الحبور والسرور " أبتي اشتاق لأمي"
همست مزدانة في سرها وبحقد مستشري فيها " لم تستحقي لقب معتوهة من لاشيء!!!!"....
تبر روحها ملوثة باحتقار الذات، ومختومة بالندم الرهيب، هي تتلظى على نيران الألم الثخين، ولا تجرؤ على مشاركة سرها مع أي كان!!!!
كان مصطفى يجرجرها ورائه وهو يصعد درجات السلم، أما هي فقد كانت شاردة في هذيانها المنصرم، لقد ظلمتها الدنيا ورفعت الأسوار بينها وبين أمها ياقوتة، ولقد كان اختيارها هي، أجل هي من اختارت إقصاء أمها وأخيها من حيز حياتها!!!!!
شرع باب الحجرة ونفضها عنه بغلظة، سألها وهو يصر على أسنانه ويثني بدنه تجاه جسدها المنسكب على الأرضية
" هل لديكِ تفسير لعهرك الظاهر عليكِ في الأونة الأخيرة؟؟؟"....
مسحت خيط الدم الذي انفجر من شفتها، نتاج ارتطام وجهها وهو يطرحها أرضا بأحد أعمدة منضدية الزينة، وردت بهدوء لا يعبر عن الخوف الذي ينهش فيها، من أن يحرمها أطفالها
" خرجت للجلوس في النادي واحتساء مشروب هناك، وفي طريق أوبتي كان هناك حادث مروع، جسد المصاب كان كرة من الدماء، أنا لست طيبة أنا أعرف هذا، ولكني كنت ممن تبعوه للمشفى، تبرعت له بدمي، كان من نفس زمرتي، تبدو قصة لا معقولة ولكنها هكذا حدثت، ملابسي كانت تفوح منها رائحة الدماء.... كانت تلك الرائحة تسد عليّ مياسم الهواء!!!!!، فذهبت لصديقتي سوسنة، وبدلت ملابسي هناك، لم أرد إفزاع ياقوتة ومنصور لو ولجت ورأياني مغطاة بالدماء!!!!"....
أومأ برأسه ووافقها في القول " نعم تبدو قصة غير معقولة"
واسترسل وهو يخلع سترة بذته ويلقيها بدون أدنى اكتراث، وهو يحل أزرار قميصه العلوية علها تجلب له بعض الهواء
" بإمكاني أن أقتلك بدم بارد.... أن أمحي وجودك من على الأرض وكأنكِ لم تكوني على صفحتها أبدا، إنكِ مجرد صعلوكة، اختفائك من الدنيا لن يُحدث بلبلة، ولن ينتبه أحد له، وأنا بنفوذي سأدبر كذبة محبوكة، لقد وضعنا الشروط منذ البدء يا سوما، لا تعبثي معي.... وإلا الخيانة!!!!، لكِ فرصة ثانية لن تتكرر مطلقا مجددا، أخبريني هيا مع من كنتِ ولمَ قضيتِ ليلة كاملة خارج بيتك"....
هزت رأسها وكأنها لم تعر اهتماما لتهديده بقتلها، وأصرت قائلة وهي تكور شفتها
" كنت في المشفى، أتبرع بالدم".....
والتفتت نحو حقيبتها المقذوفة أرضا كذلك، وفتحتها وأخرجت كيسا وصبت محتوياته، كان ثوبها وهو ملطخ بالدماء!!!!!.... لم تكن كاذبة!!!!!
________________________
*ملك*
أروع ما قد تجود به الحياة أن تعثر على شخصٍ يقرأك بدون حروف
يستمع لصمتك فيجد فيه بوح
يمنحكَ حبا بلا مقابل
يغدقكَ بعطاءٍ لا مشروط
أروع ما تجود به الحياة فائض أمومة لا محدود
ابتسامة تذيب صخور الحياة التي تشبه الجلمود
قلب لا يغلق أبواب محبته في وجهك مهما صددته بكل برود!!!!!
أمها أزاهير لا تفارقها أبدا، هي لا تتأفف مطلقا من السوائل التي تخرج من جسمها، هي من تبدل لها حفاضاتها، فهي كطريحة الفراش لا تقوى على الذهاب للمرحاض، وهي من تحممها، ومن تعتني بجروحها، هي مختلفة عما كانت، لقد كانت تشمئز منها لو مرضت، وتخاف انتقال العدوى لها، فتأمر المربية بملازمتها، وبإخبارها حينما تتعافى، لتعاود الإطلالة عليها... كانت امرأة لا تهتم سوى بنفسها!!!!
هي محبوسة في هذا الجسد المشوه العاجز، تلك إرادة الرب وهي لا تعترض عليها، هي فقط تبتهل وتصلي للرب لتعاود السير والنطق، وهي تتلظى على نيران الشوق للصغيرة "أمورة" والصغير "ألفونسو"!!!!!
______________________________
*منصور*
في أحد مستشفيات العاصمة
كانت أمه تمسك بيده وهي جاثية على ركبتها بجوار سريره، وتلفظت وهي تحاول مغالبة دموعها التي تطفر رغما عنها
" قدر ولطف يا حبيب ياقوتة، دوما حذرتك من القيادة بسرعة وتهور، نحن أبناء القرية لا نستطيع مجاراة أهل المدن في نظام سيرهم.... وأسلوب حياتهم، كان من الأفضل لو استمعت لكلام أمك واتخذت لك سائقا، ولكنك عنيد ولا تنصت لنصائحي أبدا"....
علق منصور بصوت واهن، يحوي خيط عتب " تبكتيني يا ياقوتة وأنا طريح الفراش!!!"....
عقدت ياقوتة حواجبها وأبرزت شفتها السفلى بامتعاض طفولي لا يناسب سنوات عمرها السبعين وأعربت بغضب وانفعال
"لقد فقدت أختك قبلا، ولم يعد لي غيرك، ولقد طالبتك مرارا بأن تنتبه لنفسك، ولكنك لا تُلقي بالا لكلام العجوز، أنت ابن عاق، وأنا غاضبة عليك"....
انفتح باب الحجرة وأطلت باقة من الورود الجورية تحملها فتاة سمراء ممشوقة القوام خلابة القسمات
كان الأرق جليا عليها من خلال الهالات السوداء المتعاظمة حول عيونها، وكانت شاحبة شحوب الموتى وكأن حادث منصور شطر روحها وأهرق دماء قلبها
ازدردت ريقها ولم تتقدم نحوهما، وقالت بخفوت وتخاذل " أعتذر على اقتحامي غرفتك سيد منصور، ولكني وددت الاطمئنان عليك"
تفاجأت ياقوتة حينما أبصرت ابنها يحاول الاعتدال جالسا رغم حالته المتدهورة، واندهشت أكثر من السرور الذي ارتسم على وجهه من زيارة تلك السمراء النحيلة له، لقد صارت ياقوتة واجمة تراقب ما يجري أمامها بدون أن تفهمه... أو تعلق....
رد منصور على ساندي برحابة وهو يحاول قهر نبرة المرض في صوته " أنا بألف خير، علام تعتذري؟؟... أنا شاكر زيارتكِ الثمينة لي، تفضلي بالجلوس"....
كانت ساندي خجلة من وجود تلك السيدة العجوز، التي خمنت بأنها أم منصور، فردت بصوت حاولت أن تفرغه من شتى الانفعالات وتكسيه برنة مرح مصطنعة
" ألف سلامة عليك يا كبير، لقد اطمأننت عليك، ويجب أن أنصرف الآن، السلام عليكم"....
سألته ياقوتة بعد انصراف ساندي " هل نسيت أنك متزوج وأن لديك أطفال؟؟"
فأجابها منصور بسؤال " وهل نسيتِ بأن الشرع حلل للرجل مثنى وثلاث ورباع؟؟"
وضعت ياقوتة يدها على فمها لتخفي شهقاتها المتوالية، وقالت موبخة، وقد امتقع لون وجهها " رجال عائلة التبريزي لا يخونوا زوجاتهم يا منصور!!!، أعرف أن بسنت صعبة المراس حادة الطباع ولكن عليك بالصبر يا ولدي، إن لديكما بنات، لو تناهى لعلم بسنت نيتك الزواج من أخرى ستطالب بالطلاق وقد يبلغ بها العند مداه فتتزوج بآخر بمجرد أن تُكْمِل العدة، ابنة ريانة وبشير وأعرفها"....
رد منصور بمرارة " هي حتى لم تأتي لزيارتي رغم معرفتها بحادثي...."
قاطعته ياقوتة بعنفوان " هي لم تعلم بعد، لقد أخفيت عنها الأمر، فلقد أخبرتني أمس بحملها ولقد خشيت عليها صدمة المعرفة، اتق الله يا منصور، في رقبتك بنات، لا تظلم بنات الناس لكي لا يظلم أحد بناتك، وتلك الملتصقة ببعضها أول وآخر مرة تراها مفهوم؟؟!!!!!!!!!!!"
إن أمه مخدوعة ببسنت، إنها امرأة خبيثة، ولقد عاشرها واختبر معدنها الرديء بنفسه، ولكن لا قوة لديه ليجادلها، والحمل!!!!........ هل كُتِبَ عليه الإنجاب من تلك الخبيثة؟؟.... لقد اكتفى منها وفاض الكيل.....
تواردت تلك الأفكار عليه، حادثه كان غريبا، لم يكن صدفة كان تخطيطا، هناك من يود إزهاق روحه!!!!!!!......... ولكم من هو وما دافعه؟!!!!
___________________
مرت الشهور على سيف وهو ممسك بإدارة السجن، مازال لا يفهم لمَ زبرجدة معشوقة لزميلاتها في السجن، مازال لا يستوعب لمَ يضعوا بها تلك الثقة العمياء، لمَ صارت الأثيرة لدي السلطانة التي كانت محتجزة هنا في زمن فات، لمَ انهالت على شكري هذا بالطعنات لترديه قتيلا بعد خمسة طعنات!!!!!....... مازال لا يفهم... ومازال منجذبا نحوها بخيط غير مرئي يزداد قوة ومتانة مع مرور الأيام، لقد صارت تتفاداه عمدا وهو لا يدري لماذا، جملتها لا تنفك تراوده " لأني هكذا أريد"....
هل السجن اختيار؟!!!.... وما كانت الاختيارات الأخرى المتاحة أمامها؟؟....
بعد خروج ريحانة من السجن صارت حياتها قاحلة جدباء، إن ريحانة كانت رفيقتها طوال الثلاثة عشر عاما المنصرمين.... هي تحب كل زميلاتها هنا، ولكن غياب ريحانة خلق فراغا موحشا.... ليحفظكِ الله يا ريحانة من كل ضير..... لتحفظها يارب فهي فتاة خفيفة وستذوب أمام أية تلميح....
طلبها سيف لتمثل أمامه في مكتبه، وذهبت إليه بعدم اكتراث بما ينتوي قوله
تلفظ لها " اجلسي يا زبرجدة، فأنا لدي لكِ خبر مفرح"...
ردت عليه وهي لا تلبث واقفة " الفرح لا يدخل قلب مازال متمرغا في طعم الأنين"....
رد عليها وشفاهه تنشق عن ابتسامة صغيرة " لن أجادلك وإن كنت سأفتقد مناوشاتك، أعرف الآن أن سامح ألحق بكِ ضير، فأنا أعرفكِ الآن يا زبرجدة، لقد تم الإفراج عنك، ستخرجين من السجن غدا...."
انسحب الدم من وجه زبرجدة وتوسعت أحداقها بعدم تصديق.... لقد اعتادت السجن ولا تود الرحيل كما إنه يتبقى لها عامان هنا ويفيض.... فصرخت فيه وهي تلوح بأكتافها
" كيف تُخْرِجوني؟؟... حرامٌ عليكم... أنا لم أستوفي مدة العقوبة بعد!!!!"
سألها وهو ينتصب واقفا " هل أنتِ مرتعبة من الحياة خارج السجن يا زبرجدة؟.... تخافي أن يلحق بكِ أحدهما ضير؟؟"...
هزت رأسها نافية ما يقول وأعربت بهمس تخنقه غصة مرتفعة في حلقها
" لم تعد لي حياة خارجه، لقد تأقلمت على المعيشة هنا"....
ولأول مرة يستمع للهجة استجداء في صوتها " لا تُخْرِجوني... ماذا أفعل لكي أبقى.... أأفتح دماغ احدى زميلاتي.... أأغمد سكينا في قلب احدى رفيقاتي.... ولكنهم سيسامحوني.... لو أضمن أنهم سيصرون على معاقبتي لأقدمت على ذلك ولكنهم سيسامحوني!!!!"
وكأنها منكوبة!!!!!
كان صوتها أبحا.... مهموما!!!!
ستظل تلك الفتاة لغزا محيرا له... هل سيتمكن يوما من فك طلاسمه؟.....
__________________________
*علي*
كان واقعا في دوامة تفكيرعميق
لقد نشب الموت مخالبه فيها ولكنها أفلتت منه بأعجوبة لا يحب أن يُطلق على نجاتها معجزة، هي فقط كما القطط بسبعة أرواح!!!!
هو يمقتها...ربما!!!!، هو يفهمها... محال، هو يشفق عليها... ربما، هو يراها امرأة جديرة بأن تكون أم ابنته.... لا!!!!
لمَ لم تموتي يا "ملك"؟.... لمَ لم تخمد أنفاسك وتتخلص الدنيا منكِ؟؟!!!... لمَ أنتِ هكذا متشبثة بالحياة؟؟....
لقد تزوجت بعد انفصالهما بعدة رجال، آخرهما رفيق دراستها والذي أعربت للجميع بأنه معشوقها وحب حياتها، ولكن المنية قد وافته قبل حادثها، يقال أنها انهارت تماما حينها، وتمزقت أشلاء!!!!
هي امرأة مزواجة مثل أمها وهو يخشى على ابنته "أمورة" أن تكون ورثت منها تلك الجينات... القذرة!!!!!
لقد ورده اتصال من أزاهير بالأمس، عنفته فيه لأنه لا يُحْضِر أمورة لأمها، وأخبرته بأن ملك تطالب برؤية ابنتها الوحيدة...
حسنا من يكون ليحاكم ملك، إنها نتاج طبيعي لانفصال والديها وهي لا تلبث غريرة، كما أنه مزواج مثلها فلقد اقترن حتى الآن بخمسة نساء.... ثلاثة بعقود موثقة، واثنتين بعقدين عرفيين....
دلف لحجرة ابنته، كانت مسترسلة في الوسن، ضوء القمر انعكس على قسماتها بلفافة نورانية أخاذة، أمورة ذات نوم خفيف، بمجرد اقتراب والدها منها تيقظت
واعتدلت جالسة، وقالت له بتثاؤب وهي تحك أجفانها
" أهلا بابا لمَ تأخرت اليوم؟؟"
رد عليها بحنو وهو يمشط بأنامله خصلات شعرها المتشابكة " الأعمال على عاتقي متكردسة، لنأمل من الله أن ينفخ في صورة عمك "وليد" ليأتي ويشاركني هذا العبء الثقيل"....
أجابته أمورة بحصافة " عمي وليد لن ينصلح حاله حاليا، مازال أمامه بعض الوقت، جدتي نور تقول بأن اللهو والعبث يجريان في دمه، وهو بحاجة لزمن ليتعقل ويصير قدر المسئولية"...
لم يَرُق لعلي كون أمه تتحدث عن الجانب الطائش من أخيه أمام ابنته الصغيرة، إن أخيه يحيا في ضلال، نساء.... خمر... سهر... مجون... حال أخيه ليس لهو وعبث هو فقط انحلال بَيِّن!!!
تداخل معها بصريا وتلفظ لها بحنو " ماما تريد رؤيتك"...
ردت أمورة فورا " أَخْبِرْهَا أني لا أريد!!!"
زجرها بلطافة وإن كان مسرورا داخليا أن ابنته لا تحب أمها ولا تحفل بها
" قال الله عز وجل ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)) كما أنه قال ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ))، لا يليق بكِ الجفاء حبيبتي، أو أن تكوني فتاة غير بارة بأمك"
أطرقت أمورة برأسها وقالت بعد برهة تفكير " حسنا سألقاها"...
تنفس علي الصعداء وانتصب واقفا واستدار ليغادر الحجرة فأُجْفِلَ بصوت ابنته وهي تسأله بتردد " هل صارت بخير؟!!!"
_________________________
*توت*
في احدى قرى صعيد مصر، في بلدة مهمشة حتى الجغرافيين لم ينصفوها ويضعوها على خارطة مصر.... كانت توت ملتفة حول المصطبة، أمامها قُلَّة تشرب منها، وبضعة من جبن قديم في وعاء صغير، الخبز ناشف فهو مصنوع منذ زمن سحيق، والبيت الذي تحيا فيه متهالك وبالي وعتيق....
الكل يخاف منها فسمعتها كنفاثة في العقد تسبقها، الكل يتناقل كلام عن كونها صانعة تعاويذ سحرية سوداء، لا يودها سوى "رحاب".... فتاة طيبة دءوبة في السؤال عنها...
الموت لا يتذكر توت..... والحياة أيضا!!!!
لم تبكِ حتى الآن.... منذ سجن زبرجدة وهي صامدة.... مآقيها جافة والقلب ينزف خيباتً من الأمل وأنهاراً من الأحزان....
تسعى لزيارتها كل أسبوع على الرغم من سجنها في محافظة بعيدة عنها... ولكن زبرجدة ترفض مقابلتها في كل مرة.... مئات التارات تذهب لها ولا تلمح حتى طيفها!!!!..... تلك الفتاة قاسية جدا ولكنها من ربتها لتكون هكذا!!!!!
أنهت توت إفطارها وشدت عزمها وسعت مجددا علها تجد ريح زبرجدة تلك المرة....
حينما وصلت السجن سألت عنها فقالوا لها خرجت، مادت الأرض من تحت أقدامها، لم تعد تعرف لها طريق، ولكنها تماسكت وسألتهم " متى؟؟"
أجابوها " اليوم"...
انتعش الأمل في صدر توت، وانبسطت أساريرها، غردت الورود في دمائها، لا ريبة في أن زبرجدة الآن تسعى إليها، وفي طريق أوبتها لقريتها!!!!!
عضها الخوف، ماذا لو التقت بها أم محمود وغرزت سكينا في قلبها، المرأة مصرة على الانتقام، وتطلق تهديدات عدة منذ زمن بعيد.....
حفزت الخطى نحو قريتها وهي تتوعد أم محمود لو فكرت في مجرد الدنو من زبرجدة ستفجر نوافير الدم من كل قطعة من جسدها........
__________________________
" حمدا لله على سلامتك يا مرمرة".... قالت السلطانة
كانت هي وزبرجدة مفترشتين الأريكة الخلفية لسيارة تانجيرينية حديثة....
" تسلمي يا سلطانة، ربنا يحفظك لي، ويديم الود بينا والمحبة"....
التفت شاب وسيم في أوائل الثلاثينات كان محتلا للمقعد الأمامي لهما، وقال عن زبرجدة وإن كانت عيونه مركزة على السلطانة بشكل دفع بالدم لوجهها
"وجدت شريكا في محبتي لكَ يا سلطانة..."
علقت زبرجدة بنبرة يشوبها التهكم والاستيعاب، وهي تتفرس في ملامح هذا الشاب الانتهازي
" زوجكِ الجديد يا سلطانة"....
نكست السلطانة رأسها خجلا من كلمات زبرجدة... إلا أنها سرعان ما رفعت رأسها وقالت بعزة وشموخ " الرجال الطاعنون في السن لهم القبر وليس الزواج يا مرمرة!!!!"
عقبت زبرجدة قائلة " وكذلك النساء يا سلطانة!!!"
جادلتها السلطانة بتململ " تربيتك الصعيدية تلك هي من أتلفت مخك"....
التفت شرنقة وجوم حول توما، كان مصابا بالذهول، السلطانة تجد نفسها مضطرة لتبرر ولمن؟!!!!... لفتاة لا حول لها ولا قوة.... لا تملك حتى حق قوت يومها....
ابتسمت السلطانة وهي تضم أصابع زبرجدة لها وقالت بحبور " دعكِ من زيجاتي، الليلة عيد، سنطلق الأعيرة النارية احتفاءً بخروجك، وسنقيم عرسا للصباح ممتلئ بالأطبال والمزامير"....
وأردفت السلطانة " وسأُحْضِر كل رجالي لتختاروا منهم واحد لتتزوجيه، وأريد حفيدا وسيم بعد تسعة شهور بإذن القدير"....
وحثت كريمة، خادمتها التي تجلس بجوارهما " أسمعينا زُغرودة يا كركر"...
وتابعت " ولف بنا الطرقات يا سعيد، لا نريد الأوبة للقصر مبكرا، لنتبختر على الطريق"....
كانت السيارة التي تستقلها زبرجدة مع السلطانة وزوجها مزينة وكأنها لعروس، ولكن بداخل قلب زبرجدة قبر من الحزن العتيق!!!!

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 23-01-15 الساعة 07:57 PM سبب آخر: تم تبديل المشاركه 3 و4 بطلب من الكاتبه
عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 15-01-15, 06:19 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: وأذكر في الهوى جرحك!!!!!!!

 


الفصل الثالث
حبيبتي... وعدوتي توت
*زبرجدة*
أدخلوها السجن منذ سنوات لسوء سلوكها وأخرجوها منه... لحسنه... تكاد تكون مهزلة متكاملة، وتكاد تنفجر ضاحكة عليهم جميعا!!!!.... ويكاد الدمع يبلل أحداقها... وهي على وشك الانفطار باكية بدون سبب ملموس ... وأغمضت عيونها واستنشقت الهواء بقوةٍ عاتية... ويا الله على مدى شوقها لها.... تكاد تكون قطعة من قلبها... حبها مستقر بين أضلعها.... الشمس لم تكن تضيء إلا حينما تبتسم توت صوب وجهها مستحسنة عملا قامت به لأجلها... تنحفر للفجر أروقة حينما تربت توت على وجنتها برضا لتنفيذها المخططات التي دبرتها... لم تكن زبرجدة منصاعة لها لأنها ذات شخصية واهية، فقط لم تكن تملك سوى توت، هي من كانت ترعاها في الثقب الذي احتجزوها فيه!!!!.... هي من كانت تنتشلها من حالة اللاحياة التي كانت تحياها، بإغراقها في مؤامراتها وتدابيرها الخفية التي كانت توجهها صوب قيثارة!!!...
هي تكره توت؟!!!!... ربما!!!.... توت شخصية مظلمةٌ... قاتمةٌ.... هي امرأةٌ ذات روحٌ معتمة.... تسكنها أشباحها.... وتسيطر عليها أفكار انتقامية لو كانت دخلت حيز التنفيذ كلها لكانت برك الدماء تغطي كافة شوارع بلدها...
توت لم تكن تطيق رؤية أحدهم سعيدا... وكأنه أذاها حينها...
هي لا تبغض توت لأنها امرأة سوداء القلب... هي لا تمقتها لأنها ذات حقدٍ متغلغل لا يموت... هي تكرهها فقط لأنها أحالتها مثلها.... ملأتها بالأفكار الشريرة حتى صارت أكثر فظاعة منها...
لربما هي من أخطأت في حق توت وليس هي.... هي من سايرتها... كان يجب أن تردعها.... أن تدعوها للحب... للغفران... ولكنها فقط انساقت ورائها....
هي أيضا لم تحب توت!!!... فلو كانت أحبتها لما كانت ارتضت لها كل الذنوب التي اكتسبتها لتنفيذها سطور مخططاتها بالحذافير!!!!
لقد كانت تشعر بالذنب الرهيب تجاه توت.... وهي للآن مقيدة بذنبها.... فقط الذنب تضاعف.. وتضخم.. وصار حجرا ثقيلا يرزح على أنفاسها....
سطوة نفوذ السلطانة مكنتها من معرفة موعد إطلاق سراحها بمجرد أن تحدد، منذ أن كانت السلطانة نزيلة معها في السجن، وهي تدعوها للحياة باحدى المدائن الأوربية... هي تقول لها أن مصر لم تعد تسعها!!!!..... هي مجهزة لتسفيرها للخارج لتحيا هناك بقية عمرها....
حلمت بالهجرة كثيرا.... نعم.... تريدها الآن وقد صارت قاب قوسين أو أدنى...لا
كانت السيارة منطلقة بهم صوب القاهرة.... وكانت السلطانة تتمعن في تموجات وجه زبرجدة....
هي لا تدري ما الذي يربطها بتلك الفتاة.... شيءٌ من صنع الله.... هكذا قالت لها زبرجدة في زمن مضى... الحب شيء من صنع الله.... والسلطانة التي نشأت على عدم الثقة بأحد تضع كامل ثقتها بفتاة لا تجدها للآن جديرة بأن تحمل أسرارها الدفينة معها....
زبرجدة لا تنبس ببنت شفة عن ماضيها.... وكأنه لم يكن!!!!....
لا تستوعب دأب الفتاة على رفضها ملاقاة خالتها توت كلما قدمت لزيارتها.... ولا تفهم لمَ تعلم امرأة يقينا أنها منبوذة ومع ذلك تسعى لزبرجدة بدون أن تفوت مرة واحدة....
آثر توما أن يترك للسلطانة وزبرجدة فسحة، وألا يحشر نفسه بينهما، فالسلطانة كانت دائمة الحديث عن زبرجدة بمحبة عميقة، وهو مجرد فتى يلبي نزواتها، لو دخل مع زبرجدة في احتكاك مباشر فالسلطانة ستلفظه من حياتها....
ولكنه قبل أن ينسحب استهجن رغبة السلطانة في الاحتفاء بزبرجدة وسط الأطبال والمزامير، فهو ابن زبدة، ولا يطيق تلك الأجواء الشعبية المنحطة!!!!.... ومن الجميل أن السلطانة اقتنعت بكلامه وقررت أن يكون الاحتفال في ملهى ليلي..... سيتم حجزه لليلة كاملة لهم هم فقط!!!....
حينما أدركت السيارة مبلغها ربتت السلطانة على كتف زبرجدة لتنتزعها من أفكارها... وسألتها وشفاهها تخرج ابتسامة صافية " فيم تفكرين؟؟"
ردت زبرجدة بعفوية وتلقائية وعيونها في غياهب الذكريات التي تلاحقت على رأسها " في توت.."
وكأنها تتضرع السلطانة تشبثت بيديها وتمتمت لها " أريدها يا سلطانة.... حياتي لا تكتمل بدون توت"...
شبت ألسنة الغيرة في قلب السلطانة تجاه توت، لم تكن تتوقع هذا الرد من زبرجدة، لقد نبذتها لأعوام فما حاجتها لها الآن؟؟....
التوت شفاة السلطانة في تهكم وصرحت " لقد عشتِ بدونها لثلاثة عشر عام!!!!"
أجابتها زبرجدة وعقلها يسرح في كل ما فات من جميل الذكريات " توت هي أنا يا سلطانة، ولقد عشت بدون نفسي طوال تلك الأعوام، لن تفهميني!!!!... أنتِ لن تفهميني، ولكن توت لا تحتاج سوى لنظرة واحدة لتشهد كل ما بدواخيلي!!!..."
وتواصلت مع السلطانة بصريا وأردفت بضراعة وتوسل " عديني بأن ترديها لي أو ترديني لها.... أَحْضِرِيها لي.... موعد الزيارة اليوم، وتوت علمت بإطلاق سراحي، توت ستموت لو لم تعرف لي طريق، وأوبتي لقريتي عمل أخرق ومستحيل، بنفوذكِ اجلبيها لي...."
علقت السلطانة وهي تطلق تنهيدة مديدة " لأول مرة أرى الدموع تترقرق من عيونك يا زبرجدة!!!"
ردت زبرجدة " حينما يتحدث قلبي عن توت لابد أن ينزف دما!!!!"....
واستطردت بغمغمة تفيض بالأنات " لقد ألحقت بقلبها الخيبات.... لقد مزقت آمالها التي عقدتها لي.... لقد تركتها معدمة بدون حتى الفتات... أريد أن أعوضها وأخشى أن أكون صدئت أو تعفنت ولكن لتوت علي حق.... حق بأن أحقق لها ما عقدته علي من آمال... حق في أن أحاول لأجلها والظفر من عند الله"....
كان توما ينصت لحديث التمتمة بين السلطانة وزبرجدة، إن قلب زبرجدة يروقه... إنه قلب يعرف طعم الحب.... ونكهة الأحزان!!!!
_______________________________
*تبر*
جسدها يتفصد ارتعاب، لقد انتهزت فرصة سفر مصطفى الأخير لتتمكن من الخروج من القصر بدون أن يشعر بها أحد فغرفة مصطفى مجاورة لحجرتها تماما وهو ينام كما الثعلب... وأية حركة منها ستوقظه خصوصا وجهازه السمعي يتربص بها، من الجيد أن مزدانة ساقطة في غياهب غيبوبة كبدية هي الأخرى، والمحروسة سلام شقيقة زوجها منطلقة مع صديقاتها يقومون بالتبضع ولا يتوقع رجوعها إلا قرابة بزوغ الضياء....
ياقوتة تغط في السبات بعمق شديد، ولو يجب أن تحذر وتأخذ الحيطة فمن أجل منصور الصغير، يبدو مرتابا من ناحيتها، هو طفل فطن ونبيه وحساس بشكل كبير رغم جفائه الخارجي الذي ينحرها على الدوام، والذي لا تجد له في بعض الأحيان تفسير...
ينبغي أن تطمر ارتعابها، وأن تهدئ ضربات قلبها، كلها ما بها واجف، ولذا فهي لم تَقُد سيارتها، وفضلت ركوب سيارة أجرة، يجب ألا تتأخر كي لا يفطن أحد لغيابها، أعصابها متلفة جدا، ظنت نفسها تخلصت من تلك الحكاية وطوت صفحتها، ولكن يبدو أنها ستظل على الدوام تدفع ثمن زلتها من صحتها.... من هنائها وراحة بالها....
شرعت تقضم أظافرها، وتعض شفاهها، سحبها للنفس مشقة ووحده الرحيم من قد يلطف بها ويستر عرضها!!!!!
هي من أخطأت، تعلم هذا يقينا، وها هي تتجرع نتاج طيشها وغبائها، هي امرأة في الخامسة والثلاثين، لم تُقَد من جماد، هي امرأة لديها احتياجات عاطفية، ومن المحال أن تطالب مصطفى بها، تجنبها لمصطفى هو ما يجلب السكينة والاستقرار لعالمها، ملابسات ارتباطها بها تكاد تكون سوداء، هو فاقد الثقة فيها وهي كذلك، وهما في ذلك سواء، هو لا يثق بأخلاقها وهي لا تثق في أن يرحمها، والمحصلة ضباب.... وجزع... وأفكار سوداء!!!!....
تفتقد نفسها حينما كانت طيبة كاللؤلؤ... و نقية كما السماء... لا تحمل مثقال ذرة من سوء أو ضغينة لأي كان... هو من أفسدها ولوَّث روحها.... هو من قزَّمها وتمادى في إذلالها... هو مصطفى.... زوجها وعدوها....
جرت الدموع سخية لتحرق وجناتها فمدت بصرها عبر نافذة السيارة الجانبية المشرعة وتعلقت بالسماء....
*زبرجدة*
كان حفل... حقير ورخيص، لم تعد زبرجدة تطيق، تلك الأجساد المتمايلة تضجرها وتقرفها، روائح الأبخرة المتصاعدة تزكم أنفها وتُقَلِّص أنفاسها، والسلطانة منتشية في ملكوتها، تُرَى هل ستبر بوعدها وتُحْضِر لها توت، انتصبت واقفة
تشابكت معها السلطانة بصريا بنظرة أخبرت زبرجدة أن السلطانة تستشعر نفورها من المكان، وتحس بأنها تود الاعتذار منها لأنها أحطت من قدرها وجلبتها لهذا الماخور!!!!.... السلطانة ينتابها الذنب لأنها تتعمد إفسادها!!!!
وارت السلطانة انفعالاتها وسألتها بفظاظة " إلى أين؟؟"
ردت عليها زبرجدة بجفاء " لأستنشق هواء نظيف"....
كان الماخور جزء من فندق خمسة نجوم، يطل على النيل، وحينما خرجت زبرجدة منه تقابلت مع مسطحات ومنحدرات من المروج اليانعة، تنتشر فيها طاولات مخملية تحيطها مقاعد وثيرة ناعمة... وتتوسطها نافورة أنيقة تًطْلِق مياه ملونة كثيفة
يبدو كما المقهى من حيث الطراز، ولكنه خلاب... والموسيقى التي تنساب فيه هادئة وراقية
راقها المكان ولم يدم الاستحسان سوى لوهلة واحدة!!!!....
تثبت بصرها على نقطة بعيدة، وتعقدت حواجبها..... وتسمرت تماما.
سألها بلهفة مصطنعة وبصوت يحمل رنة ساخرة " لمَ تأخرتِ حياتي؟؟"
نهرته تبر وهي تعتدل جالسة " اخرس، التزم حيز التهذيب معي"....
رد عليها وهو يتراجع ليريح رأسه على المقعد " لم أتجرئ على طاهرة الشريفة، أنتِ من كنتِ متعطشة لي في زمن فات، ولا تسأمين الكلمات المنمقة وعبارات الغزل الفاضحة التي أسكبها على مسامعك، وإن كنتِ حينها تدَعِّين الشعور بالذنب، وتطلين نفسك بلباس ليس لكِ وهو لباس العفة والشرف"...
هامدة كما الجثة.... متجمدة كما الصقيع.... مشمئزة من نفسها حد الثمالة... حتى الأنات لا تصدر من جسدها، فكل ما بها معطل وخامد...
استجمعت شتاتها وجادلت لتدافع عن نفسها ليس أمامه ولكن أمام ذاتها هي " لم أنزلق معك في وكر الفواحش.... علاقتنا كانت سطحية و..."
ابتسم عن ملء شدقيه وقال باطراب " أسميتيها علاقة!!!!!"
تململت في مكانها وحركت رأسها بهزات انفعالية وتمتمت علها تقنع نفسها " لم أعطك صور.... لم يجمعني بكَ شيء مخل.... لم يشملنا سوى أحاديث تافهة ليست ذات قيمة..."
وتحدته " ما الذي تهددني به؟؟"
رفع حاجبه وصرح بصوت حفيف الأفاعي وكأن روح الأرقم الثعبان تلبسه " أعرف أدق تفاصيل حياتك... أعرف مخاوفك.... وكافة نقاط ضعفك.... ما حجبتيه عني هو طبيعة العلاقة الخاصة التي تربطكِ بمصطفى.... ولكن من تحاشيكِ الحديث عنها أكاد أجزم بأنها مقطوعة أصلا!!!!..."...
واسترسل بنعومة، وهو يزم شفتيه " لكم أشفق على هذا القرطاس منكِ.... من نزواتك وجموحك.... من واجهة مشرفة وحقيقة خاوية... مصطفى السلحدار رجل مخيف ولكن يبدو أنه في بيته أرنب وديع أو كيان مضمحل وضعيف لا يرضي زوجته"
نطقها وشفتاه تتكور تهكما وشماتة!!!!
لقد قزَّم مصطفى أمامها وهذا لم يرق لها، هي من جعلت مثل هذا الرقيع يلوكه بالقول، لتطأطئ.... لتذعن.... سيريد المال.... كلهم يسعون خلفه.... يبيعون كل شيء ليحوزونه.... هي أكثر البشر معرفة بذلك!!!!....
سألته وبصرها متمركز عليه " كم تريد؟؟"
رد وهو يحرك رأسه صوبها " أنتِ"....
كانت زبرجدة تسترق السمع..... تبر تبدلت كثيرا... ربما، ولكنها لم تحتج سوى لنظرة واحدة لتعرف بأنها ابنة عمها الوحيدة....
من عادات زبرجدة التنصت... لقد علمتها توت فنون التلصص قاطبة... ينبغي أن تُخَلِّص تبر من ذلك الوغد المبتز.... ستطلب من السلطانة.... لمَ تضعف النساء أمام هكذا أشباه رجال؟!!.... راقها أن تبر قد صرحت بأنها علاقة سطحية.... ولكن سمعة الفتاة العربية لو طالتها نقطة حبر تكون ضاعت وفَسُدَت للأبد.... ستبذل قصارى جهدها.... ولن تُمَكِّن خسيس من عرضها!!!!.... فعرض ابنة عمها عرضها....
________________________
كانت رحاب مفترشة أريكة رثة بالية بالردهة، وقد كانت مطرقة والأفكار تندلع وتتواتر في ذهنها، وكأن الحياة دبت في توت، تجهز عشها الصغير وتترقب وصول قريبتها الجاحدة اللئيمة بتوقٍ عاصف، تعد وليمة كبيرة رغم نقودها الهزيلة، تنتفخ أوداجها فرحا وسرور، سيخيب أملها وحينها سينكسر قلبها وسيتحطم شظايا متناثرة، زبرجدة لن تأتي.... لا يأتي أحد لقبره برجليه!!!!.... وهي أيضا لن تبعث لها لتلحق بها.... لقد تجاهلتها لأعوام وتوت لا تكف عن السعي ورائها، كيف لا تلبث آملة فيها؟!!!... هي تضطرم غيرة من تلك الفتاة العاقة، فرحاب مهما حاولت لن تستحوذ على قلب توت مثلها، إنها لا تتكلم عنها أبدا ولكنها ساكنة روحها... ليرأف الله بتوت حينما يخيب أمها وتصطدم بحقيقة زبرجدة الجافة اللامبالية....
توالت الطرقات على باب رحاب فارتعبت وجف حلقها وغادر اللون وجهها.... إنها أرملة تقطن هي وطفلها الصغير بجوار بيت توت... ليس لها رجل... ليس لها ظهر!!!!...
لم تكف الطرقات بل تسارعت ورحاب تنكمش على نفسها
استجمعت حزمة أعصابها السائلة، ودنت من الباب بخطوات حذرة مترددة، وأبصرت عبر العين السحرية امرأة غريبة عن بلدها فتوجست منها خيفة وقررت ألا تشرع بيتها لها، وبعد وهلة كان مظروف يُقْذَف من تحت عقب الباب...
اقتربت منه بحيطة وفتحته بحذر وكأن مارد سينشق منه ويبتلعها، كان يحوي آلافً من الجنيهات وورقة صغيرة، مكتوبٌ فيها
(( هذا ثمن اهتمامك ورعايتكِ بخالتي توت..... ولكِ مني أضعافا مضاعفة لو أوصلتيها غدا لهذا العنوان بالقاهرة.... لمَ تثقي بأني سأبر بوعدي وسأمنحكِ النقود؟!!!... ببساطة لأني لا أحنث بيمينا قطعته... كما أن روح توت حبيبتك تصبو لي، وتتلهف للقياي، لن يكون هناك خاسر يا رحاب، أنا لا أطالبكِ بأن تبيعيني توت، أنا أناشدكِ أن تجمعينا بعد طول شتات، ولكل شيء ثمنه وأنتِ في عوز ملح للنقود))....
كورت القصاصة ورمتها باشمئزاز من.... نفسها، هي في عوز ملح لتوت!!!!.... وهي لن تبيعها لأجل النقود.... زبرجدة تلك متعالية ولا تحبها، هي لم تأتي على سيرة شوقها لها.... كيف سمحت لنفسها بأن تفكر ببيع توت لأنانية لا تحفل سوى بذاتها، هي تكره زبرجدة لأنها السبب في ابيضاض عيون توت... وفي الضعف الرهيب الذي أصاب بصرها.... هي السبب في تكالب الأمراض عليها... هي المعول وراء هزالها ونحول بدنها... وهي السبب في أنها منبوذة من قاطني القرية... هي السبب....
*توت*
تعاقب ليلا ونهارا وزبرجدة لم تأتي يا توت.... لقد نسيتكِ وأخرجتكِ من حيز حياتها... ولمَ تحيين يا توت؟؟... موتي وأريحي الكون منكِ.... أيتها العجوزة الخرفة ماذا كنتِ تتوقعين؟؟... زبرجدة لم تحبك يوما هي دوما مشفقة عليكِ... بسبب حالتكِ الرثة المزرية، ولكن ها هو عطفها عليكِ قد نضب ولم تعد مضطرة لتحملك، لن أغفر لكِ... أنا لن أغفر لكِ يا زبرجدة، سأدعو عليكِ أن يخسف الله بكِ ....
ولم تقوى على إكمال سخطها ونقمتها، وسقطت مغشية عليها، وقد شحب جسدها فجأة، وفكرة مرعبة تقتحم عقلها... وصلوا لها واغتالوها ولذا لم تأتي.... قتلوا زبرجدة ولذا لم تأتي.... لا تفسير آخر لكونها لم تأتي.... وسكنت دقات قلب توت تماما....
*زبرجدة*
وكأن سكينا ينغرز في قلبها، وكأن أحدهم يبطش بها، وكأن وحشا يفتك بها ويسفك دمائها، تيقظت زبرجدة على إثر كابوس مخيف، ووجدت يدها ملتفة حول عنقها، لا يقدر أحد على خنق نفسه، ولكنها لو تأخرت للحظة زائدة عن الاستفاقة لربما كانت لتصير الأولى في هذا الكون التي تخنق نفسها!!!... مدت يدها للمنضدية المجاورة للسرير لتتناول كوب ماء وتتجرعه على رشفة واحدة، لتهدئ قليلا.... ربما بسبب الحال الذي وصلت إليه تبر... هي مرتعبة عليها، وتدعو لله سترها، ما سر تلك الوخزات التي تقر في قلبها...
هبطت بأقدامها لمستوى الأرضية ودست أقدامها في خف وردي لافندري، وتوجهت نحو النافذة الموصدة، وشرعتها علها تجلب لها بعض النسيم العليل، تثبتت عيونها على سياج القصر، وتدفقت الذكريات بداخلها حينما كانت تتسلق سور قصر أبيها... وكافة الأشجار والنخيل التي تبتغي وتريد...
لو تقوى على فعلها لمرة جديدة واحدة!!!!...
هبطت نظراتها نحو قدمها الأيسر....
قدمٌ لا يشعر...
صدح أذان الفجر فصمَّت آذانها وقررت معاودة النوم!!!!
في البهو بعد عدة سويعات
" تتملصين مني يا سلطانة.... أنتِ تراوغين.... متى ستجلبي لي توت؟؟!!!"
كانت زبرجدة محتدمة المزاج، فاقدة رباطة جأشها بدون أن تدري لهذا سبب مفهوم
السلطانة علمت بمصاب توت، لقد نقلتها جارتها رحاب لمشفى القرية، فالمرأة كانت مقطوعة الأنفاس، هي متصلة الآن على جهاز التنفس الصناعي وحالتها حرجة وقد لا تقوم لها حياة!!!!!
تابعت زبرجدة وهي في حالة هذيان محموم " عيونكِ تُلَمِّح لي بأشياء مخيفة!!!!"
تشبثت بتلابيبها وتوسلتها والعبرات تنزلق من مآقيها في جود " ما الذي وقع لتوت؟؟"
كانت ترجرجها والسلطانة تفاضل بين إخبارها وبين كتمان الأمر عنها....
ولكنها أدركت أن زبرجدة تنازع أنفاسها حاليا... فتوت هي الأنفاس التي تدخل وتخرج منها في تلك الحياة....
ردت عليها السلطانة " حالتها حرجة... لقد توقف قلبها عن الخفقان لوهلة!!!!!.... من حسن ظنها أن المشفى مجاورة لها... وأن رحاب أسعفتها فلقد شرعت عليها الباب وهي تتهاوى"....
تيبست زبرجدة تماما، وتمتمت وهي تترنح وكأنها سكيرة " أنا قتلتها"...
كانت العبرات تنساب بدون نشيج من أحداقها... وكأن روحها تبلغ الحلقوم.... وكأنها تود لو تكون مكانها...
لم تصرخ.... لم تملأ الدنيا بضجيج انفعالاتها
غاب عقلها في جب الذكريات....
حينما توفت أمها من دعمتها.... توت
حينما تحرش بها شكري من ساندها وصدقها.... توت
حينما تكالبوا عليها وأحالوها مدمنة مخدرات من عنفها وضربها واحتجزها وأفاقها.... توت
أطلقت ساقيها تسابق الرياح وبغتة شعرت بقبضة تشتد حول معصمها
تمتمت لها " دعيني يا سلطانة، ما كان يجب أن آتي معك، كان ينبغي عليّ الأوبة لتوت!!!!!، لقد انتظرتني وماتت من القلق عليّ أن يكون قد أصابني مكروه"
قالت لها السلطانة " حياتكِ مهددة هناك... أشخاصٌ كثر متعطشون الثأر منكِ..."
ابتسمت لها زبرجدة وعقبت " أنتِ لا تفهمين لقد تحملت تلك الحياة لأجلها، لولاها لكنت استسلمت للمنون منذ ردح بعيد"...
حينما كانت زبرجدة تفك أسر قبضة السلطانة عن رسغها، سألتها السلطانة وهي تتداخل معها بصريا " ستعودين إلى هنا مرة أخرى يا زبرجدة"...
ردت عليها زبرجدة والحنين يخالط نظراتها وبرغم البؤس الذي ترزح فيه تكاد السلطانة تقسم أنها لمحت ابتسامة فرح تنشق عن وجهها
" سأعود إلى بلدي مرة أخرى يا سلطانة فلقد طال التوق لها!!!!"
_______________________
" سيد "سلمان" المستشفى التي أسستها هنا في تلك القرية الصغيرة تُعَد من المستشفيات العملاقة التي يقصدها البشر من كافة أرجاء المحافظة والمحافظات القريبة.... حضرتكَ تتكفل بنفقات رهيبة لتظل مشرعة للجميع... دراستكَ كانت في المجال الهندسي فلمَ أنشأت مستشفى هنا، هل لخدمة الناس أم ..."
قاطع سلمان الصحفية محتدا وانتصب واقفا وزمجر فيها " الغي هذا السؤال تماما من بنود الأسئلة، العمل الصالح لا يحتاج بريق ولا متفرجين، كيف يقبله الله مني وأنتِ تريدين المتاجرة به، ما وصلت له كان بفضل ربي، وما أعطيه للناس ليس إحسانا مني، هذا حقهم عليّ، وتفضلي انتهت المقابلة" وأَعْرَض بوجهه بعيدا عنها
توسعت عيون الصحفية وأشارت لنفسها بكلتا يديها وتلفظت وهي واجمة مشدوهة " تطردني؟!!!!"
هي ابنة الحسب والنسب يأتي رجل أعمال صعيدي متخلف ويَصُكّ وجهه أمامها
كرر الجملة وهو يقطع الكلمات ويصر على أسنانه " تفضلي المقابلة انتهت...."
خرجت وهي تنفث غضبا واحتقانا، وأخذت تطلق تهديدات وتوعدات
دلف صديقه صالح لمكتبه وقال له " كانت تنصب شباكها عليك، ولكنها ابنة زبدة ولم يكن يضرك مجاراتها، لقد قاربت الأربعين ومازلت أعزب، وأمك شارفت اليأس منك هي تريد أن ترى لكَ ذرية، أنت متلف الأعصاب يا صديقي منذ حادث توت، لا تدعي أمامي أنكَ كنت متعلق بتلك العجوز الشريرة، ما بكَ؟؟... لمَ أنت هكذا كما الثور الهائج منذ الصباح؟"
ازدرد سلمان ريقه ورد في سره على صديقه
"لو أخفقت مستشفاي في إبراء توت من سقمها، كيف سأتمكن من لقاء زبرجدة يوما، وأنا أشعر أن من الممكن قصورا في المشفى قد كان هو السبب في وفاة راعيتها وحبيبتها"...
ونكس رأسه وواصل حواره مع نفسه " وبماذا أخبرك يا صديقي، هذا سر متعلق بي أنا وهي فقط، لقد تعاهدنا على ذلك!!!!، زبرجدة تحررت ولم تعد أبدا.... ولن تلج بتاتا.... ليست توت وحدها الخائبة الأمل هنا..."
" أين أنتِ أيتها الظبية التي ترعى في خمائل الكون الفسيح.... أين أنتِ يا من أتهجى اسمكِ بحروف من نسيم... أين أنتِ يا أعظم ابتلاء أصابني به القدير"....
لم يتبعها برغم علمه بموعد خروجها بمجرد أن تحدد
لأنه يود لو يختفي إثرها
لو تذوب في الدنيا كما قطعة جليد تحت وطأة قيظٍ محتر
هما ليسا لبعضهما
وكفاه وصبا وألما وانتظارا مديد
هو يحتقرها ويبغضها.... وكان سيمزقها إربا لو وقعت تحت يده
لذا أطلق سراحها ولم يتعقبها
فلقد آن أوان شفائه من رزمة الأحاسيس التي تشعلها فيه

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهند, جرحك!!!!!!!, وأذكر
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية