الفصل الثامن والأربعون
سماح
اليوم من أروع أيام حياتي وهوا يوم زواج صهيب وزبير وحتى عوف رغم رفض
والد علياء أن تكون العروس معنا هنا لكن عوف سيحتفل مع أبنائي أردت أن تكتمل
فرحتي ببحر وحور معهم أيضا ولكن لا بأس مادام المانع خيرا
أنا أعتبر هذا الزواج زواجا لأبنائي وبناتي فميس وجود وعلياء كلهم بناتي وأحببتهم
دائما كما أن عوف أحد أولادي أيضا فهوا الوحيد جيد السلوك معنا من أبناء أخوة شامخ
وافق غيث أخيرا وبعد جهد كبير من الجميع أن يثبت خادمات للمطبخ فقط على أن لا
يتعدين باب المطبخ ولا يرى إحداهن داخل القصر ولا تبات أي منهن في القصر فوافقنا
جميعا مكرهين يبدوا أن سببا ما وراء ذلك الرفض وحتى رنيم تعرفه وأصبحت توافقه عليه
أنا ووالدة ميس اليوم تخصصنا في رعاية الأطفال وحور المسكينة تتعذب فيهما معنا وتتنقل
رنيم وليان بين العروستان وهم يجهزونهم مع خبيرات التجميل والشعر
ميس تحتاج لوجود رنيم معها كي تجبرها على ما سيفعلون لها لأنها لم تعتد على حياتنا ولم
تتربى فيها وتريد أن تكون عروسا كالآتي هناك وكأنها مستيقظة من النوم
جود أيضا أصر زبير وبحر على أن تتجهز هنا ووالدتها معها منذ وصلت فبقيت حور تركض
خلف الخادمات وتراقب التحضيرات وأساعدها كلما سكت هذا الطفل قليلا لقد أصبح عمر شامخ
الآن ست شهور ونصف وقد ظهر له سنا واحدة وازداد معها صراخه على ما يبدوا , هههههه
ميس وزبير يتلمسان هذه السن كل يوم ويختليان بميسم خلسة عن أديم ليروا إن ظهر لها واحدا
حتى أنهما البساهما اليوم لباسان متشابهان تماما في الألوان وكأنهما تؤمان
الطفلان أصبح بإمكانهما الجلوس إنهما يكبران بسرعة
" حور بنيتي تعالي واجلسي قليلا سأذهب أنا لمتابعة التحضيرات "
قالت بابتسامة " لا عليك خالتي العاملون بشركة ترتيب الحفلات سيقومون بكل شيء لقد
اتفقت معهم وزبير منذ قليل وسننتقل لقاعة الأفراح هناك لنشرف على كل شيء "
قلت بسرور " باركك الله يا حور وأقر عيني برؤيتك عروسا لبحر "
نظرت للأسفل بخجل وقالت " شكرا لك خالتي "
تنهدت وقلت " لقد خشيت أن لا يسعد بحر يوما فمنذ علمت بما كان بينكما
وأنتي زوجة زبير وأنا أتعذب لأجله "
نظرت لي بصمت فقلت " لقد تمنيت حينها أني لم أعرف ذلك لكن الله عوضك وعوض بحر
المسكين الذي تشتت كل حياته بأن حقق له حلمه , حور بنيتي كوني له العوض عن كل ما عانى "
نزلت منها دمعتان مسحتهما وقالت " وأنا أحتاج لبحر ليكون عوضا لي عن كل ما قاسيته في
حياتي فكلانا سيجبر صدع الآخر ولن اتركه ما حييت "
كنت سأتكلم لولا أنني سمعت طرقات لأحدهم على باب المجلس وصوت يقول
" أمي هل أنتي هنا "
كان هذا صوت بحر نظرت لحور فأشارت لي أن لا أخبره أنها هنا وأن أخرج إليه ففعلت
وقفت عند الباب وقلت " نعم يا بحر هل تريد شيئا "
كانت عيناه تحاولان معرفة من في الداخل ثم نظر إلي وقال
" أمي من معك هنا "
قلت " هل هذا ما جئت لأجله "
قال بتذمر " أمي أجيبي الآن "
نظرت له بحدة وقلت
" بحر منذ متى كنت تسأل عن النساء وعن الموجودين معي لو سمعتك حور لغضبت "
قال بتذمر أكبر " أقسم أنها حور من في الداخل هيا أخبريها أن تخرج إلي "
قلت بضيق " بحر هذا لا يجوز كيف تطلب هذا هي ليست زوجتك حتى الآن وأنتما متفقان
على هذا حتى الزواج على حد علمي "
قال بذات الضيق " لما تحرمني من رؤيتها والتحدث معها كل هذا الوقت هذا ليس عدلا أبدا "
قلت بحدة " بحر استحي مني قليلا لم أعرفك هكذا "
تأفف وغادر متضايقا عدت للداخل ضاحكة فقالت حور
" ماذا أراد ولما كل هذا الضحك "
قلت " يبدوا أنك لم تتركي له مجالا اليوم "
ضحكت وقالت " هربت منه عدة مرات بأعجوبة فزبير يحاصره بشدة "
ضحكت وقلت " أعرف زبير جيدا وقد وقع بحر في قبضته سيكون
زواجكما قريبا لا أعلم لما كل هذا "
نظرت للأرض في حياء فقلت مغيرة لمجرى الحديث
" أين أصبحت العروستان "
قالت بابتسامة " يكادون ينتهوا منهما إنهما جميلتان جدا "
قلت بابتسامة " كم تمنيتك معهم اليوم "
قالت " زبير يصر بشدة حتى أنه حكم على عمي في كل ما يخص
زواجي والغريب أنه يطاوعه في كل شيء "
قلت بحنان " ليسعدكم الله جميعا كم تمنيت لو فرحت بغيث وأديم في يوم كهذا "
قالت بهدوء " أحمدي الله أنهم بخير وسعداء "
قلت بامتنان " حمدا لك يا رب , آه صحيح عليا تفقد زوجة نبيل لابد وأنها تعاني الأمرين من
ميسم فقد أصبحت تلك الطفلة حركية كثيرا "
حور
أحسست اليوم أنني أحتفل بزفاف شقيق لي من والداي وليس شقيق من الرضاعة فقط
أشعر بفرحة غامرة من أجله وحتى من أجل جود وميس وصهيب فقد عشت أياما كثيرة
مع هذه العائلة وعايشت فيها كل ما مروا به من عقبات في تلك الأيام فعامان مرا بي معهم
هنا وها أنا اليوم أشاركهم الفرح كما شاركتهم كل ذلك الحزن
كان اليوم من أكثر الأيام الشاقة التي مرت علي , رن هاتفي فكان زبير أجبت بترحاب
" مرحبا بعريسنا "
قال ضاحكا " حاذري من عينك أن تصيبني "
قلت بضيق " كنت أجاملك لأزيدك ثقة فقط "
ضحك وقال " أخرجوا لي عروسي ولا أريد منك أي دفعات تشجيعية "
قلت بتذمر " يالك من شقيق "
قال " هيا أخرجي يا شقيقتي الغالية علينا الذهاب لقاعة الحفل ورائك عمل كثير هناك "
قلت مبتسمة " فورا ولكن راقب لي الطريق جيدا "
ضحك وقال " لا تخافي لقد صرفته للتو هيا أخرجي "
أقسم أنني أموت شوقا له أكثر منه ولكن عليه أن يفتقد وجودي كي لا أكون عروسا عادية ثم
لا يجوز هذا أمام الناس وأمام نفسي وحتى أمامه لذلك عليا الهرب منه فلم يبقى سوى أسبوع على
زواجنا وصلنا الصالة نزلنا هناك توجهت للداخل وبدأت بمراقبة كل شيء والتحضير له وقد غادر
زبير لإحضار الهدايا من أجل طاولات المعازيم تنقلت بين الطاولات ووقفت عند باقات الورود
الكبيرة عندما سمعت صوت حداء زبير خلفي كنت أقف على طرف أصابعي بحدائي العالي
أحاول تثبيت أحدى الزهور حينما شعرت بيده تمسك يدي الأخرى أمسكتها بقوة وأنا منشغلة
بالزهرة وقلت " لقد تأخرت "
ثم سحبته معي قائلة " هيا علينا ترتيب الهدايا وتوزيعها حسب الألوان "
كان يتبعني في صمت , غريب هي ليست من عادة زبير وقفت فجئه شممت العطر بقوة
إنه ليس عطر زبير إنه ...
التفتت للخلف بسرعة فكان بحر أمامي وأنا ممسكة بيده نظرت له بصدمة وهوا يدقق في
ملامحي وشعري الملفوف وفستاني القصير العاري فقلت بصدمة
" بحر "
قال بهدوء وابتسامة " نعم بحر ويا ويل بحر اليوم "
تركت يده وتراجعت للخلف بضع خطوات فأقترب مني شدني إليه من ذراعي حتى ألصقني
بجسده وقال " حور لما تعذبيني بحرماني منك "
قلت وأنا أدفعه بيدي من صدره كي يبتعد
" بحر أتركني سيأتي زبير في أي لحظة ثم هذا لا يجوز ألا ترى أنني بدون حجاب وبهذه
الملابس بحر ابتعد وغادر فورا من أجلي أرجوك "
ترك ذراعي وقال وهوا ينظر لعيناي وأصابعه تلعب بخصلات من شعري تنزل على خدي
" حسننا من أجلك فقط أما لو كان الأمر لي لكنت سرقتك الآن وهربت بك , أحبك حوريتي "
وغادر وتركني بقلب يكاد يتفجر من كثر دقاته دخل حينها زبير توجه مسرعا نحوي وقال
" هل كان بحر هنا "
قلت " لا اعلم لا تقل أنه جاء "
التفت للخلف وقال " لقد رأيته يغادر المكان بسيارته ألم تريه "
قلت " لا "
قال بابتسامة " جيد أنه لم يرك هكذا لكان أصر على أن يكون زواجكم عند الغد أو يهرب بك "
ضحكت وقلت " هل تراه يجن ويفعلها "
قال ضاحكا " أجزم بذلك بل ولن ينام حتى الصباح "
نظرت للأرض بخجل فسحبني من يدي وقال
" هيا تعالي لنكمل العمل لتأتي العاملات للتوزيع أيتها الخجولة "
زبير
كان اليوم شاقا وغامرا بالسعادة بالنسبة للجميع ولأن حور ستكون المشرفة على التحضيرات
فوجب عليا أن أكون أنا المساعد الأول لها وحارسا شخصيا لبحر أيضا لأبعده عن ساحة الحرب
هههههه هوا منزعج مني اليوم حد الجنون
تكفل أخوتي بكل ما يخص صالة الرجال واستقبال التهاني في القصر وها أنا أخيرا أنهيت مهمتي
أنا وحور وأعدتها للقصر وعدت حيث البقية وما أن دخلت حتى نظر لي بحر نظرة انتصار اقسم
أنه رآها لكن لما لم تعترف حور هل رآها دون علمها يا ترى أم أنها أخفت الأمر عني
جلست أنظر له ببرود فقد يكون هذا مجرد لعبة منه ولكنه كان هناك سأريه
نظرت له بضيق وقلت " لما عليك أن تأخذ أنت جود هي زوجتي أنا وليس أنت "
ضحك وقال " في أحلامك , جود شقيقتي ولن يأخذها من هنا أحد غيري "
قلت بحزم " وحور شقيقتي ولن تراها يوم زفافكم حتى الصباح "
نظر لي بصدمة فنظرت له نظرة تحدي فضحك أديم وقال
" أما أنا فكنت من أخذ ليان من منزلي لمنزلي هههههه وحدي دون مساعدات "
نظرنا جميعنا جهة غيث الذي كان يستمع للحديث من بعيد فنظر للجانب الآخر متجنبا للتحدث في
الأمر فضحكنا في صمت ولكنه رمانا بنظراته النارية فسكتنا ثلاثتنا همس بحر غامزا جهة صهيب
" إنه غاضب من غيث اليوم وكادا يتشاجران "
قلت بصدمة " ولما "
ضحك بحر وقال " لأنه هوا من سيأخذ ميس ويصر على إيصالهم للفندق أيضا "
ضحكت وقلت " لا أحسد صهيب على هذا "
لقد صرخت ميس وبكت بالأمس حد الجنون عندما أخبروها أن جدي من عليه أخذها وزفها
لزوجها وكادت تدمر لنا الدنيا ولم تهدأ حتى قال غيث أنه من سيتولى ذلك فقد هددت بصريح
العبارة أن الزواج لن يتم حينها يالها من حادة طباع أعانك الله عليها يا صهيب وأعانها عليك
لأنك لست بأقل منها وها هوا اليوم غاضب فهوا زوجها لما شقيقه من يأخذها
نظرت باحثا عن أحدهم وما أن وقعت عيني عليه حتى توجهت ناحيته من فوري وجلست
بجانبه وضحكت بخبث وقلت " العاقبة عندكم "
قال بضيق " أنا خطبت قبلك بكثير لما تتزوج قبلي "
ضحكت وقلت " هذا قدري وذاك قدرك "
لوا شفتيه باستياء وقال " ألم تحضر حتى الآن "
قلت " لا ليس بعد "
تأفف وقال " يبدوا أنها لن تأتي "
ضحكت وقلت " لا تقلق فلديها شقيقاك رهائن لابد وأن تحظر بهم "
تنهد وقال " كنت أود سرقة نظرة ولكن لا بأس فزواجنا قريب "
قلت بضيق " هيه جبير لا تنسى أنها ابنة عمي "
نظر للجانب الآخر وتجاهلني ابتعدت عنه وأمسكت بهاتفي , جود الحبيبة لم تغب ثانية
عن بالي اليوم ولو كان الأمر بيدي لدخلت لها الآن وطرت بها للفندق سأختبرها اختبارا
صغيرا اتصلت بها عدة مرات ولم تجب كنت أتوقع ذلك منها أرسلت لها رسالة كتبت فيها
( أجيبي على اتصالي يا بلسم )
لم تجب فأرسلت أخرى ( أجيبي علي برسالة أو فعلت مالا يعجبك )
أرسلت ( ماذا تريد مني يا هذا ألا يكفيك ما فعلت كاذب ومخادع وخذلتني لا أريدك
أن تتصل بي ثانيتا أنا متزوجة الآن وزوجي إنسان محترم لن أخونه ما حييت )
ضحكت وحضنت الهاتف يالا جود الحبيبة وفية في كل الظروف أرسلت لها
( لقد نقضتِ العهد إذا )
أرسلت ( بموافقتك أم نسيت ولا ترسل لأني لن أجيب )
جربت الاتصال بها فكان هاتفها مقفلا اقترب مني بحر وجلس وقال
" ما بك تحتضن الهاتف كالمجانين "
نظرت له بضيق وقلت " وما بك أنت تراقبني "
قال باستياء " جود اتصلت بي وقالت أنها ستتصل بي على رقم رنيم
وأن أكلمها عليه ماذا فعلت يا زبير "
قلت ببرود " زوجتي يا رجل أم نسيت "
قال مغتاظا " نعم زوجتك ولكني ما وافقتك على لعبتك تلك لتدمر مشاعر شقيقتي
لقد كان صوتها سيئا جدا ولم يعجبني يبدوا أنها بكت كثيرا "
نظرت له بصدمة وصمت فقال " زبير إياك وإغضاب جود مهما حدث بينكما أعرفك جيدا تحب إغاظة
من تحبهم فجود حساسة للغاية ولكي تكسبها زوجة لك كل العمر تعامل معها كقطعة الزجاج الثمينة "
قلت بابتسامة " لا تخف يا أخي وإن اشتكت لك يوما فخدها مني ولكن عليك قتلي أولا "
ضحك وقال " أخشى أن تقتلني أنت "
ثم غادر وتركني , آه جود حبيبتي موعدي معك الليلة
صهيب
غيث المجرم ذاك سأريه وميس كيف توافق على هذا هل هي غابة , لا أريد إزعاجها يوم
زفافنا لكني لن أنساها لهما أبدا , تلك العنيدة ما في الأمر لو أن جدي زفها لي هوا جدها
وإن لم يعتذر منها من أجل والدها وجدي أخطأ أيضا
كنت أتأفف بتذمر طوال الوقت فجلس عوف بجواري وقال
" ما بك يا رجل من يراك يضنك مكره على الزواج "
قلت بضيق " لا يعجبني شيء مما يحدث سوى أن ميس زوجتي "
ضحك وقال " وهذا المهم "
قلت باستياء " تبدوا لي منبسطا جدا "
تنهد وقال " أحاول أن أكون كذلك فأي سعادة ستحل بي يا صديقي ووالدي مسجون وأخوتي
لم يحظر منهم أحد وكلاهما خارج البلاد ووالدتي غاضبة مني وعلياء ستزف لي دون حفل
ولابد وأنها مجبرة على الزواج بي "
نظرت له وقلت بهدوء " آسف يا عوف لم أقصد تقليب مواجعك علياء فتاة رائعة وستجد
السعادة معها وستعوضك عن كل ما فات من حياتك وقاسيته "
ابتسم وقال " إذا هيا ابتسم وفك هذه التكشيرة كي لا تلتصق بك وتدخل بها على
عروسك فتظن ميس أنها لم تعجبك "
ضحكت وقلت " سوف تعاقبني حينها عقابا عسيرا "
ضحك وقال " وستكون تستحق ذلك "
رن هاتفه فوقف وقال " عليا المغادرة لأخذها والتوجه للمنزل "
قلت " لما لا تأتي بها هنا "
قال " لا يمكنني فعل ذلك قد نتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها "
وقفت واحتضنته وقلت " مبارك لك يا عوف لا تنسى أن تكون لطيفا معها "
قال بابتسامة " شكرا لك يا صهيب ولا تنسى زيارتنا أنت وميس قبل أن تسافرا "
وخرج مغادرا مسكين عوف لم يحضا حتى بحضور أهله يوم زفافه وعلياء ليست بأقل
منه فلم تحظى بحفل كغيرها أتمنى أن يكونا على وفاق
جلس بحر بجانبي فهوا لم يفارقني اليوم إلا قليلا وهمس قائلا
" كم أحسدكم لما فعل بي شقيقك ذلك "
ضحكت وقلت بذات الهمس
" اصبر قليلا يا رجل لقد صبرت وعانيت الأمرين كله أسبوع واحد فقط "
تنهد وقال " أنت لا تعلم ما أشعر به لكنت عذرتني يالي من غبي هل كان عليا أن أراها "
نظرت له بصدمة فضحك وقال
" من الجيد أن زواجنا ليس اليوم لكانت حور أفسدت على عروستيكما بجمالها "
قلت بضيق " ما تعني بذلك هل ترى ميس قبيحة "
قال مدافعا " لا لا لم أقصد ميس وجود جميلتان دون خلاف في الأمر "
ثم غمز بعينه وقال " ولكن حور أجمل لا تنكر "
ضحكت كثيرا وقلت " بل كنت حينها أنا من سأفسد عليك فكل الأضواء ستوجه
إلي , لا أعلم كيف أحبتك فتاة بجمالها الخارق "
قال بضيق " بائس من تظن نفسك سأدخل أديم معكم وسترى أي أضواء ستسلط عليك "
ضحكت وقلت " لا كله إلا أديم فلن يروا أحد حينها حتى العروسان هل
ستدخله بكل هذه الأناقة على النساء "
ضحك وقال " لا تخف فزوجته هددته "
ضحكنا سويا وانظم إلينا البقية وأمضينا الوقت حتى جهزت العروستان لننتقل لصالة الحفل
علياء
لقد صعقني والدي حين قال لي مباشرة أن زواجي من عوف سيكون الأسبوع القادم قد أكون
تخلصت من كبار السن والمتزوجين ولكن عوف قد يحقد عليا بسبب رفضي الدائم له ولكن لما
طلبني من والدي إذا قد يكون انتقاما مني أو بسبب ما حدث مع عمي جسار فلن يزوجه أحد
غير والدي كم أتمنى أن يمضي هذا اليوم على خير
" علياء هيا زوجك جاء لأخذك "
وقفت واحتضنتها بدموع فقالت
" توقفي عن البكاء يا غبية ستفسدين الماكياج "
قلت ببكاء " زمرد سأشتاق لك أعتني بنفسك "
مسحت دموعها وأبعدتني عنها فتوجهت لوالدتي وارتميت في حضنها باكية فمسحت
على رأسي وقالت " سماح وأبنائها يعيشون السعادة ويتعسوننا نحن "
قلت مبتعدة عنها " وما دخلها في ذلك "
قالت بغضب " توقفي عن الدفاع عنهم لا أعلم لما تحبينهم وحتى زوجك هذا
كان مثلك دائما ما أشرفه من زواج "
قلت بضيق " أمي لما تقولين هذا هوا زوجي الآن وابن عمي ولم يخطأ يوما في حقنا "
نظرت للجانب الآخر باستياء فلبست عباءتي وغطاء الرأس وأنزلتني زمرد للأسفل حيث
والدي وعوف أما إساف فلم يكن مرحبا بكل هذا الزواج وقد خرج منذ الأمس ولم يرجع
حتى الآن , زمرد ألغي زواجها بذاك الرجل وهذا ما يهون عليها الأمر وقد تلقت درسا
جيدا مما حدث لها بعد أن تسرعت وخسرت زبير وكادت تكون زوجة لرجل متزوج
من اثنتين وكانت لن تكون هي الزوجة الأخيرة بالتأكيد
وصلنا للأسفل فسمعت عوف يقول لوالدي
" أعذرني يا عمي فعلينا المغادرة لأننا سنسافر غدا باكرا "
قال والدي " إذا على بركة الله وأوصيك خيرا في ابنة عمك يا عوف فعلياء ابنتي وأعرفها
حقها مهضوم منذ كانت صغيرة ولا تعرف سوى الصمت عن الأذى فكن رحيما بها "
قال عوف " لا تخف يا عمي ولا توصيني بها كن مطمئنا "
شعرت بيده تمسك كتفي مساعدا لي على السير وخرجنا وركبنا السيارة وانطلقنا حتى وصلنا
المنزل في صمت قاتل وعند دخولنا وصله اتصال فأجاب من فوره ضاحكا وقال
" علمت أنك ستفعلها إن اتصلت ثانيتا أفسدت عليك ليلتك "
ثم ضحك وقال " نعم نعم وداعا "
يبدوا انه صهيب أو زبير تنفست بقوة أمسك بيدي وصعدنا السلالم ثم دخلنا لحجرة أقفل
بابها خلفنا ثم رفع الغطاء عن وجهي نظر لي مطولا في صمت وأنا عينيا أرضا من شدة
الخجل قبل رأسي ثم رفع وجهي دقق مطولا في ملامحي فنزلت دموعي دون إرادة مني فقال
" علياء هل أنتي مجبرة على الزواج بي "
نظرت لعينيه ثم هززت رأسي وقلت " لا لست مجبرة "
ولم أخبره أن والدي لم يأخذ رأيي أبدا فقبلني على شفتي بسرعة وغادر الغرفة مسحت دموعي
يالي من غبية هل كان هذا وقت الدموع ولكنني خفت حقا من ردة فعله توقعته حينها سيصفعني
أو سيبصق على وجهي لكن حمدا لله هذا هوا عوف لم يتغير شاب مهذب ولطيف أنا من كنت
غبية دائما ولم أعرف أين أوجه مشاعري
غيرت ثيابي وارتديت فستانا قصيرا قرمزي اللون بحمالة واحدة وفككت تسريحة الشعر لتنزل
لفافاته على ظهري وأكتافي غيرت من الماكياج قليلا وخرجت وجدته يعد طاولة الطعام نظرت له
مطولا في صمت , عوف ليس أفضل حالا مني فلم يحتفل معه أحد من عائلته عليا أن لا أفسد هذه
الليلة اقتربت منه ببطء وقفت خلفه وقلت بهدوء
" هل أساعدك "
التفتت إلي نظر مطولا لجسدي ووجهي وشعري فابتسمت وقلت
" ألا يعجبك "
ابتسم وقال " بلى يعجبني ولطالما كنتي تعجبينني "
قلت بحياء وعينيا أرضا " اقسم أن أسعدك ما حييت "
رأيت يده ترتفع ثم أمسكت بخصري وقربني إليه وحضنني برفق وقال
" وأنا سأسعى جاهدا ليحصل ذلك , علياء هل أنتي سعيدة حقا "
قلت ببكاء " نعم كثيرا جدا "
أبعدني عنه وأمسك وجهي وقال " ولما البكاء إذا "
قلت بشهقة " خشيت أنك غاضب مني "
قال باستغراب " ولما أغضب منك فما فات قد مات وعلينا أن لا نذكره "
ابتسمت وقلت " سأفعل كل ما في وسعي لأكون زوجة صالحة لك طول العمر "
ابتسم وقبلني بعمق ثم سحبني من يدي وقال
" هيا تعالي لنتناول أول وجبة عشاء لنا في عش الزوجية "
ضحكت وقلت " ولن تكون الأخيرة "
حمدا لله كم حملت هم هذه اللحظات وهذه الليلة لقد كان لطيفا معي طوال الوقت وتعامل مع كل
الأمور برفق مراعيا لي وكانت ليلة جميلة مرت على خير أخيرا
ميس
كم كان هذا اليوم متعبا وخبيرات التجميل ينهشونني كالكلاب كل واحدة تمسكني من جانب لا
اعلم لما كل هذه الكلفة وصهيب لا يتوقف عن إزعاجي باتصالاته لقد هددته إن فعلها مجددا ودخل
هذه المرة لغرفتي فلن أغادر معه كما هددت رنيم أيضا وبعد عناء طويل أنهين عملهن أخيرا
وقفت فقالت ليان " رائع كم أنتي جميلة يا ميس "
ابتسمت وقلت " شكرا لك يا ليان "
قالت " ما رأيك لو تحملين ابنتي ستكونان ثنائيا رائعا "
ضحكت وقلت " سيرميها صهيب حينها خارج القاعة في رمية واحدة "
ضحكت وقالت " لا لا لا سأطلب ذلك من جود إذا خذي أنتي شامخ "
ضحكت كثيرا وقلت " سيفسد الزفة كلها بصراخه "
وقفت أمام المرآة لأنظر لخارطة الألوان التي على وجهي كان الماكياج كثيرا جدا ولكنه
رائع وتسريحة الشعر ضمت بها شعري كله للأعلى في تداخلات غريبة ومدهشة وقد
صبغته بالون الأسود من أجل التغيير وقد غير في شكلي كثيرا رغم غرابته مع العينين
الزرقاء ولكنه أبرز لونهما كثيرا الفستان كان من تصميم المصممة ذاتها التي صممت
فستان العقد ولا تحتاج لتوصية في العري فهوا بدون أكمام ولا حمالات باللون الأبيض
ومطرز بالذهبي وحتى الطرحة كذلك وعند الخصر شكل التطريز يشبه الفراشة نازلا
للأسفل , أحضرت رنيم الغطاء ودخلت وقالت
" يااااه ما كل هذا يا ليلة صهيب الليلة "
ضحكت وقلت " ها قد فعلت كل ما تريدينه "
اقتربت مني وضعت الغطاء على راسي وقالت وهي تربطه من الأمام
" ستري إن لم تشكرينا , هيا بسرعة فغيث ينتظر في الأسفل سنأخذك معا "
رفعت غطاء الرأس وقلت " أين هي والدتي لم أرها منذ وقت "
قالت بابتسامة " إنها تبكي في الأسفل فلم تنشف عينيها اليوم أبدا "
ابتسمت بحزن ونزلت دموعي وقلت
" حبيبتي أمي كم تمنت أن تراني عروسا "
قالت رنيم بانزعاج
" ميس يا غبية ستفسدين كل شيء ستعيشين معها هنا فلما كل هذا الفيلم الهندي "
ضحكت وقلت " حسننا لن أبكي ولكن أين ابني لأودعه هنا فلا يمكنني الاقتراب منه هناك "
أمسكتني من خصري وغطت لي رأسي وقالت
" هيا بسرعة فلم يبقى إلا أن تحتضني الجدران مودعة لها "
نزلت بمساعدتها للأسفل احتضنتني خالتي بحب وقالت " ميس يا ابنتي لن أوصيك على صهيب
وكما قلت له عليكما نبذ الخلافات الدائمة فالحياة تحتاج للكثير من التنازلات لتسير بتفاهم "
قلت بهدوء " سأحاول "
ضحكت وقالت " لا فائدة ترجى منكما ما يطمئنني حب صهيب الشديد لك "
ابتعدت عنها وقلت بضيق
" هل تعني أنه لو كان الأمر علي لفسدت حياتنا أم أني أنا لا أحبه "
قالت بصوت مصدوم " لا يا ميس لا تفهميني خطأ "
رفعت الغطاء قليلا وقلت " أين هي والدتي "
اقتربت أمي مني فحضنتها بحب وقبلت رأسها وقلت
" أمي لما كل هذا البكاء ماذا أبقيتي لنهاية الحفل "
ضحكت من بين دموعها وقالت
" حمدا لله أني رأيتك عروسا وكما تمنيت دائما لأحد أبناء عائلتك "
قلت بضيق " من ورائي كنتي تتمنينها "
قالت ضاحكة " لو علمتِ بي حينها لقتلتني "
غطيت وجهي وقلت باستياء " لا بأس فأنا السيئة دائما "
اقترب غيث وقال
" بسرعة سنتأخر بحر ينتظر في الخارج لأخذ شقيقته ونمضي معا "
وكزت رنيم وقلت " أين حور "
ضحكت وقالت " هربت من جود منذ فترة فهما لم يتقابلا طوال اليوم "
أخرجاني غيث و رنيم ووالدتي كانت معنا أما خالتي فسترافق بحر وجود ووالدتها
وصلنا القاعة جميعا أدخلني غيث أولا وبغطائي طبعا لتدخل جود بعدي أوصلني عند
المنصة ثم خرج كانت الزفة جميلة جدا وكأن غيث هوا زوجي هههه اقتربت مني
رنيم وأزالت الغطاء عني كانت القاعة كبيرة بشكل مخيف والحاضرات بعدد خيالي
من جميع الأشكال والأحجام همست لرنيم قائلة
" ألست وغيث نليق ببعض اليوم "
نظرت لي بصدمة ثم قالت بضيق
" أي تليقان إنه أكبر منك بقرابة العشرين عاما "
ضحكت وقلت " لا بأس بذلك "
قالت بحدة " ميس ستري إن لم أخبر صهيب "
ضحكت وقلت " سأنكر ذلك طبعا يا غيورة "
تنهدت وقالت " كم تحبين تقليب المواجع علي يا ميس ألم تجدي غير غيث
كم تمنيت هذا اليوم وتلك اللحظة التي أدخلك فيها "
قلت بهمس حزين " أنا آسفة حقا يا رنيم فلم أفكر في هذا "
ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس "
أرسلت رسالة من فوري لزبير فأنا أعرفه صاحب أفكار جنونية وقد أعطتني رنيم هاتفي
بأعجوبة , كانت أعين الجميع ترصدني فتاة العصابة تتزوج اليوم لو أن جود تدخل بسرعة
غطتني رنيم وغادرت جهة المعازيم بعد لحظات سمعت صوت زفة جود ووصلت خطواتها
وشقيقيها بقربي ووضع غطائها ورحلا لو كان لي شقيق أو والد الآن لفعل ذلك آه حمدا لله على
كل حال رفعت الغطاء عني بمساعدة ليان التي صعدت لنا ثم جلست ونظرت لجود وقلت بابتسامة
" لم أتصور أننا سنجتمع هنا "
ابتسمت وقالت " ولا أنا "
تبدوا لي جود حزينة أو غير مقتنعة زبير المحتال ذاك كم يعشق المقالب
بعد حفل طويل مرهق ومتعب هنأنا فيه عدد خيالي من النساء الآتي لم أعرف فيهن أحدا غير بنات
عم حور ووالدتهم وابنة عم والدي غطتني رنيم ليدخل بحر ويزف جود لزبير الذي سيدخل بعده وأنا
كنت مجرد مستمع فقط بعدها أزالت رنيم الغطاء عني وأوقفتني استغربت ذلك فلما تزيله وغيث سيدخل
بعد لحظات دخل الجد بمساعدة صهيب نظرت لهما بصدمة هل يضعانني في الأمر الواقع أمام الناس
أم يحسبون أنني سأخجل من هذا الحضور لقد جنوا على أنفسهم
اقتربا مني ساعده صهيب على الصعود ونزل من فوره وقف أمامي وعيناي أرضا
ودموعي ملأت أطراف الفستان فقال
" ميس سامحيني يا ابنتي "
قلت ببكاء " أطلب من ابنك أن يسامحك إن استطعت فهوا من مات والحسرة تأكل قلبه أكلا "
تنهد وقال " لقد أخطأت ومنكم السماح "
لم أزد كلمة واحدة ونزلت بمفردي من المنصة بغضب حاملة غطائي في يدي وتجاوزت
حتى صهيب سيرا على البساط والكل مندهش لما يحدث من توقف الجميع عن الحديث
وكأن القاعة لا يوجد بها أحد تبعني صهيب أمسك يدي وقال
" ميس توقفي هل جننتي "
قلت هامسة ببكاء " هل تضعونني أمام الأمر الواقع يا صهيب لما تفسدون عليا حتى
يوم زفافي لماذا لا أسعد أبدا "
لم يتحدث ولكنه سحبني لحظنه وطوقني بيديه بقوة فسمعت صوت تصفيق الحاضرات
وتصفيرهن مشجعات فقال صهيب
" لقد طلب هوا ذلك هل نكسر بخاطره "
قلت ببكاء " لا أريده لا أريد "
مسح على ظهري وقبل رأسي وقال
" حسننا توقفي هيا لقد أصبحنا فرجة للجميع "
ابتعدت عن حضنه محاولة مسح دموعي فقبلني على خدي وغطى رأسي وجسدي جيدا
وخرج بي خارجا بين التصفيق الحار صهيب المجنون هذا لا يتوقف عن جنونه أبدا
ضننت أن الأمر لن يتعدى والدتي ووالدته ولكنه تخطاهم بكثير
وصلنا الفندق في صوت شهقاتي طوال الطريق وصهيب يحاول تهدئتي دون جدوى صعدنا
لجناحنا أدخلني الغرفة أزال اللحاف عني ثم قال
" ميس متى ستتوقفين عن البكاء "
ارتميت على السرير وانخرطت في بكاء طويل وشديد جلس بجانبي يمسح على ظهري وقال
" ميس حبيبتي لما كل هذا "
قلت بنحيب " لما ... وتسأل لما , هذا لأنك لا تشعر بي أبدا ولا أحد يشعر بما
أشعر ألم أرفض ذلك لما فعلتموه لما "
قال بغيض " أخبرتهم أن الأمر لن ينجح ولن أجني منه إلا التعب ووحدي
من سيخسر وها هوا حدث ما قلت "
جلست وقلت " لم أتوقعها منك في ليلتنا هذه لماذا وافقتهم على ذلك الأمر "
قال بضيق " كنت واحد ضد الجميع من كان سيأخذ برأيي ميس لقد كان يريد
الاعتذار منك أمام الجميع لما خذلته "
قلت ببكاء " أنا التي خذلته الآن وماذا عني لما لم يفكر أحد بي أين كان عندما اتهمني
أبنائه بالخزي والعار أمامه وهوا ساكت وأين كان عندما طردوا ابنه وسجنوه "
امسك وجهي وقال " حسننا امسحيها في وجهي هذه المرة ولن يتكرر ذلك "
قلت بحزن " لقد مضى الحفل وانتهى ولن يتكرر أيضا لما تفسدون فرحتي دائما "
قال " سنعيد الحفل أيضا فقط توقفي عن كل هذا البكاء "
قلت باستياء " إنها عين رنيم الحسودة لقد حسدتني وأفسدتها عليا "
ضحك وقال " وما دخل رنيم بما حدث "
قلت بضيق " لو كنت مثلها لاتصلت بزبير الآن ليلغي كل شيء لكن لا بأس
من أجل غيث وليس من أجلها "
نظر لي باستغراب وقال " لا افهم من هذا شيئا "
قلت بضيق " لا تتحدث معي أنا غاضبة منك ومنهم جميعا "
قال بصدمة " اغضبي منهم كما تشائين أما مني أنا الليلة فمستحيل "
وقفت وقلت بضيق " هيا أخرج أريد تغيير ملابسي ثم .... "
وقف واضعا يديه في وسطه وقال بحزم " وثم ماذا "
قلت ببرود " ثم أنام "
خرج منزعجا وأغلق الباب بقوة هذا لكي يتأدب سأريهم جميعا أعلم أنه سيعود عما قريب
استحممت وغيرت ثيابي ارتديت فستانا من الحرير الطويل بالون الوردي فقد حكم عليا
أن تكون جميع ملابسي بهذا اللون , الرجال يحتكرون المرأة ويتحكمون بها في كل شيء
فتحت تسريحة الشعر ونزل متموجا على ظهري حتى الخصر أمسكته من الأمام بقوس
شعر فضي اللون ونزلت بضع خصلات منه من تلقاء نفسها
مصففة الشعر الغبية تلك لقد جدعت لي غرتي , جلست طويلا وانتظرت ولم يأتي رغم
انزعاجي منه لا أريد إغضابه مني كما فعلوا بي خرجت بحثا عنه ولم أجده بأي مكان هل
خرج وتركني هنا وحدي توجهت للشرفة فتحتها فكان في الخارج يقف مستندا بمرفقيه على
حافة الشرفة ينظر للأسفل فقلت بهدوء " صهيب "
نظر لي وعاد كما كان ولم يجب فقلت
" لما تغضب مني الآن أنا من يحق له ذلك "
لم يجب أيضا فقلت " الجو بارد هنا ستمرض "
تجاهلني تماما وتوجه لطرف الشرفة دخلت للداخل توجهت للغرفة بكيت كثيرا ثم نزعت
الفستان ورميته بطول يدي على الجدار ليسقط أرضا ثم ارتديت بيجامة قطنية زهرية
اللون ببنطلون قصير يصل للركبة وقميص يصل طوله عند حافة البنطلون وله حمالات
عريضة وكتابة حمراء في المنتصف ولممت شعري كله للأعلى مثل ذيل الحصان ونزلت
غرتي متدرجة على طرف وجهي نظرت للمرآة كنت كطفلة في العاشرة تماما نظرت
للخلف فوجدت الفستان مرميا على الأرض عدت للسرير ارتميت عليه وعددت للبكاء
بعد لحظات قليلة سمعت صوت باب الغرفة يفتح وتوجهت خطواته نحوي جلس بجانبي وقال
" ميس هيا توقفي عن البكاء واجلسي "
جلست أمسح دموعي فشدني لحظنه وطوقني بيديه وقال
" حبيبتي أنتي يا ميس ودموعك غالية على قلبي "
قلت وقد عدت للبكاء من جديد
" لما غضبت مني ما الذي فعلته أنا "
قبل رأسي وشد يديه عليا بقوة وقال
" آسف حبيبتي كان عليا أن ابتعد قليلا كي لا أفرغ موجة غضبي فيك "
لففت يداي لظهره وشددت قميصه بقبضتي بقوة وقلت
" لا تغضب مني لقد جرحتموني كثيرا بما فعلتم وأفسدتم زفتي "
ضحك وقال " كان مشهدا رائعا وأنتي تزفين نفسك بنفسك "
ابتعدت عنه وقلت باستياء " أراك منبسطا بذلك "
قرص خدي وقال " لما رميتي الفستان على الأرض "
أبعدت يده وقلت " لم أعد أريده لقد كرهته ولن البسه ما حييت "
ضحك وقال " وهل ستفعلين ذلك مع كل الثياب كلما تشاجرنا "
قلت بحزن وعينيا للأسفل " لا فهذا ارتديته من أجلك "
أمسك يدي قبلها وقال " إذا سنرميه وسأشتري لك غيره "
ثم مرر يده على ظهري ببطء حتى لفها حول خصري وقبل عنقي فابتعدت عنه وقلت
" ألسنا متعبين قليلا "
أقترب وقال بابتسامة " لا لست متعبا إطلاقا "
قلت وأنا أقف مبتعدة " ولكنني متعبة لما لا ننام الآن "
وقف ووضع يديه وسط جسده وقال بحدة
" ميس لا تجعليني أغضب منك مجددا "
صعدت واقفة فوق السرير حافية القدمين وقلت
" لما لا ندع كل شيء للغد "
لف من الجانب الآخر القريب لي من السرير وهوا يقول
" ولا ثانية أخرى بعد أعرفك جيدا في الغد ستكررين هذا مجددا "
قفزت للجهة الأخرى وقلت ضاحكة
" اسمع سوف أصرخ فابتعد عني "
ركض لجهتي قائلا " في أحلامك يا طفلتي "
ركضت هاربة فأمسك بي من خصري وحملني جهة السرير ورماني عليه فقلت بصراخ
" صهيب انتظر قليلا لنتفاهم على أمر مهم أولا "
حاصرني بيديه واضعا لهما على السرير كل منهما في جانب ووجهه مقابل وجهي وقال
" نتفاهم في أي أمر إلا هذا "
حاولت الصراخ لكنه كتم صرخاتي بقبلاته ولم يكترث لي أبدا
عند الصباح تسللت بخفة من السرير وتوجهت للحمام استحممت وارتديت فستانا أسود قصيرا
بنقوش زهرية اللون طبعا وسرحت شعري
وقفت عند الشرفة وفتحت الستائر أشاهد منظر البحر شعرت بأصابع تتخلل بين أصابعي فابتسمت
ونظرت لصورته في الزجاج تسللت يديه الأخرى لخصري وسحبني إليه فقلت بضحكة
" صهيب يكفي ارحمني "
ضحك ورفعني بيديه وقال " أروع ما فيك أنك نحيلة وقصيرة "
قلت بضحكة " وأنك عملاق "
رماني على السرير وقال " لست عملاقا سوى بجانبك "
رن حينها هاتفه تأفف وضحكت بخفة وتسللت مبتعدة من تحته أمسكه وأجاب متذمرا
" نعم "
ثم قال بضيق " ليس لدينا واحدة اسمها ميس "
صرخ ضاحكا " لاااااااااااا , وداعا "
نظرت له بصدمة فباغتني وامسك بيدي وسحبني إليه قلت وأنا أحاول التخلص منه
" من كان يريدني "
قال وهوا يشدني لحظنه " دعينا من ذلك الآن "
قلت بضيق " صهيب اتركني وأعطني هاتفي لما تغلقه "
قال بهمس " أشششششششش "
الجزء التاسع والأربعون والأخير
جود
لا اصدق أن هذا اليوم يوم زفافي , وكأنني أشاهد مسلسلا وسينتهي وأعود لمنزلنا
وعائلتي فلم أتخيل يوما أن أتزوج أحد أشقاء بحر وزبير تحديدا , لا اعلم لما أرادني أنا
زوجة له لما ترك حور وتزوجني لقد بكيت البارحة كما لم ابكي من قبل , بحر أثنى على
زبير كثيرا كما أنه أحظر لي جهازا غير جهاز بحر لي وغضب بحر منه كثيرا لولا حبي
الفاشل ذاك لكان تقبلي للأمر أكثر يسرا وسهولة حمدا لله أنني لم ألتقي به لكان الأمر أصعب
من الآن , هه وهل أسمي كل هذا غير تعلق
نحن هنا منذ الظهيرة وخبيرات التجميل لم يفارقوني إلا وقت الصلاة أرسل لي ذاك الخائن
رسالة ألم يجد غير اليوم ليرسل رسائله لقد حررني من وعده ليعود الآن ويلقي باللوم علي
لابد وأنه شعر بالملل ويريد أن يتسلى معي بكذباته ويضنني سأصدقه من جديد لقد أغلقت هاتفي
وسأغير رقمي نهائيا ولن يجدني بعد اليوم , ضننت الأمر انتهى على ذلك ولكن دموعي بدأت
بالنزول دون توقف وأربكت المزينة كثيرا من كثرة بكائي لقد افسد عليا ليلتي أفسد الله عليه حياته
انتهت أخيرا أوقفتني وقالت " جميلة جدا هيا انظري لنفسك في المرآة "
وقفت أمام المرآة كان الفستان سكري اللون مطرز ومزركش بالأبيض ليكون خلافا لفستان ميس
طرف من أعلاه له كثف وطرف بحمالة رقيقة من الكريستال فقط موصولا به سلاسل من الكريستال
الفضي تلتف حول ذاك الكتف وحول الخصر بشكل بيضاوي وذيل طويل وورود بيضاء صغيرة
منتشرة فيه بعشوائية لقد غيروا لون شعري من الأسود للبني الفاتح مع خصلات ذهبية وقد قامت
بلفه وجمعه ورفعه بطريقة غريبة ومدهشة كنت أنظر لنفسي وأقول أيعقل أن تكون هذه أنا لقد تغيرت
كثيرا حتى أني لم أعرف نفسي نظرت للخلف بحثا عن والدتي فوجدتها تجلس مكانها وتنظر لي
وتمسح دموعها توجهت ناحيتها وحضنتها ببكاء كم سأشتاق لها ولهذا الحضن الدافئ لما على الفتيات
الزواج من المفترض أن يزوجوهن منذ ولادتهن وتربينهن أمهات أزواجهم كي لا يقفوا مثل هذا الموقف
دخلت رنيم وقالت بغضب
" جود ما كل هذا البكاء لن نجد وقتا لنعدل الماكياج من جديد "
ثم شهقت بدهشة ما أن نظرت باتجاهها وقالت
" جود ما أروعك ما كل هذا الجمال أنتي وميس ستبهران الحاضرات جميعهن فكل
واحدة منكما أجمل من الأخرى "
ثم سحبتني من يدي وقالت " هيا بحر سيدخل بعد قليل فنحن سنخرج الآن أنزلي للأسفل فورا "
نزلت أنا ووالدتي لم يكن هناك أحد غير خالتي حضنتني وباركت لي وقالت بفرح
" جود كم أنا سعيدة أنك زوجة لأحد أبنائي ليكن زبير في عينيك صحيح أنه مشاكس وكثير
السخرية ويهوى استفزاز الغير لكنه طيب القلب ومحب لك كثيرا فأرعه واجعليه في عينيك "
نظرت للأرض بحزن وقلت " نعم سأفعل "
دخل حينها بحر نظر لي بدهشة وابتسامة ثم حضنني وقال " ما كل هذا الحسن كنتي تشبهينني
أما الآن فصرتي أجمل , مبارك يا شقيقتي الغالية ها قد تخلصت مني أخيرا "
قلت ببكاء " ليثني أبقى تحت رعايتك طول العمر فأنت لست كأي شقيق ولا حتى زوج "
همس ضاحكا " لو سمعك زبير لرمى بي خارجا وقطع لسانك هيا فغيث ينتظرنا "
غطاني وأخرجني ركبنا السيارة جميعنا وحتى مازن معنا فقال بحر بمرح
" أنظروا نحن أسعد حظا من تلك السيارة فوالدتي معي ووالدة جود معها سوف نسبقهم الآن "
وانطلق مسرعا وتخطى سيارتهم حتى كاد يوقع قلوبنا فقالت والدته بغضب
" بحر ما بك جننت فجأة هذه ليست عادتك يبدوا أن زبير قد عداك اليوم "
ضحك وقال " لن تكون شقيقتي في الخلف أبدا "
زبير هذا يشتكي الجميع هنا من مشاكسته ومقالبه أتمنى أن لا يهدي لي مقلب منها الليلة
وصلنا قاعة الحفل أنزلني بحر ثم أدخلني هوا ومازن ورفع الغطاء عني وأوصلني حتى المنصة
قبل رأسي وحضنني ثم حضنني مازن ونزلا وبحر واضعا يده على كتف مازن يحدثه مبتسما وما
أن اختفيا خارجا حتى صعدت ليان لنا وأجلستني وساعدت ميس في نزع غطائها هذه الأغطية مزركشة
وطويلة وثقيلة جدا والقاعة كانت فخمة للغاية بعد وقت رأيت حور بين الحضور صعقت لرؤيتها هنا حتى
كاد يغمى علي , لما حضرت اليوم يا ترى نظرت لها مطولا وهي تنظر لي ثم وقفت وتوجهت ناحيتنا
صعدت لنا فوقفت من فوري ونظرت للأرض وقلت
" حور سامحيني أقسم أنك كنتي المفضلة لدي وأنني لم أتزوج زبير إلا لأنني لم أكن أعلم من
يكون وإلا ما كنت لأفعلها وأوافق عليه "
حضنتني وقالت " لا عليك يا جود فزبير لم يرد غيرك زوجة وأنا لست غاضبة منك ولا منه مبارك
لك يا صديقتي فأنتي وزبير تستحقان كل الخير "
ثم نزلت وتركتني جامدة كالتمثال أنظر إليها بصدمة وكأنني في حلم أم أن حور ليست إنسانة
طبيعية بتاتا , عند نهاية الحفل دخل بحر وزبير لإخراجي كان يرتدي البذلة السوداء وربطة العنق
كان مختلفا ووسيما كعادته ترى لما تركته حور ما ينقصه لتنفصل عنه , وصلا عند منتصف الطريق
ووقف زبير ليتابع بحر سيره حتى صعد لي وأنزلني ممسكا يدي للأمام حتى أوصلني عند زبير ووضع
يدي في يده وقال له " زبير لا تنسى ما أوصيتك به "
ضحك زبير وقال " لقد نسيت هلا أعدته "
قال بحر بضيق " زبير هذا ليس وقت مزاحك "
قال " حسننا حسننا هيا أخرج قبل أن يغضب منك أحدهم ظننا منه أنك تتعمد البقاء ليرينك الفتيات "
ضحك بحر وخرج وتقدمت منا والدة زبير ووالدتي باركا له وحضناه ثم ابتعدا وجاءت حور
لتضربني بسهم من سهامها الغريبة اليوم فاحتضنت زبير وقالت
" مبارك لك يا زبير كن رفيقا بجود فهي صديقتي "
قال وهوا يشد من احتضانه لها
" شكرا لك يا حور ولكن لما الجميع يوصيني بها أوصوها بي ولو مرة واحدة "
ضحكت ثم ابتعدت وعيناي يتبعانها بصدمة ترى أمازالت زوجته ولكن لما تزوجني إذا , هل حور
تعاني مرضا ما أو أنها لا تنجب الأبناء أنا لا أفهم شيئا من هذا , نظرت لزبير للمرة الأولى بصدمة
فأمسك وجهي وقبل جبيني ثم قال " مبارك لك ولي يا جود "
قلت " ولكن حو ..... "
قاطعني قائلا " سنتحدث لاحقا "
غطاني وسار بي للخارج وأنا في بحر من الحيرة والتيه ولا أفهم شيئا مما يجري ركبنا السيارة
ووصلنا الفندق وصلنا الجناح أدخلني للداخل عند الردهة وكشف عن وجهي نظر لي مطولا وقال
" كم أنتي جميلة يا جود كنتي دائما رائعة وها أنتي اليوم أجمل "
نظرت له وقلت " زبير ماذا عن حور أنا لا افهم "
تنهد بضيق وقال " جود أنا أسبح في وادي وأنتي في وادي آخر "
نزلت دموعي وقلت " لما تزوجتني عليها لما "
ضحك بصوت مرتفع فقلت بضيق " هل قلت ما يضحك "
ابتعد عني وأولاني ظهره وقال بلهجة غريبة
" جود لن تحاسبيني على ماضيا لأني لم افعل ذلك بك أضنك تفهمينني "
ما الذي يعنيه بهذا , قلت بصدمة " ماضيا أنا "
التفت إليا وقال " نعم ماضيك "
قلت بتلعثم " ولـــ لكن عـــ عن أي ماضي "
قال بحزم " جود لما التغابي "
هل علم بأمر اتصالاتي تلك ولكن كيف هل رنيم أخبرته مستحيل لابد وأنه غيث كيف لم يخطر
هذا ببالي هاهي العقوبة الحقيقية على ما فعلت تنزل بي الآن قلت
" لما تزوجتني إذا "
اقترب مني وقال " لأنني أحببتك بل وعشقتك بجنون "
نظرت له بصدمة فقال " لما فعلتي ذلك يا جود "
نظرت للأرض وسقطت دموعي تباعا وقلت " من أخبرك بذلك هل هوا غيث "
لاذ بالصمت فنظرت له وقلت
" لما تزوجتني وتركت حور بل يبدوا أنك تزوجتني معها لماذا وأنت تعلم عني كل ذلك "
قال بابتسامة سخرية " لأن حور لا تحبني "
نظرت له بصدمة حتى كادت تخرج عيناي وقلت " هل تعاقبها بي أنا "
ضحك وقال " جود من أين تأتي بكل هذه الأفكار ثم أنا أخبرتك أنني تزوجتك لأنني أحبك "
هززت رأسي وقلت " أنا لا أفهم شيئا وسأصاب بالجنون "
قال مبتسما " حور ليست زوجتي "
قلت بدهشة " ماذا تكون إذا وهي تحتضنك أمام الجميع في القاعة "
نظر للسقف بابتسامة ثم نظر لي وقال " هي شقيقتي "
شهقت بصدمة وقلت " شقيقتك "
قال هازا رأسه وعيناه في عيناي
" نعم شقيقتي وتحب شقيقي وأنا أحب بلسم جروحي التي أخرجت الرجل الكئيب من عالم كآبته المظلم "
قلت بصدمة " أنــــ .... أنت من "
قال بابتسامة " الرجل الكئيب "
ثم بدأ بسرد قصائدي التي كنت أرسلها إليه تباعا وكان يحفظها بالحرف وبالترتيب وأنا
أستمع له بصدمة وعقلي يحاول برمجة ما أسمع ثم مددت يدي وأغلقت فمه وقلت
" أصمت , كاذب "
أبعد يدي وقال " بل صادق وسوف أتبث لك ذلك "
أخرج هاتفه وأراني إحدى رسائلي له من بعيد ثم قال
" افتحي هاتفك الذي أقفلته بعد اتصالي اليوم وبعد أن تراسلنا لكي اتصل بك الآن وتتأكدي "
أخرجت هاتفي كمن تبحث عن أي ثغرة لتخرج من هذا الكابوس فتحته فأتصل بي وظهر أسم
الرجل الكئيب على شاشة هاتفي فرميت الهاتف وارتميت في حضنه باكية فشد يديه حولي وقال
" لما البكاء الآن ألماستي الحبيبة "
قلت ببكاء " لما فعلت كل ذلك بي لما أخفيت عني "
ضحك وقال " لكي تكون مفاجأة , أحبك يا جود أحبك بجنون وكم سرني أنك لم تستنكري حقيقة
أنني زبير هوا نفسه ذاك الشاب الذي أحببته "
شددت من يداي حول جسده وقلت " مخادع محتال لقد أبكيتني لليالي طويلة وأنا أضنك خدعتني
وكذبت علي لو كان بواب الفندق لما استنكرت كونه هوا ولرأيته الشاب الذي أحببت "
قال ضاحكا " سنغيره منذ الغد فيبدوا أن البواب يعجبك "
ضحكت وابتعدت عنه وقلت " محتال منذ متى تعلم أنها أنا "
ابتسم وأمسك وجهي وقبلني وقال " منذ نسيتي هاتفك في جناحي "
شهقت وقلت " منذ ذاك الوقت لهذا إذا لم تعد تصر على رؤيتي يالك من محتال يا زبير "
ضحك وقبلني ثانيتا وقال " كدت أصاب بالجنون وأنا أراك أمامي ولا أستطيع التحدث معك "
قلت بابتسامة والدموع ملأت عيناي
" لقد أحببتك كما لم أحب أحدا قبلك ولقد جرحتني كما لم يجرحني أحد غيرك "
قال بابتسامة " لقد كنتي الهواء الذي أتنفسه يا جود وما كنت لأتركك لحظة تضيعين مني كيف
تتصوري ذلك فما كنت لأخلف وعدي لك أبدا "
نزلت دموعي من جديد فمسحها وقبلني فدفعته وقلت
" زبير أليس لديك شيء غير هذا دعني أفهم منك أولا "
ضحك وقال " بلى لدي الكثير هل أريك ذلك في الغرفة "
ضربته بقبضتي وقلت " ابتعد هناك هيا "
حضنني وقال " قال أبتعد قال هل جننت أم جننت "
قلت بهدوء " إذا أنتم من ربطتكم الوصية لقد عشت معكم لأشهر ولم ألحظ ذلك "
ثم ابتعدت عنه وقلت " ومن شقيقك ذاك "
ثم شهقت بصدمة وقلت واضعة يدي على فمي " بحر ..... وحور "
قال بابتسامة " نعم هما "
قلت بصدمة " بحر ... معقول , لهذا كان حزنه يتضاعف كل يوم ولهذا كانت حور حزينة
دائما لقد اخبرنا انه خطب فتاة وسيتزوجها قريبا لكن لم يخبرنا من تكون "
قال " نعم حور هي من ستكون زوجة شقيقك وهي شقيقتي "
أمسكت بباقة الزهور ورميتها عليه وقلت " سترى يا محتال لقد اتفقتم عليا إذا "
ثم أخذت حقيبتي ودخلت إحدى الغرف وأغلقتها خلفي بالمفتاح لأخرج ملابسي وأغير الفستان
وتركته في الخارج فتشت الحقيبة ولم أجد فيها سوى قميص نوم وبنطلون جينز وقميص وعباءة
ليان المخادعة لقد هددت وفعلتها ما كان عليا تركها هي ترتب حقيبتي لم يكن أمامي من خيار سوى
ارتداء قميص النوم هذا إنه قصير جدا وشفاف للغاية , جيد أننا تناقشنا وهربت منه لكنت مطره
لارتدائه الليلة , ما كان عليا أن اسخر من ليان لأنها ارتدت قميص النوم مرغمة في أول يوم لزواجها
فها هي انتقمت مني آه لا أصدق كل هذا وكأنني في حلم لقد كنت أبكي عليه لأيام وأسابيع وأنا زوجته
وكنت أبكي جرحه لي وهوا لم يجرحني وابكي تركه لي وخذلانه وهوا لم ينقض عهده أبدا , زبييييييييييير
يالك من محتال لقد خفت من مقالبه ولكني لم أتوقع أن يكون المقلب قد وضعت فيه من قبل قدومي إليه
بعد قليل طرق الباب وقال " جود أفتحي الباب "
وقفت عند الباب وقلت
" لا لن أفتح لك أبدا وعند الصباح سأتصل ببحر ليأتي ويأخذني "
قال بصدمة " ولكن لماذا "
قلت " لأنك مخادع ولن أسامحك "
قال " بحر أيضا يعلم قبل زواجنا "
قلت بغضب " هوا شريكك أيضا ستريان "
قال برجاء " جود حبيبتي أيعقل أن تتركيني هكذا ليلة زواجنا الأولى افتحي الباب هيا "
قلت بحدة " لا لن أفتح "
قال بهدوء " اقسم أني احبك جود وما فعلت ذلك إلا لتوافقي علي "
قلت بغضب " ولما لم تتحدث معي لما مثلت علي دورين زوج وحبيب خائن في وقت واحد "
قال " وكيف كنت سأتحدث معك وأنتي تغلقين هاتفك "
تجاهلته ولم أجب ناداني كثيرا ولم أجب أيضا ثم قال بحدة
" جود إن لم تفتحي خرجت من الفندق وتركتك وحدك هنا "
فلم أجب أيضا بعد قليل سمعت صوت باب الجناح يفتح وهوا يخرج منه ويغلقه خلفه هل فعلها
وذهب وتركني انتظرت قليلا ولا صوت في الخارج قررت فتح الباب لأتأكد فسمعت باب الجناح
يفتح حمدا لله أنني لم أفعلها لو رآني بقميص النوم هذا فسيغمى عليا بالتأكيد إنه الأسوأ بين المجموعة
كلها وما هي إلا لحظات ورأيت ضوء الباب يشير صرخت بذعر لقد ذهب لجلب بطاقة الباب من
الأسفل لقد خدعني ركضت جهة الخزانة واختبأت بها سمعت صوت الباب يفتح وخطواته تقترب ثم
رأيت ظله من أسفل الباب ثم فتح الخزانة بسرعة وأنا كنت مختبئة في الزاوية أحاول ستر جسدي
بظلام المكان ومغمضة عيناي فمد يده وقال
" أخرجي هيا يا محتالة "
لم أخرج ولم أتحرك فأمسك يدي وسحبني للخارج بقوة فوقعت من حافة الخزانة في
حضنه فقال مبتسما " ما هذا السقوط الرائع "
تلمس ظهري بصمت واستغراب وكأنه يستكشف شيئا ثم أبعدني عنه وقال وهوا ينظر لجسدي
" دعيني دعيني أرى "
قلت ببكاء " زبير توقف عن النظر لجسدي , كله بسببها سأريها "
وانخرطت في نوبة بكاء طويلة من شدة الإحراج ولكنه لم يكترث لحالتي تلك بل حملني بين ذراعيه
وتوجه بي لغرفة النوم , ما كنت سأتوقع منه وهوا يراني هكذا شبه عارية دخل الحجرة وأغلق الباب
بقدمه وأنا متمسكة به أخفي وجهي في عنقه وليس لي إلا البكاء من الإحراج وضعني على السرير
وهمس في أذني " لما البكاء ألماستي "
اكتفيت بالشهقات في صمت وغطيت وجهي بيداي وأنا أشعر بيده تلمس جسدي نزولا وكأنه
يتفقده كله همس في أذني " جود ما بك حبيبتي هيا توقفي عن البكاء ودعيني أرى وجهك "
قلت بنحيب " كله بسببها كله منها "
ضحك وقال " وهل كنتي تحلمي أن أتركك ترتدي غير هذا "
قلت ببكاء " ما كنت سأرتدي هذا ولو قتلتني "
ضحك ورفع يداي عن وجهي ووضع أنفه على أنفي وقال مبتسما
" حتى هذا بالنسبة لي كثير "
أغمضت عيناي بشدة ولم أشعر سوى بشفتاه تلامس شفتاي وقال هامسا
" أنتي وجودي يا جود "
قبلني بعمق ثم قال
" لولا شقيقك الأحمق ذاك وزواجه بعد أسبوع لسافرت بك لأجمل مكان في هذا العالم "
لم أعلق بكلمة لأنني لازلت تحت تأثير الخوف وعيناي مغلقتان بشدة فضحك وقال
" جود متى ستفتحين عينيك "
قلت " لن أفتحهما أبدا "
قال ضاحكا " ولماذا "
قلت " كي لا أرى نفسي "
ضحك كثيرا ثم قال " وما الحل الآن "
قلت " أطفأ النور "
ابتعد عن السرير ثم عاد جلس وقال " ها قد أطفأته "
فتحت عينيا بسرعة ووجدته فوقي والنور لم يطفأ بل ازداد بتشغيله لباقي المصابيح فصرخت
وغطيت وجهي حضنني وقال " ما سأفعله بك الليلة ستصيبينني بالجنون "
رنيم
كم كانت هذه الليلة رائعة وها هم من دمرت أحلامهم الوصية تجبر كسورهم إرادة الله ولم يبقى سوى
حور وبحر , حور التي عانت ما لم يعانيه الجميع كم مرضت وبكت وتعذبت
تنهدت وأنا أراقبها تغادر وعائلة عمها ولا اعلم من منا جميعا عانى أكثر من البقية ها قد بدأ بعض الحضور
بالمغادرة دخلت عاملتان من الفندق وأغلقتا الباب نظرنا جميعنا لهما باستغراب جاءني اتصال من حور
طلبت مني البحث عن قرطها في كرسي المنصة المخصصة للعروسين صعدت أبحث عنه وما هي
إلا لحظات وسمعنا صوت موسيقى هادئة لأغنية رومانسية وقفت ابحث عن مصدر الصوت وأظلمت
القاعة فجئه إلا من نور موجه للباب وفتح على مصراعيه ودخل منه غيث صفقت كل الحاضرات الآتي
لم يغادرن بعد واشتغلت الأنوار مجددا دخل بخطوات ثابتة وعينان موجهة لي وابتسامة ساحرة وجميلة
كنت أنظر له بصدمة ودهشة واستغراب صعد المنصة وقف أمامي أمسك بيدي قبلها ونظر لعيناي وقال
" رنيم سامحيني لأني لم أقدم لك شيئا بسيطا كهذه الليلة التي تتمناها كل الفتيات "
نزلت دموعي واحتضنته وأزداد التصفيق والتصفير والصراخ طوقني بيديه بقوة وقال
" لو كان بإمكاني إرجاع الوقت للوراء لحظيتي بأجمل من هذه الليلة "
قلت ببكاء " يكفيني هذا يا غيث أقسم أنك عوضتني الآن "
أبعدني وقبل جبيني وعينيا وهمس ضاحكا
" يبدوا لي وزنك ازداد قليلا لكنت حملتك الآن لقد أفسدت على نفسك "
ضحكت وقلت " كاذب أعرفك جيدا تريد التهرب من ذلك "
ضحك ثم حملني بين ذراعيه وغادر بي نازلا من المنصة وخارجا من القاعة غطاني بعباءتي وأركبني
السيارة وركب قلت بصدمة " غيث أين سنذهب وشامخ إنه بالداخل "
قال بابتسامة " دعيه لوالدتي تستمتع بصراخه الليلة فليس لدينا ابن نحن عروسان ولسنا أقل منهم "
قلت بابتسامة " أين سنذهب "
قال " لحيت ذهبوا بالطبع "
حضنت ذراعه وقلت " غيث ما أسعدني بك "
أمسك يدي بيده قبلها وقال " هذا أقل ما تستحقينه وأبسط حقوقك "
وصلنا الفندق فتحوا لنا باب السيارة ونزلنا على صوت زفة وكأننا عروسان فعلا صعدنا بالمصعد للطابق
المخصص لهم الليلة فهذا الفندق من ضمن أملاك العائلة كان مليئا بالورود والزينة أمسك يدي بيده وأدخلني
أحد الأجنحة بعدما فتحه بالبطاقة كان فخما ورائعا ومزينا لعروسين بالفعل دخلنا غرفة بطاولة وأضواء
خفيفة وأكل فاخر قال بابتسامة " أنتي من سيأكله طبعا "
قلت بضحكة " لو أخبرتني لأعددت أنا الطعام هنا الليلة "
ضحك وقال " الجميع هنا في خدمتك كيف تخدمينهم أنتي "
ثم حضنني وقال هامسا في أذني
" لو كان القمر بيدي لأهديته لك الليلة لأنك لا تستحقين أقل من الشيء المعلق في قلب السماء "
غصت في حضنه أكثر وقلت ضاحكة " من علمك هذه الكلمات الرائعة بحر بالتأكيد "
ضحك وقال " أقسم أنها مني أنا , لقد ألمني رأسي من كثرة ما كنت أعصره ليخرج بشيء "
قلت بحنان " يكفيني قلبك يا غيث هوا وحده قمري "
قال متبسما " ها قد تغلبتي علي الآن وليس لدي ما أقول غيرها "
شددت بيدي عليه وقلت " قل أحبك قلها هي وحدها تكفيني منك "
أبعدني عنه أمسك وجهي وقال " أحبك رنيم "
ثم نظر للأرض بصمت ثم لي وقال " هل تعلمي حين اختفيت ذاك اليوم الذي رأيت فيه الكابوس ليلا أين كنت "
قلت بحيرة " أين "
احتضنني وقال " للبحر ولأول مرة ألجأ للذهاب إليه لوحدي كنت أحاول فهم نفسي وجمع شتات أفكاري كنتي
بدأتي تسيطرين على مشاعري وأنا أحاول إنكار الحقيقة أدركت أنني كنت أحاول إعطاء فرصة لنا ليس
لتحسين حياتنا بل لأن مشاعري بدأت تتغير اتجاهك بالفعل وكلما صددتِ محاولاتي استغربت شعوري بالإحباط
لذلك كنت تائها وخائفا من انجراف مشاعري اتجاهك ومن خذلانك لي مستقبلا فحاولت الهرب لأكذب على
نفسي وأوهمها أن النساء خائنات والماضي هوا الدليل وانه عليا أن لا أتق بواحدة أبدا ولكني بعدها ضربت
تلك الأفكار عرض الحائط "
شددت من حضني له وقلت " غيث أقسم أنك وحدك بقلبي حتى آخر العمر "
ومرت تلك الليلة رائعة وهادئة كما حلمت دوما أن تكون وعوضني فيها عن كل ما فقدته منه زفة وحفل وليلة
في فندق فخم ومشهور وزوج محب وحضن دافئ
سماح
حمدا لله الذي طمأن قلبي على أبنائي أسأله وحده أن لا يغيبوا عني فكم القصر كئيبا بغياب أغلبهم فحتى بحر
ذهب منذ يومين لأخذ شقيقه ووالدته ولم يرجع حتى اليوم غيث و رنيم سافرا أيضا ليومين ياله من بخيل ومدمن
على الأعمال لكن لا بأس قد يكون عوضها قليلا بذلك
ليس بالقصر اليوم عداي أنا ووالدة ميس وليان وأديم الذي لم نره منذ الصباح وهذان الطفلان بصراخهما
المزعج نظرت لليان وقلت " ما بها ابنتك اليوم "
قالت بتذمر " لا أعلم لم تدعني أنم البارحة وهاهي قد حرمتني من الذهاب لعملي اليوم "
قلت بهدوء " مادامت لا تشتكي من شيء لما لم تذهبي وتتركيها معنا "
تنهدت بضيق وقالت " أنتي تعرفي أديم جيدا لن أحلم بذلك مادامت هي تبكي هكذا "
دخل حينها بحر فضحكت وقلت " ها قد جاء صديقها "
قالت ليان ضاحكة " ابنتي هذه انحرفت منذ الصغر ستريها حور "
توجه ناحيتنا ألقى التحية وقبل رأسي وقال بانزعاج " ما بهما هذان "
ضحكت وقلت " لديهما حفلة أوبرا الليلة "
ضحك ضحكته الهادئة وقال " هل هذا كله تدريب فقط "
ضحكت وقلت " هيا صديقتك تبدوا مشتاقة لك "
ضحك وأخذها من ليان وما أن حملها حتى سكتت كعادتها هذه المدللة التي لا تعترف سوى بأديم ولا تسكت إلا
عند بحر رفعها للأعلى ثم قربها لوجهه قبلها وقال بابتسامة " ما بها الجميلة اليوم "
ضحكت وقلت " لو يراك أديم ترفعها هكذا لقتلك ولو تسمعك حور تغضب منك "
قال بضحكة " سوف آخذها في جولة إن جاء أديم أخبروه أنها نائمة "
ضحكت ليان وقالت " سيتفقدها بالتأكيد ولن يجدها "
قال مغادرا " إذا أخبروه أنها هربت مع حبيبها "
ضحكنا سويا ثم قلت بهدوء " أفرحني الله برؤية أبنائك يا بحر وأخيرا عادت الابتسامة الصافية لوجهه "
دخل حينها صهيب وميس فأعطيت شامخ لليان ووقفت مرحبة بهما حضنت صهيب وباركت له ومن ثم ميس
التي قالت على الفور " أين هي والدتي "
قلت بابتسامة " إنها نائمة قالت تريد النوم قليلا "
نظر صهيب لشامخ وقال بضيق " أين ذهبا وتركاه يصرخ هكذا "
ضحكت وقلت " هل وجودهما سيغير شيئا دعهما يستمتعان قليلا بدونه "
نظر جهة ميس التي كانت تنظر لشامخ وقال " أعلم أن يداك تأكلانك الآن "
نظرت له بصدمة ثم عتب ثم أشاحت بوجهها للجانب الآخر في حزن وما هي إلا لحظة وشهقت باكية
فقال بتذمر " ها قد تنوع البكاء "
كانت تلك اللكمة قوية على ميس التي غادرت من أمامنا غاضبة وباكية نظرت له وقلت
" صهيب لقد أخطأت "
قال بضيق " وفيما الخطأ هل ستنكر أنني كنت صادقا "
قلت بحزم " صهيب هذا الذي تفعله لا يعقل ولقد أهنتها أيضا وسخرت من دموعها بدل أن تطبطب
عليها وتسكتها "
قال بغضب " أمي كم مرة كررت أني لا أريدها أن تقترب منه لا أريد ذلك أبدا "
قلت بحدة " صهيب هل جننت ما معنى هذا "
قال بضيق " معناه كما فهمته "
وقفت ليان قائلة " سوف أذهب لرؤيتها "
وتركت شامخ لدي نظرت لصهيب وقلت بجدية " بني كيف تتضايق منه إنه طفل وهي تعلقت به لأنها رعته لشهور "
قال ملوحا بيده في غضب " لا أحتمل أن تهتم به في وجودي لا أحتمل , الله خلقني هكذا "
قلت بحدة " صهيب لم أعرفك مريضا بالغيرة "
قال بهدوء وضيق " ليست غيرة "
قلت " وما تسميها إذا "
قال " حب أمي أحبها ولا أريد أن تهتم بغيري "
هززت رأسي بيأس وقلت " هذا تملك وليس حبا ثم هي لم تفعل شيئا "
وضع يديه وسط جسده وقال " أعلم ما كانت تريد "
قلت بضيق " هل دخلت قلبها لتعلم , صهيب لا تفسد حياتكما بأمور تافهة "
دخل حينها أديم ووضع يده على كتف صهيب وقال " ما به العريس "
قلت بضيق " نعم ذكره بأنه عريس وبأن زوجته عروس "
ضحك وقال " هل تشاجرا كنت أعلم أنهما لن يصبرا قليلا "
رمى صهيب بيد أديم عن كتفه وقال بضيق " لا دخل لك بنا "
قال أديم صاعدا للأعلى " لن يكون هناك خاسر غير ميس تذكر ذلك جيدا يا أخي "
معه حق إن فشل زواجهما وانفصلا فلن يخسر أحد غيرها أتمنى أن لا يحدث ذلك فميس ما تزال صغيرة
ولن تحتمل ذلك فالطلاق أمر صعب خصوصا في ظروف مثل ظروفها , أخرجني من أفكاري صوت زبير
داخلا وهوا يقول " لقد سبقتمانا إذا "
توجهت ناحيتهما باركت لهما فقال زبير ضاحكا " وأخيرا باركتِ لي يا قاسية "
ضحكت وقلت " كي لا تعيدها ثانيتا "
ضحك وقال " أعدك في المرة القادمة أن أخبرك باسم العروس "
نظرت له جود بصدمة فضحك وقلت بضيق " زبير متى ستقلع عن عاداتك السيئة "
قال بتذمر " أمزح فقط أمي ما في ذلك "
قلت بحدة " المزاح الثقيل لا ضرورة له ولن يأتي إلا بالشجار "
قال حاضنا لكتف جود " يستحيل أن أتشاجر مع عروسي سأكون مجرما حينها "
نظرت جهة صهيب بنصف عين وهوا جالس يقلب هاتفه وقلت بضيق
" هناك من أجرم قبلك فلا أستغرب أن تفعلها أنت أيضا "
قال بصدمة هامسا " هل تشاجرا "
نظرت جهة صهيب بضيق ولم أتحدث فقالت جود بذات الهمس " هل تشاجرا هناك "
قلت " لا هنا , هيا تفضلا بالجلوس "
دخلت حينها الخادمات بالعصائر والكعك والحلوى فضحك زبير قائلا
" يا غيبتك يا غيث لو كان هنا لدفعتم ثمن هذا "
ضحكت وقلت " لقد أقسم علينا إن رأى إحداهن في القصر طردهن جميعا ولم يدخل المطبخ منذ حضروا "
نظر زبير جهة صهيب وقال " مرحبا هل أنت هنا ظننتك كرسي "
نظر له صهيب بحدة فرمش زبير بعينيه وقال " جود ستدخلين العدة منذ اليوم "
ضحكت جود وقال زبير " أمي هل سمعتي أجمل من هذه الضحكة "
قلت مبتسمة " أسعدكما الله بني "
نظر جهة صهيب مجددا بعبوس مقلدا له وقال " ما بك يا رجل عابس هكذا "
قال له صهيب بحدة " دعني وشأني يا زبير فلست بمزاج دعاباتك "
تنهد زبير وقال " أعانها الله "
نظر له صهيب وقال بغضب " من تقصد "
قال زبير بخوف " الشمس "
لم نستطع إمساك أنفسنا فما أن نظرت لجود ونظرت لي حتى انفجرنا ضاحكتان وقف صهيب غاضبا وتوجه
للأعلى فقال زبير " يبدوا الأمر خطيرا "
تنهدت بضيق وقلت " كم أخشى على حياتهما معا "
قال " أمي صهيب يحبها كثيرا كما أن ميس كذلك فأنتي تذكري جيدا أنها كادت تجن حين منعناها من الذهاب
له في المستشفى سوف يتجاوزان كل هذا فميس ما تزال صغيرة على تحمل مزاج صهيب كما أنها تحمل نفس
أطباعه "
قلت بهدوء " أخشى أننا أخطأنا وتسرعنا في تزويجهما وسنندم يوما "
ضحك وقال " وكيف كنتي ستمنعين صهيب من ذلك لقد كان يصر عليها بجنون "
تنهدت وقلت " صهيب يحبها حبا مخيفا "
نظرا لي باستغراب فنظرت لشامخ وقلت " عليا أخذه لسريره لقد نام أخيرا "
خرجت ليان فقلت لها " ماذا حدث معك "
قالت " ما تزال تبكي تبدوا غاضبة منه جدا "
أعطيتها شامخ وقلت " خذيه لسريره سأتحدث معها "
توجهت لمجلس الضيوف وجدتها تستند على طرف الأريكة وتبكي اقتربت جلست بجانبها وقلت ماسحة على
ظهرها " ميس بنيتي لما كل هذا البكاء صهيب يغضب ويثور ثم سرعان ما يهدأ ويعود كما كان أنتي أكثر من
يعرف ذلك ثم لم أعرفك بكائه هكذا "
جلست معتدلة وقالت ببكاء أشد " لما لا أسعد أبدا لماذا فزواجي تعيس وبعده تعيس وقبله تعيس وحتى يوم قابلته
كان من أتعس أيامي وهوا لا يراعي مشاعري أبدا "
قلت بحنان "ميس صهيب يحبك وأنتي تعلمين ذلك جيدا وحبه لك هوا الذي يجعله يتصرف هكذا "
قالت بأسى " أبدا هوا لا يحبني ولم يحبني يوما "
دخل حينها صهيب توجه ناحيتها أمسكها من يدها وسحبها جهة الخارج قائلا " أمي تعالي "
خرجت أتبعهم للخارج حيث زبير وجود وحتى أديم وليان جلست معهم فأمسك صهيب وجهها ومسح دموعها
وقال " ميس توقفي عن البكاء أنا آسف وها أنا أمام الجميع أعتذر منك "
عادت للبكاء فقبل خدها وأحتضنها أمامنا كعادته وقال
" ميس أقسم أنني أحبك وليس كما تضنين بي فقط راعي مشاعري "
قالت من بين شهقاتها " ما الذي فعلته لتغضب مني "
مسح على ظهرها وقبل رأسها فابتعدت عنه تمسح دموعها بكفها وقالت
" أنا لا أستغرب شيئا أعرف نفسي تعيسة دائما وكل من يدخل حياتي لا يجلب لي إلا التعاسة "
قال صهيب بضيق " آه انظروا ما تقول هل أصبحت أنا مصدر لتعاستك حبيبتي "
دخل بحر حينها يحمل ميسم بين ذراعيه ضاحكة فشهق أديم بصدمة وقال
" أين كانت هذه المنحرفة الصغيرة "
ضحكنا جميعنا فأقترب بها وأعطاها لليان فبكت من فورها فقلت ضاحكة وأنا أنظر لصهيب
" أتمنى أن لا تسبب لنا مشكلة مع حور فيما بعد "
ضحكت ميس وقالت " لا أحسد بحر على ذلك حينها "
نظر لها صهيب بضيق وقال " ميييييييييس "
أغلقت فمها بيدها ضاحكة فقال بحدة " لما لا تتزوجينه وأتزوج أنا بحور "
نظرت له بصدمة وقالت " أقتلك إن فعلتها "
ضحك بحر وقال " بل أنا من سيقتله قبلك "
قالت بضيق " في وجهي ترفضني يا بحر "
قال مبتسما " أنتي رفضتني أولا أم نسيتي "
قال زبير " أقسم أنكم بالعكس تناسبون بعض أكثر "
نظر له بحر بضيق وقال " أصمت أنت يا سبب المصائب لما أجلت زواجي وحور يومين آخرين "
قال زبير " بسبب الترتيبات هكذا شاءت الظروف "
قال بحر بحدة " وما كل هذه الترتيبات وما الداعي لها "
قال زبير ببرود " شقيقتي وأزوجها كيف ومتى أريد "
قال بحر مغتاظا " والتي تجلس بجانبك أليست شقيقتي وزوجتك بها على مزاجك وحسب مخططاتك "
قال زبير ببروده ذاته " انتهى النقاش في الأمر "
قال بحر مغادرا " اللوم ليس عليك وحدك بل على التي تطاوعك في كل هذا "
نظرت لزبير وقلت " بني ستتسبب بمشكلة بينهما "
قال مبتسما " لا تقلقي أعرفه جيدا لا يطاوعه قلبه لإغضابها ولا بحرف "
نظرت ميس لصهيب بنصف عين وقالت بهمس وصلني بوضوح " ليتك تتعلم منه "
ضحك صهيب وسحبها من يدها متوجها بها للأعلى فتنهدت وقلت
" كم أفتقد لغيث و رنيم في هذا المجمع "
ضحك زبير وقال " لقد غار منا ذاك المغفل لا وسافرا ونحن لم نسافر "
قلت بابتسامة " يستحقان أكثر من ذلك فدعوهما ينبسطا قليلا , ليسعدكم الله جميعكم يا أبنائي "
حور
اليوم هوا يوم زفافي وليس أي يوم وليس أي زفاف الزفاف الذي لطالما تمنيته والزوج الذي كم حلمت به وكم
رأيته حلما صعب المنال هل ابتسمت لي الحياة أخيرا هل سأنسى كل عذابي ومعاناتي
تأففت وقلت بضيق " مرام توقفي عن الدوران حولي ستصيبينني بالحول "
ضحكت وقالت " أريد أن أجد شيئا واحدا خطأ فيك "
ضحكت وقلت " ولما ذلك لكي تصلحيه "
ضحكت وقالت " بل لكي أتجنبه في زواجي "
قلت بضيق " أنانية "
قالت بابتسامة " خبيرة التجميل هذه شهرتها فوق الخيال ولا تجهز عروستين متشابهتين أبدا ولولا رفضنا
تصويرك لوضعوا صورتك في المجلات ككل من زينتهم سابقا لا أعلم كيف تحصل لك زبير على موعد معها "
ابتسمت وقلت " بل وسافر بي لأشتري ملابسي من أكثر من دولة كما وعدني ولازالت مفاجأاته لم تنتهي كما قال "
قالت بتنهيدة " آه أخيرا تزوجك بحر لا أصدق ذلك "
قلت بشرود " ولا أنا وأخشى أن يكون حلما وأستيقظ منه "
قالت بتذمر " حور ما بك تتعسين نفسك دائما بتشاؤمك "
ثم تنهدت وحضنت يديها لصدرها وقالت برومانسية " لا أتخيل كيف ستكون ليلتكم احكي لي كل شيء "
قلت بصدمة " مرام يالك من وقحة "
ضحكت وقالت " لم أعني ما فهمته "
دخلت حينها شادن وشهقت بقوة ثم قالت بصراخ " حور ما كل هذا الجمال "
قلت بابتسامة " شكرا لك يا شادن هذا من جمال عينيك فقط "
قالت والصدمة لم تغادرها بعد " أقسم لو كنت زوجك لأغمي علي "
ضحكت مرام وقالت " ألم اقل لك أن تحكي لي "
رن حينها هاتفي فقالت شادن " إنه هوا هيا أجيبي "
ضحكت وقلت " لا ليس هوا هذا زبير "
أجبت فقال مباشرة " كيف هي أخبار العروس "
قلت بضحكة " حاذر من أن تصيبني بعينك "
ضحك وقال " أنتي لا تنسي شيئا أبدا بحر سيصيبني بالجنون هل انتهى التجهيز "
قلت " نعم لقد غادرت وفريقها للتو "
قال بصوت هادئ " أنا قادم حالا عمك لم يوافق أن أزفك "
قلت برجاء " أريدكما كليكما زبير أرجوك "
قال " حسننا كنت أريدها مفاجأة ولكن لا بأس "
قلت بفرح " حقا ستزفانني معا "
قال بهمس " هناك شخص بجانبي لو سمعك لقتلك "
ثم قال بصوت مرتفع " آآآ آسف يا حور أعلم أنك تريدين بحر أن يأخذك لكن ما باليد حيلة "
ضحكت وقلت " كاذب سأريك "
قال " وداعا الآن وسأكون لديكم في دقائق أخبري بنات عمي ليجهزن لأخذهن معي ووالدتهم "
قلت بصدمة " وأنا "
ضحك وقال " مفاجئه "
قلت بتذمر " زبير لما كل شيء مفاجئه قد لا أوافق "
قال ضاحكا " رغما عنك وداعا يا حلوتي يا ملاكي "
ثم صرخ ضاحكا لابد وأن بحر يضربه زبير المشاغب أعان الله جود عليه
وما هي إلا لحظات ودخلت زوجة عمي وقالت أنه علينا النزول جميعا وما أن وصلنا للأسفل حتى خرجن
جميعهن وتركوني وحدي في حيرة وبعد وقت دخل زبير بعد أن أوصلهم وأول ما رآني صفر وقال
" عجبا هل أنتي من أهل الأرض "
ضحكت وقلت " وهل يوجد كوكب غير الأرض به سكان "
اقترب مني ضاحكا وقبل جبيني وقال بحنان
" حور يا شقيقتي الغالية ها أنا سأزفك اليوم لزوجك ولن تنتهي مهمتي هنا فسأكون معك كل عمري وسأقف
له بالمرصاد فإن جرحك بحرف واحد فأخبريني فقط "
حضنته وقلت ببكاء " شكرا لك يا زبير على كل شيء "
قال ضاحكا " ستفسدين الماكياج يا غبية وستضيع كل النقود التي دفعتها هباء "
ضحكت وابتعدت عن حضنه فأخذ الغطاء ليغطيني به فدخل حينها عمي قبل جبيني فقبلت يده ورأسه وقلت
" لن أنسى ما فعلته لأجلي منذ صغري حتى اليوم ما حييت "
قال مبتسما " وهل تقول فتاة لأبيها هكذا "
نزلت دموعي فقال زبير بتذمر " آه ويحي على نقودي التي ضاعت "
ثم ضحك وضحكنا معه وغطى لي وجهي وخرج بي حتى الحديقة ثم سمعت خطوات تقترب منا وقال زبير
" ها أنا أعيدها الآن إن رفعت غطاءها أو خالفت باقي أوامري لن تراها الليلة أبدا "
سمعت حينها ضحكة بحر الهادئة ثم صوته الهادئ يقول
" حسننا لقد أوجعت لي رأسي يا رجل هذا وهي زوجتي كيف لو لم تكن كذلك "
قال زبير " ما كنت ستحلم برؤيتها "
همس لي زبير قائلا " حاذري فسيختطفك ويهرب بك إن رأى وجهك فكوني حذرة "
قلت بذات الهمس " أين ستذهب هل سيأخذني هوا "
قال " نعم فكل شيء الليلة سيكون مختلفا يا أروع الشقيقات "
وخرج دون أن يضيف كلمة أو أعترض شعرت حينها بيد بحر تمسك كتفي ورفع بيده الأخرى طرف الفستان
المبالغ في طوله وسار بي للخارج في صمت يبدوا أنه هدده حتى في الكلام أركبني السيارة ثم ركب وأنطلق
وأصوات لسيارات أخرى اشتغلت فور ركوبنا وتسير معنا ببطء وتزف سيارتنا بعد لحظات قليلة أمسك بحر
بيدي وقبلها مطولا بعمق ثم قال " حور ســ .... "
وقاطعه رنين الهاتف تأفف وترك يدي وأخرج هاتفه وأجاب ضاحكا وقال
" حسننا حسننا لن أفعل شيء "
ثم ضحك وقال " ولن أتحدث أيضا "
ثم قال بتذمر " ماذا تريد بها "
ثم تأفف ومد الهاتف وقال " شقيقك المزعج يريدك "
مددت يدي فوضع هاتفه فيها أدخلته لأذني فقال زبير " حور لا تدعيه يراك اتفقنا "
قلت بهمس " حسننا "
قال " انظري من المرأة الجانبية ولكن بحذر حسننا "
قلت بذات الهمس " حسننا "
قال " وداعا الآن "
مددت له هاتفه تم رفعت طرف الغطاء ببطء ونظرت للمرآة فكانت سيارات زبير وإخوته جميعها خلفنا ومزينة
وكأنها كلها تحمل عرائس بداخلها فنزلت دموعي من التأثر زبير الرائع أراد أن يشعرني أنهم إخوتي جميعهم
ويزفونني أمام الناس وصلنا القاعة ونزل بحر وفتح لي الباب وأنزلني ممسكا بيدي دخلنا بضع خطوات ثم وضعها
في يد أخرى ودخلوا بي القاعة رفع عني الغطاء فكان زبير وعمي أدخلاني كليهما في زفة على بساط ممر لا يوجد
به سوانا وكأن المكان فارغ وأوصلاني للمنصة وأجلساني هناك بعدها على الفور دارت بنا المنصة نصف دورة
لنجد أنفسنا في القاعة الرئيسية المليئة بالنساء وأنا لازلت في صدمتي كانت كل القاعة بعض الشيء إلا جهتنا
مضاءة تماما ثم نزلت أشياء مضيئة وكأنها حشرات مضيئة سلم عليا عمي وزبير ثم نزلا وغادرا وأضاءت كل القاعة
كن الحاضرات كثيرات جدا فأول ما شعرت به الغثيان لكرهي الأماكن المزدحمة هكذا ففي زواج زبير وصهيب
قضيت أغلب الوقت خارج القاعة الرئيسية صعدت رنيم وباركت لي ثم جود وليان ثم ميس التي ضحكت وقالت
" حمدا لله أنك لم تتزوجي معنا كم أنتي فاتنة يا حور "
ضحكت وقلت " لن أكون أقل منكما أبدا "
ثم همست لرنيم " متى سينتهي الحفل "
ضحكت رنيم وقالت بهمس " ومتى بدأ لينتهي هل أنتي مشتاقة لهذا الحد "
قلت بضيق " غبية بل لأني لم أعد أحتمل سوف أختنق رنيم "
ربتت على كتفي وقالت " احتملي قليلا من أجل زبير الذي تعب في التحضير "
معها حق ولكن هذا شيء رغما عني وفوق استطاعتي
نزلوا وصعدت والدة بحر احتضنتني بدموع وباركت لي هي ووالدة ميس ووالدة جود ثم نزلوا وصعدت لي
شادن ومرام وقالت شادن بسعادة " كم كانت زفتك رائعة وبدأت من خارج منزلنا الكل هنا كان مبهورا "
قلت بصدمة " كيف علموا بذلك "
قالت مبتسمة " من شاشة العرض هناك "
وأشارت لها بأصبعها حيث كانت شاشة ضخمة على الجدار وفيها صورتي الآن وكل ما يجري فوق المنصة
آه من زبير هذا فوق ما أتخيل
قالت مرام " هذا الزواج سيتحدث عنه الجميع لما هوا شقيقك وحدك "
ضحكت وقلت " لن يشاركني فيه أحد أبدا "
قالت بضيق " لو أني أملك رقم بحر فقط "
واستمر الحفل وأحضروا قالبا ضخما من الكعك بطوابق كثيرة كنت أشعر بكتمه في نفسي وصدري وأغمض
عيناي عن رؤية المتواجدين أغلب الوقت ثم أشرت لرنيم فصعدت فقلت لها
" رنيم أرجوك أن تتصلي بزبير لم أعد أحتمل أكثر من ذلك "
شعرت بالتعب في صوتي فقالت " حسننا سأكلم غيث حالا "
نزلت وتحدثت معه ثم جاءت وأعطتني الهاتف وقالت " خدي زبير يريدك "
قلت مباشرة " زبير آسفة حقا ولكني متعبة ولا يمكنني احتمال البقاء هنا "
قال بصوت قلق " ما بك يا حور "
قلت " لا يمكنني احتمال الأماكن المزدحمة "
قال " لماذا "
قلت " تلك حالة نفسية مرتبطة بطفولتي "
قال بغيض " سحقا لهم لذلك كان ضوء غرفتك مضاء في الليل دائما "
قلت " أجل زبير لا تغضب مني "
قال مباشرة " أبدا يا حور سامحيني لو كنتي أخبرتني ما كنت أقمت حفلا "
قلت " لا أبدا تمنيت أقل من هذا إنه أروع من توقعاتي "
قال " حسننا سندخل لإخراجك فبحر ما أن سمع غيث يكلمني جن جنونه وهوا واقف عند الباب
ينتظرني وعيناه ستأكلني غيضا "
ابتسمت وقلت " لقد أحدثت رنيم شوشرة كبيرة "
ضحك وقال " بل غيث من أحدثها ها هوا بحر جاء وسيقتلني الآن "
ثم سمعته يقول " خد خد تحدث معها وارحمني منك "
جاء حينها صوت بحر قلقا " حور ما بك "
قلت بتردد وخجل " لا شيء بحر متعبة من وجودي هنا "
قال بغيض " لو كانوا أمامي لقتلتهم جميعا على ما فعلوه بك سنخرجك الآن حسننا "
قلت " حسننا "
أغلقت الهاتف فصعدت رنيم لتأخذه ثم أظلمت القاعة وشغلوا تلك الشاشة الضخمة آه لو أنها كانت هكذا مظلمة
منذ البداية لصبرت حتى ينتهي الحفل ظهر حينها في شاشة العرض بحر وأشقائه الأربعة خلفه داخلين من
الباب الخارجي بخطواتهم الثابتة كل أبناء شامخ وحتى شامخ الصغير معهم يحمله غيث ويرتدي مثلهم البذلة
الرسمية السوداء وربطة العنق كان مشهدا مبهرا والفتيات هنا في صرخة واحدة مؤكد أن زوجاتهم الآن ينقمن
على زبير وصلوا عند باب القاعة الرئيسية وانضم لهم عمي راجي ودخل هوا وبحر وزبير بعدما فتحت لهم
البوابة الضخمة وصلا عندي احتضنني زبير وقال " حور سامحيني لم أكن أعلم "
قلت بدموع غلبتني " لا عليك يا أخي فأنا التي لم أخبرك "
حضنني عمي بعده وقال " حور يا ابنتي سامحيني على كل ما حدث لك العامان الماضيان "
قلت ببكاء " كم مرة ستعتذر مني لأجل ذلك أقسم أنني لست غاضبة منك "
قال زبير " هيا يا عمي خدها لزوجها قبل أن يهجم علينا ويأخذها بنفسه "
ضحك عمي كثيرا زبير المشاغب هذا لقد أضحك عمي ضحكة لم أسمعها في حياتي التي قضيتها معهم كلها
إلا الآن ثم قال عمي " سأترك ذلك لك "
قال زبير بصدمة مندفعا " حقا شكرا شكرا هيا يا حور "
وأمسك يدي بسرعة وكأنه يخاف أن يغير عمي رأيه فضحك عمي راجي ونزل مارا ببحر ووضع يده على كتفه
وقال له كلمات لم أسمعها طبعا فهوا يقف في منتصف البساط أمسك حينها زبير بيدي وقال غامزا لي
" ما رأيك لو جلسنا نتحدث قليلا "
ضحكت وقلت " زبير أقسم أنه سيغمى علي أخرجني الآن "
قال مبتسما " أمري لله كنت أود اللعب بأعصابه قليلا "
آه بدل أن أخاف وأتوتر وأتمنى أن يطول الحفل كباقي الفتيات ها أنا أترجى الناس ليخرجوني منه
نزل بي وأوصلني حيث بحر ووضع يدي بيده وأنا رأسي أرضا فقال بحر بضيق
" جيد أنكم تركتماها ظننتكم ستنامون هناك "
ضحك زبير وقال " لولا حور تعبت لأستمر هذا الحفل لساعات "
ثم قال بجدية ويده فوق يدي وهي في يد بحر
" اسمع يا بحر إن ضايقت شقيقتي بربع كلمة حولتك لمستنقع ليس به سوى الطحالب "
لم استطع إمساك نفس فضحكت فقال بحر
" لم ينقدك شيء مني الآن إلا ضحكة حور غادر هيا قبل أن تطردك جود "
ضحك زبير وغادر فاقتربت والدة بحر وزوجة والده وجود وباركوا له تتركه واحدة لتحتضنه
الأخرى ثم غادروا رفع لي بحر وجهي بأصابعه قبل جبيني ونظر مطولا لوجهي ثم قال
" كان زبير محقا حين منعني من رؤيتك قبل الحفل لأني كنت سأهرب بك حينها يا فاتنة "
سمعنا حينها كلمات بحر هذه بصوت مرتفع من مكبرات القاعة التي أعادت كل ما قال وصفق الجميع فقال بحر
ناظرا للأعلى " زبير سأريه "
خرج صوته من جديد من مكبرات الصوت فضحك الجميع ثم قبل خدي وقال ممسكا وجهي بيديه ومكبر الصوت
يردد خلفه " حور حبيبتي حوريتي أقسم أن أسعدك ما حييت "
ثم احتضنني وقال " ها قد حان للحورية أن تسكن أحضان البحر "
فأزداد التصفيق والصراخ لكلماته ثم حملني بين ذراعيه وخرج بي من القاعة
وما أن وصلنا الفندق حتى بدأت زفة جديدة هناك حتى دخلنا الجناح رفع بحر الغطاء عني ورماه بعيدا ثم
حضنني وتنهد وقال " أنا لا أصدق هذا حور في حضني الآن وبين ذراعيا هذا أكثر من احتمالي "
بكيت وطوقته بيداي وشددت ثيابه بقوة وقلت " أحبك بحر أحبك وحدك ولا أصدق أنني صرت لك "
كنت أشد من احتضانه وأبكي وأبكي حتى شعرت بشيء ينزل على طرف وجهي وكأنها قطرة ماء ابتعدت
عنه ومسحتها بيدي فكانت حقيقة نظرت له وقلت بحزن " بحر لما تبكي "
عاد احتضنني من جديد وقال " كم بكيت فراقك ووجعي دعيني أبكي فرحتي بك اليوم "
قلت وأنا أغوص في حضنه وأهز رأسي " لا تبكي يا بحر لا أريد أن أراك تبكي "
مسح على شعري وقبل رأسي وقال " هيا غيري ثيابك سنغادر "
نظرت له بصدمة وقلت " أين "
ابتسم وقال " مفاجئه "
ضحكت وقلت " هل عداك زبير بهذه الكلمة "
ابتسم ومرر أصابعه على شفتاي وعيناه عليهما ثم رفع ذقني بأصابعه وقرب وجهه مني فأغمضت عينيا
بهدوء وشعرت بشفتيه تلامس شفاهي برقة ثم قال بهمس " أحبك حور "
وقبلني بعمق ولم تنتهي قبلته تلك حتى ابتعدت أنا عنه ونمت في حضنه وقلت " بحر يكفي "
شد عليا بذراعيه وقال " كلها معجزات كل هذه الأمور معجزات لم أتصور أن تتحقق يوما "
ابتعدت عنه وقلت " سأذهب لأغير ملابسي "
قال مبتسما " ارتدي شيئا يقي البرد حبيبتي "
ابتسمت وقلت " هل سنطير "
ضحك وقال " لو كان بإمكاني الطيران لطرت بك "
غيرت ثيابي وارتديت بنطلون ومعطفا يصل للركبة وحجابا بعدما مسحت الماكياج من وجهي ثم
خرجت له وقلت رافعة يداي " هل تنفع هذه "
اقترب مني احتضنني وقال " نعم تنفع كيف خطر ببالك إحضارها "
ضحكت وقلت " جود نصحتني أن أضع من كل أنواع الملابس قطعة وأن لا أعتمد على أحد غيري ولا
أعلم لما "
أدخل خصلات من شعري بأصابعه داخل حجابي ثم قبل خدي وقال " هيا وخدي حقيبتك "
قلت بحيرة " أين سنذهب بحر حيرتني "
ضحك وقال " لمكان ما وسنغلق هاتفينا أيضا "
خرجنا من الفندق ركبنا السيارة وتوجه بي للبحر نزلنا وكان ثمة يخت رائع ومزين وكبير في انتظارنا
ركبنا فيه وأخذنا لجزيرة وكأنها من جزر الأحلام نزل بحر ومد يده لي وأنزلني وقال
" هذا مكاني المفضل "
قلت بسرور " رائع لم أسمع به قبلا "
قال بابتسامة " لأنه لم يكن هكذا "
نظرت له بصدمة فقبلني وقال " ليس زبير وحده يعد لك المفاجأات "
قلت بهدوء " من غيرنا هنا "
قال هامسا " أنا وأنتي والقمر فقط "
حضنته بقوة وتعلقت بعنقه وقلت " بحر كم أنت رائع "
طوق خصري بيديه وقال " أنتي تستحقين النجوم لو بيدي لجمعتها بين كفيك حوريتي "
تنزهنا في تلك الجزيرة الصغيرة ثم جلس بي عند الشاطئ وأنا في حضنه قبل كتفي ثم قال
" انظر يا بحر هذه هي حبيبتي التي طالما حكيت لك عنها وتألمت أمام شواطئك لفراقها وبكيت على
أمواجك لفقدي لها , انظر هذه هي حوريتي "
نزلت دموعي رغما عني فمسحتها لأنه أقسم عليا أن لا أبكي ثانيتا الليلة وقلت
" ماذا أجابك البحر "
ضحك وقال " قال ما أجملها فأنا لا ألومك , لو كان رجلا لقتلته لأنه تغزل بك "
أمسكت يده التي كانت تحضن خصري وقبلتها وقلت " أنت عالمي كله يا بحر "
وها هوا حلمي ذاك اليوم على حوض الغسيل في مطبخ القصر تحول لحقيقة ولن أحكي لكم باقي تلك الليلة
لأنها كانت من الأحلام وسيطول شرحها لكم , وبعد هذه الليلة الرائعة التي قضيناها في كوخ رائع كالجزيرة
التي يوجد على ظهرها
وقف بحر وأطفأ النور فقلت " بحر لما تطفأ النور "
قال باستغراب " لأننا سننام حبيبتي "
وقفت وشغلته وقلت " لا أتركه مشتغلا "
قال بحيرة " لما "
قلت " لأني لا أنام إلا فيه هكذا "
قال بهدوء " ولكني لا أعرف النوم إلا في غرفة مظلمة "
هززت رأسي نفيا فأمسك وجهي وقبلني وقال " حوريتي هل تخافين وأنا معك "
قلت بخوف " الأشباح بحر تخرج لي في الظلام "
قال باستغراب " أي أشباح حور "
قلت " لا أعلم ولكنها تظهر أتركه أرجوك "
أطفأه وأمسكني من يدي وسحبني للسرير وقال " لا تخافي حور لا شيء هنا هذا لأنك كنتي تنامين وحدك
وما فعلوه بك أولئك المجرمين في صغرك السبب أما الآن فأنا أنام معك فلن تخافي "
سحبني مرغمة للسرير نمت وكأنني أنام على الجمر حاولت أن أجمع شجاعتي وأقنع نفسي أنه معي في الغرفة
ولست وحدي ولن أخاف
بعد وقت قصير قلت " بحر هل نمت "
قال بهدوء " لا حبيبتي لم أنم هل تريدين شيئا "
قلت بهمس " لا "
وبعد وقت قلت مجددا " بحر "
فلم يجب لقد نام وتركني لم استطع السيطرة على خوفي لما لم يترك النور مشتعلا ولا توجد إضاءة عند السرير
هنا اقتربت منه وتمسكت بقميصه ممسكة له بكلى يداي وأغمر وجهي فيه مغمضة عيناي فشعرت بيده تمسح
على ظهري وقال بهمس
" حور حبيبتي لا تخافي نامي في حضني لا شيء هنا "
وبقيت هكذا حتى نمت بدل أن أخجل وأنام في طرف السرير ها أنا ملتصقة به وهوا من ابتعد عني بادئ الأمر
مراعاة لي لأني أنام معه للمرة الأولى
زبير
تأففت وقالت " زبير ما بك هكذا مستاء الأمر لا يستحق "
قلت بغضب " كيف يغلق هاتفه وهاتفها إنها ثلاثة أيام الآن ولا ندري عنهم وفي الفندق يقولون أنهما غادرا
ذات الليلة "
قالت بضيق " بحر ليس طفلا إنه في الثانية والثلاثين وهي زوجته فلن يرميها ويرجع "
قلت بحدة " عليها أن تكون تحت ناظري افهمي ذلك إنها وصية والدي ووالدها ما كان سيحدث لو أنه اتصل
بي ليخبرني أو ترك هاتفه مفتوحا "
نظرت للأرض بحزن وصمت فجلست بجانبها حضنتها وقلت " جود حبيبتي لا تغصبي مني "
قالت بدموع " ولما تصرخ بي ما ذنبي أنا هذا عوض أن تخطط لسفرنا كما يفعل صهيب وميس "
قلت بحنان ماسحا على كتفها " اعذريني حبيبتي فهي لم تغب عن ناظري منذ قرأت رسالة والدي لي وحتى حين
كنت آخذها لمنزل عمها لا أنام قبل أن أتحدث معها وحتى بعد فتح الوصية الثانية كذلك "
ابتعدت عني مسحت دموعها وقالت " إنه زوجها وهوا يحبها أكثر حتى من نفسه لما الخوف الذي لا مبرر له "
أمسكت وجهها وقلت " حسننا أيتها الحساسة ما تقرب لك الغيمة "
نظرت لي بحيرة وقالت " ماذا !!!! لماذا "
قلت بابتسامة " كلاكما تبكيان بسهولة "
ضحكت وقالت " زبير ياله من مزاج هذا الذي تملكه "
ثم حضنتني وقالت " لا أعرف كيف أسميتك بالرجل الكئيب "
ضحكت وقلت " وأنا لا أعرف لما سميتك بلسم جروحي "
ابتعدت عني وقالت بصدمة " ماذا ستسمينني إذا غيمة "
ضحكت وقلت " لا إسفنجة مبلولة "
ضربتني بالوسادة وقالت وهي تقف مغادرة
" زبير أنت تحتاج لزوجة صماء لتعيش مع دعاباتك ومزاحك السخيف "
لحقت بها شدتها من خصرها وقبلت عنقها وقلت " أجمل ما حدث لي هوا أنتي يا جود "
ضربتني بقبضة يدها على ذراعي وقالت " ابتعد كي لا تبللك الإسفنجة يا نجم البحر "
ضحكت وضممتها بقوة وقلت " أحبك جود يا بلسم كل جروحي حتى آخر العمر "
طرق حينها أحدهم باب الجناح فتركتها وخرجت فتحت الباب فكانت والدتي قلت بابتسامة
" مرحبا أمي تفضلي بالدخول "
قالت مبتسمة " شكرا بني بحر وحور وصلا في الأسفل أين جود لترى شقيقها "
قلت ببرود " جاء أخيرا إذا سأريه "
ضحكت وقالت " زبير توقف عن الجنون "
أمسكت يدها وخرجت بها وأغلقت باب الجناح من الخارج وقبلت يدها وقلت
" لن يرى شقيقته مثلما فعل بي "
تنهدت وقالت " علمت الآن من قتل شامخ قبل وقته "
ضحكت وقلت " أنتي وأبنائك طبعا "
ضربتني على رأسي وقالت " أجزم أن جود ستموت ناقصة عمر أيضا من تحت رأسك "
نزلنا للأسفل وكان الجميع هناك وضعت يداي وسط جسدي بضيق فقفزت حور واحتضنتني فلم استطع إكمال
المقطع فحضنتها بحب وقلت
" حور شقيقتي الحبيبة مبارك لك أنتي وحدك أما ذاك المستنقع فسيرى حسابه مني "
ضحكت وابتعدت عني دون تعليق فقال بحر " أين جود أريد رؤيتها "
قلت ببرود " هربت بها وأغلقت هاتفها "
ضحك وقال " زبير بارك لي على الأقل "
أشحت بنظري عنه وقلت مخاطبا حور " أين أخذك هذا المجرم "
نظرت لبحر ثم لي وقالت بابتسامة " لمكان رائع لم ولن أرى مثله ما حييت "
تنهدت بضيق ونظرت له وقلت " لم يشفع لك سوى فرح حور بذلك وهذه السعادة في عينيها "
وقف وتوجه ناحيتي مبتسما عانقته وباركت له وقلت " لا تعيد فعلتك ثانيتا أو قتلتك "
ضحك وقال " زوجتي أم نسيت "
ابتعدت عنه وقلت بتهديد " عليا مهاتفتها كل ليلة رغما عن أنفك وإن لاحظت تغيرا بسيطا في نبرة صوتها فويل
لك مني يا بحر "
ضربني بقبضته على كتفي وقال " إن حدث ذلك فلك أن تفعل بي ما تريد ولا تنسى أن هذا القانون ساري على
شقيقتي أيضا وها قد جنيت على نفسك , أين شقيقتي هيا "
قلت بمكر " لن تراها قبل ثلاثة أيام "
قال بضيق " أمي جدي لي حلا مع ابنك أو ضربته "
قالت والدتي " زبير بني هذا لا يجوز "
تجاهلتهم وجلست بجانب أديم وقلت " أعطني هذه الجميلة "
قال بحدة " لا وسنها لن تلمسه ثانيتا مادمت حيا "
ضحكت وقلت " أمري لله ميس هل ظهر السن الأخر أم ليس بعد "
ضحكت وقالت " رأسه فقط "
نظر لها أديم بحدة فقال صهيب ضاحكا " إن قلت لها حرفا واحدا فلن تنجوا مني "
ضحكت والدتي وقالت " أديم لما كل هذا الخوف ها هوا شامخ يتفقدون أسنانه كل يوم "
قال أديم بضيق " ابنتي ولا أحد له علاقة بي "
قال غيث " أمي سنسافر عند الغد "
قلت بعبوس " يالك من غيور لما تقلدنا في كل شيء وابنكما بأسنانه ويحبوا أيضا "
ضحك وقال " وسنبقى مثلكم تماما "
قالت والدتي بسرور " هذا قرار جيد بني عليكما السفر أيضا "
قال غيث " وسنأخذ صفارة الإنذار معنا وأنتي وزوجة عمي نبيل "
قالت رنيم بضيق " غيث لا تقل عن ابني هكذا ثانيتا كم مرة سأعيدها "
قالت والدتي ضاحكة " اذهبا أنتما واتركاه معنا "
قال غيث " بل ستذهبان معنا أو لن نذهب من حقكما السفر والتنزه "
قالت معترضة " أديم معنا هنا اذهبا وخدا راحتكم "
قال أديم واضعا يده على كتف ليان " نحن أيضا سنسافر "
قلت بضحكة " الله أكبر على الغيرة "
رن هاتفي فكانت جود نظرت لبحر فابتسم لي بمكر أجبت عليها فقالت بغضب
" زبير أخرجني من هنا أريد رؤية شقيقي وزوجته "
قلت بحزم " لا , ليس قبل أن تغادر طائرتهما "
قالت بدموع " زبير أريد رؤيته قبل أن يسافر لا تكن قاسي قلب معي "
تنهدت وقلت " أمري لله فلا يمكنني مقاومة هذه الدموع توقفي الآن أيتها الغيمة "
ضحكت وقالت " بسرعة إذا أيها البرق "
ضحكت وأغلقت هاتفي وصعدت لها
عارف
لا تفزعوا مني أعرف أنني نذير شؤم ولا أحد منكم يحبني ولكني ظهرت الآن لأبيض صفحتي لديكم
وسأوافيكم بأخبارهم الآن بعد ما مر على تلك الأحداث خمس سنين
غيث و رنيم رزقا بابن آخر وأصبح لرنيم عمود تابت في صفحة جريدة كبيرة ومشهورة
بحر وحور رزقا بطفلين تؤمين يبلغا من العمر أربع سنين وينتظران المولود الجديد قريبا
بالنسبة لحور فقد اختارت الاعتناء بأبنائها ورفضت العمل ولها أسبابها التي تعرفونها
أديم وليان رزقا بابنة أخرى وينتظرا مولودا جديدا أقصى أميات أديم أن تكون فتاة ثالثة
ليان أصبحت تدير أعمالها بحرفية وطورت من ذاك المجمع
صهيب وميس لديهما أبن واحد رفض صهيب أن ينجبا بعده حتى يتجاوز العاشرة والسبب أضنكم خمنتموه
كي لا تتعلق به ميس
أما ميس فقد أنهت دراستها الثانوية والجامعية للتو واختارت أن تكون محامية لتدافع عن كل مظلومين السجون
خاصة المغربين في الخارج ودون مقابل وأضنكم تعلمون السبب أيضا وقد فتحت ملف قضايا عمها جسار
مجددا لتزيد من سنين سجنه وقد اشترطت أن يترجاها كي تعدل عن قرارها كما أقسمت يوم قابلته للمرة الأولى
زبير وجود رزقا بابنة من سنة فقط لأنه كان يرفض أن ينجبا مبكرا ويرى أنهما صغيران وعليهما التمتع بحياتهم
أولا هههههه تفكير غريب وقد سماها بلسم
جود أكملت دراستها الجامعية ودرست في كلية الآداب لحبها الكتابة والشعر
وختاما وكما نعلم جميعا لا شيء يمكن أن يكون أفضل مما حكم به الله ورسوله والوصية لم تجبر من
الكسور شيئا بل هي إرادتهم وتماسكهم وكل هذا من نسخ خيالي فحتى واقعنا هنا في بلادي مختلف
ولا وجود للوصايا وفي المحاكم يتم تقسيم الإرث حسب شرع الله بعض الرواية يحاكي واقعنا في نقاط
كثيرة والبعض لا وجود له في مجتمعي أو ينذر جدا كالجواز من الأجنبية والقصور أما الشخصيات
أشكالهم لباسهم حياتهم أطباعهم أمور من الواقع وبعض العادات
ما أود قوله أن الرواية بشكل عام لا تمثل المجتمع الليبي
انتهت الرواية
شكرا لكل من قرأها للنهاية
أتمنى تكونوا من متابعي روايتي الجديدة
منازل القمر
الموجودة على صفحات المنتدى حاليا