روابط الفصول
الجزء الاول والثاني
في الصفحة الاولى
الجزء الثالث
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء العاشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الحادي عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع عشر
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء العشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الواحد والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والعشرون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الواحد والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والثلاثون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الاربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الحادي واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والسادس واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع واﻷربعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الحادي والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والخمسون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الحادي والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والستون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الحادي والسبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثاني والسبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والسبعون (ج1)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثالث والسبعون (ج2)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الرابع والسبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الخامس والسبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السادس والسبعون
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والسبعون (ج1)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء السابع والسبعون (ج2)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والسبعون (ج1)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثامن والسبعون (ج2)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والسبعون (ج1)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء التاسع والسبعون (ج2)
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
الجزء الثمانون واﻷخير
بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
حفل خاص بنهاية الرواية
رابط تحميل الرواية
بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الاول.pdf
بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الثاني.pdf
بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الثالث.pdf
الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركــاته ..
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
"يونس:10"
.
.
اللهم ارزقني وارزق كل من يدخل هذه الصفحة جنةً عرضها السماوات والأرض بغير حساب ولا سابق عذاب ..
اللهم آمين ..
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين
.
.
آل ليلاس اعزائي وكل من له غلا في قلبي
اقدم لكم اليوم روايتي .. بنتي الأولى
اتمنى تنال على اعجابكم ورضاكم على قد ما نالت على حيز كبير من حياتي وفكري ..
،
(بـــاتَ مــن يهـْــواه مــن فرْط الجـوَى، خفْــق الاحشَــــاء مــوهُـــون القـــوّى)
.
.
الرواية حصرية على منتديات ليلاس .. لا ابيح ولا احلل اي احد ينقلها لمنتدى آخر أو ينسخها بدون حفظ الحقوق ..
المقـــــدمـــــة
في زمن أقرب من البعيد .. وأبعد من القريب .. زمن غارق بوحل الحسرة/المرارة ..
قبــل ثــلاث سنــوات ..
بزمجرة قاسية غاضبة لـ رجل ليس بيده فعل شيئ:
حسبي الله عليكم .. حسبي الله عليكم
أنتو شو تبون منا شو تبووون ..!!
ما سدكم اللي سويتوه إلين الحينه
خليتوا ابويه يتعاطى السم اللي اتاجرون به
عقب تبليتوا عليه وشوهتوا سمعتـــــه
وودر شغله بسبتكمممم
أكمل بصراخ مبحوح .. محترق بالوجع الملتهب .. القاسي .. وبعينان حمراوتان تبرقان غضباً/مرارةً علقمية:
خليتوه يا جلاااااب يذبح امممممممي .. ذبح امممممي بـ سبتكم يا الـ.... يا عياال الـ... ياللي ماتخافون الله
شو تبووووون زووود شو تبووووون ..!!!!
ضحك أحدهم بعد أن لمح بطرف عينيه منظر ذاك الرجل الهرم بملابسه المتشققة وعقله/ناظره غائمان من أثر المخدر الذي حقن به قبل قليل .. وبخبث كريه قال: والله ابوك اللي سوى بعمره جيه .. يينا معاه بكل الطرق ما فاد .. باللول يينا معاه باللين والسياسة .. ويوم سوى فيها الرجل الشريف الأمين اللي يغار على وطنه قلنا ها ما بيخضعلنا الا بطريقتنا الخاصة
هههههههههههههه وسمحليه أبوك طلع غبي وطاح في الفخ
زمجر بذات غضبه الناري الكاسح المبطن بآسى بالغ: أبويه يسووووواك ويسوووى كل زبالة يفكررر إنه يتعدى على بلادناا ويهدد أمنهااا .. نحن عيااااال زايد .. عيااال زاااايد يا عبيد الفلسسس
تعرف شو يعني عياال زاااايد ..!!!!
نحن شعب أصغررررنا شبببببل يا إمععععععه ..
وأكمل بوعيد صارخ فاق كل حدود القهر/الغضب: اقسم بالله العلي العظيم انكم بتندمووووون .. والله لأنفيكم واحد واحد يا عيااااال الـ...
رد عليه ذات الرجل السابق بضحكة خبيثة مقرفة لامبالية : هههههههههههههه خف علينا يا ريال روعتنا .. شوفنا نتراقل من الروعه ..
(نتراقل = نرتجف)
ضحك معه كل الموجودين في المكان .. وقهقه معهم الرجل الهرم ذو العقل الغائب بشكل أوجع تلابيب فؤاد ابنه
موجع لدرجة الخزي والعار وقلة الحيلة ..
لكن ما ذنب أبيه ..!
مـــا ذنبـــــــــه ..!
وأكمل الرجل بجدية عصبية: اتكلم على قدك يا بابا مب انت يالياهل اللي بتهددنا وتروعنا
بتتعاون ويانا وتنفذ اللي نباه ولا أخلي أبوك يحترق جدامك ويتفحم ؟
فقد حاسية التفكير للحظة .. ماذا يفعل .. أبوه فاقداً وعيه بلا حول له ولا قوة .. لا يريد أن يرضخ لهم
تبــــاً .. ليس حارب من يرضخ لمجموعة حثالة سفلة ..!
في ذات الوقت يريد أن يحمي أبيه
يالله رحمتك .. ماذا أفعـــل ..!!
ماذا أفعـــــــــــــل ..!
وفجأة تلقى لكمة قوية على فكه جعلت الدم يسيل من فمه
: يا غبي قاعد تحل مشكلة الشرق الأوسط ولا شووه ؟
خبرني يلا بتنفذ اللي بنقولك عليه ولا لا ؟
غمغم حارب بألم جسدي وروحي مغلف بغضب ساحق: شو يضمني إنك بتخلي ابويه في حاله عقب ما اسوي اللي تبونه ؟
اجابه الرجل بنظرة خبيثة: أبوك خلاص ما منه فايدة النا .. يوم بتسوي اللي نباه بنودره في حاله .. هو ما يقدر يهددنا في شي عقب ما الكل الحينه يشوفه مجرم مدمن مخدرات عربيد ما يسوى بيزة ..
شعر حارب بوخز بقلبه ينتهك كبريائه وفخره بأبيه الشامخ .. الشامخ المهيب ..!!!!
أخفض رأسه وأغمض عينيه بأسى وهو يعلم أن هذا الحقير صادق في ما قاله
فالناس لا يعلمون عن أبيه إلا انه مجرم قتل زوجته وهو سكران وارهابي باع وطنه وأرضه للأعداء .. حتى لو كانت عائلته على معرفة تامة ان الذي طال سمعة والده ماهي الا شائعات .. "عدا حقيقة قتله والدته المأساوية" .. الا ان غيرهم من الناس يجهلون ما خلف هذه الاشاعات المقيتة ..!!!!
وبعزة نفس محطمة هتف بغلظة مبحوحة: حسبي الله ونعم الوكيل .. لكم اللي تبونه
وأردف بعينين حادتين تشعان غضب: لكن والله ماسوي شي قبل ماشوف ابويه في بيته صاحي وماعليه شر
فاهميييييييين ..!!
رد الرجل بنظرة تلمع خبثاً ينم عن مخطط حقير وعميق: إن شااااااء الله كم حااااارب عندنا نحن ..!!
أبوك بنوصله البيت معزز مكرم .. لا وقبلها بنوديه المستشفى جان تبا عشان تطمن على صحته
هذا الغالي بو الغااااااالي ..
لكن حروبي حبيبي ابا خدمة ثانية صغيرونة ئد كده هو "وأشار بيده بوضع السبابة على الإبهام"
اعطاه حارب نظرة حادة متوجسة غاضبة تشع بالقرف: ما يسدكم انيه بتعاون معاكم يا حثااااالة
وأردف باحتقار: إخلص عليه شو تبا ؟
(يسدكم = يكفيكم)
هتف الرجل بعد أن جلس مقابل حارب ونظر إليه وجهاً لوجه وقال بدهاء شيطاني:
أباك تتصل الحينه بـ ولد ظاعن الـ.. وتقوله اييك هنيه
وخل الباجي علينا
اتسعت محاجر بـ صدمة/استنكار .. وصرخ بصوت مشتعل: نعممممممممم ..!
ليش اتصل بـ سلطان الـ... شتبووووبه ..!
(شتبوبه = شو تبون به)
ضميرك المنحط الين وين ناوي يووووووصل !!! لأي درجة من السفــــــــــاله أنت تبا توصــــــل ..!
مايسد اللي سويتوه في أبويه وفينـــــــــا ..!! هـااااا ..!!
حارب من شدة انفعاله وصراخه انقطع نفسه وأخذ يسعل بشدة ..
قال الرجل بنبرة شيطانية لامبالية وغير قابلة للتفاوض: بتتصل بـ سلطان بن ظاعن ولا أخلي أبوك يتعفن هنيه ..!
اخذ يتوسل الرحمن بقرارة نفسه بعينان غائمتان بسحائب آسى وحرقة قلب انبثقت من وجهه الشاحب
يــــــالله ارحمني .. ارحمني يــــارب
هو ليس بـ حقير ولا قليل أصل لـ يورط سلطان في المصيبة التي هم فيها ..
ماذا يريدون منه ..!
لا يستطيع ..
سلطان عزيز وغالي عليه .. لا يستطيع الكذب عليه واستدراجه إلى هنا ..!
لا يستطيع اذ انه لا يعلم ما الذي يريدون منه ..!!
الله وحده يعلم ما الذي يخططون له هؤلاء الخونة الاوغاد ..!!
يــــــــارب ..
أخذ يفكر بطريقة تخرجه من المأزق الذي وقع فيه ..
حسنا
ليس عليه إلا أن يعتمد على فطنة وذكاء سلطان المعروف بهما
هذا هو الحل الوحيد
يـالله أعنــي ..
رد حارب مكرهاً بنبرة حاقدة ملؤها الكره/الغل: انزين
ضحك الرجل ضحكة صفراء منتصرة: حلوو حلووو انت جيه تعيبني يا ولد محمد
وأكمل وهو يعطيه الهاتف:
اندوك .. اتصلبه وقوله موترك بنجر على خط الغربية وتبا فزعته ..
(اندوك = امسك)
حارب بابتسامة استهزاء: بس سلطان بيستغرب لو اتصلتبه عشان هالشي .. بيقول وين أخوه وين ربعه !!
ابتسم الرجل ابتسامة خبيثة .. وقال: لا تخاف ما بيسأل .. سلطان لو حد طلب معونته ما بيقعد يتنشد ويسأل .. بيفزع على طوول ..
حارب بنظرة احتقار: ما شاء الله تعرفون خصومكم وطبايعهم بعد
أجاب بنظرة شيطانية مليئة بالدهاء: ونعرف كل شي عنك يا حبيبي .. خصوصا أختك الطرما اللي قاعده روحها في البيت الحينه ههههههههههههههه
(الطرما = الخرساء)
هبّ واقفاً من مقعده بسرعة الفهد وصرخ بصوت مرعب متفجر بالغضب/الثوران: والله ثم والله ثم والله ان فكرتوا ادقووون شعرة من ختيه لجلب حياتكم جهنمممممم .. وإنت تعرف ززززين حارررررب يا مووووينع ..
كانت عينا حارب تشعان بحمار أسود تنبأ بالشر الشيطاني الصرف
يقسم ذلك الرجل المدعو مانع أنه لو سنح لحارب الفرصة الآن فلن يتوانى عن حرقه لمجرد ذكر أخته
يعرف مانع مع من يتعامل الآن !!
ولأنه يعرف سيخفف من ضغطه على حارب
رد بتهديد مبطن بتوتر حذر: أعرف زين إنت منو .. ولازم تعرف إن اللعب معانا مب سهل
رمّس سلطان الحينه وخله ايي .. ضيعت وقتنا وايد
صرخ حارب بنظرة احتقار تنضح حقداً اسوداً: يا غبي انت ناسي إنكم مربطين عيني من ظهرت من بوظبي وماعرف أنا وين الحيييين ..!!!
شعر مانع بالغضب من الإهانة التي وُجهت له ولكن عليه أن يمسك أعصابه حتى تنتهي هذه المهمة .. فإن لم تتم بسلام وبأقل خسائر ممكنة .. فهو لن يفلت من عقاب الزعيم ..
قال بعصبية مكتومة: قوله يعدي الطريف ويوقف في الشارع اللي يودي على .....
وأخد يلقنه عنوان المكان بالضبط ..
هتف حارب في قرارة نفسه
" حسبي الله عليكم عقيتونا وسط الصحرا .. شو اتريا من هالاشكال الا انها تنخش في برور وبقع ما يعلم ابها الا الله "
،
كان الهاتف يرن .. ومع كل رنة يدعو حارب برجاء يائس في قلبه أن لا يرد سلطان
لا ترد ..
أرجوك يا سلطان لا ترد على الهاتف
أرجـــــــــــوك ..
أتاه في ثواني هتافاً حازماً قوياً: ألـــــو
أغمض حارب عيناه من شدة القهر/قلة الحيلة .. وبصوت خشن مرهق مغلف بـ حزم قوي لا ينثني:
السلام عليك بومييد
(اسم سلطان عند المحليين يُلقب بـ بومايد، او بومييد تصغيراً لإسم مايد)
رد سلطان بود رجولي دافئ: وعليييك السلام بن محمد .. مرحبا ملايين ولا يسدن في ذمتيه
قرر حارب أن يتلاعب بنبرة صوته وحديثه علَ سلطان يفهم بفطنته أن هناك مصيبة حلت به ..
وبذلك لن يأتي خالي اليدين من غير سلاح يحميه ..!!
تكلم حارب بنبرة مرهقة مرتجفة "بتصنع": مرحبابك زود يا سلطان .. اشحالك ..؟!!
سلطان بحزم أخوي مليئ بالود: طيب طاب حالك .. ومن جداااااك ؟
(جداااك = ومن عندك)
حارب بذات النبرة المتصنعة المليئة بالأرتجاف والارهاق الظاهر:
الحمدلله رب العالمين يسرك الحال
سلطان بطبيعته المتحفزة المتيقظة أحس أن هناك أمر يحدث الآن عند حارب .. قال بحزم متوجس:
حارب بلاك ؟ صوتك هب عايبني .. فيك شي يا خويه ؟
حارب بصوت مرتجف متقطع وتمثيل متقن: أ أأ أأأ أ أ شسمه .. ابا فزعتك يا سلطان
دخيلك .. متورط أنا وماعرف شقى أطلع منها ..
انتفض سلطان بحمية متفجرة مبطنة بقلق/حذر: ابشر بعزك يا بومحمد
الروح ترخصلك والله .. خبرني وينك ؟ وين داااااارك ؟
شو صاير عليييك ؟
رفع حارب عيناه .. ورآى مانع مكتف الأيدي وينظر له بنظرات فاحصة وكأنه يريد سبر أغواره وتحليل حديثه .. ومن جهة أخرى رآى كل افراد العصابة موزعين بطريقة منتظمة بحيث كل رجلين يحرسان المخارج المتعددة في المكان الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لا يظن أن لها نهاية ..
حارب بذات الصوت المرتجف "بتصنع" ويكرر كلمته لكي يفهم سلطان إنه في ورطة حقيقية:
سـ سـ سـ سلطااان .. بنجر موتريه وانا مويّه صوب الغربية .. وما عندي حد يفزعلي غيرك
شعر سلطان بغرابة .. واجاب بنبرة كمن لم يصدق أن هذا الأمر يجعل من صوت حارب "مرتجفاً"
فـ هو يعرف حارب ..!! ويعرف كم هو فولاذي القلب ولو إنه ضاع في صحراء الربع الخالي ما كان ليتكلم بهذا الضعف ..!
: بس السالفة جيه حارب ؟
حارب بذات النبرة المتصنعة وأخفض صوته هذه المرة لكي يصل احساس الخطر لسلطان:
دخيلك إلحق عليه يا بومييد .. دخيلك يا خويه
نبضت فجأة فكرة في عقل سلطان .. وهتف بسرعة بنبرة متسائلة واثقة: إنت تحت تهديد سلاح .. صح ؟
ابتسم حارب ابتسامة داخلية لم تظهر على وجهه واجتاحته رغبة شديدة في تقبيل رأس سلطان على دهائه وفطنته .. ثم أردف بنبرة خافتة أظهرها كارتجافات متقطعة: يلا يا سلطان تعال .. اترياك انا
علم سلطان أن حدسه قد أصاب فـ حارب لم ينكر أو يعترض على ما قاله للتو .. والذي أكد على هذا صوت رجل هرم يصرخ بألم ..
كان ذلك الصوت هو صوت أبو حارب بعد أن رفسه أحد أفراد العصابة نكايةً في حارب
أخذ سلطان يمشي بسرعة وسيطرة كاملة كمن يتأهب لاصطياد فريسة وبصوت حازم قوي جبار كـ "هو" هتف: تمممم يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟
تنفس حارب الصعداء براحة وهو يحمد الله على نجاح لعبته .. فهو بهذا قد ضمن أن سلطان سيتسلح ولن يأتي خالي اليدين ..
ومن جهة ثانية يؤمن أن سلطان سيساعده بالخروج من هنا أو خروج أبيه على الاقل ..
ومن جهة ثالثة حجته بأن سيارته قد توقفت قد ساعدته ..
فلو لم يقترح مانع الغبي تلك الحجة لما استطاع أن يمثل باتقان ويتلاعب بنبرة صوته وحديثه
.
.
.
فـي نفـس الزمـان
باختـلاف المكـــان
أبـوظبـــي
كانا يدرسان بجد .. كل واحد منهما منهمك في حل المسألة المعقدة التي قررا حلها ..
بعد أن أحس بتعب وصداع في رأسه نتيجة التركيز التام .. مدد ساقاه أمامه وهتف بسأم:
ها عبود عرفت تحل المسألة ولا لا ؟
أجاب عبيد بتأفف متجهم: لا ماعرفت أحلها .. قسم بالله تعبت ياخي لين متى بنتم على هالمسألة
خلاص بنخلي الدكتور يحلها حقنا قبل ما ندخل قاعة الامتحان ..
قال الأول بتثائب مرهق وعيناه دامعتان من قلة النوم: ابا اررررررقد .. سهران طول الليل على هالماده الزفتة ..
انا اذا خلصت هالامتحان بحس انيه خلااااص خلصت كل الامتحانات اللي عليه .. هم يا ريااااال هم على القلب
تبسط عبيد أرض المجلس بكامل جسده وتثائب بإرهاق كـ صديقه .. وقال:
الذيب .. فديتك سِر هاتلي قلاص ماي بااااارد ولا عصيير .. عطشان قسم بالله .. من الصبح مابليت ريجيه بشي
(سِر = روح)
لم يسمع رد بتاتاً وكأنه يحادث الجدار ..
ضرب رأس صديقه بقلم حبر .. وصاح بحنق: ذيااااااااااب
نش هاتلي شي اشربه .. لعنبووه هالمذهب اللي لك .. جاني من الصبح متفيزر عندك ولا يبتلي شي آكله ولا اشربه
تأوه ذياب بكسل ونعاس شديد: اووه يا عمي حسستني انك واحد توني مرابعنه .. مب جني الا مجابل ويهك 24 ساعه من 15 سنة
نش انت وهاتلك هاذوه المطبخ جريب .. ولا ازقر كوسينوه " الخادمة" وهي بتييبلك ..
(ازقر = نادي)
وقف عبيد بتأفف متهكم من هذا الكسول: خس الله العدو .. ما منك فود موليه
(موليه = ابداً)
.
.
.
بينما عبيد يخرج من المجلس .. سمع صوت أحدهم وهو يتحدث على الهاتف .. لم يقصد التنصت
ولكن استوقفه اسم يعرفه على لسان هذا الرجل ..!!
: ابششششر يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟
حـــارب ..!!
ماذا يريد حارب من سلطان !!
امممممم من الممكن إنه شخص آخر
لا
عليه التأكد
فـ هو ذاته غير مطمئن من الذي يجري
فأبيه وأخيه مختفيان منذ ساعات طويلة
ولا يجيبان على هواتفهما ..!!
ما الذي يجري بالضبط ..!! .. الارتياب العاتي يهاجمه بلا هوادة .. يشعر منذ مدة بأن هناك امر جلل سيحدث ..
"او انه يحدث الآن" ..!!
وبدون أن يشعر تحرك باتجاه سلطان: سلطااااان
إلتفت سلطان بتحفز صارم للذي يناديه وبعد أن رأى عبيد ابتسم بود: أوووه عبيد عندنا ما شاء الله ..!
ابتسم عبيد بنظرات لم تخلو من التوجس/الحذر .. وقال وهو يسلم عليه بأنفه: هيه من الصبح هنيه .. ييت عسب أراجع مع ذياب امتحان اليوم ..
هز سلطان رأسه وبحزم: اهااااااا .. زين عيل من رخصتك .. اسمحليه عاده مستعيل شوي ورايه شغله مهمة
وبعد أن إستدار ليخرج من الممر المؤدي لموقف السيارات .. استوقفه عبيد بحزم مغلف بأدب جم: بومييد
سلطان بحزم متحفز كما هو دوما: يا لبيييه
رد عبيد بنظرات فاحصة متوجسة : لبيت حاااي ياربي .. إنت ساير عند حارب اخويه ..؟
رمقه سلطان بنظرات سوداء هادية .. نظرات رجل لا يعرف التلاعب أو الكذب
فـ هو صادق .. صريح .. لا يعرف المواربة .. ولا يهاب أحد الا ربه:
هيه نعم .. اتصلبيه أخوك وقال إن موتره بنجرت وعالق في الخط ..
تفاجأ عبيد بشدة .. ليس لأن شقيقه الاكبر اتصل بـ سلطان بالرغم أن الأثنين نادراً ما يلتقيان
لا يلتقيان الا في الأعياد والمناسبات ..
بل لأن حارب لم يتصل به هو ..!!
سأل عبيد بنظرات متوجسة قلقة: وشحقه ما دق عليه أنا ؟؟
هز سلطان كتفيه هاتفاً بحزم هادئ: مادريبه والله .. يمكن لأن وراك مذاكره وامتحان .. فـ ما يباك تحاتي وتتعبل
لم يصدق عبيد ما قاله سلطان .. هو في الحقيقة لا يصدق الآن الا دقات قلبه العنيفة غير المريحة/المرتعدة ..
هناك أمر يحدث الآن .. قلبه لا يكذب ..!!!
هتف عبيد بحزم وقد اتخذ قراره: بخاويك
عقد سلطان حاجبيه باستنكار خفيف: شو تخاوينيه !! وراك انت امتحان عقب شوي ..
غير انه أخوك عالق في بقعه بعيده ما بتلحق تروح وترد ويانا ..!!
ثم اضاف بصرامة: يلا سر كمل مذاكرة ويا ذياب .. نحن ما بنبطي ان شاء الله .. بنرد على الغدا اذا الله راد
هتف عبيد بنبرة حازمة قاطعة غير قابلة للنقاش: يا بومييد في خاطريه اخاويك .. الامتحان الساعه 4 العصر .. ونحن الحينه 11 .. بلحق اروح وارد ان شاء الله
رد سلطان بنظرة حازمة مبطنة بـ توجس/قلق: يا عبيد الله يهداك شحقه يباسة الراس ..!!
ترى السالفة هينة .. انا الا رايح اييب اخوك وراد ان شاء الله
دراستك أولى الحينه ..
هتف عبيد بقرارة نفسه بقلق متفجر " لا والله أخويه وأبويه أولى .. احساسي ما يخيب .. في شي مستوي الحين ولازم اعرفه بنفسي"
ثم قال بعزم بالغ: قلتلك يا بومييد امتحاني العصر .. بيواحيلي ارد قبل اذا الله كتب ..
(بيواحيلي = اي لديه وقت كافي)
وأكمل بابتسامة: ولا طويل العمر ما يبا مخاواتي ؟؟
ابتسم سلطان ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه: حد يعوف مخاواتك يا ولد محمد ..!!
ثم اكمل بحزم: يلا انزين امش .. تحيرنا على أخوك حليله
(تحيرنا = تأخرنا)
وسارا باتجاه السيارة .. وبعد أن ركبا وتحركا اتصل عبيد بـ ذياب ليخبره بما حصل وإنه سيذهب مع سلطان لجلب حارب
قال عبيد بنبرة متفجرة بحب أخوي: الذيب
شعر ذياب كما لو أن نبرة صديقه قد جرحت عرق في قلبه من شدة عاطفتها المؤلمة: لبييييه
عبيد بنبرة عميقة صادقة كـ " صدق ايمانه بالقدر خيره وشره" : يالله عساك تلبي حاي قول آمين
ذياب بذات النبرة العميقة المبطنة باضطراب لا يعرف مصدره: آمييين وانت وياايه ان شاااء الله
ابتسم عبيد بدفئ متفجر وعيناه غائمتان بـ حب/مشاعر غريبة مجهولة تجتاحه لأول مرة في حياته: ان شاء الله يارب ..
أكمل بنبرة رجولية أخوية متفكهة مبطنة بـ "حزن غامض": يالذيب .. أحبك ياخي هههههههههههههههه
حط بالك على روحك .. ادريبك بتتوله عليه هههههههههههههه
وأردف بحزن ظاهره حزم وصرامة:
اسمعني الذيب .. ان بطيت عليك قدم الامتحان .. لا تترياني .. اعرفك خبل عليك حركات ماعرف شقايل
(شقايل = كيف)
هب ذياب واقفاً .. وهتف بعصبية: إنت ما قلت على الغدا بتردوون !!! ليش تقول الحين بتتأخروون !!
لا تستهبل عبيدان رد و لا احلم اقدم الامتحان بليااااك
(بلياك = من غيرك)
عبيد بذات النبرة الموجعة التي لا يستطيع تفسيرها ولكن أظهرها بحزم: ان شاء الله .. يلا مع السلامة
اجابه ذياب بنبرة متوجسة قلقة وقلبه يكاد يسقط من شدة الارتجاف: عبيدان رد بسرعة دخيلك
هز عبيد رأسه بـ " نعم " كما لو أن صديقه يراه
ذياب بقلب قلق متوجس: الله يحفظكم بحفظه .. مع السلامة
أغلق ذياب الهاتف عن رفيق دربه وجليس ضحكته وحزنه ..
الأخ .. الرفيق .. الخليل .. العضيييد ..
كان عبيد كل تلك الألقاب .. كل تلك المسميات العبقة الحنونة ..
لم يكن يعرف ذياب إنها المرة الأخيرة التي سيسمع بها صوت " سبايب ضحكته "
المرة الأخيرة التي سيستمتع بعزف نبرات صوت صديق الطفولة
فـ لو كان يعرف .. لما تركه يذهب لحتفه ..!!
،
لم تستغرق الرحلة سوى 45 دقيقة أو أقل بقليل .. فالمنطقة المنشودة تقع تقريباً في أول المنطقة الغربية من البلاد .. والمسافة إليها لا تستغرق الكثير وهذا من حسن حظ سلطان ..
سلطان الذي كان طول الرحلة يفكر ويحلل ما قاله حارب ..
حسنا ..
هو أيضا يشعر بأن دقات قلبه تنبأ بحدوث أمر جلل
لكن عليه الحذر .. !
وأول خطوة يفعلها هي أن يضمن عدم خروج عبيد من السيارة
هو في الحقيقة لا يعرف ما الذي سيحدث وما نوع الخطر المحاط بهم ..
بعد أن وصل للإشارة التي تحدث عنها حارب .. اتصل به
.
.
.
بعد مرور ثواني على الرنين
رد حارب بصوت مترقب مُرتبك ظاهره حزم صارم: هلا سلطان .. وصلت ..؟!!
سلطان بنبرة حازمة متوجسة حذرة: هيه وصلت للإشارة اللي قلتليه عنها
وين مكانك بالضبط ..؟
وأخذ حارب يرشده إلى مكان المزرعة بالضبط كما لقنه المدعو مانع
قاطعه سلطان بنبرة متشككة تخللها حزم من التربص: إنت في مزرعة ؟؟؟
استخدم حارب تلك النبرة المرتجفة التي تثير فطنة سلطان والتي تجعله متأكداً أكثر ان حارب تحت سيطرة أحدهم ..
هتف بكذب لم ينطلي على صاحب العينين السوداوتين: هيه .. في واحد يزاه الله خير وقفلي وحلف عليه اروح وياه مزرعته عسب اتغسل وارتاح شويه يلين ما اتوون ..
فهم سلطان ما يقصده حارب وبنبرة حازمة واثقة لا يريد بها اثارة قلق عبيد هتف: انزين حارب فهمت عليك .. دقايق ونحن واصلين
لم ينتبه حارب لكلمة "نحن" فهو كان مشغول البال ويحاول المحافظة على توازن عقله لكي يخرج من المأزق الذي هو فيه ..
وصل سلطان وعبيد للمزرعة المقصودة .. ولكنه اوقف سيارته تحت ظل اشجار كبيرة كثيرة بمحاذاة منزل ضخم مقابل تلك المزرعة ..
ف بذلك لن يستطيع أحد رؤية سيارته ورؤية من فيها ..!!
ويضمن أن عبيد في مأمن من الخطر
وفي حالة حدوث أمر سيأمره بالذهاب والاتصال بالشرطة ..
إلتفت سلطان ليواجه عبيد واخذ يلقنه ما يجب أن يفعله وبحزم صارم اردف: عبيد انا بنزل وانت خلك هنيه
عبيد باستنكار: ليش مانزل وياااك ؟ شو مستوي يا سلطان ؟ انا قلبي حاس ان حارب فيه شي
قولي سلطان لا تخش عليه شي
لم يكن يعلم سلطان بحاسة عبيد السابعة .. ولكنه قال بحزم وبنبرة غير قابلة للنقاش: عبيد خلاص قلتلك تم هنيه
بروح اييب اخوك وبرد .. ما ببطي .. اسمعني .. خل التلفون في ايدك وانا بخلي سويج الموتر معاك ..
(سويج الموتر = مفتاح السيارة)
لو اتصلتبك وبندت عقب رنة وحده اعرف إنك لازم تحرك وتظهر من هالبقعه .. واتصل بأقرب مركز شرطة وعطهم هالعنوان
كان سلطان يتكلم بسرعة وحزم قوي صارم كأن الذي يكلمه أحد عناصره الذين يعملون تحت أمرته: فهمت اللي قلته ولااا ؟؟
عبيد لم تعجبه نبرة التوجس التي غلفت صوت سلطان ولا الغموض الذي يكتنف نظراته ..
مع ذلك قال: فهمت اللي قلته .. لكن يا سلطان حلفتك بالله تخبرني
شو مستوي .. خبرني واوعدك ماسوي شي انت ماتباه
رمقه سلطان بنظرة سوداء مغلفة بالغموض والترقب: صدقني لو قلتلك إنيه انا نفسي ماعرف شو اللي بوايهه داخل ..
يلا نازل انا .. ولا تنسى اللي قلتلك عنه
هز عبيد رأسه بطاعة ونظرته غدت كغيمة سوداء من فرط القلق/الخوف/الحيرة/التوتر العارم ..
.
.
كان يمشي برشاقة كرشاقة الصقر المحلق في السماء .. وعيناه الحادتان الحذرتان تمسحان المنطقة حوله كلها .. يريد التأكد أن لا أحد يراقبه او يتربصه به حول المزرعة ..
وقبل أن يقترب من البوابة الرئيسية .. ذهب ليتفقد الأحوال وراء المزرعة
في الحقيقة هو يريد التأكد من وجود أي بوابات جانبية أو منافذ تمكنه من الهروب هو وحارب عبرها في حال ساءت الأمور وخرجت عن سيطرته
رآى بوابة خشبية منخفضة الطول تفصل مابين المزرعة الداخلية وحديقة صغيرة خارج المزرعة لا يوجد فيها سوى مجموعة جراء حديثي الولادة يرضعون من أمهم ..
حسنا .. الى الآن يبدو ان حظه حليفه اليوم ولله الحمد ..
بعد أن تأكد من خلو المكان في الأمام والخلف .. رجع للبوابة الرئيسية وقرر أن يرن الجرس
.
.
.
في المزرعة
وبعد أن سمعوا رنين الجرس
قهقه مانع بشر خبيث ملؤه الانتصار: هههههههه والله وطحت في ايدنا يا ولد ظاعن
ثم أشار بعينيه لأحد الرجال المفتولين بالعضلات بأن يذهب ليفتح البوابة ..
بابتسامة صفراء موجهة لـ حارب اردف: ماله داعي اقولك إن أي تصرف منيه ولا مناك خارج عن خطتنا .. أبوك بيكون في الـ باي باي .. سمعتني ؟؟
حرك حارب جانب شفتيه باحتقار وقرف .. وغمغم: والله يا موينع طلع لك لسان وقمت تطاول على شيوخك ..!!
أكمل بشموخ وكبرياء لا يليقان الا "به": اعرف زين ما زين إنك مهما سويت .. رووسنا بتم فوووق .. في العلالي وما بنوطيها لا لك ولا لكل خوان معتدي .. ووصل رمستيه لمعزبينك ..
اسودّت عينا مانع بقسوة/حقد دفين .. وصرخ بما فيه من غضب متفجر: مانع الـ... طوول عمره فوووق .. فوووق يا حروب
ولم يتمالك نفسه فوجه ضربة ضارية على بطن حارب
كتم حارب صرخة ألم بقوة يُحسد عليها .. وابتسم بشراسة حادة خبيثة: الصدق دومه يزعل يا منوع .. هااه ..!!
تصلب جسد مانع وهو يحارب غضبه كي يهدأ ويحافظ على تجلده .. من غير تجلد النفس لن يتمكن من الامساك بـ سلطان .. اولاً سلطان .. ثم بعد ذلك سيعرف كيف يتعامل مع لسان هذا الحارب المستفز:
جــــب ... خلك مؤدب وحلو إلين مانزخ ولد ظاعن ..
اشاح حارب وجهه بنظرة مظلمة متوجسة ويدعو من كل قلبه أن تمر هذه المحنة على خير .. وجّه نظراته لأبيه المتوسد الأرض بكل قلة حيلة ووهن ضعيف للغاية ووجهه المريع بهالاته السوداء وتجاعيده التي ازدادت بشكل أليم اعطى هيئته عمراً يفوق عمره الخمسين بعشرين سنة واكثر ..!!!!
لم يستطع رؤيته وهو بهذه الحالة المذلة المخزية .. لم يستطع ..!!!
آآآآآآآآآآآآآآآه يا محمد .. ماذا فعلوا بـ صاحب عينا كتلة الكبرياء المغلفة بمعدن صنديد لا ينكسر ..!!
ماذا فعلوا بصاحب الأنف الطويل المنبثق من نار عزة وكرامة ..!
ماذا فعلوا بك يا أبا حــــــــارب ..!!!
ماذا فعلــــوا بــــك ..!!
.
.
.
في الخارج
بعد أن فُتحت له البوابة .. بدأ توجسه يزداد وهو يرى رجل ضخم ذو عضلات مفتولة بشكل مبالغ فيه ومنفر .. يعلو ثغره ابتسامة مقرفة ماكرة ..!!!
الرجل بصوت ثقيل جدا وخبث: هلا والله هلا
سلطان بنظرة حازمة متيقظة: هلا ومرحبا اخويه .. بغيت حارب ما عليك أماره
(ماعليك اماره = ما عليك امر)
الرجل الضخم بنظرات شيطانية: حارب داخل .. حيااك حيااااك قرررب
(قرب = تفضل/ادخل)
رد سلطان بذات النظرات المتيقظة الحازمة: يحييك ويبجيييك اخويه .. بس مستعيل وبغيت حارب يظهر اليه الحينه
الرجل الضخم وهو يمسك كتفي سلطان ويدخله بقساوة/عدم صبر .. وأظهر حركته على إنها ترحيب ودود:
يا ريااااااال دش .. ربيعك منسدح داخل .. حليله ضربته الشمس من الوقفة في الحر وتعب شويتين ..
(دش = ادخل)
لم يستلطف سلطان الأجواء المحيطة بالمكان .. يجزم بأن هذا الرجل من عصابة لا يستهان بها
ولكنه مشى إلى حيث يمشي الرجل الضخم إلى أن دخل لمجلس خارجي تابع للفيلا الموجودة في المزرعة
لم يرى أحد بالمكان وقال بنظرات سوداء حادة: حارب وين ؟؟
الرجل الضخم بضحكة خبيثة مكتومة وهو يخرج من المجلس: حارب بييك الحين لا تحاتي
وبرشاقة سريعة أخرج سلطان مسدسه الصغير المختبئ تحت لفة إزاره
وقرر أن يخبئه في مكان قريب من باب المجلس
فـ هو عند لحظة الصفر لن يستطيع اخراج مسدسه بسهولة ومرونة
يعترف إنه اخطئ عندما لم يستبدل ثوبه بالتي شيرت والبنطلون
ولكن الوقت لم يسعفه اذ كان مستعجلاً عندها ولم يتنسى له التفكير بهذا الأمر
رآى نافذة قريبة من الباب بستارة ثقيلة مربوطة في زاوية الحائط .. وقرر وضع سلاحه داخل كومة الستارة المجمعة بشكل يخفيه بالكامل عن الأعين ويمكّنه بسهولة وخفة أن يتناوله ..
وبعد مرور دقائق كانت طويلة بالنسبة لـ سلطان
دخل عليه رجل اسمر طويل عريض المنكبين بـ ملامح رجولية وسيمة رغم قسوتها تعلوها نظرات فاحمة حادة تشع بالغموض ..
اقترب سلطان من الرجل هاتفاً بنبرة حازمة حذرة: حـــــارب ..!!
كان حارب قد فك وثاقه قبل أن يدخل المجلس .. ولكن وجهه المغبر المتسخ وفكه المنتفخ بإحمرار طفيف كان يوحي للناظر أنه لابد وأنه تلقى بعض الضربات .. وهذا تماما مافكر به سلطان عندما رآه
تنهد حـارب بحرقة آسفة وغضب مكتوم كمن يلوم نفسه على هذا الوضع كله: بومييـد .. آســف
آســـف .. ما كان بيديه حيلـــة والله
وقبل أن يرد سلطان .. دخل ذاك مانع الخبيث بضحكة رنانة شيطانية: هههههههههههه شحقه حارب ..!! شحقه تتأسف ؟
ها يزاتنا الحينه نبا نتشرف بزيارة الشيخ سلطان بن ظاعن عندنا .. لا لا لا عيب عليك حروب ما يستوي جيه ..!!
قطب سلطان حاجباه وعيناه تنضحان حدة جلمودية تخللها غضب مكتوم .. فهو علم منذ أن رآى وجه حارب وبعد أن ظهر مانع .. أن كل الذي يحدث الآن مخطط للإيقاع به هو .. ولا يلوم حارب فهو ضحية منذ البداية ولا يشك بذلك ..!!
ليس حارب من يتعاون مع مجموعة حثالة ضده وضد وطنه ..!!
وجّه نظراته لـ حارب .. وياللهول .. لم يكن ليصدق أن نظرة عينا الاخير تعرف معنى كلمة "انكسار" ..!
ما الذي حصل لكي تخرج تلك النظرات منك يا فهد بني قومك ..!!!
حارب في هذا الوقت كان كل تفكيره وعقله منصبان على ابيه .. وعلى سلطان الذي يشعر بالضآلة نحوه
يقسم أن الذي يشعر به الآن كثيرا على نفسه العزيزة الأبية ..
يالشـدة تراكم الذل في روحه العصية على الإنكسار
يالشدتهااااا ..!!!
وجع سلطان حديثه لـ حارب بزمجرة قاسية صارمة: حااااااارب
اصلب طووولك يا ولد محمد .. تخلي شوية كلاب يسوون بك جيه ..!!!!
وأردف بذات صوته الصارم القاسي: هب إنت اللي بتخلي كمن واحد خمام يكسرون عيييينك .. هب إنت يا حااااااارب
رفع حارب رأسه ووجه نظرات حادة قوية ذات عزم شديد بدأ ينولد في روحه بعد كلام سلطان .. شعر بأن حان الوقت لكي يسيطر على الأمور التي انفلتت من تحت سيطرته ..
يجب عليه التصرف بتعقل وذكاااء ..!!
هتف حارب لـ مانع "الواقف بغضب لتجاهل سلطان له" بقسوة واحتقار: مانع .. خل اوراقنا مكشوفة ..
شو تبغي من سلطان ؟ .. قلتلك كل اللي تباه مني بيصير بشرط أبويه يظهر من هنيه
بس سلطان شو تبغي منه ..!!!
خله في حاله هو أصلا ماله خص في شي
جلس مانع ووضع رجل على رجل قبل ان يرد ببسمة خبيثة صفراء: أصلا الدنيا كلها في جفة .. وسلطان في جفة ثانية
(جفة اي كفة .. الحرف يُنطق كـ حرف الإتش الانجليزية)
عقد سلطان ساعداه امام صدره بوقفةٍ متحفزة شامخة كالصقر هاتفاً بنبرة لا تخلو من قوة انبعثت من عينيه الحادتين:
حارب .. هاييل الكلاب مسويين كل هالتمثيلية لأنهم يبونيه أنا بالذات .. لأنيه سلطااااان ..
واستمر بتجاهله لـ مانع الذي اشتعل غضبا وحقدا .. وأردف بحزم صارم: منو بعد معاك هنيه ؟
غمغم حارب بقهر ناري مغلف بالقسوة: حابسين ابويه هنيه من البارحة ..
وما خلوه ياكل ولا يشرب .. وفوق ها عطوه جرعة زايده من السم اللي يتاجرون به
سلطان بذات النبرة المغلفة بالثقة الغاضبة: شل أبوك واظهروا من هالمكان
يلا بسرعه جدامي
هتف حارب باستنكار مشتعل ساخط: واخليييك رووحك عند هاييل ..!!!
ماااااااااشي ..
(ماشي هنا تعني مستحيل)
سلطان بنظرة حادة اخفى خلفه رجااء شديد: حارب طالعني ..
نظر حارب لعيني سلطان ورآى الرجاء المغلف بحدة ناظريه
صاح حارب بقلة حيلة/انفعال: مارووم اخليك هنيه روحك مااروووم ..
قاطعه سلطان بغضب متفجر هذه المرة: حارب افهمني
ابوك اكيد الحينه تعبان ولازم يروح المستشفى .. في شي ابدى عن شي
اسمع كلامي دخيل كل من يعز عليك ..
وأكمل بثقة متفجرة: لا تخاف على سلطااااان .. اعرف زين كيف اظهر عمريه من هالبقعه
اغمض حارب عيناه بفك يرتجف من القهر العاتي المكتوم: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
كرر سلطان بحزم اشد: يلا حارب روح عند أبوك وظهروووا ..
كان يريد أن يخبر حارب بأن هناك سيارة بانتظارهما في الخارج ولكن لم يستطيع أن يتكلم بحضور كل هؤلاء المتربصين
فجأة سمع تصفيق قوي .. التفت ليرى مانع يصفق بقوة وعيناه تنضحان غيظ: برافوو برافوو والله .. اشوف تخطيطات جدامي وانا وجودي والعدم واحد
وأردف بابتسامة خبيثة: بس ممكن تخبروني منو اللي بيسمحلكم تطلعون من هنيه بليا شوري أنا ..؟!
وأخيرا وجّه سلطان نظرته للمدعو مانع وهتف بحزم قاسي واحتقار شديد: يا أنت .. اعتقد إنت وهالخمه تبونيه انا ما تبون حارب وأبوه .. مالكم مصلحة معاهم ..
خلهم يروحون بحال سبيلهم احسن لكم
ضحك مانع بنشوة شيطانية: ههههههههههههه والله في هاي صدقت وخصوصا بوحارب اللي طايح الحين مثل الجلب داخل بس حارب لا .. ماظنتي ماعندي مصلحة ويااااه .. "واكمل بسخرية مقيتة ثقيلة دم" ده أنا محتاجلوو أووووي ..
ثم نظر لـ حارب ورآى بعينيه جحيم من الغضب والاحتقار ..
قال سلطان بحزم صنديدي مغلف بالاشمئزاز: خطتك معروفة موينع .. وانصحك ماتفكر تنفذها .. خل حارب في حاله هو وأبوه
مصلحتك معااااايه وبس
مانع بسخرية: انا اللي احدد مع منو مصلحتي مب انت
وحك لحيته بتفكير هاتفاً بعدها بمكر: امممممم بس اوكي ماشي خلاف ..
تقدر يا حارب تطلع مع أبوك .. ههههههههههه ووقت ما اباك بحصلك
وين بتختفي يعني ..!!!
نظر سلطان لـ حارب ورآى التردد بعيناه .. وهتف بصرامة: حاااارب .. يلا روووح شو تتريااا
في هذا الوقت سمعوا صوت صراخ آتٍ من الداخل
تبا لهم ..
إنهم يعذبون والده ..!!!
غمغم حارب من بين اسنانه وقد تمكن منه فجأة صداااااع شديد عنيف: الله يلعـ......
وأكمل وهو يلتفت لـ سلطان: يا بومييد اوعدني تطلع من هالزرييبة
اوعددددني
اجابه سلطان بنظرة صقرية واثقة وايمان قوي: بإذن الله بطلع من هنيه ..
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. لا تحاتي يا خويه .. لا تحاتي
رمقه حارب نظرة اخيرة .. نظرة أليمة خاصة لرجل لا يمتلك الا ان يتمسك بحبائل الدعاء/رحمة الله .. ثم خرج من باب المجلس الكبير المفتوح على مصراعيه .. وذهب إلى حيث يوجد والده ..
عندما دخل رآه متوسد الأرض ووجهه مورم من اللكمات .. حمله بغضب وكبرياء مؤلم متفجران ومر أمام المجلس
وقال بنبرة نضحت رجاءاً/قهراً/غضباً مريراً: استودعتك الله يا سلطان
.
.
.
في تلك اللحظة
في المجلس
مانع بضحكة انتصار خبيث: ههههههههههههه مرحباااا السااااع بـ ولد ظااااعن الغاااالي
تو ما انور المكااااان والله
ثم أردف بنبرة ضبع قد حاصر ضحيته بعد دهر من الانتظار: تعرف إنك غالي حتى على الراس العود وبيستاااانس وااااايد يوم يعرف إنك ضيفنا ..
اخذ سلطان يمشي بخطوات واثقة ثابتة .. وعيناه تمسحان كل شبر من المجلس بتيقظ/تحفز صقري
وقال بقسوة ثلجية محتقرة: ومعزبك شو يبا فيه ..!!
انتو تتحرونيه طمة هب عارف باللي سويتوه في محمد بن حارب وكيف لبستوه قضايا هو بري منها وخليتوه يدمن بليا علمه ..!!
تتحرونيه ماعرف شو اللي تبونه من حارب ..!!
في هذه الأثناء كان قد وصل للستارة التي خبئ فيها مسدسه .. وأكمل من غير أن يلاحظه أحد تحركه غير المفهوم:
حبيبي اصحى .. واعرف زين مع منو انت تتعامل .. هب نحن اللي يلوون ذراعنا ..
تقدم مانع خطوتين بقهر غاضب من هذا المتعجرف الواثق من نفسه .. يرغب بـ كسر أنفه الطويل الشامخ
تباً لهذا السلطان
كم يكرهه كما لم يكره أحدا من قبل ..!!!
وسيحرق قلبه مثلما حرق قلبه هو على والده ..
ويقسم على هذا ..!!!!
ولكنه اخفى هيجانه/افكاره المتصارعة المليئة بالغل بأن قال بعدم اكتراث: مب مهم شو اللي تحريته وشو اللي عرفته
المهم إنك الحينه عندي وجريب بتكون عند ريل الراس العوود
.
.
.
في الخارج
كان يحمل أبيه ويعبر الساحة الطويلة ليخرج من البوابة الرئيسية
تبا لهم
كيف سيستدل على مكان الشارع العام لكي يعود إلى العاصمة ..!!
كيف يفعل وهو بلا مال .. ولا هاتف .. ولا حتى سيارة ..
وقبل كل هذا وذلك .. هو في وسط صحراء واسعة لا يبدو ان لها نهاية سوى السراب ..!!!
وقبل أن يقترب من نصف المسافة
رآه أحد افراد العصابة الذي لا يعرف بما جرى داخل المجلس الخارجي
وما اتفقوا عليه ..!!
فأخذ يركض بغضب يريد الإمساك بـ حارب وأبيه
وقبل أن يمسكه
قام أحدهم بالقفز على الرجل وامساك زمام رقبته بيده اليمنى القاسية وبيده اليسرى وضع المسدس على رأسه
بصوت جبار زمجر: فكر بس تأذي اخويه وأبويه .. راسك ها بجلعه من مكانه يا حقير ..
إلتفت حارب لصوت يعرفه تماما
كيف لا يعرف صوت شقيقه الغالي ..!!
ولكنه مصدوم
مصدوم للغاية
مالذي جاء بـ عبيد لهذا المكااااان ..!!!!!
وبصوت مصدوم غاضب: عبيييد
انت شو يايبنك هنييييه ؟؟
كيف أصلا عرفت نحن وييييين ؟؟
عبيد بجسده القوي الرياضي كان ممسكاً برقبة الرجل الذي كان كـ الريشة عكس باقي أفراد العصابة الضخام .. اخذ الرجل يتلعثم بصدمة ورعب من هذا المجهول الذي يخنقه وبصوت مرتجف مليئ بالاختناق: أ أ أ ل ل ل لا لا ما بسوي فيهم شي دخيلك اعتقني
صاح عبيد بصرامة ووحشية تنافت تماماً مع وداعة شخصيته الطبيعية: تخسي أصلا تسويبهم شي ..
وإلتفت لـ حارب وهاله منظر أبيه وحاله المخيفة المزرية
يا إلهي .. أهذا أبــــــاه ..!!
أيـــن محمـــــد ..!!
هــو لا يعــرف هــذا الرجـــــل .. لا يعرفــــــه ..!!
لم يتمالك نفسه وهو يصرخ بغضب ناري وحشي: منوو اللي سوابه جييييه ..!!!
خبرني عشان أنسيه حلييب أمه الـ....
منوووه ...!!!!
هز حارب رأسه بتفكير مشوش/معدوم التركيز من الصداع القاتل .. وهمس بخشونة: الحينه هب وقت الأسئلة .. خل عنك هالجلب واظهر من هالبقعه بسرعه
وعندما لم يتحرك عبيد من مكانه .. صرخ بـ صوت جلمودي ملتهب: يلااااااااااا
.
.
.
في المجلس
بلمح البصر وكالصقر الجارح إلتقط سلاحه المخبئ داخل الستارة وبصوت جبار متفجر بالقساوة: بدون أي حركة انت وهو ..
ووجه سلاحه لـ مانع وبتمكن وصرامة خُلقا في شخصيته اكمل بنبرة آمرة قاطعة: مانع قول حق زبالتك ايعقون كل اسلحتهم
(ايعقون = يرمون)
تسمر مانع بصدمة بمكانه وانربط لسانه وكأن على رأسه الطير ..!!!
هتف سلطان بصراخ اشد قسوة وجبروتاً: يلااااااا
غضب مانع والصدمة تلبست مقلتاه بقوة من الذي يحدث ولكنه لا يستغرب .. فهذا سلطان الـ..
سلطان الذي لم يتمكن أحد للآن من رؤية ذبذبات تغافل في ناظره والاحساس بـ جزيئات الهوان والخنوع في تصرفاته الواثقة على دوام ..!!
وبصوت جامد مبطن بالحقد الدفين أمر رجاله بإلقاء جميع اسلحتهم .. واعطى سلطان نظرة نارية ممتلئة بالبغض ثم غمغم: بتندم يا سليطين .. صدقني بتندم ..
رد سلطان بابتسامة شيطانية قاسية لم تتجاوز عيناه بتاتاً: خلينا الندم لك ولأشكالك ..
وأكمل بحزم قاسي بعد أن استطاع أن يمسك مانع من رقبته وتوجيه المسدس على رأسه .. وهتف بفولاذية صرفة لرجال مانع:
بظهر الحينه .. واللي يفكر بس يقرب بفجر راسه تسمعوون !!
واستطاع الخروج بسهولة من المجلس
ولكـــــــن ..
سمع الجميع صوت صراخ قادم من جهة البوابة الرئيسية
لم يكترث سلطان فهو في وضع غير قابل لأن يركز في شي آخر ..!!
يجب عليه الخروج من هنا في أسرع وقت ..!!
وعندما اقترب من الصوت وهو ممسك بخناق مانع .. رآى مالم يتمنى ابداً رؤيته في حياته ..!!
صرخ بصدمة متفجرة بالغضب/القهر: انت شو مطلعنك من الموووتر ..
ما قلتلك تم فيهاا يلين مادق انااااا ...!!!
زم عبيد شفتيه وقال بحزم صارم: بطيت عليه وايد خفت شي استوابك داخل .. والحمدلله اني ييت في الوقت المناسب وقدرت احمي اخويه وابويه اللي الله اعلم شو حالته الحينه ..
كان الموقف كأنه من أحد مشاهد فلم أكشن لا يمكن لـ عبيد تخيله ولا تصديقه .. هو لأول مرة يرى رجال كـ هؤلاء ..!!!
تبـــاً .. هو لأول مرة في حياته يمسك سلاح و لا يعرف كيف يصوب به .. هو فقط يضع الآن فوهته على رأس هذا الحقير
ولكن في الحقيقة لا يعرف كيف سيستخدمه وقت الضرورة ..!!
عقل حارب يرتعد بتفكير غاضب مشوش مرتبك ..!!!
لا يستطيع التحرك بسهولة فهو يحمل والده الغائب عن الوعي .. ولا يستطيع أن يحمي ظهر عبيد ولا سلطان ..!!!
يالله ما أقبح هذا الشعور ..!!
شعور قلة الحيلة .. الخنوع .. الضعف .. الذل الكريه على النفس الأبية ..!!
و .. وشعور خذلان يذيق صاحبه العلقم ..!!
اتسعت عيناه حارب فجأة .. وصرخ بقوة: عبييييييد انتبه
ولكن عبيد قد تأخر .. فقبل أن يلتفت ويرى من خلفه .. أحس بفوهة مسدس تلامس فروة رأسه
يلا يا حبيبي يلا .. اسمع الكلام وعق السلاح .. ما تعرف أن اليهال لازم ما يزخون هالأشيا الخطرة ..!
" كان هذا أحد رجال مانع والذي ابتسم بخبث شيطاني"
مانع بضحكة شيطانة مختنقة بسبب ذراعي سلطان الفولاذية اللتان تقبضان على عنقه بشراسة: انصحك يا سلطان تستسلم لنا ولا بينفد هالولد ..
صرخ بغضب ناري بسبب انفلات الامور من بين يديه: جــــــــــــب ..
قال الرجل الذي يمسك برقبة عبيد بنبرة تهديد صارخة: عق سلاحك سلطان بسرعه ..
صاح عبيد بنبرة مبحوحة "صارمة" لا يعرف كيف أخرجها في هذا الوقت العصيب بالذات: حاااااارب شل ابووويه واظهروووا ..
ولكن حارب قد تيبست جميع حواسه وتسمر بذهول ..
ليس لديه سلاح حتى ..!!
وكيف يا هذا أخرج من غيرك وسلطااااان ..!!
أجننت وانتهى عمر عقلك ..!!
هتف حارب بصراخ جنوني وهو يتمسك بأبيه الذي ينافسه بالطول تماماً .. ولكن جسده قد فقد وبكل آسى رونق قوته/جبروت طلته: ما بظهر من هنيه بلياااااك وبلياااا سلطااااان ..
عبيد يشعر بالعجز .. وسلطان يفكر بسرعة بطريقة للخروج من هذا المأزق ..!!
ويالصدفة .. لمح عبيد بطرف عينيه مقص كبير خاص بقص الأشجار فوق صخرة موجوده في زاوية قريبة منه .. واخذ يتحرك ببطئ بشكل مبهم ومن غير أن يدرك الرجل الذي يشهر عليه السلاح أنه يتحرك أصلاً فهو أيضا منعدم التركيز ويصرخ بغضب في تلك اللحظة من التوتر وهول الموقف ..
واستغل عدم انتباه الرجل للوضع ككل واستطاع بسرعة خاطفة إلتقاط المقص وطعن الرجل ببطنه بكل ما أوتيَ من قوة وشجاعة ..!!!
فـ هو في الاخير ، ابن محمد بن حارب ..!!
صرخ الرجل بألم غير طبيعي وعم الصراخ وأصوات الأسلحة كل المكان وبدا المكان كله كساحة معركة طاحنة مجنونة ..!!
وبلمح البصر ..
وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة
والمكان أصبح كصورة مشوشة من مسلسل عربي قديم ..
والقلوب توقفت دقاتها واعلنت انسحابها
في ثانية واحدة فقط ..!!!
اطلق الرجل المصاب خمسة طلقات موجهة على رأس وجسد عبيد ..
حــارب
كأن حاضره قد اصبح ماضي
وماضيه أصبح مستقبله
ومستقبله أصبح أسود كـ سواد افكاره المبهمة المقبورة ..
كأن الحياة قد تلونت بألوان شاذة .. مبهمة .. عتماء .. ميتة
ما هذا ..!!
هل هذا أخاه عبيد الذي اُطلق عليه النار الآن ..!!
هل هذا الغالي عبيد الغارق بدمائه على الأرض ..!!
هز حارب رأسه بـ لا وبدأ يهذي بنبرة عدم تصديق ويحاكي نفسه بخفوت "يقتل" واحساس "تصلّب":
عبيد هـ هـ هـ هذا دمك انت ..؟؟
عبيد لا
لا
لا
لا لا لا لا
ارتفع صراخه بـ غضب دامي أليم .. وانزل بعنف والده وبدأ يركض باتجاه اخيه:
لااااااااااااااااا .. عبييييييد
وضع رأس أخيه في حضنه وبذات صراخه القاسي المتفجر بالحرقة الصرفة: عبييييد قوووم قوووم يا عبييييييد .. دخيلك يالغاااالي قووووم
عبييييييييييييييييييددددد ..
يا جلااااااااااااااااااااب ذبحتوا أخوووويه .... ذبحتوووووووه يا جلاااااااااااااااااااااااااب
عبييييد قوووووم ... يا خووويه لا تقهرني علييييك
قووووووم
وبجنون غاضب زمجر بكل ما اتاه ربه الآن من قوة عاصفة: ذبحتوووه يا عياااااال الجلب ذبحتوووووا اخووووويه
امسك سلاح الرجل المصاب بعينان اظلمتا بسواد صدمة الفقد/الجنون الكاسح وبدأ يطلق النار بعشوائية على الرجل ذاته وجميع الرجال وفي المقابل كانو هم يطلقون النار أيضاً .. ولكن سلطان استطاع قتل ثلاثة منهم بطلقات ثلاث محترفة من رجل محترف كل منها أتت على أدمغتهم ..
أصيب حارب في رجله الأيمن .. ولكنه لم يصرخ .. ولم ترف عيناه الحمراوتان حتى .. بل كان ثباته يشتعل .. وغضبه يلتهب .. وأطلق رصاصته على رجل آخر .. وكان سيلحق رجلاً آخر به لولا انه لم يهرب ويحتمي بأبا حارب ..!!!
صرخ الرجل وهو يمسك برقبة أبا حارب ويهدد بتوتر: اللي يتحرك يا ووويله ..
تسمر حارب بمكانه والشياطين تتقافز فوق رأسه بينما اخذ الرجل يسير باتجاه البوابة الرئيسية بتوتر/خوف/حذر إلى أن وصل .. وقبل أن يخرج دفع بعنف أبا حارب للداخل مراد أن يتركه ليهرب قبل ان يُقتل هو الآخر ..!!
وسقط الأخير على الأرض .. وصُدم رأسه بقوة شديدة بـ صخرة ذو زاوية حادة قاسية ..
وانبثق الدم من رأسه كالسيل الجارف ..
ولم يتوقع أو يصدق أحد بتاتاً أن هذا الرجل سيحيى بعد هذا ..!!!
"يتبــــع"