لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-15, 09:08 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7754
المشاركات: 148
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة شقى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Flowers رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 



مسا الحب والغلا كله وردة شقى ..
مساء النور و السرور ..


يالله .. ما ارقى كلامج يا راقية ..!!
حروفج أرقى ..


والنعم بكل اللي ذكرتيهن والله ..
ومسألة اني ذكّرتج بكاتبة دشت خاطرج واسعدتج بكتاباتها فـ ها بحد ذاته سعادة لي انا يالغالية ..
:)


الدين امر رئيسي في حياتنا .. وخلو الرواية او اي قصة منه ما بيعطيها ابداً واقعية .. وجاذبية ..!!!!
صاجه ..


خل افضفضلج شوي .. واقولج مثال ..

انا بحكم اني قارئة من الدرجة الأولى .. واقرا وايد روايات انجليزية مترجمة للعربية ..
بغض النظر عن روعة السرد والحوار والاحداث .. بحس ان الرواية فيها نقص .. فيها خلل ..!!!
ليش ..!!!
ذكر الله بين السطور وإدخال عنصر الدين في الكتابة هو النقص ..
فعلا هذا الي احس يوم اقرى هالنوعيه من الروايات ..


لو مثلاً قريتي رواية لكاتبة عربية مبتدئة .. وعندها عيوب كثيرة في اسلوبها .. ما ان تقرا عينج كلام الله او حديث لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام في كتاباتها .. روحج بتبتسم ..
ولا ارادي بيقشعر بدنج وبتحسين بسكينة ..

طبعاً ها مب معناته ان الكاتبة اتم على عيوبها ..!!!
لابد تحسن نفسها واطور مهاراتها عشان تجذب القراء لها ..

ها رايي ..... واتريا اقرا وجهة نظرج ..
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..



الشباب المستهترين بكل مكان وبكل زمان .. وانتشرت مؤخراً للأسف الروايات اللي تظهر الشباب العرب .. والخليجيين خصوصاً .. بشكل مشين مخزي .. يه ان الشاب راعي بنات او راعي عوذ بالله خمور او او او او ....

انا يوم اطيح عيني على هالنوع من الروايات .. " ا ن ق ه ر "

بمعنى الكلمة ..!!!!
ما الومج مثلي بصراحه و انا انقد الكتاب اذا شفتهم غيبوا النماذج الطيبه و غلبوا السيئه ..


ترى الدنيا بعدها بخير .. فيه الصالح .. فيه اللي يصلي ويخاف ربه .. فيه اللي يحترم خواته ويهتم فيهن ويرعاهن .. وفيه اللي يستحي حتى يرفع عينه على بنية ..

واكيد عندج امثلة حية في حياتج ...
فيها و الله يكثرهم ..


اكبر غلط ان نطلع للغير صورة مشينة عن شبابنا وبناتنا ..
اوكي انا مع فكرة ان في فئة منهم يبالهم "إعادة تربية وبرمجة لعقولهم" ..
فعلا يبيلهم اعاده :) ..


بس ما نعمم ونضخم الامر وندخل في عقول "البعض" أفكار مالها معنى لا بتفيدهم ولا بتفيدنا الصراحة ...!!!

هالفئة من الكتّاب للأسف بدال ما يكحلونها يعمونها ..
يطينونها بصراحه .. اكثر شي يقهرني الي
يعكس مجتمعه بشكل سيء جدا
و للاسف بعض القراء ياخذون الروايه واقع لهالمجتمع و ان كلهم جذي ..



شما + سلطان ..

تتوقعين بتقدر تتخطى ماضيها وتترك حب سلطان ..؟!
ماكو شي بعيد عن رب العالمين :)

"الـ يمكن" بنخليها شوي على جنب لين ما ايي الوقت المناسب ..


شما قوية .. لكن هل هي قوية في الحب ..؟! .. هذا لو افترضنا انها بتصير من أملاك سلطان على قولتج ..
احيانا الضعف يولد قوه و العكس صحيح ..



وضع موزة معقد .. فقدت صوتها في يوم أليم ..
ليش ما تقولين
"هل هي بتوافق على يعقوب لو مثلاً خطبها"
أو
"هل بتقدر في يوم تشوف الدنيا بمنظورها الطبيعي .. وترضى تتزوج مثل باقي البنات"
صاجه خذيت منظور معتاد من الناس و نسيت المنظور الثاني :)


فلاح

ما بيسكت .. بس شو بتكون ردة فعله وشو خطوته الياية ..؟!
الله اعلم
على فكره حبيت شخصيته يمكن لأنه هادي :)
و الهاديين يعجبوني لأن فيهم غموض يخلي الناس ودهم
يدخلون داخل راسهم يشوفون شفكرون فيه ..


حمد وميره ..

تتوقعين ميره تحبه .. أو "تفكر فيه أصلاً" ..؟!!
وهل من مبادئ ميره انها تتزوج شخص تحبه او تعلقت فيه ؟!
ممكن حبها لمهره يخليها توافق خاصه اذا ماكان عليه ملاحظات و الكل مدحه ..
الا اذا لها مبدأ بزواجها ..





يا واد يا تئيل

توقعاتج الأخيرة خلتني ابتسم ابتسامة خبيثة ..
بس مع هذا بقولج ..... الله اعلم ههه :)
خل اقولج شغله
مثل ما يقولون اكشف لج اوراقي
اذا حبيت روايه و اندمجت معاها
بتلقين تحليلاتي تطير بعيد وايد مو شويه
يعني ممكن اتوقع حدث بنص الروايه ولا بأخرها
فلا تنصدمين من توقعاتي أو حتى تساؤلاتي الغريبه :)



انززززين ..

نيي عند مسألة الجمال يالجمال كله ..

انا ما احب افصفص البني آدم واصوره انه اسطوري ووسامته مستحيلة وماله شبيه في الكون ..
لا ..
مبدأ حلو ..


المسألة بسيطة جداً ..

مستحيل .. وأكرر "مستحيل" في انسان قبيح ..!!!
صح كلامج ..


لابد فيه جمال سواء في ويهه .. او عيونه .. او ابتسامته .. او طوله .. او ضحكته .. او كلامه ...وأو روحه الطيبة ..
ويكفي لو القلب نظيف ونقي .. فـ ها بيضفي على ويه الانسان جمال من الله وجاذبية ..
حلو .. و فعلا هذا واقع و حقيقه ..

في الرواية ما دققت في مسألة الجمال الا لأسباب معينة ..

مثلاً سلطان وحارب .. اجسامهم معضلة بحكم شغلهم وتدريباتهم اليومية ..
شوفي سلطان ذكرتي انه وسيم لو مكتفيه بانه سالفة العضلات و الملامح الرجوليه كانت
كافيه انا نرسمه بخيالنا بما انه عسكري و نتصوره :)
ما كان اعتراضي على الملامح الرجوليه و العضلات كونه عسكري بقدر انج قلتي وسيم :(
اهني تحكرين خيال القارئ خل اقولج عن بطل روايه حق الكاتبه الاماراتيه ليتني غريبه
اذا مر عليج هالاسم عندها بأخر روايه البطل اسمه غيث كل الي وصفته لنا انه طويل عريض و أسمر و بس
شخصيته كانت معجونه بالقسوه و الحنان بشكل غريب بس حبيناها و قدرت تثبت وجودها بعقل القارئ
و البطله كل الي عرفناه ان شعرها قصير بس حبيناها
بالضبط مثل موزه الي اكتفيتي بلون عيونها وهالشي حبيته خليتي خيالي
يتمدد تخيلتها نعومه و فيها طفوله خاصه يوم شكرت حارب اتخيل شكلها تضيع يمه من ضخامته :)
يعني ذكري شغله بالشخصيه لون عين او وسع عين او لون شعر او كثافه شعر
و خلي الخيال للقارئ هذا مقصدي :)



موزة ركزت في جمال لون عينها العسلية لغرض بعد بنعرفه عقب ..
هالنوعيه من الوصف تعجبني لأنها ناقصه و تخلي الخيال يتمدد على حسب الشخصيه الي
اكتشفناها لموزه بالروايه :)



امممم منو بعد ..

ايوه .. شخصيتين بعد استخدمت جمالهم لأسباب أيضاً .. :)

وحاولت قد ما اقدر اني ما اوصف كل شخصية بشكل كامل عشان اخلي لخيالكم المجال انه يسرح ويمرح ههه .. :)
انا الي لاحظتهم شما و سلطان اما الباجي كان وصف حلو مافيه شي يحد الخيال بتخيل اشكالهم ..


صدق تفهمون رمستنا ..!!!
انا افهم لان لي باع طويل بالروايات :)
و شوفي الي يريحج ..



وردة شقى .. السموحة طولت عليج ..
بس رقي كلامج يخلي الواحد ينتعش في الرد ويتحمس ..
انا الي السموحه منج هذرت على راسج
و دوختج و طبعا انتي لج الحريه بقبول كلامي ولا رفضه .. :)



خلج جريبة دوم حبيبة قلبي ..
ربي يحفظج الغلااا ..
ان شاء الله
دامها عجبتني الروايه
بتشوفيني قريبه و بردود تعجبج ان شاء الله
و يحفظج يارب ..




 
 

 

عرض البوم صور وردة شقى   رد مع اقتباس
قديم 06-01-15, 12:09 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء التاسع

 

(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء التــــاســـــع




أيا أمي أريد حياة
سئمت تحجر الكلمات فوق جدارنا الصخري
سئمت الموت عبر حياتنا يسري
أريد حياتي الكبرى- أيا أمي- بلا سجان
بلا قبر جميع جهاته جدران
بلا سور يحز حقيقة الإنسان
أريد الحلم أصنعه بلا قضبان
أريد الحب أشعره كما الإنسان
أنا إنسان يا أمي
أنا إنسان
يا أماه..؟
يصيح بكاهلي المتعب
حنين الشوق يسكب أنهر الأحزان
ويكسر خاطري المكسور فقر الحب
أتوق إليه
أتوق لعالمي الموعود
أبغي كسر هذا الطوق
أحن لفوق
حيث يداه تنشلني لسقف الحب
ألقاه،
ونحيا الحب دون حدود
ثار الحب في قلبي من الداخل
يا أماه ..
في قلبي من الداخل



لـ قاسـم حـداد



،



اقترب المُسن صاحب الطلة المهيبة ومعه ابنه الكبير وحفيده الأصغر من باب مجلس صاحبه أبا سعيد وصوته المبحوح على الدوام يهتف بقوة: هووود هوووود يا هل الداااار هووووود ..

أبا سعيد بصوت جهوري مُرحب: هداااا يا بن عميه هداااا قربوووا قربووووا
(بن عميه ليس معناه هنا انهم أبناء عم وبينهم دم مشترك .. انما تعبيراً عن انهم من ذات القبيلة)


وانتفض المجلس بالتهليل والترحيب الرجولي الرنان بين الرجال الكبار والشباب ..


وبعد أن جلس الجميع، قال أبا سعيد بابتسامة أظهرت تجاعيد وجهه: حيي الله بـ هل دبي
حيييبهم وسهلاااا ..

أبا عبيد بنبرة باسمة رنانة: الله يحيييك ويبجيييك عنيه افدا خشمك
شعلومك يا بوسعيد .. وشو الدنيا ويااك يا خويه ..؟!!

رد أبا سعيد ببحة ظهرت مع حكمة سنين طويلة: ايييييييه يا نهيان الدنيا هي هي يا خويه ونحن هب دايمين فيها ومصيرنا التراب
والواحد ما يقول الا يالله بحسن الخااااااتمة ..

ضحك أبا عبيد مربتاً على فخذ صديق عمره ويقول: لك طولة العمر يا خويدم
عدنا شبااااااب نحن ما تعدينا الثلاثين ههههههههههههههه

أبا نهيان بابتسامة دافئة: صدقه ابويه عدكم شباااااااب
وأردف بحزم دافئ وهو يهز فنجانه للصبي: الله يواليكم الصحة والعافية


الحاضرين برد جهوري: آمين يارب العالمين ..


واستمرت الأحاديث بين الرجال والبسمة لا تفارق أعينهم التي تشع مودةً انتشرت بين زوايا جدران المجلس بهيبة وسطوة باذخة ..


ساد صمت خافت عندما رن هاتف حمد، قال مُعتذراً لأحمد الذي كان يحادثه في تلك الاثناء: اسمحليه بوزايد، دقيقة بس

أحمد بحزم دافئ: مسموح الغالي افا عليك .. خذ راحتك ..



خرج وهو يجيب على المتصل الذي لم يكن سوى من صديقه المقرب محمد


وبنبرة رجولية متسلية هتف: هلا باللي سرقوا موتره وخلوه يرد من الدوام بـ تكسي
..
ضحك ضحكة قوية لم يستطع كبحها: هههههههههههههههههههه اسمينيه نقعت من الضحك يوم سلوم خبرني السالفة
..
وبذات ضحكته الرنانة: هههههههههههههههه ليش عاده تهزبه، ما يسوى عليه تسلف موترك يومين
..
وأكمل ضحكه بأن قال: هههههههههههه الله يغربل بليسك حمووود
..



ظل يسير وهو يتحدث باندماج وضحك واضعاً يده اليسرى في جيبه الأيسر ويحمل هاتفه بيده الأيمن ..

ثم توقف فجأة ومقلتي عيناه بدأتا بالاتساع وهو يرى فتاة تسقط من السلالم وصراخها الحاد وصل مسامعه بقوة ..

ومن غير تفكير واعٍ منه ... ركض بقلق كاسح اتجاهها ..



لا يعرف لمَ شعر في لحظة لم تتجاوز سرعة الضوء بأن قلبه يعرف طيف تلك الفتاة ..!!

ارتعب والاضطراب الغريب بدأ بنهش عظامه ..!!!


يعترف بأن ذعراً شديداً قد ترك أبواب قلبه ينفتح على مصراعيه ويتأرجح بقسوة ..!!!!


اكمل سيره المضطرب إلى أن وصل للفتاة، ولكن بعد فوات الأوان وبأسوء حال ..!!!



اما هي .. فكان حالها لا يسر ابداً ..
انزلقت رجلاها وهي تنزل من السلالم بسرعة غير مدركة بأن الخادمة كانت تنظف الأرضية بالماء والصابون

وعندما سقطت .. رضخ كوعها الأيسر وأسفل ظهرها مباشرةً بـ حافة السلم الأخير ..



للحظة أصابها دوار أطاح بحواسها السمعية والبصرية أرضاً، وألم السقطة يزداد اشتعالاً في جسدها بأكمله وتأوهات خافتة ناعمة كالقطن تخرج من حنجرتها بصورة ...... "أليمة" ...


وبسبب قوة اندفاع سقطتها .. انحسرت ثيابها قليلاً لتظهر ساقيها ووجهها المحتقن باحمرار مؤلم بان بعد أن سقط غطاء وجهها التي حرصت على تغطيته تجنباً من وجود غرباء في باحة المنزل ..!!!



كان حمد واقفاً وعقله في تصنم تام


ماذا يفعل ..!!
ماذا يفعل يا إلهي ..!!

هذه ميره، هو متيقن من هذا ..!!!

ذات الشفاه المرصعة باحمرار بلوري
وذات الشامة المتفجرة بفتنة خاصة لا تليق إلا "بها" ..!!!


يالحرقة قلبه الضائع بين جنبات عيناها وهو يتلقى بوحشية تأوهاتها المؤلمة ..!!!




تنحنح بقوة وهو يشد من احبال صوته لتظهر كبحة موسيقى لآلة عتيقة، وبنبرة تحرق الوجدان همس:
ميـــــــــره




يــــا إلهـــي رحمــــاك ..!!
لم يكن يعرف بأن لحروف اسمها تلك السطوة الشرسة على اوتار ذاك القابع في يسار صدره ..!!



تنحنح بقوة أكبر وهو يزفر هياماً صرفاً: ميـــــره .. احــــم ميــــره تسمعينــــي ..!!!



كانت ميره تتأوه وما زالت مغمضة العينين ووجهها يوحي بمدى ألمها الشديد والمنتشر في كل ارجاء جسدها الضئيل،

وفجأة اجهشت بالبكاء ما إن لمحت طيف شخص بقربها،

وبنبرة خافتة تخللها شهقات دموعها التي تتساقط من عيناها المغلقتان من شدة الألم:
آآآآآآآآه عـ عـ عمميه أ أ أحمممد ألل ألححق عليييه ..


وازداد بكائها وهي تتأوه .. ولا تمتلك أي قوة لتنهض من الأرض الصلبة ..




تحولت عينا حمد لسواد مظلم بعد أن سمع تأوهات حبيبته الباكية ..


أتظنين بأني عمك يا مهجة الروح ..!!

أنا أبـــــــاك، وعمـــــــك وأخــــــــاك
فقط كفكفي دموعك ارجوكِ

لم أكن لأتحمل يا فتاة صوتك الشادي وهو يضحك، لأتحمله الآن باكياً يترنح من فرط الألم..!!
فلترحميني يا أنتي ..!!




أتت الخادمة وهي تصرخ بجزع حاملةً بين يديها سطل الماء والمكنسة، وقالت بعربية متكسرة: اووه ماي قااااد ميرررة هبييييبتي، انتي كيف يتييييه ..!!!
(يا إلهي ميرة حبيبتي، كيف طحتي ..!!)

ميرة والتي من فرط ألمها .. أصبحت شفاتها المكتنزة في حالة ارتجاف تام انبأ صاحب القلب العاشق عن حدوث انفجارات مدوية في قلبه اطاحت حصونه بنمرودية لا ترحم..!!



قالت بأنين خافت باكي ولم تدرك الى لآن من الذي حولها حقيقةً: آآآآه راشيلدا تعالي شليني والله ماروم اوقف .. آآآآآآآآآآآه ايدددددددي ..

تسمرت الخادمة راشيلدا بمكانها باهتة الوجه وهي تنظر للرجل الغريب امامها بتعجب .. واخذت تتساءل عن وجوده هنا ..!!!!


احتقن وجه حمد بغضب من بلادة الخادمة .. وسرعان ما امرها بحزم يشوبه انفعال داخلي عاتي:
شلي البنت بسرعة ودخليها داخل ..


اتسعت عينا الخادمة ببلاهة وهي تنظر للشاب ذو القامة الممشوقة وملامح وجهه البريئة الحنونة تعطيه عمراً أقل من عمره الخامس والعشرين ..

كرر ما قال بغضب أشد ونفسه بدت تضيق تماماً: يلااااااا شلييييييهاااا


ثم تراجع للخلف وهو يلتفت لميرة بقلبٍ يرقص ألماً على حالها،
ولكن ليس بيده حيله فهو ليس بمحرم لها ولا يجوز أن يقربها أكثر من ذلك ..!!!

ليتك ملكي انا فقط أيتها المجنونة
لألقنك درساً لن تنسيه على حماقتك/شغبك ..!!!


وهمس بخفوت تخلله تهكم/غضب بالغان وهو يحاكي طيفها الشجي: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
عميا انتي عميا ...!!!
ما تشوفين السلالم كلها خرسانة ماي وصابون ..!!!
افففففففففففف ..


ووقف في زاوية بعيدة وهو يرى الخادمة تعاون ميرة على الوقوف وتُدخلها الى داخل المنزل ..



زفر بحرقة العشق اللامتناهي وهو يدعو ربه عز وجل أن يحفظها من كل شر وسوء

أن يحفظهــا لــه هــــو ..


.
.
.
.
.
.
.



دبـــــــي




نزل من غرفته بعد أن نام سويعات قليلة اراح فيها جسده المنهك من السفر، كان يمشي ويحرك ذراعيه للوراء كرياضة بسيطة لتمديد عضلاته ..

تأوه بألم خفيف وهو يبتسم بخفة: آآآآآآه ... ههههههههههههههه يديه عاد ما ضربني بالخيزرانة الا في مكان اليرح بالضبط


وصل لحيث والدته وشقيقته جالسات بهدوء ومزاجية لا يعلى عليها ... ثم هتف بنبرة رجولية مازحة: هالو سويتي قيرلزززز

مهرة بابتسامة جميلة: هالو بيق بروووووو

قطبت أم نهيان حاجبيها باستنكار: نحن عرب يا أمة محمد


انحنى ليقبل خدها بثغرٍ باسم مع تيقنه الكامل ان حدة عيناها ستنجلي بعد قبلته بقدرة عجيبة: مسيتي بالخير والعافية يا ام نهيان ..


وكما توقع .. اختفت عقدة حاجبي والدته لتصبح نظرتها اشبه بقطرات ندية من نهر في الجنة: مسيت بالنور والسرور يا ولد عبيد .. رقدت زين ابويه ..؟!!

رد نهيان وهو يمغط ذراعه الأيمن بقوة: هيه الحمدلله رقدت وشبعت رقاد بعد ..


قامت مهرة لتجلس بقرب شقيقها الكبير وقالت بدلال حلو المذاق: نهيان راوني صور سيشل في خاطريه اشوفها من كثر ما الناس تمدح جوهااا وطبيعتهاااا ..

نهيان بحنان جارف وهو يضع ذراعه خلف رقبتها: إن شاء الله بس الكيمرة هب عنديه الحينه .. عند واحد من الربع .. عقب باخذه عنه وبراويج الصور ..

مهره: انزين .. بس اقولك .. صوغتيه وين ..؟!

اتسعت ابتسامته وهو يمط انفها الصغير .. وقال:
في الشنطة .. سيري خذيهن ..

أمسكت مهرة بعفوية ذراع شقيقها ليتأوه بخفوت ..

تراجعت بصدمة وهي تضع يدها على فمها: اووووه آسسسسفه
بعدها ايدك تعورك من خيزرانة يديه ..!!

هتفت أم نهيان بجزع وهي تضع يدها على صدرها: وابوووووييييه لا يكون كسرلك اييييدك ؟؟!!


ضحك نهيان بخفة وهو يتذكر ما حصل بعد أن دخل المنزل ظهراً




عند الظهر



بصوت جهوري متفجر بالمَرح الذي يتميز به دائماً:
السلااااااام عليييييييييكم، نهيان بن عبيد بن نهيان الحر يرحب بكم جمييييييعاً ..


تهللت الأصوات المرحبة والسعادة تملئ أعين كل العائلة بحب صافٍ وشوق أصفى ..


وسلم على الجميع، على أبيه، أمه، شقيقه حمد، شقيقته الصغيرة مهرة ..

وما إن وصل لجده الجالس في صدر صالة المنزل حتى ضربه بكل ما اوتي من قوة بعصاه الذي يتكأ عليها،

وبعصبية رجل مُسن لعب الشيب الأبيض بلحيته لعباً طويلاً:
سود الله رقاااااااااع امن يااااااابتك يا الهواااام، خربوا مذهبك بلاد الكفااااااااار وعلموك مذهب تعبان مثل ووويهك

ومسح بناظريه المشيبان قمة رأس نهيان إلى أخمص قدميه .. وتابع بازدراء/استنكار: اشوووه هااااااا، امففففف علييييييك من ووووولد امممممف ..

تأوه نهيان بألم وهو يضحك بسماحة نفس .. والجميع كان يضحك كذلك ولكن لظرافة وغرابة هذا اللقاء ..!!!


وبغضب أخذ الجد أبا عبيد يضرب ذراع حفيده الأيمن والشوق يأكل قلبه بضراوة إلى أن تخم الشوق نفسه، ولكنه غاضب من استهتار هذا الولد الذي لا يحترم عادات البلاد وتقاليدها ..

هتف بذات استنكاره الحاد: آخر مرة يا ولد عبيد اطب ذيك البلاد اللي ما وراها الا الفساد سامعنيه ..!!


أعطاه نهيان اجمل ابتساماته وأسرع بتقبيل رأسه ويديه الثمينتان ..


ياله من مُسن قوي خبيث .. يعرف كيف يسيطر على امتلاكه لجنبات قلبي دوماً ..!!!!

وبنبرة براقة اجاب: ان شاااااء الله يالغالي آخر مرة اطب بلادهم
كله ولا زعل بوعبيد عنيه هب بلااااه ..
(عنيه هب بلاه = الله لا يحرمني منه)

غمغم أبا عبيد وهو يجر نهيان ليجلسه بقربه بصرامة تخللها اشتياق واضح: ايلس ايلس يا ولد، خبرني شحوالك شعلومك ..؟؟



،



استفاق نهيان من شروده الذي مضى عليه ثواني لا تتعدى الخمس، وقال ببسمة تقطر دفئاً لوالدته: لا امايه فديتج
ما فيه الا العافية الحمدلله ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
غــرنــاطـــة




وقفت بجانب الصخرة الشهيرة التي كانت آخر دليل على مداس المسلمين في الأندلس وأخذت تقرأ بخفوت مذهول:
ساسبيرو ديل مورو


نهضت وهي تسأل المرشد السياحي بإنجليزية تخللها مشاعر انبهار شديد: أهذه هي الصخرة التي بكى عندها الأمير أبوعبدالله آخر حكام المسلمين في الأندلس ..؟؟!

أجاب المرشد بابتسامة مهنية وقال: أجل يا آنسة هذه هي الصخرة


اجتمعن الطالبات وروضة والإخصائية مريم بجانب ناعمة بانجذب ومشاعرهن تشبه مشاعر ناعمة المُنبهرة ..

روضة والتساؤل بدا يغزو ناظريها: نعوم ليش صااااح ...؟؟!

الإخصائية مريم وهي تعقد ساعديها امام صدرها: مب هو يا ناعمة اللي سلّم مفاتيح غرناطة لمملكة اسبانيا ..؟!!

وضعت ناعمة ذراعها على كتف الطالبة حمدة بحنان جارف ووافقت الاخصائية مريم بما قالته ببسمة حزينة:
هيه نعم هو نفسه .. تخيلوا بعد 800 سنة من ازدهار كبير يشع من كل مكان من هالبلاد، انطفى هالنور عقب ما سلم الأمير ابوعبدالله محمد الصغير مفاتيح غرناطة للملك فرناندو والملكة ايزابيلا ..


وأشرت نحو الصخرة بشجن وعينان تتفجران آسفاً/خيبة: سلّم المفاتيح وطلع هو وعايلته وأمه عائشة الحرة من القصر ووقف هنيه على بعد 12 كيلو من غرناطة وصااااح ..
صاح صياح قوي عقب ما ندم وادرك متأخر انه ضيع المُلك بسهولة للأسبان ..

صاح على حضارة انبنت على دماء مسلمين بذلوا ارواحهم في سبيل نشر الاسلام في كل بقاع الأرض ..!!

وقالتله أمه عائشة الحرة كلمتها المشهورة وهي تشوفه يصيح .. قالتله بكل حرقة قلب: ابكي، ابكي بكاء النسااء، ملكاً لم تحفظه حفظ الرجاال


وطبعا الجواسيس الأسبان اللي انتشروا في كل غرناطة، شافوا الامير أبوعبدالله وهو يصيح في هالمكان ..
فـ سموا هالمكان بـ ساسبيرو ديل مورو يعني (بكاء العربي)

هتفت زينب بغيظ وعيناها ادمعتا بتأثر واضح: وهو ليش أصلاً يسلمهم غرناااطة ..؟!!

ابتسمت ناعمة واجابتها بحكمة: يا زينب اللي يعيش ويبني ملك لله وللمسلمين بيعيش بعزة وكرامة واسمه بينكتب بالذهب، لكن اللي يفكر بنفسه ويبني شي لمصالحه الشخصية ولمطامعه بدون ما يفكر بغيره فـ هذا صدقيني بيكون مصيره الهوان والضعف والذل على ايد ارذل خلق الله ..

والامير أبوعبدالله وأخوه وقبلهم أبوهم الأمير الغالب بالله كانوا غرقانين أصلاً في متاع الدنيا وابتعدوا عن مبادئ ديننا الحنيف اللي أسست حضارة الأندلس وثبتتها بأعمدة من التعايش والوحدة والفكر السليم، انغمسوا للأسف في صراعات ما تنتهي مع لجل السلطة والنفوذ والمال ..

وأردفت وهي تأشر بشرح مبسط: والأمير عبدالله طمع مثل غيره في غرناطة اللي كانت أصلاً مملكة ما تتقارن بالممالك الأندلسية الثانية، لكن الطمع يوم يعمي بصيرة البني آدم بينسيه أي شي ثاني يستوي حوله، والدليل إنه لهى عن الأسبان وما شاف المكايد اللي تستوي حوله منهم، بالتالي شو صار ..!!

ردت روضة عليها وهي تهز رأسها بأسف: بالتالي سلمهم غرناطة عقب ما حس إنه خلاص ضعيف وما بيقدر يواجههم، خصوصاً عقب ما اتحدت ممالك الأسبان كلها وكونوا قوة ما يستهان فيها ..

ناعمة: صح عليج رواضي



: ناااااااااااعمة، يلا الباص بيتحررررك ..


ضحكت روضة: ههههههههههههههه اخوج مغتاظ منج .. وقفتي الباص فجأة ونحن في الدرب عسب تعطينا درس تاريخ عن هالمكان ..

ناعمة بضحكة رنانة: هههههههههههههه سكتي يا ختيه زايغه مابا اشوفه ..

وأردفت وهي تحث صديقتها وطالباتها على السير: يلا يلا امشن عن يروحون عنا ..


وهي تمشي .. التفتت للوراء ونظرت نظرة أخيرة على المكان الذي شهد صورة حية لخنوع المسلمين في زمان ما .. وتذكرت بشجن شفاف .. قصيدة أبو البقاء الرندي الشهيرة والتي يرثي فيها بمرارة ضياع الاندلس الحبيبة ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـوظبــــي




تململ بجلسته وهو يشاهد مباراة كرة القدم والغيظ يحتل نظرات عينيه من ضعف فريقه هذا الموسم والذي سيخسر في هذه المباراة على ما يبدو ..

غمغم بتهكم خشن وهو يقذف جهاز التحكم: اففففففففف النتيجة واضحه يا بويه .. انا اللي ما عنديه سالفة اللي متابعكم ..
بسويليه شي اكله ابركلي ..

نهض وهو يتصل كعادته بـ خليلة قلبه ليأخذ منها مقترحات لعمل عشاء لذيذ وبسيط ..
وبنبرة رجولية تفتن قلبها الضعيف أمامه قال: شحال حبيبي اليوم ؟!


آمنة بابتسامة لم تستطع كبحها رغم حزن قلبها: الحمدلله بوخويدم انت شحالك ؟

بطي باستغراب باسم: لا لا لا وين حبيبي وين عمري وين حياتي ..؟!!
بوخويدم هاي يعني شي فيج ..

تنفست آمنة بقوة وهي تحاول وبشدة اظهار دفئ صوتها وحبها له ..
فهي بعد تفكير عميق، استنتجت بحسن ظن صرف أن هناك سوء فهم في الموضوع، ولن تخرب علاقتها الجميلة مع زوجها باعتقادات وتكهنات غريبة بسبب غيرة عمياء ..!!


وبنبرة دافئة صادقة متفجرة بشوق غريب همست: فيّه انيه ولهانه على حبيبي بطي .. يستوي تييبلي اياه الحينه ..؟!!


ارتعش قلبه مع همسها العذب، واشتعلت رغبته بأن يضمها لصدره بقوة وينهل من منبع عسلها بكل جوع عنيف يمتلكه ..

وبنبرة ثقيلة خرجت تحت وطأة لهفة رجل تفجرت روحه "بالتوق": استغفر الله العظيم، بلاني ربيه بحرمة ما تروف بقلبي ابد ..
اقول حبيبي، ساعة ونص بالكثير وانا عندج ان شاء الله ..

انفجرت آمنة ضاحكةً على جنون زوجها، وقالت بنبرة اهتزت اغراءاً لعوباً تخلله شوق كاسح:
اترياك حبيبي لا تبطي عليه ..

قال وهو يشتم شماغه الذي سقط منه بعد أن اهتزت يداه من نبراتها "القاتلة": يلا يلا يااااي من غير شر ..


.
.
.
.
.
.
.



انتشر الضباب امام ناظراه،
وهو يمشي .. ويمشي .. ويمشي ..

أخذ يتلفت بحيرة وملامح وجهه تحكي قصة ضياع .. وشتات ..

استمر بالمشي ، واستمر
واستمــــــــر ....

وقف وهو يفكر .. في أي غرفة هو الآن ..!!

وهذا الطفل الجالس على الأرض ... من يكون ....!!

سمعه وهو يتأفف بضجر ويحاول بشتى الطرق حفظ القصيدة العربية التي سيمتحن بها غداً في المدرسة

ابتسم وهو يرى هيئته التي لم تكن الا نسخة مصغرة منه

أهذا هو يا ترى ..!!
ههههههههههههه انه هو حقاً، كان طفلاً جميلاً لا بأس به .. !!


اقترب من الطفل وهو يحاول امساكه ..... ولم يستطع لمسه

لمَ يا ترى لا يستطيع تحسسه ..!!


رآى الطفل وهو يحمل كتابه ويتهكم بصوت عالي: بروح عند بابا عشان يسمعلي، اف تعبت قسم بالله ..


ابتسم ببسمة تضج بالمشاعر الغريبة .... والثقيلة .... ثم لحق بالصغير و هو يتتبع تفاصيل المنزل المألوف ..!!!!

أهذا منزل جداه في رأس الخيمة ..!!!!
أجل هو بعينه ...!!!!

رآى الصغير وهو يدلف لغرفة هو يعرفها تماماً ..
غرفة والديه، محمد ونيلا ..


دخل وهو يسمع ضحكة والدته التي تحتضن الصغير بحب وحنان لا يوصف

أحس بغيرة شديدة تنهشه ..

وهمس: امايه ..

لم ترفع عيناها عن الصغير ابداً ..

اخذ همسه يرتفع .. الى ان اخذ يناديها بصوت مبحوح موغل بالوجع الصرف: امااااااااايه امااااااااااايه ..


لم يسمع رداً منها أيضاً ..!!

رباه .. لمَ لا تجيب على نداءه ..؟!

امي ....
انا حارب ...
انا ابنكِ ورجلكِ الثاني كما تناديني دوماً ..!!!

اجيبينــي يا جنتــــي ..


رآى والده وهو يلاعب الصغير ويقول له بنبرة أبوية حازمة: ها حفظت القصيدة ..؟؟!

رد الصغير وعيناه المشابهتان لعينا والده تنضح ثقة طفولية: هيه ابويه كلهااااااا، سمعلي يلااااااا


جلس والده امام رقعة الشطرنج وهو يناديه بخبث: لو غلبتني في هالدور بسمعلك ..

قذف الصغير ذو الاثنا عشرة سنة كتابه .. وجلس أمام والده وروح المنافسة والحماس بدأتا تظهران على ملامحه: بغلبك بغلبببكك ..


وبدأ يلعب مع والده الذي كان يبتسم له طيلة الوقت بإعجاب وهو يراه كم يحاول بجهد مجاراته باللعب ..


وبعد دقائق طويلة،

قال والده بعيناي باسمتان: اسمع حارب، خل هالشي في بالك، حاول قد ما تقدر ما تحرك الرخ والوزير إلين ما تستنفد كل وسائل الدفاع والهجوم عندك، لأن وجودهم في خط واحد يضاعف قوتك ..


وضع الصغير يده اليمنى على ذقنه بينما اسند كوعه على فخذه مقلداً بشكل عفوي جلسة أبيه .. وقال مفكراً بعمق: اممممممم انزين ..




كان هو في تلك الأثناء مسنداً ظهره على الحائط ويراقب ببسمة اشتياق وفضول الذي يجري امامه ..
فهو يرغب بشدة معرفة من الذي سيفوز ..!!


وبعد لحظات مرت في عالم لا يمت لعالم الواقع بصلة ..

صرخ الفتى بسعادة متفجرة: فزززت فززززززززت فززززززت ..

ضحك الأب بحنان وهو يمسح على رأس أبنه، وقال بابتسامة أبوية عبقة: كفوو يا ولد محمد .. أحسنت




ابتسم هو بحب تفجر حنيناً عندما اكتشف أن والده قد خسر امام الفتى الصغير بتعمد واضح ..!!!

هو هكذا دوماً، يفعل المستحيل لرسم الضحكة على شفاهنا نحن ابنائه .. ولو على حسابه ...!!



أرهف سمعه عندما قال "اباه" لـ "هو الصغير" بحزم أبوي دافئ وهو يضع ذراعه الكبيرة على كتفيه الضئيلتين: لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة ..

بتحصل اللي تباه في ها "وأشر بسبابته على رقعة الشطرنج بحزم شجن"


أخذ كلام أبيه يتردد على مسامعه كصدى صوت يتردد في مسجد من الطيبن قديم مهجور ..


لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها




بدأ كل شي يستحيل لضباب، وأحس باختفاء جسده تدريجياً وسقوط اجزائه كأوراق خريف أصفر باهت اللون ..

أخذ ينادي وصوته المثقل بالوجع أصبح مرتجفاً .. متهدجاً .. محترقاً: أبوووووووووويه
امااااااااااااااايه
ما شبعت بعدني منكم
دخيلكم تموا شوي معاااايه ..


لمح طفل صغير آخر ذو أعين تتفجر براءة وجماله يذيب قلوب البشر ..
ورآه وهو يلوح بيده إليه ويصيح ببسمة اشرقت وجهه الصغير: باي باي حروب ..


انفطر قلبه بدهشة مؤلمة وهو يحاول مد يده ليتحسس ملامح الصغير بشوق "ينحر":
عبيد .. اخويه عبيد
انت عبيد
خلكم يا خويه .. دخيلكم ..
تموا شوي .... ولهان عليكم
ما شبعت منكم والله
ما شبعت ..


وبصراخ تشتت بين عالم واقعي/عالم لاواقعي: ولهاااااااااان علييييييييييكم
والله ولهاااااااااا.......



هبّ من سرير وهو يتحشرج بـ أنين خشن .. غليظ كـ غلظة مأساة روحه ..

واخذت شفاهه ترتجف بالاستغفار بينما عرقه يتصبب بغزارة وكأنه كان غارقاً في بركة مياه سحيقة العمق/الظلمة ..


بح صوته الخشن بسبب لهاثه المتواصل وتنفسه الثقيل وتمتم بنبرة مرتعشة:
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
يـــــــارب
يـــــــارب ارحمنـــــي ..
الـــروح ما عــادت تتحمـــل فرقــــاهم، مـــا عــادت تتحمـــل ياللـــــه ..


قام من فراشه بثقل وهو يمسح على شعره الأسود كثيف المبلل بالعرق بإنهاك روحي تام ..
ثم دخل الحمام وقرر أن يستحم علّ زفرات صدره الموجعة تخف وتبرد بعد حلم أشعل في صدره نيران يصعب اخمادها ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن
صبــاح يـــوم جـــديد
في إحدى المواقع الإنشائية




وقف وقفته المتحفزة العملية على الدوام ونظرة عيناه الهادئة فطرياً لا توحي للناظرين بأن داخل عقل هذا الرجل آلة تعمل بعبقرية وتفكير ذكي ذو سرعة بديهية تامة، فهو يعطي انطباعاً للذين يتعاملون معه بأنه شديد الطيبة، يسهل التحايل عليه وأخذ المطلوب منه بسلاسة ..

ولكنه عكس هذا تماماً ..!!

صحيح إنه يمتلك قلباً طيباً حليماً، ولكن ليس ممن يسهل التلاعب بهم بالكلام والأفعال ابداً ..!!

وكما تقول والدته شريفة دوماً: "خافوا من الساكت" ..!!


كان واقفاً ويتناقش بهدوء مع المقاول التشطيبات الأخيرة المُراد تغييرها قليلاً في المبنى الذي هم فيه ...

شعر بدوار خفيف والشمس الحارقة فوقه تصب اشعتها القاسية الحارقة على رأسه ..


انتصب بقامته التي تتسم بطول متوسط جذاب واضعاً يده على جبهته ويهتف بحزم بالغ: مصطفى خل نكمل في المكتب عنديه .. شو الراي ..؟؟!

رد المقاول مصطفى وهو يهز رأسه بـ موافقة: زي منته عايز يا بش مهندس سيف ..

ركب الأثنان سيارة سيف وانتقلا للشركة الواقعة على بعد 3 شوارع من موقع البناء

دخل مكتبه ومعه المقاول وهو يلتفت لسكرتيرته الكبيرة في السن، وأمر بحزم شديد الاحترام: أم ابراهيم هاتيلي مخطط المبنى الايديد لو سمحتي ..

ام ابراهيم ببسمة حنونة: حاضر يا باشا، دئايئ بس

دخل الرجلان المكتب، وجلسا ليعملا بتركيز تام وفي جو هادئ ومريح ..


وبعد دقائق طويلة مرت .. استقام بجلسته وفتح احدى ادراج مكتبه ليُخرج علبة مسكن للألم .. ثم ابتلع حبة منها علّ الألم الذي يشعر به في جسده يستكين قليلاً

لم يدرك أن العرق يتصبب من وجهه حتى قال له المقاول والقلق بان من نظرة عيناه: أبوماقد بلاش تكمل شغل النهارده،
باين من وشك إنك تعبان خالص ..

هتف سيف وهو يمسح عرق جبهته بإبهامه: لازم نخلص من سالفة هالمبنى اليوم، ما عندنا وقت يا مصطفى

اخذ مصطفى المخطط من بين يدي سيف ثم طواه وهو يهتف باصرار: لأ يا راقل، صحتك عندنا أهم من الشغل والتعتير
انته ارجع لبيتك، وانا حكمل البائي ..

كان سيف سيعترض ولكن المقاول مصطفى قاطعه: ما تخفش يا بش مهندس وراك رقاله
ئولتلك انا حكمل بائي الشغل وبالشكل اللي حيرضيك بإزن الله
امشي بئى ..

هز سيف رأسه بـ عقل متشتت من الإرهاق ووقف ليهم بالخروج .. الا ان مصطفى استوقفه ليسأله باهتمام:
اوصلك البيت ولا تئدر تسوئ لوحدك ..؟!!

أجاب سيف بعينان ذبلتان: لا لا تسلم اروم اسوق


.
.
.
.
.
.
.


أبــوظبـــي



بدلع أنثوي صرف أخذت تدهن ذراعيها الناعمتين بكريم مرطب ذات رائحة تتفجر شغفاً .. من ثم أخذت زجاجة عطرها الفواحة برائحة الفل المركز وعطرت مواضع النبض في جسدها ..

بعد أن انتهت من زينتها، نزلت لتحضر القهوة التركية لها ولزوجها الحبيب ..


لمحته جالساً في الصالة الواسعة وهو يقرأ الجريدة الصباحية ونظارته المخصصة للقراءة تتكأ فوق جسر أنفه بسطوة جذابة ..

ضحكت بينها وبين نفسها وهي تتذكر كيف اقنعت زوجها بطريقتها الخاصة أن يتأخر عن عمله ليشرب القهوة الصباحية معها بجو صافٍ شاعري خاصة بهما فقط ..

دلفت المطبخ بخفة ورشاقة وبدأت تجهز القهوة والبسمة لا تفارق ثغرها ..


لطالما اجتذبت أعين البشر بجاذبية اُلقها الانثوي وطلتها البهيَّة ..

والذي يراها لا يعطيها عمراً كعمرها الأربعين ..!!!

هي في الحقيقة ابعد بكثير عن مفاهيم الكبر ..!!!
لأنها كانت ولازالت تدمن الرياضة بكافة أنواعها .. وهذا الإدمان ما جعل قوامها كقوام عارضات الأزياء
مشدوداً ومرناً بشكل مبهر ..

وتسلل شغف الرياضة لا ارادياً فيما بعد لروح ناعمة ابنة اخيها أبا ذياب عندما قررت الأخيرة ان تخفض من وزنها وتصل للوزن المثالي الذي لطالما طمحت إليه ..!!!


جفلت جزعةً عندما شعرت بذراعين حانيتين تطوقان خصرها بشغف صرف، وصوت يهمس بنعومة في أذنها:
شيطونة انتي ..


هتفت بنبرة باسمة تشع غنجاً راقياً وقلبها يعلن دقاته المغرمة: الشيطونة في خاطرها تشرب قهوة وياك الصبح،
فيها شي ..؟!!

قبّل عنقها من خلف أذنها الأيسر وهمس بنبرة رجولية مثيرة: بس اشرب قهوة ويااج ..!!!
لو قلتيلي يا مصبح فنش من شغلك بفنش وانا اضحك ..


ضحكت بخجل وهي تمسد بنعومة فك زوجها: ههههههههههههههه لا عاد حبيبي هب لهالدرجة ..


تنفس مصبح عبق رائحة محبوبته بقوة وهو يقول بهيام: ناوية تذبحيني اليوم سلامي ..!!


استدارت بجسدها الرشيق وهي ما زالت سجينة ذراعيه .. وهمست بابتسامة ظهرت وسط وجهها ذات التقاسيم الناعمة والفم الصغير: تروحت بالفل اللي تحبه ..

هز مصبح رأسه باعتراض خبيث باسم، وهمس مقرباً وجهه من وجهها باثارة تبعث في قلبها الرعشة: لا يالزينه ..
قولي الفل اللي احبه عليج انتي بسسسسس ..


ارتعشت ضحكتها خجلاً .. وهمست بخفوت غارق بالدلال: انت اللي ناوي تذبحني اليوم يا بوظاعن ..

هتف مصبح بتحذير متسلي وهو ينظر من خلف زوجته: سلامي إلحقي على القهوه ..

انتفضت سلامة بجزع .. والتفتت بسرعة لتطفئ النار وهي تصيح: اووووويه .. كله منك مصبح ..

ضحك مصبح بتسلي صرف وهو يهرب: هههههههههههههههه ما سويت شي انا، لا تتبلين عليه


وبعد دقائق معدودة ..
صبت سلامة القهوة في كوبان أبيضان ناعمان وخرجت لتجلس في الصالة مع زوجها

أخذا يتحدثان والجو المنسجم يضفي احساس رائعاً يزيد من غرام نظراتهما المثقلة بمعاني الحب العذب

وبينما هما يتسامران .. قالت سلامة بتردد: بقولك شي مصبح، وماباك تحرج ورفجه ..

قطب مصبح حاجبيه باستغراب .. قال: شو سلامة ..؟!!

همست سلامة وهي تلعب بطرف لباسها بتوتر خفيف: اممممم اوعدني اول ما تحرج وتاخذ السالفة بهداوة

عدل مصبح جلسته ليقابل وجهها هاتفاً بحزم بالغ: إن شاء الله، يلا قولي ..


قالت سلامة بعد أن تنهدت بعمق: اولة البارحة يوم ظهرت الحوي عسب ازقر البشكارة، شفت ظاعن مندس في زاوية ويدوخ ..
(البشكارة = الخادمة)


تحولت تقطيبة حاجبا مصبح من تساؤل/استغراب إلى انفعال مصدوم .. وقال: شوووه ..!!! ظاعن يدووووخ ..!!!

سلامة ونظرتها بدت حزينة ومتخاذلة: هيه ريته بعيني ..
دخيلك ماباك تحرج عليه .. ايلس وياه وتفاهموا .. انت ابوه .. وهو ما بيلاقي شرواك عون وصديج ..

زفر مصبح زفرة منفعلة حادة .. وهتف: استغفر الله العظيم .. ظاعن يدوخ ..!!
منو معلمنه على الزقاير ..!!
لا انا ولا عمامه ولا خواله ندوخ ..!!

هتفت سلامة وهي تهز كتفيها بقلة حيلة: ماعرف والله حتى انا انصدمت من الخاطر .. يمكن من ربعه يا مصبح
عسب جيه اقولك لازم تيلس وياه وتشوف حل لهالسالفة قبل لا يتعلق بالزقاير زود وما يروم خلاف يودرهم ..

أومئ مصبح برأسه هاتفاً بحزم تخلله تفكير عميق قبل ان يقف: إن شاء الله إن شاء الله .. فليل بيلسه جدامي واعرف منه كل شي ..

أضاف وهو يأخذ شماغه وعقاله: يلا عيل .. انا ساير الدوام ..


.
.
.
.
.
.
.


شركة بن خويدم – فرع أبوظبــي




وصل الشركة في تمام الساعة الحادية عشر ..
كان يمشي بين الممرات والردهات وعيناه تبثان نشوة تتفجر راحة لا توصف بعد ليلة لا تُنسى قضاها في احضان زوجته ..


يالمُكر أهدابك التي ترقص بفتنة أمام ملائكية عيناكِ يا امرأة ..!!!
كيف لهمساتك تلك القدرة على إغراقي في بحر انتِ حوريته ..!!
كيف لسكرة لمساتك ودفئه الناضح القدرة على نسياني حروف اسمي ..
وكلمات نبضي ..!!

كيف ..!!

كان هائماً ويتذكر بعشق صرف ملامح وجه محبوبته المشبع بالجمال، ولا يدرك بأن هناك عين أنثوية تتلصص به، وتتمنى سقوطه في شبائكها في أقرب فرصة متاحة ..!!


مر على سكرتيره النجيب صالح وسلم بصوت جهوري باسم: السلام عليكم

صالح باحترام ودود: وعليكم السلام ورحمة الله
شحالك يا بوخويدم ..؟!

بطي: بخير يعل ربي يعافيك ويسلمك
ومن صوبك يا صالح ..؟؟

صالح: الحمدلله ما نشكي باس

بطي: شو صحة الوالدة اليوم ..؟!!

صالح: والله الحمدلله، أحسن عن البارحة بوايد

بطي بحزم تخلله تقدير صادق: ما تشوف شر ام صالح، الله يعطيها الصحة والعافية

رد صالح شاعراً بالامتنان لـ اهتمام رئيسه بأحواله وأحوال عائلته: الشر ما ييك يا بوخويدم، تسلم ما تقصر


دخل بطي مكتبه الذي كان يطل على حديقة كبيرة ذو نافورة ضخمة ومنظرها يبعث البهجة في الروح، خصوصاً عندما تتجمع العصافير عندها وتأكل ما ينثره العامل الهندي من حبوب لهم


جلس وهو يفتح حاسوبه المحمول، ليبدأ بمراجعة شروط المناقصة التالية بتركيز ودقة ..


بعد دقائق عديدة، أتاه رنين الهاتف الذي اخرجه من تركيزه الشديد ..

إلتقط هاتف مكتبه وأجاب بحزم قوي: ألووووو

: طمعانين بعد بمناقصة البنك المصري يا بوخويدم
اشرايك تعطينا اياها ..؟!!!


قطب بطي حاجبيه والغضب بدأ يتسلل بين ملامح وجهه، ولكنه رد ببرود يجمد أوصال الجليد نفسه:
لو تقصد إن المناقصة هاييج عطيناكم اياها عطية، فهذا اعتبره مديح طوليه بعمرك ..
لأن محد يروم يلعب من ورا بوخويدم ويصرقه عيني عينك ..!!

ضحك الآخر بخبث: ههههههههههههههه بس غيرك رام عليك يا بطي ..

بطي بابتسامة جانبية لم تتجاوز عيناه اللتان اصبحتا قاسيتان وتبرقان اشمئزازاً:
غيري يبا يصعد سلالم النجاح على جتوفيه، ولا يقدر يسوي 1% من اللي سويته انا بنفسي ..
روح يا شاطر وإلعب على واحد صغير شرواك، وهب بطي اللي بتصعد انت وغيرك على حسابه
كان غيرك أشطر يا ولييييييد .. (وليد تصغير ولد)
يلا اسمحلنا وقتنا ثمين ما نقضيه في أمور تافهة ..


وأغلق الخط بقسوة باردة .. وقال بنبرة كالفحيح .. نبرة متوعدة عاصفة:
آخر مرة أخلي الأمور تفلت من ايدي ..


وبعد مرور ساعة، سمع طرقات رقيقة آتية من باب مكتبه

هتف بصوته الرنان وعيناه ما زالتا على الأوراق والملفات الكثيرة أمامه: تفضل

بصوت مشبع بالانوثة/الغنج قالت الطارقة: صبحك الله بالخير بوخويدم ..


رفع رأسه وهو يقطب حاجباه باستغراب
وما إن لمح طرف وجهها الممتلئ بالزينة المُتقنة، حتى أنزل عيناه بنزق مجيباً برسمية باردة:
صبحج الله بالنور أليازية
بغيتي شي ...!!!

تلاعبت ابتسامة جانبية ماكرة على ثغرها .. وقالت: يبت التصاميم الداخلية اللي طلبتهن البارحة ..

قال بصرامة وهو يوقع على أحدى الأوراق أمامه: أظنتي طلبت من سالم المنصوري يخلصلي التصاميم هب منج انتي

احتقن وجه أليازية حرجاً .. وقالت وهي تكتم غيظها من برودة/تصرفاته الجافة: انا حبيت اخلص التصاميم واعطيك اياهن،
وبعدين سالم اليوم ما داوم، اتصل وقال إنه تعبان ..


أشر على طاولة مكتبه وقال بحزم مهني: حطي التصاميم هنيه لو سمحتي وتفضلي ..


لم تعد تتحمل قسوة تعامله معها، ولا نظراته التي تحولت لاحتقار واشمئزاز مقيت .. اطبقت شفتيها ببعضهما وهمست من بين اسنانها: انا شو سويتلك ..؟!
ليش جيه تعاملني ..!!!


رفع بطي رأسه ولمعان الصقيع تبرق من نظرته المظلمة .. وقال بـ وعيد مرعب:
كلمة ثانية يا آنسة أليازية وبوقع ورقة استقالتج، انا حاشم أمج المسكينة، لو مب هي جان أنا من زمان مفنشنج على استهتارج وتعديج الخطوط الحمرا ..

وأردف بقسوة وهو ينزل رأسه مرة أخرى: حطي التصاميم وتوكلي لو سمحتي ..


ارتجف قلب أليازية غيظاً وغضباً لكلماته، وبخشونة لم تعتد اظهارها أمامه هو بالذات، وضعت التصاميم فوق مكتبه واغلقت الباب ورائها بحدة ..


مشت وملامح تشتعل وعيداً لـ انثى تعرضت لخدش رهيب في كبرياءها/انوثتها ..!!!!

حسناً أيها الـ بطي .. حسناً ..
سنرى من سيركع مهزوماً في النهاية ..
انا ..... ام انت ...!!!!


.
.
.
.
.
.
.


في مكان آخر




كان كالدبور الزنان يتحرك يميناً ويساراً والحقد ينهش قلبه بوحشية قبل ان يرفس الطاولة الخشبية التي أمامه


عجبـاً ..!!

ما قيمة الحياة يا هذا بلا هدف سامي ندعو له ..!!
ما قيمتها ونحن نركض بأعين معصوبة ونلهث خلف أمور نحن نجهل ماهيتها من الأساس ..!!
ما أهميتها إذا لم نكن نحن بني البشر خلفاء لله على الأرض نعمل ما أمرنا الله به وننهى عن ما نهانا عنه ..!!
ما قيمة وجودنا كأرواح خلقها الله إن لم نعمر دنيانا بالقلب الطاهر والسيرة الحسنة
ونستقبل آخرتنا بالعمل الصالح والإحسان لكل ما اهدانا اياه سبحانه من نِعَم ..!!


كان هو هكذا ولا زال، معمى البصيرة عن كل ما يجري حوله، ولا يهمه أبداً سوى نفسه وأهدافه الذي يطمح إليها، فهو منذ أن قُتل والده على يد سلطان ورجاله "كما يدعي" .. وهاجس الانتقام ينهش فؤاده/روحه ..

وكأنه كان مقرباً من والده قبل موته ليغضب كل هذا الغضب ..!!!

لأجل الانتقام فقط .. ولأجل المال كذبك .. قرر الدخول مع ابامرشد في مخططاته الشيطانية والتي تطمح لأبعد ما يطمحه هو ذاته ..!!

وحتى بعد دخوله بين تلك الجماعة ومعرفته اغلب اسرارهم، لم يهتم ....!!

فهو فقط يريد رأس سلطان
سلطـــــان لا غيـــــــر ..!!
كيف .. وبأي طريقة .. هو لا يعرف ..!!

ولكن لابد من طريقة يستطيع بها تمريغ أنفه الشامخ بين التراب
لابــــــــــــد ...!!


أتاه صوت مرزوق الفظ ليخرجه من احلام اليقظة الضائعة في وحل حقده المرير: حوووه موينع، قاعد ارمسك اناااا

هتف مانع بفظاظة مشابهة: هااا شو تبااا ..!!!

قال مرزوق بسخرية وهو يشرب من الكأس التي في يده: بتم وارم وايد يعني ..!!!
(وارم = عابس/زعلان)

وشو يعني ما حضرت الاجتماع مع بومرشد ..!!
انا بعد ما حضرت الاجتماع، ما سويت اللي سويته انت ..

هبّ مانع واقفاً وهو يصرخ بغضب لم يستطع كبحه: انا من زمااااااان متفج وياه على هالشي ..
من قبل ثلاث سنين ونحن متفجين وقلتله ابا اكون وياك في هالاتفاقية كلها وقالي تم وصاااار
شحقه الحينه غيّر رايه ..!!


صرخ مرزوق بغضب مشابه وهو يأشر بيده: لا تزاعج عليه يا موينع فاهم ..!!
(لا تزاعج = لا تصرخ)

سر تفاهم وياه شو خصني فيكم انا ..!!

وباستهزاء متفجر أردف: وبعدين انت غبي ..!!!!
قلنالك ألف مرة انت توك شارد من السجن .. يعني لازم تقر مكانك وما تطلع جدام الناس وايد ..
تبا هالمره تسااااااااافر ..!!!
السااااع نفدت من ايد سلطان وجماعته .. والله ليزخونك قبل لا اطب المطار ..
(زخوك = مسكوك) (الساع بمعنى عز الله ^^)

تأفف بحدة والضيق يملأ جنبات قلبه الأسود: افففففففففففففففف الله يلعععععـ..... واللي ياااااب .........


صمت مرزوق وهو يرى غضب مانع حقيقي ولا يستهان به ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



خرجت من غرفتها وبسمتها تشرق مع اشراقة شمس الصباح الأخاذ ثم نزلت من الدرج وشعرها الطويل الأسود الذي موجته مساء أمس يتراقص خلفها بخيلاء خالص ..

استأذنت من والدتها لتذهب لمنزل شقيقها بطي وتجلس قليلاً مع آمنة ..
وبعد ان تأكدت من ثبات حجابها المنزلي الطويل الذي يغطي كامل جسدها على رأسها ..... خرجت ..

ما إن وصلت الى المنزل ودخلت، حتى سمعت من بعيد بكاء الصغيرة لطيفة الحاد تخلله صراخ متهكم من آمنة


ابتسمت ودخلت اكثر الى الداخل بخفة لا تكاد تُسمع ..

وهتفت بانتعاش عندما رأت آمنة جالسة في غرفة ألعاب اطفالها مع ابنها سلطان وابنتها لطيفة: السلام عليييييييييكم

رفعت آمنة رأسها وهتفت ببهجة: وعليكم السلاااااااام، هلا والله وغلاااااااااا
ثم وقفت لتسلم على صديقتها المقربة بمحبة صرفة .. بينما هتفت هتفت بنبرة شفافة دافئة: هلا غناتيه ..

وأردفت بمكر رقيق: بلاج تباغمين من صباح الله خير، شعندج ..!!!!
(تباغمين = تصرخين)

ردت آمنة وهي ترمق سلطان بنظرة توبيخ: منو غيره اللي يطلع زياريني دوم ..!!
الشيخ سلطان ما راح المدرسة اليوم، يقول اونه راسه يعوره ..

ضحكت شما وهي تسحب سلطان لتجلسه بقربها: ههههههههههههههه راسك يعورك مرة وحدة يالشيبه ..!!
شحقه عاد شو ياك بسم الله عليك ...؟!

زم سلطان فمه وقال بتهكم طفولي: عموه شوشو تعبان انا ماما ما تصدقني ..

اعطته نظرة من تحت رموشها .. وقالت بشقاوة: ليش يا ماما ما تصدقينه ..!!

قالت آمنة بنظرة نصف عين وجهتها لابنها المحتال: ماعرف من منو متعلم هاللواته يختي ..

رد سلطان باستنكار وهو يمص المصاصة ذات نكهة الفراولة: مب لوتي انا مامااااااااا
(اللوتي تُقال للشخص الذي يأخذ/يفعل ما يريد بالحيلة والتلاعب)

ابتسمت شما وهي تعبث بشعره وقالت: انزين عط عموه شوشو مصاصه

وقف سلطان وهو يهتف بحماس مرتفع: عندي كرتون كبير كلللللللللله حلاو ومصااااااص ..

هرع لغرفته ليجلب الكرتون ..
وعندما عاد، جلس بجانبها ومد إليها مصاصة كتلك التي معه ..
وبذات حماسه المُبتهج هتف:
عميه سلطان يابلي كل الحلويات اللي احبهاااااااااا


اهتزت يدها فجأة وبهت لون عيناها وهي تهمس بخفوت تخلله صدمة موجعة: عمك سلطاان ..؟!

قال سلطان الصغير وهو يعطي عمته الغالية العشرات من الحلويات الصغيرة والمصاص بسرور تام: عموه شوشو انتي بس بعطيج الباقي لااااااااااا


أخذت آمنة تراقب وجه شما الذي تغير 180 درجة واختفى لونه حتى استحال لشيء ...... ميت ...!!!!

الا انها هتفت وهي تغير مجرى الموضوع: سلطان حبيبي شل الكرتون ووده حجرتك، الحينه لطوف لو شافته بتعق الحلويات كلها على الأرض ..
يلا حبيبي نش ..

قام سلطان الصغير ليُرجع حلوياته الى غرفته .. بينما استدارت آمنة لتواجه نظرات شما التائهة والمتفجرة بآهات ليس لها نهاية ولا حدود ..!!!

تنهدت وقالت لصديقتها بحزم: يا بنت، هب حالة هاي كل محد ياب طاريه ينجلب ويهج ويغدي اصفر ..

زفرت شما زفرة حارقة عنيفة لتزيح عن عيناها ضباب التوهان البائس .. وقالت وهي تتنحنح لتبث القوة في صوتها: خلاص أمون أصلاً ما عاد لأسمه وطاريه تأثير على قلبي، نسيته ونسيت كل شي صار قبل ..

رمقتها آمنة بنظرات متفحصة علّها تستشف الصدق بين حروفها وتلمس بحق إصرار روحها في المضي قدماً بحياتها ..

هتفت شما والضيق ينال حيزاً ليس بهين بين دروب روحها: دخيلج أمون لا تشوفيني جيه، قلتلج خلاص
نسيت كل شي انا ..

قالت آمنة بهدوء من بين نظراتها المتأملة: إن شاء الله تكونين صادقة يا شما ..


بعد مرور دقائق ليس بالقليلة عليهما مع دخولهما في أحاديث متنوعة وفكاهية لإزالة الجو الكئيب الذي عم المكان منذ قليل ..

هتفت شما بمكر أنثوي شقي: أشوف ويهج منوّر اليوم ما شاء الله وغادي جيه ماعرف كيف ..
شو الساااااااااالفة ..!!!

ضحكت آمنة بخجل متوهج وقلبها يرقص فرحاً منذ الصباح، فهي قد قضت ليلة من أجمل ليالي عمرها مع بطي: ههههههههههههههه ايييييه شميمي يوزي عن حركاتج هاي ..

ضحكت شما ضحكة مسرورة وهي ترى السعادة تنضح من عينا صديقتها، وهتفت بذات شقاوتها الحلوة:
والله محد رام اييب راسج الا هالبطي هههههههههههههههههههههههههه

تنهدت آمنة ببسمة عشقٍ صافية وقالت بخجل اشعل الاحمرار في خدودها: آآآآآآآه فديته يا ربيه وفديت طوله وعرضه وعيووووووووونه ..

ضحكت شما ضحكة رنانة لم تستطع مقاومتها وهي تدعي بقرارة نفسها بصدق شفاف أن يحفظ الزوجان لبعضهما ويبعد عنهما العين .. والحسد ..

وفجأة، سمعن صوت أم العنود الرنان: سلام عليكم يا هل البييييت

آمنة بصوت ناعم رنان: وعليكم السلام ورحمة الله، تعالي ام عنووده نحن هنييييه ..

دخلت المرأة الكبيرة ذات الخامسة والأربعين سنة على الفتاتين وهي تزيح عن وجهها البرقع وتهتف ببسمة تتفجر حناناً صرفاً: خطفت شوي على قوم خالوه وشريفة توني، تخبرتهم وين شميمي وقالوليه مسيرة على آمنة ..
(خطفت = مررت)

شما بابتسامة ودودة: هيه من شوي يايه ..
وأردفت بنعومة: شحوالج بنت الخاله ..؟!

أم العنود بنظرة تقطر دفئاً: الحمدلله بخير ونعمة

شما: يعله حالن مديم يا ربيه
لكزتها أم العنود وهي تهتف بنظرة غامضة ذات معنى: وقلبي بعد بيغدي بخير لو سمعتي شوري وطعتيني ..

قطبت شما حاجبيها باستغراب باسم: أنتي الغالية يا ام العنود من متى انا ماسمع شورج ..؟؟!


رمقت أم العنود آمنة بنظرة مقصودة، وفهمت آمنة سريعاً بأن الاخيرة تريد أن تخلو بـ شما قليلاً ..

وقفت وقالت ببسمة شقية:
سويت كيك انما اييييه .. بتاكلن اصابعيكن وراه .. صبرن بييبه ..

ذهبت لتقوم أم العنود من مكانها وتجلس بقرب شما لتهتف بعدها بحزم رقيق: تعرفين انج غاليه عنديه شميمي صح ..!!


اجابتها شما بنظرة باسمة .... وانما تائهة: هيه اعرف ..

تنهدت أم العنود قبل ان تقول: وتعرفين اني اعدّج انتي والعنود واحد، انتي بنتيه قبل لا تكونين بنت خالتيه ..

اضطربت دقات قلبها بشكل مفاجئ مخيف .. الا انها ابتسمت بهدوء وقالت: وانتي امايتي الثانية والله، وغلاتج ماله حدود في قلبيه ..

حدّقت بها أم العنود بنظرات متفحصة وقالت بعدها بنبرة مباشرة: تتحرين ما عرف ان قلبج متعلق بـ ولد ظاعن وانج رفضتي الخطاطيب طول هالسنين عسبت هالشي ..!!


وقفت بحدة من غير احساس منها والارتباك بدأ يصعد من أسفل قدميها إلى أعلى قمة في رأسها ...!!!

صدمة تلك التي واجهتها وهي تسمع ما تفوهت به أم العنود ..


أهيَ مكشوفة للعيان لهذه الدرجة ..!!!
كيف علمت ابنة خالتها بحبها الدفين وهي التي لم تتفوه بهمسة واحدة لأحد ..!!!!
سوى آمنة التي عرفت بالصدفة البحتة ولم تصرح بهذا بشكل مباشر حتى ..!!

أحست بكهرباء يسري في جسدها وهي تحاول التفوه بتبريرات لا تستحضرها الآن ...
وتلعثمت بارتباك شديد أليم وهي تشعر ان حنجرتها أصبحت جافة .. جافة كـ جفاف قلبها منذ سنين طويلة:
أ أ أ أنـ أنتي شـ شو تقولين ..؟!!

وضحكت ضحكة قصيرة متوترة مصدومة .. وتابعت بفك يرتعش: هههههه أي ولد ظاعن وأي قلب متعلق
شـ شو هالرمسة يا ام العنود ..؟!!

اكملت وهي تبرر بشكل بائس مثير للشفقة: و و و وبعدين انتي ناسية انيه وافقت عقب ولد ظاعن على عبدالله بن راشد السراي وخذته بـ بـ بس الله ما كتب لهالعرس يتم ...


يالله .. تشعر باضطراب ساخن يغزوها حتى انعدمت سيطرتها بشكل كلي على فكها المرتعش ..


ظلت أم العنود تحدق بها قبل ان تقول بنبرة هادئة تستغلها لتمهد للموضوع الأهم بشكل صحيح:
قعدي شما حبيبتي
هدي شوي، انا ما قلت هالكلام عسب تبررين وتقولين عكس اللي تبطنينه في روحج ..
انتي صدق وافقتي على عبدالله لجنه قلبج هب معاج .. ولا مع حد ..
قلبج مع سلطان ..
وانا اكثر وحدة شافت فرحتج يوم عبدالله طلع هب كفو وشرد مع اللي كان يحبها عقب ما عطاج الطلاق ..!!

وأردفت بثقة عالية: حبج لسلطان شي مفروغ منه وأعرفه من سنين طويلة بعد، من 13 سنة
بس ما خبرت حد وتميت ساكتة ..
بس مسألة انج تهدمين حياتج واتمين عايشة على مشاعر ذبلت روحج بدال ما تحييها وتضويها فـ ها اكبر غلط ..
ولازم تعرفين ان اللي تسوين ظلم لنفسج ..

جلست شما والحزن اثقل وجدانها بقسوة .. وهمست بوجه احتقن من الانفعال جاهلةً تماماً أهي صادقة ام كاذبة: عاشه انا ماعرف كيف عرفتي بهالشي .. بسس صدقيني انا خلاص نسيته .. محيته من قلبي وعقلي
صدقيني نسيته ..

هتفت ام العنود وعيناها تشع حزم/اصرار: خلاص عيل، شي ريال يباج حليله وناوي يتجدم لج
شو رايج ..؟!!


اتسعت عيناها للحظات .. قبل ان تهتف بنبرة خالية من الإحساس: واحد يبا يتجدم .. ؟! منوو ؟!

أم العنود بحزم: هزاع ولد عذيج الله يرحمه ..


تأملت شما الفراغ امامها بنظرة جوفاء لا تُفسّر .. ثم قالت بنبرة مبحوحة اختفت بسبب "وجع الفؤاد": اللي فيه الخير الله يجدمه ..

هلت أسارير أم العنود وقالت بسرور: يعني موافقة ..!! نخليه يتوكل على الله ويخطب ..!!!

ردت شما بصرامة اخفت تحتها انين حبها المغدور: موافقة يتجدم ويرمس الرياييل بس ما بقول جلمتيه الاخيره يلين ما يتخبرون عن الريال ويعرفون معدنه وطيب اصله ..


.
.
.
.
.
.
.


أبــــــوظبـــــــي
في إحدى ضواحيها الجميلة




بمنتهى التركيز والدقة أخذت الأوراق وألصقتها بمهارة على اللوحة البيضاء التي أمامها، وبدأت ترسم العصافير والأشجار وتدندن بأنشودة للأطفال كانت قد حفظتها من سعيد ابن شقيقتها الكبرى عوشة ..


بعد أنتهت من الرسم، وقفت بقامتها القصيرة التي تعطيها عمراً أصغر بكثير من عمرها الخمسة وعشرين لولا جسدها المتفجر بالأنوثة ذو التقاسيم الكمثرية قد خالف هذا الانطباع ..


زفرت بنعومة لتهتف بابتهاج: وأخيرااا خلصته
ثم همست بتهكم رقيق: الله يهديها فطوم، ما قالتلي عن اذاعة باجر الا قبل شوي،
بس الحمدلله خلصت اللوحة خلاص ..


: حناااااااااااااااان حناااااااااااااااااااااان
تعالي يلا تفاولي ..


حنان بصياح عالٍ لتسمعها والدتها: ان شاء الله امااااااااايه ياااااااااااايه ..

دخلت الحمام لتستحم بسرعة البرق، ثم لبست ملابسها ونزلت ..


ما إن اقتربت من صالة المنزل حتى سمعت أصوات عديدة مختلطة، وقال بابتسامة وهي تلتفت: هلا والله بـ ام زايد وفريخاتهااا ..

رمقتها عوشة نظرة حادة وقالت بنزق: كم مرة اقولكم لا تزقرونيه ام زايد، اسميه عووووشة
عووووووشة وبسسسس
(تزقرونيه = تنادوني)

أم حميد بتهكم: ويدييييييه، اول مرة اشوف حرمة ما تبا حد يزقرها بولدها
(ويديييه = كلمة تُقال عند الشعور بالدهشة او الجزع، وتُستخدم غالباً من قبل النساء الكبيرات والعجائز)

عوشة بغيظ مقيت: انا جيه عاده، ازقرونيه عوشة وبس

قطبت حنان حاجبيها وحال أختها "المتذمرة على الدوام" لا يعجبها بتاتاً .. ثم هتفت بنبرة ساخرة: لا يكون بعد قايله حق قوم ريلج لا تزقرونيه ام زااايد ...!!!!

ردت عوشة بذات نزقها وعيناها تنضحان بغضاً: شو ياب طاري هاييل الحينه، خلينا رايقين ومرتاحين ..

حنان بتهكم شديد: والله انتي غريبة ..!!
عيل وحده عندها ريل مثل الذهب طيب ويحبها وهله عرب اياويد طيبين وحشام وتبغضهم ..!!!

عوشة بنظرة مستهزئة: بدت عاده حنون ودروسها الخصوصية ..

اردفت ببرود فظ وهي تشرب قهوتها: اقول ريحيني من حشرتج ..
مالي بارظ ابد لخرابيطج ..

التفتت حنان لوالدتها بنظرة مستنكرة تطلب منها وضع حد لتصرفات عوشة غير المسؤولة ..

لم تفعل والدتها سوى ان هزت رأسها بقلة حيلة .. لتقول بعدها لـ عوشة بنبرة حنونة مهتمة نصوحة:
امايه عوشة حافظي على ريلج وبيتج
الريال ما يبا من الحرمة الا الكلمة الطيبة الزينة، شعنه انتي جيه وياه فهميني ..!!!

قلبت عوشة عيناها بلامبالاة مجيبةً بنبرة كالثلج: انا جيه، ولو هو هب عايبنه يشرب من ماي البحر، ما بغير نفسي عشان حد امايه ..

وقفت حنان انزعاجاً/غيظاً للترهات اللي تخرج من فم أختها المستهترة، وهتفت بحدة وهي تذهب الى المطبخ:
ما اقول الا الله يعينك يا بوزايد بسس ..


.
.
.
.
.
.
.


في ذات المدينـــة




كانت جالسة على إحدى الكراسي المطلة على باحة المنزل الأمامية وتشرب شايها الأخضر المسائي بمزاج رائق ومسترخي ..

أتاها شقيقها الصغير حمدان وهو يتهكم بضجر: فطيم ماعرفت أحل هالمسألة

قالت باهتمام وهي تنزل كوبها: عطني خل اشوف

أعطاها الكتاب وجلس على الأرض بالقرب من قدميها بينما أخذت هي تقرأ السؤال بتمعن وعيناها تلتقط الأرقام باستجابة تامة ..

قطبت حاجبها باستغراب وهي تشعر بحركة عند قدميها، أنزلت رأسها لترى حمدان يعبث بطرف ثوبها بطفولية حلوة ..

ابتسمت لهذا الفتى وهي تدعو الله أن يحفظه بحفظه الكريم، فهو الوحيد الذي لم يتلقى الحب والحنان من صدر أمهم الراحلة

أمهم التي فارقت الحياة وقت مخاضها قبل اكثر من ثلاثة عشر سنة

أخذت تردد في قلبها بشوق صرف: الله يرحمج ويغفرلج يالغالية

ثم هتفت برقة وهي تمسد شعر شقيقها بحنان: ييب قلمك بفهمك كيف تنحل المسألة

قال حمدان بسرور: اوووونه، زين صبري القلم داخل

ركض للداخل، لتبتسم فطيم وعيناها تتغيمان بالعاطفة الجياشة ..
فهي بالرغم من شقاوتها/طبيعتها اللامبالية .. وتأففها الدائم من المسؤولية التي وقعت عليها بعد سفر ناعمة لأسبانيا ..
تظل تلك الفتاة صاحبة القلب الأبيض كالقطن .. وتحذو حذو الرجال بأفعالهم ومواقفهم الثابتة إذا تطلب الأمر ..
كـ أختها الكبيرة تماماً ..!!


أتى حمدان وبيده القلم، وجلس بقربها وأخذت الأخيرة تفهمه بشرح سلس ومبسط ..


بعدها ذهب ليكمل واجباته المدرسية وليترك شقيقته تتصل بشقيقهم الكبير ذياب وتسأل عنه وعن أحوال ناعمة ..


وقبل أن تطلب الرقم، أتتها رسالة من الواتس آب من صديقة أختها حصة وهي تقول: فطيم بتخبرج

ردت فطيم برقة: تخبريني يا بنت عبدالله *وجه يغمز بعينه*

حصة بتساؤل: متى طيارة هل اسبانيا باجر، من الصبح اكتب لأختج ولـ رواضي ومحد منهن ردت عليه ..!!

ردت فطيم: باجر ان شاء الله طيارتهن بطير من اسبانيا لين فرنسا ترانزيت، عقب من فرنسا لين هنيه
وبيوصلون البلاد بإذن الله على الساعة 9 المسا *وجه يبتسم ابتسامة كبيرة*

حصة : اهاااااااا زين عيل، يوصلون بالسلامة ان شاء الله *قلب*

فطيم: الله يسلمج حصوصة ما تقصرين *وجه يُقبل*


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــي



كان واقفاً أمام سيارة صديقه وقفته المُعتدة ويحادثه ..
وبعد أن ذهب صديقه ..
دخل للمنزل وهي ينزل نظارته الشمسية واضعاً اياها في جيب ثوبه الأمامي ..

سمع أصوات وهمسات آتية من غرفة والدته، فقرر أن يدخل ليسلم عليها بعد يوم كامل خارج المنزل

طرق الباب بصوت عالٍ وقال بحزم دافئ: وينج يا ام نهيان ..!!

سمع رد والدته المفعم بالحنان: تعال تعال فديتك

دخل وهو يرى شقيقته الصغيرة مهرة وهي قريبة من أذن والدتها وكأن نقاشاً سرياً يجرى بينهما ..

قال وهو يقطب حاجباه بتفكه: هب جني قاطعت اجتماع الأمم المتحدة ..!!

ضحكت أم نهيان وهي تأشر لـ فلاح بأن يجلس بقربها: هههههههههههههههههه لا فديتك هاي مهاري ام العلوم تهذرب على راسي بس ..

هتفت مهرة بحماس لم تستطع مقاومته وهي تبتسم ابتسامة واسعة: الفاااال لك ياااااارب

رفع فلاح كلتا حاجبيه بتعجب .. وقال: شو السالفة ..!! اعترفن

رمقتها والدتها بنظرة حادة/تحذيرية ولكن مهرة لم تسكت من فرط سرورها: ناويين نخطب حق نهيااااان

ضحك فلاح ضحكة قصيرة مندهشة .. ثم قال باستغراب: تخطبون حق نهياان ..!!
بتخطبون له منوو ..!!

لكزت والدته بغيظ فخذ مهره التي لا تستطيع كبح ثرثرتها: ماشي يا فلاح شفنا بنية وعيبتنا، قلت حق مهره شحقه ما نخطبها حق نهيان عقب ما نعرف رايه بالسالفة ..

مهره وهي تضع يدها على خصرها: يحصله بنت عبدالله بن خويدم ويقول لاااااااااا



لا يعرف لمَ شعر ان عاصفة ثلجية جرفته على حين غفلة منه .. عاصفة اكتسحت عضلات جسده عضلة عضلة ..


ابنة عبدالله بن خويدم ..!!!!!!



ام نهيان بحنق: اش يا بنية خلاص ..

تنحنح فلاح وقال بفضول لم يظهره للسطح: وانتو قلتوا حق نهيان عن هالسالفة ..؟!

أم نهيان وهي تهز رأسها بـ لا: لا بعدني، بشوف أبوك أول ..


صمت والصدمة المُربكة لكيانه افقدته التركيز للحظات ..


سأل بلا وعي منه ... وبنبرة تشبه طبعه الواثق الذي لا يعرف التردد: امايه، تحيدين يوم عزيمة هل العين ..!!

أم نهيان باستغراب: هيه فديتك ليش ..؟!

تنحنح قليلاً قبل ان يسأل بنبرة غامضة: البنية اللي ترمسن عنها كانت لابسة عنابي ..؟!!


اتسعت أعين أم نهيان ومهره بصدمة كاسحة ..

أم نهيان بغضب حقيقي: فلاحووووه، شعرفك انت في البنية واللي كانت لابستنه يا مسود الووويه ..!!!

فلاح بصوت واثق لم يهتز: امايه علني افداج جاوبيني، هي ما غيرها ام العنابي ولا ..!!

مهره بصوت رقيق متردد: هيه حصة الوحيدة اللي كانت لابسة عنابي هاك اليوم

وبختها والدتها وهي تقرص فخذها بتهكم غاضب: صه صه .. يا السباااله

تأوهت مهره وهي تبتعد عن قرصات والدتها الحانقة: آآآآآآآي اماااايه شو سويييييت ..!!
هو سأل وانا جاااااوبت ..


وقف فلاح بتأهب والانفعال ظهر من مقلتاه المظلمتان بقوة .. ثم هتف بصرامة قاسية: امايه لو لي قدر عندج، لا ترمسين ابويه عن سالفة الخطبة الحينه ..

وخرج كإعصار يجتر ورائه اشجار ومدن من هول انفعاله المخيف الذي لا يُفسّر ..!!!!


نظرت مهره لوالدتها فارغةً فاهها بذهول .. وقالت بعدها ببلاهة: امايه شو سااالفته هذااااا ..!!

قطبت والدتها حاجباها باستغراب هي الأخرى لترد على ابنتها ببال شارد: ماعرف يا بنتيه علمي علمج



.
.



أما عند ذلك الذي يبتسم ابتسامة لم تتجاوز عيناه، ابتسامة قاسية/متوعدة/خبيثة ..
فقد بدأت ذبذبات عقله بالركض كـ ركض المارثون وهو يهمس بخفوت حاد ونظرة عيناه تصلبت بقسوة كالفولاذ: يت لعندك يا فلاح على البارد المستريح، بنشوف ياللي اسمج حصة لو الشنب خسارة فينا ولا لا ..!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــن



قضمت قضمة كبيرة من السنكرز بنهم طفولي وهي تشعر وكأنها تغرق في بحر من الشوكولاته والبندق ..

قطبت حاجباها بألم مفاجئ وهي تمسد ذراعها الأيسر ..

أتاها صوت والدتها الحنون وهي تهتف بقلق: امايه ميره شو ايدج الحينه ..؟؟

ردت ميرة وهي تقضم قضمة أخرى من الذي في يدها: احسن الحمدلله بس بعدها تعورني شوي ..

والدتها بتهكم قلق: عيزنا البارحة معاج، قلنالج يا بنية خل نوديييج العياده، انتي ما طعتي ..

ميرة بملامح توحي بالقرف: ووووع تبيني اشم ريحة العيادات والادوية ..!!
مستحييييل ..

وأردفت وهي تطمأنها: الحمدلله خف الويع عن اول لا تحاتين فديتج ..

هزت والدتها رأسها وهي تتمتم بالحمد والشكر لله
وأردفت بتساؤل: الا حصيصي وين ..؟!!

ميرة بابتسامة: خليها حصيصي على صوب .. مستانسة الحبيبة .. باجر بيردن ربيعاتها من السفر

ابتسمت أم سيف بحنان امومي: فديتهن ناعمة وروضة، الله يردهن بالسلامة ان شاء الله

ميرة: امين يارب


أتت الخادمة لتضع أمام ميرة كوب قهوتها السوداء، وقالت بنبرة آسفة وضمير مؤنب: ميرة كيف هالك توداي .؟؟
( كيف حالك اليوم .؟؟)

ابتسمت ميرة بخفة: الحمدلله راشيلدا بخير

أم سيف بتحذير هادئ: يا راشيلدا مرة ثانية لا تغسلين مكان وتخلينه قبل ما تتأكدين أنه الصابون راح والماي نشف،
زين !!!!

راشيلدا باستياء على حال ميرة: اوكي ماما
وأردفت وهي تسأل باستغراب فضولي: ميرة مين هادا رجال كان واقف ئند انتي .؟!!
(ميرة من الرجل الذي كان واقفاً بجانبك ؟)

أم سيف بنظرة مصدومة: رياااااال ..؟؟!! اي ريال ميروووه ..!!!

ردت ميرة بشقاوة: ماي بوي فريند امايه

ام سيف: ميروه عن الاستهباااال
اي ريال تطري راشيلدا ..؟!!!

تأوهت ميرة بذات الابتسامة: امااااايه اي ريال بعد الله يهديييج ..!!
عميه احمد ماغييييير

التفتت ام سيف للخادمة راشيلدا وقالت باستغراب: وانتي شحقه تتنشدين ..!!
ماتعرفين بابا احمد يعنييي ..!!!

الخادمة بتلعثم مرتبك: بسسس ماما هاداااااا .......

قاطعتها ميرة وهي تقول باستهزاء: هاي ما تركز اصلا، روحي روحي خلاص

ذهبت الخادمة وهي تحك رأسها وتفكر
صحيح بأن الذي لمحته يأخذ قليلاً من ملامح احمد، لكنه أطول وأقل بياضاً من أحمد الذي يتميز ببياض عكس بقية أشقائه السمر ..!!
هي متأكدة بأن ذلك الرجل لم يكن أحمد ..!!!


أما الشقية تلك، فتنفست الصعداء ما إن ذهبت الخادمة معتقدةً أنها ستكشف أمام والدتها أمراً هي نفسها غير متأكدة منه !!
فهي ما زالت تظن أن الذي كان بجوارها عمها أحمد
ولكن الذي جعلها تشكك في الأمر أن عمها ما كان ليدع الخادمة تحملها ويتركها ويذهب وكأن شيئاً لم يحصل ..!!


قلب عمها أحمد أكثر القلوب رقة وطيبةً وأكثر الرجال حناناً على الاطلاق ..
ولن يتركها تتلوى ألماً إلا وهي في أحدى المستشفيات في أبسط الأحوال ..!!

طرقت دقات قلبها أبواب دماغها بقوة وأخذت تسترجع ملامح الرجل بتمعن

تسترجع صوتــه ..!!
لا ..
بل همســاته


: ميـــــــــره ... ميـــــره، احــــم ميــــره تسمعينــــي ..!!!


اقشعر بدنها قشعريرة مرت على كامل جسدها الصغير، وهي تسترجع تفجر دفئ ندائـــه


حاولت مرة أخرى تذكر وجه الرجل
ولكنها لم تستطع .!!

أيعقل انها سقطت امام رجل غريب ..!!
كيف ..!!
اذا لم يكن عمها احمد فمن يكون ..؟!!

أهو عمها بطي .؟!!
لا ..
فـ عمها بطي في أبوظبي ..

حتى أخاها سيف كان في منزله نائماً بعد أن وصلهم خبر ارهاقه المفاجئ صباحاً ..!!

أفففففففففففففف

لمَ هي دائماً تقع في مواقف لا تُحسد عليها ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


باريــــــــس
مطــار شـــارل ديغـــــول




وضعت يدها على فمها وهي تتثاءب بكسل قبل ان تمسح من تحت عينها دمعة سقطت من أثر النعاس الشديد ..
فهم ابداً لم يتمتعوا بنوم كافي .. لأنهم خرجوا من الفندق وسط العاصمة مدريد إلى المطار بعد أن صلوا الفجر مباشرةً ..
ولم يصلوا إلى فرنسا إلا قبل ساعتان، وما عليهم الآن إلا الانتظار ساعتان أيضاً لتقلع طائرتهم من باريس إلى العاصمة ابوظبي ..


وضعت حمدة رأسها على كتف معلمتها وقالت: أبلة روضة تعبنااااا، متى بنركب الطيااااااارة ..!!!

اجابتها روضة بابتسامة ناعسة وهي تنظر لساعتها: ماعليه حبيبتي هانت، ساعتين بس وبنطير

حمدة وهي تغمض عيناها: عيل وعيني عقب ساعتين ..

ضحكت روضة بنعومة: هههههههههه انا الظاهر المنبه الرسمي لليميع
رقدي رقدي


نامت الفتاة على كتف روضة بسرعة .. بينما أخرجت الأخيرة جهازها الآيباد وبدأت تقرأ التغريدات في تويتر


جاءتها ناعمة التي كانت منذ بداية الرحلة مع شقيقها ذياب، وقالت بخفوت كي لا توقظ حمدة من نومها: رواضي ابا احوط شوي في سوق الحرة، تخاوينيه ..؟!

روضة بتساؤل: وأخوج ..؟!!

ناعمة: لا ذياب شاف واحد من ربعه هنيه في المطار وسار يسلم علي

روضه: اهاا .. زين بس حرام حمدة توها رقدت ..
سيري انتي مع مريم وشلي وياج البنات اذا يبن يحوطن ويتشرن ..
(يبن = يرغبن)


هزت ناعمة رأسها بـ حسناً وذهبت لتسأل الأخصائية والطالبات ما إذ يرغبن بالذهاب معها للتسوق

قالت الأخصائية مريم: شهد ومزون وخولة يبن الحمام

والتفتت لباقي البنات وهي تسألهن: نادية .. شروق .. زهرة .. ظبية .. مريم
تبن تسيرن مع أبلة ناعمة سوق الحرة ..!!

الطالبات ما عدا زهرة وظبية أجبن بالرفض لرغبتهن هن كذلك بالذهاب الى دورة المياه ..

زهرة وظبية أجبن بموافقة والحماس يتراقص بأعينهن: نحن بنسير مع أبلة ناعمة

الأخصائية مريم: خلاص ناعمة شلي زهرة وظبية ويوم تخلصن بنتلاقى هنيه في نفس المكان .. انزين ؟؟

ناعمة بنظرة باسمة: ان شاء الله
وهتفت للفتاتان برقة: يلا بنات تعالن ..




.
.




كان يمشي وهالته الآسرة بالمنظر الغربي البحت يضفي على سحره الرجولي مذاق آخر، كان يمشي بثقة متجاهلاً تماماً نظرات الفتيات والبائعات الأجنبيات له فـ هو آخر ما كان يهمه هو التلفت لرؤية ما قد تفعله هيمنة رجولته على قلوب الإناث ..!!


وقف أمام محل يبيع كتب ومجلات متنوعة، ولفت نظره كتاب عن الخياطة والحياكة

ابتسمت عيناه وهو يتذكر شغف شقيقته بهذه الأمور، وقرر أن يشتري الكتاب في الحال ..

بعد أن دفع ثمن الكتاب، تراجع قليلاً وهو يرد على اتصال باغته وأخرجه مما كان يفكر به

وبصوت فخم رد: مرحبا السااااع بـ بومييد ..

سلطان بفخامةٍ مشابهة: مرحبابك مليون ولا يسدن في ذمتيه ..
شالعلوم ولد محمد ..؟!

حارب: والله علومي علوم الخير، ومن صوبك طويل العمر ..؟!!

سلطان بحزم تخلله مودة عميقة: انا بخير يعلك بخير وسهالة

حارب بصوت ثقيل دافئة: مدييم مدييم عسى ..

سلطان بنبرة ودودة: ويااك يا ربيه ..
وأردف بعدها بتساؤل: ها خبرني شو الأمور ..؟!

اجابه حارب بنظرات كنظرات فهد لا يعرف سوى التحفز التام/لغة الانقضاض: كل الامور تمام وبتييك كل التقارير من اطيح الدار ان شاء الله ..

سلطان وهو يحذر صاحبه بحزم: ماوصيك حارب، ان حسيت بشي غريب منيه مناك خبرني، وانا على العموم موصي الرياييل اللي معاك انهم ما يغفلون عنك دقيقة وحدة ..

حارب بصوت خشن مثقل بالثقة الصارمة: يا سلطان انا حارب تربيتك، لا تخاف عليه ربك معايه وهو الحافظ سبحانه

سلطان موافقاً حارب بما قاله: ونعم بالله، لكن الحذر واجب بارك الله فيك ..


هز حارب رأسه وهو يستدير بكامل جسده ..

ما إن استدار حتى رأى تلك الفتاة المتسمرة امامه بـ عيناها المتسعتان بذهول لا يوصف ..!!



أما هو ..

فتوقف مكانه وقطب حاجباه قليلاً باستغراب محاولاً تذكر أين التقى مسبقاً بها ...!!!


وتبدل تساءله المُستغرب تدريجياً وخلال ثواني ....... إلى نظرة ماكرة متلاعبة ..!!

أجل .. تذكرها ....



هتف حارب بصوته الفخم محاولاً إنهاء مكالمته مع سلطان: بومييد بخليك انا الحينه

سلطان: ماشي بومحمد .. في امان الله

أجاب حارب وهو ينظر الى الفتاة التي ما زالت متسمرة امامه: في أمان الكريم


وضع هاتفه داخل جيبه ومر بجانبها بخطوات واثقة .... ثم همس بنبرة ماكرة مُتعجرفة "تشعل الوجدان": السموحة منكم .. تعدينا مرحلة الزين وخبلنابكم ..


خفضت بسرعة جفونها وخفقاتها أصبحت كـ مجراف يضرب أسفل قاع قلبها

كان يضرب رعباً .. ذهولاً .. ارتباكاً ...... وخجلاً انثوياً قاتلاً لم تعهده قط ...!!!!!



هــــو ..
هـــــو ذاتـــــــــه ..
و ...
و .......
ولكــن ..
كـ ـ ـيـ ـ ـف ...!!!!







نهـــاية الجــــزء التـــاســــع

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 06-01-15, 02:01 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 169175
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: زمن مجروح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زمن مجروح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-  
انتشر الضباب امام ناظراه،
وهو يمشي .. ويمشي .. ويمشي ..

أخذ يتلفت بحيرة وملامح وجهه تحكي قصة ضياع .. وشتات ..

استمر بالمشي ، واستمر
واستمــــــــر ....

وقف وهو يفكر .. في أي غرفة هو الآن ..!!

وهذا الطفل الجالس على الأرض ... من يكون ....!!

سمعه وهو يتأفف بضجر ويحاول بشتى الطرق حفظ القصيدة العربية التي سيمتحن بها غداً في المدرسة

ابتسم وهو يرى هيئته التي لم تكن الا نسخة مصغرة منه

أهذا هو يا ترى ..!!
ههههههههههههه انه هو حقاً، كان طفلاً جميلاً لا بأس به .. !!


اقترب من الطفل وهو يحاول امساكه ..... ولم يستطع لمسه

لمَ يا ترى لا يستطيع تحسسه ..!!


رآى الطفل وهو يحمل كتابه ويتهكم بصوت عالي: بروح عند بابا عشان يسمعلي، اف تعبت قسم بالله ..


ابتسم ببسمة تضج بالمشاعر الغريبة .... والثقيلة .... ثم لحق بالصغير و هو يتتبع تفاصيل المنزل المألوف ..!!!!

أهذا منزل جداه في رأس الخيمة ..!!!!
أجل هو بعينه ...!!!!

رآى الصغير وهو يدلف لغرفة هو يعرفها تماماً ..
غرفة والديه، محمد ونيلا ..


دخل وهو يسمع ضحكة والدته التي تحتضن الصغير بحب وحنان لا يوصف

أحس بغيرة شديدة تنهشه ..

وهمس: امايه ..

لم ترفع عيناها عن الصغير ابداً ..

اخذ همسه يرتفع .. الى ان اخذ يناديها بصوت مبحوح موغل بالوجع الصرف: امااااااااايه امااااااااااايه ..


لم يسمع رداً منها أيضاً ..!!

رباه .. لمَ لا تجيب على نداءه ..؟!

امي ....
انا حارب ...
انا ابنكِ ورجلكِ الثاني كما تناديني دوماً ..!!!

اجيبينــي يا جنتــــي ..


رآى والده وهو يلاعب الصغير ويقول له بنبرة أبوية حازمة: ها حفظت القصيدة ..؟؟!

رد الصغير وعيناه المشابهتان لعينا والده تنضح ثقة طفولية: هيه ابويه كلهااااااا، سمعلي يلااااااا


جلس والده امام رقعة الشطرنج وهو يناديه بخبث: لو غلبتني في هالدور بسمعلك ..

قذف الصغير ذو الاثنا عشرة سنة كتابه .. وجلس أمام والده وروح المنافسة والحماس بدأتا تظهران على ملامحه: بغلبك بغلبببكك ..


وبدأ يلعب مع والده الذي كان يبتسم له طيلة الوقت بإعجاب وهو يراه كم يحاول بجهد مجاراته باللعب ..


وبعد دقائق طويلة،

قال والده بعيناي باسمتان: اسمع حارب، خل هالشي في بالك، حاول قد ما تقدر ما تحرك الرخ والوزير إلين ما تستنفد كل وسائل الدفاع والهجوم عندك، لأن وجودهم في خط واحد يضاعف قوتك ..


وضع الصغير يده اليمنى على ذقنه بينما اسند كوعه على فخذه مقلداً بشكل عفوي جلسة أبيه .. وقال مفكراً بعمق: اممممممم انزين ..




كان هو في تلك الأثناء مسنداً ظهره على الحائط ويراقب ببسمة اشتياق وفضول الذي يجري امامه ..
فهو يرغب بشدة معرفة من الذي سيفوز ..!!


وبعد لحظات مرت في عالم لا يمت لعالم الواقع بصلة ..

صرخ الفتى بسعادة متفجرة: فزززت فززززززززت فززززززت ..

ضحك الأب بحنان وهو يمسح على رأس أبنه، وقال بابتسامة أبوية عبقة: كفوو يا ولد محمد .. أحسنت




ابتسم هو بحب تفجر حنيناً عندما اكتشف أن والده قد خسر امام الفتى الصغير بتعمد واضح ..!!!

هو هكذا دوماً، يفعل المستحيل لرسم الضحكة على شفاهنا نحن ابنائه .. ولو على حسابه ...!!



أرهف سمعه عندما قال "اباه" لـ "هو الصغير" بحزم أبوي دافئ وهو يضع ذراعه الكبيرة على كتفيه الضئيلتين: لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة ..

بتحصل اللي تباه في ها "وأشر بسبابته على رقعة الشطرنج بحزم شجن"


أخذ كلام أبيه يتردد على مسامعه كصدى صوت يتردد في مسجد من الطيبن قديم مهجور ..


لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها




بدأ كل شي يستحيل لضباب، وأحس باختفاء جسده تدريجياً وسقوط اجزائه كأوراق خريف أصفر باهت اللون ..

أخذ ينادي وصوته المثقل بالوجع أصبح مرتجفاً .. متهدجاً .. محترقاً: أبوووووووووويه
امااااااااااااااايه
ما شبعت بعدني منكم
دخيلكم تموا شوي معاااايه ..


لمح طفل صغير آخر ذو أعين تتفجر براءة وجماله يذيب قلوب البشر ..
ورآه وهو يلوح بيده إليه ويصيح ببسمة اشرقت وجهه الصغير: باي باي حروب ..


انفطر قلبه بدهشة مؤلمة وهو يحاول مد يده ليتحسس ملامح الصغير بشوق "ينحر":
عبيد .. اخويه عبيد
انت عبيد
خلكم يا خويه .. دخيلكم ..
تموا شوي .... ولهان عليكم
ما شبعت منكم والله
ما شبعت ..


وبصراخ تشتت بين عالم واقعي/عالم لاواقعي: ولهاااااااااان علييييييييييكم
والله ولهاااااااااا.......



هبّ من سرير وهو يتحشرج بـ أنين خشن .. غليظ كـ غلظة مأساة روحه ..

واخذت شفاهه ترتجف بالاستغفار بينما عرقه يتصبب بغزارة وكأنه كان غارقاً في بركة مياه سحيقة العمق/الظلمة ..


بح صوته الخشن بسبب لهاثه المتواصل وتنفسه الثقيل وتمتم بنبرة مرتعشة:
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
يـــــــارب
يـــــــارب ارحمنـــــي ..
الـــروح ما عــادت تتحمـــل فرقــــاهم، مـــا عــادت تتحمـــل ياللـــــه ..


قام من فراشه بثقل وهو يمسح على شعره الأسود كثيف المبلل بالعرق بإنهاك روحي تام ..
ثم دخل الحمام وقرر أن يستحم علّ زفرات صدره الموجعة تخف وتبرد بعد حلم أشعل في صدره نيران يصعب اخمادها ..!!!


.
.



جُزْئِيَة مُرْهِقَة حَدْ الوَجَعْ

سِـ أعُودْ بَعْدَ الإسْتِفَاقَة مِنْ غَيبُوبَة الأحدْاثْ الرَائِعَة
وَالتِي أحدَثَت بَعَض شَتَاتْ ..

مودتِي ,,

 
 

 

عرض البوم صور زمن مجروح   رد مع اقتباس
قديم 06-01-15, 07:17 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2014
العضوية: 284391
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: شما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 302

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شما بنت محمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صبحج الله بكل مايسر خاطرج وقلبج لولوة

جميل يومي يكون إذا بديته بقرايه جزء من أجزاء روايتج المبدعة والي تخليني أغوص بكل دهاليزها أكثر وأكثر .. تسلم إيدج حبيبتي

أكثر موقف وقفت عنده وصدق حزنت عليه وأثر فيني وايد هو حلم حارب، كتيبتيه بطريقةمش طبيعية بصراحة جد جد وصلتيلي شخصيا الموقف كأنه مشهد حصل جدامي لدرجة أني سمعت الأصوات وحسيت بحركة المكان كل شي كل شي حسيت فيه ووصل داخلي، جد هالموقف وايد حزين قصة حارب تصيح وايد أتمناله حياة حلوة أو مجرى جديد يخليه يشوف الحياة بمنظور جميل، اللي شافه واللي صارله مب هين أبدا وصعب أن يقدر ينسى الشي بسهولة أو حتى يلهى عن الشي بالأخص أن في شي دوم يذكره باللي صار اللي هو حالة أخته موزة !!

حمد وميرة أتوقع بداية قصة حب جميلة وبريئة مثل برائتهم .. أما فلاح وحصة هههههه أحس بتصير أكشنات بقراره أنه يبى يخطبها ..

ومرة ثانية جذبتني طريقة ناعمة وهي تشرح عن تاريخ المكان اللي وقفوا عنده للحظة ياني فضول أني أقرا عن تاريخ أسبانيا بالتفصيل :)

نهيان بشخصيته جذاب على الرغم من استهتاره إلا أنه بار بأهله ويحترم رايهم ..

شما وحبها الخفي لسلطان *حبيت الحب الخفي اللي بينهم*

بطي وآمنة .. مصبح وسلامة (كناري)

كاتبتنا لولوة .. واثقة في روايتج وايد والكتاب مبين من عنوانه
دام البداية جي أكيد الباقي أجمل
أنتي لولوة وروايتج أعتبرها لؤلؤة نادرة

دمتي لنا حبيبتي
تقبلي مروري

 
 

 

عرض البوم صور شما بنت محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-01-15, 09:37 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 



وردة شقى .. صباحج ورد وياسمين غناتي ..
اولاً اسمحيلي ما رديت على كلامج البارحة لأني ما ان نزلت البارت حسيت خلاص طاقتي راحت ورقدت ..


"
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..
"

مسألة ان الكاتبة تنقل حكم شرعي خاطئ ..

اول شي عطيني اسم الكاتبة عشان افهمها ان اللي تفكر به غلط ..
الكاتب انسان عادي .. قاعد ورا شاشة الكمبيوتر ويكتب وغيره يقرا .. مثله مثل اللي في تويتر .. في انستغرام .. في الفيس بوك .. ومنهم يصدق بسرعة ومنهم يعرف يحكم عقله ويبحث ويدور على الإجابات الصحيحة ..

سالفة اني بحط حكم شرعي عن امور مهمة مثل الطلاق او الزواج .. ويكون الحكم الشرعي خاطئ واتغافل عنه لأنها "مجرد رواية" ...!!!

لا لا .. هالشي اساساً ما يجوز ..

تعرفين ..

والله ..
اني لين يوم الدين ..
بكون شاكرة "لكاتبات عزيزات وغاليات" .. لانهن ذكرني بأشيا كنت غافلة عنها في ديني وعبادتي ..

وايد اشيا يا وردة ..

والحمدلله في أمور كنت اجهلها وقمت اسويها بعد تذكيرهن .. وفي أمور غيري سواها بعد التذكير ايضاً ..

ها شو معناته .. ها معناته ان القارئ يتأثر .. يتجاوب .. يحس مع اللي يقراه .. يفعل احياناً اللي يقراه ..

ليش استهين باللي اكتبه واللي انشره بين الناس وهالعمل بيتم معاي لين قبري وبينعرض علي يوم القيامة ..!!!!

لا .. الموضوع مب سهل ابداً .. كارثة اشوفه ..

غير ان الاستهانة بعقل القارئ ..... شي اممممم .. ماعرف شو الكلمة المناسبة .. يمكن سطحية بحتة .. وانانية كذلك لأنها الكاتب بدّا مصلحة رفاهيته .. وشغفه في الكتابة على مصلحة الناس وما يتلقونه من معلومات يمكن تفيدهم في حياتهم ويمكن تضرهم وتخرب مبادئهم ..!!!!

هالكلام أقوله بشكل عام ما اقصد كاتبة معينة .. والانسان في النهاية انسان ...
مب معصوم من الخطأ ابداً ..



"
يطينونها بصراحه .. اكثر شي يقهرني الي
يعكس مجتمعه بشكل سيء جدا
و للاسف بعض القراء ياخذون الروايه واقع لهالمجتمع و ان كلهم جذي ..
"

"صحيح"


"
احيانا الضعف يولد قوه و العكس صحيح ..
"

"100%"



"
وهل من مبادئ ميره انها تتزوج شخص تحبه او تعلقت فيه ؟!
ممكن حبها لمهره يخليها توافق خاصه اذا ماكان عليه ملاحظات و الكل مدحه ..
الا اذا لها مبدأ بزواجها ..
"
"صحيح .. يمكن ليش لا ..!!!"



"
خل اقولج شغله
مثل ما يقولون اكشف لج اوراقي
اذا حبيت روايه و اندمجت معاها
بتلقين تحليلاتي تطير بعيد وايد مو شويه
يعني ممكن اتوقع حدث بنص الروايه ولا بأخرها
فلا تنصدمين من توقعاتي أو حتى تساؤلاتي الغريبه :)
"
"ما بنصدم .. بتم متلهفة لتوقعاتج الرهيبة دوم"



"
شوفي سلطان ذكرتي انه وسيم لو مكتفيه بانه سالفة العضلات و الملامح الرجوليه كانت
كافيه انا نرسمه بخيالنا بما انه عسكري و نتصوره :)
ما كان اعتراضي على الملامح الرجوليه و العضلات كونه عسكري بقدر انج قلتي وسيم :(
اهني تحكرين خيال القارئ خل اقولج عن بطل روايه حق الكاتبه الاماراتيه ليتني غريبه
اذا مر عليج هالاسم عندها بأخر روايه البطل اسمه غيث كل الي وصفته لنا انه طويل عريض و أسمر و بس
شخصيته كانت معجونه بالقسوه و الحنان بشكل غريب بس حبيناها و قدرت تثبت وجودها بعقل القارئ
و البطله كل الي عرفناه ان شعرها قصير بس حبيناها
بالضبط مثل موزه الي اكتفيتي بلون عيونها وهالشي حبيته خليتي خيالي
يتمدد تخيلتها نعومه و فيها طفوله خاصه يوم شكرت حارب اتخيل شكلها تضيع يمه من ضخامته :)
يعني ذكري شغله بالشخصيه لون عين او وسع عين او لون شعر او كثافه شعر
و خلي الخيال للقارئ هذا مقصدي :)
"


"فهمت عليج ..

للأسف ما قريت الرواية بس اعرف الكاتبة .. وانا واثقة انها ناجحة دام وحدة مثلج "تتذوق الروايات بشكل خاص متفرد" قدرت تعيشها وتسترجع تفاصيلها لين الحين ..

انا ما اعارضج .. ابد ..
لأني شراتج هههه ..

احب استمتع وانا اتخيل اشكال الابطال ...

بس انا قلت وسيم ..
بس كيف وسيم .. !!!! ما دققت ولا تعمقت بالشي ..

كلمة وسيم ما تحكر خيال القارئ .. بالعكس تثير خياله ويرسمه بالصورة اللي هو يفضلها ويحبها ..

ولا ننسى ان العقول ما تتشابه .. يعني عقلي وعقلج يختلف تماماً عن العقول الباقية .. مب كل حد يقدر يشوف كلمة وسيم على انه احتكار للخيال"



"
انا الي السموحه منج هذرت على راسج
و دوختج و طبعا انتي لج الحريه بقبول كلامي ولا رفضه .. :)
"

هذرة مثل العسل على القلب صدقيني ..
لا تحرميني منها يا بت :)

لا خليت من متابعتج المستمرة وحضورج الراقي ..

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 06:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية