المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
أم الشعور
أرجو ان تعجبكم و ان تنال رضاكم قصتي القصيرة و هي عن اسطورة خيالية
من ضمن أساطيرنا المصرية
أم الشعور
تجلس هنا على الماء العذب حيث مكانها المقدر لها منذ مئات السنين تفرد شعرها الطويل الهمجي الثائر و تمشطه بأظافرها الطوال التي تشبه الي حد كبير المخالب لحيوان بري مفترس حيث القمر يمدها بشعاعه الفضي المكتمل ليضيفي على وجهها نورا و بهاء فهي لا تظهر الا في الليالي القمرية حيث وعد الإله تحوت لها بالجمال .... ولكن بماذا يفيدها الخلود و الجمال بما ان الوحدة تقتلها فأين لها بجليس يأنث وحدتها الأبدية ياله من شعور قاتل .......
_أيمن الي اين تذهب الأن .؟...
_... سأتمشي قليلا على ضفاف النيل ......
_ في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟
_لا تخافي أمي .... لن اتأخر... قليلا وسأعود ..
_.... حسنا بني .... ولكن لا تبتعد كثيرا
أيمن شاب بسيط يعيش في قرية بسيطة تقع على ضفاف النيل يعمل بالزراعة في ارضه هو و أخوته تعود ان يتسامرمع بعض الأصدقاء ليلا بعد عناء العمل و مشقته صباحا يذهب كي يمرح قليلا و قد كان أهالي القرية خصوصا الكبار منهم سننا يحثو الشباب و خصوصا الرجال عن الأبتعاد عن النهر ليلا كي لا تصيبهم لعنة عروس النيل أو أم الشعور
و خرج ايمن يتمشي بقرب ضفاف النيل .... فماذا الذي يراه اهو حلم ام حقيقة..؟؟
و وقف يتأمل هذا الجمال النائم على المياه أهذه جنية أم انسيه يا الله ...؟؟
الجميلة النائمة على اسرة من حريرلامع بضياء القمر ينساب تحتها و كأنه ليس بماء و شعرها الطويل ينام بجانبها بطول جسدها و جهها المضيئ بفعل القمر الذي ينساب على وجهها بلون الفضة وقف مسحورابهذا المنظر الخلاب يفرك عينيه بيديه عله في حلم أو وهم و ليس بحقيقة متجسدة في هذه الجنية فيسير بخطاه مشدود بحبال و همية سحرية الي الماء ولا يوقفه شيئ و لا يسطتع ان يتركه
دخل الماء بقدميه و تعمق فيه يريد ان يصل لهذه الجميلة ليري اهي حقيقة ام خيال يتوهمه عقله المفتون المندفع و ها هي تنظر اليه بابتسامة ولا اجمل ما رأى في حياته....... اهي تنظر اليه حقا ام يتخيل...... و لكنها تلتفت بوجهها ناحيته انها حقا موجوده يا الهي .....
كانت نائمة مستكينة على الماء تنظر ناحية القمر و لكن لحظة ... هناك احد فى الجوار اهذا شاب ؟؟.... نعم انه شاب يتمشي وحيدا ... امم ما اجمل الصحبة انها تفضل صحبة احد ما ... بدل هذا الفراغ القاتل و الوحدة المقيدة بها و لما لا....... فليأتي اليها بقدميه..... ورفرفت بعينيها تنظر ناحيته و تبتسم له ابتسامة خلابه تسحره بها
وصار يتقدم صوبها في الماء العميق نسبيا واذا به يقترب منها اكثر و اكثر انها حقا موجودة يا الهي ما هذا ......؟؟
وتجحز عيناه من المنظر و يصرخ مفزوعا مرتعشا بجسده داخل الماء
_لااااااااااا........
انها وحش دميم في جسد امرأة شعراها متشابك بشع و فيه اعشاب بحرية متشابكة به.... و وجهها مثير للغثيان و اظافرها التي تقترب منه انها كلابات و اشواك قبيحة المنظرموحلة فإذا به يصارع مع الماء كي يعود من حيث اتي ولكنه لا يستطيع انها امسكت به حقا ........ لااا لآااا
تشده اليها بمخالبها الطويلة من ملابسه .... انها تمكنت منه و لن تتركه أبدا مهما كان السبب ... أنه صيدها الثمين و لهوها الأثير التي تنتظره كل ليلة لعله يخرجها من بوؤسها ....
_ها الفرصة قد اتت تعالي الي اين ستذهب و تتركني.... الا تريد عروس جميلة ها انا ذا ......
_لا.. لا... لا.... اريد... اتركيني ارجوكي.... لآ لآااااا أنت بشعة .... بشعة ... دميمة ... انت وحش
و تصرخ صرخة قوية تهتز لها فروع الأشجار على ضفاف النهر تتشبث بكلاباتها لتغرز في لحم جسده
وكان جسده يرتعشو ينتفض بين يديها من الخوف و الألم المبرح تأثرا من أظافرها المغروزة في جسدة و لكنها تشبثت به و لن تتركه ابدا.... انه يصفها بالبشاعة انها ابدا لم تكن بشعة.... و لكنها جميلة تمسكت بملابسه بأظافرها الطويلة وابتسمت له .... لتزداد بشاعة و قبحا ..... وقف له شعر جسده و عيناه تزل دموعا لما آل اليه مصيره المشؤم و تنظر فى مرآتها الماء فإذا بها تري مسخ دميم و تصرخ صرخة قوية تثير الماء من حولهما .... و تغوص في الماء عميقا متمسكة به و كأنه صار هو و هي شخص واحد لا يفصل بينهما شئ تجذبه الى الأعماق وهو جاحز العينان من الرعب و الدهشة ويقومها كي تبعد عنه ولكنها باغتته بالغوص فى الماء و يحاول ان يفلت يدها المتشبثة به ولكنها اقوى منه بكثير و راحت به عميقا و فاضت روحه و اصبح لا يتحرك وصار دمية بين يديها تحت الماء فنظرت له لما لا يتحرك مثلها تحت الماء ؟؟.... لما لا يؤنث وحدتها التي تعيشها في عمق الماء ؟؟.... انها تريد زوجا كأبيها الذي كان يوما ... نعم انه تتذكره جيدا ابيس و امها كاريتا ....
تركته بعد ان وصل الى القاع لا يتحرك بعد ان كان بقاومها بيديه وارجله نظرت اليه ساهمة و حزينة لقد كانت تريده معها و صارت تبكي و تصعد فوق الماء و تصرخ بقوة و تغوص فى القاع بسرعة شديدة و تعود للسطح في حالة هستيرية تثير الماء و تجعله يموج واخيرا تترك المكان بأكمله مع جسده في القاع و ضحية جديدة لها في الليالي القمرية انه ليس الأول ولن يكون الأخير و انما هو شاب من بين شباب و رجال كثيرين تسحرهم بجمالها الكاذب وتقتلهم بحقيقتها البشعة وروحها المغلفة بالألم .
نعم الألم ... انها برينا الجميلة التي كانت اجمل البنات في يوم بعيد .. بعيد جدا عن هذا الزمان و هذا المكان ...!!
في قرية صغيرة ها هي برينا الجميلة التى اصبحت عروس من اجمل ما يكون و قد غادت فى عمرها الأمثل 16 عام وهى ابنة و حيدة لأسرة صغيرة تتكون من امها كاريتا و والدها أبيس و قد انتقلو للعيش في هذه القرية حيث النيل و الخير الوفير و لكن لا يسئ هذا الجمال سوي الفيضان الذي اوشك على الأبواب فلابد أن يجنو المحاصيل قبل أن يتلفها الفيضان و اليوم هو الميعاد لأختيار عروس النيل و لكنها ليست اي عروس
فعلى الملك سنفرو أن يختار اجمل بنت فى القرية و تكون وحيدة حتي تكون متفردة في جمالها و رقتها و اكثر انوثة حتي يرضى عنها الأله حابي اله النيل الذي عندما يغضب و يثور يفيض النيل و يغرق المحاصيل و يهدم البيوت و يتلف المخزون من المؤن
فاليوم هو اليوم الموعود و قد تعودت برينا على رؤية الطقوس لأختيار عروس كل عام للنيل حتي يرضى عنهم حابي و لكن اليوم مختلف فهى لن تشاهد فقط وانما ستشارك فى هذا و ستكون من ضمن البنات التي سيراهم الملك لإختيار العروس فاليوم هو اكتمال البدر حتى يكون تحوت حاضرا فهو اله القمر و رسول الألهة ليكون شاهدا على عرس النيل و هذه التضحية العظيمة التى قدمها اهل القرية لللإله حابي
_برينا ... هيا يا ابنتي ..
و تنظر كاريتا لإنبتها نظرة حزن و وداع فلا شك ستكون هى المختارة لأنها جميلة و رقيقة جدا فقد حباها الله بجمال خلاب و شعر طويل ناعم
و لكن برينا سعيدة لأنها ستتجمل و تتزين بأبهى زينة و سترى الملك و تكون في حضرته و قد غادت امرأة الأن و ليست طفلة كما كانت و ستلبس حلة النساء
_أريد ان اكون جميلة أمي ... لا.... بل أجمل الجميلات ..... فلتهتمي بتزين عيناى و شعري حتى اصير أجملهم
و كانت بعينيها نظرة الفرح و السعادة
و ابيس ينظر لها بعيون حزينة و قلب مكسور و جسد يرتجف على صغيرته و زهرته الجميلة التى راعاها حتى صارت ثمرة يا نعة و بديعة وحان اليوم قطافها ولكن الى اين ليس لعريس تتزوجه وانما لمصير اسود مصير البنات الجميلات لإله النيل العظيم الإله حابي ستكون القربان الجديد فهو يدرك ذلك ويوقن انها المختارة لأنها اجمل البنات وارقهن انها طفلته كيف يتركها هكذا .... ولكنه لا يستطيع ان يفعل شئ
امها تمشط لها شعرها و تعطره و تزينه بيدان مرتعشتان و عينان مغشيتان من الدموع فهذه الليلة ستكون الأخيرة لتكحل عينها برؤية صغيرتها
برينا تنظر لنفسها في سعادة فمن ستختار عروس للنيل ستكون من الخالدين ابدا الدهر كخلود الألهة و ستظل بجمالها و شبابها بوعد رسول الألهة تحوت بضوئه الذي يلازم وجهها حينما تظهر لتصير أجمل لعريسها النيل العظيم ...
وجاء الملك سنفرو ليختار عروس للنيل وكانت البنات منهم القليل التي يتوفر فيهم شروط القربان للألهة العظام و اختيرت برينا لأنها الأجمل و في موكب مهيب تتحلى و تتجمل و تركب عربة يحملها اربعة رجال اشداء على الأعناق و تكون القرية باكملها حاضرة فى هذا الإحتفال ليتقربو لللألهة بقربان يقيهم من غضبهم و بطشهم و تقترب من حافة النيل و تدق الطبول وينفخ فى النفير للإعلان عن قرب القربان من قذفه في الماء و تتقدم برينا و يديها على صدرها في علامة التقديس و الخشوع ويداها معقوداتان علامة الصليب وراسها تنظر للأرض في خشوع و استكانه واذا بالنقير يعلن لتقذف بنفسها للنيل العظيم و يرتضيها عروسا له في ليلة قمرية ليكون وعدها بالقمر فلا تظهر على الماء الا في اليالي القمرية
وسارت جارية الماء برينا لتخلد بالزمان و تظهر في اي مكان فيه الماء العذب الذى يصل للقري ليساعدهم على الزراعة فى المصارف العميقة و الترع
و فى الصباح تبكي و تنتحب ام أيمن و تسير بين البيوت تسأل على ابنها الشاب الذي لم يعد الي البيت و النسوة تنظر لها نظرة اليقين و الحسرة في اعينهم على الأم الملكوم من الوعد الأكيد الذي حصد أرواح الشباب من قبله و رجال و ها هو ضحية جديدة لأم الشعور التي تظهر في الليالي القمرية فمن يعرف حكايتها لا يقترب من الماء ليلا و خصوصا في ظهور القمر
و بعدها بيومين يظهر جسد أيمن على سطح الماء لا روح فيه ولا حياه و يكون الخواء و السواد من نصيب امه المسكين ويوارى الجسد التراب و لكنه ليست نهاية القصة لأم الشعور ولكنه احدى الضحيا .... و سيكون هناك ضحايا آخري فى مكان مختلف و زمان مختلف ....
|