المنتدى :
الشعر والشعراء
غيوم الغيب . شعر . عبدالهادي القادود
غيوم الغيب
رضعت الشِِّعرَ من صغري وينمو
على أهـــــــداب أحلامي المحالُ
فلولا القحطُ ما جـــــادت سمائي
ولولا اللَّيل ما بزغ الهــــــــــلالُ
يطوفُ الحلمُ أروقتي ويــــرقى
على أردان أشواقي الجـــــمالُ
ويثمل بين أنفــــــــاسي وبيني
مجازٌ ضمَّ سوسنه الــــــدّلالُ
كأنّي في المدى أحــــــلامُ ظبيٍ
تطرّزُني القطـــــــارس والجبالُ
وتشربُ من أهازيجي الــبوادي
ويطرحُ من أفانيني السُّــــــؤالُ
يروحُ القـــــربُ مفتوناً بوصلي
ويأتي في قفا البعد الوصــــــالُ
كأنّي في هوى غيبي غيــــــومٌ
على فستانها حطَّ الجــــــــــلالُ
وبات الحظُّ يرشف من رحيقي
ويسكر بين أحــــــداقي الخيالُ
فما جفَّت على كفِّي المــراثي
ولا نضبت على غصني الغِلالُ
ولا ماتت حروفُ النُّور عندي
ولا نامت على نوقي الرِّحـــالُ
أُصارع في زمــــاني لا أُبالي
سنينَ الدَّهرِ إن طـــال النِّزالُ
فحدِّي جيشُ ألفــــاظي وحدِّي
هروقَ الحدِّ إن سطتِ النِّبــالُ
أعيشُ بوحي أشعاري رسولاً
فتؤمن بين شطآني الرِّمـــــالُ
وأحضنُ بالمحبةِ كـــــلَّ بغضٍ
وأبغضُ في المحبّةِ يا حــــلالُ
ألفُّ الكــــونَ لا أدري وسرِّي
على أقفــــــــــــالِ أبوابي يُقالُ
فينضج بين أوهامي يقـيـــــــنٌ
ويصغرُ وسط إيماني الضَّــلالُ
كأنَّ الكــــــــون مسبحةٌ بكفِّي
وكأسَ السِّحرِ يملأهُ المقـــــالُ
أداوي بالقــــــوافي جسمَ سقمٍ
وقلبي بات يمرضُه المــــــــآلُ
أســـجِّلُ نشـــوةَ الدُّنيا صباحاً
وعند الليلِ تخنقُها الظِّـــــلالُ
|