المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
( قصة قصيرة ) كان حلماً
ارجو ان تعجبكم اول قصة لي و تجربة حقيقية و لا تبخلو عليا بأرائكم التي ستسعدني جدا
سواء بالقبول او الرفض لأعرف اخطائي لأتجنبها لاحقا و اتعلم منها
كانت ياسمين تمشي تتفقد المحلات في أروقة المول لم يعجبها شيء بعد تجلبه هدية لأبنة عمها وآسر قد فقد صبره منها فهم فى هذا المكان قد مر عليهم حوالي الساعتين ولم تختار شيء بعد
- فتنهد آسر يائسا : آخ منكن أيها النساء لقد تعبت من تذمركِن المستمر... و إلى متى سوف تجريني خلفك هكذا لقد مللت من هذا المول
ووقف في الطريق محتضنا يداه على صدره عابس الوجه ...
- فقالت له يا سمين : آه طبعا.. الآن قد تعبت بعد أن اشتريت هديتك.... يا لك من أخ حنون و متفهم
ونظرت له عابسة تضم فمها الوردي الرائع في تحدى
و أبتسم آسر و أحتضنها من كتفيها مازحا فهو يحبها كثيرا و لا يسعده غضبها فهي أخته الوحيدة و مدللته الصغيرة
- لما هذه الجلبة يا سمينتي..؟ إننا على هذه الحالة منذ ساعتين ندخل محل و نخرج من آخر ولا يرضيك شيء فهو ليس أول عيد ميلاد لها .. و هى ليست غريبة إنها ابنة عمك حبيبتي فلما لا تشترى أي شيء و يكفى و العيد القادم إبتاعى لها ما لم تجديه اليوم
وقفت و ضربت الأرض بقدمها متزمرة في طفولية بريئة
-لا... بل أريد أن تكون هديتي مميزة إنها صديقتي المقربة أيضا... و ليست قريبتي فقط ونظرت له بتحدي أن يجادلها
فرفع يداه مستسلما - حسنا لا تبتئسِ و لكن عجلِ حبيبتي ستفعلِ... أليس كذالك ؟؟
وقف ينظر لها شرزا
ولكن ياسمين كانت تنظر في اتجاه أخر تماما غير وجه أخيها فنظر في نفس الاتجاه عندما لمح نظرة ترحيب في عيني أخته؟؟ و لمن هذه النظرة المرحة المحبة؟؟
فإذا بها تجرى مسرعة تاركة إياه فاتحة ذراعيها في الاتجاه الأخر منه
- آآآآآآآه نور حبيبتي لقد اشتقت إليك كثيرا... وكانت تحتضن فتاه رااااااائعة الجمال في نفس سنها تقريبا و وقف ينظر لها في استغراب من هذه الفتاة...؟؟.آه بماذا نادتها ؟؟... آه نور أنها حقا شعاع نور شمس عند انبلاج الفجر رائعة الجمال و الحسن محتشمة محجبة و لكنها لها رونق خاص يخطف الألباب
ببشرتها النقية الشفافة لقد أخذ يـتأملها ناسيا المكان و الزمان والتعب الذي كان يشكو منه لأخته و لم يسمع باقي حديثهم فأنتبه لهم قادمون اليه
فتدارك نفسه و أعتدل في وقفته
- آسر أحب أعرفك على نور زميلتي في الجامعة وصديقتي أنا و هدى ابنة عمك
فنظرالى لهب عيناها البندقتين الساحرتين وكان كلامها همس كرفرفة الفراشات
- أهلا أستاذ آسرتشرفت بمعرفتك ... وصافحته بيدها فكان للمستها فعل الأعاجيب كانت تحدث بداخله ألعاب ناريه
فتنحنح من الأختناق ليصفي حلقه - أهلا أنسة نور تشرفت بمعرفتك و تكلمت ياسمين
-إنها هنا من اجل هدية هدى أيضا... ولم تشترى بعد.. أيضا ونظرت له رافعة حاجبها له بشراسة
فتكلم ونظر لأخته نظرة عتاب صامت و تجاهل نظرتها القاتلة له و ابتسم لنور: هل سنراكِ في الحفلة أنسة نور ..؟
- نعم لقد كلمتني هدي اليوم وألحت عليِ كثيرا و ابتسمت برقة و نظرة لياسمين قائلة :
- فأنتي تعرفيها عندما تلح لا يستطيع أحد أن بثنيها عما تريده
فنظرت لها ياسمين قائلة - بما أنك هنا و اخي الحبيب قد مل من تواجده معى و استنفذ مخزون الصبر لديه سأتسوق معك بدلا منه و نظرت له بلامبالاه وشموخ
فتكلم آسر و هو يجز على اسنانه غيظا من أخته الخائنة التي باعته في غمضة عين...
– هكذا اذا ياسمينتي الحلوة... اذا فلتتذكريها .. واشار بأصبعه في وجهها
وأضاف سأذهب للبيت اذا و تعالي انتي بسيارة أجرة فلن انتظرك بعد الأن
فضحكت نور برقة تكاد تلمس السماء من رقتها من حوارهم المشاكس الطفولي هذا و نظرت لآسر بعيناها الذي سحرته بهما
- لا تخف استاذ آسر عندما ننتهي سأوصلها بنفسي للمنزل فأنا معي السيارة و لا تخشي عليها من شيئ
ضحكت منها ياسمين على برائتها مما قالته – من يخاف على لقد باعني منذ زمن و رماني في اقرب حاوية قمامة و نظرت له بطرف عينها و مدت له لسانها الوردي الصغير في حركة طفولية ممتعة
فهز آسر رأسه منها في احباط من تصرفاتها الطفوليه – حسنا انا ذاهب ولا تنسي ان تغلقي حاوية القمامة هذه و أشار على فمها الصغير
و وضع يديه في جيبي بنطاله و مشي يختال في رشاقة و نظرت له ياسمين تتوعده عندما تلقاه انها لن تترك ثأرها منه تتمتم بكلمات غير مفهومة من بين اسنانها نظرت لها نور وانفجرت ضاحكة على افعالهم الطفولية الجميلة هذه و تمنت في نفسها ان يكون لها اخوة تشارك معهم هذه الأشياء الممتعة الجميلة
و ذهبوا في طريقهم لإكمال المشتروات وكان يوما مرحا جميل و اعادتها نور الي بيتها بعد ذلك ... اصرت عليها ياسمين للصعود معها و لكنها رفضت بإصرار لتأخرها على والديها و كان هناك من يتابعهم خلف ستارة الشباك ليمتع نظره بنور قد سابق نور الشمس اليه ليمليئ روحه و قلبه بدفئ جديد عليه لم يختبره من قبل و يعبث في نفسه بأشياء يسمع عنها من أصدقائه فقط أو يقرأها في كتب الشعراء فهل يقع الإنسان صريع من نظرة واحدة ام ضحكة واحدة أم كلمة واحدة ...؟ فهل اسمها له كل هذا السحر ؟ ام انه توهم بأشياء لم يكن لها دليل ؟ ...غدا سيعرف ان كانت حلم ام حقيقة ...!!
وأتي يوم عيد الميلاد و اجتمع فيه الأهل و الأصدقاء و ياسمين ها هي تقف بجوار ابنة عمها و بعض اصدقائهم يتسامرون و يضحكون و هو يتابعهم من بعيد لعله يرى شاردته و بيده كوب من العصير ولكنه شارد الزهن غائب الروح عيناه معلقة على من يدخل او يخرج من الحفل لعله يلمحها مجددا و لكن شمسه ابت ان تنير دربه واستيقظ اخيرا من حلمه فتعب من المتابعة ولاحظ اصدقائه شروده و عزلته فقرر ان يترك حلمه و يعود للواقع و عندما ادار ظهره لمجموعة اخته فإذا بأصواتهم تعلو بإبتهاج و تهليل اقتراب شخص عزيز عليهم فتسمر واقفا ظهره لهم خاف ان يعاود الإلتفات ليحبط و يضيع تمنيه في الهواء و لكنه اصر على الدعاء سرا ان تكون شمسه اتت من مخبئها لتدفئ له فلبه البارد والتفت برأسه فرأى شعاع الشمس ساطع يغشي عيناه من وهج ابتسامتها الرقيقة العذبة تتجلي بنور من اسمها و رسمها و ها هو حلمه يتحقق امام عيناه و اصبح واقع ملموسا بأنوثتها الهشة اللذيذة و التي يتأملها في حشمتها و رقيها
نعم انه امل سيتمسك به حتي يحققه و يفوز به وابتسم لنفسه ابتسامة عريضة و مشى في طريقه ناحية أصدقائه لقد تأكد انها واقع ملموس و ليست هلاوس .
و من يومها اصبح ملازما لياسمين بمبرر توصيلها... بمبرر انها اخته حبيبته ...و بأي شئ وكل شئ حتي يراها يلمسها بسلام عابر حتى ولو كان لا يعني لها شئ و لكنه يعني له الكثير يترقب أخبارها و يتصيدها صيدا من اخته ويسرح في يقظته بكل ما تحبه و تلمسه و تضحك عليه و شدة شروده لم يعي بنفسه الهائمة فوق السحاب و هو في حجرته ليرى اعصار عاتي اجتاح غرفته ليرى عينان تنظر له بغرابة لحالته هذه و شراسة في نفس الوقت ليفزع جالسا علي سريره لمن اقتحم عليه غيبوبته اللذيذة الممتعة لينظر لها مصعوقا و يهدر بصوته فيها
- ماذا ..؟ ألا تعرفِ ان للحجرة باب حتي تطرقيه قبل الدخول ..؟
لتنظر له و ترفع حاجبيها بسخرية له – لقد طرقت الباب حتي اشتكي الجيران مني و انت لم تسمعه بعد ..!! و تربع يدها على صدرها و تهز قدمها ثم تتقدم منه ببطئ شديد و كأنه ستفترسة و تنظر له بتدقيق في عينيه مباشرة – آسر ... ما بك هذه الأيام ؟ ... أراك شارد باستمرار .. و كأنك لا تعيش معنا على نفس الكوكب...!
لتجلس بجواره على السرير و تقترب منه و تضع يدها على كتفه بموده و حنان و تضيف
- أنا اختك .. صديقتك .. صارحني بما في قلبك و تنظر اليه باستجداء
ليتنهد مقررا ان يفتح قلبه لإخته علها تريح قلبه و تبشره بما يريد
- ياسمين ... أ ... أنا احب .. و يبتسم مكملا لقد وقعت ياسمينتي..... ليستريح على السرير و اضعا يديه خلف رأسه و يكمل ببسمة حالمة على شفتيه - انها شعاع اخترق قلبي بدون انذار أو اعلان فهي نسمة رقيقة اجتاحتني و لمستني بحنان
لتنظر له ياسمين بذهول و فم مفتوح و عينان جاحظتان لتهمس – آسر أتقول شعرا ........!! لتقفز مصفقة بيديها و كأنها تشاهد عرض العاب نارية لتضحك ساخرة من حالة أخيها
- و من هذه التي اوقعت آسري و كاسري العتيد في مصيدة الحب و الهوي
ليبتسم قائلا – نور
كلمة واحدة التي قالها لتفعل الأعاجيب بأخته هلى ثلاث حروف بسيطة تقلب الكون أعاصير أو أمطار عاصفة لتقف صارخة
- ماذا ....؟ ... انت ماذا قولت ...؟ نور ...! اهي نور....! نور صديقتي ليست غيرها .....!
- ليصرخ فيها جالسا ... ماذا حدث ..؟ الم تعرفي اسمها سوي اليوم ...؟ ثم ماذا حدث لكل هذه الجلبة ....!؟ أهي الغيرة أم ماذا ؟ أريد ان أفهم ؟ أم بها ما يعيبها ...؟
لتصرخ في وجهه قائلة – نعم ...
ليقف مواجها لها و عيناه تخرج نارا ....... ماذا ...؟ ماذا تقصدي بكلمة نعم ...؟
لتجلس على حافة السرير ثانية و وجهها حزين تنظر لأخيها بحزن و تكمل قائلة بكلمات متقطعة مهزوزة حزينة ... إنها ... بحكم المتزوجة ...
لتصبح قدماه من هواء ليجلس بجانبها و يردد ذاهلا.....م ...ماذا ...؟؟
لتكمل قائلة : ان ابن خالها زميل لنا بنفس الكلية لكنه أكبر منا بثلاث سنوات و قد عقد قرانه عليها منذ سنتان ليسافر يكمل دراسته و الدكتوراه بالخارج
و هي بعد انتهاء دراستها ستسافر لتتم الزواج هناك ... لتنظر له بعيون يملئها الأسى على اعز انسان لديها أخيها و حبيبها لتكمل قائلة ... انها تحبة كثيرا ... بل تعشقه و تريد ان .. تمر الأيام سريعا حتي تجتمع به من جديد ...
و آسر مذهول مما قد سمعة و حطم كل ما حلم به لأشلاء تناثرت حوله و رماد يعبث به رياح الألم و الفقدان
فإنتظرت ان يتكلم او يبدي اي ردة فعل و لكن كمن ينتظر الغيث في أرض قاحلة فتكلمت بإرتباك و يداها تلمسه بإرتعاش
- آسر ... لما لم تقل لي من قبل عن احساسك تجاهها ..؟ كنت نبهتك ... حتي لا تبني أمل على ارض لا وجود لها
و لكنها كمن تتكلم مع نفسها فهو قد سحبت من جسده الروح التي كان يحي بها و يعد الأيام و الليالي كيف سيصارحها و متي سيرفع الستار عن مكنونات قلبه لما نظرت له كأنه في عالم آخر قررت أخيرا ان تتركه وحيدا حتي يستعيد رابطة جأشة و يسيطر على حزنه
و قفت و تركته و سارت ناحية الباب و أغلقته خلفها
ليسمع هو اغلاق سجن موحش بأسوار عاليه و جدران سوداء لا يشع بها ضوء و يسحب الدفئ من قلبه الذي صار يعيش به ليتركه في ليالي شتاء قارس بارد جائع لنظرتها الباسمة و رقتها الآسرة التي تعود على تخيلها و الحلم بها ليصحو من حلمه على كابوس الواقع الأليم لينظر حوله على جدران غرفته التي لم يتخطاها حلمه و لم يكن سوي حلما تمناه و عاش فيه وحيدا... ليستيقظ أيضا و حيدا ....
|
26-10-14, 03:42 PM
رد: ( قصة قصيرة ) كان حلماً
جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العرض العادي
