كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أشباه الظلال
وهذا الجزء نزلته الليلة لعيونكم
الجزء الأربعون
عارف
أعلم أنني مصدر إزعاج لكم جميعا وأنني لا أظهر إلا في المواقف السيئة من الحكاية ولكن
لا حيلة لدي في ذلك وها أنا أزور مكتب صديقي العزيز شامخ بعد قرابة العامين من زيارتي
السابقة أحمل ذات الحقيبة
وذات الأوراق وهذا ما توقعته أن تدمر تلك الوصية أفراد العائلة , وصلت والجميع كان يدخل
أمامي أعلم أنهم يرونني اليوم كابوسا يتمنون زواله ولكنه قرارهم وليس بيدي شيء
نزلت من السيارة تصافحنا وكانت ملامح كل واحد منهم لا تقل حزننا عن الآخر فقلت بجدية
" دعونا ندخل الآن "
دخلنا جميعنا ولحقن بنا نساء العائلة كان ذات المكتب لم يتغير ولكن ليس نفس اليوم والتاريخ
ومع اختلاف في عدد الأشخاص , توجهت جهة المكتب وضعت حقيبتي وجلست جلسوا
جميعهم وجلست رنيم في ذات مكانها السابق وكأنها تسترجع ذكرياتها السابقة وجلست زوجة
أديم وقد عرفتها من الطفلة التي تحملها وحور أيضا مبتعدتان عن الجميع السيدة سماح اتخذت
مكانا متطرفا عن البقية وتبدوا لي ملامحها متعبة للغاية أعانها الله على ما أتاها
وحده صهيب كانت تجلس بجانبه فتاة ويبدوا لي أنها ابنة عمهم التي تزوجها وحضرتُ
عقد قرانهم , كما يبدوا أنهما الوحيدان على وفاق , حور كانت اشد تعبا من والدتهم ويبدوا
أنها ستنهار أرضا بعد قليل حتى أنها كانت تتنفس بصعوبة وقف زبير توجه ناحيتها وتحدث
معها بكلمات فـأشارت برأسها نفيا فعاد مكانه
وضعت الأوراق على المكتب وقلت
" سأقول أسماء الجميع وستوقعون على حضوركم كما في السابق تلك هي القوانين "
لاذ الجميع بالصمت فأمسكت الورقة وقلت " غيث أديم صهيب وزبير شامخ آل يعقوب
سماح عاكف وبحر جابر رنيم حيان ميس نبيل آل يعقوب حور علام وأخيرا ليان سعد
عبد القادر الجميع هنا "
استلم الجميع الورقة ووقعوا أمام أسمائهم حمحمت قليلا ثم قلت
" أطلب منكم كما في السابق أن يلتزم الجميع الصمت حتى ننهي ما بدأنا "
وضعت الأوراق مرتبة أمامي ثم نظرت لهم وقلت
" نحن هنا اليوم بطلب من شخصين من أفراد هذه العائلة والملزمين بإتباع الوصية
لأجل الانفكاك من شروطها والخروج من هذا المكان خاليا الوفاض محرومان من
كل شيء كما اختارا ليتحول نصيبهم لرنيم كما اشترطت الوصية ولا يحق لهم
التراجع بعد الآن فإن كان لديكما ما تقولان فأنا في الانتظار "
لاذ الجميع بالصمت سوى من دموع والدتهم نظر بحر للأسفل في حزن وصمت
وغيث نظر باتجاه رنيم التي نظرت للأرض أما حور فقد سندت يدها بطرف
الكرسي محاولة إمساك نفسها عن السقوط أرضا ولاذ البقية بالحزن والصمت
أخرجت إحدى الأوراق ونظرت لهم مجددا وقلت
" هذه الأوراق طلب السيد شامخ فتحها حين يكون يوم كهذا اليوم فأحب إعلامكم أنه كما
علمتم سابقا وقت اقتسام الإرث حدده بسرية وربطه بقرار كقراركم اليوم فلم تكن هناك سنة
معينة لاقتسامه ولا عدد معين من السنين أيضا "
نظر الجميع لي بصدمة وعدم استيعاب فتابعت
" أي أن وقت إبطال الوصية السابقة مرهون بكم فلو أن أحدكم طلب أن يخل بشرطه يوم فتحها
منذ قرابة العامين لألغيت من فورها "
نظروا لبعضهم بصدمة فقال زبير " ماذا تعني بذلك "
قلت " أعني ما سمعتم فالوصية كانت ستلغى ما أن يطلب أي منكم ما طلبه بحر وغيث
اليوم وفي أي وقت كان , فوالدكم ما كان ليرضى أن يصير أحد أبنائه للشارع "
قال صهيب بصدمة " مستحيل ما هذا الذي أسمعه "
أمسكت بإحدى الأوراق وقلت " وبما أنه تحقق الشرط لإلغاء الوصية الأولى فعليه سنقوم
اليوم بفتح الوصية الجديدة لتقسيم الإرث ولن يكون هناك مطرود من هذه العائلة "
بدا السرور جليا على وجه والدتهم وكأن الحياة قد عادت لها من جديد أما أبنائها
وزوجاتهم لم يخرجوا من الصدمة بعد فيما عدا زوجة أديم التي كانت وكأن الأمر
لا يعنيها أو لا تفهم منه شيئا
نظرت لهم وقلت " سنقرأ الآن ما ترك لكم والدكم في هذه الأوراق "
نظرت للورقة وقرأت بتبات " أبنائي غيث بحر أديم صهيب وزبير زوجتي العزيزة
سماح وبناتي ميس رنيم حور وليان "
وهنا صدم الجمع لذكر شامخ لليان ونظروا لها بصدمة و أنا الوحيد لم أصدم للأمر
لأني على علم باستدعائها في كل الأحوال ثم تابعت
" لا اعلم كم سيكون مر من الوقت بين فتح الوصية الأولى وهذه ولكنني موقن أنكم
ستعذرون قسوتي عليكم أتمنى وقت فتحكم لها أن تكونوا بصحة جيدة وأحياء جميعكم
لقد اتفقت مع صديقي المحامي عارف على أن يكون وقت اقتسام الميراث وفتح الوصية
الثانية مرهون بكم ففي حين تعايشتم مع واقعكم لن تطروا لفتحها فيما عدا بعض الأمور
التي تناقشت فيها والمحامي وفي حال لم يحدث ذلك فلن أظلم منكم أحدا وسأتحدث معكم
الآن على مسمع من الجميع وعلى لسان المحامي فلا رسائل أتركها لكم بسرية هذه المرة "
أبعدت الورقة الأولى وأمسكت بالأخرى وقرأت
" منذ اثنين وعشرين عاما دارت في بلادنا رحى الحرب وفقدت فيها أغلى وأعز
أصدقائي حيان والد رنيم الذي تعرفت عليه في الحرب ومن ضحى بحياته لأجلي
وعلام والد حور وسعد والد ليان أصدقاء طفولتي وشبابي رغم أنهم يصغرونني ببضع
سنين من ماتوا أمام عيني وأوصوني بفلذات أكبادهم وحملوهن أمانة في عنقي
ابني غيث لا تغضب لما وضعتك فيه أنت وحدك من كان يمكنني الاعتماد عليه لحماية
رنيم فعند موت والدها كان خائفا على عائلته من طالبي الثأر منه فكان يوصيني بها
ووالدتها حتى انقطعت أنفاسه
رنيم لا تغضبي مني يا ابنتي فأقسم لو أنجبت ابنة ما أحببتها وراعيتها مثلك فأنتي
الوحيدة من بنات أصدقائي من ساعدتني الظرف لأن أقوم برعايتها بنفسي وقد
اخترتك لغيث لأنه وحدك من ستكسر الحديد الذي يغلف قلبه فأنا أعرفك جيدا كما
أعرف ماضيه الأسود وطفولته السيئة التي أكرهته في النساء كما أن غيث وحده
من سيحميك ممن يشكلون خطرا على حياتك وها أنا أضع اليوم الخيار بين يديكما
في تحديد مصيركما ولكن اعلما أنني لن أطمأن إلا إن كنتما معا حتى آخر العمر فلا
تترك رنيم تواجه الخطر وحدها يا غيث مهما كان قراركم
ليان يا ابنتي أنتي من اختفيت ووالدتك بعد الحرب مباشرة لأنكم انتقلتم من الجنوب
بسبب الحرب ولم يهنأ لي بال حتى وجدتكم بعد عودتكم للجنوب من جديد بعد أن
هدأت الحرب بسنين حاولت مساعدتكم بشتى الطرق بعد أن علمت عن أفكارك
وقناعاتك ورفضك لأي مساعدة من أي كان ولم أترك وسيلة واتبعتها لأساعدكم
وقد باءت كلها بالفشل حتى أن السبب الرئيسي لبنائي شركة الجنوب أن تعملي أنتي
بها وقد عملت على قبولك فيها على الفور ووضعت قرارا يلزم عدم فصلك تحت
أي ظرف كان وعدم الخصم من راتبك لأكثر من يوم واحد وألزمت أديم في الوصية
أن لا يطرد الموظفين كي لا يطردك
الجميع ضن أن والدك خائنا وأنه خان وطنه ولكنه مات أمام عيني وهوا يدافع عنه وقد
غادركم ولم يخبر أحدا إلى أين ذهب وقد قال لي بلسانه
( فليتهموني كما أرادوا ولأكون شهيدا عند الله فقط وليس على ألسن الناس لذلك
لم أخبر حتى زوجتي عن مجيئي إلى هنا )
لقد كان يدعوا الله طالبا الشهادة كل ليلة وكل صلاة وقد كان والدك يشدد عليا لأرعاك
لعلمه بحالكم ولأنه ليس لكم سوى شقيقه الضرير ولكنك ما تركتي لي مجالا لأفعل ذلك
لهذا وضعت أديم معك لأني أردتك لأحد أبنائي فغيث لرنيم وبحر لا يحق لي فرضك عليه
زبير لحور وصهيب لديه مهمة سيبعده الجنوب عنها بقي الذي يلي الأكبر وهوا أديم ولكن
كان يلزمني أن أغير قناعة كل منكما قبل أن أفكر في تزويجكما مرغمين كما فعلت
مع البقية فكان الحل أن أقرب أديم من عالمك فإن تزوجك حصل ما أردت والحمد لله
وإن لم يحدث ذلك فأنا متأكد من أنه سيحميك من مخاوفك أوقد تتغير أفكاره على الأقل
أديم ليكن بعلمك بني أنني ما وضعتك هناك لكرهي لك أو لما تفكر به من معتقدات
ولكني أردتك زوجا وحاميا وسندا لليان أعرفك شهما ولا ترضى أن يهان أحد أمامك
وليان تواجه ظلم إخوتها وستكون عند ظني بك فإن كانت زوجتك الآن فأحفظها
وأرعاها وبيض وجهي أمام والدها يوم ألقاه فهي أمانتك سواء نفذتم الوصية أم ألغيت
من حينها
ليان يا ابنتي إن لم تكوني زوجته الآن فأريحي قلبي في قبري وتزوجي به ليحميك منهم
بحر أنت ابني الذي لم أنجبه ولم أراك يوما ابن غيري أو مختلفا عن أبنائي يمكنك
الآن فعل ما تريد وأنا متأكد أنك ستكون ممن يطلبون اليوم الفكاك من الوصية وإن
كان واحدا فسيكون أنت لأني قسوت عليك كثيرا أعلم أنك أردت حور زوجة لك
وأنك طلبتها من عمها ورفضك مرارا "
نظرت له فكانت عيناه ستخرج من الصدمة وقال " ولكن لماذا "
تابعت القراءة دون تعلق " لقد علمت بذلك من صديقي راجي بعد ذلك بعامين فلم أجده
إلا حينها وقد فقدته منذ كان في الخارج وعلمت أنه عاد للوطن وبحثت عنه طويلا دون
فائدة وقد علمت منه بعد لقائي به وطلبي منه إيفائي بكل أخبار حور أن شابا قام بخطبتها
كثيرا وقد أثنى عليه دونا عن خاطبيها جميعهم وأنه رفضه لتكمل دراستها ولأنها كانت
صغيرة حينها فقط وليس لأي سبب آخر وأنه ما أن تنهي دراستها سيعطيها إياه إن تقدم
لخطبتها مجددا وحين سألته من يكون قال أن اسمه بحر جابر جبران فطلبت منه بنفسي
أن لا يزوجها بك ولا بأحد حتى أقرر ذلك حسب وصية والدها لي ولعلمي بأنك ستستهتر
وتضيعها من بين يديك كما تفعل بأشيائك دائما
حور يا ابنتي لا تغضبي من والدك شامخ لقد عملت جهدي لأخرجك من ظلم
وجبروت أعمامك ولكني لم استطع وفور توصلي لمكان عمك راجي تواصلت
معه لأخبره ما يحل بك فعاد سريعا لأخذك وفقدته حتى التقيت به بعد انتقاله للعاصمة
لدينا , حور والدك أكثر من كان منشغلا لأمرك يبدوا لعلمه بما سيفعله أشقائه بك وبورثتك
منه فالزمني ليس بحمايتك أو رعايتك ماديا بل أن أجعل لك سندا يحميك لآخر العمر كان
يمسك يدي ويقول بإصرار
( لا أريد لابنتي زوجا أو رعاية منك أريد من يسندها حتى تموت )
وكانت هذه كلماته التي يكررها حتى خرجت روحه فعند عودتي من الحرب كنتي حديثة
ولادة فلقد علم والدك بولادتك وهوا هناك وكان ابني زبير في العام والنصف من العمر
فطلبت من والدتك أن ترضعه ليكون شقيقك "
وقف حينها الجميع من الصدمة فيما عداي أنا وليان وزبير كان هذا الخبر الأعنف الذي
تلقاه الجميع فوقفوا ينظرون لها بصدمة ثم لزبير الذي اكتفى بالنظر للأرض في صمت فيبدوا
أنه على علم بالأمر منذ الوصية الأولى ومن خلال رسالته له ولم يكن حال حور بأحسن منهم فقد
ظننت أنها تحولت لصورة أو لتمثال حجري ولكنني أعذرها فهي عاشت لقرابة العامين مع رجل
تضنه زوجها لتكتشف الآن أنه شقيقها
خرجت من صمتي وقلت " هلا جلستم رجاءا لأكمل "
جلسوا جميعهم ولازالت الدهشة تعتلي ملامحهم وكأنهم يجبرون أنفسهم على عدم
الحديث عما سمعوا للتو
شربت بعض الماء وتابعت القراءة قائلا " حور يا ابنتي سامحيني فما أردت أن يتزوجك
بحر ليرميك بسهولة ما كنت ارضي لك ذلك فأنا أعلم أن عيب بحر الوحيد استهتاره بما
بين يديه ولا يعرف قيمته إلا حين يفقده وكان هذا أكبر مخاوفي وقد طلبت مني والدتك أن
أجعل أمر إرضاعها لزبير سرا خوفا من أعمامك حتى تكبري ويكبر زبير ويشد بيدك
ويحميك وحمدا لله أني لم أعمل بفكرة أنني سأطلب من زوجتي سماح إرضاعك ليكونوا
جميعهم أشقائك لأني بذلك سأكون ارتكبت جرما كبيرا بحقك وحق بحر حينما ستعلمان
حقيقة الأمر فالله كان رحيما بنا جميعا
ولم يعلم أحد بالأمر إلا عمك راجي بعد لقائي به هنا وزبير يوم فتح الوصية السابقة
في الورقة التي تركتها له والمحامي عارف من أجل المحكمة
زبير بني أنا متأكد أنك لم تثني كلمتي ولم تتخلى عن شرط الوصية كما طلبت منك ولم تخبر
أحدا من عائلتك فأنا أعرفك لا ترفض لي طلبا ولا تبوح بسر أبدا وقد طلبت أن لا تتزوج في
وصيتي الأولى مع حور كي لا تتزوج بزمرد فتظلم الأخرى حور وتتعبها لأني أعرف ابنة
شقيقي جيدا فاعذرني لأني حرمتك الزواج بها ويمكنك الآن الزواج بمن تريد وأرعى شقيقتك
مادمت حيا فأنت تنفيذ وصية والدها لي
بحر هاهي ذي حور حرة طليقة الآن إن تزوجتها أتمنى أن تكون علمت قيمتها ولن
تفرط فيها يوما فقد فعلت ما فعلته باتفاق مع راجي وزبير لأجل هذا لكي تقدر قيمتها
ولا تتركها يوما وما كنت لأستكثرها عليك وأعطها أحد أبنائي لأنك مثلهم في نظري
صهيب أنت من لم ألزمك بشرط لتنفذ ما طلبت منك لأنني أعلم جيدا من يكون ابني
صهيب وأنك ستخرج بحق ميس ووالدتها ووالدها من ظالميهم مهما طال بك العمر
فأحفظ ابنة عمك وأرعاها وجميعكم كذلك ولا تتخلوا عنها يوما وعن والدتها ويا حبذا
لو كانت زوجة لأحدكم
ميس يا ابنتي وابنة شقيقي التي لم تسعفني الحياة لأراها ولو لمرة وأعتذر منها لظلمنا
لها ووالدها ووالدتها لقد حفيت بحثا عنكم حتى أنني أسست جمعية خيرية في دبلن لعلي
بذلك أساعدكم وإن بالمصادفة ولم أجدكم إلا وأنا على فراش الموت فكلفت من يكمل
المهمة عني فسامحي قلة حيلتي واغفري لي
وأخيرا زوجتي الغالية سماح سامحيني على ما فعلت لأبنائك ولكن ها قد علمت
الآن أنني ما فعلت ذلك إلا لمصلحتهم ومن أجلهم ومن أجل أصدقائي الذين عاهدتهم
عهدا تحت القصف والموت وخفت أن يُخل أبنائنا به ويفسدوا كل ما بنيت أتمنى أن
تعذروني جميعا ولا تنسوني من دعواتكم "
شربت باقي كوب الماء ثم قلت " والآن سأقرأ عليكم ورقة اقتسام الميراث "
أخرجت الورقة الأخيرة الموقعة باسمه والموثقة في المحكمة وقرأت
" أولا مجمع المصانع في المنطقة الساحلية نصفه خارج أملاكي لأنه لصديق لي لقد
بدأنا به مصنعا صغيرا فكبر خلال السنين الماضية ليصبح مجمعا لمصانع وعليكم
إعطاء صاحب الحق حقه فنصف ذاك المجمع بعائداته وأرباحه كله لليان "
هذا هوا يوم الصدمات العالمي لهذه العائلة وأول ما كان هي شهقة قوية من ليان
ونظرات مصدومة لها فنظرت للورقة وتابعت
" ذاك المكان نصفه من حقك يا ليان خالصا مخلصا , وحتى تطويره ليصير مجمع
مصانع كان من أرباح المصنع أي أنني لم أزد عليه قرشا واحدا من جيبي فلك النصف
وللورثة النصف وليس لأحد الحق أن يمن عليك به فهوا حق والدك والأوراق كلها
موجودة وموثقة فقد كان تحت الركام لسنين بعد أن فشل مشروعنا أنا ووالدك وقمت
بتطويره خلال العامين الماضيين ورفضت تسليمه لك خوفا من أخوتك كي لا يأكلوا
حقك مرغمة ظلما وجورا
باقي تركتي فستقسم كالتالي الثلث لميس كاملا فهوا حقها من ورثة والدها التي لم يعطه
والدي إياها فكل واحد منا أنا وأخوتي يملك نبيل رحمه الله الثلث من ثروته والباقي يقسم
بين أبناني ووالدتهم حسب الشرع وبحر من ضمنهم وله ما لهم فإن أردتم الاستمرار معا
كما كنتم دائما فلكم ذلك وإن أراد كل منكم نصيبه فله ذلك أيضا وأكرر وأقول اعذروا لي ما
فعلت فأنا أردتكم أن تكونوا كما صنعت لسنين رجالا وليس أشباه ظلال رجال وأوصيكم خيرا
ببنات أصدقائي وبأن تراعوا حق الله في أنفسكم وفي المحتاجين "
جمعت الأوراق وقلت " انتهى كل شيء والإجراءات سنقوم بها حال يقرر كل واحد
منكم البقاء مع البقية أو الانفصال عنهم الورقة الأخيرة موثقة في المحكمة ولا جدال
في حق ليان وميس فيها أما البقية فكما قلت لكم الخيار وكل من احتاج الاستفسار عن
شيء أو قرر ما يريد عليه الحضور إلي أو الاتصال بي "
جمعت أوراقي في حقيبتي وغادرت تاركا وجوه لا تزال تعيش الصدمة وأعين
وعقول تائهة وحائرة فيما سمعت أذانهم
نهاية الجزء الأربعون
ما ستكون ردة فعل الجميع بعدما علموه غيث ورنيم وزوج خالتها بحر وحور وزبير أيضا
أديم وليان بعدما أصبحت تملك ثروة ميس وصهيب وسماح أيضا
يلا توقعاتكم الحلوة وتعليقكم على مفاجأات شامخ لأنه هوا الشخص المعني من كلامي السابق
|