كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أشباه الظلال
هلا بأحلى الصبايا
يلا جزء هدية ليكم الليلة
هههه شريرة أنا الجزء بس عشان يزيد الفضول عندكم أترككم مع الجزء
الجزء التاسع والثلاثون
رنيم
لقد مر قرابة الشهرين على تركي تلك البلاد لم أرى خلالهم أحد من تلك العائلة ولا حتى
ابني ما أقسى قلبك يا غيث وها هوا يقترب وقت مهلة تركي هنا حسب شروط الوصية فما
سيفعله غيث يا ترى , آه ليته كان القرار بيدي لما كنت تركته هوا من يقرر ذلك طرقت والدتي
الباب ودخلت قائلة
" رنيم هناك امرأة تريد رؤيتك في الأسفل "
نظرت لها بحيرة وقلت " من هي "
قالت " لا أعلم لم تخبرني من تكون وتصر على رؤيتك "
وقفت وقلت " حسننا سأنزل لها حالا "
نزلت للأسفل فكان هناك سيدة في نهاية الخمسين من العمر تقريبا ويبدوا على
ملامحها المرض والتعب وصلت عندها فابتسمت ومدت يدها قائلة
" مرحبا يا ابنتي هل أنتي رنيم "
صافحتها وقلت " نعم ومن تكونين أنتي "
جلسنا فقالت " أنا والدة غيث "
نظرت لها بصدمة ولم ترمش عينيا فقالت
" كنتي تضنين أنني ميتة أليس كذلك "
قلت بدهشة " نعم ولكن كيف "
تنهدت بحزن وقالت " لقد كنت في السجن لسنين وخرجت منه منذ سنتين فقط "
فتحت فمي من الصدمة وقلت " السجن ... ولكن لما "
لاذت بالصمت ثم بدأت دموعها بالنزول وهي تحكي لي ماضيها منذ كانت شابة حتى
تزوجت وأنجبت غيث وطلقها والده وما حدث بعدها حتى اليوم وأنا في صمت من الصدمة
ثم تنهدت وقالت " وهذه هي حكايتي لقد عشت طفولة جعلت مني فتاة فاسدة جدا تزوجني شامخ
مرغمة بسبب والدي ولكن الزواج لم يردعني عن شيء كان ينقصني الحنان طوال عمري وكنت
أبحث عنه دائما عند الرجال ولم أجده لذلك كنت أتنقل بينهم كالتائهة حتى خسرت نفسي وابني
وكل شيء لقد أخبره والده أنني مت بعد أن دخلت السجن وكانت صديقة لي تأتيني بأخباره دائما
وبعد خروجي علمت أنه تزوج وعلمت الآن أن لديه ابن , بسببي كرهني غيث مند صغره
وبسببي خسر دراسته وكرهها رغم تفوقه "
قلت " وحسام من يكون "
قالت بحزن " إنه صديقه المقرب منذ طفولته لقد انتحر بسبب خيانة زوجته له مع صديقه "
ثم قالت ببكاء " دعيني أرى ابنه ولو لمرة في حياتي قبل أن أموت لأنني أعرف جيدا أنه لن
يسمح لي برؤيته لو علم بي "
قلت بأسى " لست أفضل حالا منك فقد حرمني غيث من ابني ولم أره منذ ولدته لقد قمتي
بتدميره لقد صنعتي منه حطام رجل يكره النساء ولا يتق بهن وهذي أنا ادفع ثمن أخطائك "
وقفت وقالت " أنا آسفة لإزعاجي لك واعتبري أنك لم تريني "
خرجت من فورها دون أن تترك لي حتى رقم هاتفها ولكن ما سأفعله لها وحالي ليس بأفضل
منها ترى هل سيأتي يوم يتزوج فيه ابني وينجب ولا أراه ولا أرى أبنائه ولكني لست مثلها
فهل سيخبر غيث ابني أنني خائنة وأني كنت أخونه , لهذا إذا كان غيث يتصرف هكذا , معه
حق فمن رأى ما رآه في حياته لن يكون أحسن حالا من هكذا وعلى الرغم من ذلك وتق بي
مؤخرا , لماذا صنعت به والدته هكذا لماذا ولماذا أنا تزوجت به دونا عن غيره
سجنت نفسي في غرفتي طوال اليوم والدموع لم تفارق عيناي لست أعلم هل ابكي حالي
أم حال غيث أم حالنا معا , علمت الآن لما رفض غيث أن يترك ابننا لأربيه أنا هوا يرى أن
ماضيه سيتكرر مع ابنه أمسكت بهاتفي الذي أهداه لي فتحته وبحثت في الأرقام المخزنة فيه
فكان رقما واحدا فقط تحت اسم ( أبو شامخ ) نزلت دموعي وقلت بشهقة
" رغم كل شيء مررت به يا غيث وثقت بي "
اتصلت به مرارا ولم يجب هوا يعرف انه رقم هاتفي لذلك يرفض الإجابة ولكن عليا التحدث
معه أرسلت له رسالة كتبت فيها ( غيث أرجوك أن تجيب على اتصالي ولو تكون المرة الأولى
والأخيرة أجب هذه المرة ولن اتصل بك ثانيتا )
ثم اتصلت به فأجاب فقلت " غيث اسمعني أرجوك ولا تغلق الخط "
قال بضيق " ماذا تريدي مني ابني لن تريه ولا شيء آخر لدي "
قلت ببكاء " غيث ارحمني إنه ابني أيضا وأنت تذكر جيدا حين قلت أنك لا تريد أبناء "
قال بغضب " إن كان هذا ما اتصلت لأجله فالمكالمة انتهت ولا نقاش في الأمر "
قلت بعبرة " غيث أنا لم أخنك اقسم لك لقد كانت ..... "
قاطعني قائلا بحدة " وفري على نفسك الكلام يا رنيم وأحب إعلامك أنني سأترك كل شيء
وأطلقك وآخذ ابني وأرحل فاشبعي بابن خالتك وأنجبي لك غيره "
قلت " أنا لا أريد ابن خالتي ولا غيره أنا ...... أنا أريدك أنت وأريد ابني "
قال بهدوء " كاذبة "
ثم أغلق الخط في وجهي وتركني لدموعي وحزني اللذان لا ينتهيان
جود
كانت كلمات رنيم طوال الفترة الماضية تدور في راسي إنها محقة فانا لم أفكر في غيري
أنا فكرت في نفسي فقط فماذا لو علم بحر يومها أنني أتحدث مع شاب عبر الهاتف , نحن دائما
نحتاج لصفعة لنستفيق ولكني لا استطع نسيانه وأكاد أحترق شوقا لسماع صوته وأخباره سحقا
لي فأنا السبب في كل ما يحدث معي هل كان عليا الاستماع له من أول مكالمة هل كان عليا أن
أحبه وأتعلق به , لقد أغلقت هاتفي منذ غادرت قصر عائلة بحر وانقطعت عن كل العالم الخارجي
لعلي أنسى وليس لي سوى الحزن والتفكير والنظر بشغف لهذا الهاتف المغلق مانعة نفسي من فتحه
سمعت طرقا على الباب فقلت بهدوء
" تفضل "
انفتح الباب ودخل بحر فارتميت في حضنه باكية وقلت
" سامحني يا بحر سامحني على كل أخطائي في حقك "
مسح على ظهري وقال
" لا أذكر أنك أخطئت في حقي يا جود هيا توقفي عن البكاء واجلسي سنتحدث في أمر "
جلست فقال بهدوء " جود سوف نترك البلاد ونسافر "
نظرت له بصدمة وقلت " لماذا "
تنهد وقال " هكذا حكمت الظروف ولهذا سافرت طوال الشهر الماضي سوف نعيش في بلد
آخر وسأعمل هناك وستدرسين , لن استطيع توفير الحياة التي كنتم تعيشونها هنا ولكن كل
شيء سيتحسن بالتدريج "
نظرت له في حيرة وقلت " ولكن لماذا , أنا لا افهم "
وقف وقال مغادرا
" أخبرتك أنها الظروف من حكمت بذلك سنسافر نهاية الأسبوع القادم فاستعدوا "
خرج وتركني كالبلهاء لا أفهم شيئا مما يجري كيف يترك بحر عائلته ووالدته وكل تلك الثروة
وحتى عمله ويرحل لماذا يا ترى , أخرجت هاتفي وفتحته اتصلت بحور كثيرا ولم تجب فاتصلت
بوالدة بحر فكان هاتفها مقفلا فلم يبقى أمامي سوى ميس اتصلت بها فأجابت على الفور قائلة
" مرحبا يا جود أين أنتي لقد اشتقت لك "
قلت بهدوء " أنا بخير ما هذا الصراخ لديك "
قالت " إنه ابن غيث سيصيبني بالجنون ولا أحد غيري ليهتم به وبالمطبخ لما
تركتموني وذهبتم جميعكم "
قلت بصدمة " من الذين ذهبوا وتركوك "
قالت بحزن " أنتي لا تعلمي ما حدث بعدك لقد مرضت حور كثيرا وأخذها زبير
لمنزل عمها وقد تشاجر غيث و رنيم وضربها وأنجبت طفلها ذاك اليوم وها هوا
هنا وهي عند والدتها وخالتي تسجن نفسها في غرفتها بعدما علمت أن بحر وغيث
سيتركان القصر نهائيا "
قلت بصدمة " يا إلهي ولكن لما كل هذا "
تنهدت وقالت " لا اعلم فحور ترفض الحديث عما أتعبها و رنيم وغيث لا يريدان
قول حقيقة ما حدث يومها وأنا بقي لي هذا الصغير الذي لا يتوقف عن البكاء ولا
مساعد لي سوى والدتي وهي مريضة كما تعلمي "
قلت " ولما سيغادر بحر وغيث "
قالت " لا أستطيع قول أكثر من ذلك يا جود "
قلت " حسننا ولما تشاجر غيث و رنيم ومتى "
قالت " أخبرتك أنهم لم يخبرا أحدا عما حدث فبعد أن غادرت وشقيقك
سمعنا صراخها وهوا يضربها "
وضعت يدي على فمي من الصدمة هل علم بما حدث يومها في المطبخ يا ترى هل
أخبره بحر ولكن بحر خرج أمامي ولكنه تحدث مع أحدهم في الخارجي يا إلهي يا لها
من كارثة قالت ميس " جود أمازلت معي "
قلت " نعم يا ميس هل لديك رقم رنيم "
قالت " لا فأنتي تعلمي أنه لا هاتف لديها لقد طلبت مني عند بقائي معها في المستشفى
أن احضر لها هاتفا كان موجودا في جناحها ولا أعلم إن كان لها أم لا ولا أعلم رقمه
أيضا , خالتي تملك رقم والدتها ولكنها تسجن نفسها ولا تتحدث مع احد "
قلت بأسى " يا لها من مشكلة وداعا الآن يا ميس "
أغلقت هاتفي وخرجت باحثة عن بحر ولم أجده فعدت لغرفتي واتصلت به فأجاب بعد
حين فقلت " بحر هل غادرت المدينة "
قال " لا ليس الآن خلال يومين تقريبا "
قلت " أريد الذهاب معك لقصر عائلتك في أقرب وقت "
قال بحيرة " لماذا "
قلت بجدية " لأمر مهم جدا يخصني أرجوك يا بحر "
قال بهدوء " عليا الذهاب بعد الغد لوحدي لا يمكنني أخذك معي لأمر مهم في القصر وبعدها
سوف آخذك قبل سفرنا حسننا "
قلت " أريد الذهاب سريعا بحر أرجوك "
تنهد وقال " سأرى "
قلت " شكرا لك يا بحر ولكن لا تتأخر رجاءا "
رنيم لماذا تحملتِ كل ذلك عني لماذا , لقد دمرتِ نفسك وعائلتك من أجل أن تتكتمي على
سري يا لي من مغفلة هاهي نتائج خطئي تظهر وتضر بغيري بدل أن تضرني أنا
في اليوم التالي أخذني بحر لقصر عائلته تحت إصرار مني وسيعود بي ليرجع وحده غدا
وصلت هناك ودخلت فوجدت ميس احتضنتني بحب وقالت
" جود مرحبا بك ما هذه المفاجأة السعيدة "
قلت لها بهمس " ميس أين غيث عليا رؤيته حالا "
قالت بحيرة " غيث ولكن لما "
قلت " إنه أمر خاص وضروري جدا "
قالت بهدوء " لا أعلم متى سيأتي إنه متغيب أغلب الوقت "
ثم ابتسمت وقالت " تعالي يا جود ألن تري ابني بالتربية "
ضحكت وقلت " لا أصدق أنك تربين طفلا فأنتي لازلتِ طفلة "
قالت بضيق " طفلة في السابعة عشرة "
قلت بابتسامة " بل تبدين أصغر من ذلك بكثير "
توجهنا حيث غرفة الصغير كان نائما بسلام ياله من طفل جميل سامحني على ما
فعلت لك ولوالديك نظرت لميس وقلت
" هيا لنخرج عليا انتظار غيث حتى يأتي "
خرجنا ومر بعض الوقت ثم دخل غيث نظر لنا في صمت ثم تخطانا وغادر وقفت
ولحقته حتى صعد للأعلى وأنا اتبعه ثم قلت " غيث "
التفتت وقال ببرود " ماذا هناك "
قلت بهدوء " أود التحدث معك في أمر "
قال بحدة " لا حديث بيننا عن شيء يا جود لقد قبلتك هنا من أجل بحر ورأيت فيك
فتاة محترمة ولم أكن أتوقع أن تساعدي النساء على خيانة أزواجهن "
إذا كما توقعت قلت برجاء " اسمع الحقيقة مني يا غيث أرجوك "
قال مغادرا " لن اصدق الأكاذيب "
قلت وأنا اتبعه " أنا من كانت تتحدث مع ذاك الشاب و رنيم لا تعرفه لقد حكيت لها عنه
مرة وطلبت منها أن لا تخبر أحدا وهي أقسمت لي أن لا تفعل وعندما أكتشف بحر الأمر
قالت أنها هي من تتكلم بهاتفي وأنه ابن خالتها لقد نهتني كثيرا عن فعل ذلك ولكني لم استمع
لها حتى وقعت الفأس في الرأس "
التفت ونظر لي بتشكك فقلت
" اقسم أنها الحقيقة وها هوا رقمه لدي سأتصل به أمامك لتتأكد "
فتحت هاتفي واتصلت به وفتحت مكبر الصوت فأجاب من فوره قائلا
" هل تذكرتي أنني موجود أخيرا "
نظرت لغيث ثم قلت " من أنت وما هوا اسمك فأنا لا أعرف حتى من تكون "
قال " هل هذا فقط ما يغضبك "
قلت " لقد أخبرتك أن شقيقي رأى اسمك وقامت أحداهن بإنقاذي من الموقف وها هي
تذمرت حياتها بسببي وسببك أنت "
قال بهدوء " ولكنك تعلمين جيدا أنني أحبك وأريد الزواج بك ما أن تنتهي
ظروفي لماذا تفعلين هذا بي "
ثم أغلقت الخط وناولته الهاتف وقلت " يمكنك التأكد من تواريخ المكالمات والرسائل لتعلم
أنني أتحدث معه منذ وقت طويل وقبل مجيئي إلى هنا وليست لعبة مني وحتى اتصاله بي
ذاك اليوم مدون بالتاريخ والوقت "
أخذ الهاتف مني فتش فيه قليلا ثم نظر بصدمة ونظر بعدها لي وقال
" من أين تعرفت على هذا الرجل "
قلت " إنها قصة طويلة لقد حدث الأمر بالمصادفة اقسم أنني لست من هذا
النوع ولم أعرف في حياتي غيره "
هز رأسه بحيرة وقال " لماذا فعلت رنيم ذلك "
قلت بحزن " فعلته من أجلي كما أخبرتك "
قال " ولما لم تخبرني حين واجهتها بالأمر "
قلت " لأنها وعدتني وأقسمت لي سابقا أنها لن تخبر أحد ولا حتى أنت "
ضرب بقبضة يده على الجدار وقال " وهل يعلم ذاك الشاب من تكونين أنتي "
قلت ونظري للأرض
" لا فأنا لم أخبره اقسم أنني ندمت على تهوري فلا تحرم رنيم من ابنها بسببي "
ثم قلت ببكاء
" أنا من يستحق العقاب وليس هي لقد ضحت بكل شيء لأجلي وتكتمت على مساوئي أيضا "
تنفس بضيق وبقوة عدة مرات ثم قال من بين أسنانه
" لماذا فعلتي ذلك يا جود لماذا ولكن اللوم ليس عليك وحدك بل على ذاك النكرة الذي جرك معه "
أعطاني هاتفي وقال مغادرا
" أتمنى أن تكوني تعلمت الدرس جيدا يا جود فما حدث دمر الكثيرين "
ثم غادر وتركني لندمي وحسرتي , نزلت للأسفل وجدت بحر داخلا فغادرت معه على الفور
حور
" توقفي عن البكاء يا حور فستموتين من بكائك المتواصل "
قلت بنحيب " يريد تركي والرحيل يا مرام هذا فقط ما يستطيع فعله دائما "
قالت بضيق " حور أنتي متزوجة ولك حياتك وهوا يفعل الصواب فإلى متى ستستمران
في هذا سوف تنسيه وتعيشي حياتك فزبير شاب رائع جدا "
قلت بصراخ " لا أريد أحدا , أريد الموت فقط أريد الموت الذي أخذ والداي أن يأتي ليحملني
ويريحني ويريح الجميع "
ثم شهقت ببكاء وقلت " حتى إن كان لا يفكر بي فلما لا يفكر بوالدته التي تسجن نفسها أو بأخوته "
ربتت على كتفي وقالت
" حور هوا ليس بأفضل حالا منك وما كان ليختار الابتعاد عن أهله إلا لأنه يتعذب "
قلت بأسى " دعيني وشأني يا مرام أخرجي واتركيني وحدي "
وقفت وغادرت في صمت وبعد وقت طرق أحدهم الباب ودخل فكان عمي راجي
سويت من جلستي ومسحت دموعي فاقترب وجلس بجواري وقال بحزم
" حور ما بك أخبريني الآن "
قلت " لاشيء يا عمي "
تنهد بضيق وقال بجدية " لن أخرج قبل أن اعلم ما بك إن كنتي غاضبة مني بسبب خطبة
مرام ألغيث كل شيء وزوجتها كما زوجتك "
قلت بنفي " لا ليس ذلك أبدا فلا ترفض جبير أرجوك فهم يحتاجونها وهوا يريدها "
قال " إذا ماذا بك "
لذت بالصمت فتنهد وقال " غدا عليك الذهاب مع زوجك لقصر عائلته لأمر مهم "
نظرت بصدمة فقال " تعلمين أن شقيقاه قد قرروا التخلي عن شرط الوصية والمحامي
طلب حضورك معهم من أجل إتمام الإجراءات "
قلت " وما علاقتي أنا بالأمر "
وقف وقال " تلك إجراءات قانونية نحن لا نعلم عنها شيئا لابد أن يحظر الجميع كل شيء
ويوقعوا أيضا إنها محكمة وليست لعبا "
قلت بدموع " لا أريد الذهاب يا عمي أرجوك "
قال مغادرا " ليس الأمر كما نريد ستذهبين وتعودي فور إكمال كل شيء "
ولكني لا أريد رؤيته الآن لا أريد فيكفيني ما حل بي لا أريد أن أراه أبدا بعد اليوم
زبير
هاهي الأمور تتراجع للأسوأ فالأسوأ بحر وغيث والكارثة التي فاجأنا بها لا اصدق أن يذهبا
ويتركانا ليثني أستطيع تركها لك يا بحر لأرتاح وترتاح فأنت لا تعلم انك تأخذ قلبي معك مثلما
تترك قلبك معي فأنا بين نارين لا استطيع الكلام ولا السكوت ليثني استطيع مخالفة وصية والدي
ولكن يستحيل ذلك فالموت أهون عندي من مخالفة أوامره لي وهوا على قيد الحياة فكيف بعد موته
ووالدتي سوف يجن جنونها إن فعلتها أنا أيضا عليا التصرف فور تخليهم يجب أن أجد طريقة
وحل , خالف والدك يا زبير ما بك هكذا أحمق
وها هي حور قد وصلت لأسوء حالاتها بعدما سمعت بقرار بحر , وغيث يريد إحراق قلب رنيم
بأخذه لابنها وتطليقها وأديم ليس أفضل حالا منا وحتى صهيب يواجه الخطر مع أعمامي
سحقا للوصايا وسحقا لي
كنت كمن تاه في متاهة ولا يعرف لها مخرج فدخل غيث عليا المكتب ووجهه لا يبشر
بخير وقفت فتوجه ناحيتي وأمسكني من ثيابي وقال بغضب
" جود يا زبير شقيقة شقيقك تتلاعب بها وتعدها بالزواج "
نظرت له بصدمة فقال
" تكلم لما فعلت ذلك لما وأنت متزوج ألم تفكر في زوجتك وأنت تخونها "
أبعدت يده عني وقلت " لا شأن لك بي يا غيث "
قال بصراخ غاضب " بلى لي كل الشأن لأنك دمرتني معك يا غبي "
قلت بحدة " وما علاقتي بك فأنا لم أطلب منك أن ترمي زوجتك وتترك ثروتك "
قال بغضب " أنت تعلم من يكون شقيقها الذي أخبرتك أنه رأى اسمك في هاتفها ولكنك
لا تعلم أن من أنقذتها من الموقف ودمرت حياتها تكون رنيم "
نظرت له بصدمة وقلت " رنيم "
قال بحدة " أجل رنيم فقد قالت لبحر أنها من تتحدث معك بهاتف شقيقته من ورائي وطلبت
منه أن لا يخبرني وأنا سمعت ما دار بينهم بالمصادفة عند دخولي للمطبخ وضننت ما سمعت
ولولا أن جود جاءت لإخباري لما علمت أبدا "
قلت بدهشة " جود أخبرتك "
قال بغضب " نعم وهي لا تعلم عن أكاذيبك شيئا ولكنها قالت بالحرف الواحد أنها
ندمت على ما فعلت فلعلك تستفيق أنت وتندم على تهورك "
قلت بضيق " ولكنني أحبها حقا وأريد الزواج بها "
نظر لي بصدمة ثم قال " وحور "
قلت مشيحا بنظري عنه " سأنفصل عنها ما أن يتم اقتسام الإرث "
صفعني على وجهي وقال بغضب " هل هذا ما تستحقه منك يا زبير "
قلت بصراخ ممسكا وجهي بيدي " كيف تتجرأ على ضربي هكذا "
قال بحدة " لعلك تستفيق لنفسك وجنونك أنا اكبر منك ولي الحق في ردعك عن التهور فهمت "
قلت بأسى "أنت لا تعلم شيء يا غيث لا تعلم "
قال بحدة أكبر " بلى أعلم , من أجل بحر أليس كذلك ولكنه يريد تركها والرحيل
فهل تتخلى عنها أنت أيضا "
قلت بسخرية " وها أنت تريد الانفصال عن زوجتك وتركها دون سند ولا حتى ابن
فكيف تلومني على ترك حور وأنت تعلم أنها تريد غيري ولها عمها وثروته وإرث
والدها وليس لدينا أبناء ولم المسها يوما "
قال بغضب " لا تقارن يا زبير فذاك شيء وهذا شيء ولا مبرر لاستغفالك وخيانتك لها "
قلت مغادرا " لن يفهمني أحد مهما قلت سحقا لك يا غيث فلن أنسى صفعك لي أبدا "
وخرجت كالبركان يحتاج مكانا لينفجر فيه وليس لي من أحد فحتى جود لم تعد تستمع
لي وتغلق هاتفها ولا تريد الاستمرار معي وستترك البلاد أيضا مع شقيقها وبقيت وحدي
الخاسر الأول والأخير دائما ما أن ينفصل غيث وبحر عن هذه الوصية المشئومة سأتحدث
مع المحامي عارف
ميس
في الغد سيكون على الجميع الحضور هنا وحتى محامي عمي شامخ رحمه الله فلما
يحضر الجميع لا أفهم فهذه الأمور القانونية معقدة ولو سألت لتهت أكثر فعلى زوجات
الجميع الحضور أيضا وحتى ليان التي لم تذكر في الوصية
" ما بها جميلتي "
تنهدت وقلت " لما علينا الحضور جميعنا غدا "
جلس بجواري وقال " لأنه علينا أتبات وجودنا وشهادتنا "
ثم تنهد بحزن وطأطأ برأسه للأسفل أعلم علم اليقين كما الجميع ما هوا سبب حزنه الآن
فهذا القصر تحول لسحابة من الكآبة والحزن رغم خلوه من اغلب ساكنيه فليس هناك سوى
صهيب وزبير يدخلان ويخرجان ويتأففان طوال الوقت والضيق الشيء الوحيد البادئ على
ملامحهم طوقته بيداي عند خصره واتكأت برأسي على كتفه وقلت
" عليك أن تكون قويا هذا هوا قدركم واختيارهم "
لف ذراعه حولي وقال بحزن " ما أشد ذلك يا ميس بث أخشى أن يلحق بهم البقية "
غمرت وجهي في صدره وقلت " ابق لي يا صهيب لا تتركني يوما أرجوك "
تنهد بحزن ثم قال " ليثني أستطيع منعهم نحن لم نفترق يوما أبدا "
قلت بهدوء " يمكنكم التواصل معهم دائما هم لن يموتوا "
تنهد بحزن واكتفى بالصمت فقلت " لقد ظلمكم عمي حقا هل كان عليه فعل ذلك "
أبعدني عنه أمسك بوجهي وقبل شفتاي وقال بابتسامة حزينة
" أين هوا ابنك المزعج ذاك كيف لم يفسد علينا جلستنا "
قلت بحزن وعينيا امتلأتا بالدموع
" سوف أشتاق له كثيرا لقد اعتدت حتى على صراخه "
ضمني لحظنه وقال
" سننجب واحدا لنا ولكن ليس مزعجا مثله فارأفي بحالنا ودعينا نتزوج رسميا "
قلت بهدوء " ليس قبل أن تخرج من الخطر الذي تقحم نفسك فيه "
ثم ابتعدت عن حضنه وقلت وأنا انظر لعينيه
" إنسا الأمر كله فلم أعد أرغب بشيء ولا تعرض نفسك للخطر وسنتزوج حالا "
أمسك وجهي وقال بجدية
" لا يمكنني ذلك يا ميس فلن يرتاح لي بال مالم تظهر براءة عمي ويرجع حقكم "
هززت رأسي بالنفي ودموعي بدأت بالنزول وقلت " لا أريد منهم شيئا جدك لم يعطنا شيء
ليكون حقا لنا ووالدي لو كان على قيد الحياة ما رضي أن تعرض نفسك للخطر من أجله "
قال بحزم " انتهى الكلام في الأمر يا ميس "
وقفت وقلت بحدة وبكاء
" أنت لا تفكر بي أبدا لا تفكر في أحد لا والدتك ولا أخوتك ولا حتى أنا ووالدتي "
قال بهدوء " ميس توقفي عن البكاء وأجلسي "
قلت بضيق " لن أجلس وأنا غاضبة منك ولن أرضى عنك مالم توقف كل شيء "
قال بانزعاج " ميس ما بك لقد كان هذا شرطك فما تغير الآن "
قلت بغضب " كان ولم يعد يهمني أنت صرت أهم بالنسبة لي لما لا تريد أن تفهم ذلك لماذا "
وخرجت راكضة وصعدت لغرفتي ابكي بحزن ولم أتحدث معه طيلة النهار ونفذت تهديدي
ولم أنم تلك الليلة وأنا أفكر في شيء ليس إلغاء شروط الوصية بل في صهيب وما أن جاء
الصباح وحضر أديم حتى توجهت ناحيته وقلت
" مرحبا أديم جيد أنك جئت قبل الجميع "
قال بحيرة " ماذا هناك يا ميس "
أخرجت له الأوراق وقلت " صديقك ضابط في المخابرات أليس كذلك "
قال بتوجس " نعم ولكن لما "
قلت " إنه صهيب يبدوا لي يواجه خطرا كبيرا "
قال بقلق " وكيف علمتِ "
أعطيته الأوراق وأخبرته بكل شيء , صحيح أن صهيب أمنني عليها ولكنني لست على
استعداد لأن أخسره من أجل النقود أو حتى براءة والدي , نظر لي بصدمة مما قلت وقال
" عليا التصرف سريعا سأعود اليوم مباشرة للجنوب وأتحدث مع خيري شخصيا لا تخبري
صهيب أنني علمت حسننا "
هززت رأسي بالموافقة وقلت " ولا تخبره أنني أخبرتك سيغضب مني بالتأكيد "
نظر للخلف وقال " تعالي ادخلي يا ليان "
دخلت زوجته تحمل ميسم وكان باديا على وجهها كرهها للتواجد هنا أنا أفهمها فقد سبق
وشعرت بما تشعر الآن وأذكر أول دخول لي جيدا كنت أسوء حالا منها ولكن هذه العائلة
غيرت منظوري لهم اقتربت منا فقال أديم
" هذه ابنة عمي ميس وهي زوجة شقيقي صهيب "
كانت ستقول شيئا يبدوا لي سيئا جدا ثم أغلقت شفتيها وأشاحت بنظرها وقالت
" لقد سررت بلقائك "
ليان
كان عليا الذهاب اليوم لقصر تلك العائلة لم أشأ أن أذهب لولا برقيات محامي العائلة
مصرا على قدومي وإقناع حياة المتواصل لي , لم أرى أديم منذ ذاك اليوم كان يأتي
دائما لرؤية ميسم ويحضر معه من كل شيء الكثير حتى أصبح قدومه يوم عيد لتلك
العائلة يبدوا أن الله كان يكافئهم لإيوائهم لي ولابنتي سابقا حتى أنني صرت أخجل من
بقائي معهم وهم يرون بأعينهم زوجا يملك كل شيء وينتظر أن أرضى للرحيل معه
فأصبحت أرى نفسي شخصا لا مبرر لوجوده معهم ولكن أين كنت سأذهب فلا أحد لي
لقد زارتني شروق وبمساعدة أديم طبعا فلكم أن تتخيلوا كيف كانت ردة فعلها حين
علمت مني أن وسيم ليس أخرسا وأنه أديم أيضا من صدمتها تلكأ لسانها وأصبح يخرج
حروفا مبعثرة ثم ضحكت عليا تلك الحمقاء كثيرا لأنه كان يسمعني وأنا أناديه بالوسيم
وكذلك عندما أسخر منه على أنه أديم ثم قضت وقتا طويلا تسترجع ما كنا نقوله أمامه
وكأنه شيء غير موجود كان ثمة أشياء سخيفة جدا وأشياء محرجة للغاية
لقد تعلمت درسا جيدا وهوا أن أحسب حسابا لمن هوا أمامي ولو كنت موقنة كل اليقين
أنه لا يسمعني أو لا يراني وبث أشك أن عمي كان يرى أيضا ويخفي ذلك عني ولو كان
حيا لأخبرني كم كنت أنام بحضن وسيم ونتبادل القبل أمامه دون اكتراث له
خرجت اليوم باكرا برفقة وسيـــ آه لا أقصد السيد أديم وركبنا الطائرة في صمت تام سوى
من صوت ملاعبته لابنته طوال الرحلة وهي تبتسم له باستمرار أعلم أنني أحرمه من وجودها
معه ولكنني لا أستطيع أن أستوعب ذلك ولا أن اقنع نفسي بشيء عشت كل سنين عمري مقتنعة
بعكسه أقسم أنني أحتاج لوسيم لحضنه لابتسامته لوجوده ولكن كيف لي أن أدمج الشخصين معا
فكلما سمعت في منزل حياة أنه حضر أشعر برغبة عارمة أن أركض حيث يكون وارتمي في
أحضانه ولكن فكرة أنه أديم ومن يكون تجعل تلك الرغبة تموت في مكانها
وصلنا العاصمة واستقبلنا عند المطار شقيق آخر له اسمه على ما أذكر زبير وأقلنا
في سيارته , الحزن والاستياء كان باديا جدا على ملامحه يبدوا أن قرار أخوتهم ذاك
يؤثر في الجميع لقد حكا لي أديم كل شيء عن الأمر عند خروجنا من منزل حياة وها
قد دخلنا قصرهم بعدما وضعنا شقيقه هنا وغادر فقدمني لابنة عمهم كنت أود أن أقول
( آه أجل هذه الفقيرة التي قلت أنكم زوجتموها ابنكم )
ولكنني تراجعت كي لا أجرحها فلابد أنهم يدلونها بما فيه الكفاية تحدثت معه عند وصوله
وأعطته أوراقا يبدوا أنها مهمة جدا فقد طلب مني وضعها في حقيبة ميسم والاهتمام بها
جيدا أخذتني الفتاة لجناح مخصص للضيوف كما قالت بعدما غادر أديم لحيت لا أعلم ولم
يخبرني , غابت لوقت ثم عادت تحمل بين يديها طفلا وجلست بجواري وقالت بابتسامة
" انظري هذا ابني الذي لم أنجبه "
ثم قالت بحزن " وسوف يغادرنا اليوم مع والده للأبد "
رفعته قليلا ثم قالت " هيا يا شامخ انظر هذه ابنة عمك الجميلة ميسم "
لا أعلم لما شعرت حينها بالحزن على هذه العائلة فقلت
" ألا يوجد غيرك هنا "
تنهدت وقالت " والدتهم تسجن نفسها منذ علمت بما سيقوم به ابنها وابن زوجها
وزوجة أحدهما التي هي والدة هذا الطفل عند والدتها ويريد الانفصال عنها وأخذ
ابنه والرحيل أما زوجة زبير فمتعبة وأخذها لمنزل عمها فلم يعد هنالك غيري هنا
ووالدتي وهذا الطفل "
قلت بهدوء وحيرة " لما يحدث كل هذا معهم "
قالت بحزن وهي تنظر للصغير
" الناس الجيدون هم من يخسرون دائما "
ثم نظرت لي وقالت " أعلم بما تشعرين به فأنا عند قدومي إلى هنا كنت أكرههم كرها
جنونيا وتعاملت مع الجميع بقسوة وكره وبرود لأنهم تخلوا عن والدي جميعهم الجد وأبنائه
وتركونا نعيش الذل والفقر وما هوا أبشع من ذلك اكتشفته فيما بعد ولكن كل ذلك تغير عندما
عرفتهم جيدا وعشت معهم وأحببتهم وأحبوني وعلمت ما فعله عمي شامخ لأجلنا لقد رحبوا
بي وبوالدتي ويعاملونا كفردين من العائلة واعترفوا حتى بحقنا في مالهم كورثة لمال الجد
الذي اقتسمه بين أبنائه متجاهلا والدي وها قد صرت زوجة لأحدهم ومن كنت أكرهه أكثر
من الجميع وأصبح يعني لي الكثير "
ثم وقفت وقالت " عليا أخذ شامخ لوالدتي فهي لن تحظر معنا وهذا الصغير لو تواجد هناك
فلن يستمع أحد لأحد بسبب صراخه الدائم "
صاح حينها الطفل فقالت بابتسامة
" الم أخبرك بذلك ولن يسكت الآن إلا بعد وقت طويل "
وغادرت به وتركتني وابنتي هناك كم أرأف لحال هذا الصغير سيعيش بعيدا عن والدته
كم سيؤلمها ذلك نظرت لابنتي وتخيلت أن يأخذها مني والدها للأبد ولا أراها حمدا لله انه
لم يفكر في ذلك
غيث
لم انم ليلة البارحة ولم يغمض لي جفن كيف يحدث كل ذلك الآن لما لم تأتي يا جود
منذ البداية لتخبريني فما سأقول لهم ( غيرت رأيي وأريد زوجتي ) هل سأتصرف
كالأطفال أمسي برأي وأصبح بآخر
كنت واقفا في الخارج انتظر قدوم المحامي لقد قال أنه قادم ولكن يبدوا لي تأخر كثيرا
دخلت حينها سيارة لم تكن له بل لزوج خالة رنيم التي تجبرها شروط الوصية على القدوم
وقفت سيارتهم ونزلت رنيم أولا توجهت جهة باب القصر لتدخل فتخطتني في صمت وهي
تنظر للأرض فقلت بهدوء " رنيم "
التفتت إليا فقلت " لما لم تخبريني بالحقيقة لماذا تكتمت على جود "
نظرت لي ثم نزلت من عينيها دمعتان وقالت
" حاولت إخبارك عندما اتصلت بك ولكنك كالعادة لا تصدقني ولا تعطني أي فرصة للحديث "
قلت بهدوء " لقد علمت البارحة فقط من جود لماذا فعلتي ذلك بنفسك "
اقترب زوج خالتها وقال بحدة
" رنيم أدخلي للداخل وأنا انتظرك ما أن يخرج المحامي تخرجين بعده على الفور "
نظرت له وقلت " هي زوجتي ويحق لي التحدث معها كيف شئت "
قال بحزم " رنيم أدخلي "
دخلت في صمت فنظر لي وقال " لن تكون كذلك بعد قليل وليكن في علمك أن ابنتنا
ليست لعبة بيدك ترميها متى شئت ثم تعود للتحدث معها بصفتها زوجتك أي زوجة هذه
التي ترمي بها لشهرين دون أن تسال عنها وتحرمها من فلذة كبدها لا وتتصل بي لآتي
لأخذها وكأنها فاجرة في قسم الشرطة , لن تحلم بها بعد اليوم يا غيث ولا أعتقد أنها تهمك
وما نحن فيه اليوم أكبر دليل "
قلت بغضب " هي شاركت في ذلك أيضا لما أخفت الحقيقة فما كنت سأضن بها بعدما سمعت "
قال بحدة " لا دخل لي بما حدث ولا أفهم مما تقول شيئا ولا يعنيني سأركب سيارتي وما أن
يخرج المحامي تخرج بعده أو دخلت لإخراجها رغما عنك وعن الجميع ويا حبذا لو أنهى
محاميكم معاملات الطلاق أيضا واختصرنا الوقت "
فتحت فمي لأتحدث فدخلت حينها سيارة زبير ومعه حور وخلفه صهيب وبحر خلفهم أيضا
وحتى المحامي عارف وكأنهم متفقون على المجيء سويا
غادر السيد هاشم لسيارته وركبها دون أن يتحدث مع احد نزلت حور ودخلت وكان
باديا على وجهها التعب والمرض فها هي جاءت لتحتفل معنا بنهاية هذه العائلة
اقترب أخوتي وما هي إلا لحظات ودخل أديم أيضا وصرنا خمستنا نقف في الخارج
كنت أود قول أي شيء ولكن ما لدي لأقوله لقد حسم الأمر وانتهى ولن أحلم برنيم
كما قال والتراجع عن الأمر سيجعله يجبرها على ترك القصر والوصية ويصير
الجميع إلى الشارع فهل عليا التضحية يا ترى
رنيم
لقد كان خبر قرار غيث وقعه عليا كالجحيم رغم أنني كنت أتوقعه ولكن هذا يعني
شيئا واحدا أنني لن أرى ابني ما حييت وانتهى من حياتي شيء اسمه غيث وشيء
اسمه ابني منه
كان عليا اليوم السفر لقصر العائلة وها هوا التاريخ يعيد نفسه من جديد ولكن بقلب
محطم وحلم ضاع مع الريح لأصبح بعد حين مطلقة ومحرومة من ابني ومن الرجل
الوحيد الذي أحببت وتركني ما الذي أريده بثروتهم فانا لم أردها يوما ليعطوني ابني
ويأخذوها كلها
لقد رفض زوج خالتي قدومي بشدة وأحضرني مكرها فهوا يرى أنه لا داعي لقدومي
هنا ثانيتا وكان طوال الطريق يتحدث بغضب عن تحكمهم في مصيري ويسألني أسئلة
كثيرة عن سبب مجيئي هنا وما يجري وكنت أحاول تضليله قدر الإمكان فلا يمكنني
البوح بالحقيقة حسب الاتفاق بيننا يوم فتح الوصية
عند دخولنا القصر وقعت عيناي على الواقف أمام بابه الرجل الذي تزوجني بفرض
وصية والده وسيطلقني بملأ إرادته , ما أن رايته حتى قفزت كل تلك الذكريات أمامي
بجمالها وبشاعتها وحتى يوم التقيت به هنا أول مرة وها هوا ذا اليوم الأخير الذي سأراه
فيه ولكن استيقافه لي كان كالصدمة بالنسبة إلي فقد توقعت أن يدخل ويترك المكان ما أن
يراني أدخل أو حتى أن يضربني من جديد وما كان اشد صدمة بالنسبة لي هي كلماته ولكن
كيف علمت جود بما حدث بيننا هل خمنت ذلك يا ترى لقد حاولت الاتصال بها سابقا بهاتف
والدتي وكان هاتفها مقفلا على الدوام
دخلت وتركته بعدما رأيت الغضب والحدة على ملامح زوج خالتي ودرأ للمزيد من المشكلات
توجهت للداخل فوجدت ميس حضنتها بحب ودموع وأنا أحاول استنشاق رائحة طفلي فيها
ثم نزلت خالتي وكان باديا عليها الوهن والتعب أنا لا ألومها فما تمر به لا يمكن استحماله
فإن كنت أنا أكاد اجن لفراق ابني الذي ولد حديثا فكيف بها هي
اقتربت مني تعانقنا بشدة وقالت بدموع
" سامحيني يا رنيم لقد حاولت قدر استطاعتي ولم أفلح "
قلت بحنان " لا عليك يا خالتي أنا أتفهم موقفك "
كنت أود السؤال عن ابني أين هوا دعوني أراه ولو للحظات ولكنني اكتفيت بالصمت فذلك
سيزيد ناري اشتعالا بدل إطفائها , بعد قليل خرجت زوجة أديم من جهة جناح الضيوف متوجهة
ناحيتنا وتمسك طفلتها بين ذراعيها وفي ذات اللحظة دخلت حور بوجه متعب ومرهق مسكينة يا
حور فلا أسوء مني ومن الجميع إلا أنتي ويبدوا أنها كانت في منزل عمها فلا مفر لها من هنا إلا
هناك , تعانقنا ببكاء مرير وبكت حور حتى ضننت أنها ستموت حينها , كنت أتمنى مواساتها بشيء
ولكن لا يمكنني فعل ذلك أمامهم حتى أن ليان بكت معنا رغم جهلها للسبب وما هي إلا لحظات ودخل
المحامي وأبناء والدي شامخ جميعهم متوجهين لمكتبه قديما المكتب الذي رفضت العائلة تغييره أو
إعطائه لأي منهم ولحقنا بهم حيث محرقة القلوب والمصائر ذات المكان وذات الموقف مع اختلاف
عدد الأشخاص وأقدارهم التي آلوا إليها
نهاية الجزء التاسع والثلاثون
توقعاتكم الحلوة ما سيحدث مع غيث وبحر بعد انفصالهم عن العائلة وما سيكون موقف البقية
ما مصير غيث ورنيم وأديم وليان وزبير بين النيران المشتعلة التي يقف وسطها في حيرة
ومن سيكون التالي
الجزء القدام يجيب عن كل هذه الأسئلة
|