حكاية أمل يا طماعة كل هذا وقصير طيب إقري هذا الجزء اليوم والجاي بيكون طويل يبرد
على قلبك , طولت بعض البارتات الجاية , وأنا المشكلة عندي إني مقسمة الرواية لأجزاء في جهازي
المحمول حسب الأحداث وظهور الأبطال في كل الأجزاء وتطويل بعض الأجزاء سهرني ليلة البارحة كلها
لأني أعدت التقسيم مرتين وسببلي ربكة لكن لعيونك الحلوة كل شيء يهون
شكرا لك أمولة على الملاحظات أعجبتني جدا جدا جدا وحبك للأبطال أسعدني وهذا لو دل على شيء فعلى
كبر قلبك المحب
وميس في بارت اليوم بتفهمي شوي عن علاقتها بالعائلة والتوضيح أكثر عن قريب وأمور ما تتخيلها المسكينة
وبحر يمكن ما انتبهتي إنه حور هي نفسها البنت إلى إلي كان يحبها وتكلم عنها مع صهيب بس هي يا غافل ليك
الله ما تعرف إنه من هذي العائلة وخليك متابعة هذا أنا خربت على نفسي وقتلك شيء عن القادم
طعون حبيبتي شكرا لك يا قمر باقي مفاجأات شامخ ما انتهت تابعي بس من غير صمت يا خجولة إنتي
Blumay
شكرا لردك ومتابعتك ومن عيوني أي توضيح تحتاجينه
غيث ورنيم باقي عشان يكتشفوا هاشي بس أبشرك رنيم بتلعب بأعصابه
إيه معقول بحر وحور كانوا حبيبين والله يعينهم
وبالنسبة لتوقعاتك منها الصحيح مية بالمية وبرافوا علك ومنها الغلط يا عسل
وأترككم مع الجزء الخامس لعيونكم دايما
الفصل الخامس
رنيم
لابد وأنكم تريدون معرفة تفاصيل باقي ما حدث هنا بعد خروج المحامي سأحكي لكم كل شيء
فتحت عينيا بصعوبة ابحث عن شيء يخبرني أين أنا ثم تذكرت شيئا فشيا ما كان قبل قليل ووقوفي في ذاك
الموقف الرهيب حينما كنت كمن يبحث عن حقيقة ضائعة منه ويتمنى أنه لم يجدها بعد ليجد شيئا مختلفا
عنها سألت المحامي وكلي أمل أن يكون كل ما قاله مجرد دعابة من والدي شامخ ليأتيني رده القاطع ولتظلم
الدنيا في عينيا من جديد وكأني بوالدي الذي رباني يموت مرة أخرى اليوم
ولم أشعر بشيء إلا وأنا الآن على السرير الذي نمت عليه ليلتي الأولى هنا والخالة سماح تتحدث معي بكلمات
لم أكن أفهم منها شيئا حتى وضح الصوت ثم تحدث أحدهم من الخارج وسألتني إن كنت أحتاج للطبيب
أي طبيب هذا الذي ستأتونني به أيوجد لديكم أطباء يغيرون الواقع لتجلبوه إلي , فأجبتها بالنفي فلا طبيب في
العالم يعرف علاجا لي سوى رحمة الله
قالت بحنان " هل أنتي بخير يا ابنتي بما تشعرين الآن "
قلت مطمئنة " بخير خالتي لا تقلقي علي , هل حقيقة هوا ما حدث قولي لي أنني أتوهم كيف يجبرني
والدي على الزواج من ابنه المكره أيضا أنا لا أصدق ذلك "
أجابتني بحزن " هل تري في ابنه عيبا , لقد رباه من رباك وهوا كان ساعده الأيمن دائما "
أجبت موضحة " لم أقصد ذلك لا تفهميني خطأ أرجوك ولكن هذا إكراه وإلا الزواج لا يكون بالإكراه
هوا لا يريدني ولكل منا حياته ودولته وعالمه المختلف تماما "
ربتت على كتفي وقالت " ما بيدي حيلة يا ابنتي إن كنتي لا تريدي فارفضي فلا أحد مكره على شيء "
لقد زادتني ألما فوق ألمي بدل مواساتي , كانت جملتها كالسيف الذي وضع على عنقي حيثما التفتت سيقطعه
بعد عدة ساعات أمضيتها في البكاء والحزن والحيرة جاءتني الخالة مجددا طرقت الباب ثم دخلت بهدوء
تحمل طعاما وآه ليس هذا ما كنت أحتاجه أنا أريد فقط أن أعود لبيتي ولا أفارقه أبدا
قالت وهي تقترب مني مبتسمة " هيا كلي شيئا يا رنيم فأنت لم تأكلي منذ الصباح "
قلت بهدوء " لا أريد فأنا حقا لا أشعر بالجوع شكرا لك واعذريني على كل ما أتسبب لك به من تعب "
قالت بحنان " ما هذا الذي تقولينه يا ابنتي يسعدني حقا وجودك هنا لقد كان شامخ يحدثني كثيرا عنك
لقد أحببتك قبل حتى أن أراك "
قلت بلطف " أنا حقا ممتنة لك أنتي طيبة جدا ولم يخطأ والدي في اختيارك "
قالت بابتسامة " باركك الله يا رنيم , إن كنتي تشعرين بتحسن فعليك مرافقتي لحيت أبنائي سنتحدث جميعا
بشأن الوصية وأنت جزء منها , وإن كنت متعبة أجلنا الحديث في الأمر "
يا الهي ألن تنتهي هذه المسألة , قلت برجاء " ألا يجدي ذلك بدوني أرجوك يا خالتي "
قالت بجدية " لا إنهم في انتظارك , الجميع موجود ما عداك أنتي "
قلت باستسلام " حسننا "
لبست حجابي وخرجت معها توجهنا لمكان لا أعلم هوا مجلس عائلي أو غرفة ضيوف أو شيء آخر
دخلت وألقيت التحية وجلست في بداية المكان في طرف الأريكة متجنبة قدر الإمكان النظر لصاحب
النظرات النارية , كان يجلس مقابلا لي زبير يليه أديم ثم غيث وبجانبي تجلس الخالة سماح بجانبها بحر يليه
صهيب , عمّ صمت قاتل وكأن كل واحد فيهم ينتظر أن يتحدث الآخر كان أول من تحدث زبير قائلا بهدوء
" علينا أن نتناقش فيما حدث ونخرج من هذه المشكلة بحل يرضي الجميع "
قال صهيب بحدة " أي حل هذا الذي تتحدث عنه إما أن يرضى كل منا بشرط الوصية الخاص به أو أن ينسى
وننسى أن له وجود في هذا المكان فلم يترك لنا والدي أي حل يكون وسطا بينهما "
قال أديم معقبا " اصمت يا صهيب أنت الوحيد الناجي بيننا "
قال صهيب بجدية " هذا في مخيلتك يا أُديم , وحتى إن فرضنا ذلك فبما سأنتفع أنا إن غادرتم القصر والعائلة
واحدا بعد الآخر هل سأبقى ووالدتي وحدنا هنا ما الذي سأجنيه حينها برأيك "
قال بحر بصوت هادئ " أنا أرى أن لا يعلم أحد بما في الوصية وتسير الأمور على طبيعتها أمام الجميع لكي
لا نكون سخرية وملهى لحديث الناس "
أنا أشهد أن بحر يصمت يصمت ثم ينطق دُررا
عقب زبير على كلامه قائلا " وأنا من رأيك وسنتحدث مع المحامي عارف والسيد راجي بذلك "
شعرت أنه لا مكان لي في نقاشهم هم عائلة يناقشون قضية قد تربطهم وقد تشتتهم أما أنا , آه لو لم يضع والدي
شامخ ذاك الشرط لكنت استغنيت عن أي نصيب لي في تركته حتى إن كان نصفها ولكنت تركته لهم وعدت
من حيث أتيت
" آنسة رنيم ألن تتحدثي ألن تبدي رأيك أنتي جزء من هذه الوصية "
كان هذا صوت أديم توقعت بحر أو زبير أن يقولا شيئا يخصني ولكن أديم أو صهيب لم أتوقعهما أبدا
جلت بنظري بين الجميع وهم محدقين بي فيما عدا غيث الذي كان مطأطأ برأسه للأسفل سكتت لبرهة
أجمع الكلمات في رأسي المشوش ثم قلت
" لا أعلم ما أقول لقد وضعني والدي شامخ في موقف لا احسد عليه, لو كنت مكاني ما كنت ستقول أو تقرر "
نظر للأرض وقال بصوت هادئ
" لم أعد أعلم من منا الأكثر ظلما في هذه الوصية كلما نظرت لأحدنا وجدت أن موقفه هوا الأسوأ بيننا "
أردت أن أقول حينها أنني أنا الأسوأ بينكم لأنكم على الأقل يمكنكم الفكاك من قيودها والنجاة بأنفسكم دون أن
تلحقوا الضرر بالبقية ولكني فضلت أن لا أجرح مشاعر غيث أمام أشقائه فمهما كان رفضه لي فمن غير اللائق
أن أقول أنني كارهة الزواج به حد التنازل عن كل شيء حتى إن كانت تلك حقيقة ما أشعر به , خصوصا أنه
لم يجرحني برفضه لي علنا حتى الآن
" آنسة رنيم هل لي أن أسألك سؤالا وتجيبيني عنه بصراحة "
نطق غيث الصامت طوال الجلسة أخيرا ليوجه سهمه الأول لي
رفعت نظري إليه وقلت " لما لم تقل بصدق فالصراحة قد تكون جارحة أكثر "
قال مجيبا " بالاثنين إذا "
أجبت ببرود " حسننا لك ما تريد "
نظر لهاتفه المحمول بين يديه وقال " هل تحدث معك والدي بشيء من أمر الوصية قبل وفاته "
وقفت من قوة وقع ما سمعت أذناي فقد فهمت ما كان يصبوا إليه من سؤاله كما فهم ذلك الجميع فلا
أغبياء بينهم على ما يبدوا عليهم , ضننت أنه يتجنب إهانتي أمامهم ولكن يبدوا أنه كان يخبئها لي مفاجأة
فقلت بغضب وأنا أشد من قبضة يداي
" ما تعنيه بما تقول هل تضنني على اتفاق مع والدك بشأن ما يجري الآن , لقد اخترتُ الصمت كي لا أجرح
مشاعرك أمام الجميع عندما أبدي اعتراضي رغم علمي لكرهك الزواج بي لكن هذا لا يعني أنني أرحب
بالفكرة لأني على علم مسبق بها و اتفاق مع والدي شامخ , أنا لا اسمح لك أن تتهمني هذا الاتهام "
قالت والدتهم موضحة " يا ابنتي لا تفهمي ما عناه غيث خطأ نحن هنا لنتفاهم لا لنتشاجر "
قلت بغضب وأنا أشير بأصبعي عليه
" بلى عنى كل ما قال فلينكر ذلك إن كنت مخطئة , اسمعني يا هذا لا يصل بك غرورك لتعتقد أنني أرمي
بنفسي عليك , وقسما برب البيت لولا هذه العائلة التي هي من صلب الرجل الذي كل ذرة نبتت في
جسمي تذكرني بأفضاله علي ما كنت لأفكر في الأمر لمجرد التفكير ولكنت اتخذت قراري منذ الصباح
ولكنت الآن نائمة بحضن والدتي هناك "
نظر إليا بنظراته النارية تلك وكأنه يريد إحراقي وإحراق كل شي وقال بغضب
" لا اسمح لك أن ترفعي صوتك علي ولا تضني أن كون ثروتنا مصيرها مرتبط بموافقتك أو رفضك سيعطيك
المجال أن تتطاولي علينا أو تفكري أننا سنترجاك ونتوسل رضاك لترضي عنا "
قلت بغضب مماثل " تلك أفكارك أنت وحدك فلا تحملني إياها , لقد حملت هم أخوتك كما حملوا هم همي ولم
يتجرءوا على إهانتي مثلك , ولكن الحق ليس عليك بل عليا أنا لأني أجلس بمكان لا داعي لوجودي فيه "
أكملت جملتي تلك وخرجت من فوري دون أن أسمع أي رد أو تعليق ولا أعلم ما دار بينهم بعدي توجهت للغرفة
جمعت ثيابي واتصلت بخالتي لتحضر هي وزوجها ويأخذاني من هنا ثم أخرجت الورقة التي تركها لي والدهم
في وصيته وخرجت عائدة لحيت كان الجميع كان النقاش محتدا بينهم فسكتوا بمجرد دخولي رميت بالورقة
على الطاولة وقلت
" هذه هي الرسالة التي تركها لي والدكم وهي بخط يده كما التي لدى كل واحد منكم يمكنك يا سيد كما يمكن
للجميع قراءتها لتعلموا أنني لست كما تعتقدون "
وغادرت خارجة خارج القصر ووقفت أنتظرهم في الحديقة ليأتوا ويأخذوني معهم
بعد لحظات جاءت والدتهم إلي اقتربت مني وقالت بهدوء
" أدخلي يا أبنتي للداخل لنتحدث فلن تُعالج الأمور بهذه الطريقة "
آثرت الصمت فأنا لا أريد أن أكمل ثورتي في هذه السيدة الطيبة
أمسكت بيدي وقالت " اسمعيني يا ابنتي أنا لم يبقى لي من العمر ما أتحسر فيه على تقلبات الحياة ولكن أبنائي
لازالوا في ريعان شبابهم ولهم أحلاما لم يحققوها بعد فلا تجعلي المشاكل بينك وبين غيث تصل لأن يضيع
الجميع ليُرضي كل منكما غروره وعناده وتندما حين لا ينفع الندم أعلم ما تشعرين به ولكنني أم وأنا أترجاك
أن لا تتسببي بضياع أبنائي "
نزلت دموعي دون شعور مني وأنا أتلقى كلماتها كالملح فوق جراحي فقلت بهدوء
" لا تترجيني يا خالتي أنت ارفع من ذلك بكثير "
ابتسمت وقالت بدمعة تملأ عينيها تكابر السقوط
" أنتي لم تجربي شعور الأم لكنتي عذرتي حتى أن اركع تحت قدميك "
قلت معترضة " حاشا لله يا خالتي ما عاش من تركعي تحت قدميه أو حتى تترجيه , أنا أريد الابتعاد فقط فلا
تضغطي علي أرجوك , أنا وابن زوجك لا يمكننا التفكير وأنا هنا لأننا لن نتوصل لحل سوى الشجار ومن
ثم التهور , عليا العودة لدولتي لأعرف ما سأقرر وفي حال توصلنا لاتفاق مشترك بالزواج فثمة أمور سوف
تسبب لي المشكلات هناك وعليا حلها أولا لذلك أعفيني من البقاء هنا حتى انغلاق الوصية أرجوك "
ربتت على كتفي وقالت " ليثني أملك خيارا واحدا لأوقف كل شيء ولو دفعت ثمنه عمري , لا أريدك أن
تجبري نفسك على مالا تريدين ولكن .... آه سامحك الله يا شامخ سامحك الله "
لم أعرف ما أقول فالموقف اشد من كل الكلمات وصلت حينها خالتي وزوجها وغادرنا من فورنا بعد أن
ودعتها وداعا حزينا تائها حائرا مثلنا
غيث
ما إن دخلت تلك الفتاة وجلست في طرف الأريكة حتى شعرت بالبراكين تفور بداخلي لما وجدت هذه على وجه
الأرض لما لا تختفي نهائيا دون أن يخسر أي منا شيء , كان الجميع يتحدث ويتحاور وأنا لا تدور في رأسي
إلا فكرة واحدة هل لرنيم والسيد راجي علم بما كان في الوصية ولو فكرة مبسطة هل يعلمان عن زواج الفتاتين
من أبناء هذه العائلة ولو دون تحديد من منا سيكونان أزواج لهما
لقد أجابت عن سؤال أديم وقد تجنبت ذكر رأيها في الأمر وحتى عند قراءة الوصية قررت الخروج والانسحاب
ولم تعترض , كان عليا أن أفهم فبادرت بالسؤال الذي أخرج كل ما في جوفها من استياء كانت تكتمه ولم أكن
لاحتمل هجومها علي فبدل أن أطفأ النار سكبت فوقها المزيد من الوقود فأفرغت كل ما كانت تكتم وخرجت
من فورها
قال زبير مستاءً " لا تُحل الأمور بهذه الطريقة يا غيث "
قلت بغضب أعمى كل بصيرتي " لا تنزلوا بأنفسكم تحت قدميها لكونها تتحكم بمصيركم "
قال بحر بهدوء يعاكس الموقف تماما " أنت المخطئ يا غيث فالفتاة لم تقل شيئا "
قلت بسخرية " وهل سننتظرها حتى تقول , كيف لوالدي أن يضع لها شرطا كهذا ولم يضعه لابنة صديقه
الأخرى "
قال زبير بحدة " ها قد قلتها بنفسك يا غيث وضع شرطا قاسيا لتوافق , هذا يعني أنه كان يجزم برفضها "
دخلت حينها رنيم ورمت بالورقة بعد أن ألقت سهامها النارية في وجه الجميع وخرجت , لاذ الجميع بالصمت
لوقت ثم أخد بحر الورقة وقال
" سأقرئها أمام الجميع لنرى وجهة نظر من هي الصحيحة "
ثم فتحها وبدأ بقراءة محتواها " بعد التحية والسلام ابنتي العزيزة رنيم ابنتي وطفلتي وصغيرتي التي لم
أنجب , عز عليا فراق الدنيا وأنتي لازلت أحوج من قبل إلى وجودي لأرد عنك كل ذلك الظلم والخطر
الذي يحدق بك , كوني قوية وواجهي قدرك واعذري ما سأقوم به ولو كان ضد رغباتك
أعلم أن خُطابك كثيرين وأنك اخترتِ رفضهم جميعا لأنك تريدين إتمام دراستك والنجاح في عملك بها ولأنني
طلبت ذلك منك مرارا رغم جهلك للسبب ولم تسأليني حتى لما فعلت ذلك , ابنتي الغالية على قلبي لا تغضبي
مني ولا ترفضي ما سأطلبه منك طاعةً لي ولأكون مطمئناً في قبري , حفظك الله ورعاك يا رنيم "
طوى بحر الورقة وقال وهوا يضعها في جيبه " سأحتفظ بها لأعيدها إليها فهي من حقها وعليها الاحتفاظ بها "
قال أديم بملامح تعلوها الحيرة " ما قصد والدي بالظلم والخطر الذي يحدق بها ولما هي تحتاج لوجوده "
نظر الجميع إلي وكأن الإجابة موجودة لدي فقلت مستاءً
" لما تنظرون جميعا إلي لا إجابة لدي كما تعلمون "
تابع أديم " تُرى هل أراد والدي أن يزوجها منك لذاك السبب المجهول "
نظر لي صهيب وقال " هل ذكر لك شيئا من ذلك في رسالته لك "
أخرجت الورقة من جيبي ونظرت إليها بتمعن وقلت " لا شيء غريب سوى هذه الجملة
( أحفظ الأمانة التي أمنتك بها في وصيتي فهي تحتاج لك خاصة دون الجميع ) "
قال زبير بحيرة " هل عناها هي أم الوكالة يا ترى "
أجبت في حيرة مماثلة " الوكالة تحدث عنها بشكل منفصل عن هذه "
عقب زبير " هي المعنية إذا , يبدوا أنها تحمل حكاية خلف صمتها الدائم "
قال بحر بصوته الهادئ " ولكنك ظلمتها يا غيث هي لم تكن تعلم شيئا عن الوصية "
قلت بحدة " لقد سألتها فقط وما كان عليها إلا الإجابة "
قال أديم باستياء " أنت اتهمتها ولم تسألها هي كانت تراعي مشاعرك طوال الوقت ما كان عليك أن تجرح
كرامتها هكذا "
قلت بضيق وأنا أشعر بالغضب مما يحل بي " هل أصبحت أنا المخطئ الآن وهي المسكينة الوديعة لقد رأيتم
بأنفسكم أنها أخذت بحقها وزيادة "
تنهد صهيب بضيق وقال " أرى أن ننهي الكلام في الموضوع كي لا يكبر أكثر من كبره "
دخلت حينها والدتي وقالت " لقد غادرت عائدة لدولتها "
كانت الصدمة والصمت هوا حال الجميع ثم تابعت قائلة
" لقد كانت في حالة سيئة جدا وأخبرتني أنها تحتاج لأن تبتعد لتفكر في قرارها وليتخذ غيث قراره أيضا بعيدا
عن التوتر والمشكلات وقالت شيئا لم افهمه عن أمور هناك ستتسبب لها بمشاكل إن تم تنفيذ ما جاء في الوصية
وعليها حلها في حال قررا الزواج "
كلمة زواج تلك التي قالتها أمي أشعرتني بانقباض في صدري وكأن أحدهم عصر لي ضلوعي حتى هشمها
لو تعلم تلك الفتاة مدى كرهي للزواج وللنساء لاختارت الموت على الزواج بي مهما كانت الأسباب
قال بحر بهدوء " يبدوا أن هذه الفتاة تحمل الكثير من الأسرار كيف لها أن تواجه ما تقول عنه دون سند تستند
إليه , لهذا هي انكسرت لموت والدي شامخ رحمه الله "
تنهدت بضيق وحيرة , لما يختارني والدي أنا لما ليس غيري لو انه أوصانا بحمايتها فقط كما كان يفعل وانتهى
الأمر , ما الذي تخفيه ورائك من أشياء يا رنيم
صهيب
لقد كان اليوم من أصعب الأيام التي مرت بي اشعر أنني كنت أشاهد فيلما أو مسرحية أو أي شيء لا يمد
للواقع بصلة , وكأن والدي قد ضرب عائلتنا ضربة قوية ليحدث صدعا قد لا تعالجه السنين , لو لم أكن
أعرف والدي جيدا لقلت أنه يكرهنا ويريد تحطيمنا
قررت التوجه لاستراحة العائلة بالمنطقة الساحلية , عوف هناك مع أصدقائنا منذ الأمس سألحق بهم لعلي
أخفف عن نفسي قليلا , وصلت هناك وفور دخولي استقبلني عوف بمرح وترحيب كبيرين كعادته دائما
عوف هوا الابن الأصغر لعمي جسار وصديقي المقرب , وهوا الوحيد المختلف عن باقي أبنائه والرجل
الثاني في حياتي بعد شقيقي بحر , بادلته السلام وجلست بعد أن سلمت على الجميع
كانوا جميعا يتبادلون الأحاديث والضحكات أما أنا فلم أزدد إلا شرودا وتيهاً ورسالة والدي لا تفارق عقلي
وأحرفها ما تزال مطبوعة أمام عيناي وتلك الجملة تتكرر في راسي عشرات المرات
( أعد الحق لأصحابه يا صهيب استله من بين أنيابهم كما عرفتك وأكمل ما بدأت به للتو فالعمر لم يسعفني
لأفعل ذلك أعرفك لا ترضى بالظلم أنا اعتمد عليك ولتعلم أنك ستُسأل أمام الله عما كلفتك به )
آه يا والدي ما هذه المصيبة التي كلفتني , كيف لي أن اسكت على ذلك لن أكون صهيب إن لم أستله من بين
أنيابهم كما طلبت فلست أنا من يرضى بذلك ولكن ما يحيرني لما لم يكلفني بذلك في الوصية هل أراده أن
يكون سرا أم لسبب آخر , لا افهم لما لم يقيدني بشرط لأفعل ذلك كما فعل مع البقية لابد وأنه كان يتق بي حد
الاستغناء عن ذلك , لن أخذلك يا والدي ولو افقدني ذلك أغلى الناس لدي
" ما بك يا صهيب لا تبدوا لي بخير "
أجبته نافيا " لاشيء يا عوف مشكلة بسيطة تشغل بالي "
قال متبسما " مشكلة تتغلب على صهيب ما تكون هذه لنعطيها وساما "
نظرت له بضيق وقلت " هل تعطي للمشكلة وساما لتغلبها علي يالك من ابن عم وصديق "
قال بعد ضحكة طويلة " أتحداها أن تتغلب على الأسد صهيب , هل سمعت الخبر الجديد "
قلت بحيرة " ماذا هناك أنا لم اسمع شيئا "
قال بحماس " إنه إساف ابن عمنا لقد تم إيقافه في قسم الشرطة وأخرجه والدي وعمي عاصم بصعوبة قبل
أن تكبر القضية "
قلت باهتمام " ولما أوقفوه "
قال ضاحكا " هل تسأل هذا السؤال يا صهيب لم أتوقع أن تكون نسيت "
قلت باندهاش " لا تقل ذلك هل نجح الأمر وتلقى الدرس "
قال بابتسامة " نعم لقد كنت عند تهديدك لهم لم أتوقع منه ذلك "
ابتسمت وقلت " وما فعل أنيس شقيقك "
ضحك وقال " يتوعدك بالويلات طبعا لقد نجي من الأمر بأعجوبة "
ثم قال لي بشرود " أخشى أن يحاولا الانتقام منك تعلم جيدا مدى العداوة بينكم "
قلت بلا مبالاة " فليفعلوا ما يحلوا لهم فأنا لست أخشاهم وعليهم أن لا يورطوا الأبرياء معهم ما كنت
لأرد ماجد وهوا يستنجد بي "
اقتربت منه وقلت بهمس " أحتاجك في خدمة يا عوف هل أنت لها "
قال بجدية " لها بكل تأكيد فأنت تعرفني جيدا "
قلت بذات الهمس " أريد صعلوكان مهددان بالخطر ومصيرهما تحت يدينا دبر الأمر ووفرهما لي "
قال بحيرة " ألا تقدر أنت على ذلك هوا سهل عليك جدا "
قلت بهدوء " اجل ولكن أريدهما بعيدان عني كل البعد ولا يعرفانني ها ما قلت "
قال بجدية " أبشر بما يسرك ولكن لما تريد ذلك "
أبعدت عينيا عنه وقلت " لا تسألني عن شيء الآن قد أخبرك بذلك ولكن في وقته "
( صهيب شاب في السادسة والعشرين من العمر ذو شعر بني فاتح كشقيقيه يصل طوله من الخلف حتى نهاية
عنقه وطويل قليلا ومقصوص بتدريجات متناسقة من الأمام والأطراف وذو عينان سوداء كوالده وخلافا لأخويه
ولحية بنية خفيفة محددة بإتقان تنزل بخط عريض تحت شفته السفلى حتى نهاية الذقن ثم تمر بحافة الفكين حتى
أسفل أذنيه وشارب خفيف , صهيب يحب الأناقة والترتيب مظهره يشبه عارضي الأزياء تماما )
حور
كنت أشاهد التلفاز وأرى برنامجي المفضل ومرام ابنة عمي تجلس بالمقربة مني
قلت بضيق " مرام توقفي عن رمي قشور الفستق هكذا "
قالت بلا مبالاة " وفيما يضايقك ذلك ستأتي الخادمة لتنظيفها أنا لا آكله إلا بهذه الطريق , لما لا تغيري
هذا البرنامج الممل "
نظرت لها نظرة استياء وعدت لمشاهدة التلفاز فقفزت بجواري وقالت
" حور لقد سمعت والداي يتحدثان صباحا "
قاطعتها بضيق " لما لا تتركي هذه العادة السيئة يا مرام كيف تتجسسي على والديك هذا لا يجوز "
قالت بلا مبالاة " أنا لم أتجسس لقد سمعتهم مصادفة ثم كيف سنعلم ما يدور حولنا إن لم نسمع , قلت نسمع
وليس نستمع فلا توبخيني "
تنهدت وقلت " لا فائدة ترجى منك "
لم تعر ما قلت اهتماما وتابعت حديثها بحماس " إنهم يتحدثون عن خاطب ومشروع للزواج "
قلت بضيق " وما الجديد في الأمر لطالما جاءنا الخطاب "
قالت بحماس " يبدوا الأمر مختلفا هذه المرة يا غبية "
قلت وأنا أشيح بنظري عنها للتلفاز " وما المختلف في الأمر أنتي لن يزوجك عمي حتى تنهي دراستك وأنا
عليا أن أنتظر موافقته على أحدهم والأمور متوقفة تماما فما من جديد "
أمسكت وجهي بيدها ووجهته نحوها وقالت
" قلت لك أن الأمر مختلف الآن يبدوا أن مشروع زواج حقيقي سيتم تنفيذه "
شعرت أن الجدية بدت واضحة في كلامها فقلت بفضول " ماذا سمعتي "
ضحكت وقالت " أليست تجسس "
قلت بضيق وأنا أعود لمشاهدة البرنامج " ابتعدي عني إذا واتركيني انهي برنامجي "
قالت باندفاع " حسننا حسننا اسمعي سأخبرك ما سمعت "
أنا اعرف مرام جيدا إن شعرت باهتمامي بالأمر فلن تخبرني مطلقا نظرة إليها نظرة باردة فتابعت قائلة
" لقد سمعت والدتي تقول لوالدي ( هل سألت عنهم جيدا هل أنت متأكد مما ستقدم عليه ) فقال والدي : أعرفه
وأعرف عائلته دون أن أسأل فعائلة آل يعقوب لا تحتاج للسؤال عنها "
توقفت عن الحديث لبرهة ثم قالت بحيرة " وبعدها قال والدي شيئا لم أفهمه شيئا عن وصية وصديق لوالدك
وعهد قديم بينهم ومحكمة وزواج بكلمة لم أفهمها فقد قال أنه زواج ..... آه لم أعرف معناها ولم اسمعها جيدا "
قلت بحيرة مماثلة " من منا هل هي أنتي "
قالت بفزع " ولما أنا من تتورط بهذا الزواج المليء بالألغاز لما ليست أنتي فأنا لم أكمل دراستي بعد ثم هوا
قال أنه صديق والدك "
قلت ببرود " أنا أكملت دراستي منذ عام ولم يفكر عمي بتزويجي مطلقا فقد تكوني أنتي "
قالت بجدية " يستحيل أن يزوجني والدي قبل أن أنهي دراستي الجامعية أعرفه جيدا هذا قانون ولا نقاش فيه "
تنهدت بضيق وقلت " ألم تسمعي شيئا آخر أسمه مثلا "
نظرت لي نظرة بنصف عينها وقالت " حور أمازلتِ تعيشين على ذلك الوهم "
أجبت بضيق " عن أي وهم تتحدثي سألت عن الاسم فقط "
قالت بحدة " بلى أعلم ما تعنيه جيدا , حور إنها أربع سنين مضت عليك أن تنسيه "
قلت بضيق " لما تحبي التحدث في الأمر كلما سنحت لك الفرصة أنا لم أقل شيئا مما تعني "
قالت بحدة " حور أنا أعلم جيدا لما ترفضي الزواج وسبب راحتك لرفض والدي لخاطبيك لأنك لم
تنسي الماضي فلا تنكري "
تنهدت بألم وقلت " بحر ليس من هذه المنطقة وليس من العائلة التي ذكرت للتو فتوقفي عن التوهم فالموضوع
انتهى منذ سنين "
هزت رأسها بيأس وقالت " إذا جهزي عقلك وقلبك فإن كنتي المعنية بحديث والدي فيبدوا الأمر جديا هذه المرة "
عدت بنظري جهة التلفاز كان البرنامج قد انتهى ولكن عينيا علقتا عليه وتفكيري سافر بعيدا
الماضي قبل أربع سنين
لقد انتقلت للعيش مع عائلة عمي بهذه المدينة بعد أن قرر الاستقرار هنا , لم أحب حياة الخارج وكم تمنيت كثيرا
أن نعود لبلادنا ولكن ليس لأعمامي بالتأكيد التحقت بالجامعة وكانت هذه سنتي الأولى هنا
كان الأمر صعبا في البداية علي لولا صديقتي رنا التي تعرفت عليها بداية العام , مضت عدة أشهر الآن وقد
تأقلمت بعض الشيء مع الوضع بوجود أمرين صديقتي وذاك الشاب صاحب العينين الخضراء
الشاب الذي أصبح يأخذ حيزا من تفكيري كنت الحظ جيدا رصده لكل تحركاتي كم يعجبني هدوءه في
كل شيء حتى في حركته وكأن هالة من السكون تحيط به يبدوا غامضا ومثيرا جدا وسامته في كل تقاسيم
ملامحه عيناه الخضراء , كل شيء فيه جذبني إليه وحتى تجنبه للتحدث معي رغم أنه لا حدود بين الطلبة
هنا كنت أحب سماع همسه وهوا يلقي عليا التحية عندا يمر بجواري كم اعشق صباح الخير الهامسة من
شفتيه كل صباح كم اخجل من نظراته لي وكم أحب النظر إليه
أذكر يوما كنت مستاءة بسبب أستاذ لأحد المواد لقد وبخني بشدة ولا ذنب لي بالأمر كنت أقف مع صديقتي
رنا وهي تخبرني أنه قرر فصل المجموعة من مادته فنزلت دموعي دون شعور مني لهول ما سمعت وأنا
أعلم أن عمي سيوبخني كثيرا لو علم بالأمر ولم أشعر إلا وقدمي شاب تقف أمامي رفعت بصري إليه بحذر
فكان هوا الشاب ذاته صعقت لوجوده أمامي وبهذه اللحظة بالذات فأنزلت عينيا خجلا منه ومن الموقف فجاءني
صوته الهادئ قائلا
" لما تبكي يا حور ... ما بك هل ضايقك أحدهم "
من صدمتي بوجوده ومعرفته لأسمي وتحدثه معي لم أعرف بما أجيب فكرر قائلا
" حور ما الذي يبكيك "
قلت بارتباك وعينيا في الأرض " لا ...لا شيء مشكلة مع مدرس المادة "
قال بذات هدوئه الذي يقتلني به " حور أنظري إلي "
رفعت عينيا ببطء حتى التقت بعينيه في مسافة هي الأقرب منذ التقيت به , قلبي كاد يخرج من صدري لشدة
دقاته فتابع قائلا
" إن ضايقك شخص ما هنا فأخبريني حسننا "
قلت بخجل وعيناي عادتا لتعانق الأرض من جديد " حسننا "
علمت لما قال ذلك فهوا تشاجر مع أحدهم هنا لأجلي منذ أيام , كانت هذه المرة الأولى التي يخاطبني فيها كم
كنت أتحرق شوقا لسماع كلماته هوا دونا عن الجميع , تركني بعدها ومضى وكانت صديقتي شبه بكماء من
الصدمة وانحلت عقدة لسانها حينها فقالت بدهشة
" حور من أين تعرفي هذا الشاب "
قلت بارتباك " أنا .... أنا لا أعرفه "
قالت بمكر " لا تحاولي خداعي فما الذي حدث أمامي للتو "
لم أجد مفرا من قول الحقيقة لها فأنا اعرفه ولا أعرفه أيضا
كنت واقفة وكل هذه الأفكار تدور في رأسي عندما شعرت بيد تضربني على كتفي بقوة فقلت بفزع
" رنا يالك من فتاة لقد أفزعتني "
قالت بابتسامة " فيما كنتي تفكري , في بحر أليس كذلك "
قلت بحيرة " من بحر هذا "
ابتسمت بمكر وقالت " من برأيك ’حبيب القلب’ طبعا "
قلت بهدوء " بحر ... هل أسمه بحر "
قالت باندفاع " أجل بحر جابر جُبران يدرس بالسنة الرابعة وعمره ستة وعشرون سنة يعيش مع والده وزوجة
والده ولديه شقيق وشقيقة هوا من يقوم برعاية شقيقيه ويصرف عليهم بسخاء وهوا يعمل خارج هذه المدينة حيت
تعيش والدته هذا كل ما لدي , ها ما رأيك بي "
كنت أشعر بأشياء لم أعرف ما هي , أشياء كثيرة تدور برأسي وقلبي ومشاعري وكل ما علق بدماغي هوا اسمه
( بحر) اسمه مثله تماما
قلت " ولما يرعى هوا شقيقيه أين والده "
قالت وهي ترفع كتفيها " لا أعلم شقيقتي تدرس مع شقيقته هي من قالت لي كل هذا ولا اعلم غيره "
الحــاضر
أحسست بدمعة حارقة تنوي التسلل من عيني وكل ما بي يردد بألم لماذا يا بحر لماذا أخلفت بوعدك لي
لما رحلت وتركتني
" حور البرنامج انتهى من مدة لم أكن أعلم أنك تحبين الإعلانات التجارية هكذا "
تنهدت بضيق وقلت " أحببتها الآن هل لديك مانع "
ميس
كنت أقفز محاولة رؤية ما يخفيه هذا الرأس الكبير عني كدت أقع فأمسكت بصاحبه طبعا فالتفت لي وقال
بحدة " ما بك كدتي توقعينني يا فتاة "
قلت بتذمر " ابتعد قليلا دعني أرى اللوحة إنك تحجبها عني "
أشار بأصبعه للجانب الآخر من الممر وقال " طلبة السنة الأولى لوحتهم هناك إذهبي إليها "
قلت بغيض ويداي وسط جسدي " لست من طلاب السنة الأولى أنا معكم في السنة الثالثة يا عديم النظر "
نظر لي من أعلى لأسفل ثم قال " أنتي في السنة الثالثة "
قلت ببرود " نعم ألا أملأ عينيك "
ضحك كثيرا وقال " ظننتك من طلاب الثانوية الجدد "
قلت بحدة " لا بل في السنة الثالثة ولأنه يبدوا أنك من معيدي السنة الأخيرة لا تعرفني "
نظر لي باستياء ثم قال " لا بل السبب هوا طولك وجسدك وحتى شكلك يا طفلة "
لوحت بيدي وقلت ببرود " هيا هيا ابتعد ودعني أنظر "
ضحك وقال " هل أحملك على كثفي لتري "
قلت بغيض " ابتعد هيا فلست قصيرة لهذا الحد فقط أنت الطويل يا راسب يا فاشل "
نظر لي بغضب ثم غادر كنت أعلم أنه لن يفعل لي شيئا المدارس الثانوية هنا تتبع للكنائس لذلك هم يدعون
الاحترام فيها ويتجنبون المشاجرات يا لهم من جاهلين حمدا لله على نعمة الإسلام لا أعلم لما لا توجد مدارس
إسلامية هنا بعد الإعدادية هؤلاء سيصيبونني بالغثيان
خرجت من المدرسة احمل حقيبة الكتب , هذه السنة بدأت للتو لو أنهيها أخرج من الثانوية قبل من هم في سني
بعام كامل فقد تم تقديمي سنة دراسية كاملة آه بقي أمامي الجامعة لكي أتخرج و أتوظف , لما أنا وحدي من لا
تكبر في العمر بسرعة كالبقية فجميعهم يتخرجون في لمح البصر نظرت لجسدي وقلت بضيق
" عديم الدوق الطويل المنمش ذاك هل يبدوا جسدي ضئيلا لهذا الحد وشكلي يوحي أنني من الطلبة الجدد ياله
من مغفل وطفل أهكذا يخاطب فتاة "
كم أكره وقفة الرصيف هذه لما تأخر سائق الحافلة ياله من مهمل نظرت للجانب الآخر حيث يقف شاب مستندا
بعمود النور كعادته اليومية وينظر لي ويبتسم أشحت بنظري عنه ثم نظرت له فوجدته لازال على حاله فصرخت
به غاضبة
" إلى ما تنظر أنت لما لا تذهب لتفعل شيئا ينفعك بدلا من احتضان عمود الكهرباء "
اقترب مني وقال " هل تحدثينني "
قلت بسخرية " لا أتحدث مع العمود "
وصلت الحافلة فقلت بضيق " ابتعد من أمامي هيا "
ابتسم وقال " تفضلي "
دفعته وصعدت الحافلة صعاليك لا أعلم ما يفعلونه أمام باب المدرسة دائما جلست في الحافلة نظرت للكرسي
بجواري كان موضوعا عليه طبعة لأحد صحف اليوم أخذتها وبدأت أقلب فيها يبدوا أن أحدهم نسيها هنا
قلبت صفحاتها بسرعة ثم وقفت جامدة أمام الخبر المعنون فيها تحت عنوان
( مؤسسة أبناء آل يعقوب الخيرية في العاصمة الأيرلندية دبلن تقدم عمرة مجانية للعائلات المسلمة من
أصل أيرلندي)
رميت الجريدة وقلت بغيض مكتوم " يالكم من قلوب تواقة لفعل الخير ولستم سوى نكرة "
أتمنى أن لا ترى أمي هذا الاسم لأنها لن ترحمني وسنرجع لذات الاسطوانة ولا أستبعد أن تذهب لهم بنفسها
آآآخ كم أكرههم وأكره أسمهم وسيرتهم لو كانت جمعية أخرى لسجلت والدتي للذهاب أما هؤلاء فلا وألف لا
نهاية الجزء الخامس
ما ستواجهه رنيم وكيف ستقرر مع هذا الشرط الصعب وأي مخاطر التي تطاردها وما سيقرره غيث الزواج
أم ترك العائلة
بحر وحور ما سيواجهانه حال تزوج زبير بها وزبير وزمرد ما هوا مصير علاقتهما
صهيب والرسالة التي تركها له والده وما الذي يخطط لفعله ولما لم يقيده شامخ بشرط كالبقية
أديم كيف سيتخذ قراره وما سيواجهه في الجنوب حال الموافقة على العمل هناك
ميس وعلاقتها بعائلة آل يعقوب وسبب كرهها لهم وهل سيكون لهم دور في حياتها
كل هذه الأحداث ستتضح في الأجزاء القليلة القادمة فكونوا معي دائما ولا تحرموني تشجيعكم وتعليقاتكم وطبعا توقعاتكم