كاتب الموضوع :
برد المشاعر
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أشباه الظلال
شكرا لكم لعذركم لي وهذول جزئين لعيون طعون الثاني
قراءة ممتعة للجميع
الجزء الواحد والثلاثون
ميس
منذ ذلك اليوم وصهيب يتحاشى التحدث معي ولم يفتح موضوع الزواج ثانيتا يبدوا لي أنه
غير رأيه في الأمر أخيرا أو أن كلماتي أغضبته لقد زارنا اليوم المدعوتان بنات عمي لم
أرغب في رؤية أحد منهم ولكن خالتي و رنيم وحتى حور أكلوا رأسي أكلا ويصرون على
أن أقابلهم ماذا يريدان بي فأنا لا رغبة لي برؤية أحد من تلك العائلتين ولا أعترف بأقارب
والدي سوى عمي شامخ بعدما علمت من السيد جيمس والمحامي ما فعله لأجل والدي وكم
بحث عنا
فكان عليا النزول لرؤيتهم كم أكرههم وأكره وجودهم , والدتي معهم منذ وصولهم أمي هذه
ستصيبني بالجنون لا تترك ضيفة تزور زوجة عمي ولا تجلس معها رغم أنها لا تفهم مما
يقولون شيئا ولكنها في الاستقبال دائما حتى أنها بدأت بتلفظ بعض الكلمات العربية وتعلمتها
حبا في خالتي سماح هي طيبة حقا وتعاني من أنها لا تفهم والدتي , صحة أمي تحسنت كثيرا
ولم تعد النوبات تأتيها دائما بعد أن قام صهيب بالتكفل بعلاجها والسفر بها لأجل ذلك
نزلت للأسفل وتوجهت لمجلس الضيوف دخلت ووجدت خالتي ووالدتي و رنيم والفتاتان
الغريبتان اقتربت منهم فقالت خالتي
" تعالي يا ميس وتعرفي بنات عمك "
صافحتهما في صمت وجلست بعيدا كانت إحداهما تتحدث مع رنيم ويبدوا أن رنيم
تحبها كثيرا وحتى والدتي تحدثها ببعض الكلمات الانجليزية أما الأخرى فتبدوا مختلفة
عنها تماما تتحدث بضيق وتصمت أغلب الوقت , نظرت لي المدعوة علياء وقالت
" ميس هل ستدرسين هنا "
قلت ببرود " لا لن أدرس هنا أبدا "
قالت بابتسامة " ولكن لماذا سأكون سعيدة لو درستِ في جامعتي "
قلت ببرود أشد " لأنهي الثانوية أولا "
قالت الأخرى بضيق " ألم تكتفي بما يقال لك هناك يا علياء "
نظرت لها ببرود وقلت " معك حق فكيف تأخذ معها وصمة العار شخصيا "
قالت بابتسامة سخرية " لا يحتاج الأمر ذلك فقد هلت علينا المصائب في عقر دارنا بسببك "
قالت خالتي بضيق " زمرد توقفي عن ذلك واحترمينا وابنة عمك "
قلت بلا مبالاة " دعيها تخرج ما في جوفها لعلها ترتاح ابنة الحسب والنسب والعفة "
وقفت وقالت " أشرف من أمثالك "
وخرجت من فورها وتركتني أغلي كالبركان فقالت علياء
" آسفة يا ميس وأعتذر منك نيابة عنها فلا تكترثي لها أبدا "
وقفت وقلت بضيق " أخبرتكم مرارا أنني لا أريد رؤية أحد منهم وها قد جاءتكم النتيجة "
خرجت متوجهة للأعلى فوجدتها تقف مع صهيب كان موليا ظهره لي ولا يراني وهي كانت
منشغلة بالحديث معه اقتربت قليلا وسمعتها تقول
" انتظر قليلا يا صهيب أنت الوحيد الذي درس الأدب الانجليزي هلا ساعدتني أرجوك "
قال بصوت يملئه البرود " ليس لدي وقت آسف "
قالت بابتسامة عريضة " ومتى سيكون لديك وقت أنا لست مستعجلة "
تأفف وقال بضيق " زمرد ما الذي تريديه مني "
تغيرت ملامح وجهها وكأنها لم تتوقع منه هذا السؤال ثم قالت
" أريدك في أمر خاص "
قال " ماذا لديك قولي الآن "
قلت بنعومة وتغنج " ليس هنا لا يمكننا التحدث الآن أين أجدك لوحدك "
قال بضيق " لا أكون لوحدي أبدا فقولي ما لديك أو ارحلي "
قالت ببكاء مصطنع وغنج " ما بك قاسي هكذا يا صهيب "
ضحكت وقلت " مرحبا ببنات الشرف الآتي أشرف مني "
التفت لي صهيب بصدمة ونظرت هي لي بكره وقالت
" احترمي ألفاظك ولا تتهميني "
قلت بسخرية " أنا لم اتهمك أنا رأيت بعيني وسمعت بأذني "
قالت بضيق " وما شأنك أنتي بي ابن عمي وأتحدث معه ما علاقتك بالأمر "
كنت أعلم ما كانت تصبوا إليه من كلامها معه لذلك حان دوري لأخذ حقي منها
فقلت مقلدة لطريقتها في الكلام
" لأنه خطيبي يا آنسة "
نظرت لي بصدمة ثم له وكادت عيناها تقفزان من مكانهما ثم قالت
" هل هذا صحيح يا صهيب "
نظر لي تم لها وقال ببرود " ولما عليا توضيح ذلك لك "
قالت بحرقة " هل تخطب شريكة العصابات هذه التي شوهت سمعتنا وتترك بنات عمك "
قال بغضب " زمرد اختاري كلماتك جيدا أو حطمت لك وجهك هذا , ميس ابنة عمنا مثلكم
وأشرف وأنزه مما تعتقدي أو تفكري "
ثم أشار بأصبعه لباب القصر وقال
" أخرجي من هنا الآن ولا أراك في قصرنا أو أقسم أن أجرجرك من شعرك وقد سبق
وأقسمت أن أطرد من يتجرأ على إهانة ميس أمامي بسبب ما حدث "
قالت ببكاء وهي تغادر " هل تطردني من قصركم يا صهيب من أجلها أقسم أن أخبر جدي "
قال بصراخ غاضب لتسمعه " لست أهتم لك ولا لغيرك "
ثم صعد للأعلى دون أن يضيف حرفا واحدا ولا حتى أن ينظر إلي
أديم
لقد تحولت حياتي لأيام جوفاء كما كانت عند وصولي إلى هنا فلا شيء سوى هذا
المنزل الذي لا يحوي غيري وذكرياتي وليان وبابه المفتوح الذي لا يدخل منه إلا
الشمس صباحا والرياح ليلا ولم تحمل لي أيا منهما زوجتي وابنتي ولا حتى خبرا
سارا عنهما , كيف تختفي هكذا , كيف تبلعها الأرض ولا وجود لها لما لا تأتي هنا
أو حتى للشركة لتسترجع وظيفتها لو أني فقط أجد حلا لهذا اللغز وكل ما أفعله أنني
أقوم بطرد الأفكار التي تخبرني بأنها قد تكون ميتة منذ شهور , لقد تركت لي فراغا
بحجم هذا الكون كم أشتاق لحديثها ولصمتها القليل جدا لابتسامتها لعيناها اللتان تشبهان
بحيرتان واسعتان ولكل شيء فيها
أنا أعرف ليان جيدا فهي تفضل الموت على أن تطلب شيئا من أحد فأين ستكون أين يا
ترى , ليان لماذا فعلتي هذا بي كيف فكرتي بأنني سأتركك في هذا العالم وحدك حتى
لو سُجنت طوال حياتي ما كنت لأتركها للشارع , آه ولكن ما كان يدريها بذلك وهي
تعتقد أنني لا أملك شيئا سوى وضيفتي هذا عقاب الله لي لو كنت أخذتها لعائلتي لما
وصل لها شاهد في قصرنا وما حدث ما حدث
" أديم ما بك يا رجل هل جئت بي لأجلس أستمع لتنهيداتك وزفراتك "
قلت بضيق " إن لم يعجبك هذا يمكنك المغادرة يا خيري "
قال بلوم " وهل تظن أنني سأتركك بهذه الحال أنت لا تعجبني هذه الأيام أبدا "
مررت أصابعي في شعري وأنا ارفع رأسي للأعلى وقلت
" إن لم أجدهما فسوف أجن كيف تختفي هكذا كيف "
تنهد وقال " وما الذي بيدنا ولم نفعله لو كانت قشة لوجدناها "
نظرت له بحدة وقلت
" كيف تكون ضابطا في الاستخبارات ولا تجدها يالك من فاشل يا خيري "
ضحك وقال " زوجتك هذه جعلت حجمي كالبعوضة وتغلبت علي "
ضحكت وقلت "ولما لا تقل أنها أثبتت ذلك وليس جعلت "
نظر لي بضيق وقال
" بل أثبتت أن كل شعاراتك تلك عن الفقراء والأغنياء فاشلة "
نظرت له نظرة جانبية وقلت ببرود
" لا تتهرب من فشلك بتغيير مجرى الحديث "
ضحك وقال " بل أنت الذي تتهرب من الحقيقة بالعودة لنقطة البداية "
قلت بضيق " هيا هيا اجمع خردتك هذه وعد لشقتك "
ضحك كثيرا ثم قال " حسننا ولكن إياك أن تطلب مني المجيء ثانيتا "
قلت بضيق " رافقتك السلامة ولا تغلق الباب خلفك ككل مرة "
ضحك كثيرا ثم وقف مغادرا وقال
" لا تحلم أنك ستتخلص مني تصبح على خير "
سماح
لم يتحسن إلا حال رنيم وغيث وهذا وحده كفيل بجعلي أسعد كثيرا رنيم أصبحت في نهاية
شهرها الثامن الآن وبطنها أصبح كبيرا جدا حتى أنها تتجنب كثرة مقابلة أبنائي رغم لباسها
الواسع خصوصا بعد أن تحسنت حال غيث وتم نزع الجبيرة عن أحدى ساقيه وأصبح يتنقل
بحرية داخل القصر ويستقبل الضيوف الذين لا يتوقفون عن المجيء وما يدخل لحظة حتى
يستلمه أخوته بسبب الشركات والأعمال كم كان يحمل غيث من أعباء ولا ندري عنها إلا الآن
" خالتي هل رأيت جود أنا أبحث عنها منذ مدة "
قلت بقلق " لا لم أرها هل هناك شيء "
قالت بابتسامة وهي تجلس بصعوبة " لا شيء خالتي فقط كنت أود التحدث معها في أمر "
قلت بهدوء " تبدين لي متعبة جدا اليوم يا رنيم "
قالت بصوت متعب ونفس متقطع
" هكذا تكون حالتي دائما عند الصباح وسوف تتحسن فيما بعد "
قلت " حملك كان متعبا منذ منتصف شهوره فكيف سيكون الآن أعانك الله على الشهر القادم "
قالت بابتسامة " أصبحت اشك أن الذي بداخلي طفلا أحيانا أشعر أنه جرار "
ضحكت وقلت " رنيم يا ابنتي حركة الجنين شيء طبيعي "
قالت بتألم " وهل كل هذا الركل طبيعي أشعر أحياننا أنه سيمزق أحشائي ويخرج من معدتي "
ضحكت كثيرا وقلت " ابن والده كيف سيكون "
ضحكت وقالت " إنه يتحسسه كل حين ويشجعه على الركل أكثر وكأنه لا يعلم أنه يركلني أنا "
دخل حينها غيث مستندا بعكازه الطبي وقال بابتسامة
" ما بالكم وابني دعوه وشأنه يفعل ما يريد "
قالت رنيم بضيق " ألم أقل لك ذلك أخشى ما أخشاه أن يستمر هذا التشجيع بعد أن أنجبه "
جلس بجانبها وقال ضاحكا " هذا لكي يضرب شقيقته فيما بعد ويربيها "
قالت بضيق " أنت تهدي بالتأكيد هل تحلم أن أترك لكم ابنتي يا متوحشان "
ضحك ثم قال " أمي ما رأيك أنتي "
قلت بحدة " لن تُضرب فتاة لدي مادمت حية يكفيني ذكور وعنف "
قال بابتسامة " هل تعلمي يا رنيم ما كانت تقول والدتي حين كنا صغارا هههههه كانت
تصرخ قائلة لو أحبني الله لكنتم إناث على الأقل سأنتفع بكم "
قالت رنيم بضحكة " يبدوا أنكم كنتم مشاغبين جدا ومتعبين "
تنهدت وقلت " لن تتصوري ذلك يا رنيم كانوا سيخرجون لي قرونا في رأسي صهيب والكل
يشتكي من أنه ضربه وأديم يعظ إخوته دائما وكأن كلبا قد أرضعه من حليبه وغيث يضرب
كل من يقترب من أغراضه وزبير لا يترك شيئا في مكانه ويومي كله أركض والخادمات خلفه
وحده بحر من لم أتعب في تربيته "
دخل حينها صهيب وقال وهوا يقترب " أسمع اسمي يذكرونه بالخير ما هناك يا ترى "
ضحك غيث وقال " لو كنت بحر لصدقناك "
قال باستياء " ما هذه العنصرية يا أمي "
قلت بلا مبالاة " أنا لم أقل إلا الحقيقة فبحر وحده من ربيته وكأنني لم أربي
طفلا موجودا وكأني أعتني بدمية "
قال بضيق " إذا سوف أجمع أغراضي وأرحل "
ضحك غيث وقال " أفعلها سريعا أرجوك "
زفر صهيب بضيق ثم قال مغادرا " أنتم لم تروا شيئا بعد انتظروا أبنائي ليأخذوا بحقي "
ضحكت رنيم بعدما خرج وقالت " أنا لا أحسد زوجته على الركلات التي ستتلقاها من أبنائها
منه إن كان ابن غيث هكذا فكيف بابن صهيب "
قال غيث بابتسامة " وزيدي على ذلك أن تكون والدتهم ميس كما يريد هوا "
ضحكنا ثلاثتنا تم دخل زبير مستاء ويتبعه صهيب قائلا بغضب
" ساعة يا رجل وأنا انتظرك أين كنت "
تأفف زبير بضيق ولم يجب وهذا حاله منذ أيام انقلب للسوء فجئه
ثم دخل بعدهم بحر قبل رأسي بهدوء وجلس فخرجت رنيم عندما اجتمعوا فناداها غيث قائلا
" رنيم جهزي نفسك لنزور الطبيبة سيأخذنا بحر لها ومن ثم سنذهب لشراء كل ما سيلزمكما "
غادرت رنيم في صمت وجلس زبير وصهيب ثم قال صهيب
" بحر ماذا بشأن الموضوع الذي حدثتك عنه لو كانت قضية أمنية لاتخذتم قراركم "
قال بحر بهدوئه المعتاد " وما بك مستعجل هكذا "
قال زبير بضيق " بحر ألا ترى أن شقيقتك لا تزال صغيرة وقد توافق فقط لترفع عنك مسؤوليتها "
نظر له صهيب باستغراب وقال " ومن هذا الذي كان يوزعها على الجميع "
قال زبير بضيق أكبر " هذا فقط لأن عوف صديقك تلمعه له فلا تنسيا كلاكما ابن
من يكون وما ستعانيه جود من والدته وعمي وأبنائه "
قال بحر بهدوء " زبير لا أدري ما الذي يضايقك في الموضوع "
قال بصدمة " هل توافقن عليه يا بحر "
قال بحر بضيق " القرار لجود قبلي ثم أقرر أنا ولا شأن لأحد بذلك فهمتم "
غادر زبير متضايقا يتبعه صهيب قائلا " انتظر هل ستذهب لوحدك "
خرج حينها غيث فنظرت لبحر وقلت " ما الذي يضايق زبير في الأمر يبدوا لي مستاء جدا "
قال بهدوء شبه هامس " وأنا أيضا أعجز عن فهمه "
دخلت حينها حور وقالت " خااا .... "
ثم توترت كثيرا ونظرت للأرض وقالت بهمس " خالتي أين رنيم "
قلت بهدوء " إنها في غرفتها ستخرج برفقة غيث الآن "
قالت " هل سيذهبان للتسوق "
قلت " نعم "
قالت " هل غيث معها الآن "
قلت بهدوء " لا أعلم يا ابنتي "
قالت بهمس " شكرا لك "
ثم غادرت بهدوء فنظر لي بحر وقال " إلى متى سيسجن ابنك هذه المسكينة
يبدوا أنها تريد شيئا وستطلب من رنيم أن تجلبه لها "
قلت بقلة حيلة " لا أعلم ولا حيلة لدي "
قال بضيق " ابنك هذا لا يتصرف تصرفا عاقلا أبدا كم أخطأ والدي شامخ فيما فعل "
نظرت له بصدمة فوقف وغادر صامتا لو أعرف ما بينه وبين زبير ولما تتوتر
حور كلما رأته وما سبب ضيقه من كل أمر يضايقها , ترى هل .... لا يا الهي
هل تكون هي الفتاة التي حدثني عنها منذ سنوات لا تقوليها يا سماح لا تقوليها
وقفت وسرت باتجاه المطبخ ووجدت حور هناك جلست وفي ذهني ألف سؤال
والجواب واحد ولديها هي , تحدثت معها في أمور متعددة ثم سألتها إن كانت
عاشت كل حياتها هنا في العاصمة فعلمت منها أنها كانت تسكن في مدينة والد
بحر ذاتها ودرست في نفس جامعته فقلت
" يعني أنك درست في جامعة بحر نفسها "
توترت بشكل واضح ثم قالت " لا أعلم قد يكون ذلك أو أني درست بعد تخرجه "
لقد كان شكي في محله , يا ويل قلبي عليك يا بحر ألن يسعد هذا الشاب أبدا في حياته لقد
علمت الآن سبب كثرة تغيبه وسبب مرض حور الدائم وحزنها , شامخ لا بارك الله في
وصاياك لقد دمرت قلوب أبنائي جميعهم
غيث
بعد أن تحسنت حالتي كان عليا الخروج و رنيم للتسوق من أجل المولود , منذ مدة اقترحت
عليها أن تذهب برفقة والدتي وأحد أخوتي لتشتري ما يلزمها ولكنها رفضت ذلك وأصرت
على أن تنتظر حتى أنزع الجبيرة ونخرج سويا لقد بدأ أخوتي بجلب ملابس عديدة من أجل
ابني كلما سافروا بعضها لغير سنه حين يولد وبعضها مضحك والكثير منها لا يليق بحديثي
الولادة وحده أديم من لازال حتى الآن يحضر ملابس الإناث ويكومها في جناحه كم أتمنى أن
يجمعه الله بهما في أقرب وقت
أصرت رنيم على جود وركبت رأسها هذه العنيدة حتى وافقت جود على المجيء معنا زرنا
الطبيبة ثم ذهبنا للسوق تركنا بحر هناك وغادر اختارتا محلا كبير جدا متخصص بملابس
الأطفال ومستلزمات الولادة لكي لا يتعباني في السير وبدأتا بالتنقل في كل ناحية كالنحلتين
جود تجر رنيم لتسرع وترى ما وجدت و رنيم تتبعها بتعب كانتا مضحكتان حقا فالنساء
ينسون أنفسهن عندما يدخلن الأسواق وقفت عند إحدى القطع وناديت على رنيم فجاءت وقلت
لها " انظري لهذه إنها رائعة "
ضحكت بتعب ثم قالت " آآآي غيث أرجوك ما هذا هل ستلبس ابننا بذلة رجال الجيش هذه "
قلت بضيق " وما في هذه القطعة لا يعجبك "
قالت بابتسامة " غيث المولود يكون لحمة طرية يصعب حتى إمساكه كيف سنلبسه هذه
يبدوا أن أخوتك قد أثروا فيك بما جلبوه "
قلت بضيق " وما في الذي اشتريتماه ما ينفع إنها تبدوا كملابس المتسولين "
ضحكت وقالت " كل المواليد يرتدون تلك إنها خفيفة ومريحة "
دخل حينها للمحل شابان وحدهما على غير العادة فمثل هذه الأمكنة تدخلها السيدات وحدهن
أو رجال بصحبة زوجاتهن كبتت مشاعر الضيق بداخلي ففي كل الأحوال أنا صرت
أعرف رنيم جيدا نظرت رنيم لهما ثم لجود ونادتها قائلة
" جود هيا لنغادر "
قالت جود مقتربة " ولكننا لم ننتهي بعد "
قالت رنيم بهدوء " لقد اشترينا أغلب الأشياء والباقي ستحظرينه أنتي أو خالتي فيما بعد "
ثم نظرت لي وقالت " اتصل ببحر لنغادر "
قلت بعد صمت " تابعا تسوقكما وأنهيا ما تريدانه أولا "
قالت معترضة " لقد أخذنا كل الضروريات والباقي سنشتريه فيما بعد "
حاسبت البائعة وخرجنا بكومة أكياس وحظر بحر سريعا لحسن الحظ فأقترح أن
نذهب لمكان للتنزه فأثنيت على الفكرة لأن رنيم تحتاج للمشي كثيرا واقترحت عليهم
أن نذهب للبحر فأنا أعلم جيدا أن بحر يحفظ كل شبر في ذاك المكان وسيختار لنا
مكاننا هادئا ومناسبا وكان كما توقعت تمشيت برفقة رنيم بصعوبة طبعا وجلس بحر
وجود عند الشاطئ
" غيث دعنا نعود ونجلس سوف يتعبك المشي كثيرا "
قلت " حسننا ويمكنك المشي برفقة جود وسنجلس أنا وبحر هناك "
سرنا بضع خطوات ثم قالت " كم المكان هادئ وجميل هنا ليتنا أحضرنا حور معنا "
ضحكت وقلت " وهل هناك من تخرج مع زوجها وتجلب الجميع معها "
ضحكت وقالت " يا لي من عديمة رومانسية حقا "
ضحكنا سويا ثم قالت " ما أن تشفى سنعود إلى هنا سويا "
قلت بابتسامة " بالتأكيد وشامخ الصغير معنا أيضا "
وصلنا عند بحر وشقيقته فقالت رنيم " جود هيا تعالي لنتمشى معا "
وقفت جود وغادرتا وجلست بجوار بحر فقال بهدوء
" يبدوا لي أنك و رنيم قد تجاوزتما خلافاتكم "
قلت بعد صمت
" لا شيء يبقى على حاله يا بحر فإما أن تتعايش معه وإما أن تتخلص منه "
قال بهمس " محق إما أن تتعايش أو تتخلص أو تهرب "
نظرت له في حيرة ثم قلت " ما بك يا بحر ما الذي تخفيه عن الجميع "
نظر لعرض البحر وقال بحزن " إنها حور يا غيث "
قلت بصدمة " حور ما بها "
قال بذات النظرة والنبرة
" إنها هي الفتاة التي كنت أحب وخطبتها ورفضني عمها منذ خمس سنين "
ألجمتني الصدمة عن الحديث وكأنه صفعني بيد من حديد فقلت بعد صمت
" حور "
نظر لرمال الشاطئ تحته وقال بحزن " نعم حور رفضني ووافق على زبير ودون
تردد لقد قتلني يا غيث قتلني ولا زال يفعل ذلك كل يوم "
هززت رأسي وكأنني أريد رمي كل ما سمعت منه خارجه وقلت
" مستحيل كيف يحصل معك كل هذا , ولكن هل زبير يعلم "
قال بهدوء " لا أعتقد ذلك ولا أريد أن يعلم "
قلت بأسى " سحقا لتلك الوصية لماذا هي تحديدا لماذا "
قال بألم " لأتعلم درسا قاسيا اسمه لا تفرط فيما لديك كي لا تراه عند غيرك "
قلت بهدوء " ولكنه هوا من رفضك وأنت لم تفرط فيها "
ابتسم بحزن وقال " ولكنني هربت بعيدا وتركتها ولم أخرج بحل آخر من تحت الصخور "
قلت بحيرة " هل كان والدي على علم بذلك "
قال بهدوء " لا أعتقد ذلك فهوا لم يجد عمها إلا بعد سنة مما حدث وأنا لم أخبره أنه زوج والدتي "
آه ليتك لم تبث همك لي يا بحر ياله من جبل هذا الذي تحمله على كتفيك يا أخي وكأنه
ينقصك هموم قلت بهدوء
" أنا استغرب أن تتحدث معي في الأمر يا بحر هذه ليست عادتك "
قال بحزن " أخبرتك بذلك لتعلم أنه ما أن يتركها زبير سأتنازل عن نصيبي وسأتزوجها أو
أموت سعيا من أجل ذلك ولن أقف متفرجا مرة أخرى "
قلت بحدة " هل تعي ما سيقوله الناس عنا حينما يطلق أحدنا زوجته ليتزوجها شقيقه بعده على
الفور ثم وعائلتك كيف ستصرف عليهم "
قال بألم " لن أفرط فيها لو صارت حرة يا غيث ولو أفنوني من البلاد ونمنا على رصيف الشارع "
اقتربت حينها رنيم وجود ووقفنا مغادرين للمكان بعدما حملني بحر هما بحجم شبيهه الذي تركناه خلفنا
صهيب
ذهبت باحثا عن ضالتي حتى وجدته أمسكت به من ثيابه ووجهت له لكمة على وجهه حتى
نزف انفه ثم زدته الثانية وقلت " أنت يا أنيس أنت من فعلها أليس كذلك "
قال بغضب " عما تتحدث أنت "
قلت بصراخ وأنا أشد عليه أكثر
" عن الفضيحة أتحدث عن ميس وخبرها في الجرائد تعلم عما الآن "
قال " لا أعم أتركني وشأني "
لكمته الثالثة فهوى أرضا نزلت عنده خنقته بيد واحدة من رقبته حتى تغير لون
وجهه وقلت بغيض " ستعترف الآن أو قتلتك "
أفلته حين وصل أقصى درجات التحمل ثم سعل وقال
" تقتلني يا صهيب من أجل فتاة "
ركلته وقلت بغضب " وأقطعك أيضا إنها ابنة عمك يا حثالة شرفك وسمعتك ألا تفكر فيها ألم
تجد طريقة أخرى لتنتقم مني بها غيرها "
قال بسخرية " هذه بتلك يا صهيب "
ركلته بقدمي مرات ومرات حتى تعبت ثم رفعته من ثيابه وقلت بغيض من بين أسناني
" ليس غريبا هذا عن الأنذال أمثالك وسترى ما سيحل بك أما ميس فستكون زوجتي وخطتك
فشلت بل خدمتني خدمة العمر أما أنت فحسابي معك عسيرا "
ثم رميته على الأرض وغادرت
الفصل الثاني والثلاثون
زبير
لا يعلم بحر أي سكين يضربني به كلما قال أن جود هي من يقرر وها هي لم تقرر حتى الآن
ولم تخبرني عنه أيضا فما معنى هذا , كل ما أخشاه أن توافق عليه من أجل بحر وما الذي
يجعلها لا توافق ولست سوى شاب تعرفت عليه عبر الهاتف لا تعرف عنه شيء ولا حتى
اسمه ومرهون بوصية لا أحد يعلم متى يمكنه الفكاك منها ولديها مشاكل لا حل لها سوى أن
تتزوج , لم أكرهك يوما يا عوف لكنني الآن أتمنى أن أقتلك وسأفعلها لو أطرني الأمر لذلك
فلن يأخذها مني أحد كائنا من كان
دخلت القصر وكانت المفاجئة في انتظاري عوف يقف مع جود في الحديقة ويتحدثان
اقتربت منهما فغادرت من فورها نظرت له بكره وصمت فقال
" مرحبا زبير "
قلت بغيض " هل لي أن أعلم ما الذي تفعله هنا "
قال بتوجس " ليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها قصركم يا زبير "
قلت بغضب " ولكنها الأولى التي أراك فيها تقف مع أحدى نساءه ولوحدكم , هذا
إن كانت الأولى "
قال بضيق " لا أسمح لك أن تتهمني هكذا يا زبير وأن تتهم جود "
قلت والنيران تشتعل وتخرج من جوفي " رائع ومنذ متى رفعت الكلفة هنا "
قال بحدة " أنا لم أخطأ بشيء لقد تحدثت معها في أمر يخصنا أمام الباب وعلى مرأى من الجميع "
قلت بصراخ غاضب " أقسم إن رأيتك تقف معها حطمت رأسك يا عوف ولن يرحمك مني أحد
أنت طلبتها من شقيقها وعليك أن تنتظر الجواب منه تفهم , ولا تحاول إقناعها أو قتلتك "
تخطاني وقال مغادرا " عجبا هل ستتحكمون بها لأنها تسكن لديكم ولكن حديثي ليس معك "
لحقت به وأمسكته من ثيابه وقلت مهددا إياه
" إن علم بحر بشيء مما دار بيننا فلن تحلم بها مادمت أنا على وجه الأرض تفهم "
ثم أفلته فغادر غاضبا وقلت من بين أسناني
" ولن تحلم بها في كل الأحوال "
دخلت والنيران لا تزال تلتهب وتلتف حول جسدي كالإعصار فقابلت جود في طريقي حاولت
كبت جماح غضبي كي لا يتكرر ما حدث في السابق فبحر حينها لن يتركها لحظة هنا وقلت
" جود ماذا كان يريد منك عوف "
قالت بعد تردد وتلكك " طـ طـــلب أن يعرف رأيي في أمر "
زفرت بقوة وقلت " وماذا قلتي له "
نظرت لي في حيرة واستغراب فقلت بحدة " جووود "
ارتجفت بخوف وقالت " اقسم أنني لا أعرفه هوا من تكلم معي "
تنفست بقوة وقلت بهدوء
" جود لا تفهميني خطأ وتغضبي مني كالسابق لكن ما كان عليك الوقوف معه "
أخفضت رأسها وقالت " آسفة ولكنه هوا من استوقفني "
قلت بجدية " هل أنتي موافقة على الزواج به "
نظرت لي بصدمة فقلت بتوتر " أعني إن كنتي وافقتي ..... أو إن كان رأيك ..... "
تبا لك يا زبير ألم تعد تعرف كيف تنتقي الكلمات غادرت وتركتها واقفة وخرجت من القصر
برمته تجولت في الشوارع لساعات وأنا لا أرى شيئا أمامي ثم ذهبت لصديقي جبير طرقت
الباب ففتح لي شقيقه الأصغر وقال بابتسامة طفولية
" مرحبا عمي زبير هل أحضرت لي الشكولاته "
حملته بيدي ووضعته على كتفي وقلت
" أنت تعلم أن جبير يغضب من أكلك لها كثيرا سأحضرها فيما بعد حسنا "
قال بحزن " لاااااااااااا أنت لا تأتي من دونها أبدا "
أنزلته وقلت " في المرة القادمة سأحظرها أعدك بذلك "
نظرت لي فتاة من فتحة الباب بخجل كم أحب هذه الطفلة ابتسمت وقلت
" هناك أميرة صغيرة تختبئ خلف الباب متى ستظهر يا ترى "
خرجت ببطء وقالت " الشيكولا "
ضحكت وقلت " هل أصبحت رمزا للشكولاتة هنا "
" هههههه أنت السبب في ذلك "
كان هذا صوت جبير نازلا من الأعلى فقلت بابتسامة
" ولما تمنعني من إحضارها إذا "
قال بذات الابتسامة " لقد زرنا طبيب الأسنان مرتين متتاليتين بسبك هذا الشهر "
نظرت لهما وقلت " إذا سنغيرها بشيء آخر ما رأيكما "
قال أمجد بضحكة " الحلوى إذا "
قال جبير بجدية " والحلوة ممنوعة أيضا "
قفزت ملاك وقالت " إذا الدمى "
ضربها أمجد على رأسها وقال " غبية ما نريد بالدمى "
ركضت باتجاه غرفتها باكية ولحق بها جبير بعد أن وبخ أمجد , مسكين جبير يرفع كل
هذه المسئولية لوحده وحتى الفتاة التي يحب تخلت عنه في هذه المحنة
خرج وقال بغضب " إلى غرفتك يا أمجد "
غادر أمجد فقال بضيق " أكاد أجن منهما "
ضحكت وقلت " أحمد الله أنهما اثنين فقط "
تنهد وقال " اثنين ولكنهما بعشرة , وكما تعلم فالكثير من الأمور لا تعرف التصرف فيها إلا
النساء وكم أخشى أن يكون اختياري سيئا فأضر بهما "
قلت بهدوء " ولهذا لم تختر واحدة بعد "
قال بحزن " هذا بعض من كل "
قلت بيأس " إذا لم تنسى تلك الفتاة بعد "
قال وهوا يضع يده على كتفي حاثا لي للدخول معه
" كل شيء يأخذ وقته يا صديقي "
قلت بمرح " وما رأيك أن أبحث لك عن واحدة "
قال بضحكة " كالسابقة "
ضحكت وقلت " لا فلن أقول لك عنها حتى أعرف رأيها وبالنسبة
لشقيقة بحر فأنا من أفسد الأمر "
جلس وقال بصدمة " أنت من أفسده "
قلت بابتسامة " ودون قصد طبعا ولكني خيرا فعلت "
قال بحيرة " ولما هل اكتشفت عنها شيئا سيئا "
قلت مباشرة " لا على الإطلاق ولولا أسبابي لسعيت حتى حفيت
لأزوجك بها إنها الماسة يا جبير "
قال بمكر " جيد سأطلبها من شقيقها إذا "
قلت بحدة " أحذرك من فعلها سمعت "
ابتسم وقال " لقد وقعت يا صديقي ما قصتك معها "
تنهدت وقلت " قصة معقدة ككل قصصي "
قال بحيرة " لما لا تحكي لي ما تخفيه يا زبير تلك ليست عادتك "
قلت بأسى " لا أستطيع ذلك الآن في المستقبل ربما "
قال بعد صمت " وماذا عن زوجتك إنك متزوج يا رجل "
تنهدت وقلت " وتلك قصة أخرى دعنا منها الآن "
قال بضيق " لا أعلم ما الذي غيرك عني فجئه ولكن لا بأس فلكل واحد منا ظروفه "
ضربته على كتفه وقلت " عليا أخذ شقيقك في نزهة الآن بدلا عن الشيكولاتة ورفعا
لمسئولية النزهات عنك كما اتفقنا "
قال بابتسامة " لا أعرف كيف أشكرك يا زبير "
قلت وأنا أقف مغادرا " لا تشكرني حتى نجد لك عروسا مناسبة "
خرجت وقلت مناديا " أين هما الشقيان فسنذهب في نزهة الآن "
خرجا من فورهما ركضا وكأنهما كانا خلف الباب وتعلقا بساقي وكأنني سأطير بهما
عند المساء اتصل بي صهيب وكما توقعت كان يصرخ ويزمجر فقلت له مختصرا الأمر
أن ما فعله عوف سيجعل جود تطر للموافقة من أجل بحر فأغلق الخط مستاء وها أنا
ليس لدي إلا الغليان والانتظار
جود
عليا أن أتحدث مع بحر لأعطيه رأيي في الأمر كم أشعر بالحيرة حيال الموضوع فعليا أن
أفكر في شقيقي ولا أكون أنانية وأنتظر السراب كم مرة سأرفض الخطاب وبما سأتحجج
الآن ولكني أحب ذاك الشاب حقا , آه يا جود وهل له أي وجود حتى أنك لا تعرفين اسمه
ولا شكله ولا متى تنتهي ظروفه تلك , كم أشتاق لوالدتي ومازن فلم أرهم منذ أشهر سامحك
الله يا والدي
" جود هلا تحدثنا قليلا "
نظرت للواقف وصدمت بأنه صهيب فسكتت مطولا ثم قلت بتلعثم
" أ أ أنا "
قال بهدوء " نعم قليلا فقط لو سمحتي "
قلت بتوتر " نعم هل من مكروه "
نظر لأصابعه ثم قال " بشأن عوف أعطني رأيك في الزواج به ولن يعلم أحد ولا
حتى بحر ولا زبير وسأقف معك مهما كان قرارك أعدك بذلك "
قلت بحيرة " وما شأن زبير بذلك "
قال بهدوء " لقد تشاجر مع عوف وهدده لأنه رآك تقفين معه وسبق أن تشاجر مع بحر أيضا "
قلت بدهشة " ولما يتشاجر معهما "
قال بلامبالاة " لا أعلم ربما بسبب رفضك لصديقه , قولي ما رأيك "
تنهدت وقلت " أنا غير موافقة "
قال بجدية " إذا سأتحدث معه لينتهي الأمر دون علم أحد حسننا "
قلت بهدوء " ولكن لما تفعل ذلك "
قال مغادرا " لأنني لا أريدك أن توافقي من أجل بحر لن أرضى بأن تظلمي
نفسك , تلك هي طبيعتي "
التقى هوا وميس داخلة فتخطاها وخرج نظرت لي في حيرة فقلت بتوتر
" ميس لا تستعجلي في الحكم علينا "
ضحكت وقالت " ما بك خائفة هكذا "
تنهدت بارتياح وقلت " حسبتك ستفهمين الأمر خطأ "
قالت بهدوء " لا لم أفكر في شيء من ذلك ولكن فيما كنتما تتحدثان "
قلت بحزن " مشكلة كنت أبحث لها عن حل دون علم بحر وحمدا لله أنه خرج لي
ليحلها كم هوا رائع خطيبك يا ميس "
قالت بضيق " أنتي أيضا خطبتني له "
قلت بجدية " ميس ستكونين غبية لو أضعته من يدك "
جلست وقالت بلا مبالاة " هوا لم يعد يهتم للأمر على كل حال "
جلست أمامها وقلت " ماذا حدث بينكما "
قالت ببرود " لا شيء ولا أعلم ما به ولم أسأله "
وقفت وقلت مغادرة
" ميس بعض الأشياء لا نعرف قيمتها إلا عندما نخسرها تذكري ذلك جيدا "
توجهت لغرفتي أمسكت الهاتف وحاولت الاتصال به مجددا ودون جدوى هوا لا يجيب
على اتصالاتي مند مدة ولا أعلم ما به أرسلت له رسالة وكتبت فيها
( أعلم أنني لم أعد أعني لك شيئا ولكن أخبرني أنك بخير على الأقل )
أرسل رسالة وفيها ( أنا بخير )
أرسلت ( لماذا أنت غاضب مني )
ولكنه لم يجب لا اذكر أنني قلت شيئا يزعجه مني هكذا , تركت الهاتف وخرجت فتقابلت
وزبير نظر للجانب الآخر وغادر في صمت لا أعلم لما هذا أيضا غاضب مني ما ذنبي أنا
إن أوقفني ابن عمه وتحدث معي
المشكلة أنه لا يمكنني التحدث مع بحر في الأمر كي لا يغضب كما في السابق
صهيب
" لا أحد يمكنه مساعدتي هناك غيرك يا عوف "
قال بتردد " ولكنه والدي كيف افعل ذلك "
قلت بحدة " أقسم إن كان والدي لفعلتها دون أن أتردد "
قال بهدوء " وما يدريك أنهما هما وراء ذلك "
قلت بجدية " هناك أمور علمتها جعلتني أشك في الأمر "
قال بحذر " ما هي "
قلت بضيق " هل عليا قولها لك "
قال بجدية " إن لم تخبرني وتقنعني فلن أساعدك "
تنهدت وقلت " تحصلت على معلومات من رجل أيرلندي تفيد بأن رجلا عربيا وراء تهمة
عمي نبيل هناك فتحريت عنه وكان من هنا وكان يعمل لدى جدي في الماضي "
قال ببرود " وهل هذا يعني أن والدي أو وعمي وراء ذلك "
قلت بضيق " إنسا الأمر يا عوف "
قال بحدة " وما بك هكذا متسرع في الحكم عليا يا صهيب "
قلت بغضب " لأنك وعلى ما يبدوا لا تريد مساعدتي ولا تصدقني حتى "
قال بهدوء " لن أفعل ذلك بوالدي أبدا ومهما كان "
وقفت وقلت بغضب " وترضى أن يفعل ذلك بعمك البريء أليس كذلك أنظر كم عانى
بسببهما وكم عانت أسرته لقد خذلتني يا عوف "
صرخ غاضبا " لو كنت مكاني ما كنت لتفعل ذلك بوالدك ثم أنت ليس لديك دليل قاطع حتى الآن "
قلت مغادرا " أقسم إن كان والدي لسجنته ولن أترك حق أحد يضيع أمام عيني "
غادرت مغتاظا وتوجهت من فوري للقصر فلم يبقى أمامي إلا حل واحد أخير بحثت عن رنيم
وعلمت أنها في جناحها وغيث فاتصلت به لأستأذن للدخول فتحت لي باب الجناح دخلت وقلت
" مرحبا رنيم كيف حالك "
قالت وهي تتحدث بصعوبة " بخير لو أن ما جئت به في هذه الساعة لا يسبب التعب "
ضحكت وقلت " ولما أنتي خائفة هكذا "
دخلت الغرفة ألقيت التحية وجلست بجوار غيث وقلت مازحا
" أشك أنك قد تعافيت وتفعل هذا لأنك استحليت خدمات رنيم وتدليلها لك "
ضحك وقال " ومن شر حاسد إذا حسد "
قلت بضيق " لما يتهمني الجميع بالحسد هنا يا لكم من عائلة "
دخلت رنيم وجلست بعيدا فضحكت وقلت
" رنيم لقد ذكرتني بيوم فتحنا الوصية وجلستي مبتعدة عن الجميع لكن القذيفة طالتك أينما كنتي "
ابتسمت وقالت " لا تذكرني بذلك اليوم أرجوك "
قال غيث بضيق " تقولينها أمامي يا رنيم وأنا من أصبح يحب تلك الوصية "
ضحكت وقالت " الآن شيء وذاك اليوم شيء آخر "
قال بأسى " لقد صدمتني حقا "
ضحكت وقلت " هيا ما بكما لا تتشاجرا بسببي "
وقفت رنيم فقلت " أين ستذهبين يا رنيم أريدك في أمر "
نظرت لي بخوف وقالت " بالله عليك يا صهيب إن كانت مصيبة فاتركها حتى ألد "
ضحكنا كلينا وقال غيث " هي جربت ذلك سابقا فأجل الأمر إن كان سيئا "
قلت بابتسامة " لا ليس سيئا لك ولا لأحد منا "
قالت " إذا سأحظر لك العصير "
قلت بسرعة " لا شكرا يا رنيم دعينا نتحدث قليلا وسأغادر "
جلست مكانها فقلت
" لدى والدتي رقم هاتف علياء ابنة عمي عصام هل تتحدثين معها "
قالت بحيرة " علياء ولكن لما "
قلت بجدية " الموضوع مهم ويخص عمي نبيل ووحدها من يمكنه المساعدة "
قال غيث " ماذا هناك يا صهيب "
حكيت لهما كل ما علمت فأمسكت رنيم رأسها وكادت تتهاوى من الكرسي وقالت
" يا إلهي ما كل هذا "
وقف غيث وتوجه ناحيتها يجر ساقه المجبرة دون عكاز وقال
" رنيم هل أنتي بخير ما هذا الذي فعلته يا صهيب "
قلت معتذرا " آسف ما كنت أقصد ذلك "
قالت بتعب " لا عليكما إنه دوار بسبب انخفاض الضغط وسيزول حالا "
جلس غيث بجانبها وقال " هل أنتي متأكدة "
قالت " أجل ولكن ما علاقة علياء بذلك "
قلت بهدوء " أريد أن تبحث لي بين أوراق والدها "
قالت " وهل تظن أنها ستوافق "
قلت " إما أن تفعل أو تتكتم عن الأمر هلا ساعدتني يا رنيم فكما علمت من والدتي
هي تستلطفك كثيرا وقد أصبحتما صديقتان "
قالت بحيرة " وكيف ستساعدك إنه والدها "
قلت بجدية " هوا ضربها لأنها دافعت عن حق ميس ووالدتها فهذا يعني أنها ضد ما يجري "
قل غيث " ولكن ذاك شيء وأن تشي بوالدها أمر لن تقبله أبدا "
قلت واقفا لأغادر " لنجرب إذا ولن نخسر شيئا "
قال غيث " ستخسر إن أطلعت علياء والدها على ذلك "
قلت بلامبالاة " فليفعل ما يحلو له "
قال بحدة " هل تعي ما ستفعل يا صهيب إنهم أعمامك أمام الناس مهما حدث "
غادرت في صمت , ما كان عليا أن أتحدث معها في وجوده على كلن لن أتوقف عند هذا
الحد وسوف ابحث عن غيرهما صعدت لغرفتي فوجدت ميس تقف مستندة على جدار الممر
تجاوزتها في صمت فقالت بهدوء
" صهيب "
التفتت لها وقلت " نعم "
قالت بعد صمت " ماذا حدث بشأن قضية والدي هل من جديد "
قلت ببرود " لا جديد حتى الآن "
نظرت لعيناي قالت " لماذا أنت غاضب مني "
قلت بذات البرود " ومن قال أنني غاضب منك "
نظرت للأسفل وقالت " تصرفاتك تقول "
قلت بضيق " أنا لا أفهمك حقا يا ميس ما الذي أفعله ليعجبك "
غادرت راكضة فلحقت بها وأمسكتها من ذراعها كانت تحاول إخفاء وجهها عني فلففتها
حتى أصبحت مقابلة لي ورفعت وجهها بيدي فصدمت لثواني ثم قلت
" ميس لما تبكي "
ركضت ودخلت غرفتها وتركتني جامدا في مكاني , ميس التي لم تبكيها أعتا المصائب
وأوجع الإهانات تبكي الآن من كلماتي هذه , طرقت باب غرفتها مرارا ولكنها لم تجب
ففتحت الباب ودخلت, وجدتها مرتمية على سريرها وتخفي وجهها بذراعيها
اقتربت وجلست على طرف السرير وقلت بهدوء
" ميس هلا تحدثنا قليلا "
قالت بصوت باكي ووجها مخفي عني " لا أريد "
تنهدت وقلت " توقفي عن البكاء الآن ودعينا نتحدث "
لم تجب ولم تتحرك فقلت بجدية
" ميس إن لم تتوقفي وتريني وجهك الآن فسأفعل شيئا لن يعجبك "
جلست ونظرها للأسفل وقالت بحدة " هاذي أنا جلست ماذا تريد "
قلت بابتسامة " أردت أن أرى وجهك وأنتي تبكي فهذا المشهد لن يتكرر إلا بعد سنين "
نظرت لي بضيق فقلت " ميس متى سننتهي من هذا "
نظرت للجانب الآخر في صمت فوقفت وقلت
" آسف على إزعاج لك "
وغادرت متوجها لغرفتي وبعد يومين وأنا في الصالة الرياضية سمعت خطواتها
تدخل ثم تقترب جلست مبتسما وارتديت قميصي ها قد جاءت الفراشة للفخ فلا شيء
يجدي معك سوى الحيل يا ميس
ميس
بدأ برود صهيب اتجاهي يصيبني بالجنون لما يفعل ذلك وفيما أخطأت أنا في حقه هل
عليا أن أوافق عليه ليرضى عني هل أكذب ليرضى , حتى أنه لم يعد يخبرني ما فعل
بشأن والدي ويرفض أن افعل أي شيء بخصوص الأمر ويحاصرني هنا كي لا أفعل
شيئا من تلقاء نفسي , كلام جود اليوم جعلني أفكر مليا وقررت فقط أن أساله لما
هوا منزعج مني
انتظرته طويلا حتى خرج من جناح شقيقه لقد ظننت أنه سوف ينام هناك فمر بجانبي
وكأنه لم يراني كعادته مؤخرا استوقفته لأكلمه وكلماته رغم بساطتها لكنها أشعرتني
بحجم كبير من الإهانة على غير العادة لقد جرحتني كلماته حقا ولا أعلم لما ونزلت
دموعي رغما عني ولا أعلم لما أيضا
بعد يومين قررت التحدث معه لنضع نهاية لكل هذا كما قال , توجهت لمكانه المعتاد
بعد صلاة الفجر دخلت قاصدة الغرفة ذاتها التي وجدته فيها المرة الماضية فخرج منها
قبل أن أصل إليها نظرنا لبعضنا مطولا ثم أخفضت بصري وقلت
" هل ستُظهر براءة والدي هل ستفعلها مهما طال الزمن "
اقترب مني ورفع وجهي بأصابعه حتى التقت عينينا مجددا وقال
" ولن أكون صهيب إن لم أفعلها "
قلت بعد صمت " إذا أنا أوافق على الزواج بك "
ابتسم وقال " وما الجديد في الأمر "
قلت وأنا ابعد يده عن وجهي " من أجل ذلك فقط "
وضع يديه في جيوب بنطاله وقرب وجهه مني وقال
" ومن أجل ماذا أيضا "
قلت ببرود " ومن أجل أن تتوقف عن ترديد ذلك وترحمني "
قال " ومن أجل ماذا أيضا "
قلت بنفاذ صبر " ومن أجل الفضيحة التي تسببت لي بها طبعا "
ابتسم ابتسامة جانبية وقال " وأيضا "
نظرت له بصدمة ثم قلت " ما بك أنت هل جننت "
ضحك وقال " وكيف لي أن لا أجن وأنتي توافقين عليا أخيرا "
قلت بجدية " ولكن لدي شروط أخرى "
اقترب مني خطوة وقال " حسننا وما هي "
ابتعدت خطوة وقلت " دراستي سأكملها ولكن ليس هنا "
اقترب خطوة وقال " وماذا أيضا "
ابتعدت ثانيتا بخطوة وقلت " والدتي "
اقترب وقال مبتسما " وما بها "
التصقت بالجدار وقلت " صهيب ابتعد عني "
وقف وسد الطريق بيده وقال " هل تناديني باسمي وتطلبي مني الابتعاد "
قلت بحدة " إن لم تبتعد فلن نكمل حديثنا وإنسا كل شيء "
ضحك وقال " لم أتصور أن تخافي مني هكذا يا ميس أنا لن أؤذيك فأنتي حبيبتي "
قلت ببرود " ومنذ متى كنت حبيبتك "
أمسك وجهي بيده وقال " منذ رأيتك أول مرة "
أبعدت يده وقلت بتهديد " إن لم تبتعد الآن صرخت بكل صوتي "
ابعد يديه ووضعهما في جيوبه وقال بابتسامة " حسننا ها قد ابتعدت تابعي "
قلت " لن نتزوج حتى تفعل ذلك "
هز رأسه بالنفي فقلت بضيق " إذا لن نتزوج "
تنهد وقال " ميس لما لا ترحمينني أقسم أنني أتعذب وسوف أصاب بالجنون "
قلت بضيق " سوف تتخلى عن كل ذلك يوما وحتى أنا ستتزوج بغيري لأني مجرد
مسئولية بالنسبة إليك "
أخرج يديه من جيوبه ورفعهما جانبا على حدهما وقال بعتب وضيق
" ماذا أفعل لتصدقي بل ما الذي لم أفعله بعد يا ميس لقد أتعبتني معك حقا "
نزلت من عيناي دمعتان غبيتان لا أعلم لما لم تسألانني أولا وقلت ببكاء
" لا تتحدث معي هكذا طريقتك هذه أصبحت تجرحني حقا "
مرر أصابعه في شعره ممسكا إياه للخلف ثم تركه يتساقط على وجهه وهو ينظر
للأسفل وقال " لا تبكي يا ميس رجاءا "
مسحت دموعي وغادرت باتجاه الباب فأمسكني من يدي وقال
" نحن لم ننهي كلامنا بعد "
قلت ورأسي للأسفل ويدي في يده " لنتحدث في وقت آخر "
سحبني وأعادني جهة الجدار وقال " بل الآن "
لذت بالصمت فقال بهدوء " سنتزوج الآن "
فتحت شفتاي لأتحدث فوضع أصبعه عليهما وقال بجدية
" أقسم أن حق والدك لن يضيع يا ميس ولو كان الثمن حياتي ووالدتك في عهدتي
حتى الموت ولن أتزوج بعدك بأخرى ولست أراك مسئولية ألقيت على عاتقي بل
أحبك حقا وأريدك لي وحدي "
نظرت للأسفل في صمت فقال
" لدي حل لهذا , فلنعقد قراننا ولا نتزوج حتى ينتهي كل ذلك حسننا "
نظرت له في حيرة فتنهد وقال
" ميس أجيبي لما تعشقين اللعب بأعصابي "
عدت بنظري للأسفل وقلت
" حسننا ولكن لن يكون جدك أو أحد أعماك وليا لي أبدا "
قال بضيق " ومن سيكون إذا , أنا مثلا "
قلت ببكاء " إذا لن أتزوج كل حياتي "
قال بضيق " ميس توقفي عن البكاء أولا ولا تعقدي الأمور أكثر ثانيا "
أشحت بنظري عنه وتملك المكان صمت غريب سوى من شهقاتي الصغيرة فقال بهدوء
" ميس توقفي عن البكاء حالا أو لا تلوميني على ما سأفعله الآن "
مسحت دموعي ولذت بالصمت فقال بهدوء
" ميس لا يجوز أن أتزوجك دون ولي ولن أرضى أن يكونوا أعمامي لأنهم لن يوافقوا
على فعل ذلك وجدي وليك قبلهم مادام حيا هذا هوا القانون والشرع أيضا "
قلت بحزن " أنا لا أعترف بهم "
ابتسم وقال " حسننا لا تعترفي بعدي بأحد "
نظرت له بضيق وقلت " هل صدقت نفسك "
ضحك وقال " لا قطعا يا متعبة "
نظرت جهة الباب وقلت " هيا أبعد يدك عن الطريق عليا أن أعود للقصر "
ضحك وقال " يالك من فتاة جافة حقا "
قلت بضيق " وماذا تريد مني أن أفعل أرتمي في حضنك مثلا "
قال بابتسامة وهوا يبعد يده " ليس الآن بالطبع ولكن لاحقا بالتأكيد "
قلت وأنا أتوجه خارجه " يالك من واهم "
ضحك وقال بصوت مرتفع لأسمعه " ستفعلينها رغما عنك يا قاسية "
توجهت للقصر فقابلتني خالتي سماح عند الباب نظرت لي بحيرة وقالت
" ميس أين كنتي "
قلت " في الخارج "
قالت بصدمة " الآن ولكن أين "
ابتسمت وقلت " ذهبت في نزهة "
شهقت وقالت " نزهة في هذا الوقت "
ثم قالت ضاحكة وهي تنظر خلفي " علمت الآن عن أي نزهة تتحدثين "
التفتت للخلف فكان صهيب خلفي يا إلهي هل كان يتبعني كيف ظهر فجئه
وضع يده على كتفي وقال بابتسامة " أمي لدي خبر سيسعدك "
قالت بترحاب " قله بسرعة فأنا أفتقد الأخبار السارة منذ زمن "
وكزته بمرفقي ليسكت هذا الثرثار المتسرع فقال بتألم " آه ميس لما تكزينني "
ياله من أحمق ومخادع , قلت بضيق " بل تستحق قطع لسانك "
ضحك وقال " أمي أنا وميس سنتزوج "
قالت بسرور " حقا , ياله من خبر سار "
نظرت له وقلت بضيق " هل أنت مرتاح الآن ألا تستطيع التكتم عن أمر ولو قليلا "
تنهد وقال " أمي جدي لي حلا مع هذه القاسية وافقت أن نعقد قراننا فقط وبعد جهد "
قالت بابتسامة " وفقكما الله يا أبنائي "
قال بضيق " هذا فقط ما استعطي عليه أمي "
ضحكت وقالت " كل شيء إلا زعل ابنتي ميس "
رميت بيده بعيدا عن كتفي وقلت " لقد غيرت رأيي "
قال بصدمة " ماذا قلتي "
ثم أشار بإبهامه للخلف وغمز بعينه وقال
" يبدوا أنه علينا العودة هناك "
ضحكت وقلت " لا أرجوك "
نظر لوالدته وقال " سوف نعقد قراننا اليوم "
شهقتُ بصدمة فقال واضعا أصبعه أمام شفتيه ومهددا
" أنتي تصمتي ولا حرف آخر لقد أجلت الزواج حسب رغبتك أما هذا فلن أفعل "
قالت خالتي " لا تتسرع بني سيكون علينا الترتيب لحفل من أجلكما "
قلت بتذمر " ولما الحفل هذا ليس زواجا رسميا "
قال صهيب " بلى وحفلا يحظره الجميع "
نظرت له وقلت بإصرار " لا أريد ذلك لا أريد "
هز رأسه بالنفي فقلت بحدة " إذا لن يكون هناك شيئا "
نظر لوالدته وقال " أمي هل رأيت بنفسك الآن "
قلت بضيق " لا تشتكيني لأحد ثانيتا أو غضبت منك "
ضحكت خالتي وقالت مغادرة " تفاهما في الأمر وأخبراني "
نظرت له وقلت " لن نقيم أي حفل "
قال بحدة " بل سيكون ما أريد "
قلت بغضب " لا لن يحدث "
تركني وتوجه جهة السلالم فقلت بغضب أكبر
" أين تذهب انتظر هنا "
ولكنه لم يعرني أي انتباه وصعد متوجها للأعلى ياله من عنيد
نهاية الجزء الثاني والثلاثون
أتمنى يكونوا عند حسن ظنكم وينالوا إعجابكم
دمتم بحفظ الرحمن
أختكم ...... بـــــ المشاعر ـــــرد
|