لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-14, 07:54 PM   المشاركة رقم: 186
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

مو طالعه من المنتدى الا بفصل الليله ميييششششوووو😩😫😩😫😩

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
قديم 29-11-14, 07:57 PM   المشاركة رقم: 187
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

😅😰😥😪😅😰😥😪😅😥😪
😭😪😥😰😅😭😪😥😅😅
😭😭😭😭😭😭😭😭😭
اطالب بفصل الان ميشو سوف اشكوك للاداره كاتبه قاسيه القلب تعذبين القراء ،،اريد فصل الان الان الان الان 😖😩😫😖😩😫😖

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
قديم 29-11-14, 07:58 PM   المشاركة رقم: 188
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
قديم 29-11-14, 08:29 PM   المشاركة رقم: 189
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

امولة تصدقي ردودک هذي کلها ما شفتها وانا نایمة انتظر الرد یطلع من هالمنتدی

امووووووولة یا اکبر طمااااااعة في تاریخ البشرية یعني امس نزلت مرتین والیوم جزئین انتي لو بقیتي وراي بتنزل الروایة کلها في اسبوع هههههه

أحلی طماعة والله

خلاص اللیلة یکون عندک بس في اي وقت ما اقدر احدد

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 29-11-14, 09:06 PM   المشاركة رقم: 190
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 






الجزء التاسع والعشرون













زبير














قطعت الاتصال وعاودت اتصالي بها ثانيتا لأصدق ما تراه عيناي فظهر الاسم والرقم

ذاته سمعت باب حجرة حور يُفتح فأوقفت الاتصال وخرجت لحظتها فقلت لها

" لمن هذا الهاتف يا حور "

نظرت له للحظات ثم قالت

" آه إنه هاتف جود لقد نسيته هنا هل هوا من كان يرن طوال هذا الوقت "

من صدمتي وهول مفاجئتي لم استطع الكلام جود أيعقل أن تكون جود ولكن كيف ذلك كيف

قلت بتوتر " لقد توقف الاتصال ما إن وصلت خذيه لها فقد يكون بحر أو والدتها من يتصل بها "

أخذته وعيناي تتبعانه وكأنها أخذت قلبي وعقلي معها بعد لحظات نزلتُ للأسفل

فقابلتني حور تصعد للأعلى فتوجهت من فوري للمطبخ وجدت جود وحدها هناك

والهاتف ذاته بجانبها قلت بصوت هادئ

" جود "

التفتت إليا من فورها بقيت أتأملها للحظات حتى شعرت بالخجل من حيائها مني فقلت

" جود هل تكرهينني "

سكتت طويلا لا اعلم لصدمتها من سؤالي أم بحثا منها عن إجابة , قولي لا يا جود

قوليها أرجوك ثم قالت وعيناها للأسفل

" لا لم أكرهك يوما "

كدت أقفز ناحيتها واحتضنها لولا أن تمالكت نفسي فقلت

" لا تغضبي مني بسبب ذاك الموقف أرجوك فقد كنت متوترا يومها فلن يتكرر ذلك

ولن أجلب لك أي عريس ثانيتا "

يا لي من أحمق ألم أجد غيرها كي أخطبها لجبير لا وعرضتها على أديم

قبله , تستحق الجلد على ما فعلت يا أحمق

قالت بعد صمت طويل " لا عليك لقد انتهى الأمر على خير وأنا آسفة أيضا "

دخلت حينها رنيم وقالت " أين هي حور "

هل هذا وقتك يا رنيم , خرجتُ من فوري وقفت قريبا واتصلت بها فسمعت هاتفها يرن

وكأنني لازلت أريد التأكد منها ثم خرجت للحديقة فأجابت قائلة

" أعلم أنك غاضب مني ولن تصدقني أيضا ولكني نسيت هاتفي بعيدا عني "

قلت بأندفاع " أحبك أحبك وأحبك فقط ولست غاضبا منك "

ضحكت وقالت " لا تبدوا لي طبيعيا أبدا "

قلت بابتسامة " وهل تركتي بي شيئا طبيعيا يا فتاة "

لا أصدق أنك أمامي وأني كنت أراك وأنا أموت شوقا لرؤيتك , آه من حظي الذي

ابتسم لي فجئه قالت بمرح " أين ذهبت "

قلت من فوري " ذهبت إليك طبعا , أخبريني كيف مشكلتك مع والدك "

قالت " لقد أصبح شقيقي هوا الوصي علينا الآن "

لهذا إذا جلبك بحر إلى هنا ليهرب بك من والدك يالك من رائع يا بحر لقد فعلت

أجمل شيء في حياتك قلت

" إذا لن تكوني لغيري وإن فعلتي ذلك قتلته سمعتي "

ضحكت وقالت " وإن قتلته دخلت السجن وتزوجت أنا بغيره "

قلت بحدة " بلسم لا تقولي ذلك ولا مازحة لن تتزوجي غيري مفهوم "

قالت " مفهوم وهل بعد كل هذا التهديد سأفعلها "

قلت بجدية " وأنا عند تهديدي فكوني حذرة "

تنهدت وقالت " أنا فقط أخاف من ظروفي وتقلباتها فلا تلمني حينها أرجوك "

قلت بضيق " أقسم إن أخلفتِ بوعدك لي قتلت نفسي "

قالت بفزع " ما هذا الكلام الذي تقول ما الذي حدث لك اليوم "

قلت بهدوء " حدث رائع وجميل ولم أتصوره يوما , وداعا الآن حبيبتي ها قد

جاء من سيعكر مزاجي "

ضحكت وقالت " وداعا واعتني بنفسك لأجلي "

آه يا قلبي كيف لي تحمل كل هذا لو أكتشف أنها تكرهني لأني زبير فسأموت حتما

توجه صهيب ناحيتي وقال بضيق " أين أنت يا رجل ألا يُعتمد عليك أبدا "

قلت بحدة " تحدث معي بأسلوب أفضل يا صهيب فيما أخطأت أنا "

قال مغادرا " تعلم فيما أخطأت وأصلح خطأك فورا "

غادر فقلت بلا مبالاة " لا أحسد من ستتزوجك عليك وكم أتمنى أن تكون ميس لتريني فيك

يوما رائعا كهذا اليوم , يا الله ما أروعه من يوم "













حور










قد لا تسير الأمور دائما كما نشاء فمثلما تشرق شمس الصباح أحيانا ونحن لازلنا

بحاجة ملحة للمزيد من النوم وكما تغيب عند الغروب أحيانا ونحن لا نزال ننتظر

قدوم أحدهم قبل أن يأتي المساء كذلك سارت بيالرياح عكس ما تشتهي سفن عقلي

وأصبح وجود جود هنا يقرب المسافة بيني وبين بحر أكثر فقد زادت زياراته

ومصادفات لقائي به وحتى الكلمات القليلة العابرة أصبحت تجد طريقا لها بيننا

وتقتلني في كل حرف من حروفها الجوفاء

" حور .... هيه ما بك "

قلت بفزع " نعم يا رنيم لقد أفزعتني "

قالت وهي تتوجه جهة الموقد

" لقد ناديك مرارا ولكنك كنتي في عالم آخر تماما , ماذا حدث للحساء هل نضج "

ثم شهقت وقالت " أنظري لقد كاد يحترق يا حور لقد اعتمدت عليك "

قلت بإحراج " آه آسفة لقد نسيت أمره "

نظرت لي ويديها في وسطها وقالت " حور حالك لا يعجبني أبدا لقد كثر شرودك جدا , يبدوا

لي أن الأمور تأخذ منحا جديدا "

قلت بحزن " ليثني أموت يا رنيم وأرتاح لقد تعبت حقا "

تنهدت وقالت " لا ألومك الآن يا حور أحبيه كما تريدي أتمنى أن تجتمعا سويا يوما ما "

قلت بألم " يا لها من أمية سخيفة وغير معقولة "

قالت " ولما غير معقولة الله قادر على كل شيء "

قلت بحزن " ها نحن ذا نعبر عامنا الثاني ولا بوادر تبشر بالفكاك من هذه الوصية يبدوا لي أننا

ننتظر عبثا كمن يركض خلف السراب وهوا يعي أنه لن يدركه وسترحل بنا السنين ونحن على

حالنا نركض في أماكننا ولا شيء سوى تحطم الأميات والبكاء ليلا والنوم مع وجع الذكريات "

قالت بأسى " كل منا ينتظر أن يتخلص من تلك الوصية ولكن ما أخشاه أن نصبح

يوما نهرب من الفكاك منها "

نظرت لها مطولا وقلت

" يبدوا لي أنك أنتي المعنية بما قلتي الآن هل صرت تخشين الفكاك من غيث "

قالت بشرود " لا أعلم ما الذي يحدث معي فعندما فكرت أنني سأخسره بسبب الحادث

كدت أجن , أخاف أن مشاعره اتجاهي ليست كذلك وأصل لمرحلة أكره فيها الفكاك منه

ويرغب هوا بعكس ذلك "

قلت بحسرة " لا أتمنى لك ذلك يا رنيم إنه أقسى ما في الوجود "

قالت وهي تسكب الحساء " هذا ما كنت أخشاه ويبدوا لي أنه ما سيحصل حقا "

قلت بهدوء " وما هي مشاعر غيث اتجاهك ما يقول لك وما تلاحظين عليه "

قالت بحيرة " لا أعلم هوا لا يصارحني بمشاعره حتى الآن ولا أنا كذلك تعامله معي تغير

كثيرا ولكن ..... أنا حقا لا أعلم "

قلت بجدية " عليك أنتي البدء بذلك لتشجيعه على قول ما يكتم بقلبه فالبعض يحتاج

لدفعة ولو بسيطة ليفجر ما بداخله وغيث يبدوا لي رجلا قويا وصلبا وهذا النوع

من الرجال لا يتحدث عما بداخله بسهولة "

قالت وهي تحمل الصينية " أخشى أن تدمرني نصيحتك "

ضحكت وقلت " جربي فلن تخسري أكثر فإن لم تنفع لن تضر "

ضحكت وقالت " عليا أن أحمل الحساء الآن له قبل أن يبرد والباقي يمكن تأجيله قليلا "



رنيم تسعى جاهدة لتغيير حياتها وتفكر جديا في مستقبلها مع غيث أما أنا فلا تزداد

حياتي إلا ضياعا وتشتتا فلا أنا لزبير الذي بين يداي الآن ولا لبحر الذي يفصلني

عنه كل شيء فكم أتمنى أن أرسى يوما كما يحدث مع رنيم ليثني مثلها لم أحب

يوما أحدا فليس لي إلا لحزن والحرمان وهذه الدموع التي لا تتركني لحظة

" حور هل لي أن ..... "

مسحت دموعي والتفتت لمصدر الصوت فكان بحر الذي قطع كلامه وقال بصدمة

" ما بك تبكي يا حور "

أعدت نظري للأسفل في صمت فقال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "

قلت بعبرة مخنوقة " لا أبداً "

قال بهدوء " أنا آسف أعلم أن وجودي قد أصبح يضايقك "

هززت رأسي نفيا وقلت " لا ليس كذلك فلا تفهم الأمور خطئا أرجوك "

جاء صوت جود من خلفه قائلة " بحر أهذا أنت هنا وأنا أبحث عنك "

التفت لها وغادرا يتحدثان ولا أعلم عن ماذا أو لا أسمع في ماذا يتحدثان فأذناي غاب

عنهما الوعي تماما ليتركا كل شيء لدموعي المتدفقة وحدها تسمع وترى وتتحدث





















رنيم














لم يكن بالأمر السهل أن أتقبل خبر تعرض غيث لحادث وأنا لا أعلم ما خلف فيه

كان خبر أن يصاب بزكام كفيل بجعلي أتعذب معه آآآآه هل وصلت لهذا الحد من

الجنون هل عليا كسر الحاجز بيننا يا ترى وهل لدي من الشجاعة ما يجعلني أفعل

ذلك لما ليس هوا فهوا الرجل وهوا من عليه أن يصارحني بما في قلبه اتجاهي

ترى هل يكون لاشيء من هذا في قلبه لذلك لم يتكلم أم هوا كما قالت حور من النوع

الذي يحتاج لدفعة قوية ليبوح بما في داخله آه يا رب ساعدني لما أنا كان نصيبي

زوجا جافا هكذا ولما أتعلق به كل يوم أكثر من سابقه

عليا أن أجرب رغم أن الفشل قد يكون حليفي وحينها لن ينقدني منك أحد يا حور

" رنيم ما بك الملعقة أصبحت فارغة "

نظرت ليدي بصدمة بعدما أوقظني صوت غيث من شرودي وكانت الملعقة مائلة في

الصحن وانسكب كل ما فيها يالي من بلهاء هوا ينتظر أن أطعمه الحساء وأنا ...

آآآآه منك يا حور لقد أفقدتني عقلي رفعت عينيا إليه لوجهه لعينيه بل أنت هوا من أفقدني

عقلي يا غيث ليثني أدخل هذا الرأس وهذا القلب لأعرف من أنا فيهما ابتسمت وقلت بعفوية

" كان ساخنا خفت أن يحترق لسانك فتوبخني "

ضحك بتعب وقال " بل كنتي شاردة الدهن تماما فيما كنتي تفكري "

قلت بهمس وعينيا على الصحن " في شخص "

قال بصوت مصدوم " شخص "

نظرت له بضيق ثم قلت بتذمر " غيث لا تأخذك أفكارك وتسافر بك بعيدا اقسم سأغضب منك "

ابتسم ولاذ بالصمت ولم يقل لي حتى كاذبا أنا لم اشك بك ليراعي مشاعري تنهدت بضيق فقال

" هل يتعبك لهذا الحد "

نظرت له في حيرة وقلت " من "

نظر للسقف متكأ برأسه على ظهر السرير وقال " لا شيء يا رنيم "

قلت بهدوء وعينيا عليه " هل أنت غاضب مني "

نظر لي بحيرة وتشتت أو لا أعلم ما تكون تلك النظرة ثم قال بعد صمت

" ولما سأغضب منك "

أنزلت رأسي أرضا وعضضت شفتي السفلى يا لي من حمقاء كم كان هذا سؤالا أحمقا

قال بهدوء " رنيم "

نظرت له في صمت فقال " ماذا هناك هل تريدي قول شيء "

آه يا إلهي هل يظهر عليا ذلك بوضوح سحقا لك يا رنيم هيا إنها فرصتك قولي شيئا إما أن

يصلح الأمور أو يفسدها

قال بحيرة " ما بك "

تنهدت ثم ملئت رئتي بالأكسجين وقلت بهمس وعينيا أرضا

" بلى أريد قول شيء "

قال بعد صمت وكأنه يخمن ما سيكون أو ينتظر أن أتابع

" نعم يا رنيم قولي كل ما تريدين "

بدأت ألعب بأصابعي بتوتر وكأني مراهقة تود الاعتراف لحبيبها أنها تحبه

وها قد أبت الكلمات أن تخرج من جوفي فوصلني صوته قائلا

" هل الأمر صعبا عليك لهذا الحد "

نظرت له بصدمة فقال مبتسما " هل الموضوع صعب التحدث فيه هكذا "

آه حمدا لله فكرت للحظة أنه دخل عقلي وعلم بما فيه قلت بتوتر

" لا شيء إنسا الأمر "

قال مباشرة " هل ستؤجلين ذلك أم لم تعودي ترغبي بالحديث "

تأففت وقلت " غيث ما بك يبدوا أنك تشعر بالملل وتتسلى بي "

ضحك وقال " رنيم أنتي التي ما بك أنا سألت فقط "

سحقا لك يا رنيم ولعقلك ولقلبك ولسانك ولحور أيضا وها قد اكتشفت أنك جبانة

يا رنيم ولكن لما لا يتكلم هوا ترى ألا يحبني , وصل صوته متبسما

" لما لا تغلقي عينيك وتتحدثي "

نظرت له مندهشة وقلت " غيث فيما فكرت أني أريد قوله "

قال بهدوء " لو فكرت في شيء ما طلبت منك أن تتحدثي "

لا أعلم من أين جاءني كل هذا الغباء عليا تغيير الموضوع كي لا يتفاقم أكثر من

ذلك نظرت للصحن وقلت

" يبدوا أنه برد عليا أن أعيد تسخينه "

قال مباشرة " لا داعي لذلك أريده باردا "

أطعمته ملعقة وأخرى وثالثة في صمت كم أنا حمقاء هل كان عليا أن أصر على

إطعامه له بنفسي هذا ولم أقل شيئا كيف سأكون حينها , أمسك بيدي والملعقة فيها

وهي أمام شفتيه سكب الحساء منها في الصحن ووضعها على فخذه المجبرة وهوا

يضغط عليها بقوة ونظر للسقف مجددا وقال

" الرجل الذي كان في السيارة الأخرى توفي على الفور رغم أنه هوا المخطأ لكني

شعرت أنني قتلته وأنا من كان يفترض به أن يموت "

ارتعشت يدي في يده كما هوا حال كل جسمي لهذه الفكرة وقلت بلا تفكير

" لا غيث أرجوك "

شد على يدي أكثر وأغمض عينيه وقال " لا تريدي أن أموت يا رنيم "

قلت وأنا أمسح دمعة نزلت من عيني " أنت حياتي يا غيث لا تتركني وترحل "

ها قد قلتها وليحدث ما يحدث عاد بنظره ورأسه عن السقف نظر إلي مطولا في صمت

فأرخيت نظري للأسفل فقال " وها أنا لم أتركك "

هل .... ألم يسمعها لما لم يعلق عليها يبدوا أنه لم يهتم لذلك تنهدت بيأس وصمت فقال

" وإن مت أنا يا رنيم "

نظرت له بخوف وقلت " غيث ما بك مع الموت اليوم "

ابتسم وقال " أريد جوابا "

نزلت حينها دموعي متتالية سحبت يدي من يده ومسحت بها دموعي وقلت بصوت

مخنوق وأشبه للهمس " أفقد حياتي "

هاهي المحاولة الثانية وأقسم أن تكون الأخيرة لو لم يكترث أو ينتبه

قال بهدوء " لو قلتي غير هذا لقلت أنك كنتي تكذبين في الأولى "


المحتال انتبه لها ولم يعلق عليها وقفت وقلت مغادرة " سأقوم بتسخينه من جديد "

أعلم أنني مغفلة وكان عليا أن أنتهز الفرصة وأسأله عن مشاعره اتجاهي ولكن يكفي

لا يمكنني فعل أكثر من ذلك , ولم ينتهي الأمر عند ذلك فقد سألني ما أن عدت عما

كنت أريد التحدث ومن الجيد أنه تجاهل ما تحدثنا عنه مؤخرا



















صهيب













" أمي إنسي أن يحدث ذلك أخبرتك مرارا "

تنهدت وقالت " عوف لما لا تحاول معه بني "

قال بحيرة " أنا لست بأفضل حالا منك فأنا في شجار دائم مع

والدي وأنيس وموقفي صعب جدا "

قالت بحزن " لما لا يعترفون بهم ويعطونهم حقهم لينتهي الأمر أخشى أن

تكبر المسألة وتتقاذفنا الألسن فيكفي ما حدث حتى الآن "

قال عوف بهدوء " حاولت كثيرا ولم أجني سوى التوبيخ "

قالت بضيق " وعلياء ضربها والدها من أجل ذلك وحدك أنت وهي وأبنائي من يدافع عن حقهما "

قال بتساؤل " ولما يضربها "

قالت بحزن " لأنها قالت رأيها في الأمر مثلك "

ثم وقفت وقالت " عليهم أن يخافوا الله في حق ابنة أخيهم اليتيمة "

ثم غادرت فهمس لي عوف قائلا

" هيه صهيب من الفتاة التي كانت مع والدتك عند وصولي بالأمس "

قلت بضيق " وهل أتذكر اليوم لأتذكر الأمس "

قال بحماس " هيا يا صهيب لا تصعب عليا الأمر "

نظرت له بحيرة وقلت " عوف ما حل بك "

تنهد بضيق وقال " قل لي من هي و أرحمني "

قلت ببرود " وكيف سأعلم وأنت من راءاها وليس أنا "

قال بتذمر " أنت تعلم كل الموجودين هنا "

تنهدت بضيق وقلت " لون عيناها أزرق أم سمائي أم اسود أم أخضر "


ضحك وقال " هل لديكم من كل لون واحدة "

ضحكت وقلت " نعم , فزوجة غيث ذات عينين سوداء وزوجة زبير لون عينيها سمائي

غريب لا يمكنك تحديده أما ميس فأزرق غامق وشقيقة بحر خضراء العينين فإن كانت

إحدى زوجات إخوتي أو ميس فلا تزد في الموضوع حرفا أو قطعت لسانك "

قال بابتسامة " إذا هي شقيقة بحر "

نظرت له مطولا وقلت " وكيف رأيتها ها "

قال بإحراج " كنت داخلا وظننت أن عمتي سماح لوحدها فكانت معها وما أن رأتني

حتى خرجت من فورها ورأسها أرضا ولم أرها سوى تلك اللمحة البسيطة هلا تحدثت

مع شقيقك في الأمر "

ضحكت وقلت " مهلك يا رجل أبهذه السرعة "

قال بضيق " حسننا وما في ذلك "


قلت بابتسامة " سيقتلك والدك بالتأكيد "

قال بلا مبالاة " لا يهم فسليمان تزوج بمن يريد رغما عن الجميع وفي النهاية تقبلوا

الأمر , ها قلي هل ستحدثه "

ضحكت وقلت " سأرى ما سأفعل هيا دعنا نغادر "

قال ونحن مغادران " متى ستتحدث معه "

ضحكت وقلت " ليس الآن "

عند المساء كنت داخلا للقصر صعدت السلالم متوجها لغرفتي فسمعت صوتا يناديني قائلا

" مهلا صهيب "

التفتت فكانت ميس تقف عند بداية الممر عدت ناحيتها وقلت

" نعم يا ميس "

قالت بهدوء " هل صحيح أنك تشاجرت مع عمك وابنه من جديد "

قلت بابتسامة " صحيح ولن تكون الأخيرة فليقتلوني أو يفعلوا ما أريد "

نظرت للأسفل وقالت " أريد الذهاب لدبلن من جديد "

قلت " ولما "

قالت " عليا البحث عن المدعو مايكل "

قلت بعد صمت " لا داعي لذلك فلقد وجدته "

نظرت لي بصدمة وقالت " وجدته ولكن كيف "

قلت " بمساعدة الضابط جيمس لقد كنت هناك بداية الشهر وقد سحبنا منه المعلومات أيضا "

قالت " ومن دوني "

أمسكت وجهها وقلت " لن أعرضك للخطر يا ميس سمعتي "

هزت رأسها نفيا وقالت " لا هذا من حقي أنا وليس غيري ولو كان فيه موتي "

قلت بهدوء " ميس أنا أحبك ولن أرضى بأذيتك أبدا "

نظرت لي مطولا بصمت فقلت " لا تقولي كاذب أرجوك فأقسم أنها الحقيقة "

هربت من أمامي راكضة دون أن تعطيني أي أمل أو تقطعه ذهبت وخلفتني كالجدار لا يفكر

أبدا أن يغير مكان وقوفه وبعد وقت تنهدت وذهبت لغرفتي وأرسلت لها رسالة كتبت فيها

( أحبك يا ميس وأقسم على ذلك )

بعد وقت أرسلت لي

( طلبت مني أن لا أقول لك كاذب فليس لدي ما أقول )

ابتسمت وأرسلت لها

( أحبك يا قاسية وأنتي تعلمين ذلك جيدا ولن تكوني لغيري إلا على جثتي )

بعد أن صليت الفجر توجهت للصالة الرياضية الملحقة بالقصر وهوا مكاني

المعتاد يوميا في هذا الوقت وبعد حين سمعت خطوات تدخل الصالة تم تقترب

من الغرفة ثم دخلت فكانت ميس
















ميس









سألت خالتي أين أجد صهيب ويكون وحده هنا , فقالت أنه يقضي ساعتين بعد الفجر

في الصالة الرياضية الملحقة بملحق القصر فتوجهت له فجر تلك الليلة دخلت المكان

فكان عبارة عن صالة كبيرة تحوي ملعبا صغيرا لكرة السلة وبنهايتها غرفتين أحداها

كانت مفتوحة ويخرج منها صوت رفع لثقل آلة رياضية وصوت زفير لأحد يحركها

وبالتأكيد هوا صهيب توجهت للغرفة ووقفت أمام الباب فكان هناك بالفعل يرتدي سروالا

رياضيا قصيرا حتى نصف الساق فقط ولا شيء من الأعلى

شعرت بالخجل من وجودي فقلت وعينيا أرضا

" آسفة يبدوا أنني اخترت وقتا غير مناسب "

جلس وأخذ منشفة ووضعها على كتفيه وظهره وقال

" ما الذي أخرجك في هذا الوقت وكيف علمت أنني هنا "

قلت " سألت خالتي عن مكان تكون فيه لوحدك فأخبرتني "

نظر لي بحيرة وقال " هل من مشكلة يا ميس "

قلت بعد صمت " أنا اشك بأحدهم وهوا وراء ما حدث لوالدي "

نظر لي مطولا تم قال " من "

قلت مباشرة " عمك جسار "

وقف وقال " عمي جسار ولما هوا تحديدا "

قلت " لأنه الوحيد الغير متضرر بفضيحة اختطافي ومن وراء هذه سيكون وراء

الأخريات فوحدهم أخوتك وأعمامك وجدك من يعلمون بالأمر "

نظر لي مطولا تم قال " وحامد وجهاد يعلمان أيضا "

قلت " جهاد لن يستطيع وحامد يستحيل ذلك فقد أفرجت عنه وشقيقته قالت أنه تغير

في كل شيء بقي إذا أعمامك وجدك فقط "

قال " ولما لا يكون عمي عاصم أو حتى جدي "

قلت بهدوء " لا اعلم أرى أنه وحده من وراء ذلك فحتى الكره في عينيه

وكلماته كان أكثر من شقيقه "

قال بشرود " ربما ليس هوا وإنما ..... ربما يكون ذاك يفعلها القذر "

نظر لي مطولا في صمت فقلت " لما تنظر لي هكذا "

قال وهوا يرتدي قميصه " لأنني استغرب من شيء "

قلت بحيرة " من ماذا من أن أتهم أحدهم "

قال بابتسامة " بل من أن تأتي إليا هنا "

قلت بضيق " ما تعني بذلك "

قال بذات الابتسامة " هل لأجل هذا فقط جئتي "

قلت بحدة وأنا أغادر الغرفة " يا لي من تافهة حقا وظننت أنك ستهتم للأمر "

لحق بي وأمسكني من يدي وقال " ميس انتظري أود قول شيء "

وقفت وقلت بغيض " ما الذي لم تقله بعد "

قال بهدوء " ميس ماذا عما حدثتك عنه البارحة قولي أي شيء "

نظرت له وقلت " هل أقول أي شيء "


قال بابتسامة " إلا كاذب "

تنهدت وقلت " صهيب ماذا تريد مني بالتحديد "

فعل حركته المعتادة وقرص خدي وقال

" هل تعلمي ما تفعلينه بي حين تذكرين اسمي إنك تصيبينني بالجنون يا ميس "

قلت بتألم وأنا أبعد يده " آآآآآآي متى ستكف عن معاملتي كالأطفال "

ضحك وقال " حتى تكبري "

تجاهلته وقلت بضيق " لم تجب عن سؤالي ماذا تريد "

اقترب من أذني وقال بصوت أشبه للهمس

" أريدك لي وحدي , زوجتي وحبيبتي "

ابتعدت عنه بضع خطوات وقلت

" وهل تعي ما ستكون عليه حياتنا إن تزوجتني فأنا لا أريدك "

قال بعد صمت " ميس ستتزوجين بي أحببت ذلك أم لا "

قلت بضيق " لماذا تريد الزواج بي قل الحقيقة "

تنهد بضيق وقال " أخبرتك مرارا لأني أريدك زوجتي "

قلت " فقط "

قال بتذمر " ولأنني السبب فيما يقال عنك "

قلت مغادرة " لذلك لن أتزوجك أبدا "























الجزء الثلاثون




















غيث







لقد شق التغيير حياتي وصرت من محلق تحت سماء هذا العالم إلى نائم على سرير

في جناح الضيوف ياله من تناقض غريب ساقين مجبرتان وجسد متعب ورفيق جديد

ليس الشركات والسفر والأوراق والمستندات والعملاء بل رنيم الزوجة التي لم أكن

أراها إلا خلال وجبة من وجبات الطعام وسرير غرفة نومنا لتصبح هي عالمي

الجديد الذي أحلق به وخلاله فصارت قدماي اللذان تقودانني على الرغم من

شدة تعبها والأذنان التي تستمع إلي والعينان التي أرى بهما عالمي الخارجي حيث

لم يتمكن أي من رفاقي أو رجال الأعمال من زيارتي لوجودي داخل القصر بدلا

عن الملحق وأخوتي استلموا زمام الأمور مؤقتا

فحمدا لله أنني أقحمتهم أكثر في أعمالنا وشركاتنا طوال السنة الماضية وهذه السنة , لقد

علِمت عن رنيم الكثير بعدما وجدنا متسعا أكبر من الوقت لنقترب لبعضنا أكثر وتقترب

أفكارنا شيئا فشيئا لنكتشف فيما كنا نختلف وفيما نتشابه تحدثت لي كثيرا عن طفولتها

وعن مراهقتها لا أعلم هل هي تحاول بذلك طرد الملل عني أم لتقربني من عالمها أكثر

فأكثر واكتشفت أنني لم أعطي هذه الزوجة حقها في أن تشعر أنها شريكة لإنسان في

حياته كما اكتشفت أنها أنقى مما كنت أتصور ولا تجيد إخفاء ما يجول بخاطرها ولا

حتى كيف تبوح به

لقد أصبحت تصر على مساعدتي في كل شيء بعد أن أصبحت طريح الفراش بساقين

مجبرتين وهي ترفض مساعدة أخوتي لها إلا فيما تعجز حالتها الصحية عن فعله فوالدتي

أصبحت منهمكة في زيارات صديقاتها لها بعد سماع الجميع بالحادث لتصبح رنيم هي

من تعمل على راحتي حتى أنها تفتح الباب وتغلقه في اليوم عشرات المرات كلما جاء أحد

أخوتي لزيارتي أو لاستشارتي وأحظر معه كومة الأوراق

وفي النهاية اشترطت عليهم زيارة عمل واحدة لكل منهم لي في اليوم الواحد ووقت محدد

أيضا واتصالات هاتفية محددة ومنعتني من الرد على غير أخوتي , لتسبب قوانينها الصارمة

هذه ضيقا وإرباكا لهم جميعا وراحة كبيرة لي بالطبع

" رنيم اتصلي بأحدهم لن تستطيعي إسنادي للوقوف أكثر من ذلك لليوم "

قالت بضيق " هل اشتكيت لك يا غيث , ولا تقلق فعندما أعجز عن ذلك سأطلب

المساعدة منهم تأكد "

قلت بهدوء " ولكنك .... "

قاطعتني قائلة " أعلم لكني حامل ومتعبة وسيضرني ذلك "


ثم أمسكت بيدي وقالت

" هيا يا غيث لا تتعبني معك وتأكد أنه لا يموت أحد قبل يومه "

ساعدتني للوصول لحمام الغرفة والعودة كأغلب المرات وسندتني للسرير فتنهدت بألم فقالت

" هل تشعر بشيء يا غيث "

ابتسمت وقلت " لا تقلقي مجرد الآم بسيطة "

قالت مغادرة " سأقوم بوضع الكمادات على مواضع الألم سيساعدك ذلك كثيرا "

وغادرت من فورها كي لا أعترض أو أمنعها وبعد قليل دخل صهيب وهوا ينظر خلفه ثم

أقترب مني بسرعة وقال " جيد أنها تركتك قليلا اسمع هذا المدعو أحمد رافع يصر على

رؤيتك لهذه , لقد أتعب رأسي اليوم "

وقفت رنيم عند الباب وقالت " صهيب ماذا تفعل "

قال بتذمر دون أن ينظر للخلف " آه بربك رنيم هل تخرجين من الجدران أم ماذا "

اقتربت وأخذت منه الأوراق وقالت بغضب

" لقد انتهت حصتك لليوم منذ الصباح وهذه الزيارة انتهت أيضا "

قال برجاء " رنيم أرجوك الأمر مهم جدا "

قالت بحدة " ممنوع "

قال بضيق " ولما "


قالت " لأنكم جميعا تقولون ذلك ولن أسمح لكم أن ترهقوه أكثر ألا ترون أنه

لا يزال متعبا أرحموا شقيقكم قليلا حتى تتحسن صحته ولو بعض الشيء "

قال مغادرا بضيق " رنيم كان يفترض بهم تعيينك مديرة لنزل الطالبات "

ضحكنا كلينا ثم جلست بجانبي وقالت " غيث عندما ترى أن الأمر لا يمكن تأجيله حقا

فأشر لي بأصبعك هكذا ولا تقل أمامهم أنك من يريد ذلك لأنهم لن يرحموك بعدها أبدا "

أمسكت يدها وقبلت كفها بعمق ثم ضممتها في حضني وقلت

" شكرا لك رنيم , شكرا على كل شيء "

حضنتني بيديها برفق وقالت " أنت ........ "

وبترت جملتها كعادتها فقلت مبتسما " أنا ماذا "

غمرت وجهها في صدري وقال " أنت أثمن ما لدي يا غيث "

تأوهت بألم فابتعدت عني وقالت " آسفة هل تشعر بالألم "

ابتسمت وسحبتها بيدي لتتكئ على صدري وقلت وأنا أمسح على شعرها

" لا تقلقي حبيبتي أنا بخير "

جلست ثانيتا ونظرت لي بصدمة فقلت مبتسما

" حبيبتي وحياتي وزوجتي وأم أبني "

عادت للنوم على صدري في صمت ولم تتكلم


















رنيم












منذ مدة وأنا أعمل بنصيحة حور وأحاول أن أكون أكثر انفتاحا في الحديث مع

غيث كان الأمر صعبا في البداية ولكنه أصبح أكثر يسرا بالتدريج وبتشجيع حور

الدائم لي وها قد نطق الحجر أخيرا

كنت نائمة على صدره وأشعر أنني ملكت الدنيا بتلك الكلمات البسيطة التي تحتاجها

كل أنثى من رجل أصبح يعني لها الكثير , في هذه الفترة استطاع كلينا أن يكون

أقرب لقلب الآخر لعالمه لتفكيره وحتى لحضنه يبدوا لي غيث كما قالت حور لا

يعبر عما بداخله بسهولة وقد يكون ممن يرى الأفعال أهم من الأقوال لقد حدثني

عن أمور كثيرة عنه والماضي ليس من ضمنها طبعا فهوا يتجنب نبشه وأنا تجنبت

السؤال عنه

" رنيم هل نمتي "

ضحكت وقلت " بل أحاول السباحة للوصول لقلبك "

قال وهوا يلعب بشعري بين أصابعه " ولما "

قلت بهدوء " لأجمع المحار والعب على الشاطئ وأكتب على رماله اسمي وأعيش هناك للأبد "

قال بحنان " كيف تريدين الوصول هناك وأنتي فيه تعبثين بكل تلك الأشياء التي ذكرتِ "

ما أسعدني به اليوم يبدوا لي مخدرا أو ماذا , مؤكد ليس طبيعيا

جلست ووضعت يدي على جبينه وقلت " غيث هل تشعر بشيء "

ضحك بصوت متعب وقال " هل أنا جاف لهذه الدرجة "

قلت بخجل " آممم .. آه لا ... يبدوا لي أحيانا هههههه لا أعلم "

قبلني وقال " كنت اضن أنني أفعل أشياء تعبر عن ذلك "


ثم ضحك وقال " رنيم هل تذكري عندما تقابلنا هنا وكم تشاجرنا "

ضحكت وقلت " لو لم تكن متعبا الآن لضربتك لقد كنت تكرهني بجنون "

اتكأ برأسه للخلف نظر للسقف وتنهد بحزن وقال

" اعذريني فالأمر لم يكن يوما بإرادتي , فلك أن تتصوري أنك تكرهين الرجال حد

الموت وتجدي نفسك فجئه زوجة لأحدهم كيف سيكون شعورك "

قلت بهدوء " ولكن لما "

أغمض عينيه بقوة وكأنه يحاول طرد شيء من ذاكرته أو صور ظهرت أمام عينيه ثم قال

" رنيم لا تسأليني عن ذلك حبيبتي أرجوك "

نمت على صدره من جديد وقلت

" حسننا لن أسألك أبدا , فقط لا تفكر بي ذاك التفكير فأقسم أنك الرجل الوحيد في حياتي "

مسح على رأسي بصمت ليخبرني بصمته أن ذاك الأمر سيكون صعبا عليه الآن



















جود

















تماما أنا كالطفلة أحتضن دوما أمنياتي بشدة ليس لأنني أحبها ولا لكي أشعر بدفئها ولكن

لأنني أخشى أن تطير بعيدا عني ولا أجدها أخشى أن تسافر كما سافرت كل تلك الأميات

البعيدة وتركتني

( لم يعد للشوق حكاية غيرك أنتي ولا للحب فصولا غير فصول حبي لك ولا بداية إلا

معك ولا نهاية إلا بقربك حبيبتي )

كانت هذه آخر رسالاته إلي , لم يعد يصر على رؤيتي كما لم يعد يتحدث إلا عن كوني شيئا

سيئول إليه ويهدد ويتوعدني بالويلات إن صرت لغيره ولكن كيف أكون له ونحن يفصلنا

كل شيء كم هي معقدة قصتي معه ترى لما وضعه القدر في طريقي لما أنا من تحدث

معها دونا عن كل البشر هل ليسعدني يوما أم ليبكيني طوال العمر

" جود ما بك كالصورة على ذات حركتك منذ ساعة "

وضعت الهاتف من يدي وقلت " لا شيء رنيم فقط شردت قليلا "

جلست بجانبي ووضعت يدها على يدي وقالت

" جود ما الذي يشغل بالك هذه الأيام هل تعانين من مشكلة "


دخلت في صمت طويل فقالت " جود تبدين لي حزينة وأمر ما يشغلك "

قلت بهدوء " هل أخبرك ولا تخبرين أحدا ولا حتى زوجك "

قالت بتأكيد " ألا تثقين بي يا جود , أقسم لن يعلم أحد "

قلت بعد صمت " أنا أحب شابا أعرفه عن طريق الهاتف "

نظرت لي بصدمة مطولا ثم قالت " عن طريق الهاتف فقط , ألا تعرفينه "

قلت وعينيا للأسفل " لا .. لا أعرف عنه شيئا سوى حكاياته الحزينة "

قالت بحيرة " لم أفهم "

تنهدت وقلت " لقد اتصل بي رقم غريب منذ سنة وأنا منشغلة على بحر واعتقدت أنه

أحد أشقائه فأجبت في صمت فكان رجلا طلب مني أن أصمت واستمع إليه فقط دون

أن يعلم من أكون وبدأ يبث همومه لي وأمور لم يكن يحكيها لأحد لأنها لا تُحكى ثم .... "

قالت بهدوء " ثم ماذا يا جود "

حكيت لها عن كل شيء إلا ما أمنني عليه وهي الوصية وتفاصيل حكاية شقيقه تنهدت وقالت

" جود قد يكون خطأ ما أقدمت عليه كيف تحبينه وأنتي لا تعرفينه ماذا لو كان يكذب عليك "

قلت مباشرة " ولكنه طلب مني انتظاره وأكد لي رغبته الزواج بي كثيرا "

قالت بجدية " وأين هوا إذا "

قلت بحزن " لا أستطيع أن أقول لك كل شيء ولكن لديه ظروف صعبة الآن "

وضعت يدها على كتفي وقالت

" أتمنى أن لا تندمي على هذا يا جود وأن لا يجلب لك المشكلات "

ثم وقفت مغادرة وتركتني مع حيرتي التي كبرت أكثر مما كانت , وما هي إلا لحظات

حتى وقف زبير أمام باب المطبخ , وزبير هذا حكاية أخرى لقد أصبح لطيفا جدا معي عكس

السابق حتى أنني صرت أشك أن يكون طبيعيا يبدوا أنني ظلمته كثيرا بضني به سابقا

نظر إليا مطولا تم غادر في صمت وهذه إحدى عجائبه الجديدة النظر في صمت والمغادرة






















زبير













هذه الفتاة ستصيبني بالجنون لم أعد أتمالك نفسي أمامها ولا يهنأ لي بال إن لم أراها كل

حين لم أعد استطيع التحكم في مشاعري اتجاهها ولا أستطيع التحدث معها بعد أن علمت

مني عما أخفيه وعن حب شقيقي لحور فهي ستعلم بكل شيء حينها وقد تفضح أمري

توجهت حيث كان بحر جالسا ينتظر صهيب فجلست مقابلا له وقلت

" أين أنت يا رجل ظننت أنه لم يعد في الوجود سوى بحر المياه "

ضحك بهدوء وقال " وما تريد بي "

لا أريد شيئا فقط لا تأخذ هذه الماسة من هنا , قلت بابتسامة

" أريد أن تشبع عينيا بالنظر إليك طبعا "

قال صهيب وهوا يدخل " خذ حذرك يا بحر بعد قليل سيكتب فيك قصيدة "

قلت بضيق " وما شأنك أنت أيها الحسود "


ضحك وقال " هل أحسده عليك ألم أجد من أحسد "

تجاهلته ونظرت جهة بحر فجلس بجانبه وقال بحر

" ما بك جئت بي على عجل ولم تحدثني عما تريد في الهاتف "

قال صهيب بضيق " بحر ما بك يا رجل هل نحجز لرؤيتك "

اكتفى بحر بالصمت وأنا أكثر من يعذره ويفهمه فقال صهيب

" عوف ابن عمي جسار أرادني أن أحدثك في أمر مهم "

قال بحيرة " عوف , وماذا يريد مني "

قال صهيب " لا يريدك طبعا بل يريد شقيقتك "

نظر له بحر بصدمة بل أنا من كادت عينيا تخرج من مكانهما ثم قال

" شقيقتي !!! وما يريد بها "

قال صهيب بتذمر " ما بك يا بحر هل صرت بطيء فهم أم ماذا "

قال بنفاذ صبر " نعم بطيء فهم فهلا شرحت لي "

قال صهيب بهدوء " لقد رآها مع والدتي بالمصادفة وسألني عنها وأخبرني أن أتحدث

معك في الأمر ها ما قلت "

كل هذا كان يجري أمامي وأنا كالبركان الذي يحاول إخماد نيرانه بل كدت أقفز على

صهيب وأخنقه وأبحث عن عوف ذاك لأقتله

قال بحر بعد صمت كاد يقتلني به

" الرأي الأول لها هي ثم بعدها عليا السؤال عنه بنفسي "

قال صهيب " يعني !!! "

قال بحر " يعني أنه ليس وقت قول رأيي في الأمر "

قال صهيب مباشرة " إذا ستتحدث معها أولا "

قال بحر بهدوء " نعم ولكن ليس اليوم بالتأكيد "

حينها انفجر البركان الذي كنت أحاول إسكاته منذ وقت ووقفت قائلا بغضب


" لن يحدث ذلك أبدا "

نظرا إليا بصدمة فقلت " إن تزوجها عوف فسأقتله "

قال صيب بدهشة " زبير ما بك "

قال بحر " زبير أنت تعلم أن جود هي من رفضت صديقك وبمحض إرادتها "

خرجت من عندهم بضيق يسع لسكان الأرض جميعا وقلت بهمس

" لن تفهمني أبدا يا بحر لن تفهم , وأخشى ما أخشاه أن توافق جود لتخفف العبء عن

شقيقها كما فكرت أنا بذلك سابقا "

هل أحبها أنا كل هذا الحب ليأخذها عوف أو غيره وأنا أتفرج لن يحصل ذلك ولو تنازلت

عن حصتي في الميراث وخالفت أوامر والدي للمرة الأولى في حياتي , اتصلت بجود من

فوري فأجابت سريعا وقالت

" لما تتصل اليوم في غير وقتك المعتاد هل من مكروه "

حاولت أن أكون طبيعيا كي لا تشك بي وقلت وأنا أغلي من الدخل

" هل ستنتظرينني حقا هل ستكونين لي ارحميني وقولي أجل "

قالت بحيرة " هل حدث معك شيء أخبرني "

قلت " أجيبي الآن حبيبتي أرجوك "

قالت بهدوء " سأنتظرك حتما "

قلت " ومهما حدث ومهما تغير "

قالت بحيرة " أنا لا أفهمك اليوم حقا "

قلت بحدة " إن وافقت على الزواج بغيري قتلتك سمعتي "

ضحكت وقالت " كنت ستقتله هوا فما تغير الآن "

قلت بضيق " بلسم أنا لا أمزح "

قالت " حسننا حسننا ولما الغضب هكذا أنا لا أحتمل منك هذا الأسلوب "

قلت بهدوء " لا تكوني لغيري ولن أغضب منك أبداً "

قالت " ومن قال أنني سأكون لغيرك , لو أعلم فقط ما حل بك اليوم "

قلت بعد صمت " بلسم هل تحبينني هل أعني لك شيئا "

قالت مباشرة " وهل هذا سؤال تسأله لي وأنت من يعلم دوما إجابته "

قلت بهدوء " لا تنسي الوعد يوما يا بلسم لا تنسي ذلك ..... وداعا الآن حبيبتي "

ستكونين هنا تحت عيني ولن أسمح لأحد بالاقتراب منك أبداً

























حور























تسعدني حقا كل هذه السعادة التي أراها في عيني رنيم فأحوالها وغيث في تحسن تلحظه

في ملامحها ها قد أصبحت وحدي من يتمنى الفكاك من تلك الوصية هل عليا أن أكون كرنيم

يا ترى وأغير رغباتي بما يتماشى مع ظروفي , ولكن كيف وبحر لا يترك مكانا شاغرا في

قلبي وعقلي وعينيا وكل شيء بل كيف سيكون ذلك و زبير لا يراني زوجة له ولا يرغب بهذا

التغيير, آآآآآآآه خرجت تلك التنهيدة حزينة مؤلمة من جوف جوف قلبي

قالت ميس بصدمة " حور ما كل هذا لقد كدت تحرقين الكعكة وهي جاهزة "

ضحكن جميعهن فتابعت قائلة " شخصين فقط كم أتمنى أن أدخل داخلهم لأعلم شيئا "

ضحكت رنيم بتعب وقالت " ومن هما "

قالت ميس " حور وبحر شقيق أبناء عمي "

سقط حينها من يدي صحن الكرز الذي كنا نزين به الكعكة وتناثرت حباته في

كل مكان وبدأت بجمعها في توتر وصمت

قالت جود بهدوء " أنا شقيقته لم أستطع يوما فهم ومعرفة خلجات بحر "

قالت ميس " يبدو لي يحمل هما كبيرا كما حور وكأنهما شخص واحد هههههه "

قلت مبررة " لا تخلطي بين الأمور يا ميس وتثيري الشكوك حولي أنا لدي طفولة لا يعلمها أحد "

نظرت لي باستغراب كما الجميع وقالت رنيم " هل مررتِ بطفولة قاسية يا حور "


تنهدت وقلت " لقد عشت سنوات من طفولتي لا يعلمها إلا الله فبعد وفاة والدتي تناقل أعمامي

تربيتي لديهم ورأيت ما لم أره في حياتي ضرب وسجن وكل شيء حتى التحرش "

شهقت جود ووضعت يدها على فمها وقالت " كل هذا وأنتي طفلة "

قلت بحزن " لقد كان عمري حينها أربع سنوات فقط عشت مع أحد أعمامي وكانت زوجته

تضربني دائما وتسجنني لساعات طويلة في الظلام وكنت أخاف الظلمة منذ صغري "

ارتجفت يداي وتابعت برجفة " لقد كنت أرى أشباحا غير موجودة ولا أستطيع الصراخ

ولا البكاء لأنها حينها ستقوم بحرقي بالنار "

ثم قلت وعيناي بدأتا بذرف الدموع " بعدها انتقلت لمنزل عمي الآخر وعمري سبع سنين

كانت زوجته تعاملني بجفاف لا تضرب ولا تسجن ولكن لا تهتم لأمري كان عمي يضربها

كثيرا وكان لهم ابن فاشل صعلوك يتحرش بي دائما وأسكنني الرعب منه طوال الليل حتى

عاد عمي راجي من سفره وأنا في الثامنة وأخذني معه لقد مرضت كثيرا وكانت تأتيني

الكوابيس في الليل وأصبت بمرض الرهاب لسنوات ثم تحول لانطوائية وعزلة "

توجهت جود ناحيتي وحضنتني وقالت

" يا الهي حور كم قاسيتي وكم تكتمين في قلبك حمدا لله أن عمك ذاك جاء لأخذك "

ابتعدت عن حضنها مسحت دموعي وقلت بحزن " لقد علمت يوم زواجي بزبير من عمي

راجي أن السيد شامخ رحمه الله هوا من أخبره عن ما كان يحدث لي وأنه حاول أخذي منهم

مرارا ولكنهم رفضوا فهم الأحق بتربيتي فأوصل ما يجري لي لعمي راجي الذي كان يعيش

في الخارج فجاء وأخذني معه لقد تلقيت العلاج النفسي لسنوات لأنني كنت أرى الكوابيس

وأصرخ طوال الليل ولكن الانطوائية هي الشيء الذي لم أشفى منه حتى الآن لذلك أنا لا أحب

الأماكن المظلمة ولا المزدحمة بالناس ولا أصادق أو أتحدث مع الكثيرين "

قالت ميس " أنا آسفة يا حور لم أكن أقصد أن أفتح جراحك "


قلت بابتسامة حزينة " لا عليك يا ميس أنا أعلم أن الجميلات هكذا دائما تعيسات انظرن

لأنفسكن فأنتن جميلات وكل واحدة منكن تظهر على ملامح وجهها التعاسة "

تنهدت جود وقالت " لقد قاسيت بسبب والدي كثيرا حرمني من دراستي ومن أن أفكر حتى

بالزواج من أحدهم وكان يضربني ووالدتي دائما ولولا بحر لكنا الآن نعمل في البيوت "

قالت ميس بحيرة " هل بحر من يقوم برعايتكم "

قالت بحزن " أجل ولا ينقصنا شيء أبدا وكل ماله ينفقه علينا ويعطيه لوالدي كي لا يضرب

والدتي أو أنا ومازن وحتى المنزل الذي نعيش فيه هوا من استأجره لنا ويدفع الكثير ثمنا له

ويرفض استئجار منزل بسيط ويجلب لي الهدايا والحلي وكل شيء "

ثم شهقت ببكاء وقالت " لو يصيب أخي بحر مكروه فسوف اجن وأقتل نفسي "

كان دوري الآن لحضنها والتخفيف عنها فتابعت ببكاء " كم أتمنى أن أعلم ما يحزنه لأزيله

عنه لو فقط أعلم من يكون والدها لركعت تحت قدميه ليزوجها إياه ليسعد في حياته ولو قليلا "

نظرت لوجهها وقلت بصدمة " من هي "

قالت بحزن " بعد أن أنهى بحر دراسته الجامعية أخبرنا أنه يريد الزواج بفتاة وبعد فترة قال

أن أهلها رفضوه وأنه لن يتزوج بغيرها وخطبها مرارا ودون يأس لقد حزن كثيرا وكان يخفي

ذلك عنا دائما تم تعايش مع الواقع ورفع فكرة الزواج من رأسه كما قال ولكن منذ أكثر من عام

عاد الحزن لبحر أقوى وأشد مما كان ولا أعرف لما , أقسم لو أعلم من يكونون أهل الفتاة

لترجيتهم كل عمري ليعطوها إياه "

نظرت لي رنيم فنزلت دمعة من عيني رغما عني وشهقت شهقة صغيرة ثم كتمت أنفاسي

كي لا يلحظوا شيئا فقالت ميس

" يا لا تعاسة البشر كل واحد منهم يرى أنه الأتعس حتى يستمع لهموم غيره "

تم تنهدت وقالت " منذ مات والدي تحولت طفولتي ومراهقتي وكل شيء في حياتي لهموم

مرضت والدتي واضطررت للعمل لأوفر لنا لقمة العيش وانهي دراستي , المدارس الإسلامية

هناك تنتهي عند مرحلة الإعدادية والانضمام لها صعب جدا وبعدها كان عليا الدراسة في

المدارس المحلية لديهم وكلها بنظام يتبع للكنائس لقد قاسينا كثيرا ونمنا من دون طعام لليالي

وبكيت حتى جفت دموعي وتحولت لحجر لا يبكيه أي شيء لأكتشف بعدها أن لدي عائلة

يعيشون في رغد الحياة وطردوا والدي وشردوه بلا رحمة ولا قلب فكرهتهم كرها أعمى "

تنهدت رنيم وقالت " ما هذه الجلسة الكئيبة التي جلسناها "

ابتسمت وقلت " يبدوا أنك وحدك من لم تعاني يا رنيم "

ابتسمت بحزن وقالت " بلى وحدي السعيدة بينكم فقد قتل والدي رجلا وتمت تبرئته ومات

بعدها مباشرة في الحرب وبقيت أعاني ويلات طالبين الثأر منه وعيشوني في الرعب طوال

حياتي وهددوني بكل أنواع التهديد حتى بالحرق والخطف وبالاغتصاب "

قالت جود بصدمة " وما ذنبك أنتي في ذلك يا رنيم "

قالت بحزن " لأنني ابنته ولأنه لا أحد له غيري فكنت ضحية ذلك "

قلت بهدوء " وماذا فعلتي حيال الأمر "

قالت " لقد أنهى غيث المشكلة ووقعوا على تعاهد بعدم المساس بي وانتهى الأمر أخيرا "

قالت ميس بأسى " اجزم أن هذه الكعكة أصبح طعمها سيئا ولن يأكلها أحد بعد الذي سمعته "

ضحكنا جميعا ثم نظرت لي رنيم وقالت

" جود تملك أيضا إحدى تلك الحروف يا حور أتمنى أن لا تقع ضحيتها أيضا "

ضحكت وقلت " وزوجة أديم المختفية كذلك لديها حرف الياء "

ضحكنا معا فقالت جود بحيرة " عما تتحدثان أنتما "

وقف حينها بحر عند باب المطبخ ونظر لجود وقال بهدوء
" جود أريدك قليلا من فضلك "


وقفت لتضع ما في يدها وكانت عيناي تدققان في ملامح وجهه وكأني أراه للمرة الأولى

فنظر إليا فخفضت بصري للأرض وغادرت جود ولحق هوا بها , لما لم يبتسم لي حظي

عندما خطبني لما , آه يبدوا أنه لن يبتسم أبدا







نهاية الجزء الثلاثون






غيث ورنيم هل سيتركهما ماضيه يعيشان الحب أم سيفسد الأمور ككل مرة

صهيب كيف سيقنع ميس بالزواج به ويغير مشاعرها اتجاهه ومن هذا الذي علم أنه وراء الفضيحة

حور وبحر ما مصيرهما وليان أين اختفت فجئه وهل سييئس أديم من البحث عنها ومن سيجدها في رأيكم

زبير كيف سيرجع جود له مجددا ويحميها من الزواج بغيره وهل سترفض جود عوف أم سوف تطر للموافقة

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العمال, اشباه الظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية