لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-14, 08:41 PM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 
دعوه لزيارة موضوعي

آمين ويحفظك ويخليلنا ياك يا قمر ...




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 09:32 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172931
المشاركات: 1,373
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارا سوسو عضو على طريق الابداعسارا سوسو عضو على طريق الابداعسارا سوسو عضو على طريق الابداعسارا سوسو عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 310

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارا سوسو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

بس اكيد رح يكون بحر بانتظاره بعد ما غادر من عند والدته رح ينقذها مو هيك ميشو الطيوبه ما رح تخلي والدها النذل يبيعها
غيث شكله وراه سر خطير ترى شو ها السر
شو رح يكون موقف زبير لو اصاب جود اي مكروه
وموميس شو رح يكون مصيرها والسنة الناس السامه بتلوك سمعتها وكيف رح ينقذها صهيب من ها المصير
واديم بعد موت عم ليان صار لازم يعرفها لعائلته وخاصه انه رح يرزق منها بطفل بس ليان رح تتقبل انه اديم الي هان كرامتها وكان وراء تركها لعملها
بانتظار الاحداث القادمه بشوق وترقب وانا واضعه ايدي على قلبى بخوف على جود
مشو الفصل الرابع والعشرين بليززززززز

 
 

 

عرض البوم صور سارا سوسو   رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 10:38 PM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

شکرا لک میمي یا اطیب قلب

******

سوسو مرحبا ملیون حبیبتي
ما بعلق عشان انتي فاضحتیني اهههه

للیلة ان شاء الله احط لکم مش بس الرابع والعشرین والخامس والعشرین ایظا واحداث ومفاجاأت کثیرة

لکن النت متعبني صارلي وقت احاول ودون نتیجة
اول ما یرحمني الیلة انزلهم لکم


شکرا لک عیوني علی ردک الرائع



* * *

طعون الیوم حارمتنا منها اکید مشعولة بالاختبارات یا رب تکون بخیر

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 28-11-14, 01:06 PM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276587
المشاركات: 268
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداعحكاية امل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 212

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكاية امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 

ميشو وين البارت ،،،والله تعبت من الانتظار شو مالو النت،،،انا عندي المنتدى مصيبه ،،مزعج لما افتحو ،،بيفتح صفحات تانيه معو ،،،...المهم بليز حاولي تاني ،،،بانتظارك.👏👏👏

 
 

 

عرض البوم صور حكاية امل   رد مع اقتباس
قديم 28-11-14, 01:23 PM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أشباه الظلال

 




هلا ومرحبا بأمولة والله البارحة تعبني الاتصال ما كان يفتح معاي النت والمنتدى ما أحكيلك متعب بشكل

وهذا الفصلين بين يديك يا حلوه ..... قراءة ممتعة للجميع











الجزء الرابع والعشرون









جود





أي قسوة هذه وأي جبروت تموت معها المشاعر والقلوب فتجعل الأب يبيع ابنته ثمننا

للمال , لقد جرني جرا كالشاة وهم يسوقونها ليذبحوها ولا يحق لها أن تعترض وما

أن وصلنا للباب حتى كان بحر راكضا باتجاهنا فياله من ربيع يزهر على أرضنا

القاحلة عندما يظهر بحر في الوقت المناسب سحبني منه بقوة وقال

" إلى أين تأخذها هل جننت "

قلت وأنا ارتجف خلفه ببكاء " يريد أن يبيعني يا بحر يريد بيعي لأحدهم "

صرخ والدي قائلا " لا دخل لك بابنتي فأنا والدها ابتعد أو حطمت رأسك "

صرخ به بحر قائلا " لن تأخذها إلا على جثثي سمعت وإن لم تبتعد عنها الآن أوسعتك

ضربا كما فعلت بالإمعة شبيهك ذاك اليوم "

قال والدي بغضب وهوا يؤشر بإصبعه لي " لن ينقدك مني دائما سمعتي وسيحدث

ما أريد رغما عنك وعنه ولن أخافه ثانيتا لأنني سأفعل ذلك بالقانون "

ثم خرج من المنزل ونزلت أنا على الأرض أبكي بمرارة شديدة احتضنني بحر وهوا

يطمئنني قائلا " لا تبكي يا جود لن يفعل لك شيئا ما دمت حيا "

قلت بين بكائي وشهقاتي

" لقد سمعت ما قال سوف يدمر الباقي مني سوف يدمرني تماما يا بحر "

أمسكني وقال " هيا قفي يا جود سنغادر المنزل فورا "

نظرت له بصدمة وقلت " نغادر ولكن أين "

قال بجدية " هيا قفي ستغادرين معي الآن لن أبقيك له لحظة أخرى فلن يكون بإمكاني

حمايتك منه دائما هنا , وحمدا لله أنني جئت في الوقت المناسب "

أوقفني وسار بي جهة السلالم وقال " أجمعي كل أغراضك سنغادر الآن "

قلت بحيرة " وأمي ومازن "

قال " سيبقيان هنا , عليا الآن أبعادك فهما لن يؤديهما مثلك "

قلت معترضة " سيضرب والدتي إن لم يجدني "

قالت والدتي من خلف بحر " فليضرب كما شاء فلن يستفيد مني في شيء المهم أنتي يا

جود فكري في نفسك الآن فلو بقيتي هنا سيعود لأخذك وقد لا يتمكن حتى بحر من منعه "

صعدت السلالم ببطء وكل درجة منه تشهد على جريان دموعي فوقها وصلت لغرفتي وبدأت

بجمع أغراضي ووالدتي تساعدني ثم قالت

" جود هاتفك لا يتوقف عن الرنين أنظري من المتصل "

قلت بألم " دعيه يا أمي فأمثالنا ليس لهم الحق حتى أن يحلموا أحلاما جميلة "

أنهيت جمع أغراضي ثم أخذته ووضعته على الوضع الصامت ودسسته في حقيبتي فما كان

علي أن أسافر بمشاعري كثيرا وأنسى واقعي المرير, بعد أن انتهيت احتضنت والدتي بشدة

وبكيت بكاء لم أعرفه في حياتي وقلت

" أمي لا أريد الابتعاد عنكم لا أريد لا تغيبوا عني طويلا "

قالت وهي تمسح على شعري

" اطمئني يا ابنتي فطالما أنتي مع بحر لن تكوني إلا بخير وسنتقابل يوما بالتأكيد "

قلت وأنا أزيد من حضني لها " أخشى أن يكون بعيدا أبعد مما نتصور "

أبعدتني عنها وقالت " لا تفقدي إيمانك بالله واحمديه أنك مغادرة الآن مع شقيقك وليس

مع والدك حيث الله وحده يعلم أين "

مسحت دموعي بيدي وقلت " حمدا لله على كل حال , أمي أعتني بنفسك جيدا وبمازن

وأخبريه أني أحبه كثيرا "

ونزلت دموعي من جديد تبكي على بكائي ومأساتي

نزلتُ للأسفل حيث كان بحر وغادرنا سويا لحيت لا أدري أين المهم بعيدا عن والدي حاليا













بحر









غادرت القصر ككل مرة وكما دخلته بحطام حلم ونزيف قلب غادرت لا أعلم إلى أين

ولكنني جلت كل الأماكن وأنا لا أرى أمامي شيئا وعند المساء دخلت مدينة عائلتي

ذهبت لصديق لي هناك لعلي أجد من يسليني قليلا فأخذنا الوقت حتى مقربة الفجر

ثم غادرت متوجها لمنزل والدي كي أزورهم قبل سفري لأيام من أجل العمل

وما أن اقتربت من الباب حتى سمعت صراخ جود وهي تستنجد بي

الصراخ الذي زلزل كل ما بداخلي صوت شقيقتي التي لا أحزن لدي من سماع

بكائها فكيف بصراخها هكذا وهي تناديني

ركضت كالمجنون باتجاه المنزل ودخلت لأجد المأساة تنتظرني هناك , كيف لهذا

الرجل أن يفعل بابنته هكذا أين قلبه أين إنسانيته كنت في صغري ألوم والدتي على

طلاقها وتركها لي مشردا بينهما ولكني الآن أعذرها فرجل كوالدي لا يستحق

الزوجة والأبناء أبدا

كان عليا أخذها من هنا قبل أن يُضيع باقي مستقبلها بجنونه عليا إبعادها لأي مكان



جمعت كل أغراضها وغادرنا كانت تبكي طوال الطريق في صمت حاولت مواساتها

إسكاتها وطمأنتها ولكن دون جدوى سافرت آخذا إياها معي حيث كنت سأذهب

أقمنا في فندق لأيام واتصلت بعدها بغيث فأجابني من فوره قائلا

" مرحبا يا بحر هل الأمور على ما يرام "

قلت بهدوء " نعم لقد قمت بكل شيء اطمئن "

قال بسرور " رائع أنا أعتمد عليك "

قلت بعد صمت " غيث أنا أعاني مشكلة تخصني هل لك بمساعدتي "

قال مباشرة " بالتأكيد ماذا هناك يا بحر هل من مكروه "

حكيت لغيث عن كل ما حدث منذ دخولي منزل والدي حتى الآن فقال بحزن

" يا إلهي كيف له أن يكون بهذه القسوة إنها ابنته يا رجل "

قلت بألم " لم يعتبرها كذلك يوما "

قال بهدوء " بما أساعدك يا أخي أنا في الخدمة "

قلت بعد صمت " أريد مكانا تكون فيه محمية عن والدي ولا أطر للبقاء معها دائما وأكون

مطمئننا عليها فلم أجد غير قصر العائلة "

قال من فوره " لك ذلك يا بحر ومن دون إذني هوا قصرك كما لنا جميعا وسأتحدث مع

والدتي عن قدومها ومع المحامي عارف سنرفع قضية تلغي أي سلطة له عليها وستكون

أنت وليها "

قلت بامتنان " شكرا لك يا غيث لن أنسى لك ذلك "

قال " هذا ليس تفضلا منا عليك أنت واحد منا يا بحر أم نسيت "

قلت بهدوء " لا لم أنسى ولكن ليس أن أجلب باقي عائلتي "

قال بذات الهدوء

" كن مطمئنا فهي ستكون بخير هناك ولن يصل إليها والدك أبدا حتى لو علم بمكانها "

قلت بجدية " غيث لا أريد أن يعلم أحد بما حدث أخبر والدتي فقط إن أطر الأمر "

قال مؤكدا " لا تقلق ودع الأمر لي ووالدتك لن تعلم أيضا حسننا "

قلت براحة " لقد حملت عني عبئا ثقيلا شكرا لك يا أخي ووداعا الآن "










رنيم







بعد تلك الليلة الغريبة رمادية اللون سوداء الملامح بيضاء الخيوط وكأنها ليلة صيفية

هطل فيها المطر فجأة وهبت رياح البرد وجمدت كل شيء ليعود الحر من جديد , الليلة

التي بقيتُ طوال ساعاتها أقلب كف يدي في حيرة وكأنه ليس لي وأتساءل ترى هل ما

حدث حقيقة أم خيال هل يعي حقا أنها يدي التي قبلها بعمق وحنان أم أنه كان يضنها

شيئا آخر , كان ما حدث سيكون شيئا عاديا بين أي زوجين أما معنا فهوا حدث يجب

أن تتناقله الصحف ونشرات الأخبار

وبعد تلك الليلة التي لم تشبه أي ليلة قضيتها معه خلال كل هذا العام مرت الأيام بيني

وبين غيث هادئة ساكنة خالية من كل أنواع المشكلات وانزاح ذاك البرود والصمت

لم يتطور الأمر كثيرا ولكننا عدنا نتبادل بعض الكلمات القليلة ومزاج كلينا عاد لطبيعته

علمت اليوم من صهيب أن غيث لا يأكل أكل المطاعم وبما أن عشائنا اليوم من الخارج

فقررت طهوا الطعام له وحده وأعددت أكثر من طبق من أطباق دولتي وعند العشاء كانت

أطباقه لوحده جهة كرسيه ووقف صهيب وزبير أمام الكرسي يتناقشان من سيجلس هناك

ليأكل الطعام الذي أعددته وأنا وحور وخالتي نضحك لشجارهما حينها دخل غيث قائلا

" ما بكما أصواتكم تصل للخارج "

نظرت له خالتي وقالت ضاحكة

" تعالى وانقد عشائك قبل أن لا تجد منه إلا الأطباق الفارغة "

اقترب مستغربا وقال " ولما عشائي تحديدا "

ثم نظر للطعام أمامنا وقال بصدمة

" هل جلبتم الطعام من الخارج من صاحب هذه الجريمة "

ثم نظر للجميع باحثا عن الجاني فأشار لي زبير وقال " إنها زوجتك "

شهقت بصدمة وقلت " أنا لا لم يحدث "

ضحك الجميع ثم قالت خالتي " زبير صاحب الجريمة ويستحق العقاب أيضا "

قال زبير بضيق " هل الكل ضدي الآن لم أرى منكم اعتراضا حين قررت جلب الطعام "


كل هذا ولم يلحظ غيث وجود أطباق مختلفة عما لدينا فقال بضيق

" ولما سأنقد عشائي إن كنت لن آكله "

قال زبير بحماس " ها سمعتم قال لن يأكله هوا من نصيبي إذا "

ضحكت خالتي وقالت " ولما جلبت الطعام إن كنت لا تريده "

قال بتذمر " أردت أن ترتاحوا من أعمال المطبخ ولو لنصف يوم ولم أكن أعلم أن

رنيم ستخوننا وتطهوا لزوجها طعاما مخصصا وغريبا عن أطباقنا المعتادة "

نظر غيث لطعامه ثم لي مطولا ولم أفهم ما كان مغزى تلك النظرة ثم نظر لهما وقال

" هيا ابتعدا كليكما عن طعامي "

قال صهيب وهوا يجلس على كرسيه

" هذا ليس عدلا أبدا هل لأنه ليس لي زوجة يعني أن آكل من هذا وأنت لا "

قال زبير مازحا " حور سأطلقك الليلة "

ضحكت حور وقالت " وكيف لي أن أطهوا طعاما لا أعرفه ثم أنت من جلب الطعام "

وقف غيث عند كرسيه وأشار بأصبعه للكرسي المجاور له وقال

" رنيم تعالي واجلسي هنا سنأكل نحن من هذا وهم يأكلون طعامهم "

وقف صهيب بيننا وقال معترضا " لن أسمح لهذا أن يحدث وإن لم آكل منه فسأقلب

الطاولة رأساً على عقب "

قال زبير " وأنا كذلك "

تنهد غيث بضيق وقال " رنيم لمن أعددت الطعام "

قلت بابتسامة " لك أنت "

نظر لهما ثم لي وقال " وهل يأكلان منه "

نظرت لهما بخبث وقلت " لا "

قال مبتسما وهوا يجلس

" إذا قضي الأمر وعندما أشبع كلا ما تبقى هيا تعالي يا رنيم واجلسي "

نظر لي زبير وقال " لم أتوقعها منك يا رنيم لقد صدمتني بك "

ضحكت وقلت " تلك هي الحقيقة هل تريدني أن أكذب "

قال صهيب " على الأقل كنتي سمحت لنا بالأكل معه يا لكما من أنانيان "

ضحك غيث وقال " إذا سأكله كله ولو قتلني الليلة "

كنت أنظر له خلال حديثه مع أخوته باستغراب فلم أكن أتصور أن شيئا بسيطا مني كهذا

قد يسعده, يبدوا أن خالتي كانت على حق فكان علي أن لا أساعد في تكبير الفجوة بيننا

قد أحتاج وقتا طويلا لتغيير نظرة غيث لي ولكن ما علمته عن ماضيه وإن كان غير

واضح جعلني أتحمس لمحاولة البدء من جديد فإما أن أنجح وأنا الكاسبة في ذلك أو أن

أفشل وحينها لن أخسر شيء , وبعد أن أنهينا العشاء وقد سمح لهما غيث بتناول القليل

معه مع كثرة ما أعددت له توجهنا أنا وحور للمطبخ لتأدية تقوسنا المعتادة بعد كل

وجبة عشاء فقالت حور مبتسمة

" لقد ضحكت الليلة كما لم أضحك هنا من قبل "

قلت مبادلة لها الابتسامة " أجل فزبير صاحب ضل خفيف جدا "

قالت لي بهدوء " يبدوا لي أن الأمور تحسنت كثيرا بينكما أنتي وغيث "

قلت بعد صمت " أتمنى ذلك فأنا حقا سأحاول تقليص المسافة بيننا رغم صعوبة المهمة "

قالت بابتسامة " ستنجين يا رنيم ما لم يجد اليأس لك طريقا "

قلت بهدوء " وأنتي يا حور ألن تفكري في تغيير حياتك "

خيم الحزن فجأة على ملامحها وقالت " كيف ذلك يا رنيم كيف "

قلت بإصرار " حاولي التأقلم مع وضعك الجديد ونسيان الماضي "

تسللت دمعة من عينها وعبرت طريق أنفها لتنتهي في حوض المغسلة وقالت

" مستحيل , هذا أشبه بالمستحيل فحتى الليلة كنت أفتقد وجوده معنا على طاولة الطعام

فكل مكان هنا أراه خاليا بدونه حتى غرفتي أشعر أنها تفتقده أكثر من أي شيء آخر رغم

أنها لم تعرفه يوما "

قلت بحزن " ولكن هذا لن يجدي بشيء يا حور "

قالت بابتسامة حزينة

" يبدوا أنك لم تجربي الحب يوما فلو جربته ما كنتي لتقولي ذلك "

قلت بأسى " إن كان كذلك فأتمنى حقا أن لا أجربه "

قالت بذات الحزن " إذا أحبي زوجك قدر الإمكان فعلى الأقل هوا ملكٌ لك "

ابتسمت بسخرية وقلت " وما نفع ذلك إن لم يحبني هوا فالأمران سيان "

انهينا أعمالنا وصعدت لجناحنا استحممت وجلست في ردهة الجناح متجنبة الدخول

لغرفتنا , لا أعلم لما ولكنني كنت أريده أن ينام قبل دخولي ولا تسألوا عن السبب

فحتى أنا لا أملك الجواب

شغلت التلفاز وجلست والنوم يسحبني إليه سحبا ولا أدري عن ما يعرض على الشاشة

شيئا , بعد قليل انفتح باب الغرفة نظرت باتجاهه فكان غيث واقفا أمامه وقال بهدوء

" رنيم ألن تنامي "

قلت بتوتر وكأني أنام معه للمرة الأولى " ليس بعد "

قال بذات الهدوء " مؤكد أنك متعبة وهذه ليست عادتك هيا تعالي "

قلت وعينيا للأرض " حسننا قليلا فقط "

توجه ناحيتي أغلق التلفاز ثم سحبني من يدي وقال " بل الآن ما بك الليلة "

دخلنا الغرفة أقفل الباب وأخذني للسرير أجلسني جهة نومه وجلس بجانبي وأبعد

خصلات شعري عن وجهي ثم وجهه ناحيته وقال

" شكرا لك يا رنيم على كل ما فعلته لأجلي اليوم "

نظرت للأسفل بخجل وقلت " هذا واجبي اتجاهك يا غيث لما الشكر "

قال بهمس " رنيم انظري إلي "

رفعت عيناي لعينيه فقبلني على شفتي بحنان وقال بهدوء

" أريد الليلة مختلفة عن كل سابقاتها أريدها الأروع حسننا "

نظرت للأسفل وقلت بخجل " سأحاول "

وكانت بالفعل مختلفة عن كل الليالي السابقة أحسست فيها معه أنني أنثى للمرة الأولى









ميس










هل جن هذا أم ما أسمعه خيالا كيف يريد إقناعي بأنه يرغب بالزواج بي رغبتا منه وليس تكفيرا

عن أفعاله أو رحمتا بي إنه مخادع ويحاول خداعي ونيل ما يريد بالحيلة كما يفعل دائما فسيتزوجني

ليرتاح ضميره ومن تم سيرمي بي ليتزوج بأخرى يريدها , عائلة مخادعة فاشلة في كل شيء

لم أنزل بعد ذلك من غرفتي ولا حتى لتناول العشاء لقد كانت رنيم وحور يحاولان تعديل مزاجي

طوال النهار بعدما حدث وجاء هوا ليفسده كله لقد أخبرتني والدته أنه في رحلة صيد فما الذي جاء

به فجأة لا أعلم

نمت تلك الليلة كالريشة التي سكنت الريح لتريحها من عناء سفرها ولا تعلم متى ستعصف لتحملها من

جديد استيقظت صباحا على صوت رنين هاتفي نظرت للمتصل فكان صهيب فقلت بتأفف

" ما أجمل هذا الصباح "

أجبت بعد حين فقال " هل كنتي نائمة آسف لإزعاجي لك "

تنهدت وقلت " تسرق نومي وتوقظني منه يالك من مصدر للسعادة "

قال بصوت مبتسم " لم أعلم أنك قضيتي الليل تفكرين بي حتى غاب النوم عن عينيك لكنت

شاركتك سهرتك "

قلت بضيق " يالك من واهم لا تفسر الأمور كما تريد "

ضحك وقال " صباح الخير إذا "

قلت ببرود " يفترض أن تقولها في بداية المكالمة وليس نهايتها "

قال بضحكة " ومن قال أنها انتهت ثم أنتي أيضا لم تفكري في قولها لي "

قلت بضيق " لأني لست خيرا على أحد يصبح بي ولا من أصبح به "

قال بهدوء " إهانة مقبولة منك يا ابنة عمي "

قلت ببرود " ألا ترى أننا منحوسان حقا , لما اجتمعنا لا أعلم "

قال بصوت يشبه الهمس " بل هذا أجمل ما حدث لي "

ياله من وقح لقد صدق نفسه وكلامه البارحة لم يكن إلا القطرة التي يبدأ بها المطر الغزير

قلت بعد صمت " لا تكذب على نفسك فهي أيضا لن تصدقك "

قال بعد صمت طويل " ميس هلا تحدثنا بجدية "

قلت بحدة " أنا لم أمزح معك يوما "

تنهد وقال " حسننا دعينا من ذلك الآن ستكون رحلتنا عند الواحدة ظهرا فكوني جاهزة حسننا "

قلت ببرود " شكرا لك وداعا "

ضحك وقال " ما أكبر كرهك لي يا ميس , حسننا وداعا الآن "


عند الظهيرة غادرنا سويا أرض الوطن الذي لطالما كرهت العودة إليه متمنية أن تكون رحلتي

الأولى والأخيرة , ركبنا الطائرة ونمت من فوري طوال الرحلة وكأنني لم أنم من قبل حتى استيقظت

على صوت صهيب يقول " ميس استيقظي هيا ما كل هذا النوم "

قلت بنعاس " اتركني أنام ماذا تريد مني "

قال بحدة " هيا يا ميس عليك ربط الحزام لقد وصلنا "

تأففت واعتدلت في جلستي أفرك عيناي من النوم مد يديه وأمسك بالحزام وقال بنفاذ صبر

" على هذا الحال لن تربطيه إلا بعد هبوط الطائرة "

قلت بضيق " إذا لماذا توقضني إن كنت ستفعل ذلك بنفسك "

اقترب مني فصار وجهه مقابل وجهي وقال

" ميس لا تحاولي إكراهي فيك بما تفعليه فلن أكرهك أبدا سمعتي "

قلت بسخرية وعينيا في عينيه " أنا لا أتعمد ذلك ولا يحتاج الأمر أن أفعل فأنت لا تحبني "

قال بابتسامة " هل تختبرينني بكلامك "

دفعته بعيدا وقلت " ولما أختبرك فأنا لا أشك في الأمر لأتأكد ولا يهمني معرفة الحقيقة "

نزلنا من الطائرة وهوا يضحك طوال الوقت لا أعلم ما أصاب عقل هذا الفتى غادرنا المطار

متوجهين لمنزل صديقتي جيسي وما أن وصلنا حتى نزلتُ ركضا وطرقت الباب ففتحت

لي واحتضنتها بحب ثم قلت بلهفة " أين هي والدتي "

قالت " في الداخل هيا أدخلي "

ثم نظرت خلفي وهمست " هل هذا هوا خطيبك كم يبدوا أنيقا ووسيما ومميزا "

ضربتها على كتفها وقلت " حمقاء هيا ابتعدي عن طريقي "

دخلنا للداخل فخرجت والدتي من إحدى الغرف ارتميت في حضنها كالغريب الذي وجد وطنه بل من

هذا الذي قال أن الوطن أم فالأم هي كل الأوطان متجمعة بكيت في حضنها كثيرا بكيت كل ما مررت

به من يوم ذهابي وتركي لهذا الحضن

مسحت على رأسي وقالت بحنان " ميس حبيبتي توقفي عن البكاء واتركيني اسلم على ابن عمك "

قال صهيب مبتسما " دعيها فهي تخزن كل هذا منذ شهور "

ابتعدت عنها فسلمت على صهيب ودعتنا جيسي للجلوس لكنني قلت رافضة

" سنذهب لمنزلنا فيكفي ما بقيته معك وأعدك أن أسدد كل ما دفعتي "

ابتسمت وقالت وهي تنظر لصهيب " لا عليك فخطيبك من كان يدفع وليس أنا "

نظرت له بصدمة ثم لها ثم لأمي وقلت " هل صحيح ما سمعت يا أمي "

قالت بهدوء " نعم يا ابنتي صحيح إنـــ ..... "

قاطعتها قائلة بحدة " لماذا يا أمي لماذا هل أنقصت عليك شيئا من قبل لتطلبيه منهم "

قالت بدهشة " بنيتي أنا لم أطلب منه شيئا هوا من قـــ ..... "

قلت بغضب " أمي لما لا تشعري بما أشعر ألا يهمك أمر والدي أبدا ألا يهمك ما عانينا طوال حياتنا "

ثم خرجت مغادرة للمنزل بغضب وسرت في الشارع على قدماي وصهيب يتبعني قائلا

" ميس عودي الآن ما بك أنا لم أفعل شيئا يستدعي منك كل هذا الغضب "

وقفت وقلت ببكاء مرير " أخرجوا من حياتنا أخرجوا الآن "

شدني إليه وحضنني وقال " أصمتي يا حمقاء أصمتي هيا هل كنتي ترضين أن تصرف عليها

صديقتك ونحن عائلتكم نتفرج أقسم أني ما كنت لأرضاها "

قلت من بين دموعي " أكرهكم لما لا تتركوننا وشأننا "

زاد من احتضاني وقال " حسننا تكرهيننا وتتمنين زوالنا من هذا العالم ولكن توقفي عن البكاء

يا ميس فبكائك يؤلمني كثيرا "

ابتعدت وقلت " كاذب "

ابتسم وقال وهوا يشدني من يدي عائدا بي لمنزل جيسي " وكاذب أيضا هل يريحك ذلك "

دخلنا المنزل فقلت بضيق " سأنتظر في الخارج "

قالت والدتي " لن أخرج من هنا مادمت ِغاضبة مني "

تنهدت وقلت " أمي لست غاضبة هيا لنرحل "

قالت بهدوء " بل غاضبة وبدون سبب أيضا "

نظرت لها بصدمة فقالت بحدة " هل لك أن تخبريني ما ذنب هذا الشاب لتعامليه هكذا لقد دفع

لي أموالا كثيرة وفوق ما أحتاج ليساعدني وشرح لي كيف علم بأمرنا وكم بحثوا عنا , هيا توقفي

عن جنونك يا ميس "

قلت بضيق " أمي لا تجعليني أغضب منك بالفعل هذه المرة "

دخلت أمي الغرفة دون كلام لتجمع أغراضها فنظرت لي جيسي وقالت

" أنتي فتاة متعبة جدا يا ميس ووالدتك لن تعيش طويلا بسببك "

قلت بغضب " لما الجميع على صواب ووحدي المخطئة ضعوا أنفسكم في مكاني ولو

لدقيقة وأقسم أنكم لن تستحملوا الأمر "

وضع صهيب يده على كتفي وقال

" هيا لنغادر للخارج يا ميس أقسم أننا نشعر بك ولكن ليس لأحد أن يغير الماضي فدعينا

نحاول إصلاح ما بقي منه "

خرجت مستاءة وجلست في السيارة وبعد وقت خرج الجميع ركبوا السيارة واقتربت

جسي من نافذة صهيب وقالت لي

" قومي بزيارتي قبل أن تعودي لدولتك يا ميسي "

نظرت للجانب الآخر بضيق ولم أجب فضحكت وقالت

" لا أحسدك على خطيبتك هذه فلا تتزوجها وانجوا بنفسك "

قال صهيب بضحكة " لن أتزوج غيرها أبدا وبكل عيوبها "

غادرنا في صمت من جانبي ووالدتي تصف له مكان منزلنا , عند وصولنا دخلنا جميعا

ثم استأذن صهيب للذهاب فقالت والدتي

" ابقى بضيافتنا يا بني لما تريد المغادرة "

قال بابتسامة " شكرا على كرمك يا خالة سأذهب للفندق إن احتجتما أي شيء فأخبراني فقط

وسأجلب لكما الطعام حالا ولا تتعبا نفسيكما في التنظيف اجمعا الأغراض الخفيفة فقط وسنسافر

في أقرب وقت "


ثم نظر لي وقال " في الصباح سأمر بك لنزور الرجل الذي أخبرتني عنه حسننا "

لذت بالصمت وأنا أنظر لعينيه دون كلام فابتسم لي وخرج مغادرا














الجزء الخامس والعشرون











رنيم











كانت ليلة البارحة غريبة ومميزة ولا أعرف ما أقول غير أنني لم أعد أفهم غيث

ولا نفسي أيضا, عند الصباح استيقظت ولم يكن غيث موجودا نزلت للأسفل فقابلت

خالتي وتوجهنا للجلوس معا وتبادلنا الأحاديث المختلفة ثم قالت

" رنيم في أي شهر أنتي الآن "

قلت بعد برهة " في منتصف الخامس "

قالت بابتسامة " ظننتك أكثر من ذلك "

نظرت لجسمي وقلت " نعم يبدوا لي أن بطني ينتفخ بسرعة هل هذا غير طبيعي "

" هذا ليكون رجلا قويا فاتركا ابني ينموا كما يريد "

نظرنا كلينا لمصدر الصوت الذي كان صاحبه غيث بالتأكيد فقالت خالتي

" قد يكون فتاة فما يدريك "

جلس وقال بابتسامة " بل رجلا قويا لقد اتصلت بالطبيبة وأخبرتني "

نظرت لي خالتي بصدمة وقالت " هل علمتما بذلك "

قلت بصدمة " لا أنا لا علم لي إلا الآن "

نظرت لغيث وقالت بضيق " محتال لما طلبت منها أخبارك ألم أنهاكما عن ذلك "

قال بذات الابتسامة " لم استطع الانتظار "

قالت بضيق " أنتم الرجال هكذا دائما تصابون بالجنون إن لم تعلموا إن كان ذكرا أم لا "

قال بهدوء " المهم أن يسلم كليهما كان ما يكون "


آه ما هذه الهدية الصباحية الرائعة , آخ لقد أصبحت مدعاة للضحك فأتفه الأشياء تشعرني

بالسرور لقد صدق من قال أن أطيب وجبات الطعام تلك التي تأكلها على جوع

وقف غيث وقال " هل توصيان شيئا "

قالت خالتي بحب " سلامتك فقط بني "

ثم قال مغادرا " رنيم هلا لحقتِ بي أريدك في أمر "

وقفت وغادرت خلفه تقودني عدة أشياء قدماي ليست منهم إطلاقا , دخل المكتب

ودخلت خلفه وأغلقت الباب ثم وقف ووقفت مقابلة له فقال بعد صمت

" أحد اللذان يهددانك سابقا أقحمته في قضية ودخل السجن والآخر تحت التهديد حاليا

وهم يطالبونني أن أعفوا عن السجين فاشترطت عليهم أن يوقعوا تعاهدا على عدم الاقتراب

منك ووالدتك أو أدخل الأخر معه ووافقوا "

نظرت له بصدمة ثم تحولت لابتسامة وقلت " حقا هل صحيح ما تقول أَقسم على ذلك "

قال بابتسامة " صحيح وسنسافر لإتمام الأمر "

لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحتضنه وأتمسك بعنقه بقوة وأبكي فرحا وأقول

" حمدا لله لقد كان بالي منشغلا على والدتي ومستقبلنا كثيرا شكرا لك يا غيث "

مسح على ظهري وقال " لما البكاء الآن يا رنيم "

ابتعدت عنه وقلت وأنا أمسح دموعي " أنت لا تعلم ما يعنيه الأمر لي لقد أسكنوا الرعب

في داخلي طويلا وحتى والدي شامخ رحمه الله لم يوافقوا على عرضه للتفاوض فكان

يهددهم فقط وهم خافوا من مركزه "

قال بهدوء " هذا لأن والدي لم يكن يريد استخدام القوة معهم أما أنا فلم أجد حلا غيره إنهم

ممن يخافوا ولا يستحوا "

قلت بذات الهدوء " هل عليا السفر هناك لهم أنا لا أريد ذلك أذهب أنت وزوج خالتي "

قبلني على خدي وقال مغادرا " عليك أن تكوني معنا لتوقعي على التعاهد معهم "

غادر المكتب وتركني كصورة في تلفاز انقطع عنها الإرسال لتتجمد على آخر

حركة فعلتها ثم مررت أصابع يدي على خدي ونظرت لهم وكأنني أريد التأكد

مما حدت بل وكأنني سأجد قبلته لازالت عاقة على خدي مكانها وستسحبها أصابعي

لأتأكد منها بعيني












جود









( بعض المشاعر تبدوا غريبة حقا لا ننتمي إلى أصحابها ولكننا نعيشها أحياننا وبكل

تفاصيلها هل جربت يوما ذلك .... هل جربت أن تمشي وسط الأحياء ولكنك لا تشعر

بالانتماء لهم وكأنك مجرد جثة تمشي علي قدمين ثابتتين... عينان يكسوهما صمت

غريب ... ابتسامتك ميتة وكلماتك تخرج محترقة بالرغم من أن أنفاسك باردة كالجليد

كبرودة جسدك المتهالك ... لا تسمع سوي الفراغ ولا تري سوي الظلام ولا تستنشق

إلا رائحة التراب تماما كالأموات , ويرونك جميعهم ولكنك لست معهم لا تراهم لا

تسمعهم ولا تشعر إلا بالوحدة والسكون .... إنهم مثلك تماما أحياء ولكنك لست

مثلهم فأنت بلا حياة وبلا مستقبل ولا أمل تماما كأولئك الذين بكتهم العيون وفقدهم

الأحباب وتركوا هذا العالم للآبد

هل جربت يوما هذا الشعور إنه حقا شعور قاسي ومؤلم ولكنه أحيانا يبدو مريحا للغاية )


أغلقت دفتري بعدما دونت فيه حكاية جديدة من حكايا ألمي في كلمات علها تكون شيئا يعبر

عن جزء منه , أغلقته واحتضنته وأنا أبكي ألما وحزنا وفقدا ودسسته في ظلمات حقيبتي

ليروي لها مالم تسمعه اليوم لقد خرجت يومها من منزلي كالحافي الذي يبحث عن حدائه

في قدميه رغم علمه أنه ليس موجودا وأنه لم يمتلكه يوما وكأنه يخبر الجميع أنه لديه حداء

ولكنه لا يعلم أين , فخرجت كذلك مجردة من كل أمياتي مخلفة خلفي أهلي الذين عشت حياتي

معهم وحلم ولد تلك الليلة ليموت فيها خرجت محرومة منهم وأبحث عنهم بين ثنايا أملي وأنا

أوقن أنهم رحلوا ولست أنا من رحلت , أمضيت أيام عديدة هنا سجينة هذه الغرفة كان الفندق

فخما وراقيا للغاية لكنني كرهت حتى التجول فيه , بحر كان يقضي أغلب يومه خارجا فهوا

جاء من أجل العمل ويعود منهكا ومتعبا يحاول إقناعي بالخروج سويا ولكني أرحم حاله وأعلم

بحالي فلا رغبة لي إلا في الموت , حاول ذاك الشاب الاتصال بي كثيرا يومها ولم اجب

فليس لدي ما أقول فالأمر يخجل لساني من ذكره وعقلي من تذكره, بعدها أغلقت

هاتفي ولم افتحه إلا اليوم لأتحدث مع والدتي فوصلتني رسالة معلقة منه منذ البارحة كتب فيها

( تبا لمكالمة هاتفية ننتظرها كل ليلة ونحن متأكدون أنها لن تأتي أبدا )

ثم بعدها وعلى الفور أرسل رسالة فيها

( إن كنت أعني لقلبك ولو كذبة صغيرة أجيبي على اتصالاتي )

بكيت كثيرا بحرقة وألم ثم أرسلت له


( لا أستطيع مهاتفتك حاليا أعذرني فظروفي لا تسمح بذلك )

وصلت منه رسالة فيها ( إذا عديني أنك ستتصلين بي قريبا )

لم أجب فأرسل بعد وقت

( عديني الآن ولا تنسي عهدك القديم بانتظاري عديني يا بلسم )

أرسلت له ( أعدك ما لم تمنعني الظروف في كلا العهدين )

ثم عدت وأغلقت هاتفي من جديد لعلي أغلق معه بابا يطرقه هذا الغريب كل حين

ليشعل بداخلي أملا جديدا في الحياة ويرمي في حجرات قلبي أزهارا من صنع يديه

وخيوط خيالي , ما كان عليك أن تحبيه يا جود فأمثالك ليسوا للحب وليس الحب لهم

أمثالك ليس عليهم التعلق بشيء إلا الموت



في اليوم التالي أخبرني بحر أننا سنعود للوطن وأني سأقيم في قصر عائلة والدته حتى

حين ولا أعلم ما عناه بذلك الحين ومتى سيكون يا لي من مصيبة حلت على رأسك يا

بحر وجعلتك تلجأ لهم لحملها معك حاولت الاعتراض ولكن هل من حل غيره



أخبرني أنهم لن يعلموا بحقيقة الأمر وذلك أفضل لي وله وقد أخبرهم أني في

فترة للعلاج هناك في إحدى المستشفيات لا أعلم أي مرض هذا الذي سأخترعه

ليصدقه الجميع فلا شيء يؤلمني سوى قلبي المكسور وحلمي الضائع وشبابي

المسافر مع الريح

في اليوم التالي غادرت وبحر للقصر وما أن وقفت أمامه حتى أبهرني جمال ما

رأيت إنهم عائلة مترفة لابد وأن أمانيهم وأحلامهم كقصرهم جميلة وتتحقق بسهولة

وما أن اقتربنا من باب القصر حتى خرج شابا وسيما ببنية جسدية قوية بني الشعر

بعينان عسليتان واسعتان ولحية خفيفة محددة بإتقان وكأنها رُسمت على وجهه رسما

وابتسامة رقيقة قابل بها أخي بحر قائلا

" مرحبا يا بحر متى عدت "

قال بحر مرحبا " مرحبا زبير لقد عدت للتو كيف هي أمورك "

يبدوا لي أنه أحد أخوته من ترحيبه به , قال بهدوء " جيدة وأنت "

ثم نظر لي وقال هامسا لبحر بابتسامة " من هذه يا بحر هل تزوجت "

قال بحر بعد ضحكة هادئة " وهل أتزوج شبيهة لي ألا ترى الشبه بيننا "

نظر لي ذاك الشاب بتركيز حتى أشعرني بالخجل ثم قال بذات الهمس متبسما

" يا رجل إنها أجمل منك بكثير "

ثم ضحك وبعدها قال " قل صراحة من هذه يا بحر "

قال بحر " إنها شقيقتي جود "

نظر لي بصدمة ثم لبحر وقال

" شقيقتك , أَقسم بذلك لقد ظننتها صغيرة فنحن لم نرها يوما "

ياله من قليل ذوق هل يضنني لا أكبر أبدا

قال بحر " وهل يبقى الصغير صغيرا دائما إنها في التاسعة عشرة الآن "

نظر لي وقال بابتسامة " عذرا منك يا جود ومرحبا بك عندنا , أعذراني عليا المغادرة "

وغادر ودخلنا القصر غاب بحر قليلا ثم جاء برفقة سيدة تشبه شقيقه ذاك أو بالتأكيد

هوا من يشبهها فهي من أنجبته احتضنتني بحب وقالت

" مرحبا بك في بيتك يا جود لقد سرني التعرف عليك كثيرا "

لقد كدت أبكي في حضنها فقد ذكرتني بوالدتي كثيرا غير أن هذه السيدة تخلصت

من والدي وأمي لازالت تعاني ويلاته حتى اليوم

ثم أعتذر بحر مغادرا وهوا لم يصل إلا الآن وكأنه يهرب من جدران هذا القصر

وتركني خلفه في مكان مجهول وعائلة غريبة عني لم أرها يوما , عرفتني السيدة

على زوجات أبنائها كن لطيفات للغاية وجميلات خصوصا تلك زوجة الذي قابلنا

عند الباب وحدثتني عن جميع أبنائها الحاضرين منهم والغائبين فأحدهم يعمل في بلدة

أخرى والأخر سافر مع ابنة عمه التي هي أحدى سكان هذا القصر والأكبر زوج

اللطيفة المسماة رنيم وكانوا هم هؤلاء أربعة أبناء من غير بحر ثم أخذوني لجناح

الضيوف لأقيم فيه أيامي الغير معلومة هنا , كان كبيرا وفخما للغاية نمت فيه

من شدة تعبي لساعات طويلة وتعمدت عدم الخروج كي لا أضايق أحدا وبعد

الغروب جاءت رنيم وحور لتفقدي وجلسا معي لعلمهما بتعمدي عدم الخروج

محاولتان تبديد وحدتي فقلت مستفسرة

"رنيم تبدين لي حاملا صحيح "

ابتسمت وقالت " نعم وسأكون قريبا في الشهر السادس "

قلت بابتسامة مماثلة " أتمنى لك ولجنينك السلامة "

قالت بحنان " سلمك الله يا جود "

ثم سألتني قائلة " هل أنتي شقيقة بحر الوحيدة "

قلت بهدوء " لا لديه مازن أيضا وهوا أصغر مني بسبع سنين "

حمدا لله أنه لم يسألني أحد عن طبيعة مرضي الوهمي واكتفوا بسؤالهم إن كان

خطيرا أم لا تحدثنا كثيرا ثم وقفت حور وقالت

" هيا يا رنيم سنتأخر عن تحضير العشاء "

نظرت لهم بحيرة وقلت " هل أنتم من يطبخ الطعام هنا "

قالت رنيم بابتسامة " نعم وسيعجبك أكلنا بالتأكيد "

قلت بحيرة أكبر " ألا يوجد خادمات هنا "

أجابت حور مباشرة " في المطبخ لا ليس غيرنا وباقي القصر تتولاه شركة تنظيف "

قلت باستغراب " ولما "


ضحكت حور وقالت " زوج هذه الحامل يمنع الخادمات هنا "

نظرت رنيم لحور بضيق وقالت " ولما لم يجبره زوجك على تغيير رأيه "

قالت حور بابتسامة " وهل يمكن لأحد كسر كلمته هوا لم يفكر حتى بزوجته الحامل "

نظرت لها رنيم بنصف عين وقالت " أتحداك أن تقولي هذا له "

ضحكتُ وقلت " يكفيكما فستتشاجران ويبقى الجميع بدون عشاء الليلة "

ثم قلت " هل أساعدكما "

قالت رنيم " لا فأنت ضيفتنا يا جود "

قلت بهدوء " ولكني ضيفة سيطول بقائها فدعاني أساعدكم أفضل من تمضية الوقت وحدي "


قمنا سويا بتحضير العشاء وتناولت عشائي وحدي بعد إصرار كبير مني على ذلك

ففوجئت ببحر يدخل الجناح ليشاركني العشاء ثم أضجعت على السرير وقادني الحنين أو

هوا الجنون أم غربة المشاعر لفتح هاتفي والاتصال بذاك الشاب فأجاب من فوره وكأنه

كان جالسا داخل الهاتف وقال

" لما أنتي قاسية هكذا أيعجبك ما فعلته بي "

نزلت دموعي رغما عني وأجهشت في البكاء فقال بلهفة

" بلسم ما بك لما البكاء هكذا حبيبتي توقفي أرجوك "

فزدت بكاء على بكائي وأغلقت الخط وبعد لحظات موجعة كجمال كلماته والعشرات

من محاولات الاتصال بي أجبت على اتصاله فقال معاتبا

" ارحميني بالله عليك وقولي ما بك أرجوك "

قلت بحزن " لا شيء مهم أو لا شيء جديد "

قال بهدوء " هل هوا والدك "

قلت بذات الحزن " كان يريد بيعي لأحدهم تخيل يريد المتاجرة بي من أجل جني المال "

وعدت للبكاء من جديد فقال بحسرة

" سحقا لي ... لولا هذه الوصية الرعناء لتزوجتك على الفور ودفعت له كل ما

يريد يا لي من عديم نفع "

قلت من بين شهقاتي " علمت الآن معنى كلماتك حين قلت لي لم أعد أرغب في الحياة "

قال بحدة " إياك والتفكير بذلك ولا تنسي ما أرسلته لي حين قلت ذلك , بلسم لا

تفعلي ذلك بي أرجوك "

ثم تنهد وقال " وكيف حللتم الأمر "

قلت بحزن " وجدنا له حلا مؤقتا ولا أعلم ما النهاية "

قال بجدية " هل أساعد في شيء هل يمكنني ذلك "

قلت بهدوء " لا , فلديك ما يكفيك "

قال بعد صمت " ألن تخبريني ما اسمك على الأقل "

قلت بألم " ليس الآن اتركها للزمن "

قال " إذا هل تريدي معرفة اسمي "

قلت بحزن " لا فلنتركهما يخرجان للنور معا أو يموتان كالحلم معا "

قال بجدية " بل سيخرجان للنور يوما فأبقي على الوعد وانتظريني وحاربي

كل شيء من أجل ذلك "

قلت بأسى " سأحاول قدر استطاعتي وأتمنى أن لا يفشل الأمر فالواقع أقسى مما تتصور "

ثم قلت " وداعا الآن تمنى لي حضا سعيدا "

قال بحنان " أتمنى أن أجدك يوما أمام عينيا حقيقتا , أعتني بنفسك جيدا حبيبتي وداعا "















ميس










قضيت ووالدتي الليل في الشجار والجدال وتنظف غرفتينا والمطبخ لا أعلم هل هي

طيبتها الزائدة من تجعلها كذلك أم أنها لا تهتم لما حدث لوالدي , حتى حكيت لها

ما قالاه شقيقاه عنه فنزلت الدموع الغالية من عينيها الواحدة تركض خلف الأخرى

فحضنتها بحب وقلت

" لا تبكي يا أمي أرجوك لو كنت أعلم أن هذا ما سيحدث ما قلت لك ذلك "

مسحت دموعها وقالت " رحمك الله يا نبيل لا تستحق كل ما قيل عنك "

قلت بحزن " أقسم أن يرجع حقه ومكانته كما كانت وستتحدث الناس جميعهم

عن براءته من علم ومن لم يعلم بما حدث في الماضي "

مسحت والدتي على شعري وقالت

" وافقي على ابن عمك يا ميس كي يرتاح قلبي يا ابنتي "

تأففت وقلت " أمي هل يرتاح قلبك بتعبي أنا "

تنهدت وقالت " لو تفعلين مرة واحدة ما أقول لك "

قلت بضيق " بلى يا أمي فقد فعلت ما قلتي وذهبت إلى هناك وما جنيت إلا المآسي والمعاناة "

نظرت لي باستغراب وقالت " عن أي مآسي ومعاناة تتحدثين "

تنهدت وقلت " أمي لن أطيل الحديث في الأمر لأنه لن يكفيني الليل بطوله لأحكي لك ما

عانيت ولكن ما عليك معرفته أنهم لم يستدعوني ولم يرد جدهم رؤيتي كلها كانت كذبة

من صهيب ليجبرهم على ذلك "

نظرت لي بصدمة ودون كلام للحظات ثم قالت

" كانت لعبة من صهيب ولم يستدعك الجد "

قلت بحزن " ولم يفكر بي أبدا ولا بك وحده عمي شامخ من بحث عنا طويلا وقد

تأكدت من ذلك من السيد جيمس وقد كلف صهيب أن يكمل ذلك أما البقية فلا يرونه

إلا مختلسا سرق أموالهم ولا حق لنا لديهم وحدهم أخوة صهيب من اعترفوا بحقنا "

قالت بحزن " لا حق يضيع مهما طالت السنين يا ابنتي "

قلت بغيض " على الفاعل أن ينال ما يستحق ويقاسي كما قاسى والدي "

ثم قلت بجدية " أمي يكفيك هذا لقد تعبتِ كثيرا وستمرضين "

ابتسمت وقالت " وما فعلته أنا فأنتي من فعل كل شيء "

أمضينا الوقت على ذلك الحال حتى انتهينا ثم نمت من شدة التعب وصحوت صباحا

على صوت رنين الهاتف طبعا , فأجبت وعينيا مغمضتين وقلت بهمس ونعاس

" جيسي ما بك هكذا مزعجة أنا لم أنم البارحة "

جاءني صوت رجولي قائلا " هل بسبب التفكير بي أيضا "

قلت بضيق " أهذا أنت "

ضحك وقال " ما كل هذا النوم لا أريد زوجتي أن تكون كسولة "

تأففت وقلت " صهيب ألن ترحمني من هذا "

قال بهدوء " ألن ترحميني أنتي من هذه الكلمة إما قوليها دائما لأعتادها وإما لا تقوليها أبدا "

قلت بحيرة " عن أي كلمة تتحدث "

ضحك وقال " هيا انهضي بسرعة يا كسولة ورائنا مشوار أم أنك نسيتي "

أغلقت الهاتف في وجهه ورميت به وعدت للنوم ثم وصلتني رسالة بعد قليل فتحتها

فكانت منه وكان فيها " إن أغلقت الخط في وجهي ثانيتا سيكون حسابي معك عسيرا

فهمتي أنا خارج من الفندق الآن كوني جاهزة "

أرسلت له " دعني أنام قليلا أرجوك فأنا لم أنم حقا "

اتصل وعاد الهاتف للرنين المزعج وضعت الوسادة على رأسي وقلت بضيق

" ما هذا المزعج لما هوا مستعجل هكذا "

أجبت فقال من فوره بحدة " لما أغلقت الهاتف في وجهي "

قلت ببرود " لأن المكالمة انتهت "

قال بغضب " أنا من بدأها وأنا من ينهيها وفي كل الأحوال كان عليك احترامي

أم تريني طفلا أمامك "

تنهدت وقلت " حسننا آسفة أيها السيد هلا تركتني أنام قليلا "

قال بحدة " لا "

قلت من فوري "هل هوا والدك أم والدي ما كل هذا النشاط "

قال " لن تعلمي أبدا ولن تفهمي ما يعنيه الأمر لي أقسم أن أدمر من فعل به ذلك

شر تدمير ولو كان شقيقي "

بقيت صامتة طويلا لما سمعت منه فقال " هيه ميس هل عدتي للنوم "

قلت بسخرية " نعم وأحلم حلما جميلا أيضا "

قال بغيض " هل تسخرين من كلامي يا ميس "

قلت بحدة " لما تفهم كل ما أقول بشكل سيء هل أنا سيئة لهذا الحد كي لا تتوقع

مني إلا السخرية منك "

قال بحدة أكبر " وما معنى ما قلتيه الآن "

تأففت وقلت " لم أعني ما فهمت أقسم لك بذلك "

قال بضيق " إذا هيا قومي فأنا سأصل قريبا "

تنهدت وجلست وقلت " حسننا ها قد قمت هل أنت مبسوط الآن "

ضحك وقال " ليس بعد حتى توافقي على الزواج بي "

قلت بضيق " لو اعلم فقط كيف يتبدل مزاجك فجئه , هيا وداعا ولا تقل

أني أغلقت الخط في وجهك "

قال بهدوء " حسننا وداعا حتى دقائق فقط "

أغلقت الهاتف وقلت " متى سأتخلص منك لا أعلم "

بعد نصف ساعة نزلت للأسفل وكان هوا ووالدتي منسجمان في الحديث تماما لما لا يتزوجها

ويريحني ضحكت للفكرة وتابعت نزولي للأسفل نظرا إلي كليهما ثم قال صهيب مبتسما

" لو كنت أعلم أنك قضيتي الليل كله في التنظيف لما كنت أيقظتك باكرا وأجلنا ذلك للغد "

نظرت لوالدتي بضيق وقلت " يبدوا أنه كان عليا وضعك على الصامت البارحة "

ضحكا فقالت والدتي " لقد سألني وأجبت ما المشكلة في ذلك "

تنهدت وقلت " هل لي أن أتناول إفطاري أم ممنوع أيضا "

وقف وقال " سنتناوله خارجا هيا علينا الذهاب "

قلت برجاء " ولا حتى كوب قهوة "

جلس وقال مبتسما " حسننا بسرعة كلي ولا تتأخري كالاستيقاظ "

قلت بتذمر " آه أنا لست كسولة فقط كنت متعبة يا لك من قاسي قلب "

ضحكت والدتي وقالت " انظروا من يتحدث عن قسوة القلب "

نظرت لها وقلت بضيق

" لو سأسمع رأيك فسأحضن عائلة والدي بحب جميعهم واحدا واحدا "

نظر لي صهيب بنصف عين وقال " ومن سيسمح لك بذلك "

قلت بابتسامة وأنا أغادر " من سيكون غير الذي كذب كذبة وصدقها بالطبع "

قال لوالدتي بهدوء " ابنتك هذه ستصيبني بالجنون هي لا تعترف بي في كل قواميسها "

ضحكت والدتي وقالت " أخبرتك بذلك منذ البداية "

عدت خطوتين للوراء وقلت " لقد سمعتكما وستريان "

قال صهيب " اسمعي يا ميس إن كنتي عنيدة فأنا أعند منك "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وإن كنت زوجة سيئة "

قال بابتسامة " أنا أسوء منك "

قلت بمكر " وإن كنت أكرهك "

ضحك وقال " أنا أكثر منك ...... أحبك "

قلت بغيض " معتوه وواهم هيا لنخرج قبل أن تغسل دماغ والدتي أكثر "

قال ضاحكا " والإفطار "
قلت متوجهة ناحية باب البيت " لم أعد أريده "
















زبير








( قد نسافر ونحن لا ننوي السفر بدون تذكرة ولا طائرة ولا موعد للهبوط , نسافر

بأفكارنا بخيالاتنا بأمانينا التائهة التي تنتظر فرصة للتحقق بل نسافر حتى في منامنا

ونزور من لن تأتي بهم الصدف ولا السنين مهما طالت إنه السفر الذي لا يعترف

بحدود ولا يجلب إلا الحنين )

كنت جالسا أقلب هاتفي الذي أصبح لا يفارق عيناي لحظة أقلبه كما أقلب ما فيه أنظر

إليه من جميع الاتجاهات لتخترق عيناي كل تفاصيله من الداخل وكأن ثمة شيء يوجد

هناك وسيخرج في أي حين وكأنها تسكن بداخله ولن أصل إليها إلا من خلاله فكما يقولون

’’ نحن لا ندمن هواتفنا نحن ندمن أشخاص لا يجمعنا بهم سواها ’’

لو لم تتحدث معي يومها لكنت سأصاب بالجنون كيف لها أن تختفي فجأة لتتركني

معلقا بين متاهاتي وظنوني ياله من قاسي ذاك الوالد الذي لا يقدر قيمة ما لديه تنهدت

للمرة الواحد بعد المائة ثم أرسلت لها رسالة كتبت فيها

( كيف هي حبيبتي اليوم )

أرسلت بعد قليل ( بخير مادمت بخير )

كم أتمنى أن تظهري أمامي الآن لكي أشعر أنني فعلا بخير

" مرحبا بحر هل بـــ ..... "

نظر بحر كما نظرت أنا لصاحب الكلمات المبتورة الواقف عند الباب ثم ابتسم وقال

" مرحبا يا جود لقد بحثت عنك لنذهب لزيارة الطبيب ولم أجدك فطلبت من والدتي البحث عنك "

هذه كانت جود شقيقة بحر فما أن رأتني حتى بترت جملتها لتكملها بهمس كم هي رقيقة

هذه الفتاة ولا أستغرب ذلك من شقيقة بحر وهوا الرجل لا تكاد تشعر بوجوده معك كيف

بها هي قالت وعيناها أرضا

" لقد كنت مع حور و رنيم في الحديقة سأجهز نفسي حالا "

وغادرت كالنسيم كما دخلت أستغرب أن فتاة بجمالها ورقتها لم تتزوج بعد صحيح

أنها ما تزال صغيرة ولكن لما فوت الكثيرين فتاة مثلها نظرت لبحر وقلت

" مما تشكوا شقيقتك هل من مكروه ما "

قال بهدوء " لا هوا شيء بسيط جدا ولكنه يحتاج لفترة من العلاج "

ابتسمت وقلت " أسأل الله لها العافية ولك الأجر "

بحر شاب تحاصره الظروف من كل جانب ولا تراه إلا صامتا حتى أنني لم أعرف عمر

شقيقته إلا الآن ولا أعرف عن حياته هناك سوى أن والده أهمل عائلته وهوا من يهتم

بشؤونهم , لما لا تتزوج شقيقته ويرتاح قليلا , بعد قليل غادر بحر فأمسكت بهاتفي

واتصلت بأديم فأجاب بعد وقت فقلت مباشرة

" من أين أتتك هذه المرة أجبت دون أن ترسل رسالة بأنك ستتصل بي فيما بعد "

ضحك وقال " ما لديك من الآخر "

قلت ببرود " يالك من شقيق متحجر القلب , على كلن لدي لك عروس "

ضحك وقال " منذ متى اشتغلت خاطبا "

ضحكت وقلت " منذ الآن , إنها لا تُفوّت يا رجل جميلة ورقيقة كأنها نسمة هواء عليلة "

ضحك أكثر وقال " ومنذ متى صرت شاعرا "

قلت بابتسامة " منذ رافقت الشعراء , المهم ما رأيك "

قال " ما رأيي في ماذا يا رجل هل أنت جاد اعتقدت أنك تمزح "

قلت بحدة " وهل هناك مزاح في هذه الأمور "

قال بصوت مبتسم " ومن تكون هذه الأسطورية "

ضحكت وقلت " شقيقة بحر التي اسمها جود "

قال باستغراب " شقيقة من !! ولكن من أين عرفتها "

قلت " إنها في القصر الآن المهم ها ما رأيك فأنت وحيد هناك وأعزب لما

لا ترفع الحمل عن شقيقك "

ضحك وقال " ومنذ متى اشتغلت بجمعية حقوق الإنسان "

قلت بلهجة جافة " ليس بعد , في القريب ممكن "

قال بهدوء " زبير ابتعد عن عالم الفقراء فإن حاولت إصلاح أمر لهم أفسدت كل شيء "

قلت باستغراب " أديم قل شيئا مفهوما من فضلك "

تنهد بضيق وقال " عالمهم لا يعرفه ويفهمه أحد سواهم فلا تفسده بمحاولة إصلاحه "

قلت بلامبالاة " أسمع أسمع أتركنا من الغموض والألغاز فعائلة بحر ليسوا فقراء صحيح

أن والدهم شبه متخلي عنهم ولكن بحر يوفر لهم حياة مترفة كما نعلم جميعا "

قال بتذمر " أخرجني من دماغك يا زبير وحاذر أن تدخل الفكرة في رأس أمي , أمامك صهيب

لما لا تجرب معه فبحر المفضل لديه بين الجميع "

قلت ببرود " الحق علي لقد كان في بالي عريس آخر ولكني فضلت أخي أولا , أنت ترفس

النعيم بقدميك وستندم فيما بعد , وما كنت سأفوتها على صهيب لو كان مناسبا , وداعا

الآن فلا نفع من هذه المكالمة "

أديم الغبي لقد ضيعها منه سوف أتصل بجبير لأعرض عليه هذه الماسة















أُديم













تحولت إقامتي من شقتي لمنزلي وليان ومن قضاء الإجازات مع عائلتي لقضائها معها

اشتريت لنا تلفازا نقضي عليه بعض وقتنا رغم إصرار ليان أن أعود لعملي الإضافي

الذي كنت أعمله وأن أعود لحياتي الطبيعية ولكني ما كنت لأطمئن لذلك وأكون هناك

وبالي معها هنا , لقد حكيت لصديقي خيري عنها في حال أصابني أي مكروه خصوصا

بعد وفاة عمها الذي كان وحده من يعلم بالأمر كنت أقضي الساعات الطوال جالسا

بمنزلنا وهي في حضني تتحدث أحيانا كثيرة معي وكأنني أسمعها رغم أني كنت أسمعها

فعلا وأستمتع بحديثها وهذيانها كالأم وهي تستمع لثرثرة صغيرها الغير مرتبطة ببعضها

بحب وسرور وكأنه لم يتحدث شخصٌ قبله, أنا أفهمها فهي تعاني الوحدة بعد وفاة عمها

الذي كان الشخص الوحيد الذي تتحدث معه كنت أحتضنها بحب وأقبل رأسها كل حين

وأحيانا لأغامر وجهي فيه لأكتم ضحكتي عندما تقول شيئا مضحكا وحتى مشاعرها

اتجاهي كانت تبوح لي بها دائما وهي تنام على صدري عوضا عن الحبر على بياض

الورق وكأنها اختارت نقشها هنا على ضلوعي لتعيش للأبد بدلا من أن تُرمى مع بقايا

الأوراق والدفاتر رغم أن ليان لا ترمي منها شيئا وتحافظ عليهم وكأنهم أحد كنوزها حتى

أنها يوما أحضرتهم لي لنقوم بقراءتهم ونسترجع كل ما كتبنا وضحكنا كثيرا على بعض

الكلمات

ما تزال ليان في شهور حملها الأولى ولكن بطنها بدأ بالانتفاخ قليلا إنها ابنتي تخترق صغر

حجمها لتكبر كالزهرة رويدا رويدا كنت أجلس محتضننا لها كعادتي نشاهد التلفاز عندما جلست

ليان وكتبت لي

( ابنتك تريد عنبا أسودا )

ضحكت وكتبت لها ( ألم يكفيها الأخضر )

ابتسمت وأومأت برأسها نفيا فوقفت لأغادر وأجلبه فوقفت معي وأمسكت بيدي وابتسمت

آه الخبيثة تريد الخروج معي إذا

كتبت لها ( هل ابنتي تريد العنب أم أن والدتها تريد الخروج )

ابتسمت وأخذت الدفتر وكتبت ( بلى هي تريد العنب وأنا أريد الخروج )

أشرت لها بأصبعي على وجهها بمعنى أرتدي حجابك فانطلقت مسرعة وارتدت

عباءتها وحجابها وخرجنا معا ولففت بها الأماكن على قدمينا حتى أنهكها التعب

وأصبحت تترجاني لنعود وكانت أيامي تمضي معها هكذا حتى ذاك اليوم الذي

اتصلت بي وأنا في الشركة فقفزت كالمجنون لعلمي أن اتصالها لن يكون إلا

لأمر طارئ فهكذا اتفقنا وعندما وصلت للمنزل وجدت بعض الرجال في الخارج

اقتربت فكان صوت صراخ ليان يخرج من المنزل تستنجد بالناس عدت لسيارتي

أخذت مسدسي الخاص ركضت باتجاههم فكانوا يصرخون ويتناقشون لكسر الباب

يا لهم من حمقى وما ينتظروا فصرخت بهم قائلا

" ابتعدوا إنه منزلي وزوجتي في الداخل "

ابتعَدوا عن الباب ففتحته ودخلت ولم أرى شيئا أمامي سوى الظلام والحقد والغضب

وأنا أرى شاهد يصفع ليان على وجهها بعدما أخرجها من الغرفة التي يبدوا لي أنها

كانت مختبئة فيها فرفعت مسدسي ورميته بالرصاص

كانت ذاتها اللحظة التي دخلت فيها الشرطة ويبدوا أن من كانوا في الخارج هم من

أبلغوهم وذاتها اللحظة التي سقطت فيها ليان مغشيا عليها ركضت ناحيتها حضنتها وقلت

" ليان ما بك حبيبتي استيقظي أرجوك هيا استيقظي "

أمسك بي الشرطي بعدما أخذوا المسدس مني ووضعوه في كيس بلاستيكي وبدئوا

بسحبي وأنا اصرخ بهم

" اتركوني اطمئن على زوجتي أولا فليس لديها أحد أتركوني "

ولكن ما من فائدة ولا من مجيب سحبوني وأنا أناديها وهي كالجثة الهامدة لا أعرف

إن كانت على قيد الحياة أم لا وما هي إلا لحظات حتى كنت في سيارة الشرطة ثم في

مركزهم ثم في الزنزانة وها هي جرتني الأحداث لأكون ما كنت عليه الآن

بعد يوم كامل لم يروني فيه ولا يتفقدوني وكأني نسيا منسيا أجلس على الأرض بين

اللصوص والمجرمين أخرجوني للتحقيق فطلبت منهم الاتصال بشقيقي غيث وبالمحامي

عارف اللذان وصلا في وقت قياسي جدا وما أن دخلا حتى أمسكت بغيث من يديه وقلت

" أخرجاني من هنا يا غيث "

قال بأسى " ما الذي دفعك لذلك يا أديم لما فعلت ما فعلت "

طلب المحامي الاستفراد بي لأني موكله فوافقوا وجلسنا ثلاثتنا فقال

" أحكي لي ما حدث يا أديم لنرى ما سنفعل "

نظرت لهما وقلت " ليان إنها هناك ولا أحد لها إنها حامل ومغمى عليها إنها .... "

ثم أمست براسي وقلت " آه ما حل بها يا ترى "

قال غيث بصدمة " من ليان هذه "

قلت بحزن " زوجتي وتحمل طفلي لم يتركوني أطمئن عليها لا أعلم إن كانت حية أم ميتة "

زادت الصدمة على ملامحه حتى كاد تنفسه يتوقف وقال

" ماذا ... زوجتك ولكن كيف ومتى "

تنهدت وقلت " تلك قصة طويلة "

قال عارف " وما علاقتها بما حدث "

قلت بغيض " النجس الحقير لقد هجم عليها وأنا غير موجود ولم تكن الأولى فقتلته "

قال عارف بعد صمت " وهل هناك شهود غيرها على ما حدث "

قلت " وجدت بعض الرجال خارج المنزل وهم من استدعوا الشرطة "

قال بهدوء " جيد فلدينا زوجتك والشهود قد يكونوا من الجيران والمسدس مرخص قد

يساعدنا ذلك هل زواجك بها شرعي وموثق "

قلت " نعم شرعي وفي المحكمة أيضا "

قال " جيد وماذا عن المرة الأخرى التي تهجم فيها عليها هل من شاهد "

قلت بألم " لا أحد غير عمها الضرير وقد توفي منذ شهور قليلة "

قال غيث بضيق " وما الذي دفعك للزواج في السر يا أديم لماذا "

تنهدت وقلت " أخبرتك أنها قصة طويلة وأحداث متعاقبة وما حدث قد حدث "

هز رأسه وقال " لا أصدق ما يجري وكأنني في حلم كيف لأخي أن يقتل رجلا "

قلت بغضب " لو كنت مكاني ما فعلت وأنت تصل منزلك لتسمع صراخ زوجتك من هي

قطعة من قلبك وتحمل طفلك تستنجد بالناس وتصرخ ثم تدخل لتجد دنيئا حقيرا سخر منك

ودخل منزلك في غيابك وتهجم عليها ماذا ستفعل "

قال " علينا البحث عنها وأخذها أعطني العنوان يا أديم "

قلت باستغراب " ألن أخرج من هنا "

قال عارف " ليس الأمر كما تتصور يا أديم سيحتاج لوقت سينهون التحقيق ثم يحولون

القضية للمحكمة وعلينا فتح ملف لها وجمع الشهود والمعلومات والتحدث مع أهل المقتول

أيضا الضابط المسئول هنا يشتكي منه الجميع ولن تنفع الوساطة لإخراجك حتى ننقلك

للعاصمة لصدور الحكم لقد حاولنا كثيرا "

أمسكت به وقلت

" ولكنه المذنب هوا من فعل ما فعل كيف سأبقى هنا أنت لم ترى المكان كيف يبدوا "

قال غيث بجدية " كن قويا يا أديم سينتهي كل شيء قريبا وسنفعل ما في وسعنا "

مسحت قفا عنقي بيدي وقلت

" غيث أذهب لها وخذها من هناك ولكن لا تخبرها عني شيئا ولا أي شيء "

قال بحيرة " لم أفهم ما تعني "

قلت بجدية " هي لا تعلم من أكون ومن أين أتيت أخبرها أنك شقيقي فقط ولا تأخذها

للقصر حتى أتحدث معها حسننا عدني بذلك يا غيث "

تنهد وقال " أنا حقا في شيء لا يشبه الواقع أبدا "


غادرا بعد حين وأعادوني لتلك الزنزانة المقرفة أنا أديم أكون هنا هذا ما لم أتخيله أبد كي

لا أتمناه , وفي اليوم التالي عاد غيث لزيارتي جلست وقلت باندفاع

" هل هي بخير هل جنينها بخير أخبرني يا غيث "

نظر لي نظرة غريبة في صمت تام وكأنه يقول لي مت يا أديم مت شيئا فشيئا










نهاية الجزء الخامس عشر


تطورت الأحداث بين أبطالنا فما ينتظرهم جميعا وما الذي تردد غيث في إخبار أديم عنه

زبير هل سيزوج جود من جبير حقا وكيف ستكون حياة جود مع تلك العائلة ومع زبير تحديدا

ومن منهما سيكتشف حقيقة الآخر

ه أختكم المحبة لكم دائما ...... بــــ المشاعر ـــرد



 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العمال, اشباه الظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية