الجزء الثاني والثلاثون ..
:
::
:
:
في حلقي الليله جفاف ..
شربت أيامي .. ومضت ..
واللي بقى جرحي الوفي ..
في خاطري باب يرد ..
وسراج دوبه ينطفي ..
اغطي الظلمه بظلام ..
كل ما اشد اصابعي ..
على العيون المتعبه ..
جرحٍ ينام .. وجرحٍ شعر بي وانتبه ..
قام وتبعني لشرفة ظلمه بعيد ..
جاني يقاسمني السهاد .. جاني قصيد ..
ادفن يدي تحت الثرى .. فوق الثرى ..
واعيش انا بباقي يدي ..
نصفٍ يموت .. ونصفٍ درى انه يموت ..
يا سيدي .. ربي انا نقطه فـ بحر ..
علمني كيف اهوى الحياه ..
علمني كيف اهوى القدر ..
علمني بإماني اكون ..
يارب .. اكثر من بشر ..
:
:
في غرفتها الكئيبه التي حاولت الا تنقل روحها اليها ..
سألتها ........"خففتي جرعة المضادات زي ماقلت لك ......."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تعدل جلوسها ..."أمم..."
:
:
نزعت نقابها ..واعادت لف طرحتها ..تأملتها تلك بشيء من الحسره ..أنها جميله للغايه ..
:
:
أكلمت علاجها معها ........."كيف كانت الاسبوعين مع راجح ....؟؟...."
:
:
هزت تلك رأسها بشيء من الرضا ........."آآآآآآ...حلوه .....بس مو طول الوقت ......"
:
:
"ليه أذاك بشيء .......؟؟"
:
صمتت تلك لبرهه ......."بدون مايحس او يقصد ...الحق لله مراعيني للغايه ...لكن ........"
:
:
"لكن أيه ....كملي ..."
:
:
تنهدت ..."الحادث عقبه كبيره بيني وبينه ..."
:
:
"وضح لك هالشئ......."
:
هزت رأسها بالنفي ..."لاء ..بالعكس تقريبا يوميا يقولي او يحسسني بأنه مافي شيء ينقصني ..."
:
:
"هذا شيء جميل من طرفه ......أذا اش عقبتكي ......."
:
تأملت الفراغ .."أخاف ..."
:
"من؟؟"
:
:
تنهدت بحزن وحيره ..."من لحظة المواجهه ...أخاف يتوقع شيء ويلقى شيء.....راح يكون فشل ذيع بالنسبه لي وراح تتعقد الامور أكثر ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ...."تتذكرين قبل كيف كنتي متخوفه من وجوده في حياتك ...هذا هو وجوده على ما اعتقد شيء جميل يامدين ..."
:
:
همهمت ....."أممم.."
أكملت بحزن ......"طيب لو انا ما اليق فيه ولا ارضيه ...هو ماراح يتكلم لانه يخاف على مشاعره ..وانا راح اظلمه زياده معاي ...."
:
:
أعتدلت في جلوسها ..."حسيتيه احيانا متردد ...في؟؟انتي عارفه؟"
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تستلم للذكرى ..."ممكن ثلاث مرات ..أو شيء زي كذا ناسيه ...بس كان يصرف نفسه ..ويخرج من المكان ...ممكن عشان وعدنا ..."
:
:
"مدين الواضح من حديثك ان راجح شخص وفي وناضج ...و يضع وعدكم نصب عينيه ..والاهم يشوفك كما انتي ......"
:
:
زمت شفتيها بعدم اقتناع ........"هذا اللي مخوفني أكثر ..انا ما ابي اخيب امله فيني ......"
:
:
أبتسمت ..."مدين حنا من متى مع بعض ...في تقدم ملحوظ في مدى تقبلك للموضوع ومن ثم لنفسك ومن ثم لراجح اللي طلع في الصورة فجأه وقطع علينا شوط كبير ...الوقت لك ومعاكي ...لاتستعجلين بقرارك ...أصبري الين الوقت المناسب لاتفكرين فيه فكري في نفسك في اللحظه اللي تبغين تكونين معاه ...و ابدا لا تفكرين بمشاعر سلبيه ..."
:
:
أبتسمت تلك بأنجاز ..."الاحلام اختفت ممكن من ثلاث اسابيع او اكثر .."
بادلتها الابتسام ..."حلو الحمد لله"
:
:
تنهدت بتعب ..."لكن من اغمض عيني ترجع لي الذكرى ...مانسيتها لولا لحظه ..."
:
:
"مدين النسيان نعمه من رب العالمين ..تغاضي وفكري في أي شيء ثاني الين تنسين ......أرجعي لدراستك ..حاولي تتقربين من راجح اكثر ...أشغلي نفسك بأمور صغيره تختفي الامور الكبيره ...."
:
:
رفعت حاجبيها بتفكير ......"دراستي ...؟؟لكن الكليه تحمل لي ذكريات سيئه جدا منها بدأ كل شيء ........."
:
:
"اذا رجعتي تدرسين للساعه كم راح يكون دوامك ...؟؟"
:
:
زمت شفتيها بتوقع ..."أقصى شيء الساعه ثلاثه ..."
:
:
"الكليه مزحومه في ترم الانتظام الين الساعه ثمانيه بالليل ...يعني تعتبر مكان آخر غير اللي أبتدا فيه كل شيء ...أعتبريه عالم موازي مكان بدأ وانتهى ذيك اللحظه ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."اصلا ما اقدر اعيش بدون دراستي ...ماراح اسمح للحادث يوقفني حتى عن حلمي ..."
:
:
"هذا اللي ابغاه منك ...تجاوزي الحادث ..وكأنه زي أي حادث ممكن يعترض انسان ..."
:
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::
ركبت بجانبه أكتفى بالأبتسام لها ..لم يحبذ أن يسألها او يتدخل في علاجها الذي اعتادته وسلك مع شوطا كبيرا ..
:
:
همس لها....."متى تبين اجيك ..........؟؟"
:
:
التفتت اليه ..."متى مابغيت ...؟؟"
:
:
أبتسم لها ..."أجل اطلعي سلمي وانا انتظر في السياره .."
:
:
ضحكت ..سكتت لبرهه ثم التفتت أليه ....."راجح اش رايك ...أرجع لدراستي ...؟؟"
:
:
حرك حاجبيه واكتسى وجهه بملامح التأييد..."أكيد ...لازم وضروري ترجعين لدراستك يامدين ...انا كنت ممهلك حتى أسبوع ...وكنت بكلمك ..."
:
:
أبتسمت له فقد مدها بشعور ايجابي كعادته .."خلاص ان شاء الله ...حلو يصير بالمره اخذ ملابس الدوام ..ولابتوبي واغراضي ..."
:
:
هز رأسه لها بالنفي .."لاء ...لايمكن تستخدمن شيء من الماضي..انا اقرر ..أش رايك امر اخذك بعد العشاء وننزل السوق ونقضي لك ملابس للدوام ..والاب توب والطابعه وحتى دفتر الملاحظات عليا ..هيا اش رايك .."
:
:
خجلت لكرمه .."بس ياراجح ..."
:
قاطعها ..."بس ايه يابنت ..قلت لك انا اقرر ..ابيك تداومين روح جديده ...بعدين أنا ما ارضى انه مايكون بيني انا وزوجتي شيء مشترك ...يعني ملابس الدوام تقولين نزلت اشتريتها مع راجح ..الطابعه خربت اوراقك تقولين كله من راجح ..يعني يكون ذكري كثير في الموضوع ..."
:
:
ضحكت لقوله ...شعرت للحظه انها تعشقه لغاية اخر خليه في جسدها ..لقوله ..لطريقة حديثه ..ولسحره ..ووقاره ...
:
:
احست بغيره غريبه تغزو قلبها ..."طيب انا اقولك ...أش رايك ننزل السوق الصبح ..."
:
:
فهم قصدها ..."لاء ممنوع بكرا الصبح دوام ..اكيد جدولك نزل ...."
:
:
أبتسمت لأصراره .."أكيد نزل ....من جد حمستني ...خلاص العشاء لا تتأخر..."
:
:
رفع حجابيه واعدا اياها ..."مره اول ماتخرج الصلاه انتي انزلي ..."
:
:
تكاد السعاده توقف قلبها انه يبدي أهتمام منقطع النظير بها و بأدق طلباتها وحديثها ..
:
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::
::
:
كانت تجلس مراقبه نتيجة فحص الحمل السلبيه بحزن ..
رمته في سلة المهملات ..مفرغه غضبها ومن ثم خرجت ..
:
:
قد يبدوا هوسا ...لكن هذا هدفها من الارتباط انها تحلم بطفل منذ لحظه علمها بحملها الاول الذي فقدته منذ سنوات طويله ..
:
:
كان يجلس غارقا بأوراقه محدثا نفسه كالعاده ..."حرمان ياست نوره ...أحد يغيب عن التطبيق العملي أسبوعين ..."
:
:
سكتت للحظه وهي تراقبه بأستغراب ..."مين نوره ؟؟"
:
:
رفع رأسه بعدم أهتمام ..."طالبه أنا مشرفها في العملي .."
حنقت وهي تقترب لتجلس بجانبه ...."بس هي ولا في غيرها ....."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."في غيرها سبعه وسبعين طالبه وميه وعشرين طالب ...ليه؟؟"
:
:
رفعت حاجبها بتساؤل ..."والتواصل بينكم مباشر ولاشبكات .."
:
:
غضن جبينه ..."شبكات في طب صيدلي...هو كلاس مختلط ...البنات في جهه والاولاد في جهه ...لكن انا فصلتهم ماراح ادرسهم مع بعض التعب دبل ......."
راقب ملامح وجهها ...أبتسم ..."تراهم بنات ناس وجايات عشان يدرسون ومحد يرفع عيبنه او يتكلم بشيء برى المقرر ....المواد صعبه والقسم أصعب ..."
:
:
وضعت رجل على أخرى ...وبتمنر انثى غيوره ..."ياعمري بنات الناس ماقنا فيهم شيء الله يستر علينا وعليهم ..أنت ...أنت ...ترفع عينك هنا ولا هنا ...ترفع جوال الطلاب على قولتك في غير وقت الدوام ...قسم بالله أقسمك نصين سامع ..واللي بالي بالك حرمااان..."
:
:
راقب تحذيرها ...وكلمتها الاخيره التي قلدته فيها ....أبتسم لغيرتها الجميله ..."هو انا اقدر ارفع عيني وارضى بوحده ثانيه وانتي عندي ...يا شيخه انتي انوثة بنات حواء كلها عندك وناضجه وشاطره ...مالي ومال المراهقين ترى انا شايب ..."
:
:
كشرت له بعدم تصديق ..
ضحك لفعلها وهو يقبل كتفها ..
نظرت اليه مطولا ...ثم ادلت بدلوها ...فكانت ردة فعله ان غص برشفه من فنجال قهوته ...
:
:
"ثابت ابغا احمل ...."
:
:
راقبت ردة فعله بهلع وهي تمده بقرورة الماء ...
تمالك نفسه ..بعدما تأثر صوته ..."ليه ياماريا ترمين الهرج رمي ..سوي مقدمات ..."
:
:
اخذت نفسا عميقا وهي تربت على ظهره ..."المقصد واحد ..."
:
:
تأملها بصمت .........."بدري ياماريا ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ...وبحزنها القديم ..."لاء مو بدري ...أنا لو ولدي عايش كان عمره اللحين 13 سنه .."
:
:
بهت وجهه وهو يتأملها غير مصدق ...."ماريا انتي قد حملتي قبل ...طيب وينه كيف مات ....."
:
:
قاومت دموعها ..."في الشهر الخامس فقدته ...كان عمري 16 سنه بس ..كنت تعبانه ووحيده وما افهم ...في الشهر الخامس ياثابت..كان كامل ..كامل ياثابت كنت أحس بحركاته ونبضه ..بس..شفيع ...شفيع لابوه ..."
:
:
احتضنها حزنا لها ...لجميلته تتوجع من الماضي ..يا الله كم هو اناني ولم يسألها لمره واحده عن مافات ...
انها موجوعه للغايه ومكلومه ...
بكت في صدره رفعت رأسها ..."تعرف وين فقدته ..في العياده ..مستوعب اش يعني في العياده ولا احد ساعدني او وقف معاي الممرضه اعطتني كيس بلاستك ...حقير ..وتصرخ عليا لمي ..لمي..كان الدم في كل مكان ...و ولدي..أنا حملته خمس شهور ضناي ..على بلاط الحمام ..تعبانه كنت بأموت ...وتقولي لمي ..كل ماتذكر قسوتها ادعي عليها ..انا لو اشوف اللي اشوف ياثابت في عمري ...ماراح انسى منظر ضناي ..أبدا ...حاولت احمل لكن ماقدرت ...كل الدكاتره كانوا يمنعوني لاني صغيره وجسمي مو مهيأ لطفل ...اتذكر دكتورة هزئتني ..قالت لي طفله وحامل ..لكن حتى ولو كان عمري 16 أنا كنت أم ...انا كنت ام ..واي طفل يمر فيني ..انا اخاف عليه لأني جربت اش يعني أم ...جربت انه ضناكي يتأذى وانت مالك حيله ...انا جسمي هو اللي افقدني طفلي ..ماكان بيدي حيله والله سويت كل شيء مضاوي حملت وخلفت وهي عمرها 14 ...بس هي طالعه لامها وانا طالعه لأمي ......."لأول مره تذكر امها له ...عرف بأنه مقصر ..."أنا أمي ولدتني وعمرها اربعين سنه ..وتوفيت بسرطان الثدي وعمري خمس سنوات بس ... أمي لو ثبت اول حمل من زوجها الاول لها كان عمره يوم توفت 28 سنه ...أنا نسخة امي ..أخاف ينتهي عمري ياثابت بدون ضنا يشيلني ..."
:
:
شدد عليها وسط صدره........خاف فقدها ..خاف عليها من الحزن والذكريات ..."لأء ياماريا ..لا ياروحي لاتقولين كذا الله يمدك بالصحه والعافيه وطولة العمر وتخلفين درزن ..وتفقريني ما اعرف منين اصرف عليهم ..."
:
:
أبتسمت لقوله بين دموعها ....همست له بقل حيله .."أبي أحمل ياثابت ..."
:
:
مسح دموعها .."أن شاء الله تحملين ياروحي ..بوقتها بتحملين .."
:
:
أعاد دفنها في صدره ..أحس بأن قلبه سيتوقف ..
شعر بأنه تافه ..لقد ذاقت في مراهقتها ألما لم يذقه طوال سنينن حياته ..
كل يوم اتقزم امام هذه التحفة النادره أكثر فأكثر ...
بت اكره نفسي فأنا دائما لا ارتقي لفكرها ورزحها ومستواها ..
:
:
أن ظلمت احدا في حياتي ,,,لم اظلم احدا قدر ظلمي لها ..
:
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس متأمله أختها ..لقد أزداد وزنها بشكل كبير وملحوظ ..
واكتنزت خديها لتتضح غمازاتها أكثر ..
حتى دبلتها باتت تحز على اناملها ..
طريقة جلوسها ومزاجها السئ الملول ...حتى بطنها لاتنذر بأنها في اول اسبوع من الخامس ..
:
:
أبتسمت لها ..."أواز غبت اسبوعين واحس مو عارفتك .."
:
:
تنهدت وهي تتناول قطعه من الحلوى من صحن ماريا ..."أكل ونوم وعيال شاهر يتمددون ...أش اسوي ؟؟"
:
:
ضحكت مضاوي ..."والله صايره تزنن ملامحها طفوليه ...رجعت زي ملامحها زي صغرها ..."
:
:
أبتسمت لها عمتها أم ذيب ..."سبحان الله كنها أمها .."
:
:
ترحم الجميع عليها ..
مرادي التي لازالت محافظه على جسدها وقوامها أعقبت ..."ياختي احلويتي مليتي ثيابك .."
:
:
كشرت لها ..."هاذي كلمه شاهر يقولي صايره تملين يدي .."
:
:
ضحكن لقولها العفوي..
أعقبت مرادي.."لو في ماريا ما فوتتها .."
:
:
كشرت لقولهن ...."قلة حيا ...عمه ماريا اللي تنتقدونها صرتوا اخس منها..."
:
:
ومن بين احاديثهن وجهت تلك الحنونه بسؤال قد حملته في صدرها بما يكفي ..."ياوليدي كيفه رجلتس معتس ..طيب..؟؟"
:
:
عرفت ان السؤال موجه لها فأبتسمت بصدق تطمنها ....."الحمد لله ياعمه مايقصر.."
:
راقبها الجميع والسنة حالهم تشكر الله الى ماوصلت اليه وقد عوضها ربي برجل وقور..
:
:
لقد كانت سعيده طوال وقت جلوسها مع عائلتها ..هناك شيء كان ينقصها فيما مضى ...لاتشعر بالنقص الان .....
متحمسه للخروج برفقته متحمسه لكل شيء متعلق به ..
:
:
راقبت خروجها المستعجل وهي تودع الجميع ..لم تتبادل الحديث الدقيق عنه معها الا ان سعادتها تطمئنها ...الحمد لله الذي عوض ابنة اخيها الصغيره ..
:
:
ركبت السياره بجانبه ...أبتسم لها ..."على الوعد مدين .."
:
أبتسمت لمحياه الذي يزرع الهدوء داخلها ...همست له "على الوعد.."
:
:
أخذ نفسا عميقا ..."النور ولا العاليه ولا الراشد..."
:
:
أبتسمت له.."لاء اكيد النور .."
:
:
أتخذ طريقه وهو يهمس لها ..."النور النور كم مدين عندنا ؟؟......."
:
:
لأول مره تنزل السوق بدون عمتها ماريا ..مد يده لها وهو يغلق باب السياره ..
شبكت اناملها بكفه ..كان يوما جميلا وقد أبدا رأيه بكل قطعه تختارها ..
انها بالكاد تصدق جمال نواحي شخصيته ..
تنالوا وجبة العشاء وعادوا للمنزل ..
:
:
عاتبته برقه ..."بكرا كيف بتداوم الساعه احدعش ومانمت للأن ..."
:
:
أبتسم لها..."متعود ...يامدين ..بعين نسهر لخاطرك وليه مانسهر ..."
:
:
أبتسمت له وهي تتوجه الى السرير ..صعدت وتربعت بجانبه ...كانت عيناها معلقه بشاشه الهاتف ..."جدولي حلو ...الاحد والاثنين دوام الين ثلاثه ...الايام الباقيه الين عشره بس والخميس تفرغ ...حلو ما؟؟ ..ما ابغا احشر نفسي بالمواد زي الترم اللي فات ..."
:
:
ألتفتت اليه بعدما اطالت النظر الى هاتفها ..
كان يغط في نوم عميق ...أبتسمت لمنظره ...ترددت وهي تمرر اناملها على صدره عرضيا ..
أبتسمت لهدوءه ..و استسلامه للنوم ..
رتبت بسبابتها خصلاته الرماديه ..
:
:
ومن ثم مررتها على حاجبيه ..مالت لتقبل كتفه ..فغرقت برائحته ..
كان صدره واسعا مرحبا بها ..لولا خجلها لدفنت نفسها به ..
تنهدت بقلة حيله وهي تتوجه لتطفئ الضوء ..
عادت الى مكانها من السرير ..وهي تراقب خيال منكبيه وسط الظلام ..
تأملته حتى غرقت بنومها ..
:
:
:
عائدا للتو من صلاة الفجر ....
ضحك لسماعه تهديدها ..وهي تجر أبنه نواف ليقف معتدلا أستعدادا للدوام ...
بينما استلقي فيصل بكسل على الاريكه ..وقد عادا من صلاة الفجر مسرعين ..
:
:
ألتفتت أليه ...معتبره ..."سبحان الله ضحكت على مضاوي ربي بلاني .."
:
:
قالتها وهي تجر فيصل .."قوووم ..مدرسه ...تبي تغيب ...قوم ..."
:
:
أتى اليها وهو ينبهها .."أششش راجح وراي ..."وجه حديثه للتؤامين ...وبتهديد ..."ياولد قوم مدرسه ...قوم لا اوريك ..؟؟"
:
:
اليوم هو يشعر بشعور مختلف حيالها ..منذ بوح الامس وبكاءها ...عساها الا يذوق حزنها ابدا ..
لقد وعد نفسه بالامس بينما تنام هي في حضنه بعد موجة بكاءها ان يسخر كله لأسعادها لق عانت الكثير من حقها ان تعيش بقية حياتها سعيده ..
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::
دخل الغرفه ..كانت هناك صنيه على الطاوله ...
وهي تجلس مقابله للمرآه تجفف شعرها ...أبتسمت له محدثه انعكاسه ..."فطورك ..."
:
:
أبتسم لفعلها ثم سألها ..."تعالي افطري معاي ..."
:
هزت رأسها له بالايجاب .."لحظه بس ..."
:
:
راقبها تسرحه شعرها بخفه ..حركت رأسها لتتأكد من منظره ..
"والله حلو تعالي افطري ..."
:
:
أبتسمت وهي تتوجه اليه ..لم يفتها الكثير من الترم ..عودتها كانت مبكره ..واكثر مايدفعها للشعور باياجابيه هو وجوه بجانيها ..
أثناء أكله وكأنه تذكر شيئا..."أيه صح ...أمس اشتريت لك لاب توب وطابعه ونسيت انزلها معاي ..."
:
:
أبتسمت له ..."شكرا ياراجح ماتقصر تعبتك معاي ..."
:
رفع حاجبه لها ..."من جدك يابنت أي تعب هذا واجبي ..."
:
:
طوال تأنقها كان يراقبها ..لم تكثر من الزينه فقط ماسكرا وروج لحمي.
:
:
كان يعدل لباسه أمام المرآه لفته خروجها ..مرتديه قميص رمادي رسمي وتنورة جينز ..كان لباسها ..جميلا على طول جذعها..راقبها تفتح حقيبة اكسسوارها ..
رفعت ساقها اليسار بخفه وهي ترتدي خلخالها الناعم...
:
:
جمعت اغراضها في حقيبتها ..كان اول ماوضعته شاحن هاتفها ...شعور مؤلم غزاه ..
:
:
حب أن يخفف عنها ..
وجه حديثه لها بينما كانت تخرج عباءتها الجديده من الخزانه..."مدين ...لحظه ..."
:
:
انتظرته مستغربه وهي تتأمل حركته ..
فتح خزانته واخرج من علبه مخمليه صغيره ..
أمرها ..."أجلسي .."
:
:
جلست على طرف السرير ..
جلس على ركبه ليصل الى مستواها ..
فتح العلبه..تناول يدها اليسار ..أدخل الدبله في اصبعها بخفه ..
:
:
تأملت جمالها على يدها دمعت عينيها دون قصد ..
همس ..."عشان لا احد يفكر يقرب زوجة راجح.."
:
:
أبتسمت بين دموعها وهي تلمسها لتتأكد من وجودها ...
فتحت ذراعيها لتحاوط رقبته وتجره لتحتضنه ...قبلت خده مبللته بدموعها وهي تهمس ..."شكرا ياراجح ..شكرا ..شكرا .."
:
:
حاوطها بذراعيه ..وقف وهو يحملها في حضنه ..شدد ييه عليها قبل أن يفلتها"آه يامدين منك ..."
:
:
حررها ولمست رجليها اخيرا الارض ...رتب خصلاتها ..مسح دموعها ..وهو يقبل رأسها ...
:
:
أبتسم لها ...وهو لازال يحاوط خديها بكفيه ..."طيب نداوم ذحين لا اتهور وتقولين راجح نكث الوعد..."
:
:
لازالت تتأمله محاربه تقوس شفتيها ..وضعت يديها على صدره ومن بين دموعها همست "راجح ..."
:
:
أغمض عينيه ...نبهها ..متنهدا.."نداوم اللحين يامدين...واذا رجعنا يحلها ربي..يالله نداوم ..ألبسى عباتك والحقيني ..."
:
:
قالها وهو يبتعد عنها متوجها الى الباب ...
رفعت عينيها تمنع تساقط دموعها وهي تعدل هندامها ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::
تحلى الجو بالصمت الممل طوال الطرق ..
أوقفها أمام باب الكليه ..أستوقفها قبيل نزولها بأنه قبل ظاهر كفها ..
أبتسم لها بحنان ..."موفقه ياقلب راجح ..."
:
:
تأملت قوله الجميل ...صارحها كثيرا بالغزل السطحي ولم يتوجه لها بلفظ غرام الا هذه المره ...
شددت على كفه ..قبل نزولها ...
هناك الكثير ينتظرها ..
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
دخلت الكليه ..لازالت كما هي تعج بالطالبات ومظاهر الحياه ...صحيح وكأن ماحصل لها لم يحصل على بوابتها الخارجيه ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي ترتب هيئتها متجهه الى المبنى الموجوده به قاعتها ..
وكل تفكيرها بماذا سيحدث عند خروجها اليوم ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::::
أبتسمت له وهي تستقبله بباب المنزل وقد عاد للتو من توصيل الابناء لمدارسهم ..
أنحنى عليها فقبلته بخفه ...."ياعمري ربي مايحرمني من هالطله .."
:
:
همس لها ..."من في عند أمي ...؟؟"
:
أبتسمت له ..."أواز وشاهر وخالتي مرادي وعمي ..."
:
:
سرح للحظه .." دقي علي اواز قولي لها تتغطي بدخل ابيها بكلمه .."
أستغربت قوله .."حاظر ياعمري اللي تبي ..."
:
:
من حسن حظها ان اواز لا زالت ترتدي رداء صلاتها ولا زال هاتفها في يدها ........استغرب الكل لطلب ذيب ..
:
:
تحمحم مطرقا رأسه ...ألقى السلام فرد الكل ..
وجه حديثه لتلك ....بعزته وشموخه المعتاد ...فيبين اعتذاره طلبا ..."يابنت محمد جيتك اليوم مستسمح منتس على مابدر مني قبل ..."
:
:
ألتفتت الى شاهر مستغربه ...لقد سامحته منذ زمن بعيد .........."مسامح يالذيب ...بس تراني مظلومه ...وانا تربيتكم مايبدر مني غلط .."
:
:
شهد الكل لها ..فهم لن يصدقوا يوما بها كلمه ...عالمين ان هناك احدهم حتما قد غرر بها ..لم يضربها ذيب ذاك اليوم الا خوفا وتوبيخا ..بينما لم يصدق جدها تبريرها وتوسلاتها واختار ان ينفيها بعيدا جارحا كرامتها وكيانها ...
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
الساعه التاسعه صباحا وردتها رساله من ذاك ..."اليوم اذا خلصتي الدوام بيمر السواق وفايزه ياخذونك.."
:
:
أحست بشيء من النبذ ..لا بد انه يؤجل المواجهه معها لماذا ..
:
:
لقد اوجعها قلبها لمجرد تفكريها في نفوره ..
:
دخلت المنزل الهادئ ..مرت على الصاله كانت عمتها تجلس فيها مع التؤمان وأفنان ..
أبتسمت لها ...وهي تجلس بجانبها..
"زوجك معاكي ...ترى سويت غدا وخليت لكم ...ثابت تغدى ورجع للدوام..."
:
:
هزت تلك رأسه بقل حيله ..."المفروض يكون دوامه منتهي بس رجعت مع السواق والخدامه ...رغم انه كان حريص انه محد يوصلني غيره ..."
:
:
أبتسمت لها عمتها مطمئنه اياها ..."أن شاء الله انه طيب ..أكيد ضروف عمله ماسمحت له..."
:
:
هزت تلك رأسها بالايجاب وهي تقف متعبه ..."بنام لي شويه قبل العصر ..ما ابغى غدى شربت عصير توني.."
:
:
:::::::
::::::::::::
تحممت واستلقت في السرير وقد جفاها النوم ..
أتراه انزعج من ما بدر مني صباح اليوم ..رفعت اناملها تتأمل الدبله ..
لعله لم يراه الوقت المناسب ...أنه لم يكن الوقت المناسب ....لكن كانت هناك فرصه للبوح بأريحيه ..
:
:
أذن لصلاة العصر ..
صلت صلاتها وعادت لتستلقي في السرير ..
دخل ذاك ..أستغربت حالها لوهله ومن ثم وقفت هلعه...
كان يحمل ذراعه اليسرى في حمالة كسور قماشيه زرقاء ...ويحمل في يده حزام سلاحه وبقية اغراضه ..
:
:
قفزت من السرير هلعه وهي تأخذها من يده ..
نزع قميص بذلته بألم ..
ناولها اياه وقد تلطخت ناحية كتفه الايسر بالدماء وهناك شق عرضي بها ..
:
:
تركت كل الاغراض من يدها ..وهي تحاوط وجهه بيديها ..."راجح ياعمري ..أش فيك ؟؟أنت طيب ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وهو يخلع حذائه .ويفتح زر بنطاله الرسمي ...
:
:
جلس على السرير وهي تراقبه بهلع ...حاوال الاستلقاء متجاهلا تألمه ..
أبتسم لها بين تعبه وهو يمد يده اليها ..
أستجابت اليه مسرعه وهي تحتظن كفه وتجلس بجانب حجره ..
"كيف الدوام اليوم ...؟؟"
:
سكتت متأمله وجهه ...ومن ثم نطقت ...بقلب موجوع ..."راجح أنت طيب ؟؟"
:
:
تنهد مخرجا نفسا عميقا ...."اليوم كان في مداهمه مفاجئه وحصل اشتباك وخلع بسيط في الكتف..."
:
:
راقبته ...غير مصدقه ..."طيب والدم من ايش ...؟؟"
:
حاول الاستلقاء..."جرح سطحي يامدين لاتخافين ..."
:
تقوست شفتيها بحزن ..قاومت بكاءها ..."خلاص بلاها هالشغلانه..ياراجح ..مداهمه ..مداهمه ...هذا وحنا في مدينة الرسول "
:
:
جرها مع رقبتها بخفه وهو يقبل جبينها ..."واجبي يامدين .."
:
:
أبتسمت له ..بين دموعها ..وهي ترتب خصلات شعره..."الحمد لله على سلامتك قلبي كان بيوقف ...جيعان احط لك أكل ...."
:
:
تأملها بملامح لا تفسر...
باتت القبلات العرضيه لاتضايقها ..حتى انها تجرأت مؤخرا لتمد يدها اليه ..
وهناك عبارت تطلقها مبطنه بأنها تهتم لي وتخاف علي..
"مو جيعان ...الا ضغطي هابط ..."
:
همت بالوقوف ..."اللحين انزل اجيب لك أكل ...لا تنام "
:
:
راقب اختفاءها بشيء من التعب ..
:
أغمض عينيه مستسلما لأرهاقه..
قربت الطاوله بهدوء ناحيته من السرير..وضعت الصنيه ..
:
راقبته يغضن جبينه بألم وهو مستلقي بتعب..لو حدث وفقدته كيف ستكون الحياه بعده ..
سأغرق في الندم لرفضي اياه ..
:
:
همست له وهي تربت على باطن كتفه الايمن العاري..."راجح ...قوم كل ...راجح .."
:
:
فتح عينيه بهدوء ..
تأمل أبتسامتها المراعيه ...
مد يده لها ..."قوميني أغسل ...."
حاولت جره ضاحكه ..لم تزعزع من مكانه ..وبخها بأبتسامه.."أش هالضعافه ....."
:
وقف وهو يحتضنها بذراعه السليمه ..قبل رأسها ..."خفتي علي يامدين ..."
:
:
أبتسمت له ...وهي تحارب ذكرى خوفها ..."يعني اكيد خفت عليك والله قلبي وقف لمن شفت وجهك والدم ...بس وقفتك قدامي سالم بالدنيا ..."
:
:
أخذ مفسا عميقا وهو يتأملها ....وبصدق...."مدين انتي تعرفين انه قاعد احاول بكل مجهودي ان اللي بيننا ينجح ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ...."كل شيء ماشي تمام ياراجح...."
:
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
جلست على السرير بجانبها مبتسمه ..فعاتبها ........"أش سويتي اليوم ...؟؟"
:
:
أبتسمت له مدافعه عن نفسها ......" والله ماسويت ولاشئ ياعمري"
:
أكمل معاتبته........"طلعتك الدرج ونزلتك مره تكفي ..........."
:
:
قبلته على كتفه ...."انت تعرفيني ياذيب ما اعرف اقعد في السرير ...وبعدين الامور ماشيه تمام......."
:
:
أخذ نفسا عميقا ...مهددا .."تبين اسوي اللي قلت عليه ...أحرم اخرج واجلس حارسك في الغرفه ..."
:
:
أبتسمت له وهي تقبل خده .."ياليييت انت لو غبت عني ساعه دنياي توقف ..."
:
:
تأملها بأبتسام وهو يحاوطها بذراعه ..
بادلته لحظة صمته الا انها اكملت فخورة به ............" ياحياتي ماقصرت مع اواز ولا مع احد غيرها .."
:
:
رفع حاجبه الايسر بقناعته ..."ماحبيت انها تستمر اكثر من كذا اخذه مني موقف وهي مو عارفه موقفي انا ........"
:
:
أستشعرت تفضيله للصمت ..فسكتت ترقبه بحب لحين لحظة نومه فهذا اسعد ماتمارسه في يومها ..
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
راقبته بملل وهي مستلقيه على السرير ..
كان غارقا في اوراقه ..
:
:
تأففت ..."لاعاد تجيب شغلك لغرفة النوم ياثابت بجد شيء ممل..."
:
:
رفع رأسه اليها مبتسما ....."خلاص تعودت ياماري...سنين عمري راحت وانا هذا منوالي دوام دراسه اوراق مفروده ونوم ..."
:
:
ابتسمت له بخبث وهي تمد يدها اليه ..."ذحين في انا ...في حضرتي تنسى كــــــــــل عادات زمان ....تعال ..أقولك قصه ..."
:
:
ضحك ..."اش هالاغراء اللي نهايته قصه ..."
:
:
أبتسمت له تستحثه ..."لا والله بجد تعال اقولك قصه حلوه مره ...تعال..."
:
:
نزع نظارته واغلق حاسبه وهو يتجه اليها مبتسما ....
:
أشارت اليه في الجلوس أمامه وهي تعتدل جالسه ..أمتثل لأمرها ..
غطت كلاهما بملاءة السرير البيضاء ..
بأنعكاس الضوء خلفت مساحه وفراغ ابيض حولهم ..
:
:
أبتسمت له ....وهي تنخرط في رواية حكايتها .."كان ياما كان ....في زمان مو قديم ولاقريب...كان في وحده حزينه ووحيده اسمها فاطمهتعيش مع امها واخوها الصغير من ابوها ...مرت السنوات وفاطمه كل ماتحمل يموت اللي في بطنها ...لأمن كان عمرها 40 ...وامها تعبت واخوها ما في رجل يرعاه ..حب يستر عليها شاب طيب جاره المسجد اسمه زايد وكان عمره 28 سنه ...مارفضت لانها محتاجه له ..فاطمة كانت جميله ...لكن مكسوره ...حملت فاطمه من زايد على طول ...وفرحت فرح ..ودعيت دعء قالت ياربي خذ روحي هالمره اذ اخذت طفلي......أستمر حمر فاطمه يكبر يوم بعد يوم ...وخلفت بنوته حلوه وجميله بيضاء وشعرها اسود وعيونه عسليه ...وسمتها على أسم أمها ...سمتها ماريا ..."
:
:
كان مندمجا بما تقصه وبأسلوبها وهي تخط بأناملها في باطن كفه أسلوب حديثها ..
أكملت ......."كبرت ماريا ...يوم بعد يوم .....وماريا مالها في الدنيا الا امها وخالها وجدتها وبعض الاحيان ابوها يظهر في الصورة ...ماتت فاطمه وماريا بعدها مافهمت أمومتها ...
كملت ماريا وحدتها ...وماتت جدتها ..وحصل اكثر شيء كانت تكرهه ...تفرقت هيا وخالها ..وراحت بيت ابوها ...كان مليان أسرار وحكايا و بكا ...وكان في عم كبير وصارم أسمه زيد ...وهناك اتعرفت على مضاوي بنت عمها وبنتين زي القمر بينات ولد عمها ...وعاشت ماريا ..مع كل الصعوبات الجديده عاشت ...لمن كان عمر ماريا 13 سنه بس حصل ما لم يكن في الحسبان ...تزوجت ماريا ..."
:
:
كاد ان يتوقف قلبه لقد كانت اكبر من ابنته بسنه واحده فقط ..
"وعاشت اجمل ايام حياتها مع زوجها فهد ..كان لها اخو وصديق وزوج وعائله ..مرت ست سنين وماريا اسعد انسانه أنهت دراستها الثانويه ..وكان عندها بيت خاص فيها ..وزوج بالدنيا ....بس في يوم مارجع فهد وماتت كل أحلام ماريا ورجعت للبيت القديم ....وعاشت من جديد فيه مات عمها الصارم وتغيرت الامور ...وماراي كل يوم تزيد وحدتها القديمه عن اليوم اللي قبلها ...خطبوها شيوخ ..ودكاتره ..وتجار ...ورفضت ماريا واختارت تعيش على الذكرى ...وكل يوم لمن تصحى تتخيل ولدها وزوجها جنبها ...بس ماكانوا موجودين ...شاركتها وحدتها بنت عمها مضاوي ..مرت السنين وانفتح باب السعاده لمضاوي ..هنا ماريا يئست ..واكتشفت انه عمرها ضاع بدون خلفه وبدون تؤام روح ..ورفضها بدأ سببه يصغر في قلبها ...ومن بعد موت خالها ,,وهي تشعر بوحده أقوى من اللي قبلها ..
في يوم من الايام في عيد من الاعياد ..وقفت ماريا على شباك مخفي ...وشافت ...وبعد كل هالسنين...حست بقلبها ينبض نص نبضه لرجال ..لكنها كانت وحيده ويائسه وهالرجال ابدا ماراح يفكر فيها او يعرف انها موجوده اصلا ...لكن بكت ذاك اليوم لانها بشوفته حست انها تستحق فرصه للعيش ..
مرت الايام وانخطبت ماريا لرجال كبر عمها اللي مات ....وكسرت صومعتها وبلغ من يأسها انها توافق ...لان العمر راح ولازالت بدون ضنا ...وبدون حياه ..لكن اخوانها وابوها رفضوا ..وكان رفضهم في محله ...أنخطبت ماراي مره ثانيه وهذا كان شيء مستحيل ...وافقت لموافقة ابوها ...ونزلت وشافته ...كان الرجال اللي نبض له قلبها في العيد ...وكان قليل ادب واختارت انها ماترتبط فيه لولا انه شدها ..و وافقت ..وهاذي هيا تقوله القصه وهو فاتح فمه مو فاهم حاجه ....."
:
:
:
كان لازال يتاملها مدهوشا بما قالته ..
:
:
أكملت .."كانت هاذي حياة ماريا ...فراغ ووحده .."رفعت الملاءه عنهما ..."وصارت هاذي حياة ماريا ...كلها ثابت...."
:
:
كان رده ان زرعها في حضنه ..وهو يقبلها ...وكل يوم اكره نفسي والوم نفسي ..ولساني الجبان لايساعدني لأبوح لها بسري ..
:
:
:
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أخذت نفسا عميقا وهي تفتح الباب ..
دخلت احداهن ومعها طفله صغيره ...فتحت نقابها وكانت تلك لم تتغير فقد مرت السنوات على محياها قاسيه ..
:
:
أبتسمت لها على مضض وبتبادل تحايا رسميه ..
:
دلتها على مكان مجلس الضيوف ...وهي تلحقها ولازالت الصغيره تتأمل الشقراء بأستغراب ..
:
ضيفتها مما أعدته لهذا اليوم ..
تشعر بأنها غريبه ..نعم انها غريبه بالكاد تعرفها بعد كل هذه السنوات ..
محاوله بدء حديث ..."هاذي بنتي الصغيره
الحان ..بنتي الكبيره موده توفت بسرطان الدم ..."
:
:
امتقع لون وجهها حزنا وهي تهمس لها .."الله يرحمها ..."
لقد أسمت أبنتها على أسمي ...أتراه تحمل لي حلو الذكريات..
تأملت المنزل متسائله ..."نوير موجوده ......"
:
هزت رأسها بالنفي ...."طيب مشاعل ....؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ...."طلقها عمي ذيب العام ..."
:
أبتسمت بشيء من التشمت على الماضي ...
أكملت .."أحلويتي يا اواز ..."أشارت لها على بطنها ...."الله يتمم لك على خير ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."أمين ...ويعوضك ..."
:
:
أبتسمت بحزن ...."الحمد لله على كل حال لله ما اعطى ولله ما أخذ..."
:
:
راقبت صمتها ...فتحدثت ..."أواز انا اسفه ..من جد انا اسفه واعيش بحسرتي وندمي يوميا من ذاك اليوم ...أنا اسفه ...ربي ستر عليا ..لكني فضحتك ...وانا والله ظلمي لكي منغص علي عيشتي...لكن والله انضحك عليا وانجبرت ..."
:
:
هزت رأسها لها بالنفي ...."غلطك التافه ...أبعدني عن عيلتي سنين ..كبرت وحيده يا صديقتي واخذني رجال على مره وطلقني ..وانا بزر ...وانتي جالسه بين اهلك وتكملين دراستك ...وانا توني اللي ارجع لاهلي بعد عشر سنين ارجع وصدقيني في بيننا فجوات كبيره انا عمري ماراح اسامحك يالمى ..."
:
:
ترجتها بدموع ..."أواز لاتقولين كذا الهج يخليك ...أنا انضحك عليا ...وانا غلطانه اسمعي مني ...."
:
:
راقبت صمتها الغاضب الناقم ...فأكملت..."هي قالت لي..خذيها لهم قبل تاخذ زوجي و لاترجعينها.."
:
:
:
رفعت حاجبيها بأستغرب ..."مين اللي قالت كذا ......؟؟"
:
:
:
::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
و الماضي كان وبحمد الله ..غدا استرها يا الله
ان لم تتطهر جيدا من احزان ماضيك ستعود لتنجسك بأي ثمن ..
تصالح معها ... و انسها ..فأكثر النهايات مثاليه النسيان ...
:
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..