لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


غيرت مجرى حياتي

كل يوم تشرق الشمس لتفتح القلوب التي أغلقت أبوابها و ترتشف رحيق القلوب الذي بات مفقودا , وتحاكي آلام الغد المتصاعدة . لقد كنت هناك في ذاك القارب , لقد

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-14, 07:40 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274680
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريشة القلم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريشة القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
Wavey غيرت مجرى حياتي

 

كل يوم تشرق الشمس لتفتح القلوب التي أغلقت أبوابها و ترتشف رحيق القلوب الذي بات مفقودا , وتحاكي آلام الغد المتصاعدة .
لقد كنت هناك في ذاك القارب , لقد رأيت ذاك الضباب الكثيف الذي يشعرك بالبرد و الضياع , فعلا .. في تلك اللحظة بالذات شعرت بالضياع .
كنت أموج و أجول البحر مع بعض الأصدقاء آملين وجود أي شيء أو أي بصيص للأمل , كم كرهت هذه الكلمة " الأمل " كنت أنصحهم دائما بالتحلي بالصبر و الأمل , و هاأنذا أكتب مذكراتي بعد أربعين سنة من تلك الحادثة .
كنت أنا محمد و أصدقائي سليم و عرفان في رحلة للصيد يوم العطلة المدرسية , كان لدى والد سليم قارب شراعي جميل كتلك القوارب التي تبدوا وكأنها تريد سحبك إلى مياه الأحلام الصافية , تلك الأحلام التي تراها في الأفلام و الحكايات , تعلم أنها خيالية و لكنك تتمنى لو أنها حقيقية , خلال إبحارنا على ذاك القارب ضحكنا و لعبنا , و كانت السعادة في أقصى درجاتها , تلك السعادة التي تشعرك بأن أمرا خطيرا سيحدث قريبا , لا أقول أنه تطير بل هو شيء يشعر به كل إنسان , و فعلا في تلك اللحظة حدث الذي حدث , فجأة تغير لون السماء الزرقاء الصافية و تلبدت بالغيوم السوداء , تنبأنا بحلول عاصفة قريبة و هذا شيء اعتيادي ؛ لأننا نقطن منطقة مدارية معروفة بتغير طقسها المستمر, بادرنا بالإسراع و الاقتراب من الميناء , لكن الوقت لم يسعفنا , كنا في خوف شديد ؛ لأن الرياح باتت تبدوا و كأنها تضرب قاربنا بعصا كبيرة محاولة إغراقه.
كان سليم و عرفان يقفان على ظهر القارب , يحاولان الحيلولة دون انقطاع حبال الشراع , و كنت جالسا خائفا أرتعد من البرد و من منظر الأمواج التي تبدوا كالجبال , و كذلك خائفا من الغرق لأني الوحيد بين أصدقائي الذي لا يجيد السباحة , فجأة انزلقت قدما عرفان عن القارب و سقط داخل الأمواج , كان يصرخ طالبا النجدة و لم يكن بوسعي أي شيء ؛ لأني لا أجيد السباحة , بت أخاطب سليم و أقول : لا يزال هناك أمل في نجاته إن حاولت النزول و إنقاذه , و يبدوا أني تناسيت نظرة الخوف في عينيه من تلك الأمواج , و مع حديثي تغيرت نظرته فجأة و قفز إلى البحر محاولا جاهدا إخراجه , لكنه في النهاية لم يفلح , ظل سليم يصرخ و يطلب النجدة بعد غرق عرفان , و أنا عالق داخل القارب أعاني من خوفي من السباحة , و أراهما يفقدان أنفاسهما شيئا فشيئا , شعرت حينها و كأن الجو بات مليئا بالضباب و الظلمة الحالكة , رأيتهما هناك يغرقان أمام ناظري و لم أستطع فعل أي شيء فقط اكتفيت بالنظر و الخوف .. بعد لحظات قليلة توقفت العاصفة و عدت إلى الميناء , وجدت الأهالي تنتظر قدومنا بفزع أمام الميناء , خرجت و ثيابي المبللة وجسدي الذي لم يسكن من الارتعاش , و الحزن و الخوف يملآن عيني , التقطني والداي و أخذاني في أحضانهما لكني كنت أفكر فقط في موقف والدا سليم و عرفان , كانا ينظران داخل القارب و لم يجدوا أحدا ...! توجهت إلي أعينهم المليئة بالأسئلة , تجمدت مكاني , و كان والدي ممسكا بكتفي و يسأل نفس السؤال .. ما الذي حدث ؟.. لم أستطع قول أي شيء حينها سوى كلمة واحدة . لقد غرقوا !.. لم أسمع بعدها سوى صيحات البكاء , و كان ذلك آخر شيء أسمعه قبل أن أغيب عن الوعي .
بعدها بحوالي أسبوعين من الحادثة ذهبت إلى المدرسة فنظرت إلى المكان الذي كانا يجلسان فيه , فلم أجدهما ... كرهت بعدها المدرسة و زملائي و كرهت كل شيء يذكرني بتلك الحادثة التي غيرت مجرى حياتي بالكامل , و ها أنا الآن اكتب أكثر شيء حاولت نسيانه في مذكرتي بعد أربعين عاما كنت فيهم كالضائع بعد فقداني لأعز صديقين و لا زلت كذلك .. فقدتهما فقط لأني لم أواجه مخاوفي مع أني إن ذهبت و أنقذتهم لحظتها ,لا أظن أني كنت سأجلس الآن على مكتبي و أكتب هذه القصة المؤلمة , و الآن أصبح لدي عائلة , و لدي ولدان أسميتهما عرفان و سليم , لا أعلم ..! لكن يبدوا أني كنت طيلة ذاك الوقت أحاول العيش مع الذكريات , لأني أذكرهما كلما نظرت إلى ولداي , تعلمت من ذاك الحادث شيئا استفدت منه , و جعلته عبرة أعلمها لأبنائي و طلابي في المدرسة ...
لا تتذكر الماضي فإنه ماض , ولا تتأمل في الغد لكي لا ينسيك الواقع , و توقع دائما أسوء الأشياء لكي لا تكون الصدمة قوية على عقلك , ولا تكره كلمة الأمل ؛ لأنه لولاها ما مات الأعزاء و علموني درس عمري , أنه لابد للشمس أن تشرق من جديد , حتى وإن طالت ظلمة الليل الحزين .

 
 

 

عرض البوم صور ريشة القلم   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أدرى, حياتي, غيرة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية