فى نهاية الشرفة, لمحت ممراً مظلماً, خالياً فدخلته على الفور, استدار بها الممر فى زاوية حادة, ليتفرع. فركضت و تابعت ركضها ... وقادها الممر بعيداً, و أخذت أصوات الموسيقى تضعف. الجدران الصماء من حولها, الأرض الحجرية و السقف المنخفض جعلت وقع أقدامها ترن بالصدى... المكان بارد... فأحست فجأة بالبرد, و اصطدمت ذراعاها العاريتان بالجدران الرطبة. فجأة سمعت صوت الماء, و ادركت إلى أين وصلت, و انفتح الممر الضيق لتقف فجأة و تستند إلى الجدار البارد الرطب, فاحست بألم حاد فى صدرها... لقد وصلت إلى غرفة القوارب على بعد أقدام منها كانت مياه المارن تنساب بجانب القصر, و كانت المياه سوداء تلمع و كأنها الزيت تحت الضوء الخفيف المنبعث من الأبواب الحديدية التى تسد المنفذ. فى الحديد الصدأ, حلقتان حديديتانرُبط بهما قاربان أسوداً اللون, يتموجان مع اندفاع الماء .... فارتجفت خوفاً, و هى لا تزال تسمع أصوات الموسيقي, لكن المكان الواسع الخاوى كان يردد صوت الماء و صدى أنفاسها أكثر.
ثم سمعت وقع أقدام.... كانت تتجه فى الممر الذى سلكته. توقفت لحظة, ثم تقدمت بسرعة أكثر. برعب مفاجئ, التصقت بالجدار المختفى, تحس برطوبته و برودته تدخل جسمها من خلال الفستان, كتمت أنفاسها و لم تتحرك و أصبح وقع الأقدام الآن أقلاب, مندفعة و كأن صاحبها يركض . ثم توقفت فجأة... لابد أنه وصل إلى غرفة القوارب .... و ساد الصمت.
شخص ما كان يقف فى المدخل, دون حراك, و كأنه يصغى بانتباه. ثم تكلم بصوت منخفض:
ـ مايسى؟ أعرف أنك هنا, رأيتك و أنتِ تغادرين... أين تختيئين؟
أحست بالخوف يخنق صوتها, و علمت أن كل هذا غباء... لكنها لم تستطيع أن ترد.
علا الصوت إلى أكثر من الهمس, فتردد صداه فوق الماء:
ـ مايسى؟ الأفضل أن تظهرى, و إلا سأضطر إلى التفتيش عنك.
فى تلك اللحظة, سمعت دوى رعد منخفض, و كأن السماء تمطر... و تصاعدت الأصوات و هزت الجدران من حول مايسى... ثم لمع البرق مضئياً النهر فى الخارج, و الغرفة المظلمة بضوء يخطف الأبصار... و شاهدت فى لمح البصر كل ما حولها من جدران خضراء رطبة... و صورة رجل ينظر نحوها مباشرة. لقد رآها, فتقدمت إلى الأمام.
ـ كورد؟
لكنها أدركت فى لمح البصر... و قبل أن تدوى ضحكته قبل أن يتكلم من هو .
و أجابها:
ـ لا... مايسى... أنا ليو.
تجمدت مايسى فى مكانها تنظر إليه مذهولة, غير قادرة على الكلام, و كأنما لسأنها متيبس فى حلقها. آخذ الخوف يتسرب إلى قلبها و أقشعر جسمها , فتقدم منها ليو مبتسماً, لكن عيناه فى الظل و أدركت إحساسه بخوفها.
ـ حسناً ألا تقولين شيئاً؟ ألست مندهشة؟ ألا ترحبين بىّ؟
تراجعت عنه, لكنها اصدمت بالجدار, وخرج صوتها بقوة أكثر مما أرادت لكنه ظل يحمل علامات الخوف:
ـ ماذا تفعل هنا؟
ضحك...و مد يده إلى جيبه, و أخرج سيكارة و أشعلها, فرأت وجهه بوضوح على ضوء الولاعة.
ـ جئت لأراكِ... و لو أننى أكره مقاطعة شهر عسلكما, خاصة لأننى بذلت جهدى كى أجمعكما معاً... ما ذلك الترتيب الذى رتبه أخى؟ غرف منفصلة؟ هذا لا يمت إلى شهر العسل بشئ, و لا حتى إلى الزواج. لذلك قررت لعب دور كيوبيد.. لأرى ماذا سيحدث... إنه الفضول. أمر رهيب أليس كذلك مايسى؟ لكننى كنت دوماً فضولياً... أتتذكرين؟ لذا كان علىّ المجئ لأرى بعينى كيف الحال بينكما... أنتِ و أخى العزيز.
ـ أنت مجنون!
فضحك ثانية:
ـ أنا هكذا دائماً. لكن لا تخافى مايسى, أنا شديد القلق عليكِ... لذلك أنا هنا... لأزوركما زيارة رسمية صغيرة فى الفندق, اتصلت عدة مرات لكن يبدو أن هناك تعليمات مشددة بعدم إزعاجك, و هكذا قررت أن أجعل زيارتى اجتماعية, هنا عند الأميرة... أمر سهل أن ألاحق تحركات أخى العزيز, أليس كذلك؟ كل باريس تعرف تحركاته.... أخبرينى هل تمتعت بزيارة فرساى؟
حدقت به مايسى مذهولة, فعاد إلى الضحك.... من بعيد سمعت مايسى أصوات الرعد... أجبرت صوتها على الخروج, محاولة جعله يبدو صارماً غير خائف:
ـ ماذا تريد؟
و هى تتكلم أدارت رأسها جانباً, تريد التأكد مما إذا كانت قادرة على تجاوزه بسرعة ما بين الجدار و الماء. تحرك سريعاً ليسد عليها الطريق. ثم ابتسم ساخراً:
ـ ماذا أريد؟ أريدك أن تعرفى الحقيقة, يجب أن تعرفى.... أليس كذلك؟
ـ الحقيقة؟
ـ الحقيقة حول سبب زواج كورد منك... من بين أمور أخرى. لطالما كنت أؤمن بأن من حق الزوجة معرفة هذه الأمور.
ـ لا... لا أريد معرفة شئ. و لا أريد أن أستمع إلى أى شئ ستقوله ليو!
استعادت قوتها فجأة, و حاولت دفعه جانباً, إلا أنه لم يتزحزح. بل مال نحوها, و رفع ذراعيه إلى فوق بحيث أصبحت راحتا يديه مستندتين إلى الجدارين, و بحيث أصبحت مايسى محجوزة.
ـ لكنك ستستمعين إلىّ... ألم يفاجئك الأمر مايسى... أنا مندهش كيف أن امرأة ذكية مثلك قبلت بمثل هذا الزواج. إلا إذا كان هذا ما تريدينه بالطبع....
صاحت بعتف:
ـ أبتعد عن طريقى.
ادهشتها قوتها و هى تدفعه, لكنه أمسك بيدها على الفور, و لوى ذراعها إلى الخلف, حتى أنها صرخت من الألم, ثم دفعها بخشونة ليسندها إلى الجدار, و شد على ذراعيها:
ـ لا تفعلى هذا ثانية... فقد أؤذيك إذا أغضبتنى مايسى...
أحنى وجهه قرب وجهها و ابتسم.... ثم استقام دون أن يتركها.
ـ و الآن.... بعض التوضيحات... و هى تشتمل أختك العزيزة, لذا عليك الأستماع.
أدرك أن المومضوع قد شد اهتمامها, فأرخى قبضته عنها و أكمل:
ـ لست أدرى بالضبط, لكن أعتقد أن آبيغال قد أخبرتك حقيقة العلاقة التى كانت بيننا, علاقة ناجحة لكنها لم تدم طويلاً لأننى فى الواقع ما كنت أريد آبيغال... لكنها كانت أفضل ما استطعت الحصول عليه, و يمكن أن اعترف لك أننى لم أستطع النجاح فى الإدعاء أنها أنتِ.....
ـ أنت قذر فاسد! أتركنى....
قاومت مايسى بشراسة لتخلص ذراعها منه, ثم لاحظت أنه يتمتع بمقاومتها.... فتوقفت. و رغم النور الخافت, استطاعت أن ترى فى عينيه شيئاً من ذكرياتها البعيدة... شئ ملأها بخوف شديد, خوف قادم من الماضى.... لكنه استمر ينظر إليها ببرود.
ـ آبيغال الصغيرة و أنا.... توصلنا إلى أتفاق... لنقل أنه أفاق عمل.... أتعلمين مايسى, حتى ظهر أخى العزيز, كان لىّ خط صغير يدر علىّ الربح, أمر سهل فى مؤستتنا العائلية القديمة الطراز, خاصة عندما يكون الأب قابعاً فى بيته, و الأبن الموثوق به و الوريث.... و أنا أحب المال.... مال أكثر مما قد يتلقاه المرء من راتبه كمحام.... و كذلك كانت أختك الصغيرة, و كان هذا أمراً مشتركاً بيننا. لذلك عندما سألتها التعاون معى, وافقت.... إلى أن وصل كورد... فخافت منه...
ثم نظر إليها بعينين تلمعان مثل الماء فى الظلام, و فى مكان ما من بعيد كانت العاصفة تدور... فسمعت رعدة قوية تدوى... و لمع البرق و ضحك ليو متابعاً كلامه:
ـ كانت الأمور تسير على ما يرام, لولا تدخلك, و ذهابك إلى كورد... لذلك وجدت نفسى أتخبط فى المشاكل... علماً أن مشاعرى نحو كورد كانت مشوشة, لكن علىّ الاعتراف بذكائه, ولست أدرى ما قالته آبيغال لكِ أو قلتيه لـ كورد, لكن قبل أن تتنفسى كان أخى العزيز قد راجع الحسابات و أكتشف كل شئ و وجد الكثير من المال, باسم ليو فى البك... أليس هذا أمراً شنيعاً؟ شرف العائلة أصبح مهدداً و كورد شديد التمسك بالشرف.... ألم تلاحظى هذا؟
تنفست مايسى بعمق و حدة, خوف غريب, مألوف, سرى تحت جلدها... لكنها قالت بشراسة و صوت منخفض:
ـ لا أصدقك.... أنت كاذب... على كل الأحوال لا علاقة لىّ بشأنك....
ـ بل له علاقة بك. أتعرفين لماذا تزوجك كورد؟ أوه... هيا مايسى... لا تقولى لىّ أنك لا زالت تحتضنين تلك المشاعر الحمقاء حول حب طفولى؟ هل صدق عقلك البرئ الصغير, أنه ربما أحبك؟ هل قال لك هذا؟ كورد مستقيم حول هذه الأمور...
قد يعجبه أن يذهب معك إلى الفراش, فهذا نوع من التعيير نحو نساء أمثال باسكال... مايسى! الأمر بسيط... لقد تزوجك ليسكتك.
ـ ماذا؟
ضحك ليو ثانية, و تقدم منها أكثر, حتى ضغط صدره على صدرها قليلاً, وجهه يبعد قليلاً عن وجهها:
ـ ماذا قلت له مايسى؟ هل هددته بفضح الأمر... أو الذهاب إلى البوليس؟ أجل.... هذا ما قد تفعلينه و كما ترين.... هذا آخر ما يريده كورد. حرص على كتمان كل شئ.... كان غاضباً بالطبع حين أخبرنى فهو مرعب جداً عندما يغضب.... تتملكه فكرة غريبة أن عليه حمايتنا ... ليس أنا فهو يكرهنى و لا أعرف السبب لكن لحماية والدنا.... فمثل هذه الفضيحة قد تؤدى بحياته, فلقد دفع كورد من جيبه معظم المال, و أنا كنت حريصاً جداً على أن أتخلص بكل سهولة.... لكن بقيت مشكلة وحيدة.... أنتى يا مايسى.
ـ هذا غير صحيح!
ـ أخشى أن يكون صحيحاً, فهو يعرفك جيداً. و يعرف أنك عندما تتزوجينه ستبقين صامتة بدافع الولاء له. فأنتِ من النوع المطيع... ألست هكذا يا مايسى؟
و هو يتكلم عاد إلى لوى ذراعها بحدة حتى صاحت ألماً, فجذبها إليه بقوة لتلامس جسده!, و بيده الآخرى كان يزيح فستانها عن كتفيها:
ـ هيا.... هيا يا مايسى! أعرف ما ترغبين فيه, و لطالما عرفته أنتِ مثل أمك.... لم تكن سوى *****... و أنتِ لست أفضل منها... هيا. ألا تذكرين مايسى؟ منذ سنين طويلة.... فى فنكوفر, و كنتِ لا زالت فى الخامسة عشرة....
ــ أبتعد عنى!
حاولت أن ترفسهيائسة, لكنه صفعها بشدة.
ـ قلت لكِ .... الا تفعلى هذا!
اصطدم رأسها بالجدار الحجرى, و سرى فيها الألم... مد ليو يده إلى شعرها ليزيد من ألمها فبكت. حدقت به غير قادرة على الكلام فى وقت أخذت أفكارها تتسارع لتتدفق أمامها صور الماضى متسارعة أمام ناظريها.
ـ ماذا ستفعلين الآن؟ أتصرخين؟ لن يسمعك أحد.... لكن إذا فكرتِ بالصراخ....
منتديات ليلاس
وضع يده الرطبة على عنقها و كاد أن يخنقها ثم رفعها إلى فمها, فكادت أن تختنق.
فى تلك اللحظة تذكرت, و لابد أن شيئاً ما ظهر فى عينيها لأنه ابتسم:
ـ إذن لا زالت تتذكرين... كنت يومها تتظاهرين بمقاومتى... أليس كذلك؟ لكنك كنت تخدعينى, فأنتِ تحبين هذا.
ضغط بشدة على جسدها يرفعه عن الأرض, ثم أخذ يدفعها إلى الخلف و إلى أسفل, فانطوت ساقاها تحتها و وقعت بقوة فوق الأحجار المبللة.... و ضحك ليو... فسمعت نفسها تقول:
ـ أرجوك... أرجوك ليو... لا تفعل هذا.... لا تفعل....
صفعها مرة ثانية و صاح:
ـ اخرسى!
و اطبق بفمه عليها ليخرسها بالفعل, يده تمسك برأسها كى لا تحركه ...و امتزج الدم بالرطوبة, و أحست أنها ستختنق... و بالقوة الغريزية التى ولدها الخوف, لفت ذراعها حوله, و أمسكت شعره و شدتهمحاولة أبعاده عنها, فخدشت وجهه و عينيه بدا لها أن تفكيرها يتباطأ, مثل الحلم... فكل لحظة كانت تمر كساعة.... لقد بدأ ليو يسنفذ قواها و الألم يشل عضلاتها... فاستجمعت آخر ما تبقى لها من قوة, و انشبت أظافرها فى جسده.... لكنها فجأة أحست به يرتفع عنها, و يضيع اتزانه و هو راكع على ركبتيه, ثم رات ذراعاً ترتفع لتسدد ضربة, لكن البرق الذى أضاء المكان للحظات كشف لها عن كورد...
كان يقبض على ليو من عنقه, يجره إلى الخلف ليقف على قدميه ثم يترنح الرجلان, دون أن يتكلما... و أخذت الجدران تردد صدى أنفاسهما الحادة... فتقاتلا, دون أن تتمكن من الحراك! أحست بسائل على وجهها لم تتبين إذا كان ماءاً أم دماءاً لشدة ألمها.
دوى الرعد ثانية فوق الرؤوس, و على الفور لمع البرق, ليضئ للحظات صورتين سوداوين ظلهما الطويل فوق الجدار, أذرعهما متشابكة و هما يتقاتلان, ثم قبل لمحة بصر من زوال النور شاهدت كورد ينفلت , و تراجعت ذراعه إلى الخلف, و ساد الظلام, لكنها سمعت صدى لكمة... و فى العتمة لاحظت ليو و هو يتهاوى إلى الخلف, و قدماه ترتفعان ليقع بقوة.... اصطدم بالجدار, ثم انزلق إلى أسفل نحو الحجارة الرطبة, وقف كورد فوقه, مرتفعاً كالبرج, دون حراك, يراقبه. فأطلقت مايسى صرخة خوف, و لمع البرق ثانية, فاستدار كورد نحوها, لكن ليو لم يتحرك.
صاحت عالياً محاولة النهوض:
ـ كورد!
وقف ينظر إليها, إلى الفستان الكاشف عن ساقيها... إلى المخمل الأسودالمفتوح عن صدرها. و قال ببرود:
ـ أتظنين أنه مات؟
الحقد فى صوته قطع الطريق على الكلمات التى كانت ستقولها. فأكمل :
ـ لا تقلقى. إنه لم يمت. لكننى تمنيت الموت لكِ. أنهضى... لا أطيق النظر إليكِ.
ـ كورد.... أرجوك...ليس الأمر كما تظن....دعنى أشرح لك...
ـ لا أريد سماع أكاذيبك القذرة! أنتِ و ليو بدأتما أمراً فيما مضى... و قررتما إكماله.
حاول الأمساك بها ثم تراجع:
ـ هذا غير صحيح!
ـ خذى.
خلع سترته بسرعة و رماها لها :
ـ الأفضل أن تسترى عريك....فأنتِ الآن تبدين على حقيقتك!
التقطت السترة ببطء لتلف نفسها بها مخفية ارتعاشها.
ـ حسناً.... استمعى إلىّ الآن... سأحاول إخراجك من الباب الخلفى, و سأخذك إلى الفندق ... بعدها لا أريد أن تقع عيناى عليك... مطلقاً, و إلى الأبد.... أتفهمين؟
ـ كورد....
ـ لا تلمسينى!
لم يشاهدهما أحد و هما يغادران القصر, و نقاتهما سيارة الأميرة التى جاءت بهما نحو باريس. فى الفندق, أسرع بها إلى فوق السلالم يدفعها أمامه كأنما لا يطيق أن يرأها أحد... و لم يتوقف قبل أن يصلا إلى الغرفة و يضئ النور.
أخذ ينظر إلى جهها .... ففكرت أنه لابد أن يكون هناك بعض الكدمات و الدماء على بشرتها. أدارت نظرها إليه متوسلة, فرأت علامات الأرتعاش على وجهه.
ـ قلت لكِ من قبل لا تنظرى إلىّ.
استدار عنها بعنف, و أخذ يفتح الأدراج و الخزانة ثم أخرج حقيبة و بدأ يضع فيها الثياب... و بدا لها أن عقلها يعمل ببطء, بسبب الألم الذى تحس به.... ثم شاهدت على الرف الأعلى للخزانة, شيئاً مدفوعاً إلى الدخا:
ـ هذه حقيبتى... الضائعة.
فابتسم ابتسامة متجهمة:
ـ ـ أجل... لقد كذبت... أنا من وضعها هنا.
ـ أنت؟
ـ أجل... أختلقت عذراً لأشترى لكِ شيئاً. غبى.... اليس كذلك؟ لكننى حينها لم أكن أعلم أنك رخيصة.
فصاحت به:
ـ أنظر إلىّ كورد....
تقدمت منه تجذبه لمواجهتها :
ـ انظر إلى وجهى بحق الله! أتظن أنى تقبلت هذا بإرادتى؟
نظر إليها ببرودة:
ـ أوهـ... يا الآن مايسى... كلانا يعلم أن الكدمات تظهر عليكِ بسهولة....
استدار عنها مجدداً ليقفل الحقيبة و يحملها متجهاً إلى الباب. فأمسكت بذراعه:
ـ كورد أرجوك إلى أين أنت ذاهب؟
ـ هذا ليس من شأنك.
ـ أنا زوجتك!
ـ كنتِ
فركضت خلفه:
ـ أرجوك كورد, لا يمكنك الذهاب....
ـ و هل لديك سبب يجبرنى على البقاء؟
توقفت مايسى خجلة من توسلاتها... و تنفست بقوة.... و قالت بعنف:
ـ لا... ليس هناك سبب... و لماذا تبقى؟ لكن على الأقل لا تدعى... لا تكذب... فأنا أعرف أين أنت ذاهب.... أتظنى غبية؟ أنت ذاهب إلى باسكال.... أليس كذلك؟
وقف كورد للحظات, ووجهه متجهماً, ثم قال بسخرية متعمدة:
ـ أنتِ كأمك تماماً... *****.... و تفكيرك عاهر.
و استدار ثانية إلى الباب:
ـ خذى المفاتيح.... و أحتفظى بهذا الحجز, سأدفع الفاتورة بعدها رتبى أمورك بنفسك.
و خرج صافقاً الباب وراءه.
نهاية الفصل السابع
قراءة ممتعة