لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-14, 09:42 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 26 ـــ نداء المستحيل ــ فانيسا جيمس

 
دعوه لزيارة موضوعي


و طغى عليها العار و الخجل... و سمعت نفسها تطلق صرخة مخنوقة و انقبضت يدها لتدفعه عنها بكل قوتها:
ـ لا ! لا أذكر !
ـ مايسى........
مد يده إليها فضربتها .... أحست بقلبها يصغر و يتشدد و يمتلئ نقمة.
ـ ابتعد عنى و لا تلمسنى ثانية!
فتراجعت, ورأت القساوة تعود إلى وجهه .... قالت له:
ـ فى المرة القادمة ... المرة القادمة التى تقف فيها فى المحكمة.... يا إلهى, كم أتمنى عندئذٍ أن تتذكر هذا. و اتمنى ألا تنسى الما أنت حى! لا حق لك أن تقف هناك..... اتسمعنى؟ فما من أحد يمكن لك أن تقاضيه أكثر من نفسك. أيها المبتز, الكاذب, الكريهة المستغل ضعف الأخرين.... أنت لا تطاق ... أنت تقرفنى... أتفهم هذا؟ أنت....

ورأت قمه يلتوى بنصف ابتسامة:
ـ صحيح؟ لو كنت مكانك لما قلت هذا. ثم أن خبريتى كبيرة بمثل هذه المسائل.
ـ هذا كذب !
ـ لا... أنا لا أكذب.... ما كنت أريده أردتِه أنتِ أيضاً, لِمَ فعلتِ ذلك؟ أين هى طهارتك المدعية؟
ـ اللعنة عليك كورد! اتركنى!
لكن قبضته اشتدت أكثر, و فجأة تدفق الخوف مع الدم إلى قلبها..... خوف قديم أعمى غير منطقى.... وفقدت كل السيطرة على نفسها... و باندفاع حيواتى, أحنت رأسها لتتمكن من عضه, فتذوقت طعم الدماء الساخنة على شفتيها و لسانها.... و سمعته يصرخ من الألم, و تركها على الفور متراجعاً إلى الوراء ... تملكها الخوف مما فعلت فتراجعت بدورها و سمعته يضحك:
ـ أيتها الثعلبة الصغيرة! ماذا ستفعلين بعد هذا؟ أتضربين عينى بمخلبك؟
التفتت لتركض بكل حماقة دون أن ترى, لتصطدم بالطاولة خلفها... بصرخة مدوية حاولت التوقف, لكن الوقت كان قد فات..... و أنقلبت الطاولة ... الزهرية الخزفية الصينية القديمة, المكحلة الزمردية الأثرية , ارتمت على الأرض و تحكمت .... بعد التحطم ... ساد صمت رهيب بدا و كأنه له رنين فى أذنيها . و حدقت إلى الأرض بخدر ذهنى, نحو الشظايا الذهبية القرموزية البيضاء و الزمردية.... المسحوق الجاف للكحل الأسود تناثر كذلك, و الزهور البيضاء التى كانت فى الزهرية تحطمت, و صاحت:
ـ أوهـ... لا!
منتديات ليلاس
انحنت محاولة فعل شيئاً ما .... لكنه منعها.
ـ أتركيها.... لا يهم... كل شئ معرض للتحطم.
ـ أنا آسفة.....
ماتت الكلمات على شفتيها ليقينها أنه من السخف الاعتذار الآن, و استدار عنها برزانه ليضغط على زر جرس قرب الدفأة.
ـ سينظف الخادم كل شئ.... و سيحضر لكِ معطفك.
ـ كورد ....
فاستدار عنها, ثم فتح الباب فقال:
ـ الآنسة هاريس تود الذهاب.
ـ حاضر سيدى.
ـ أوهـ.... مايسى... أرجوكِ ... أدرسى طلبى.... أريد قراراً محدداً نهائياً.... هل نتفق بعد ثلاثة أيام؟ عندها سأعرف ما سأفعل.... فى كلتا الحالتين.
و ابتسم لها أبتسامه مثلجة.
و لم ترد, بل خرجت بسرعة إلى الردهة, و ساعدها الخادم على ارتداء معطفها بشكل رسمى. و لم يبدُ عليه أنه لاحظ ارتجافها
ـ عمت مساء آنسة هاريس.
ـ عمت مساء.
و أقفل الباب .
و هى تسير نحو منزلها ... توقفت و الهواء البارد يلفح وجها و قالت لنفسها كلمات صامتة: "لقد احبته يوماً.... أحبته كثيراً"
مواجهة نفسها بما تعرفه و تكتمه لسنوات أراجها.... ثم و بكل تعمد تركت الفكرة تتلاشى من جديد و كأنها قطعة نقود نغرق فى ماء عميق أسود . لمعت ثانية , ثم اختفت.
يجب أن تدفع المال بغض النظر عما سيحدث, و إذا حصلت أية فضيحة ستتحملها إلى النهاية, ثم بما بقى معها من مال ستأخذ آبيغال إلى بلاد بعيدة لا يعرفانها و لا يعرفهما فيها أحد. حيث ستتمكنان سوية من النسيان


نــهــايـــة الـــفـــــصــــل الـــثــالـــثـــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 24-09-14, 09:44 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 26 ـــ نداء المستحيل ــ فانيسا جيمس

 
دعوه لزيارة موضوعي


4 ـــ هـــــل تــــــــذكــــــــريــــــــن
منتديات ليلاس


ما أن وصلت مايسى إلى شقتها حتى شاهدت سيارة ديكى تختفى عند زاوية الشارع... رفعت نظرها إلى أعلى البيت القديم, فرأت ضوء منبعثاً من منتديات ليلاس عبر النوافذ.
تسلقت السلم متعبة, و دخلت الشقة, كانت آبيغال تجلس منحنية أمام النار, ملتفة ببطانية... و على الطاولة بقايا طعام, و زجاجة شراب, و أطباق متسخة. وقفت مترددة عند الباب.... رفعت آبيغال نظرها إليها... نظرة غريبة هى مزيج من الدهشة و الخوف و الفضول و قالت بدون لباقة:
ـ أترغبين بشئ تأكلينه؟
ـ لا ... شكراً لك.... لست جائعة, هل أنتِ أفضل حالاً؟
ـ تقريباً... لكنك تبدين رهيبة المنظر, أين كنت طوال هذا الوقت؟
قبل أن تجيب مايسى وقفت آبيغال لتقول :
ـ هل بقى شئ يؤكل؟ أرغب ببعض السلمون المدخن.... أكاد أموت جوعاً!
ـ أجلسى و سأعطيك ما تريدين.


منتديات ليلاســــــــــــــ



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 24-09-14, 09:45 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 26 ـــ نداء المستحيل ــ فانيسا جيمس

 
دعوه لزيارة موضوعي


حملت مايسى الأطباق المتسخة بسرعة إلى المطبخ, و أحضرت أخرى نظيفة, صبت لـ آبيغال ما تبقى فى زجاجة العصير ... كانت الجمل تتلاطم فى ذهنها طوال الوقت بما ستقوله لها و كيف؟ لكن عقلها تجمد جبناً و تردداً, فأعطت الكوب لـ آبيغال و جلست قابلتها بهدوء... ستلجأ إلى حيلة طفولية فتعد إلى عشرة و من ثم تتكلم....
لكن آبيغال ابتسمت لها ابتسامة غريبة:
ـ ستضطرين للشراب من هذا الكأس... لا يمكن للمرء أن يشرب نخباً لنفسه... صحيح؟ فهذا لا يجلب الحظ؟
ـ نخب؟!
ـ أصبحت مخطوبة.... و سأتزوج.
ـ تتزوجين
فضحكت آبيغال:
ـ كان عليك إظهار سعادة أكبر! خذى... أشربى نخب العروسين السعيدين
و راقبتها آبيغال و هى تشرب العصير ثم تضع الكوب من يدها, لتلتفت و تسألها :
ـ هل... أخبرت ديكى بالأمر؟
ـ لا..... لكنه لم يتردد فى طلب يدى.... و لن يتأخر زواجنا كثيراً. فهذه الليلة سيخبر تلك العجوز المشاكسة, و ستكون ضربة فوق عينيها, ألا تظنى ذلك؟
ـ لكن آبيغال....
ـ لقد كان ناعماً معى.... لطيفاً... و سعيداً. و لكن كيف؟ لا أستطيع أخبارك يا ماى... أعنى... أنتِ كنت دائماً واثقة من حدوث ذلك, أتعلمين ... عندما نلتقى الواحدة منا بالرجل المناسب تحس به هنا....
و أشارت إلى قلبها و أكملت:
ـ و الليلة, آهـ.... كم أحبه... يا ماى! سأكون زوجة طيبة له.
ـ آبيغال ... لماذا لم تخبريه؟
ـ ماذا أخبره؟
ـ حول المال... حول...
ابتسمت عينا آبيغال و التفتت إليها مقاطعة:
ـ أوهـ... لا أستطيع إخباره الآن.
ـ يجب أن تخبريه.... إذا كنتما ستتزوجان, لا يمكن بدء حياتكما بالكذب.
ـ هذا ليس كذباً, و سأخبره ....فيما بعد. فنحن نخطط الآن و هو سعيد...
ثم صمتت و امسكت بيد أختها متوترة و احمر وجهها السعيد..... و أكملت:
ـ ألا ترين ماى؟ كل شئ أصبح مختلفاً فلا تتخلى عنى الآن حتى تسير أمورى على ما يرام بعد أن ينتهى كل شئ.
عضت مايسى على شفتيها و أحست بالدموع تبلل عينيها.
و أحست ببرودة شديدة تتملك قلبها... لفت ذراعها بلطف حول آبيغال و قبلتها. فتنهدت الأخيرة, و عادت تجلس فى مقعدها.
و تبادلتا نظرات التفاهم الكامل .... فطمأنتها مايسى بصوت منخفض.
ـ لا داعى للقلق. أعدكـ.
ـ شكراً ماى.... و شكراً لتركنا وحدنا الليلة.... أنت ذكية جداً... هل ذهبت إلى مكان مميز....!
هزت مايسى رأسها, و بدأت تشغل نفسها بترتيب الغرفة.
ـ لا... ليس مكان مميز... ذهبت لأرى مايك فى المعرض, هذا كل شئ.
ـ إذن, سيكون كل شئ على ما يرام حقاً؟
ـ أعدكـ
فابتسمت آبيغال و أرسلت لشقيقتها قبلة فى الهواء:
ـ أنت ملاك!
اليوم التالى كان يوم السبت.... استيقظت مايسى باكراً و قدمت لـ آبيغال الشاى و هى فى السرير, و قالت:
ـ هيا... استيقظى و تنشطى!
رفعن الستائر لتدخل أشعة الشمس إلى الغرفة, فأغمضت آبيغال عينيها, فهى لم تنم أكثر من ساعتين... ثم فتحتهما من جدبد و اجبرت نفسها على أن تبدو مرحة و أخذت الفنجان.
ـ هذا تشريف غير عادى, أظن أننى سأتعود على الصحو باكراً. لقد استيقظت عند السادسة و النصف, أليس هذا أمراً رائعاً؟
ـ هل أنتِ بخير؟
ـ أوهـ.... أنا بخير تماماً. و لا مانع لدى للمرض... و الراحة... قال الطبيب إن راحة أسبوع تكفى, على الأكثر, سأكون بخير.
ارتشفت قليلاً من الشاى, و راقبتها مايسى عن كثب.... ثم قالت آبيغال:
ـ ماى.... أكنتِ جادة ليلة أمس؟ هل حقاً سيكون كل شئ على ما يرام؟ أتظنين أن بإمكانك....
ـ أجل... سيكون كل شئ على ما يرام. أمامى ثلاثة أيام, فى نهايتها سأتدبر الأمور آبى.... أعدكـ.
ـ أتعنين أنك حقاً سوف........
ـ لا تسألنى.... أقسم لك أن كل شئ سيكون على ما يرام, لكننى لن أتحمل... الكلام عن الأمر الآن, أتفهمين؟
أخفضت آبيغال رأسها متنهدة, فأكملت مايسى:
ـ آبى... من الأفضل أن تبتعدى عن الموضوع... لا تكلمى ليو عنه, أو أى شخص آخر. أتركى الأمر, يجب أن تتركى العمل.... و بإمكانهم تدبير سكرتيرة أخرى.... عدينى بذلك؟
ـ ليس الأمر صعباً! إن التفكير بالاقتراب من هناك يجعلنى سقيمة... هل أستقيل؟
ـ أجل... كلما كان أسرع, كان أفضل....
فوقفت آبيغال و اتجهت إلى الباب حيث توقفت:
ـ ماى.... تعرفين كم أحبك.... و أنا آسفة على ما قلته لك...
ـ لم يعد الأمر يهم.... ربما أنت محقة بطريقة ما.
ـ قد يتقلب الأمر إلى الأفضل مايسى....
ـ ربما هو خير ما ينتهى بخير... و الآن أذهبى... و لن نتكلم فى الموضوع.
بعد خروج آبيغال, أغتسلت مايسى و ارتدت ملابسها... أحست بأنها أفضل حالاً من ليلة الأمس, على الأقل هادئة.... لأنها عرفت أن لا طريق آخر للخلاص, و لا وقت للتردد, و لا مجال للتسوية.
يجب أن تقوى نفسها و تمحو كل الألم و الخوف.... فالمهم آبيغال و سعادتها.
لو أن الماضى بختفى, لو أنها تستطيع أن تنسنى... حتى تواجه الأمر ببرود... لكن مجرد التفكير به جعل نبضات قلبها تتسارع... و أطبقت الذكرى على جسدها ز كأنها الحمى.... ليلة أمس, لم تكن تحس بالبرودة أو عدم التأثر أو التخفظ.... هل هذا هو سبب إذعانها للأمر الآن....؟ سبب وعدها لـ آبيغال بسرعة, أهذا ما تريد أن أهذا ما تريد أن يحدث, فى سرها؟ لا.... أغلقت باب أفكارها لتبعد الفكرة, الأمر ليس هذا! ستخرج لتتمشى.... ستفعل أى شئ... فأسوأ شئ لها هو الجلوس و الأستسلام للتفكير.
بينما كانت تقرر .... رن جرس الباب... فقفزت مجفلة... و سارعت لترد. على الباب امرأة غريبة حدقت بها مايسى بدهشة.
كانت قصيرة, عريضة, مسترجلة قليلاً... عريضة الوجه لكن عينان حادتان حذرتان ذكيتان, و زرقاوان.
ـ لابد أنك مايسى....
ـ أجل.... أنا مايسى...
ـ أنا والدة ديكى.
و تقدمت المرأة إلى الأمام. فاستجمعت مايسى شتات نفسها و قالت :
ـ أوهـ لايدى تننت... تفضلى بالدخول.
ـ شكراً لكِ عزيزتى. آبيغال ليست هنا كما أعتقد؟ هذا ما ظننته... فأنا لم أتصل, و هذه فظاظة منى, لكنى أريد التحدث معط, عزيزتى, أنجلس هنا؟ جيد!
دخلت فوراً إلى غرفة الجلوس و نظرت حولها بإعجاب فعيناها لا تفوتهما شئ, ثم استدارت إلى مايسى مبتسمة:
ـ كم هذا رائع..... كم عرفت أنك أنتِ الشقيقة المتعقلة, و أنت بكل تأكيد لا تبدين مثل آبيغال.......
ـ هل اقدم لكِ بعض القهوة, .... أو الشراب؟
ـ لا شكر لكِ يا عزيزتى, لن أمكث طويلاً.
و سوت جلستها فى منتصف الصوفا, فجلست مايسى قابلتهاو عينا المرأة لا تغادران وجهها, و عادت إلى الابتسام:
ـ حسناً يا عزيزتى.... أمامنا مازق.... فماذا ستفعلين؟
احمر وجه مايسى و هى ترد:
منتديات ليلاس
ـ انظرى لايدى تننت.... أعرف أن هذا كان صدمة لكِ....
ـ صدمة ؟ بالتأكيد صدمة! أوهـ..... نعلم أن ديكى مجنون بحب آبيغال....و لم أكن و والده مضطربين حول الأمر.... إذ نعرف أن لا فائدة من الجدال معه.... و ها قد حصل ما كنا نخشاه.
ـ أظنهما سعيدان, لايدى تننت... و أنا واثقة من هذا.
ـ صحيح.... و لا تدعينا نتجادل بالتفاهات.... كنت آمل أن يتعقل ديكى مع الوقت... لكن من الواضح أنهما اتفقا على الزواج, لكننى لا أوافق على كل هذه الأمور العصرية... فى أيامى كان هذا مستحيلاً.... لكنه سهل هذه الأيام, و على الناس مواجهة نتائج أفعالهم.
أحست مايسى بالسقام.... إنها نفس كلمات كورد ليلة أمس.... و أكملت اللايدى :
ـ أنه لا يزال صغير جداً, فأنا لم أتزوج قبل الثلاثين... وكنت آمل أن يكون عاقلاً. و المرأة لا يمكنها ان تعيش حياة أولادهاعنهم....و لكننى أردت معرفة رأيك فى الموضوع.... هل سيكون الزواج كارثة؟
كانت تطرق الموضوع مباشرة, و بصراحة.... و لم تتمالك مايسى نفسها فابتسمت:
ـ اعتقد أن آبيغال صغيرة جداً.... أما ديكى فليست أدرى... لقد كان لطيفاً معها.
ـ أتعنين أنها ستكبر؟ .... حسناً... ربما يحدث هذا.
امعنت النظر إلى مايسى:
ـ إنها تحبه.... أليس كذلك؟
ـ كثيراً.
ـ هذا أمر سطحى فما كان هنا اليوم يتلاشى غداً.
ـ لايدى تننت.... أعلم تماماً ما تقصدينه... لابد أن آبيغال تبدو متهورة... صغيرة... و ربما متقلبة. لكنها ليست كذلك.... فى العمق هى شخصية قوية المشاعر, قوية الإرادة.... تحب أبنك. و تريد من كل كيانها أنتكون زوجة طيبة له... قالت لىّ هذا بنفسها ليلة أمس.
ـ أفهم هذا, نحن لا نعرف عائلتكما, طبعاً.... أمك ميتة, كم أعتقد؟
ـ ماتت منذ عشر سنوات.... و والدنا حى أنه يعيش خارج البلاد معظم الوقت... أنه كاتب.
كتمت مايسى ابتسامة تسلية... لو أنها تقول للايدى تننت عن سياسة أبيها, عن إيمانه الماركسى, عن عضويته للحزب الشيوعى ... فماذا ستقول؟
ـ كاتب؟ و ه ل سمعت عنه؟
ـ لا أظن.... فهو ليس اتب مشهور. و هل تظنين أن عائلتنا غير مناسبة لكم لايدى تننت؟
ـ أريد أن يكون أبنى سعيداً ... و لا أريد أن نتجرجر كلنا إلى المحاكم مستقبلاً لأجل الطلاق.
ـ لايدى تننت أرجوك.... آبيغال و أنا تربينا فى عائلة تفتقر إلى الأمن العاطفى... فزواج والدينا كان كارثة... بالكاد ... عاشا معاً... مع ذلك لم يتطلقا ألا ترين أن كل هذا يجعلنى و آبيغال نشعر باهمية الزواج, الحب, و الألتزام؟
بدت الشكوك على اللايدى و أجابت بصراحة:
ـ هذا ما يبدو عليك عزيزتى, و لا شك مطلقاً بصحة ما تقولينه أما بالنسبة لـ آبيغال؟ حسناً.... الوقت وحده كفيل بكشف هذا... أحس الآن بأننى أفضل حالاً... بعد أنا قابلتك.
ووقفت, مستديرة نحو الباب ترتدى قفازاتها ثم توقفت:
ـ أترين عزيزتى... لست قديمة الطراز’ إنما الزواج هو أهم خطوة تتخذها المرأةفى حياتها ... كل شئ يتوقف على قرارها الصحيح... الأولاد ... حياة الأخرين... سعادتها ... مستقبلها, مستقبل زوجها... كل شئ.... المسألة الكبرى هى فى كيف تقررين؟ يف تحكمين؟ كيف تعرفين؟ و كل ما آمله أن تكون آبيغال قادرة على إتخاذ القرار و أنها لن تتغير مستقبلاً... هذا هو حقاً ما جئت أسأل عنه.
أحست مايسى بكل شكوك العالم تتخبط فى ذهنها, فأخفضت عينيها ... و قالت بصوت منخفض:
ـ أظنها ستفعل.... و يمكن أن أحدثها إذا ظنت أن هذا مفيداً ... لكننى لا أظن أن هناك شيئاً لم أقله لها بعد.
ـ هذا ما أتمناه... و سأشعر بالسعادة أكثر لو فعلت يا عزيزتى... ألا تفكرين أنت بالزواج؟
ـ لا.... أبداً.... لماذا تسألين؟
فابتسمت اللايدى!
ـ لا شئ عزيزتى... مجرد سؤال عرضى... أرجوك... لا ترافقينى إلى الخارجو شكراً على جديتك معى... ألا تأتين لتناول العشاء معنا فى إحدى الليالى, عندما تكونين حرة؟ مع آبيغال طبعاً.
ـ سأحب هذا جداً... شكراً لكِ.
ـ جيد... و الآن يجب أن نبدأ بالتحضير لهذا الزواج... فهناك الكثير... و أظن أنهما مستعجلان.... هه؟
لوحت بيدها مسرعة و خرجت .... و راقبتها مايسى من النافذة و هى تبتعد....


منتديات ليلاســــــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 24-09-14, 09:49 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 26 ـــ نداء المستحيل ــ فانيسا جيمس

 
دعوه لزيارة موضوعي

ثم جلست تستمع إلى بعض الموسيقى و التقطت الاتف لتتصل برقم ... و رد كوردعليها... عرفت صوته مباشرة:
ـ أنا مايسى هاريس... أتصل بك لأقول أننى موافقة على طلبك.
و ساد صمت قصير.... قال بعده:
ـ هكذا إذن.
ـ متى تريدنى أن....
و ترددت و احست بالدم يتصاعد إلى وجهها, و لو أنها كانت وحدها و لا أحد يراها, و لم تستطيع التفكير بالكلمات المناسبة... و توقعت منه أن يضحكلكنه قال:
ـ أظن الليلة ... ما رأيك؟ تعالى إلىّ... الليلة فرصة الخدم, و لكننى أستطيع تقديم العشاء لكِ.
ـ لست بحاجة إلى العشاء.
ـ تعالى فى الثامنة.
و أقفل الخط.
استحمت.... ثم غيرت ملابسها, لكنها لم تستطيع جعل نفسها تحس بالنظافة... ارتدت الثوب الأسود نفسه كى يرى أنها لم تجهد نفسها كى تبدو مغرية.... ربما تأمل أن يقنعه هذا بتغيير رأيه.
فتح لها الباب, إلى منزل صامت يتلألأ بالأنوار... و أخذ عنها معطفها.... و رأت أنه لاحظ ما ترتديه. فرفع حاجبيه ساخراً بابتسامة:
ـ نفس الزى؟
فردت بحدة:
ـ و نفس اللعبة.
ـ تتبدين جميلة.
ـ أرجوكـ.... ليست بحاجة إلى الإطراء. لست بحاجة لأن تغازلينى.
ـ ماذا لو رغبت فى هذا؟
ـ لا تزعج نفسك!
ـ كما ترغبين.
و بطريقة رسمية, قاد الطريق إلى منتديات ليلاس غرفة الأستقبال حيث كانا الليلة السابة... حتى أن الطاولة التى انقلبت كان عليها إناء جديد و وروود حمراء, فابتسم:
ـ أتعجبك؟
ـ لا أحب الزهور المستنبة فى الداخل.
ـ لا... هذا ما أتصوره... دعينى أقدم لكِ شراب.
لم يسألها عما تريده, مع أنه لاحظ الرفض الذى تصاعد إلى فمها لكنه صب شراب الكرز الأحمر فى كوبين طويلين, أعطاها أحداهما فتجاهلته:
ـ هذا أمر سخيف.... أنت تحول هذا إلى احتفال لا معنى له!
سمها طقوس.... فأنا أحب الطقوس.
و دفع الكأس إلى يديها:
ـ ماذا تتوقعين أن أفعل؟ أن أقبض على شعرك لحظة دخولك لآخذك على سجادة الردهة؟ أم أجرك إلى غرفتى فى الحال؟ ربما تفضلين هذا؟
ـ لا أتوقع شيئاً ... و أفضل جداً ألا تنافق.
ـ فهمت.. لكن لا أظن أننا سنفعل هذا حسب طريقتى.... سنتناول العشاء معاً, بطريقة متمدنة, و نتحددث عن الأيام الخوالى... و سيكون هذا جميلاً.... ألا تظنين هذا؟ ثم......
فقاطعته و عيناها تلمعان غضباً:
ـ ثم تدعى أن هذا كله أمر طبيعى, كما أعتقد؟ إنه إغواء روتينى آخر... أننى جئت إلى هنا بمحض إراداتى... و ... لا أحد يدرى...
ـ جئت بمحض إرادتك... هذه أشياء يمكن أن تحدث.
ـ لا أظن!
ـ ألا يمكنك الجلوس الآن؟ تبدين درامية فى فستانك الأسود, تمسكين بالكأس و كأنك تفكرين فى تحطيمه على رأسى... لقد جرحتنى من قبل... مرتين... و الأفضل ألا تفعلى هذا ثانية.
ـ لم يكن جرحاً عميقاً فى كلا المرتين!
ـ لا؟
و فهمت ما يعنيه, فاتسعت عيناها.... فجأة أحست بخوف رهيب. و لابد أنه لاحظ خوفها, فقال بلطف:
ـ لا تقلقى.... لن أؤذيك.... فلست سادياً يا مايسى.
ـ كورد ........أنا..........
قطع الغرفة نحوها بسرعة, و برقة مدهشة لف ذراعه حولها, و رفع رأسها نحوه... نظر إلى عينيها, و كأنه يبحث عن شئ فيهما و علمت أنه يحس بارتجافها ....فقال:
ـ أنت خائفة... مايسى.... لا.... لا أريد أن تكونى خائفة .. أسمعى...
أرادت أن تقاومه .... لكنها لم تستطيع, أخذ يهدهدها بين ذراعية مطمئناً كالطفلة, و أكمل:
منتديات ليلاس
ـ إذا كان هذا سيساعدك.... أود أن تعرفى أنى أهتممت بكل شئ دفعت المال.... و أعطيت التعليمات للمحاسبين أن لا يذكروا التباين فى الحسابات... ولن يكون للأمر مضاعفات... لكن على آبيغال أن تترك العمل... عدا ذلك لا شروط عملية و لا قانونية.
رفعت رأسها مذهولة:
ـ أهذا صحيح؟
بالرغم مما تظنيه بىّ.... فأنا ليست كاذباً.
ـ لكنى لم أعطك المال بعد.
ـ سنتحدث فى هذا لاحقاً.
تراجعت إلى الخلف تخلص نفسها من بين ذراعيه... و معانى ما قاله لها تدخل عقلها ببطء. كأنما مشاعرها قد تبلدت باقترابه منها. و قالت بصوت أعلى قليلاً من الهمس:
ـ و متى فعلت هذا؟
ـ هذا الصباح.
ـ و لكن... لماذا أنا هنا؟
ـ وحدك من يستطيع الإجابة على هذا السؤال.
ـ لكن, ما كنت جئت لو....
ـ تابعى!
ـ لقد جئت فقط لأن كل شئ تغير.... هذا ما عرفته بالأمس ....آبيغال ستتزوج.... ولهذا جئت!
فهز كتفيه صامتاً, و عادت عيناه إلى البرودة:
ـ لست آبه للأسباب التى جعلتك تأتين... فأنت هنا... و بالنسبة لىّ ... هذا هو المهم.
ـ أتعنى أن هذا كافياً, أى أن بأستطاعتى الذهاب الآن... دون....
ـ لم أقل هذا.
ـ ليس لك ممسك علىّ الآن.
ـ أوهـ... بلى لىّ ممسك عليك. لقد عقدنا اتفاقاً, فهل ستحاولين النكوث به؟ كم هذا أمر مثالى من عائلتك!
ـ لا أقصد, فلماذا لا تكون صريحاً كورد؟ كل هذه محاولة منك لجعل الأمر كريه, مقبولاً قليلاً, أليس كذلك؟ ماذا تتوقع؟ أن أرمى بنفسى بين ذراعيك عرفاناً بالجميل؟
ـ قد يكون امر مهماً لو فعلت.
فتصاعد غضبها:
ـ هذه خدعة رخيصة منك! طريقة لإقناعى بفعل أمر ما....
ـ ربما.
ـ أكرهك.... كورد!
ـ مايسى هل تكرهيننى حقاً؟ حسناً... ربما سأتمكن من تغيير رأيك... و الآن... هل لنا أن نتوقف عن هذا الصراع؟ أظن ان علينا الدخول لتناول العشاء... أنفعل؟
قبل أن ترد ...دفعها أمامه ممسكاً بذراعها بقوة لم تستطع معها المقاومة. و قطعاً غرفة الطعام ثم وصلا إلى حيث سيتناولان العشاء معاً... فى المطبخ... كان المطبخ غرفة جميلة, أرضيتها حجرية و خزان و رفوف خشبية. فيها طباخ من طراز قديم و على الطاولة أطباق بيضاء و زرقاء... اجبرها تقريباً على الجلوس على إحدى الكراسى و قال:
ـ أليس هذا رائعاً؟ رأيت أنه الأفضل أن نتناول العشاء هنا... كشخصين متزوجين.
ـ هل حضّر خادمك كل هذا؟ يبدو طباخاً ماهراً.
ـ إنه يهتم بكل حاجاتى المنزلية.
ـ كم أنت محظوظ!
فابتسم:
ـ أنا أعمل جاهداً.
فردت الابتسامة:
ـ أعلم.... لقد قرأت عن محاكماتك الشهيرة.
أكملا الطعام بصمت, لم يكن لـ مايسى شهية للأكل... لكنها أحست بالراحة, و عاودتها شجاعتها.... قطع الصمت متسائلاً:
ـ إذن آبيغال ستتزوج, أليست صغيرة بعد؟
ـ إنها فى العشرون..... مغرمة.
ـ و من ستتزوج؟
ـ أسمه ديكى تننت.... ربما تعرفه.... أو تعرف أباه... كان قاضياً كما أعتقد.
فابتسم:
ـ لحسن الحظ لم التق به.... فهو من الأفراد الأكبر سناً فى القضاء. لكنى أذكر ديكى.... أنه أصغر منى طبعاً, لكننا كنا فى نفس المدرسة... و له أم رائعة, كما أذكر.
ـ لابدى تننت؟ إنها لطيفة جداً.
ـ تقريباً
ـ و والدك.... هل يعرف بأمر الزواج.... و كل شئ؟
ـ لا.... لم يعرف بعد, فنحن لم نره منذ سنوات.
ـ ألا يزال يكرس نفسه لتحرير الجماهير؟
ـ لا يزال يكتب كما أعتقد.
ـ كم هو مخلص.
وقف ليغيير طبقها المتسخ, ثم أكمل:
ـ حقاً مايسى... لو لم يكن الأمر منافياً للعقل لقلنا إن أفراد عائلتك مؤثرون جداً.
ـ لا أرغب فى بحث أمر عائلتى معك!
ـ لم تتغيرى كثيراً .... أليس كذلك؟
وصب لها طبق طعام آخر, فرفعت نظرها إليها... فأكمل:
ـ أذكر يوم مولدك, كنت فى السابعة يومها, و عائد من المدرسة, كانت عائلتينا لا زالتا متصادقتان... كان هذا طبعاً قبل....
و تردد ثم قال:
ـ لقد راقبتكِ تكبرين مايسى.
ـ لا أذكر....
ـ لكننى أذكر.... ذهبنا يوماً لزيارتكم, أبى و أنا... لكنك كنت مقيمة عند عمة لكِ
ـ عمتى كارلا.... لقد ماتت.
ـ هذا صحيح... أمك كانت حية بومها. أذكرك أنكِ كنت تجلسين فى الزاوية دون أن تقولى شيئاً. كنت فى الثانية عشرة كما أظن.
ـ لا أذكر.
لكنها كانت تذكر فى كل مرة تقابله... كان صبياً طويلاً متكبراً, يراقب الجميع بإزدراء, و سمعته يضحك:
ـ لقد أمضينا الصيف معاً مرة, نحن الأربعة... أتذكرين هذا؟ العام الذى سبق موت أمك, فى فنكوفر.
وضعت مايسى السكين و الشوكة من يدها, فقد أحست بشحوبها.
ـ لا أريد التحدث عن كل هذا.
ـ أيثير فيك هذا الحديث الكثير من الذكريات؟ حسناً كما تشائين.
وقفت بسرعة حتى كادت توقع الكرسى من خلفها.
ـ أرجوك أن توقف هذا الحديث.... إنه لا يحتمل!
ـ ربما كان يجب أن أترككِ تعتقدين أننى ليو... أيمكنك أن تتحمليه أكثر...مايسى؟
فصاحت:
ـ لا.... لن أتحمله.... فأنا....
ـ هلا صعدنا إلى فوق؟
تحرك نحوها فعلمت أنه سيلامسها من جديد... و سيحضنها فسارعت إلى الأبتعاد عنه, و استدارت نحو الباب, فتراجع ليفتحه لها... و دون أن تنظر إليه, أكملت طريقها نحو الردهة ... لكن شجاعتها هناك تخلت عنها. فاستدارت إلى غرفة الأستقبال, و قال بصوت بارد ساخر:
ـ هنا؟
تحركت فوراً نحو دفء النار... فدخل الغرفة وراءها و وقف يراقبها... كانت ترتجف... و ما كانت تفكر به الآن هو أن تفعل المطلوب و تنتهى... و أن تخرج من هذا المنزل... تبتعد عن كلامه و ذكرياته, بعيداً عنه و عن عينيه المتفحصتين.... بعد جهد لتثبيت ارتجاف يديها, رفعتهما إلى ياقة الفستان... لتفتش عن قبضة السحاب الذى يقفل ظهره.... و لم يتحرك لمساعدتها, و لم يقل شيئاً, فالقبضة عالقة بشعرها ... و هى تشعر بوجهها يحترق و الدموع تتدفق من عينيها, كافحت لتحررها من شعرها, ثم أحست به يتقدم مها بسرعة:
ـ اسمحى لىّ.
احست بقبضة السحاب تتحرك, و هو يكشف الفستان عنها بحركة واحدة, للحظات جمدت... تمسك بياقة الفستان حول عنقها... فتراجع و يداه مكتفتان ... يراقبها ... و كأنه ينظر إلى تمثال حجرى فى معرض, فاجأتها برودته و ملأتها غضباً, هو الذى يجب أن يخجل من لا مبالاته و ستجعله يشعر بهذا الخجل.
و سمعته يتنفس بحدة حين تركت ياقة فستانها, فأنزلق بأكمامه الواسعة عن جسدها حتى الخصر.


نــهـــايـــــة الـــفــــصـــــل الــــرابــــــع

قــــــــــــــــــراءة مــمـــتــــــــــعـــــــــة

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 24-09-14, 09:55 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 26 ـــ نداء المستحيل ــ فانيسا جيمس

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافية زهورتي
رايحة أفطر مشان أمخمخ في القراية لوووول

Sent from Mobile using Tapatalk

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام المكتوبة, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, زهرة منسية, نداء المستحيل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية